تخريج حديث: كان يحب الطيب، ويتطيب كثيرًا
 

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب الطيب، ويتطيب كثيرًا. (1/ 129).



قلت: ورد في هذا الباب أحاديث؛ منها:

الحديث الأول: أخرجه البخاري (2582)، من طريق عَزْرَة بن ثابت الأنصاري، قال: حدثني ثمامة بن عبد الله، قال: دخلت عليه فناولني طيبًا، قال: كان أنس رضي الله عنه لا يرد الطيب، قال: وزعم أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يَردُّ الطيب.

***



الحديث الثاني:أخرجه مسلم (2253)، من طريق عبد الرحمن المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ رَيْحَانٌ فَلَا يَرُدُّهُ، فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمِلِ طَيِّبُ الرِّيحِ».

وهو عند أحمد (8264)، وأبي داود (4172)، والنسائي (5259)، وغيرهم، بلفظ: «مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ طِيبٌ فَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمَلِ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ».

***



الحديث الثالث:عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ».

ضعيف.



أخرجه عفان بن مسلم في «أحاديثه» (259)، وأحمد (12293) و (12294) و (13057) و (14037)، وابن سعد في «الطبقات» (1/ 398)، والبزار (6879)، والنسائي في «المجتبى» (3939)، وفي «الكبرى» (8836)، وابن أبي عاصم في «الزهد» (234)، ومحمد بن نصر في «تعظيم قدر الصلاة» (322) و (323)، والعقيلي في «الضعفاء» (2/ 587)، وابن أبي حاتم في «التفسير» (3252)، وأبو عوانة في «المستخرج» (4020)، وأبو يعلى (3482) و (3530)، والطبراني في «الأوسط» (5203)، وابن عدي في «الكامل» (5/ 322)، وأبو الشيخ في «أخلاق النبي» (232) و (727) و (728)، والبيهقي في «الكبير» (13454)، والضياء في «المختارة» (1736) و (1737)، عن سلام أبي المنذر، عن ثابت البناني، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به.



قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا سلام أبو المنذر».



قلت: بل رواه غيره، كما سيأتي.



وقد جود العراقي إسناد هذا الحديث، فقال في تخريج الإحياء» (466): «إسناده جيد».



وقال الذهبي في «الميزان» (2/ 166): «إسناده قوي».



وقال ابن حجر في «التلخيص» (3/ 249): «إسناده حسن».



قلت: بل إسناده ضعيف، فسلام أبو المنذر متكلم فيه.



قال العقيلي: «سلام بن سليمان أبو المنذر القارئ، عن ثابت، ويونس بن عبيد، ولا يتابع على حديثه»، ثم ذكر هذا الحديث، ثم قال: «فيه رواية من غير هذا الوجه, فيها لين أيضًا».



وقال ابن الجنيد في «سؤالاته» (713): «سألت يحيى بن معين عن سلام أبي المنذر، أثقة هو؟ قال: لا».



وقال ابن معين كما في «الجرح والتعديل» (4/ 259): «لا شيء».



وقال في «رواية طهمان» (379): «ليس بذاك».



وفي رواية أخرى كما في «الميزان» (2/ 166)، قال ابن معين: «لا بأس به».



وقال أبو حاتم: «صدوق، صالح الحديث».



وقال أبو داود في «سؤالات الجنيد» (811): «ليس به بأس، قد أنكر عليه حديث داود عن عاصم في القراءة».



وقال في «سؤالات الجنيد» أيضًا (1242): «سلام بن سليمان القارئ، أبو المنذر، أستاذ يعقوب، لم يكن أحد أشد على القدرية منه، كان نصر بن علي ينكر عليه شيئًا من الحروف»اهـ.



وقد توبع سلام أبو المنذر على هذا الحديث.

تابعه جعفر بن سليمان.



فقد أخرجه المؤمل في «جزئه» (ص83)، والنسائي في «المجتبى» (3940)، وفي «الكبرى» (8837)، والبزار (6878)، والحاكم (2676)، عن سيار بن حاتم، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به.



قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه».



