أيتها المتسللة إلى أعماق روحي

يا أنتِ أيتها الهاربة من الرحيل أيتها الهاربة من أوجاعك كيف اهتديتِ إليّ ؟! لماذا تحطين رحالك في قلبي لتقيمي فيه وطنا؟! أول سهم من عينيكِ التي استمدت لونها من السّماء كان كافيا لأعلن انهياري يا أنتِ قلبي صحراء مقفرة لم ينمُ فيها ورد من زمن بعيد ليس فيه ماء يقتله الطمأ فكيف تهربين من الخراب إلى الخراب ؟! يا أنتِ اعتدتُ العيش دون أن ترويني كلمة حب تتسلل في أعماقي وأنا أخاف عليكِ اليوم من العطش وهل يروي الظمآنُ من يتسول شربة ماء ؟! كيف ستعيدين الحياة لروح أنهكها البحث عن لحظة فرح ؟! يا أنتِ أيتها المتسللة إلى أعماق روحي هل في جعبتكِ من أبلل به جدران القلب أرى في عينيكِ أوجاعي فضمي آلامك لآلامي واستوطني روحي فإما أن نموت معا يقتلنا الظمأ أو يفجر حبنا ينابيع عشق تروي حرقة الروح حطي رحالك في قلبي واستريحي من عناء السفر وألقي برأسكِ المثقل بالحرمان إلى صدري فإني أرى في شفاهكِ غيمةً لو انفجرت سيعم أرواحنا المطر بقلمي : نسيم فلسطين