منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   رواية / فلا هو بالذي أبدى هواه ولا هو بالذي عني يغيب/ البارت الثامن عشر (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=152251)

ضامية الشوق 01-15-2019 04:14 PM

رواية / فلا هو بالذي أبدى هواه ولا هو بالذي عني يغيب/ البارت الثامن عشر
 







( البـــارت الثـــامن عــشـر )
جلست على سريرها بخمُول ، وهي تدلك ذراعها بتعب
غير مُتقبله الوضع أبداً ، ولكن ستفعل المستحيل لتغير من نفسيتها و تسعد نفسها قليلاً
وترضي نفسها بـ إن ( عبدالله ليس مثل حاتم )
كلٌ منهم مختلف تناسبه معاملة مختلفة
تنهدت وهي تستلقي ببطء على السرير و تغطي جسدها بمفرشها الناعم والبارد
و تفكر بحركة أرين
غنى تنهدت:
أرين و اعرفها كويس .. هذي مو عاداتها
كيف تقدر تجيب لي شيء قديم شاركته مع حاتم؟ حركة مقصودة
مشكورة على اللوحة ولكن مو مشكوره على الباقي
مسكينة ماتدري اخوها وش سوى فيني
ما أقول الا الله يكتب لي الأجر كيف تحملت هذه العائلة
أغمضت عينيها لتغط في سُبات عميق وتنسى الذي حصل
تتجاهل السيناريو المُكرر و التفكير التافهه من جهتهم:
كلهم يلوموني عشان بتزوج ، ما لي حق أعيش ؟
كفاية اللي ضاع مع حاتم أبي اعيش مليت مليت ..
حاولت النُوم ولو قليلا ولكن كثرة التفكير
لم تجعل لها دقيقة هانئة
لترتاح فيها
وقفت من جديد وهي تتجول بغرفتها
وكأنها تائهه في عالم هي تملكه
تائهه بين أهلها و غرفتها
تنهدت وهي تخرج من الغرفة وعباءتها بيدها
لتذهب للتسوق لتقضي وقتاً خارج المنزل
تستنشق فيه بعض الهواء " صعب تعيش على شوائب ذكرى قديمة تضايقها ، تسبب لها التهكم في حياتها
وتبني بقية أيامها عليها وتقارنها فيها "
وقفت امام لمياء التي ما زالت على جلستها:
يلا
لمياء: مو قلتِ بتنامين؟
غنى وهي ترتدي عباءتها بهدوء وبطء وتشعر بالصداع الذي كان يراودها داهمها بلمح البصر ، استندت على الجدار و وقعت على ركبتيها وهي تأن بتعب
ركضت لها لمياء في فزع وهي تمسك بيدها:
بسم الله عليك وش فيك؟
غنى بقلق وهي تدلك رأسها وتشعر بمرارة في حنجرتها:
من فترة طويلة كان يداهمني صداع غريب و فترات يغمئ علي فيها
لما كنت بحدادي اغمى علي فجأة قمت لقيت اني طايحه قدام باب غرفتي
حجزت موعد عند الطبيب وقالوا لي بعد شهرين ، باقي أسبوعين ونص على الموعد
لمياء بعتب وهي تسندها على ذراعها و توقفها:
ليش ماقلتي لنا؟ اشوف عجبك موضوع الكتمان !
غنى:
ماعجبني فيه احد يعجبه يسكت عن شيء يضايقه؟
بس محد فاضي لي
شوفي صهيب و فارس كل مشغول بهمه ، بتار بدراسته و يدور له وظيفة تناسب شهادته
انتي ملتهيه مع زوجك وبنتك ، أمي وأبوي كبروا تبيني أشيِّلهم همي؟
كلٌ ملتهي بحياته ماني مستعدة اشغلكم معي وأنا أقدر ادبر اموري بنفسي
الموعد وحجزته أنا متأكدة انه بيقول ضغوط نفسية وارتاحي ومن هذا الكلام
\
-
/
\
على متن الطائرة المُحلقه في سماء " فرنسا "
كانت أثير تعدل نقابها بهدوء و بجانبها سعود يرتشف كوب قهوته السوداء
أثير ببحه تغلغلت بحنجرتها بسبب بُكائها عندما ودعت اهلها ومازالت تبكي:
وصلنا !
سعود إبتسم وهو يمرر سبابتها من اسفل نقابها و يمسح دمعتها بضحكة:
لنا ما يقارب الـ 12 ساعة وانتي تبكين ماصارت
أثير بإمتعاض:
اول مره أبتعد عنهم
سعود بإبتسامة: بتتعودين
أثير بهدوء: ليش اخترت باريس ؟
ضحك سعود وهو يقبّل يد أثير ، بإبتسامة هادئة و حاجبه الأيمن مرفوع:
تسمى بـ عاصمة الحُب
ضحكت أثير بعفوية وهي تدمج بين اسلوبه و نظرته ، بمهمته المجهولة:
و عاصمة الطلاق هي لندن
سعود ابتسم:
سبحانه ، مهمتي اللي احتاجك فيها بـ لندن
أثير تنفست بعمق وهي تسحب يدها منه و نبضات قلبها تتسارع آكثر وهي تردد في داخلها ( عواقب هذا الزواج بتشوفينها عاجلاً أو آجلاً ) :
ما قلت لي
سعود:
الحين عرفتي ما تفرق
تنهدت أثير بتعب وهي تراجع حساباتها
كيف استطعتي وخاطرتي؟ :
متى بنروح الى لندن؟
سعود:
بنقعد اسبوعين بـ باريس ، وبعدها لندن
أثير بصدمة:
ومتى بقابل اهلي ؟
سعود: اذا خلصنا
اثير بعدم رضاء:
كثير
سعود:
مو كثير لازم تتعودين كلها شهر ونص
نقضي شهر العسل وبعدها نبدأ
اثير وهي تشعر برغبة بالبُكاء:
ليه مستعجل ؟
وانا ايش دوري في الموضوع كله
سعود بإستغراب:
مو مستعجل هذا هو اتفاقنا من أول
دورك بتعرفينه في وقته يا أثير
أثير بحدة:
إتفاقي معك كان واضح
شهر عسل ، بعدها ارجع لأهلي عشان افكر بمهمتك
قاطعها سعود وهو يرتشف قليلاً من كوب قهوته:
بالنسبة لدُورك بالمهمة
انتي بتكونين ( طُعم ) ! أستخدمك لصالحي ضدهم
تستدرجينهم بنفسك لأن من بينهم امرأة تكون زوجة رئيسهم
تتعرفين عليها و تروحين لمكان تجمعهم بتكونين لابسة سماعات حتى أقدر اسمع ايش يقولون
شهقت أثير بصدمة شهقة خرجت من جوفها لدرجة شعرت بنفسها سينقطع:
نـعـم !
واذا فجروا فيني والا قتلوني ؟
سعود ضحك بمزح:
تموتين شهيدة ياحظك
\
-
/
-
/
{ منزل عبدالرحمن بن خالد - الصالة السفلية }
جلست عبير على الأريكه وهي تنقل بصرها بين زوايا الصالة بتفكير:
أمي يعني خلاص زواج عبدالله بعد ثلاث ايام ؟
خلود:
اي ليش تسألين؟
عبير تأففت وهي تبحث في الانستغرام على تصاميم مختلفة للفساتين:
ياربي المناسبات ورى بعضها بأنجن
خلود: لا تتكلفين
عبدالله ليلة عائلية بعزم فيها أهلي القريبين فقط
بما انها جت سريعة كذا
عبير:
ليش مستعجل غنى مو طايره والله
عيالك كل واحد أخف من الثاني يارب صبرني
خلود بحدة: استحي على وجهك هم أخوانك
عبير بجدية:
ترا اتكلم منجد ، البنات ماراح يطيرون !
احنا نتعب كمان
شوفي بحجز القاعة ، و الضيافة ، والعشاء ، و الاستقبال
حجزتها بيومين
و فستاني ؟
خلود: اشتري
عبير ضحكت: شريت اصلاً بس باقي الكماليات اكسسوار و مكياج \