قلت: ليس كما قال؛ فسيار بن حاتم، لم يخرج له مسلم.



قال الآجري في «سؤالاته» (1069): «سألت أبا داود عن سيار بن حاتم، فقال: سألت القواريري عن سيار، فقال: لم يكن له عقل، كان معي في الدكان. قلت للقواريري: يتهم بالكذب؟ قال: لا» اهـ.



وقال الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (2/ 145): «سئل علي عن سيار الذي يروي أحاديث جعفر بن سليمان في الزهد، فقال: ليس كل أحد يؤخذ عنه، ما كنت أظن أحدًا يحدث عن ذا» اهـ.



• وجعفر بن سليمان، وإن كان من رجال مسلم أيضًا، ووثقه ابن معين، إلا أنه متكلم فيه، لا سيما في روايته عن ثابت البناني.



قال علي بن المديني في «علله» (140): «فأما جعفر، فأكثر عن ثابت، وكتب مراسيل، وكان فيها أحاديث مناكير».

وتابعه سلام بن أبي الصهباء.



فقد أخرجه ابن أبي عاصم في «الزهد» (235)، ومن طريقه أبو الشيخ في «أخلاق النبي» (231)، من طريق سلام بن أبي الصهباء، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به.



قال البخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 135): «سلام بن أبي الصهباء، منكر الحديث».



وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 431): «ممن فحش خطؤه، وكثر وهمه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد».

وتابعه سلام بن أبي خبزة.



فقد أخرجه ابن عدي في «الكامل» (5/ 318)، وأبو الشيخ في «أخلاق النبي» (728)، من طريق سلام بن أبي خبزة، قال: حدثنا ثابت البناني، وعلي بن زيد، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ».



قال البخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 124): «سلام بن أبي خبزة، بصري، ضعفه قتيبة جدًّا، لم يحدث عنه».



وقال ابن المديني كما في «الميزان» (2/ 164): «يضع الحديث».



وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (4/ 261): «سألت أبي عنه، فقال: ليس بقوي ولا كذاب، وسئل أبو زرعة عن سلام بن أبي خبزة، فقال: بصري منكر الحديث» اهـ.



وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (238): «متروك الحديث».



وذكره الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» (262).



وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 431): «سلام بن أبي خبزة، وهو الذي يقال له: سلام العطار، كثير الخطأ، معضل الأخبار، يروي عن الثقات المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به» اهـ.



وقد رُوي هذا الحديث من طريق أخرى عن أنس رضي الله عنه.



فقد أخرجه الطبراني في «الأوسط» (5772)، وابن عساكر في «التاريخ» (60/ 454)، من طريق يحيى بن عثمان الحربي، عن الهِقْل بن زياد، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به.



قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا الهقل، تفرد به يحيى بن عثمان الحربي».



قلت: قال العقيلي في «الضعفاء» (3/ 388): «يحيى بن عثمان الحربي، عن هقل، لا يتابع على حديثه، عن الأوزاعي»، ثم أورد له هذا الحديث، مقتصرًا على قوله: «جعل قرة عيني في الصلاة».



وقال الحافظ في «التقريب»: «يحيى بن عثمان الحربي، صدوق، تكلموا في روايته عن هقل».



ثم إن هذا الطريق فيه اضطراب من جهة المتن، فقد جاء الحديث من نفس الطريق دون قوله: «حبب إلي النساء والطيب».



فقد أخرجه محمد بن نصر في «تعظيم قدر الصلاة» (321)، قال: حدثنا يحيى بن عثمان، قال: حدثنا هقل، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من الليل وامرأة تصلي بصلاته، فلما أحس، التفت إليها، فقال لها: «اضْطَجِعِي إِنْ شِئْتِ» قالت: إني أجد نشاطًا، قال: «إِنَّكِ لَسْتِ مَثَلِي، إِنَّمَا جُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ».



فلم يذكر: «حبب إلي النساء والطيب».



وكذلك أخرجه العقيلي (3/ 388)، من نفس الطريق، دون قوله: «حبب إلي النساء والطيب».



