منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   المجيد جل جلاله (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=232902)

إرتواء نبض 01-27-2024 05:47 PM

المجيد جل جلاله
 
المجيد جل جلاله


قال الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴾ [البروج: 14، 15].

وقال سبحانه: ﴿ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ﴾ [هود: 73].



معنى الاسم في حق الله تعالى:

(الْمَجِيدُ) جَلَّ جَلالُه: هو الموصوف بصفات المجد والكبرياء والجلال والعظمة، فهو سبحانه أكبر وأعظم وأجلُّ وأعلى من كل شيء.



(الْمَجِيدُ) جَلَّ جَلالُه: هو عظيم الصفات وواسعها، "فكل وصف من أوصافه عظيم شأنه، فهو العليم الكامل في علمه، الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، القدير الذي لا يعجزه شيء، الحليم الكامل في حلمه، الحكيم الكامل في حكمته، إلى بقية أسمائه وصفاته"[1].



وذكر ابن القيم (رحمه الله) أن اسم الله المجيد "يدل على جملة من أوصاف عديدة لا تختص بصفة معينة، بل هو دال على معانٍ، لا معنى مفرد، ومثله العظيم الصمد...."[2].



وقال: "والمجد في لغة العرب: كثرة أوصاف الكمال وكثرة أفعال الخير"[3].



عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وهو على المنبر: ﴿ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67]، ثم قال: يقول الله تعالى: أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الملك، أنا المتعالي، يمجِّد نفسه، فجعل يردِّدها حتى رجف به المنبر، حتى ظننا أنه سيخرُّ به"[4].



( الْمَجِيدُ ) جَلَّ جَلالُه: هو الذي له التمجيد والتعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وعباده الصالحين، قد مُلئت قلوبهم من تعظيمه وإجلاله والخضوع له.



كيف نعبد الله باسمه ( الْمَجِيد)؟

أولًا: أن نحبه الحب كله - الحب الأكبر الخالص -:

لأن من كان له من الصفات أكملها وأوسعها، ومن الأسماء أحسنها وأجملها، ومن الأفعال أتمها وأجلها وأحكمها، كيف لا يُحبُّ الحبَّ كله؟



ويلزم من هذا الحب: عبادته وحده لا شريك له، والتعلق به وحده، وسؤاله تفريج الكربات وقضاء الحاجات وحده، وإيثار محبِّه على محابِّ النفس والهوى.



ثانيًا: تمجيده (جلَّ جلاله ) بما يليق بكماله وجلاله: بأن يلهج العبد بذكره وشكره، والثناء عليه تهليلًا، وتحميدًا، وتسبيحًا، وتكبيرًا، فقد جاء في الحديث أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:" أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله"[5].



• وإنما كان (لا إله إلا الله) أفضل الذكر لما فيها من التمجيد لله.

• وكان ( الحمد لله) أفضل الدعاء لما فيها من الثناء على الله.



♦ وكان صلى الله عليه وسلم يقول: "ولا أحد أحبُّ إليه المدْحة من الله، فلذلك مدح نفسه"[6].



♦ وعن الأسود بن سريع قال: كنتُ شاعرًا، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ألا أنشدك محامد حمدتُ ربي بها؟، فقال: "إن ربك يحب المحامد"[7].



• وكان (صلى الله عليه وسلم) يقول:" ألِظُّوا بيا ذا الجلال والإكرام"[8].

يعني: وأنتم تدعون ربكم استفتحوا بها، ففيها من المحامد والتمجيد ما الله به عليم.



♦ قال ابن القيم: "يعني الزَموها وتعلقوا بها؛ فالجلال والإكرام هو الحمد والمجد"[9].



ولهذا جاء في الصحيح عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال(صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ، قَالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالُوا: يَقُولُونَ يُسَبِّحُونَكَ، وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيُمَجِّدُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا، وَتَحْمِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا، قَالَ: يَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونِي؟ قَالَ: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَا، وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا، قَالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ، قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَا، وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا، قَالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً، قَالَ: فَيَقُولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، قَالَ: يَقُولُ: مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ: فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ، قَالَ: هُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ"[10].



والصلاة، وما أدراك ما الصلاة؟! الصلاة وهي أفضل موضوع، تأمل ماذا شرع الله فيها من المحامد والتمجيد والإجلال له سبحانه:

تبدأ الصلاة بالتكبير لله، وهو تمجيدٌ وأي تمجيد؟!

وأدعية الاستفتاح مليئةٌ بالمحامد والثناء على الله (جلَّ جلاله).



والفاتحة وما أدراك ما الفاتحة هي التي قال الله تعالى في شأنها:

"قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَالَ: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي وَإِذَا قَالَ: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾، قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ"[11].



فتمجيد الله تعالى هنا: "وصْفُه والاعتراف له بالملك والقهر والحكم يوم الدين والحساب.



وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع، قال: "ربَّنا لك الحمدُ، مِلْءَ السَّماواتِ والأرضِ، ومِلْءَ ما شِئتَ مِن شيءٍ بعدُ، أهلَ الثَّناءِ والمجدِ، أحقُّ ما قال العبدُ، وكلُّنا لك عبدٌ، اللهمَّ لا مانعَ لِما أعطَيتَ، ولا مُعطيَ لِما منَعتَ، ولا ينفَعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ"[12].



وفي الركوع والسجود والجلوس بين السجدتين من التسبيح والتحميد والثناء ما يحصل به شيءٌ من تمجيده جلَّ جلاله.



والتشهد مختومٌ بقولنا: "(إنك حميدٌ مجيدٌ).



وكان صلى الله عليه وسلم إذا سلمَّ قال: "اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يسبح ويحمد ويكبر ويهلل ويدعو، وكل ذلك يتجرعه العبد، وينعش قلبه كل يومٍ خمس مراتٍ.



قال صلى الله عليه وسلم لعمرو بن عبسة: "...........فإِن هُوَ قامَ فصلَّى، فحَمِد اللَّه تَعَالَى، وأَثْنَى عليهِ وَمَجَّدَهُ بالَّذي هُوَ لَهُ أَهلٌ، وَفَرَّغَ قلبَه للَّه تَعَالَى، إِلا انصَرَفَ مِنْ خطيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يومَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"[13].



وتمجيدنا لربنا (جلَّ جلاله) لا ينفعه شيئًا، كما أن تقصيرنا وغفلتنا لا تضر الله شيئًا، فسبحانه غنيٌّ بذاته، محمودٌ بصفاته، حمدَ نفسه قبل أن يحمده الناس، مجَّدَ نفسه قبل أن يمجده الناس، ولكن من كرم الله علينا أن جعل حياتنا طيبة بحمده وشكره والثناء عليه.

وما بلغ المُهْدون نحوَك مِدْحةً *** وإن أطنبوا إن الذي فيك أعظمُ



ثالثًا: تمجيد ما مجَّده الله تعالى وتعظيم ما عظَّمه:

ومن ذلك:

كتابه ( جلَّ جلاله)، فقد وصفه الله بأنه كتابٌ مجيد؛ كما في قوله تعالى: ﴿ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴾ [ق: 1]، وقوله تعالى: ﴿ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ﴾ [البروج: 21، 22].



فالقرآن كتابٌ عليُّ القَدْر، رفيع الشأن، عظيم المكانة، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيلٌ من حكيمٍ حميد.



كيف لا، وفيه سورة الإخلاص، ليس فيها إلا تمجيد للرب سبحانه، ولهذا كانت تعدل ثلث القرآن.



وفيه آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله؛ لأنه ليس فيها إلا تمجيد الرب سبحانه، وذكر صفاته الجليلة وأسمائه الجميلة، وتمجيد هذا الكتاب إنما يكون بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، والاستمساك به وتدبره، والعمل به والتحاكم إليه.



ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرآنِ غَيْرِ الْغَالي فِيهِ والجَافي عَنْهُ، وإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ المُقْسِطِ"[14].



ومن ذلك:

♦ تعظيم شعائره وإجلال أوامره، والوقوف عند حدوده.



رابعًا: التماس المجد والرفعة منه وحده سبحانه؛ وذلك بتقواه وطاعته والتماس مرضاته، والبعد عن معاصيه ومساخطه، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: "ومن بطَّأ به عمله لم يُسرع به نسبه"[15].



فالعمل الصالح هو الذي يُسرع بالعبد ويعلي شأنه، ويزيده رفعةً ومجدًا.



• وقد جاء في الحديث أن َ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم)َ قال: "إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُم"[16].



• وفي الحديث أيضًا قال(صلى الله عليه وسلم):"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين"[17].



يرفع الله من استمسك به، ويضع من نبذه وراء ظهره.



خامسًا: أن ندعوَ الله باسمه "الْمَجيد":

كأن يقول العبد: أسألك اللهم باسمك المجيد أن تعطيَنا ولا تحرمنا، وتزيدنا ولا تنقصنا، وتعزنا ولا تذلنا، ونحو ذلك مما يناسب مجده وعظمته سبحانه.

شموخ 01-27-2024 11:23 PM

سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

مجنون قصايد 01-27-2024 11:29 PM

بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد

هذيان قلب 01-28-2024 02:42 AM

سلمتي

شكرا لك

مديونه 01-28-2024 12:35 PM

لجهودك باقات من الشكر والتقدير

على روعة الطرح


https://a3zz.net/upload/uploads/imag...7891e79eef.gif

نظرة الحب 01-28-2024 03:14 PM

شكرآ على الاختيار المميز للموضوع . . مودتي

المهرة 01-29-2024 03:59 AM


https://upload.3dlat.com/uploads/13609174771.gif




بااارك الله فيك وفي جلبك
وطرحك الطيب
وجزااك الله عناا كل خير واثابك الجنة
عرضهاا السموات والارض اشكرك
وسلمت الايااادي ويعطيك ربي الف عافية
تحيتي وتقديري وبانتظااار جديدك دمتي
وكوني بخير




https://upload.3dlat.com/uploads/13609174771.gif
































































نجم الجدي 01-30-2024 08:36 AM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

عـــودالليل 01-30-2024 11:55 AM

قيمه جيده لمحتها من خلال هذا
الجلب المميز في
محتواه
ونال الاستحسان
والاعجاب التام والرضى

وكل هذا
دليل ذائقه راقيه جدا أدت
لظهور هذا الطرح بهذا الشكل

اتمنى تقديم المزيد والاستمرار عل
نفس المنوال


و
لك كل احترامي وتقديري
واسعدك المولى


محمد الحريري

ضامية الشوق 02-02-2024 02:34 PM

جزاك الله خيرا


الساعة الآن 10:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية