سَمِع
صَوْتَهَا الْحَنُون زَوْجَتِه حَبِيْبَتِه
بِلَهْفَه تَضُم انْفاسَه الَي مَسَامِعِهَا تَنَفَّس الْصُّعَدَاء
صَوْتَهَا قِبْلَة الْحَيَاة أَعَاد إِلَى رِئَتَيْه الْهَوَاء مِن جَدِيْد
اَمتصّت كُل أَلَمِه وَبُدِّدَت شُعُور الْوِحْدَه
إِبْتَسَم لِلْسَّمَاء وَلَمْعَت ايِات الْشُّكْر بِعَيْنَيْه الْمُرْهَقَتَيْن
وَفَجَّر صَمْت الَّيْل بالْحَمْد لِلَّه
تُلْمَس احْوَالِهَا وَتُعَمِّق فِي احْوَالِ أَطْفَالَه
وحركات الجنين الذي مازال يسكن الغيب
ويسري عبر خيالاته بين أحشاء زوجته
يتربص للحظة ميلاد
وَبِكَلِمَاتِه الْسِّحْرِيَّة بَدَل الَغُيُوَم إِلَى أَمْطَار سَعَادَه
حَرَّك كُرْسِيُّه إِلَى الْخَلْف قَلِيْلَا وَمُدِّد رِجْلَيْه المُتْعَبَتَيْن
أَمَلَا بِلَحَظَات الاسْتِرْخَاء
اسْتَرْسَلَت مُخَيَّلَتِه أَلْبُوْم الْأَمَاكِن وَالَّذِكْرَيَات فِي كِتَابِه الْعَائِلِي الْصَّغِيْر
حمله ُ ذلك الصوت إلى عوالم مُختلطة من الفرح والحزن ..
كان لترتيل القرآن وقعُ خاص في نفسه ..
امتزاج الأمان مع الرهبة ..
وتعانُق الشوق مع الحزن والأسى ..
كان صوت القارئ وهو يردّد الآيات الكريمة من سورة يوسف
يبعث الاطمئنان في النفس ..
ويُوحي له باجتماع العائلة في يومٍ من أيام رمضان المُشبَعة بالإيمان ..
وهم ينتظرون أن يصدح صوت آذان المغرب
ليبدّد صمتَ السكون ..
ويبعث حركة مرِحَة حول طاولةِ الإفطار ..
ابتسم َ طويلاً وهو يشارك القارئ آيات تحفظها طيات القلب ..
ولكن !!..
مازال الطريق لم ينتهي بعد
|