أقلام تعلو وأقلام تسفّ وتسرق

أقلام تعلو وأقلام تسف وتسرق
سبحان من جعل هذا اليراع وسيلة إيضاح لأحرف اللغة ورموزها، وسبحان من جعله وسيلة للتعبير عن مكنونات الأنفس ومايختلج فيها
وسبحان من جعل العالم كقرية صغيرة ،فمايحدث في الشرق يعلمه بقية الناس في شتى بقاع الأرض
في اللحظة نفسها
وعالم المنتديات سبق وأن كتبت عنه وهنا أردف بموضوع آخر
وحيث أن البشر والداخلين هذا العالم على اختلاف أعراقهم ،لايمكننا بأي حال من الأحوال الدخول في في نواياهم أو أن نكون منرجمين لما يدور في خلجات نفوسهم إذا ما علمنا أن سرادق الزلل ودروبه لها أهلها ولهم أساليبهم والتي وإن خفيت عن الخلائق فهي في علم رب الخلائق الذي يحازي على صغائر الأمور وكبائرها
-بعض الأقلام يتحفك بلوحات تتنفس الجمال فتقرأ ثم تقرأ وتجد متعة وطربا لهذا الكاتب ،ويأخذ الاهتمام والمتابعة من القراء بسبب مايقدم لهم فكما أن الكريم يقدم من القرى مايبهج ضيوفه؛ فهو يحرص بأن يقدم لزائري صفحته ما يروق لهم
ويجعل المكان بهجة وسرورا ويغري بالتردد عليه كلما عصر فكره ولاقى العنت في إخراج مواضيع
تليق بالزائرين والمتابعين لصفحته ،وهو بذلك يجد
المتعة وقد أدخل البهجة إلى نفوس الآخرين
-صنف آخر من الكتاب يبحث عن كل شيء جديد
في القوقل فلا يبقي ولايذر من المعلومات والفوائد
ويجد فيها المتصفح مايفيد وعلى اختلاف ميولهم
وتوجهاتهم
-صنف آخر ربما هو الأقل عن الآنفي الذكر لكن تجده داعما ومشجعا ومتذوقا لكل جديد ومشيدا
بكل مفيد
وبكل الأحوال فجميع من سبق لهم أهميتهم في المنتديات
-صنف آخر والعياذ بالله منهم وهم لصوص الكلمة
من يسلبون الإبداع بل يأخذونه بلي الذراع
يتنقلون في المنتديات تجده فترة هنا وفترة هناك
يفتشون عن الكلمة الراقية والفن الرفيع مما أبدع
الكتاب ونظم الشعراء. فيأخذونها لقمة سائغة ويذهبون بها في زاوية بعيدة عن الأعين متناسين
أنه في عالم الطفرة المعلوماتية لايمكنهم إخفاء خيباتهم التي نقلوها للآخرين على أنها من إبداعاتهم
ولذلك تجدهم متربصين بشدة للإبداعات مستعدين بالنسخ والتعديل والباسها حلة جديدة
ونسبتها إليهم دون مراعاة ضمير أو ذوق وأخلاق
وقبل هذا وذاك غياب الدين. ونعوذ بالله من حالهم
وسوء مآلهم.
وبعد كل هذا نعتذر لذوي الأذواق الرفيعة والعقول النيرة عن ذكر الفئة الأخيرة ،لكنهم موجودون في كل زمان ومكان وضآلة عقولهم تطمئنهم بأن سرقتهم تمر في ممرات آمنة دون علم صاحب الحق.
إلى الديان يوم الدين نمضي
وعند الله تجتمع الخصوم
الشجن المسافر