في شهر رمضان : ليكن لك غرس طيب أينما حللت يبقى أثرا زكيا لك في حياتك ومماتك.

روى مُسلمٍ بسنده في صحيحه أن النبي - صلى الله عليه - قال :
( مَا مِن مُسلمٍ يَغرِسُ غَرْسًا إلا كان ما أُكِلَ منهُ لهُ صَدَقةٌ وما سُرِقَ مِنهُ لهُ صَدَقةٌ وما أَكَلَ السّبُعُ فهوَ له صدَقةٌ وما أَكلَتِ الطّيرُ فهوَ له صدَقةٌ ولا يَرْزَؤه أحدٌ إلا كانَ لهُ صَدقةٌ)

قلت : في الحديث يبين صلى الله عليه و سلم فضل الغرس وهو إثبات الشجر في الأرض وفضل الزرع وهو نثر البذر في الأرض وأن كل ما ينتج عنهما يعود ثوابه على الزارع و الغارس ولو بعد موته صدقة جارية فما أخذ أحد منه شيئا إلا كان له صدقة فإن أكل منه الناس فله بذلك صدقة بل وإن سرق سارق منه أو أكل الحيوان أو الطير منه فله في كل ذلك أجر الصدقة . يقول النّوويُّ في شرح مسلم في هذه الأحاديثِ * فَضِيلةُ الغَرْسِ وفضِيلةُ الزَّرْعِ* وأنّ أجْرَ فَاعِلِي ذلكَ مُستَمِرٌّ ما دامَ الغَرْسُ والزّرْعُ وما توَلّدَ منهُ إلى يومِ القيامةِ. وقوله صلى الله عليه وسلم: ( ولا يَرْزَؤه ) أي : يَنقُصُه ويَأخُذُ مِنه) .انتهى .
وليت شعري فإن كان هذا أجر من غرس شجرا في الأرض فكيف ثواب من غرس أعمالًا صالحة في حياته؟؟ فاغرس ما شئت في هذه الدنيا من زرع و عمل طيب وولد صالح وعلم ينتفع به الناس و أثر زكي و ذكرى طيبة يذكرك الناس فيدعون لك عن ظهر غيب .
* جعلنا الله و إياكم ممن يترك أثرا طيبا أينما كان و حيثما حل و عند كل من لقي و صحب ، فيبقى ذلك له غرسا طيبا مباركا في حضوره و غيابه و أجرا و ثَوَابا متصلا جاريا *
صباح الغرس الطيب و الأثر الزكي
أسعد الله صباحكم بكل خير .