ومن عجيب ما يقع في الحبّ طاعةُ المحبّ لمحبوبه، وصرفه طباعه قسرًا إلى طباع من يحبُّه، وربّما يكون المرء شرس الخلق، صعب الشّكيمة، جموح القياد، ماضي العزيمة، حميّ الأنف، أبيّ الخسف، فما هو إلّا أن يتنسّم نسيم الحبّ، ويتورّط غمره، ويعوم في بحره، فتعود الشّراسة ليانًا، والصّعوبة سهلةً، والمضاء كلالةً، والحميّة استسلامًا.
ابن حزم الأندلسيّ .
|