عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-2017   #1
 
الصورة الرمزية طهر الغيم
 

افتراضي كفكفْ دموعَك . . ابراهيم طوقان

كفكفْ دموعَك . . ابراهيم طوقان


كفكف دموعك,فليس ينفعك البكاء ولا العويلُ!

و انهض ولا تشكُ الزمان فما شكا إلا الكسولُ

و اسلك بهمّتك السّبيل,ولا تقل كيف السبيل؟

ما ضلّ ذو أملٍ سعى يوماً وحكمته الدليلُ

كلا ولا خاب امرؤٌ يوماً ومقصده نبيــــلُ

* ** *
أفنيتَ يا مسكينُ عمركَ بالتأوّه والحزنْ

وقعدتَ مكتوف اليدين تقول:حاربني الزَّمنْ

مـــا لم تقمْ بالعبءِ أنتَ فمن يقوم به إذن؟!

* ** *
كمْ قلتَ(أمراضُ البلاد) ، وأنت من أمراضها

و الشّؤم علَّتُها، فهل فتَّــشت عــن أعراضها؟!

يا من حملتَ الفأسَ تهدمـها علـى أنقاضها

اقعد فما أنت الذي يسـعى إلى إنهاضــها

و انظر بعينيك الذئاب تعبُّ في أحواضــــها!

* ** *

وطنٌ يباع ويشترى وتصيح:فليحيى الوطنْ

لو كنت تبغي خيرهُ لبذلت من دمكَ الثمــنْ

و لقمتَ تضمد جرحهُ لو كنت من أهل الفطـنْ

* *** *
أضحى التشاؤم في حديثك بالغريزة والسّــــليقـهْ

مثل الغراب ، نعى الديار و أسمع الدنيا نعيقهْ

تلك الحقيقةُ ، و المريض القلب تجرحه الحقيقهْ

أملٌ يلوح بريقُــهُ فاستهدِ يا هذا بريقَـــــهْ

ما ضاق عيشُكَ لو سعيتَ له، ولو لم تشكُ ضيقَهْ

* *** *
لكن توهّمت السَّقامَ ، فاسقمَ الوهمُ البـدنْ

وظنتَ أنّك قد وهنتَ فدبَّ في العظم الوهنْ

و المرء يرهبهُ الرَّدى ما دام ينظر للكفـنْ

اللهَ ثمَّ اللهَ ما أحلى التَّضامن والوفاقا !

بوركت مؤتمراً تألّف لا نزاع ولا شقاقا

كم من فؤادٍ راق فيـهِ ، ولم يكن من قبلُ راقا

اليوم يشرب موطنـــي كأس الهناء لكم دهاقا

لا تعبأوا بمشاغبـــينَ ترون أوجههم صفاقا

* *** *
لا بدَّ مــن فئـــةٍ -أُجِلْكمُ – تلذُّ لــها الفتـــنْ

تلك النفوس من الطفولة أرضعت ذاك اللبـــــنْ

نشأت على حبِّ الخصام،وبات يرعاها الضَّغَنْ

* *** *
لا تحفــلوا بالمرجفيــن فإنَّ مطلبــهم حقيـــرُ

حبُّ الظّهور على ظهور النَّاس منشـــأه الغرورُ



الموضوع الأصلي : كفكفْ دموعَك . . ابراهيم طوقان || الكاتب : طهر الغيم || المصدر : منتديات قصايد ليل

 

التوقيع:
  رد مع اقتباس