منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   ... رمضـــــانيات ... (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=61)
-   -   صوم القلوب والأبدان الجزء ١_2 (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=121197)

إرتواء نبض 06-05-2017 11:26 PM

صوم القلوب والأبدان الجزء ١_2
 
الأستاذة: آمنة حمّادعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال : آمين ، آمين ، آمين ، قيل يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت : آمين آمين آمين ، قال :
أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فقال : من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين ، فقال : يا محمد ، ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين ، قال :

ومن ذُكرتَ عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين .
رواه ابن حبان ( 3 / 188 ) ، وصححه الشيخ الألباني في “ صحيح الترغيب ” ( 1679 ) .


لنتأمل أحبتي معنى قول جبريل عليه الصلاة والسلام: (من أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له فدخل النار فأبعده الله) إنّ لفظة “أدرك” تُشير إلى أن هذا العبد بالكاد بقيت أنفاسه وعاش حتى رمضان؛

وقد كان السلف يلهجون بالدعاء لله تعالى أن يبلغهم هذا الشهر قبل ستة أشهر لأنهم ما اغترّوا بطول الأمل. أما قوله عليه السلام “أبعده الله"، ففي ذلك دلالة على أنه لمّا قرُبت الرحمة والمغفرة ولم يغتنمها العبد ويعظّم هذا الزمن الفاضل أبعده الله ويا له من حرمان، نسأل الله ألا يحرمنا فضله.



قال تعالى: (ألم ترَ إلى الذين بدّلوا نعمة اللهِ كُفرًا)، لا تبدّل نعمة الله فهو الذي منّ عليك بإدراك الشهر، فتتوانى عن اغتنامه حق الاغتنام ولا تستعد له وتُهيّئ قلبك لحُسن استقباله وتغفل عن تعاهد نفسك ومجاهدتها،
إنّ الله جل وعلا غنيٌ عنّا ولا تزيد عبوديتنا في ملكه شيء؛ هو يحب أن يغفر لنا فلذلك وهبنا هذه المواسم الفاضلة كي نتقرّب إليه. فانظر إلى ثغرٍ في قلبك وفتّش عن عيوبك واعكف على إصلاحها بعون من الله جل جلاله. انفض عنك الكسل والعجز؛ فشهر رمضان غنيمة عُظمى يجب أن تتشوّف نفسك كل ليلةٍ من لياليه أن تُسكب التقوى في قلبك حتى يُرفع اسمك في قائمة المتقيّن. أسمِع الله صوت قلبك وتضرّع إليه بأن يمنّ عليك بعبودية يرضاها منك وتبرأ من حولك وقوتك ولا تفتر عن سؤال الله بأن يعينك على مرضاته.


روى الإمام أحمد في مسنده عن طلحة بن عبيد الله : أن رجلين قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان إسلامهما جميعا ، وكان أحدهما أشد اجتهادا من صاحبه ، فغزا المجتهد منهما ، فاستشهد ، ثم مكث الآخر بعده سنة ، ثم توفي ، قال طلحة : فرأيت فيما يرى النائم ، كأني عند باب الجنة : إذا أنا بهما ، وقد خرج خارج من الجنة ،
فأذن للذي توفي الآخر منهما ، ثم خرج ، فأذن للذي استشهد ، ثم رجعا إلي ، فقالا لي : ارجع . فإنه لم يأنِ لك بعد ، فأصبح طلحة يحدث به الناس ، فعجبوا لذلك ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ” من أي ذلك تعجبون ؟ “ قالوا : يا رسول الله ! هذا كان أشد اجتهادا ، ثم استشهد في سبيل الله ، ودخل هذا الجنة قبله .
فقال : ” أليس قد مكث هذا بعده سنة ؟ “ قالوا : بلى . ” وأدرك رمضان ، فصامه “ قالوا : بلى . ” وصلى كذا وكذا سجدة في السَّنَة “
قالوا : بلى . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” فلما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض “ .
*هذا الحديث رواه أحمد وابن ماجه وابن حبان والبيهقي وغيرهم ، وبمجموع طرق الحديث وشواهده يكون الحديث حسنا .
الله أكبر، "رمضان واحد كفيل بأن يجعلك أسبَق من شهيد!”


كيف أغتنم رمضان
:
وفضائل رمضان كثيرة، ولكن السؤال الذي يجب أن يوجهه كل واحد منّا لنفسه : ما المطلوب مني في هذا الشهر ومالذي يجب أن أسعى لتحقيقه بفضل الله؟
وألخّص ذلك في أمرين :
أولًا
: انو الخير، خطط لاغتنامه ودرّب نفسك واجتهد، أرِ الله أن قلبك يتوق لمغفرته ويطمع بأن يكون من المتقين. فالعبد في خير ما دام ينوي الخير، وإن لم تستطع الالتزام بالأعمال التي وضعتها لنفسك فلا تيأس وتتراجع فلعل الله كتبها لك بنيتك، أحسن الظنّ به فقد تكون النيّة أبلغ من العمل!
ثانيًا
: يقول بعض السلف “إن أهون الصيام ترك الشراب والطعام” ؛ فالمقصد من الصيام ليس تجويع البدن بل هو أبعد من ذاك، إن العبرة هي في صوم القلب عن قول الزور والعمل به وتربية النفوس وتهذيبها، فتركك للطعام والشراب ليس عند الله بشيء إن لم تدع ما يخرق صوم قلبك!
مقاصد الصوم
:
(١) التقوى
:
إنّ مقصد الصيام ولبّه (التقوى)، “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلّكم تتقون”
يدرّبك الله تعالى بترك الطعام والشراب وهي أشياء قريبة المنال، ليُعلمك أن المعصية القريبة المنال أيضًا التي عجزت عن تركها إحدى عشر شهرًا تستطيع تركها في ٣٠ يوم بفضل الله! فأقل الناس في هذه الأمة قادر على أن يحصل على “وسم التقوى” فيصبح تقيّا في أيام معدودات.
واحذر من أن تجمع التقوى في نهارك وتهدرها في ليلك.
كيف أحصل على التقوى؟ “بمجاهدة ٣ جوارح
:
١-اللسان
: أدّبه واقبضه فربّ كلمة واحدة تهوي بصاحبها، قال أبو هريرة رضي الله عنه : "الغيبة تخرق الصيام، والاستغفار يُرقّعه.” الصيام جُنّة وإن زللت؛ فأن تقدم جُنّة مرقّعة خير من أن تقدم جُنّة مخروقة.
٢-العين
: غُضّها وقم عليها حارسًا فقد تخونك
٣-السمع
: احفظه عمّا لا يُرضي الله، وتقرّب إليه بالنوافل حتى يحبك فيكون سمعك الذي تسمع به وبصرك الذي تبصر به

وتذكر أن فضل الله تعالى أوسع من ذنوبك، وزِن للشهر وزنه واقدر له قدره. وإن قصرت تدارك نفسك وألح على الله بالدعاء، توسل إليه يارب مالذي تحبه لترضى عن صيامي؟ مالذي يجعل قلبي ممتلئ بتقواك؟ دلني واهدني وسددني.

إرتواء نبض 06-05-2017 11:27 PM

(٢) المضاعفة:
يقول السلف عن شهر رمضان أنه بوابة الغفران الكبرى، ففيه ٣ فرص عظيمة.
١- “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه” ٢-“من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.” ٣-“من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.”

كان بالإمكان أن تُذكر كلها دفعةً واحدة “من صام وقام وقام ليلة القدر..”
ولكنها كُررت للدلالة على سعة المغفرة، فالله سبحانه يحب أن يغفر لك في هذا الشهر فاجتهد ولا تغفل. واجعل همًّا واحدًا يغلي في قلبك ليل نهار، يارب كيف ترضى عني؟
ما هو الباب الذي سُيفتح لي فيه؟ قد يكون هذا الباب أمّ تجهّز الفطور وتعينها وتحمل عنها شيئًا من الأعباء، قد يكون خير وعلم تنفع به غيرك. فاسأل الله وتذلل له وانطرح بين يديه ،
إنّي أعلم يارب أنك تحب أن تغفر لي، فأعنّي أن أكون أهلًا لتلك المغفرة، إنّي أُفتش عن عبودية ترضاها مني فأرشدني (وعجلتُ إليكَ ربّ لترضى)معنى إيمانًا واحتسابًا
:
هما شرطا المغفرة، فأن تؤمن أي تصدق بفرضية الصوم وثوابه وكأنما عاينت نزول الآيات على نبيك عليه الصلاة والسلام بقلبك المتيقن قبل بصرك. فتصوم الشهر وتقومه عبادة يقينية لا مجرد عادة.
وأن تحتسب،

أي تترقب وتعدّ وترجو وتطمع حال عبوديتك، ثواب الله وبالاحتساب يذوق العبد حلاوة العبودية. قال الخطّابي: “عزيمةٌ في صدقِ طلب الثواب، غير مستثقل لصيامه، ولا مستطيل لأيامه.”

واحذر أن تطلب الفراغ من العبودية، وتحدث نفسك متى أختم متى أنتهي من القيام، فذلك يُفسد الاحتساب،

بل حاسب نفسك وقل لها: سأصبر على الطاعة وأخشى أن تدركني دعوة النبي فأكون محروم ومخذول، وتذكر أن الله كريم واسع الفضل إن رأى منك مجاهدة سيفتح عليك ويعينك.
(٣) التزكيّة
:
تزكية القلوب مقصد من مقاصد الشريعة مُطلقًا،

والصوم يزكّي لأنه جُنّة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذن هو تُرس يقيك ويطهّرك. والتزكية قبلية وبعدية: القبلية- كما في الدعوة التي لهج بها نبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأمة محمد صلى الله عليه وسلم؛

فقال أثناء بناء الكعبة (ربّنا وابعث فيهم رسولًا يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكّيهم) فبدأ بتلاوة الآيات، ثم العلم، ثم التزكية. فالعلم نتيجته التزكية؛ فاطلب العلم يُزكّي الله قلبك
والتزكية البعدية- منّة من الله، قال تعالى في سورة آل عمران
(لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولًا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكّيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)

فالقلب يجب أن يتزكّى حتى ينشرح للعلم ويتهيّأ له.
وشهر رمضان يعينك على التزكية القبلية والبعدية
يقول بعض السلف: “الصيام يحرث والقرآن يسقي،
وكليهما يفعلان فعل السّحر في الجسد” وهذا هو سرّ الخشوع الذي يغشاك في رمضان، تجد نفسك كنت تمر بالآية قبل رمضان فلا تحرّك قلبك، وفي رمضان تترك فيك عظيم الأثر!
وتزكيّة النفس: بأن تجعلها طائعة لله، مُستجيبة له.

ففي النفس داعيان، داعٍ للخير وداعٍ للشر، ومن قوِيَ منهما أثّر على الآخر،
والصوم يُضعِف داعي الجسد، فإن جاع البدن قُتلت نوازع الشر فيه؛ فيصير القلب أقوى. لأن القلب عادةً ضعيف وسهل الانقياد، وتجده إذا روّضت جوارحك ينقاد ويُروّض هو كذلك.

أما إن قويت عليك داعية الجسد، فسيصعب عليك تزكية قلبك ونفسك، فاحرص على تفقّد “زكاة نفسك” في شهر رمضان!
ختامًا لا تقنط من رحمة ربك، فالله رحيم بك (ق
ل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا

هذا شهر هدى وتقوى وغفران، حتى الذنب الذي عجزت عن تركه ١١ شهرًا،
قل له يارب أعرف أنك تغفر الذنوب جميعًا فأعني على مجاهدة نفسي. أحسن الظن بربك وليدخل عليك الشهر وأنت متيقن بأن ربك أكرم الأكرمين

اللهم تفضّل علينا ودلنا على ما يرفع مكانتنا عندك

فلا حول ولا قوة لنا إلا بك

ضامية الشوق 06-06-2017 12:10 AM

سلمت يمنــآك
طرح جميل جدا

نجم الجدي 06-06-2017 01:12 AM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي

كـــآدي 06-06-2017 01:19 AM

عوافي ع الطرح

عـــودالليل 06-06-2017 03:49 AM

شكرا من الاعماق
وشكرا لاختيارك هذا

الموضوع القيم والمفيد

في محتواه


إنتقآء اختيارك

جدا موفق دليل ذآئقه رفيعة

المستوى واناقة فكر



من الاعماق اقدم لك شكري


الحريري

لا أشبه احد ّ! 06-06-2017 05:21 AM






آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك

عازفة القيثار 06-06-2017 07:59 AM

جزاك الله خير الجزاء
على طرحك الهادف و اختيارك القيم
وجعل ما كتب فى موازين حسناتك.

الغنــــــد 06-06-2017 08:07 AM

بااااااااااارك الله فيك

جنــــون 06-06-2017 10:09 AM

جزاك الله خير


الساعة الآن 12:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية