منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=37)
-   -   ديوان الشاعر سليمان العيسى (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=3162)

a7med 03-12-2009 10:40 AM

ديوان الشاعر سليمان العيسى
 
رسالة إلى خطيبها في الجبهة



الصبح لَمْلَمَ عن ذُرى "قسيون"* أهدابَ الظلامِ
والربوةُ الخضراءُ أغنيةٌ تهزّ .. بلا كلامِ
والشام .. ساقيةُ الربيع ، ولو عرفتَ بأيِّ جامِ
بَردى ، وأمواجُ الضياءِ ، وعطرُها بعضُ المُدامِ
والعيدُ في نيسان سكرةُ أمةٍ ، وشبابُ عامِ
والطالعون على الحياة ، كأنهم عبَقُ السلامِ
جيلُ البطولةِ كله والدربُ يهدرُ – في الزحامِ
بُعِثَتْ بلادي ، فالربيعُ شموخُ ناصيةٍ وهامِ
ألصبحُ ينفضُ عن ذُرى "قسيون" أهدابَ الظلامِ
والشام .. غارُ الوحدةِ الكبرى أكاليلُ الشآمِ
...

وضّاح .. أين يداكَ ، أشبِكُ في لهيبها يديّا ؟
وأضيعُ في حُلُم صباح العيدِ يُرْعِشُ جانحيّا
ويمر موكبُ أمتي نشوانَ ، هدّاراً ، أبيّا
وخُطاه خَفْقٌ في ضلو عي ، أو سناً في مقلتيا
وملاحمُ الثوار تَزْحَم مسمع الدنيا دويا
ما زلتُ في عينيكَ أبـ ـصرُ شعبيَ العربيّ حيا
تظْمَا ميادينُ الكفاحِ ، فتستقي دمه الزكيّا
ما زلتُ في قَسَماتِكَ السمراء ألمحه جليا
كالموج ، كالشلال ، يَهْـ ـدِرُ ، صامداً أبداً ، عتيا
ما زاد زَرْعُ السدودِ بوجهه إلا مُضيّا
جَدلْتُ من خصل الربيع ، ومن ذُؤاباتِ الأقاحي
أضمومةً خضراء. تَعْبَقُ بالإباءِ ، وبالسماحِ
للموكب الهدّارِ ، مَرّ بشرفتي عند الصباحِ
لقوافلِ الأبطالِ .. سُمْرُ زنودِهم حُلُمُ السلاح
لرفاقك المتعطشينَ إلى الفداء بكل ساحِ
للجيش ، تقفو خَطْوَه قِصصُ البطولةِ والأضاحي
نحمي زنابقَ أرضِنا من بَطشةِ الغدرِ الوَقاحِ
ونردّ نابَ الوحش منحطماً على صخر الكفاحِ
ضفّرتُ أطواقي لموكبِ أمتي مِلءَ البطاحِ
يتعجّلُ الثأرَ القريبَ ، وعودةَ الوطن المُبَاحِ
...

وضّاح .. حدِّثني عن الميدان ، عن ظَمأ الحدودِ
للموعد المضروبِ بينكمُ وبين ثرى الجدودِ
أللص .. أفقده الصوابَ تفتُّحُ الفجرِ الوليد
وتألّقُ التاريخ، تا رخِ العروبةِ من جديدِ
أللص .. يُنْذِرُ باللظى والحقّ جبّارُ الصمودِ
إني أخافُ .. فلستَ ممن يصبرون على وعيدِ
إني أخافُ .. فلستَ ممن يصبرون على وعيدِ
إني أكاد أراكَ تهزأ بالزوابعِ ، والرعود
وتَشُدّ رايتَك الخضيبة فوق ناصيةِ الخلودِ
آمنتُ بالوطن الكبير ، يُطِلّ خفّاقَ البنود
بطريقنا الدامي ، بأمتنا ، بصخرةِ "بورسعيدِ"
...

أيغيبُ عن عينيّ طيفُكَ خلفَ "حفرتكَ" الرهيبه ؟
كفّ على ضلعِ الزناد ، ونظرةٌ ثَبَتَتْ ، مَهيبه
وعلى يمينكَ ، أو يَسَارِكَ ، أرضُنا الثكلى ، الحبيبه
وأراكَ تهمسُ : لن تظَلّ ديارُ آبائي سليبه
لا .. لن أعودَ ، فساعةُ الإعصار قد باتت قريبه
العيد ، والأفراح ، والحبُ العمق رُؤىً كئيبه
العيد نَغّصَه الذئابُ ، نيوبُها أبداً خضيبه
لا .. لن أعودَ ، لأسرق اللحظاتِ مُرْهِقَةً ، عصيبه
لي موعدٌ معَ من يُريدُكِ فوق تربتنا غريبه
سنرى .. لِقُطّاعِ الطريق النصرُ ، أم لضحى العُرُوبة !
...

أملي إليك ، وحوليَ الضحكاتُ تطفرُ ، والأغاني
والمهرجانُ .. وعبقريةُ أمتي في المهرجانِ
تثِبُ السطورُ هوىً ، ويَرْ عَشُ فوق أحرفها كياني
لِمَ يحرمون بلادنا من نُعْمى الأمانِ ؟
لِمَ يحملون لنا الدمار ، بألف فَحّةِ افعوانِ ؟
ألأننا قلنا : لنا هذي المَرابعُ ، والمغاني !
ألأنّ أرضي .. لم يعد للص فيها من مكان !
أشدد يديكَ على السلاحِ ، أحسّ عزمَكَ في جَنَاني
يتعرفُ "القرصان" حَقّكَ حين يلمع في السنانِ
قدَرٌ تحرُّرنا ، ودعهم يوقفوا سَيْرَ الزمان !
...

وضاح .. حدّثني متى تصفو لنا نعمى الجلاءِ !
أنظلّ نستهدي الجراحَ ، ونقتفي ألقَ الدماء !
ستقول – اعرف ما بصد رك من سعير الكبرياء –
ستقول .. أمتنا بخط النار ، والهَيْ إن تشائيّ
يحلو نشيدُ الحب حيثُ أكون حراً في غنائي
شعبي بخطِّ النار يَقْـ ـتنِص الحياةَ من الفناء
تلك الحقيقةُ كالضحى يجتاحُ مقلةَ كل رائي
وضّاح ، أبصرتُ الطريق ، وقد توَشّحَ بالضياءِ
سأكونُ في الميدانِ قربَكَ ، عند جلجلةِ النداء
هذي الرفيقة في السلاح ، وتلكَ معركةُ البقاءِ
________________

* الجبل المطل على دمشق

a7med 03-12-2009 10:43 AM

أهلا.. بعبد الناصر


أهلاً .. بعبد الناصرِ أهلاً .. بحلم الشاعرِ
أهلاً .. بماضينا العظيم ، يُطلّ بسمةَ ثائرِ
ويجسِّد الحلم الكبير ، على شفاه الحاضر
أهلاً .. بزمجرة النسور كواسراً ، بكواسر
أهلاً .. بأغنية الصبايا ، في الكفاح الظافر
أهلاً .. صغاري يرقصون على جناحَيْ طائر
ويقبِّلونك .. فاتحين قلوبهم .. للزائرِ
أهلاًَ .. دموعي في السطور قصيدتي ، وخواطري
أهلاً .. مدينتيَ الكبيرةُ زغرداتُ بشائرِ
وحناجرٌ .. هَدرت لتَغرقَ في هديرِ حناجرِ
أنا ضائع بين الجموع ، تموجُ نارَ مَشاعرِ
الدرب .. غطاه الصغار ، كوشي روضٍ ناضرِ
والأرض تزخر بالحشود ، كأنّ رُقيْةَ ساحر
عقدت لسانَهمُ على اسم جمال عبد الناصرِ !
أهلاً .. مدينتيّ الطّروب جنونُ حب غامرِ
زحفت على النبأ الحبيب.. مع الغمام الهادرِ
سَيْلان هدّاران .. جُنّا في الصباح الباكر
سيلان .. من شعب يموج ، ومن سحابٍ ماطرِ
زحفت مدينتيَ الطروب مع الغمام الهادر
زحفت بأجمعها .. تريد عناق عبد الناصرِ !
...