وأخرجه أيضًا الخطيب في «تاريخه» (14/ 343)، والضياء في «المختارة» (1533)، من طريق الطبراني، دون هذه اللفظة.



وأخرجه الخطيب في «تاريخه» (16/ 279)، من طريق يحيى بن عثمان الحربي، قال: حدثنا هقل، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس بن مالك، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يصلي، فإذا امرأة تصلي بصلاته، فلما أحس بها التفت إليها، فقال لها: «اضْطَجِعِي إِنْ شِئْتِ»، فقالت: إني أجد نشاطًا، ثم قام فصلى، فالتفت إليها الثانية، فقال لها مثل ذلك، ثم قام فصلى فالتفت إليها الثالثة، فقال لها: «اضْطَجِعِي إِنْ شِئْتِ»، قالت: إني أجد نشاطًا، فقال: «إِنَّكِ لَسْتِ كَمِثْلِي، إِنَّمَا جُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ».



قال الخطيب: «تفرد برواية هذا الحديث هكذا موصولًا هِقْل بن زياد، عن الأوزاعي، ولم أره إلا من رواية يحيى بن عثمان، عن هِقْل، وخالفه الوليد بن مسلم، فرواه عن الأوزاعي، عن إسحاق، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلًا، لم يذكر فيه أنسًا» اهـ.



قلت: وقد توبع يحيى بن عثمان على نفس هذا اللفظ المطول الذي لم يُذكر فيه: «حبب إليَّ النساء والطيب».



فقد أخرجه الضياء في «المختارة» (1532)، من طريق عمرو بن هاشم البيروتي، عن الهِقْل بن زياد، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال صلت امرأة خلف النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، فلما صلى حَسَّ بها، صلى ركعتين، فقال لها: «اضْطَجِعِي إِنْ شِئْتِ»، فقالت: إني أجد نشاطًا، قال: «إِنَّكِ لَسْتِ كَمِثْلِي، إِنِّي جُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ».



وأخرجه الخطيب في «تاريخه» (16/ 279)، من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يصلي من الليل... هكذا مرسلًا، بنفس اللفظ المطول.



وقد سئل الدارقطني في «العلل» (12/ 40)، عن حديث ثابت، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حبب إليَّ النساء، والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة»، فقال: حدث به سلام بن سليمان أبو المنذر، وسلام بن أبي الصهباء، وجعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت، عن أنس، وخالفهم حماد بن زيد، فرواه عن ثابت مرسلًا، وكذلك رواه محمد بن عثمان، عن ثابت البصري مرسلًا، والمرسل أشبه بالصواب»اهـ.



قلت: والحديث له شواهد:

الشاهد الأول: أخرجه عبد الرزاق (7939)، عن المعتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، وعن ليث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حُبِّبَ إِلَيَّ الطِّيبُ، وَالنِّسَاءُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ».

والمعتمر وأبوه ثقتان، وليث، هو ابن أبي سليم، متروك، وهذا إسناد معضل.

***



الشاهد الثاني: أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (1/ 398)، قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: أخبرنا أبو بشر صاحب البصري عن يونس، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا أَحْبَبْتُ مِنْ عَيْشِ الدُّنْيَا إِلَّا الطِّيبَ وَالنِّسَاءَ».

وهذا إسناد مرسل، ومراسيل الحسن واهية.

***



الشاهد الثالث: أخرجه أحمد (24440)، وابن سعد (1/ 398)، من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل حدثه عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه من الدنيا ثلاثة: الطعام، والنساء، والطيب، فأصاب ثنتين، ولم يصب واحدة، أصاب النساء والطيب، ولم يصب الطعام.

بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

‏لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد

يسلمو على المرور

يعطيك العافية
طرح مميز

يسلمو على المرور

جزاك الله خيرا
ونفع بك ع الطرح القيم والمفيد
وعلى طيب ماقدمت
اسعد الله قلبك بالأيمان
وسدد خطاك لكل خير وصلاح
وفي ميزان حسناتك ان شاء الله
دمت بطاعة الرحمن

يسلمو على المرور

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

يسلمو على المرور

سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك