ديوان الشاعرة / ينابيع السبيعي

"ناجني بالهمس"

همس الحبيب بكل حب قال لي
أنا عاشق شعر الحبيبة ألهما
نجما يصوغ الليل عشقي ، لم أزل
أشدو به ، أنت الرياض من السما
قم ناجني بالهمس شهدا واسقني
ملء الغرام كؤوس حب من لمى
هيهات أنسى من حبيبي همسه
فكري وقلبي في هواه تأقلما
قد جاء يسمعني معاني صاغها
فأتاه شوقي بالحنين مسلما
فوق الشفاه ترتلت بسماته
بكلامه شهد يذيب الأنجما
أصغى له الشعر الجميل بلهفة
وعيون سمعي راودت منه الفما
وعلى شراييني مواويل الهوى
صدحت أيا قلبي ، تعال خذ الدما
يا من عبرت القلب من أبوابه
في نبضه باب يصول به الظمى
فارحم وصالي فالمحبة مطلبي
أصبحت في كفيك تشبهني الدمى

"كيف أرويك؟؟"

كلما أشعلت ميعاد اللظى
قالت النجوى أبعد من يدي
حطم الليل بأنفاس الكرى
قد أتى السهد بأوجاع وكي
كل ما صاغ النوى من هاجس
قلت يا عمري بذي الأيام غي
أنا ما زلت بسهد يا ترى
هل يرى الأحلام بالتخمين حي
وانثر الصبر فما لي غاية
في قصيد ، والهوى بالقلب لي
كيف أرويك وبستان الهوى
ظامئ العشب ومافي المزن شي
فاسال الينبوع عن نهر المنى
من حمى الروض إلى عهد قصي
واركب الصمت فقد أغرقتني
في لهاث الصد فانجدني بفي

"شوقي لمكة"
شدو القلوب على الآمال أسمعه
ناي الهديل ليوم هل مطلعه
قلبي لمكة مشتاق وخافقتي
هيمانة الوصل حبل الدين تجمعه
يهفو بأمنية والنفس هائمة
خوف العطاش لماء غاض منبعه
يا نفس هذا هلال العيد فاستبقي
شوقي لمكة نبض كيف أنزعه؟؟!!!
بوحي بأدعية آهاتها وصلت
بيت الحبيب بخطو العبد تتبعه
فوق الأصيل رأيت السعد يحملني
طيرا يغرد والآفاق تسمعه
يا حادي العيس واصل بالمسير ضحى
هذا سفين الرضا بالقلب نتبعه
(لبيك ، لبيك ) يا رحمن نصدحها
(لبيك) لحن سماء الله منبعه
يارب غفرانك اللهم ، أطلقها
سرا ، وذنبي كشوك كيف أنزعه؟؟
طافت قلوب بركن البيت راضية
بالله ربا عظيم الذنب يقطعه
في كل زاوية بالذكر سيدنا
صلى عليه الهدى ، والعرش يرفعه
هنالك الفكر يسعى مثلما فعلت
زوج الخليل ،سراب القفر تجمعه
تأتي لمروة ، ربي لن يضيعنا
بالدمع كل صحارى الحزن تقطعه
يا هاجر الصبر إسماعيل صرخته
شقت بجبريل صخرا جاء ينبعه
ذكرى الخليل أضاحي العيد ننحرها
إنا بنحر فداء الابن نشفعه

"أهوى الحروف"

ما جئت أبحث عن كنز من الذهب
لكنني جئت للأخلاق والأدب

أهوى الحروف التي صيغت ملاطفة
من تبر أفئدة تسمو عن الترب

ها قد أتيت إلى جمع به أمل
من معشر نورهم من طاهر الكتب

فيهم ملائكة تمشي، وكوكبة
من أمة سادت الأيام بالسبب

قد جئت حاملة دربي ومكتبتي
آيات شرع نمت من تربة الذهب

مهما سكبت رياحين الوفاء فلي
في قربكم نخلة منضودة الرطب

أبقى على منبر الأحلام شامخة
منها التواضع درب سامق الطلب

لا هان منكم صغير أو غفت لكمو
عين وباتت على جمر من العتب

يا أخت ليس الهدى قولا بلا عمل
بل نية بنقاء الفعل لم تعب

وإنما الأمم الأخلاق سيرتنا
والدين يجعل قلبا طاهر الهدب

عشب السريرة ورد في مبادئنا
أختي، ومن سار درب الشوك يحتطب

لا مال يبقى ولا كنز سوى خلق
من طينة الشمس في قلب سليل أب

" العيد ينبئني "
وأعذته بالنون والفلق
من هاجس يسري على قلق

يا مهجة شبت لها جملي
بدعاء قلب ظامئ الأفق

يا من شرحت الحب ترجمة
وكأنها شهد على حبق

بين الضلوع سكنت يا أملا
خذ من عيوني أسهل الطرق

واجعل فؤادي مربعا ودمي
مسرى زهورك يا ربا العبق

ياليلة والنجم دالية
والبدر من ماء الشروق سقي

وبقيت ألتحف النهار صدى
والشمس لم تشرق على مؤقي

وكأنني والليل من زمن
صرنا حليفي صحبة الغسق

يا قبلة طبعت على مدني
شطر الوصال بمسرح الشفق

قلبي غريب النبض اسمعه
لا يرتوي من موعد الحدق

يا مهجتي العيد ينبئني
ميعاد قرب بالشعور ثقي

"وتلك تحيتي"
قصيدة في خادم الحرمين الشريفين حفظه الله
عندما زار الأحساء

سعدنا من زيارتكم مليكي
فأبهج خاطري وعلاه أنس

يتوق إلى لقائك كل قلب
فكم نرجو ,وكم تشتاق نفس

تمايل نخل أحسائي طروبا
ولن أنهاه إن اليوم عرس

وأزهرت القلوب بكم رياضا
وأشرقت الوجوه وزال بؤس

قواف الشعر تعلو في ذراكم
فيحلو الشعر بل يزدان طرس

فسر يا قائدا نحذوه دوما
مسيرا لا يضل وأنت شمس

وما كنت التي أخفي شعوري
فما يغني عن الإحساس همس

وما سقت القريض إليك مدحا
ولكن قلت شعرا ما أحس

فطب يا موطني أمنا وحكما
نعمنا فيه لم يهدمه بأس

وتلك تحيتي تنساب سيلا
لها في أضلعي لحن وجرس

روضة الأشواق"

أطوي قفار الآسى والهجر يبكيني
مهما هجرت ستبقى في شراييني

حيا وطيفك في عيني أحضنه
حسنا لعل ربيع الأمس يأتيني

لا خنت حبا فمازال الفؤاد صدى
للهمس من شفة الأحلام تسبيني

إن الجحود حرام في مبادئنا
والشرع أفتى جواز الوصل بالدين

فارجع إلى روضة الأشواق نزرعها
بالطهر والحب يا زهر البساتين

يا من بدأت بهجر لا به سعدت
عيني تعال إلى دير المساكين

لا أعرف الكره والنسيان يتعبني
ياجاحدا بقؤاد ظل يحميني

كيف انسلخت عن الأحلام هل وصلت
فيك النوايا إلى مهوى الشياطين؟؟!!

"ليبرأ جرحي"




أتدري يا حبيب الروح
............ أنك كل غاياتي
وأنك صبح أمنية
............على سرب اليمامات

فلا تحلو لي الدنيا
............ولا تحلو صباباتي

لبعد كاد يقتلني
............يعجل في نهاياتي

فقد أصبحت من وله
..............أناجي فيض أوقاتي

تعال إلي أغنية
............تعانق جرح أناتي

وأتبعها بموالي
..............ألا يا ليلي الشاتي

تعال لنبدأ الذكرى
.............ببحر من مناجاة

نعير الحرف شعلته
.............بدت مع موسم الذات

نثير العذل يشعلنا
............على نار الحكايات

ونرقص في مهاد الحب
.................طيرا من هنا الآت

ليبرأ جرحي المدمى
.............بما تلقي العبارات

وتبرد نار أمنيتي
...........على رغم الوشايات

لنبدأها بعون الله
............ونختمها بآيات

"العيد مكتئب"



العيد جاء به حمائم بعد
وعليه أثواب تحاك بوجدي

وسريرة نهضت بقلب محبة
فيه الحكايا من شمائل ودي

من بين رابعة الهلال وبسمتي
العيد كللنا بباقة سعد

وعلى وجوه الخلق ريشة نوره
رسمت إخاء من طهارة يدي

ببطاقة الأشواق أحرف مهجة
سارت إليك تزيح كربة جهدي

العيد مكتئب البصيرة جاءنا
وسماؤه عصفت برعد تحد

ليست سرائرنا بوضع نقاوة
إذ لا مجال بها لبسمة حمد

الحرب دمرت القلوب واصبحت
قفرا ونامت في بواد جرد

ربي جلالك فرجة وسعادة
وملاذ وجهك من ظلام تردي

"هي الأحساء"

هي الأحساء غنيت الهوى فيها
صبابات يميس نخيلها تيها

وأنقل من سواد العين بهجتها
إلى الدنيا عناقيدا على فيها

إليها كل قافية تغني ما
أحيلاها عبيرا قال راويها

على صدر النهار حفظتها قلما
وسطر الضوء من شمس يراعيها

أنا منها رطيب الشعر يأسرني
ومن نثر الوفا حرفي يهنيها

وهذا العشق لازمني عفيفا من
عيون القلب حبا في مآقيها

يكاد الرطب في الأحساء يصهرني
وطعم السحر في شفتي يناجيها

لها شعر ونثر من أحبتها
ومن زوراها ذكرى أعانيها

نجوم الكون تهواها فتتبعها
ثريات كعقد في روابيها

هي الأحساء جنات الشعور بها
وبحر الشوق يسمو في قوافيها

سلوا الأشعار كم طافت مرابعها
قواف ، خلدت أسمى معانيها

على صدر الندى منها عبارات
رأت صوت الهنا بالناي يأتيها

أصيل من بساط الروح ينسجها
بلون العشق والألحان شاديها