كم نعتبر الحرمان عدوا كافرا غولا يفترس بلا رحمة
نترقبه في حذر ونخوض معارك ضارية من اجل ابعاده
عن حياتنا ..فنجمع المال ونحسب له ألف حساب قبل ان يطرق باب
أحدنا
ولكن ...
يبقى وحده القدر منظم الأمور بأمر من الله تعالى ....
عندها تتغير كل النظريات البشرية والمقاييس
و يتحول الحرمان نعمة في أمور لا حصر لها
بل أنني اظن برغم قسوة الحرمان ..هو حل لأمور كثيرة
ورحمة للبشر ....وعقاب لمن لا يستحق النعم ...
........
نتذكر بكل تأكيد قصة الخضر وقتله للغلام بأمر من الله تعالى
خشية من أن يرهق أبويه طغيانا وكفرا
ربما قد شعر الابوين ساعتها بالألم والحسرة على ابنهما الذي قتل
ولو علما الغيب وأطلعا عليه لسجدا لله شكرا لموت ابنهما
نوع من الحرمان ولكنه في هذه الحالة نعمة من الله
.......
اللقيط ....تجده بائسا لأنه حرم من أم وأب .....
فلما الحزن على نسب غير مشرف من أب زاني وأم زانيه ؟!!!
لوثا حياته كلها برجس وفوق هذا القيا به امام عتبة مسجد بلا رحمة
صحيح ربما يدفع ثمنا لفعلة شنعاء
لا ناقة له فيها ولا جمل ولكن بكل تأكيد لن يدفع نفس الثمن الباهظ
الذي سيدفعه من تسبب في اذيته بهذه الصورة وهو دخول جهنم
وكلمة زاني وزانية التي ألتصقت بهما للأبد
..........
أرى الفقر يصنع رجال ونساء عظماء لا يستطيع الغنى صنعه
أحيانا يكون الحرمان والجوع دافعا للكفاح للوصول إلى القمة
.........
اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم
كيف نخشن ونحن لم نجرب الحرمان ؟ لقد أطرقت الرفاهية
بيوتنا بضجيج الثائرين ...حتى اصابتنا التخمة ولم نعتاد على تحمل الجوع
بضع سويعات في شهر الصوم
فماذا يحدث ان طرق الفقر بوحشيته التي لا ترحم باب قصورنا يوما؟
......
ربما يُحرم الجندي من الرفاهية ويتعذب كثيرا في التدريب
فيجوع ويسير على الحصى حافيا ويحرم من النوم ويحرق جلده تحت الشمس .
وينام على الخيش ليتحمل اي عذاب ربما يلاقيه يوما وهو اسير في يدي العدو
.......
شيء بشع أن تتحول الأبوة لوحش على يد أب قاسي يقتل ابنه من شدة التعذيب أو يغتصب ابنته في زمن اقترب فيه نزول الدجال وكثرت فيه الفتن ..... ربما لتتمنى هذا الابن ان يطرق الحرمان بيته ليخلصه من اب
متوحش ومغتصب لأخته .
.............
الحرمان كلمة تحمل معاني كثيرة لو تأملناها جيدا لفقهنا أنه نعمه برغم قسوته ...و حسب المؤمن ان الله تعالى من عليه بنعمة النسيان
لينسى بها قسوة الحرمان ثم يعوضه بالجنان
وهذا يكفي لأن نحمد الله على كل حال
نعم ...........
الحمد لله .....الحمدلله .......