خطوات كان يسمع الأب دقات النعل منها من داخل البيت ... ذلك الأب الذي لا يكاد أن يمر اليومان أو الأسبوع إلا وقد أنهى كتابه المفضل الذي دائما ما يحب القراءة منه ... ومن فترة إلا أخرى ... كان حب التصفح هو ديدنه ... ءاخذا في مخيلته دائما أن هذه الحياة هي بيت وأنا ضيف به ... ولابد من احترامي للمنزل الذي أنا كائن به ...

خطوات كان يعرف أنها من ذلك الإبن الذي طالما انحرف عن الجادة ... ليس من سوء فهم ... بل كان الأب يعرف من نظرة ابنه بأنه ... "اليأس" ..

إبن كان يحب الكثير من الأشياء بأن توضع تحت مرمى بصره ك قفص من ذهب دون عناء وتعب ... بحجة ما يدور في مخيلته من عدم وجود الفائده من السير خلف هذه الحياة , ءاخذا ومتناسيا قول الشاعر .. "تعب كلها الحياة ..."..أخذ منه الياس من الإجتهاد حتى صار يملئ كل عروقه ... ويوما يتبعه يوم وتمر الأيام والسنين حتى قارب هذا الإبن من السنة الأخيرة من دراسته الثانويه ...وما أصعبه ممن لحظات كانت تمر على ذلك الأب المسكين .. وفي النهاية ... نسبة ضئيلة من إبن لم يكن يأبه للأمر ولم يكن يعيره أي اهتمام ...

لم يكن هذا الإبن يعرف كلمة الياس إلا عندما أمر الله جلت قدرته بأن يرمي بها في عقله من طريق لم يكن هذا الإبن يأخذ له أي حساب ... من أخت له لا تتعدى الستة أعوام من عمرها ... عندما رمت له هذه الكلمة وهو على فراشه ماسكا برأسه من كثرة التفكير في مستقبل يفرحه , قائلة "أخوي لا تأيس... إنته ذكي"..كانت تلك الكلمة كوخز الإبر على قمة رأسه ...

ليس هناك من داع لإطالة القصة ... ولكن من المضمون ... نحن نعيش الأن فترة من الزمن يقود الكثير من أبنائنا فيه رعب اليأس ...

ما هو الحل الأمثل لعلاج مثل هذه الظاهرة ؟؟؟

كيف يربي الأباء منا حب هذه مضاد هذه الصفة في عقول أبنائهم ؟؟

ما هي الحوافز التي من الممكن أن تشجع هذه الأجيال لمنع منهم هذه الصفه ؟؟

ربي يحفظك لي ياأمي ولايحرمني اياك