الشكوى من الأرق كثير في شعر العرب، ومنه قول بشار:

خليلَيَّ ما بالُ الدُّجى لا تزَحزَحُ
وما بالُ ضَوء الصُّبحِ لا يتَوضَّحُ

أَضَلََّ الصَّباحُ المُستَنيرُ سبيلَهُ
أَمِ الدهرُ ليلٌ كُلُّهُ لَيسَ يَبرَحُ

وَطالَ عَلَيَّ اللَّيلُ حَتّى كَأَنَّهُ
بِلَيلَينِ مَوصولٌ فَما يَتَزَحزَحُ

لَوْلا مُكَابَدَةُ الأَشْوَاقِ ما دَمَعَتْ
عَيْنٌ وَلا بَاتَ قَلْبٌ فِي الْحَشَا يَجِبُ

محمود سامي البارودي

إِذا أَنتَ لَم تَرحَل بِزادٍ مِنَ التُقى
وَلاقَيتَ بَعدَ المَوتِ مَن قَد تَزَوَّدا

نَدِمتَ عَلى أَن لا تَكونَ كَمِثلِهِ
وَأَنَّكَ لَم تُرصِد لِما كانَ أَرصَدا

الأعشى الكبير.

بعدها يا دوب عدّت عبرته حد السكوت
قال وعيونه تغارق دمع: بسم الله عليك

"ولقَد رجَوتُكَ يا إلهِي طامِعًا
ألاَّ يَخيبَ مدَى الحياةِ رَجائي.

ما كلُ ماضٍ ‌ لانودُّ رجوعهُ
‏‌ لكنما ‌ لا يُستعادُ فواتُ
‏أو كلُ أطلالٍ، ‌ يهونُ ‌ بناؤُها
‏‌ لكنما ‌ لا يستقيمُ رُفاتُ
‏أو كلُ نفسٍ نستطيعُ فراقها
‏ففراقُ من سكنَ الفؤادَ، مماتُ
‏فإذا صمتنا، والحبيبُ مهاجرٌ
‏بعضُ الشعورِ تخونهُ الكلماتُ
‏فالصمتُ ‌ لاâپ© يعني الرضا، لكننا
‏موتى، فهل يتحدثُ الأمواتُ؟

-معاذ الجهني

لفّيت كل البلاد وجيت راجع لك
فيني من الشوق مايكفي مشاويرك

في غيبتي عنك كني شيء ضايع لك
ماشفت غيرك ولافكرت في غيرك !

‏تبَّتْ يدُ الفقدِ مامرَّتْ على جسدٍ
إلاَّ تَسَرَّبَ في أعماقِهِ الآهُ

الفقدُ كالموتِ , لاعينٌ ولا أُذُنٌ
لا عاصمَ اليومَ ممَّا قدَّرَ اللهُ.!!

طـار الكلام.. وكَــل غِـــيمٌه تــنادي
‏بعضّ الحكي ينشاف لوُ كنتّ ماقول

‏إنــتّ الشعــُـور.. اللي يطمّن فؤاديٌ
‏وانــتّ الحَياة الليّ أبيها علئ° طــوُل

تساقطَ عُمري في الهواجسِ والدُّجى
وآتــيـكَ أسـتَـسـقي فـأصـبحُ مُـثـمِرا

‏"إن الذي أحيا الحياةَ بلطفهِ
سيُعيد للقلبِ الحزينِ رضاهُ."

‏عَلى ثِقةٍ بوَعْدِ اللهِ عِشْنا
بلا يأسٍ وما زِلْنا نَعِيشُ

تَجيشُ قُلُوبُنا حُزْنًا ولكِنْ
بِذِكْرِ اللهِ يَهْدَأُ ما يَجيشُ

وما غيرُ الدُّعاءِ إذا عَجَزْنا
فإنَّ سِهامَهُ ليسَتْ تَطِيشُ

‏حُسْنُ الكَلَامِ كَمِثْلِ العِطْر فَوَّاحُ
إِنَّ القُلُوْبَ بِطِيْبِ القَوْلِ تَرْتَاحُ
فخلِّ ثغرك بين الناس مُبْتَسِمًا
مَنْ أَبْهَجَ النَّاسَ عَنْهُ الهَمُّ يَنْزَاحُ
فاجْعَلْ حروفَك بالأفْرَاحِ ناطقةً
حسن البيان لبابِ الحبِّ مفتاحُ

‏‎إنّ الذي جبر القلوب جميعها
هو قادرٌ يا صاحبي أن يجبرك
الله يمنع ثمّ يُعطي فابتسم
حاشاه رحمن السّما أن يكسرك

إلهي أنتَ ترحمُ حالَ قلبي
إذا نزَلَتْ بساحَتهِ الخطوبُ

ولن أرجو سواكَ لما أُلاقي
وحسبي أن فضلكَ لا يغيبُ

رفَعتُ إليكَ يا ربّاهُ أمري
عسى فَرجٌ.. عسى فَرحٌ قريبُ

لئِن خابَ الرجا في الناسِ يومًا
فظنّي فيكَ ربّي لا يخيبُ

فأينما كُنتُ أنتِ الرُّوحُ في بدني
‏وأينما سِرْتُ أنتِ الأمـرُ والقصدُ

مُقيّدون وسوطُ العجزِ يجلِدُنا
وليس نملك إلاّ: (حسبُنا اللّهُ)

أستغفرالله من ذنبٍ وقعت به
جهلًا على غفلةٍ أو جئتهُ علما.
-
أستغفرالله من ذنبي ومن سرفي
إني وإن كنتُ مستورًا لخطّاءُ.
-
أَستغفر الله من ذنبِي وإِن عظُما
فَاللهُ يغفر ما استغفرتهُ كرما.
-
أستغفرالله من يأسٍ يباعدني
عن اليقينِ وحُسنِ الظن بالله.

‏أحد يدور لك خطا وأنت ماخطيت
وأحد يدور لك عذر وأنت مخطي

اقسمت بالله إني لا أكلمها

لأنها لاتفي بالعهد والذمم
فما لبثت سوى يوم وليلته
ورحت اسأل عن كفارة القسم..

يا مَن تَحمّل عَنّي غير مُكتَرِث
لكنّه للضنى وَالسقم (أوصى بي)

تَرَكتَني مستهام القَلب ذا حرقٍ
أَخا هَوىً وَتَباريح وَ(أَوصابِ)

أُراقب النجمَ في جنح الدُجى سهراً
كَأَنَّني راصدٌ للنجم أَو (صابي)

وَما وجدت لَذيذ النوم بعدكمُ
إِلّا جَنى حنظل في الطَعم أَو(صابِ)

لا السيفُ يفعلُ بي ماأنتِ فاعلةٌ
ولا لقاء عدوي مثل لُقياكِ ..
لو باتَ سهمٌ من الأعداءِ في كبدي
مانالَ مني ما نالتهُ عيناكِ ..

- أبو الطيب المتنبي

"ستظلّين يا أمي قلبًا راحمًا
أهفو إليهِ مع اشتدادِ متاعِبي
ما ضرَّني فيِ العُمر همُّ عابرٌ
ما دُمتِ يانورَ الحياةِ بجانبي "

يارب عامًا بهيّا فِي طلائعهِ
‏نهرٌ من الخيراتِ يُسقينا ويروينا

‏يا دارُ أَينَ تَرَحَّلَ السُكّانُ
‏وَغَدَت بِهِم مِن بَعدِنا الأَظعانُ

‏يا دارُ أَرواحُ المَنازِلِ أَهلُها
‏فَإِذا نَأَوا تَبكيهِمُ الأَبدانُ.

‏- عنترة بن شداد

"وَإِذا تَشاجَرَ فِي فُؤادِكَ مَرَّةً
‏أَمرانِ، فَاعْمِدْ لِلأَعَفِّ الأَجمَلِ"

‏"دنياي دون هُداك ليلٌ حالكٌ
وبغير نورك رباهُ لا أكونُ بصيرا"

‏بعض البشر من شوفته يدخل القلب
وبعض البشر ياثقل شوفه ودمه

وأنت الحقيقة كل ما فيك ينحب
من أولك لاخرك قمة في قمه

‏يا دارُ أَينَ تَرَحَّلَ السُكّانُ
‏وَغَدَت بِهِم مِن بَعدِنا الأَظعانُ
‏يا دارُ أَرواحُ المَنازِلِ أَهلُها
‏فَإِذا نَأَوا تَبكيهِمُ الأَبدانُ.

قال المعتضد: لا فخرَ أفخرُ من قولِ عامر بن الطفيل:
إِنّي وَإِنْ كُنْتُ اِبنَ سَيِّدِ عامِرٍ
وَفارِسَها المَنْدوبَ في كُلِّ مَوْكِبِ

فَما سَوَّدَتْني عامِرٌ عَنْ قَرابَةٍ
أبى اللهُ أَنْ أسمو بِأُمٍّ وَلا أَبِ

وَلَكِنَّني أحْمي حِمَاها، وَأَتَّقي
أَذاها، وَأَرْمِي مَن رَماها بِمَنْكِبِ

”ما هَبَّتِ الريحُ مِن تِلقاءِ أَرضِكُمُ
‏إِلّا وَجَدتُ لَها بَردًا عَلى الكَبِدِ“
— بشار بن برد

لقد حَسُنَتْ بِكَ الأوقاتُ حَتَّى
‏كأنّكَ في فَمِ الزَّمَنِ ابتِسَامُ

- المتنبي

‏لَعَمرُكَ ما الأَبصارُ تَنفَعُ أَهلَها
إِذا لَم يَكُن لِلمُبصِرينَ بَصائِرُ
وَهَل يَنفَعُ الخَطِّيُّ غَيرَ مُثَقَّفٍ
وَتَظهَرُ إِلّا بِالصَقالِ الجَواهِرُ

- أبو فراس الحمداني