\

\
دخل الغرفة كالإعصار
وعينيه توغل بسهام الموت وهو يرفع سبابته بوجه مساعده بحدة :
تدري !
انتظر مني الضوء الأخضر
بـ كلمة مني تروح و تجيب لي غنى لحدي ، في استراحتي بدون علم أحد .. فاهم ؟
الرجُل بهدوء: عبدالله بيعرف
حاتم بصرخه: و اذا عرف بالطقاق
هو و غنى ما ينجون من يدي استغلوا غيابي .. اطلع برا أنت برا
تنهد حاتم بقهر
بعد ما علم قبل قليل من أنس ، آن حفل زفافهم بعد ثلاث أيام :
سويتوها ، هيّن ما أكون حاتم إن ماهدمت فرحتكم
دخل أنس و هو يفتح الباب بقوة لدرجة صدم بالجدار وارتد لأنس ولكن يد انس كانت أسرع وهو يوقف الباب بيده:
ماراح تطلع من هنا وان طلعت رجلي فوق رجلك
حاتم بنفاذ صبر:
وش تبي أنت ؟
أنس وهو يمسك بياقة حاتم ويلكمه بكل قوة على خده:
ابيك توقف وتريح ملائكتك من كثر سيئاتك
طلعه من هنا ما انت طالع
حاتم بحده وهو يعيد الضربه لخد انس:
مو شغلك لا تتدخل يا أنس والا تنتهي صداقتنا
أنس وهو يغلق الباب بالمفتاح ويرميه من النافذه و يلحقه ب هاتف حاتم:
و الحين اتحداك تطلع
وانا لك بعين و مرصاد والا ما أكون أنس - بجدية - حاتم اللي تسويه بتظهر عواقبه عليك
بتنتهي صدقني بتنتهي ، ما كفاك اللي صار بالسفينة ؟
حاتم مازالت عينيه على النافذة وهو يتأمل سقوط المفتاح ثم هاتفه:
قدّها ؟
انس ابتسم:
و قدود وش بتسوي ؟
رفع حاتم حاجبيّه بحدة ويرفع أكمام ثوبه لحد كوعه والغضب اعتراه :
و قدود أجل !
أنس ابتسم وهو يقف أمام حاتم:
ايه
حاتم تنفس بقوة وهو يضرب أنس على معدته بركبته ، و يرفع رأسه من جديد ويمسك بفكه:
و الحين ؟
أنس ضحك :
و قدود
حاتم دفع أنس وهو يلكمه على خده و بصراخ:
و الحين ؟
أنس بغيض وهو يمسح الدم الذي خرج من فمه من قوة لكمات حاتم:
عبدالله أخذ غنى ، بلا قلة حياء واتركهم بحالهم
حاتم أمسك انس بغضب و بفحيح حاد:
تبي تسكت وتطلع من هنا وإلا تنضرب زيادة ؟
أنس ضحك:
وين المفتاح ؟
حاتم بسخرية:
المفتاح الحين أتصل على الريسبشن يجيبون البديل و الجوال اجيب غيره عشره ، فارقني \

\

( منزل عبدالرحمن بن خالد - المجلس )
جلست عبير في الزاوية وهي تتابع فيلم و مُغلقة جميع أضواء المجلس
و مندمجة بجميع حواسها مع الفيلم بحماس شديد .. شعرت بهواء يبرد رقبتها ولكن تجاهلت
وهي تراقب بطل الفيلم بـ حالميه وحركاته البطولية
تنهدت وهي تشعر بحرارة على شفتيها ممتدة الى خدها وكأنها آثار مخدر
تجاهلت وهي تبتسم على فيلمها
قطّبت حاجبيها وهي ترفع يدها لخدها بإستنكار وتدلكها بأصابعها :
غريب احس بحرارة و شيء مثل اللسعة
شهقت عندما شعرت بـ إبرة مخدره تخترق رقبتها
زادت شهقتها وهي ترمي هاتفها على الارض بفزع وتمسك باليد التي وضعت الابرة برقبتها
مهند بهمس:
هذا بسبب أحمد
عبير رمشت بعدم استيعاب وهي تشد بقبضتها على رقبتها بألم وظلام الغرفة لم يجعلها تلمح من مهند الا صوته ، و بصوت مهزوز:
من انت؟
مهند بفحيح حاد وهو يهمس بإذنها:
مو مهم
عبير وهي تشعر بآثار المخدر تسري بجسدها و النوم يتوارى لعينيها .. ومهند يدفعها بشدة ويخرج الابرة من رقبتها بعنف!
( مابين غمضةِ عينٍ وانتباهتها .. يغير الله من حالٍ إلى حال )
تذكرت كل ليلة لم تُكلف على نفسها تسجد لله فيها ، كل صبح تتهاون بقراءة أذكارها
كل يوم تتكاسل عن آداء صلواتها
تهجر القرآن ولاتبالي ، كأنها ضامنة حياتها !
تعالت صرختها عندما صُدم جسدها بالأرض
وتسلل النعاس لعينها
وهي تستغفر وتريد ان تستنجد بأحد قبل ان تغط بسُبات عميق
ولكن لم تستطع ، اذ بها تغفو و تطفو لعالم الظلام ..
خرج مهند من نافذة المجلس بعد ما تأكد انها نائمة ، و إلتقط لها صورة
خرج بهدوء وعلى أطراف أصابعه حتى لايسمعه احد
ابتسم للرُجل ذو الجنسية الهندية و أخرج من محفظته 100 ريال و أعطاه اياها
مهند ابتسم بسخرية وهو فهم مغزى نظراته المصدومة:
ما راح اخطفها اللي سريته يكفي ، مشكلتي مو معها مشكلتي مع أحمد
الرجُل ذو الجنسية الهندية:
بابا عبدالله يجي الحين
أمسك مهند بالسُلم الحديدي وهو يثبته على الجدار و يصعد :
هذا و أنت سواقهم من سنين سويت كذا الدنيا مافيها أمان \

\

\

\
{ المُستشفى - غنى & لمياء }
جلست غنى على الكرسي أمام مكتب الطبيبة و بجانبها لمياء
غنى :
متى تطلع نتائج الرنين المغناطيسي؟
الطبيبة بإبتسامة: الأسبوع المقبل ، على حسب الكشوفات مافي شيء ممكن تقلقين عليه
الصداع الذي يصاحبك من الإرهاق و الاغماءات زيادة شحنات كهربائية في الدماغ
المطلوب منك تخففين من الجلوس على الأجهزة الالكترونية و الجوال ابعدي عنه قد ما تقدرين لصحتك
والأهم لا تجوعين كل ماحسيتي بجوع أكلي لأن الجوع أكبر ضرر ، وسبب الصداع و انخفاض الضغط
هزت غنى رأسها وهي تأخذ ورقة الوصفة الطبية:
ان شاءالله
هذي فيتامينات ؟
الطبيبة: اي ڤيتامين د و كالسيوم بعد تحاليل الدم اكتشفنا انها ناقصة عندك
وقفت غنى و معها لمياء وهي تصافح الطبيبة بإبتسامة
خرجتا من الغرفة ..
لمياء: الحمدلله
غنى:
قلت لك مافيني شيء مضر و مخيف لهذي الدرجة
عشان كذا ما قلت لكم
كل مشغول بنفسه وانتي شايفة ماجبت شيء من عندي
بس فيتامينات و كالسيوم وانتهى
لمياء: شرايك نروح كوفي؟
غنى: اي والله نفسي بـ اسبريسو
لمياء: والله أبي كابتشينو
-
-
-

{ المُستشفى - مكتب أحمد و مؤيد }
جلس على الكرسي المتحرك بتعب و إرهاق شديد بعد ما خرج من عمليته قبل دقائق
رفع عينيه لمؤيد الذي يمد له كأس من الماء البارد
ابتسم أحمد وهو يأخذ الكأس و يرتشف الماء بسرعه و تعب
و كأن له شهور لم يشرب ماءً :
مشكور
مؤيد: كيف كانت العملية
أحمد ابتسم:
لي خمس ساعات فيها ، الله يعينهم ويصبرهم
مؤيد :
الحمدلله .. آمين
تنهد أحمد وهو يمسك بهاتفه و يتابع صفحته بالإنستغرام
حتى وصله اشعار من الواتس آب من رقم غير مسجل
دخل عليها اذ به كان مهند مرسل له صورة عبير عندما خدرها في منزل اهلها و تركها
شهق أحمد وهو يقف بسرعة حتى سكب الماء الذي قدمه له مؤيد عليه
مؤيد بإستغراب: وش صاير ؟
أحمد خرج من الغرفة بسرعه وهو يتصل على عبدالله
بعد ثوانٍ رد عبدالله عليه
أحمد: انت في البيت !
عبدالله وهو يوقف سيارته امام باب منزلهم:
الحين وصلت ليه ؟
أحمد وهو يصعد سيارته:
ادخل المجلس بسرعه يا عبدالله بسرعه -صرخ أحمد بعد لم يسمع اي اجابة من عبدالله- بسرعة
نزل عبدالله من سيارته وهو مستنكر من اسلوب أحمد و كلامه و بهمس و هاتفه بجيبه حتى لايسمعه:
بديت اندم أني وافقت ازوج اختي واحد مثله ..
دخل المجلس و أشعل الأضواء ، تفاجأ بعبير نائمة على الارض و هاتفها مفتوح على صفحة الأفلام
تقدم منها
وهو يهزها بهدوء:
عبير قومي نامي بغرفتك كم مرة قلت لك مافي نوم بالمجلس؟
استوقفه لون الكدمة على رقبتها ، قريب للزُرقة
رفع حاجبه بشك وهو يربط بين اتصال أحمد و حالة عبير:
عبير بنت قومي -هزها بقوة قليلاً- بنت عبييير
حملها بسرعة بين يديه ، ولكن صوت صرير عجلات السيارة استوقفه:
أحمد !
دخل أحمد المنزل بسُرعة وهو يتنحنح ، توقف عند باب المجلس:
عبدالله !
عبدالله بتوتر من شكل عبير و رقبتها المُورمه ، بحكم ان أحمد طبيب:
ادخل ادخل
دخل أحمد بسرعة وهو يركض لجهة عبدالله وعبير
جلس على ركبته وهو يحمل عبير من رقبتها ويضع رأسها على فخذه و يفحص رقبتها بخوف:
ورم من ضربة قوية - وضع أنامله على موضع اللون الأزرق- ابرة !
عبدالله بخوف: إبرة ايش ؟
أحمد تنهد وهو يبتسم براحة بعد ما استوعب الأمر:
إبرة منومة اذا دخلت للجسد بقوة تورمه وهذا يحصل اذا وضعت بشكل خطأ
عبدالله بإستنكار وهو مُقطبٌ لحاجبيه:
إبرة منومة !
أحمد وهو يقف بسرعة ويخرج من المجلس بإحترام:
اي ابرة منومه ، عبدالله اسمعني زين
عبد الله بهدوء: تكلم
أحمد:
لي زميل بالدوام اسمه مهند .. يسعى بكُل مجهودة يضرني لدرجة وصل لعبير ! -أخرج أحمد هاتفه وهو يفتح على محادثة مهند و يُري عبدالله صورة عبير- هو اللي سوى فيها كذا
ما ادري كيف دخل بيتكم أو كيف وصل لها
ولكن هذا هو السبب ، لا تقلق هي ابرة منومة ما تضرها ان شاءالله
عبدالله بحدة:
إبعد مشاكلك عن أختي يا احمد كفاها ما جاها
والا أنا بنفسي بتفاهم مع هذا مُهند -قاطع أحمد قبل ان يتكلم وهو يرفع كفه بوجهه بمعنى اسكت-
الحين توديني له و أنا بتصل على الشرطه
هذا يعتبر اقتحام بيوت الناس بدون إذن وله عقابه
وين بيته؟
أحمد:
طيب بوصلك بسيارتي يلا
عبدالله : اسبقني بشوف عبير و بقول للخادمة توديها غرفتها
هز أحمد رأسه وهو يتجه لسيارته
صعد سيارته بهدوء و ظلّ ينتظر عبدالله لدقائق قليلة
صعد عبدالله سيارة أحمد و بهدوء:
اتصلت على أحد معارفي بقسم الشرطة يتتبعون سيارتك عشان يوصلون لبيت مهند معنا
هز أحمد رأسه بهدوء :
و الدليل الرسالة ؟
عبدالله:
ما تكفي الرسالة ، بيرسلون أحد رجالهم يسألون الجيران
بس اول احنا نشوف مهند بأنفسنا ، بس في خطة بقول لك عليها
أحمد بإهتمام: ايش ؟ \

\

\
{ منزل عزام بن خالد - الصالة }
دخلت غنى المنزل و معها لمياء
وقفت عند باب الصالة بإبتسامة وهي تشير لـ لمياء لا تصدر صوت:
اشش شوفي فارس و عزام
ابتسمت لمياء وهي ترى فارس يلعب مع عزام بفرحه غريبة ولأول مرة ترى فارس بهذا الشكل:
وش صار على صهيب ؟
غنى هزت اكتافها:
مدري بس يارب يطلق حور قاهرتني
لمياء:
ان شاءالله يطلقها ، ولا عاد بكفخها
وضع فارس عزام على الأرض وهو يرفع رأسه للباب وبهدوء:
بدال ما تتهامسون انتي وهي ادخلوا
ضحكت غنى بفشلة:
حرام عليك شدعوة الحين دخلنا من الباب
جلست بجانب فارس وهي تأخذ عزام بين يديها و بنبرة خافتة:
طاح الحطب ؟
فارس بزعل وهو يمسك بعزام ويقف متجاهلها وبنبرة حاده:
لا و تخسين يطيح
شهقت غنى بصدمة:
لهذه الدرجة زعلت؟
فارس:
وش رأيك انتي؟ يوم اني أشوف اختي لها سنتين تحت رحمة واحد مو راحمها و لا مقدرها و يلوي ذراعها لدرجة انه تجرأ وحبسها مثل الحيوانات و عذبها ، وهي ساكتة و راضيه بالإهانة !
غنى تنهدت :
بديت حياة جديدة لا تعكرون صفوها بالماضي رجاءً
كانت لي أسبابي يا فارس
لمياء وهي تقف بجانب فارس وتأخذ عزام منه و تصعد الدرج وبنبرة عاليه حتى تستطيع غنى سماعها:
أسبابك مع احترامي الشديد ما أرضتنا احمدي ربك للآن ما تفوهت لأمي و ابوي بكلمة
توقفت عند أعلى درجة وهي تنظر لغنى بعطف:
غنى حبيبتي انسي حياتك مع حاتم و افتحي صفحة جديدة مع عبدالله ، ما أقول لك اني راضية عن سكوتك ولكن هي فترة و راحت
لا توجعين نفسك فيها -بحده- لدرجة تأخذين وضعية الـ Drama Queen
أدري ان الصداع مؤلم وحاد ولكن لا تسمحين له يداهمك
ببساطة انتي تتعرضين له لأنك 24 ساعة تفكرين
فارس:
لا تعيشين حياتك مع عبدالله وانتي للآن متعلقة بشوائب ماضي يألمك صدقيني بتختلط الأمور و بتوصل للطلاق -رفع سبابته وهو يضرب جبينها بخفة بإصبعه- ذاكرتك القديمة تتجدد رجاءً ، وتعيشين بذاكرة جديده صافية تمامًا
رفعت حاجبها وهي تتكتف وتبتسم لهم:
شكراً هذا الكلام كنت أحتاجه قبل أدخل باب بيتنا قبل شهور ، صدقوني أنا نسيت حاتم
بس مانسيت نفسي القديمة
أعيد و أكرر صداعي كان نقص فيتامينات يا لمياء وانتي شاهدة ، أنا نسيت
فارس ابتسم:
براڤو هذي أختي
لمياء بإمتعاض:
ما ابي أحلف عشرين مرة انك كذابة ، بس حلو الصدق في بعض المواقف مايفيد
اتجهت لمياء لغرفتها سابقاً بغضب من غنى
غنى بملل :
شفت بعيونك ما يحتاج أتكلم دائما تتغير بعشر دقايق و ترمي الذنب كله علي
وكأني متعمدة والسبب بكل اللي صار !
فارس:
لا تهتمين أنا اتفاهم معها ، روحي ارتاحي باقي يومين على زواجك يلا
-
-
-
جلس أحمد آمام عبدالله ، في قسم الشُرطة وهو يمسح وجهه بكفيه و ينتظر بشارة عجيبة تحل مشكلته كـ بشارة الله لزكريا عندما أبهجه بالولد رغم كبر سنه و عقم زوجته ، و فرحة المُسلمين بفتح مكة رغم استحلال الكافرون عليها:
و الحل ؟
عبدالله وهو يمرر سبابته على شاربه بهدوء:
أولاً ابيك تعرف ان محد يقلق على عبير كثري -بحدة وهو يشير لأحمد بسبابته بتهديد- لو عرفت ان لك يد باللي صار لها ما تنام ليلة هانئ
اجل تقول واحد يبغضك ، وش مصلحته مع أختي هااه ؟ ما كفاكم ما جاها !
أحمد تنهد وهو يرفع عينيه لعبدالله ، و اهتزاز ثقة عبدالله به لا تنقصه حقاً :
قلت لك أنا مالي شغل و يعز عليّ أدخل عبير بمواضيعي الخاصة
السبب ان مُهند مريض ، يعتبر كل الناس أعداء له
حتى قبل أسبوعين تهجم علي في مكتبي
عبدالله رفع رأسه للضابط عمر وهو يبتسم:
ماتقصر أقلقتك بمشاكلي
عمر:
هذا واجبي وهذا عملي - وهو يوجه كلامه لأحمد -
وش مشكلة مهند معك اشرح لي بالتفصيل !
أحمد بهدوء:
بكل صراحة مدري ، له آكثر من فترة يتهجم و يقط حكي مثل المراهقين و اتجاهله و هو زميل عمل يعني معي بنفس المستشفى
و قبل أسبوعين تهجم علي بمكتبي و جرح معدتي بمشرط جرح شوي عميق لكن عالجته الحمدلله
عبدالله وهو يمسك بكتف أحمد ويلتقط المناديل من مكتب عمر بسرعة:
و الواضح من حركتك الزايدة انفتحت الخياطة
أنزل احمد عينيه لمعدته و انصدم بعلامات دم على زيّه:
متى ؟
وقف أحمد وهو يمسك بمعدته بسرعة و يعتذر من عبدالله:
بديت أحس بوخزات بسيطة
قاطعه عبدالله:
لا تقلق أنا بكمل الموضوع روح شوف عمرك
جلس عبدالله على الكرسي بعد ماخرج أحمد من المكتب ، وهو يشعر بثقل الجبال على كاهله لتهد روحه و تهلكه:
يالله ساعدني
عمر:
بنراقب تحركات مهند و بنشوف بيتكم وأحد الجيران اذا شاف شيء او لا
و سواقكم بنستجوبه أيضاً
عبدالله:
سهل الله عليكم و عز شأنكم
وقف عبدالله وهو يتفحص جيبه يتأكد من سلامة هاتفه بعد جميع التحركات:
أقدر استأذن والا مالي داعي ؟
عمر ابتسم: لا محشوم ، بس تقدر تجيني بكره الظهر ؟
عبدالله:
أكيد لأن مابقى الا يوم اللي هو بكره و بعدها مشغول
عمر:
اعرف عشان كذا أنا مستعجل، ومهمة القبض على مهند بسيطة جداً جداً بما ان مكان عمله معروف
بتهمة إقتحام البيوت
عبدالله ابتسم وهو يصافح عمر ، و يخرج من مكتبه بسرعة حتى يلحق على أحمد ولكن الواضح انه طلب سيارة و ذهب قبل ان ينزل له
-
-
-
*( فرنسا / بالتحديد باريس - فُندق أتموسفيرز )*
كانت واقفة على الشُرفة بـ قميص أبيض لنصف ساقها و فوقه روب حريري بأكمام مزينة بالدانتيل و كوب قهوتها السوداء بيدها وهي تفكر بمهمتها مع سعود
أثير بهمس وهي تحاور نفسها بصوت منخفض حتى لايسمعها سعود:
أنا غبية كيف وافقت عشان مهمة ممكن اموت فيها ؟
حسبي الله ونعم الوكيل
سعود تنهد وهو يقف خلفها
بكأس ماء بارد وعينيه مُنصبه على منظر المطل للشرفه:
محد قال لك وافقي كان لك فرصة كبيرة ترفضين
محد ضربك على يدك وقال وافقي على سعود و إرضخي لمهمته كنتِ بكامل قواك العقلية !
أثير رفعت حاجبها بقهر
ليس من كلماته بل من إبتسامته:
عرفت مغزى كلامك بس وش لها داعي الإبتسامة؟
ضحك سعود وهو يضع كأسه على سور الشرفة و يتكئ عليه بحيث اصبح بجانب أثير شبه ملاصق لها:
( استوصوا بالنساء خيراً ) و الإبتسامة أشوفها نوع من الإحسان و اللطف -ضحك وهو يخزها- و مثل ماتعرفين نساء الرسول عليه الصلاة و السلام وعهد الرسول كانوا يشاركون بالحرُوب منهم الممرضة ومنهم اللي تقدم لهم الماء و الأكل
ليه انتي رافضة مهمتي؟
أثير ضحكت بسُخرية:
حروب الرسول مهما كانت دامية ، بتظل شريفة ولها قيمة دينيه .. تصنف مهمتك منها ؟
قال تعالى ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) إفعل خيرًا تُجزى خيراً
سعود رفع حاجبه بخبث وهو يمرر سبابته على حواف كوب قهوتها:
سكوتي عن جريمتك بحق قوانين المُستشفى ماتشوفينها خير بحقك؟
عجيب تجحدين المعروف لهذه الدرجة؟
أثير: ماجحدت ، أنا ماهميتك لو مت
أهم شيء مهمتك تنجح و بعدها بقلعة أثير لو يقتلونها ماهمك !
كتم إبتسامته وهو يمسك بيدها و يقبّلها و مشاعره تتراقص كـ عرائس الباليه الأوروبيات :
شايله هم بعد المُهمة أتركك ؟
لا عادت من مهمة اذا كانت سبب يبعدك عني
أثير بإستنكار ضحكت من لطافته المُفاجئة معها:
سبحان مغير الأحوال
سعود عض شفتيه وهو يتكئ من جديد بذراعه على السور ، و يقترب من أثير و ينحني حتى يهمس بإذنها:
ضحكتك ماتغير الأحوال وبس ، تغيرني أنا وتغير مشاعري
-
-
-
-
{ يُوم زفاف غنى & عبدالله }
وقفت أمام الباب ، الذي اذا خرجت منه تُزف بأبهى طلتها و بجمالها لـ عبدالله
لتُعلن رسميًا حرم لعبدالله بن عبدالرحمن
و تبدأ صفحة جديدة و حياة مليئة بالهناء و الحب و المودة المتبادله من كِلا الطرفين .. ابتسمت بحب وهي تسمع لنصائح والدتها ، التي رشّت على جروحها ملح:
غنى يابنتي أنا كنت حاسه بطبيعة الحال معك انتي وحاتم و اللي أثبت لي حبوب المنع اللي كنتِ تتجرعينها
اللي أبيك تفهمينه و تستوعبينه كويس حتى ما تخرب حياتك ، عبدالله مُختلف عن حاتم .. لاتبنين حياتك على ذكرى قديمة
كتمت شهقتها وهي تمسح طرف عينها بالمناديل الورقية خشية أن تفسد الدموع مكياج عينيها ويسيل الكحل كالمسلسلات البدوية:
الله يسعدك يارب ويوفقك في حياتك و يكتب لك الخيرة في كل أمر تنتظرينه ، غنى انتبهي لنفسك حصني نفسك
غنى ضحكت وهي تكتم غصتها على نصائح والدتها: ابشري
دخلت لمياء بفستان ذهبي ومعها عبير بملامح باهته من التعب بفستانها الأسود
لمياء ابتسمت: زفتك ياعروس
مشت غنى بعد ما فُتح الباب ، و هي تخطو بكل نعومة على أنغام الموسيقى الهادئة
القاعة الصغيرة الممتلئة بأعز اقرباؤهم فقط ، وقفت في مكانها المخصص
وهي تبتسم لـ لمياء التي كانت بجانبها "
"
جلست على الكرسي بهدوء ويديها ترتجف بشدة ، وبجانبها عبير و أم نواف ( خلود ) و والدتها
وعينيها للأسفل .. شعرت بدخوله بسبب رائحة العود الممزوج بعطره المميز
كتمت أنفاسها بتوتر وهي تضحك على نفسها
بعد دقائق خلت الغرفة منهم جميعاً ماعدى غنى وعبدالله
جلس بجانبها وهو يمسك بيدها و يقبّلها بهدوء و مبتسم بقوة:
مبروك ياقلب عبدالله
غنى رفعت حاجبيها تلقائياً ونبضات قلبها تتسارع ، لدرجة عجزت عن الرد
ضحك عبدالله بخفة حتى وضحت أنيابه اللؤلؤية .. وقلبه يتراقص و يخشى أن يُفضح بعد مارتب الحروف بين شفتيه يخشى أن تتطاير بنظرة منها:
يامَن سبى قلبْ المُتيم حسنهُ
لازال قلبي فِي هواك هائماً
لغير عيناكِ رفض أن ينحَني ..
رفعت غنى رأسها بإبتسامة هادئة ، وهي تشعر برغبة بالبكاء
و زادت عليها قصيدته و نبرة صوته الخافته
ابتسم عبدالله وهو راضي تماماً عن صمتها يكفي أنها امام عينيه


انتهى الجُزء قراءة ممتعه




دلع 01-15-2019 06:57 PM

تألق وتميز
جمال في الطرح وروعة في الاختيار
اشكرك واشكر قلمك المميز
يسعدني التواجد هنا
وانتظر جديدك الشيق
تسلم يمينك

ملكة الجوري 01-15-2019 09:43 PM

آختيَآرَ جَميلَ جِدآ
سَلمتَ علىَ هذهِ الآطَروحهَ الآنيقَهَ
وَسَلِمتَ يُمنَآكِ المُخمليِهَ لِ جلبهآ المُتميزَ
جَزيَلِ شُكِريَ
..ْ~|
http://www.tratel3asheq.com/up/uploads/153532066871.gif

إرتواء نبض 01-15-2019 09:45 PM

سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي

مجنون قصايد 01-15-2019 10:30 PM

ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

ضامية الشوق 01-16-2019 12:53 PM

حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
دلع

ضامية الشوق 01-16-2019 12:53 PM

حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
ملاك

ضامية الشوق 01-16-2019 12:55 PM

حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
ارتواااء نبض

ضامية الشوق 01-16-2019 12:55 PM

حضورك شرف لي
نورت أخي الكريم
مجنون قصايد

لا أشبه احد ّ! 01-16-2019 11:00 PM

- أنتقآؤكْ رَبيعٌ فاتِنْ ..
أروتني معرفتٌك حد الإكتفاء
لقلبك بياض لا ينتهي


الساعة الآن 09:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية