-
لا أزال أنا هُنا.
في هذه النُقطة. الدقيقة.
التي وقفتُ بها أمام الباب.
مقابلًا للسيد زوج خالتي.
مُحتضنًا ابنته المفجوعة. بكاءً.
لازلتُ انتظر منه ان يتكلم.
أن يقول شيء. اي شيء. ان يقول ان حالته خطرة.
ان له حالة على الأقل.
بكاء أمي و خالاتي بالأعلى يشق القلوب.
و نظرتي لازالت. مكانها.
قُل شيئًا. قُل.
يمضي الي. بخطوات متثاقلة.
اهمس بغصة. لا تخرج كلمة مني. اقول في سري. قُل.
و احتضانه اياي. مُعلنًا يُتمًا جديدًا يجتاحني.
اطلق نفسًا مخنوقًا متألمًا.
آه.
جُل ماقلته.
و اغماء اختي. سقوط أمي. و حالات الجزع و الرُعب التي كانت بالأعلى.
كُلها جعلت قدمي تذوب.
أين أحمد.
صوتٌ فيّ يسأل.
و تصاعد الانفاس الضيقة يخرج زفيرًا مُختنقًا.
آخ.
احاول نوم تلك الليلة.
بتهدئة من ابن عمي.
و لا طريق.
خدعته بنومًا زائف. و ما ان خرج.
حتى بكيت.
بكيتُ و بكيت. حتى تقطعت عيني دمًا.
لقد فارقتُ الكثير.
الكثير حتى هرمت.
أبي. هو. أخي.
وسط بكائي انام. متأملًا ان يكون هذا كابوسًا.
أن اذهب إلى الجامعة. لتقديم اخر امتحاناتي.
و اصحو.
واجدًا الجميع يحدق بي.
لأبكي.
عُد.
ما عدتُ بعدك شيئًا.
|