بعضُ القلوبِ لها رحيلٌ مُوجِعٌ
وكأنّ هذا الكونَ أظلمَ بعدها

تَمضي وتتركُ للغيابِ مكانها
لا شيءَ في الدنيا يُعوِّضُ فقدَها


د. ماجد عبدالله

تأمّل في الحياة ترى أمورًا
ستعجب إن بدا لك كيف كانت

فكم من كربةٍ أبكتْ عيونا
فهوّنها الكريم لنا فهانت

وكم ذقنا المرارة من ظروفٍ
برغم قساوة الأيام لانت

هي الدنيا لنا فيها شؤونٌ
فإن زيّنتَها بالصبر زانت"
~
د.ماجد عبدï·²

"وكُلُّ بابٍ وإنْ طالتْ مَغالِقُهُ"
يومًا لهُ من جميلِ الصَّبرِ مفتاحُ

كم مِن كروبٍ ظنَنّا لا انفراجَ لها
حتّى رأينا جليلَ الهمِّ ينزاحُ

فاصبر لربِّكَ لا تيأس فرحمتُهُ
للخلقِ ظلٌّ وللأيَّامِ إصباحُ.

- أسامه سفر

حُلُولُ الأَرْضِ قَدْ نَفِدَتْ جَمِيعًا
وَنَرْتَقِبُ الحُلُولَ مِنَ السَّمَاءِ
سعيد يعقوب

إلهي فإِن تَعفُ فعفوُكَ مُنقذي
وإلَّا فبالذَّنبِ المُدمِّرِ أُصرَعُ
إلهي فانشُرني على دينِ أحمدٍ
تقيًّا نقيًّا قانِتًا لكَ أخشعُ
ولا تَحرمَنِّي يا إلهي وسيِّدي
شفاعتهُ الكُبرى فذاكَ المُشفَّعُ
وصَلِّ عليهِ ما دَعاكَ مُوَحِّدٌ
وناجاكَ أخيارٌ بِبابِكَ رُكَّعُ

ما خيّبَ اللهُ ظنًا منْ خليقَتِهِ
ألْطافُ ربِّك في أقْدارِهِ تَجْري
يا قَلْبُ صبرًا وتسْليمًا على ثِقةٍ
لعلّ في الغَيْبِ أفْراحًا ولا ندري

يا مُدرِكاً ذَا النُّونِ في كبِدِ الدُّجَى
أدرِك فؤادَ العبدِ بالرَّحماتِ."

‏فاخفضْ جَناحَك للأنَامِ تفزْ بهم
إنَّ التَّواضعَ شِيمةُ الحُكماءِ

لو أعجِب القَمرُ المُنيرُ بنفسِهِ
لرأيتهُ يهوي إلى الغَبراءِ!




إيليا أبو ماضي

قلتُ:
ويُصعقُ القلبُ مِن لُبنى إذا خَطرت
ولستُ أملِكُ من قلبي الذي صُعِقا

كأنّما الهمّ في قلبي يُشابههُ
نورٌ تَلألَأ في الأغيامِ وابتَرَقا

وقال قيس لبنى:
وَلَولا رَجاءُ القَلبِ أَن تَعطِفَ النَوى
لَما حَمَلَتهُ بَينَهُنَّ الأَضالِعُ

لَهُ وَجَباتٌ إِثرَ لُبنى كَأَنَّها
شَقائِقُ بَرقٍ في السَحابِ لَوامِعُ

وقال عروة بن حزام:
‏وإنّي لتَعـروني لِذكـراكِ رَعـدةٌ
لها بينَ جِسمي والعِظام دبَيبُ

والبرقُ ممّا استَحسَنتْهُ العربُ في التّشبيه والمثل| نظائر

في داخِلي يا ربُّ دعوةُ يُونسٍ
يدعوكَ غوثًا حينَ أظلمَ سِجنُهُ

‏واصنع جميلًا في الحياة فإنما
باللُطف نبلغ في القلوب مقاما

- عمار الذبياني

لَهَونا لَعَمرُ اللَهِ حَتّى تَتابَعَت
ذُنوبٌ عَلى آثارِهِنَّ ذُنوبُ
فَيا لَيتَ أَنَّ اللَهَ يَغفِرُ ما مَضى
وَيَأذَنُ في تَوباتِنا فَنَتوبُ
- أبو العتاهية.

‏صبحٌ بألوانِ الجمالِ أتانا
تـزدانُ فيهِ بـروعـةٍ دنيانا

تبدو بهِ آيـاتُ مولانا الذي
خلقَ الوجودَ وزيّن الأكوانَا

سبحانَهُ الخلاقُ أتقنَ صنعَهُ
هذا جليٌ للعبادِ عيانا

فالحمد للهِ الذي بعيونه
من فوقِ أبراجِ السما يرعانا

حيٌ كريمٌ دائمٌ وهو الذي
بعد المماتِ بصبحنا أحيانا

‎#زيدون

‏"قدْ تسهرون وقد تُبْلون بالأرقِ
‏ولا تَنامُون من همٍّ ومنْ قلقِ

‏إنّ الهُمومَ التي آذَتك شِدّتُها
‏يُزِيلُها عنكَ ربُّ الناسِ والفلقِ"

لَو كُنتُ أَعجَبُ مِن شَيءٍ لَأَعجَبَني
سَعيُ الفَتى وَهُوَ مَخبوءٌ لَهُ القَدَرُ
يَسعى الفَتى لأُِمورٍ لَيسَ مُدرِكَها
وَالنَفسُ واحِدَةٌ وَالهَمُّ مُنتَشِرُ
وَالمَرءُ ما عاشَ مَمدودٌ لَهُ أمَلٌ
لا تَنتَهي العَينُ حَتّى يَنتَهي الأَثَرُ

وَكيفَ يَا رَبّ نَخشى مَا نُكابدُهُ
وَفي حِمَاكَ يُضِيء الفَألُ وَالأملُ

إلى الله أشكو مضغة لا أنالها
وليس بكفّيْ حلُّها وعِقالُها

إلى الله أشكو لا إلى الناس، إنه
يُنيل إذا ما الناس شحّ نوالُها

ويعلمُ شكوى عبدِه قبل بثِّها
ويسترها حتى يحينَ زوالُها

أريدُ وأنت تَعلَمُ ما مُرادي
وتعلمُ ما تلجلَجَ في فُؤادي

فهبْ لي زلَّتي واغفِرْ ذُنوبي
وسامِحني بها يومَ التّنادي

‏ولا تَقعُد على كُلِّ التَمَنّي
تَحيلُ على المَقدَّرِ والقضاء
فَإِنَّ مَقادِرَ الرحمن تجري
بَأَرزاقِ الرِجالِ من السماء

علي بن أبي طالب

عذرك معك ياجعل عيدك مبارك
كل عام وأنت بخاطري لو تناسيت

أحنُّ للبيتِ.. للمسعى وللحرمِ
لكلِّ شبرٍ عَليهِ قد مَشتْ قدمي

تقبّلَ الله من حجّاجِ كعبتهِ
ومن دعا ليَ.. في حِلٍّ وفي حَرمِ

إن كانتِ البَلوى فراقُ أحِبَّةٍ
فاصبِرْ، فما بعدَ الفراقِ لقاءُ
إن لم نرَكُم في الحياةِ فلَيْتَنا
مَعَكُم بجنَّةِ ربِّنا جُلَساءُ

‏"قالت العرب:" إعرِفِ المرءَ مِن فعله لا مِن كلامه،
‏و مِن عينِهِ لا مِن لسانِه".

‏وقال الشاعر :
‏إن غرَّك القول فانظر فعل قائلهِ
‏فالفعل يجلو الذي بالزيفِ يستتر."

وَكيفَ يَا رَبّ نَخشى مَا نُكابدُهُ
وَفي حِمَاكَ يُضِيء الفَألُ وَالأملُ

يا رحلة العمر هل ضل الطريق بنا
‏أحلامنا صدئت والركب لم يصل!

‏صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ
فَقَوِّمِ النفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ

•أحمد شوقي

‏أَرى العيشَ كَنزًا ناقصًا كُلَّ ليلةٍ
وما تَنْقُصِ الأَيّامُ وَالدَهرُ يَنفَدِ.
- طرفة بن العبد

هُوَ الرَّحمَنُ جَابِرُ كلِّ قَلبٍ
لَطِيفٌ فِي المَسَرَّةِ وَالبَلَاءِ

‏"عادةُ الإنسان إكثارُ السؤال عمّا يُحبُّ ولو كان يعرف الجواب، وإنما يستلذُّ بذكر محبوبه وسماع الحديث عنه."
‏
يقول المتنبي:
‌‏نحنُ أدرى وقد سألنا بنجدٍ
‏أقصيرٌ طريقنا أم يطولُ؟!
‏وكثيرٌ من السؤال اشتياقٌ
‏وكثيرٌ من ردِّهِ تعليلُ!

إنّي رضيتُ بأقداري وما حمَلَتْ
رِضًا يوافِقُ ما يجري بهِ القلمُ
أمضي مع العُمرِ لا خوفٌ ولا قَلقٌ
ما دامَ قلبي بِحبلِ الله يعتصمُ.

ربّاهُ قلبي لستُ أدري ما بهِ
فإليكَ شأني يا عظيمَ الشّانِ

أَحْسِن بِنا الظنَّ إنّا فيكَ نُحْسِنُهُ
إنَّ القُلوبَ بِحُسْنِ الظَّنِّ تَنْسَجِمُ
وَالْمَسْ لَنا العُذرَ فِى قَولٍ وَفِي عَمَلٍ
نَلْمَسْ لَكَ العُذْرَ إنْ زَلَّتْ بِكَ القَدَمُ
لا تَجعَل الشَّكَّ يَبنى فيكَ مسْكَنَهُ
إنَّ الحياةَ بِسُوءِ الظَّنِّ تَنْهَدِمُ !