منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=91)
-   -   { عفا الله عنك.. } (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=228082)

إرتواء نبض 10-03-2023 08:12 PM

{ عفا الله عنك.. }
 
عفا الله عنك


تفسير الطبري:

﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [التوبة: 43].



قال أبو جعفر: وهذا عتاب من الله تعالى ذكره، عاتبَ به نبيَّه صلى الله عليه وسلم في إذنه لمن أذن له في التخلف عنه، حين شخص إلى تبوك لغزو الروم، من المنافقين.



يقول جل ثناؤه: ﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ ﴾ يا محمد، ما كان منك في إذنك لهؤلاء المنافقين الذين استأذنوك في ترك الخروج معك، وفي التخلف عنك، من قبل أن تعلم صدقه من كذبه.



﴿ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ﴾ لأي شيء أذنت لهم؟ ﴿ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾، يقول: ما كان ينبغي لك أن تأذن لهم في التخلُّف عنك إذ قالوا لك: "لو استطعنا لخرجنا معك" حتى تعرف مَن له العذر منهم في تخلُّفه، ومن لا عذر له منهم، فيكون إذنك لمن أذنتَ له منهم على علم منك بعذره، وتعلم مَنِ الكاذبُ منهم المتخلفُ نفاقًا وشكًّا في دين الله.



عن مجاهد: ﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ﴾، قال: ناسٌ، قالوا: استأذِنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن أذن لكم فاقعدوا، وإن لم يأذن لكم فاقعدوا؛ انتهى مختصرًا.

* * *



تفسير ابن كثير:

﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾.



قال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أبي، حدثنا أبو حصين بن [يحيى بن] سليمان الرازي، حدَّثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر عن عون، قال: هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا؟ بدأ بالعفو قبل المعاتبة، فقال: ﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ﴾، وكذا قال مورق العجلي وغيره.



وقال قتادة: عاتبه كما تسمعون، ثم أنزل التي في سورة النور، فرخَّص له في أن يأذن لهم إن شاء: ﴿ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ ﴾ [النور: 62]، وكذا رُوي عن عطاء الخراساني.



ولهذا قال تعالى: ﴿ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ﴾ [التوبة: 43]؛ أي: في إبداء الأعذار، ﴿ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [التوبة: 43]؛ انتهى باختصار.

* * *



تفسير البغوي:

﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾.



﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ ﴾ قال عمرو بن ميمون: اثنان فعلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤمر بهما: إذنه للمنافقين، وأخذه الفدية من أُسارى بدر، فعاتبه الله كما تسمعون.



قال سفيان بن عيينة: انظروا إلى هذا اللطف بدأ بالعفو قبل أن يُعيِّره بالذنب.



وقيل: إن الله عز وجل وقَّره ورفع محلَّه بافتتاح الكلام بالدعاء له، كما يقول الرجل لمن يخاطبه إذا كان كريمًا عنده: عفا الله عنك ما صنعت في حاجتي؟ ورضي الله عنك ألا زرتني، وقيل معناه: أدام الله لك العفو.



﴿ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ﴾؛ أي: في التخلف عنك ﴿ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ﴾ في أعذارهم، ﴿ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾ فيها؛ أي: تعلم من لا عذر له. قال ابن عباس رضي الله عنه: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف المنافقين يومئذٍ.

* * *



تفسير القرطبي:

﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾.



قوله تعالى: ﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ﴾ قيل: هو افتتاح كلام، كما تقول: أصلحك الله وأعزَّك ورحمك كان كذا وكذا، وعلى هذا التأويل يحسن الوقف على قوله: ﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ ﴾، حكاه مكي والمهدوي والنحاس، وأخبره بالعفو قبل الذنب لئلا يطير قلبه فرقًا، وقيل: المعنى: عفا الله عنك ما كان من ذنبك في أن أذنت لهم، فلا يحسن الوقف على قوله: ﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ ﴾ على هذا التقدير، حكاه المهدوي واختاره النحاس، ثم قيل: في الإذن قولان: الأول: لم أذنت لهم في الخروج معك، وفي خروجهم بلا عدة ونية صادقة فساد. الثاني: لم أذنت لهم في القعود لما اعتلوا بأعذار، ذكرها القشيري، قال: وهذا عتاب تلطُّف إذ قال: عفا الله عنك؛ انتهى مختصرًا.

* * *



التحرير والتنوير (ابن عاشور) (١٣٩٣ هـ):

﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾.



اسْتَأْذَنَ فَرِيقٌ مِنَ المُنافِقِينَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، أنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِ الغَزْوَةِ، مِنهم عبدالله بْنُ أُبَيّ بْن سَلُولَ، والجَدُّ بْنُ قَيْسٍ، ورِفاعَةُ بْنُ التّابُوتِ، وكانُوا تِسْعَةً وثَلاثِينَ واعْتَذَرُوا بِأعْذارٍ كاذِبَةٍ، وأذِنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِمَنِ اسْتَأْذَنَهُ حَمْلًا لِلنَّاسِ عَلى الصِّدْقِ؛ إذْ كانَ ظاهِرُ حالِهِمُ الإيمانَ، وعِلْمًا بِأنَّ المُعْتَذِرِينَ إذا أُلْجِئُوا إلى الخُرُوجِ لا يُغْنُونَ شَيْئًا، كَما قالَ تَعالى: ﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا ﴾ [التوبة: 47]، فَعاتَبَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم في أنْ أذِنَ لَهم؛ لِأنَّهُ لَوْ لَمْ يَأْذَنْ لَهم لَقَعَدُوا، فَيَكُونُ ذَلِكَ دَلِيلًا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلى نِفاقِهِمْ وكَذِبِهِمْ في دَعْوى الإيمانِ، كَما قالَ اللَّهُ تَعالى: ﴿ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ ﴾ [محمد: 30].



والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ اسْتِئْنافًا ابْتِدائِيًّا لِأنَّهُ غَرَضٌ أُنُفٌ.



* * *

تفسير السعدي:

﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾.



يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ‏﴿ ‏عَفَا اللَّهُ عَنْكَ‏ ﴾؛‏ أي‏:‏ سامحك وغفر لك ما أجريت‏.‏



‏﴿ ‏لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ‏ ﴾‏ في التخلُّف ‏﴿ ‏حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ‏ ﴾‏ بأن تمتحنهم، ليتبيَّن لك الصادق من الكاذب، فتعذر من يستحق العذر ممن لا يستحق ذلك

شموخ 10-03-2023 09:05 PM

سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

نجم الجدي 10-03-2023 09:28 PM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

نظرة الحب 10-03-2023 10:54 PM

يسعدك ريي على الاختيار والطرح
ياذوق

عـــودالليل 10-04-2023 12:26 AM

جمال الاختيار
خلفه ذآئقة جميله جدا

تعرف ماذا تقدم

محتوى الطرح اكثر من راقي

من الاعماق
اقدم لك شكري واحترامي




ليل المواجع
محمد الحريري

جنــــون 10-04-2023 04:29 AM

لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ
كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ
وُدِيِّ

https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...b66adb0a14.gif

شغف 10-04-2023 09:49 AM

موضوع راقي
كل الشكر للانتقاء المميز
تقديري

مجنون قصايد 10-04-2023 10:14 AM

بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد

ضامية الشوق 10-04-2023 01:08 PM

جزاك الله خيرا

القبطان 10-07-2023 02:05 PM

جزاك الله خيرا
وبارك فيـك علام الغيوب
ونفـــس عنــك كـل مكــروب
وثبـت قلبـك علـى دينـه
إنــه مقلـب القلـوب
دمت بحفظ الله ورعايته


الساعة الآن 03:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية