02-28-2023
|
#9
|
سورة النصر..
تعددت الأقوال عند أهل العِلم في وقت نزول سورة النصر؛ فقد ورد عن الصحابي عبد الله بن عُمر بن الخطاب -رضيَ الله عنهما- أنّ سورة النصر نزلت بمِنى في حجّة الوداع، ثم نزل بعدها قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) ، وقد عاشَ رسول الله -صلّى الله عليهِ وسلّم- بعدها ثمانينَ يوماً؛ ولذلك فإنها تُسمّى سورة التوديع..
فقد فسّر الصحابي الجليل ترجمان القرآن عبد الله بن عبّاس -رضيَ الله عنهما- سورة النصر فقالَ في تأويلها إنّها دلالة على اقتراب ودنوّ أجل رسول الله -صلّى الله عليهِ وسلّم-. وقد جاء عن بعض أهل العلم أنّ هذه السورة أي سورة النصر نزلت بعدَ رجوع الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- من غزوة حُنين، وقال بعض العلماء إنّ سورة النصر نزلت في زمن غزوة خيبر؛ فكانَ النصر بعد ذلك لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والفتحُ المُبين العظيم في يوم فتح مكّة.
فيها الوعد الإلهي للنبي محمد بالفتح المبين الذي تم ذكره في سورة الفتح، دون قتال خشية أن يقتل المسلمون من لا يعلمون بإسلامه، فدخل النبيّ وصحابته فاتحين مكّة بلا قتال أو دماء، حتّى روي عنه صلّى الله عليه وسلّم بأنّ عمامته كادت أن تلامس رأس ناقته لشدّة تواضع النبيّ لله في هذا اليوم الميمون، وشكره على كرمه وفضله وكسرت الأصنام التي كانت حول الكعبة آنذاك، وتمّ تطهير الكعبة وما حولها وصعد بلال وأذّن فوق الكعبة ففرح المسلمون، واغتبطوا لهذا النصر المبين..
|
|
|
|