يا مارد العرب الحبيبِ ، أأنت؟ أم حلمٌ أطلا !
جُمعت على الشفة الخواطرُ كلها: أهلا وسهلا !
ألعرس .. عرس المجد ، لم تر أمتي أشهى ، وأحلى
عبثاً .. أفتش عن خيالٍ ، حسبيَ العبراتُ تمْلي
حسبي هتاف : يا جمال ! ترده الآلاف جّذلى
حسبي دويّ الشعب : أهلاً قائد الأحرار أهلا !
أنا من عرينك في الشمال ، تمرُّ بي الأعراسُ عجلى
من قلعة الأبطال ، من حلبٍ ، أعُلّ البِشْرَ عَلا
هي بانتظارك يا جمال ، لتستحيلَ الأرض فُلا
وبنفسجاً ، وزنابقاً عربيةً ، وندىً وظلا
ومواكباً كالرعد ، تهزج للرئيس ، وقد أطلا
النافضِ الأجيال عن أعناقِنا رهَقاً وذلاً
الصانع التاريخ مَلْحَمةً بساح المجد تُتْلى
الشعب ظامٍ يا جمال ، فَبُلّ نار الشوق بُلا !
ألقلعة الشمّاء يقتلها الحنين إليكَ قتلا
وحسامُ سيف الدولة الجبار مَلّ الغمد مَلا
إني لألمح نصله في القبضة السمراء سُلا
...

أهلا .. فتى العرب الحبيب ، وحلمَهم .. أهلا وسهلا !

a7med 03-12-2009 10:44 AM

نجوى


عذراء.. هذي أنت فوق قصيدتي .. جارٌ ، وجارَهْ !
هذا محياك الجميل ... عليك من روحي أماره !
هذا جنون الأمس في "النقاد" .. أغنية مُثارَه !
حملتكِ أجنحةُ الجريدة فوق أبياتي شراره
سبع من السنوات .. تنفضها على عيني إشاره
هي من حياتَيْنا اللهيبُ ، ومن شبابَيْنا العُصاره
سبع من السنوات.. تنفضها على عيني إشاره
هي من حياتَيْنا اللهيبُ ، ومن شبابَيْنا العُصاره
سبع من السنوات .. تفصل بيننا .. يا للمَراره !!
ها أنت .. يا عذراء أمسي .. لا أريد - هنا - اذّكاره
ها أنت .. لا ، لا ، لن أعكر للضحى الحلو افترارَهْ
تحيّيْن .. فوق قصيدتي ذكرى ، وأغنيةً مُثاره
لكِ من بياني - أحسنَ "النقادُ" موقعك - الصداره
خلقتكِ ريشةُ شاعر سكران فجراً من نضاره !
وجهاً .. أرقّ من الخيال البِكْر أشرَقَ في عباره !
ثغراً .. أحبّ من النعيم ، ومن سلافته المُدَاره !
عينان .. بين السحر - لم تبرح - وبينهما سفَاره !
شفتان .. تختصران تا _ ريخ السعادة في افتراره
خلقتكِ ريشةُ شاعر سكران .. دفقاً من نضاره
ورمتكِ في ثغر الزمان على المدى .. أرَجَ استعاره

a7med 03-12-2009 10:45 AM

بين الجدران


ها أنتِ .. لو تدرين أين الآن شاعركِ المجيدُ ؟!
من أين يُرسل همسَهُ شعراً ، ليحضنَه الخلودُ !
من أين يخترق الظلام مزغرداً .. هذا النشيدُ !
تُصغي له الجُدُر الثخانُ بجانبيَّ .. وتستزيدُ
ويكاد ينشده معي السجّان ، والبابُ الحديدُ !
ها أنتِ .. فوق قصيدتي ، وأنا ، وأنت هنا قصيدُ
صمتُ "النظّارة" ، والرطوبةُ ، والدُنى حولي همودُ
والليلُ .. كالشبَح المسمّر ، ليس ينقُصُ ، أو يزيدُ
وخيال شاعركِ القديم جوانحٌ - أبداً - ترودُ !
خفاقةٌ .. ودّت - لتهدأ - لو يكون لها حدودُ
مجنونةُ النّزوَات .. تُسكرها المهاوي .. والنجودُ
والسهلُ ، والقِمم المخيفةُ والتردّي ، والصعودُ
مجنونةُ النّزوات .. أجهلُ مثلَ غيري .. ما تريدُ
تنهدّ أبياتاً بواقيَ ، حينَ تصدمها القيودُ
وتصكّها الجُدُر الثخانُ .. فلا تموت ، ولا تبيدُ

a7med 03-12-2009 10:46 AM

في حرم الوحي


يا شعلةَ الوحي المقدّس ، أيها السر الدفينُ !
يا جذوةَ الإبداع .. تركع عند ومضتها المنونُ
يا نفحةَ الإلهام .. تعبقُ كلما خَبَت السنينُ
يا فن .. يا رَعْشَ الألو - هةِ في دمانا ، يا جنونُ
هذي يدي .. تتحسس السر العصي ، وتستبينُ !
وتدق معبدك الرهيب يروعها الصمت الحزينُ
ما أنتَ ؟ .. كلّ عسيرةٍ لرضاك في الدنيا تهونُ
ما أنت ؟ .. تُحرقنا ، وتخشع عند طلعتك العيونُ
ما أنتَ ؟ .. يَفْنى في اختلا جتكَ التأملُ ، والظنونُ !
ولغير مِطْرقة العذاب ، ونارها .. لِمَ لا تلينُ ؟!
أتظل في الأعماق لغزاً .. لا يُحَل ولا يبين ؟!
أنا عند سرك في الوجود - ولست في قيدي - سجينُ
يا فن .. يا رَعْش الألوهيةِ في دمانا . يا جنونُ !
كيف استطبت بك الظلام .. وهزني هذا السكون ؟!
كيف استحال القيد لحناً .. في النجوم له رنين ؟!
وظمئتُ .. فانفجرت بأعما - قي .. على الظمأ العيون
وضجرتُ .. فانطلق النشيد العذبُ .. سامرَ الأمينُ !
وأرقتُ .. فانسابت رؤاكَ ، ورفةٌ منها الفتونُ !
...

يا نفحة الوحي المقدّس.. أنتِ سامريَ الأمينُ !
وعلى الرطوبة ، والظلام ، ووحشتي بكِ أستعينُ
عودي إلى "قبري" الصغير.. فان قبريَ بي ضنينُ !
للموت ، في وطني ، السنا للدمنة .. الأرجُ الثمينُ

a7med 03-12-2009 10:46 AM

وحشة!..


ها أنتِ تبتسمين يا عذراء أمسي .. في مراحِ !
وأنا ، وشعري في الجريدة ، ساهران إلى الصباحِ
ألوحشة السوداء .. لستُ إخالها سمعت صُدَاحي !
ألوحشة السوداء .. ورة أمتي .. عبر الكفاحِ
هي في زوايا الأرض أشلاء تمزّق ، أو أضاحي
هي في "النظارة" ألفٌ أغنيةٍ .. تَعَثّرُ بالجراح !
ليست حياتي غير بيتٍ من ملاحمها الفصاحِ !
ليست أغانيّ السماح .. سوى أمانيها السماحِ
...

ها أنتِ تبتسمين .. في خجل الزنابق والأقاحي !
أرأيتِ "مقبرتي" الصغيرة شُدّ داخلها جناحي ؟!
ثقبت "نويفذةٌ" بأعلا ها .. "لنَرْفزة* الرياحِ
وتشاجرت قطع الحديد بها .. كأسنان الرماحِ
جدرانها .. ستٌ من الأشبار .. أشباري الصحاحِ
زَخَرت بأسماء .. هنا وهناكَ .. في كل النواحي
قِصص الذين "تشرفوا" قبلي .. يسوقهمُ "جُناحي"
لو تنطق الجدران .. أيّ "مجلّدٍ" هي للكفاحِ !!

a7med 03-12-2009 10:47 AM

شاعر ولاجئ


لو تنطق الجُدُر الثخان لحدثتكِ حديث شاعرْ
مُلْقىً على خَشب "النظَاره" ، في عباب الحُلْم سادرْ
هو في دمشق .. وتارةً في الرافدين .. وفي الجزائرْ
يطوي الغيوب بلمحة ما بين خاطرةٍ .. وخاطرْ
مثل الشعاع .. أظله جفن ، ففرّ من المحاجرْ
ويعيش "مأساة" ببسمة لاعبٍ ، وَدُعَاب ساخرْ
ويضيق حيناً بالسكون ، وراعبٌ صمت المقابر !
أنا بين جدراني الثخان .. مشاعرٌ .. تتلو مشاعرْ
فيها القريض المستجادُ ، وبعضها نَفَحاتُ صافرْ
وإلى جواري قد تمدد "لاجئ" مثلي مهاجرْ
قذفت به "حيفا" مصيراً مفجعاً بين المصائر !
متلفع "بالحوقلات" ، على قضاء الله صابرْ
وتُلم بي حيناً - زيارةَ عابرٍ - بعضُ الكواسرْ*
بعضُ الصقور الناثرات على الأذى .. مِزَقَ المرائرْ
وتُقاد .. طي الصمت .. لا أدري إلى أي "الحفائر" !
...

لا .. لن أقطٍّب حاجبيّ .. ولا أنا بالفجر كافر !
إن الغد العربي يا حوراء .. مثل الصبح .. سافرْ
غدُ أمتي - رغم "النظَارة" - واسع كالكون .. ساحرْ
ويقال: وهمٌ أن نعود .. وأن تُدَقّ لنا البشائرْ
وهمٌ أجلْ ! .. ومتى سألنا غيره .. كرمَ المقادر ؟!
وهمٌ .. تميد له الحقيقةُ ، في دماء الجيل فائرْ
وهمٌ .. يُقِضّ مضاجعاً وتُغِصّ ومضتُه حناجرْ
وهمٌ.. سلي التاريخ يهدِرْ : إنني أوهام ثائر !

a7med 03-12-2009 10:48 AM

في بيت الشاعر


ما زلت تبتسمين .. أنت الآن مثلي .. في الاسارِ
أنّى رنوتِ .. صصدمتِ بعد الشبر طرفكِ بالجدارِ
أصغي إلى شعري ، يقص عليكِ كيف تركت داري !
كيف استُثِير هزارُكِ الممراحُ .. في وكن الهزار !
كيف ارتموا عشرين .. فوق الباب .. حتى ارتاع جاري !
وأحيط "مأوايَ" الصغير بمن تبقّى .. كالسوار
وتناثروا في البيت .. يلتهمونه مثلَ الشرار
يذْرون مكتبتي ، بديواني ، بأوراقي الصغارِ !
ويفتشون .. وينكتون .. ويرمقوني بازورارِ !
أيّ "القلاع" الطائرات تحصّنت .. خلف الستارِ !
أيّ (المعدّات) الثقال .. تُراه في عش الكناري !
وأدار "معنٌ"* وجهَ غضبانٍ لعزته .. مُثَارِ
لِمَ لا يشاطره (الضيوف) .. مراحه شأن الكبارِ ؟!
يرنو إلينا .. لا وقَارَهمُ أحبَّ .. ولا وقاري
ووقفتُ أنظر .. لم يشأ شعري ليفتَحَ خط نارِ !
وأبت قوافيّ الشوارد أن تهمّ .. لأي ثارِ !
لو شئتُ .. لانفجر القريضُ مدمدماً .. أيّ انفجارِ
حاشا .. فسقفي لن يُظل سوى المروءة .. والنِجارِ
في بيته يعنو الكريم لكل رزءٍ ، أو خسارِ

a7med 03-12-2009 10:49 AM

الطريقَ والمعري


أنا في الطريق إلى دمشق ، وما سئلتُ لكي أجيبا
وورائيَ "الشهباء" يحمل صدرها صمتاً رهيبا
وحسبتها ترمي إلى صدّاحها .. نظراً غريبا
ومضت بنا "أرسان*" تنتهب المسالك والدروبا
وتركّز "الحرَسي*" جنبي كالحاً أبداً .. قطوبا
يا للحياة .. تعود بسـ متنا بها عملاً مُريبا !!
ورميتُ طرفي للنجوم .. نسيبةٌ لاقت نسيبا !
والدرب يوقظ في الظلام بخاطري لحناً حبيبا
والطل يعبث بالزجاج .. أمام أوجهنا ضروبا ..
وملابسي .. في "صُرة*" بيضاء .. كنت بها مصيبا
أنى ارتميتُ .. وسادتي ! وائذن لنومك أن يطيبا !
هذي "المعرة" .. أيّ حلم هز إحساسي مهيبا !
هذا خيال "أبي العلاء" يكاد يصدمني قريبا !
هذا تمرده على الأجيال .. لم يبرح صخوبا
...

شيخَ الخلود .. تحيةً عجلى ، وأنداءً ، وطيبا !
هذي جراحك .. لم تزل وطناً ، وتاريخاً سليبا
هذا الثرى العربي .. لم يبرح - وسل دمنا - خصيبا !
زمجرتَ في وجه الفساد .. ولم ترَ الخطب العصيبا !
لم تعرف "المستعمر" السفاح في وطني* نيوبا
ومخالباً .. تدع الجلود بنا .. لتحتل القلوبا
و"ظلاله" المتزاحفين وراء أرجله .. دبيبا
ما كنت تُصدم "بالحواجز" حيث أزمعت الركوبا
كنتَ الشروق ، متى أردت ، وكنت في وطني الغروبا
والنيل ، مثل الرافدين ، فلا حدودَ ، ولا شعوبا !
زمجرتَ .. لم تشهد "شمالا*" يستباح ، ولا "جنوبا*"
شعباً برمته يباد .. ويستغيث ، ولا مجيبا !
زمجرتَ .. دعني هادئاً أوجِزْ لك النبأ العجيبا !
شيخ الخلود .. يكاد طيفك عن جفوني أن يغيبا !
عُذراً إذاً .. وتحيةً عجلى .. وأنداءً .. وطيبا

a7med 03-12-2009 10:49 AM

في الشام


حسناء .. شط بي الخيال .. وكدتُ ألهو عنك حينا
سأصب في سمع الزمان "حكايتي" .. شعراً مبينا
لحناً .. تعلّين العذوبة .. من يديه .. وتنهلينا
أنا في الشآم .. وما أرقّ الشام.. أهبطها سجينا !
هذا الشتاء .. أحسه فيها ربيعَ الحالمينا
"ألغوطة" الخضراء .. لم تك قبلُ مُترعَةً فتونا
والعطر .. لم يك مُسكِراً كاليوم .. للمتنسِّمينا !
والشارع المغمور في "القصّاع*" لم يك يستبينا
وأطل .. حيث رنوتُ .. ضمّ طريقنا حوراً ، وعينا
وفتوةً .. وكهولةً غادين حولي .. رائحينا
حتى الجذوع العاريات بدوت تَشُوق الناظرينا
حتى الطريق - وهل يحس؟ - حسبته .. يهتزّ لينا !
وأشحتُ وجهي .. ما الطبيعةُ ؟ ما الحياة ؟ .. لخانعينا !
يا من تحت على الرصيف خطاك .. أو تمشي رصينا !
لا فرق .. فيما بيننا لو تعلم الخبر اليقينا
لا فرق .. صدّقني .. فإنّا في "النظارة" أجمعينا !
ما دام في أرض العروبة حربةٌ .. "للغاضبينا"
لا فرق .. معتقلين كنا يا أخي .. أو مُطْلقينا !
تتراكم الأغلال حتى تشملُ الشعبَ الأمينا


الساعة الآن 03:02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية