محراب حزني.

كم للظـلام الجـارح ونـزف قافـي
كم لي وأنا في مشرق النجـم مرتـاب

أحيـان أقـول لمنبـع الثلـج كافـي
وأحيان أقول الطين شاهد للأصحـاب

مر الخريف وجوف الأشجـار دافـي
ما طاح مورقهـن ولا غصنهـن ذاب

كثر المطر من فـارق العيـن جافـي
وكثر السهر صمتي ولا باقي أحبـاب

أنا الحـزن كلـه وهـذا أعترافـي :
ما عشت فرحه لا ولا خاطري طـاب

غنيـت للذكـرى بـروق القـوافـي
بحة منادي / قبلهـا رعشـة أهـداب

مثل الشعـر والله فـلا شفـت وافـي
ومثل الخيانة شفت انا وجيه الأقـراب

ضاع الأمل مبطي وهـذي عجافـي
فيها / الأماني تنبت أوجـاع وأنيـاب

يا حلم في يّـم السهـر كنـت غافـي
كم طار من صدري للأوجاع الأسراب

الحزن يشعل شمعتـه فـي ضفافـي
بدفا / أحس البرد في داخلـي شـاب

جف العمر تغريـب رحلـه ولا فـي
أيامـه ألا : اليـاس قدامـي كتـاب

في وحدتي ما مر في البـاب لا فـي
و الناس عن صوت المعانـاة غيّـاب

أخيط جرحـي لـو أقـول مْتشافـي
والله فلا أهتميت من حكـي الأجنـاب

الحلم مصباح بدجـى الليـل طافـي
شلته وفاء كله لأجل عين مـن غـاب

مستقبلي فـي صفحـة الغـد خافـي
حتى ولو شرعت لأحلامـي أبـواب

محراب حزني طـال فيـه اعتكافـي
من مولـدي لليـوم للدمـع مخـلاب

الوحده اللـي خلـت الذهـن صافـي
أخير من عشره ثمـن حفنـة تـراب

تمرنـا الدنيـا جــروح ومنـافـي
نعيشها أغـراب ونمـوت أغـراب

....
....
....
راكان القرناس.