التعامل مع الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد أثناء الأزمات

قد يشعر الأشخاص ذوو اضطراب طيف التوحد بالعزلة في أوقات الأزمات أكثر من أي وقت آخر، وهو أمر يتطلب دعمًا متزايدًا من مقدمي الرعاية والعائلة.

ويعتبر الاستعداد والتأهب للأزمات مفتاح النجاح في اجتياز الأزمات بالنسبة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد.

يمكن أن تتراوح الأزمات بين: الكوارث الطبيعية أو أمراض الأسرة المفاجئة أو الجائحة العالمية.

وعلى الرغم من أن الأسر تتعامل مع هذه المواقف بشكل مختلف إلا أن هناك بعض الإرشادات العامة التي يجب اتباعها:

ضع خطة طوارئ
من المهم وضع خطة عمل للتحضير لحالات الطوارئ:

تأكد من إجراء اتصال بمعلم الطالب أو المشرف التربوي الذي يمكنه المساعدة في تنسيق الخدمات عبر الإنترنت .
عند تطوير خطتك يمكنك تحديد موعد للاجتماعات مع اختصاصيي النطق واللغة والمعلم، إلخ.. والحصول على خبرتهم في التخطيط للطوارئ.
اتبع روتينًا يوميًا: في أوقات الأزمات، من المهم أكثر من أي وقت مضى الحفاظ على روتين منتظم. ومن أهم نصائح تطوير الجداول في المنزل إنشاء مناطق مختلفة للأنشطة سواء الأكل أو النوم أو التعلم أو اللعب. مع وجود فترات استراحة للأسرة.
ننصحك بالحفاظ على نفس الروتين في جدولك من يوم إلى آخر. حدد وقتًا للاستيقاظ، ووقتًا لتناول الغداء (ربما يكون نفس الجدول الزمني لمدرسة طفلك)، ووقتاً لمشاهدة التلفاز والنوم.
إذا أمكنك ، حاول تقليد الجدول الدراسي لطفلك من خلال فترات زمنية يتم خلالها تنفيذ أنشطة معينة.
قم بإنشاء جدول مرئي محدد بأوقات أو فترات لكل نشاط واتبعه على مدار اليوم.
اضبط روتينك أيضا بشكل مماثل لروتين طفلك حتى لا تشعر بالإرهاق أيضًا.
اصنع جدولاً بصرياً
استخدم جدولًا بصرياً لشرح الأنشطة اليومية التي ستحدث وأين ستحدث.
يساعد عرض جدول يومي بصري للفرد ذي اضطراب طيف التوحد على فهم تسلسل الأنشطة على مدار اليوم، بما في ذلك وقت اللعب والتعلم وتناول الوجبات والأعمال المنزلية والمهام اليومية الأخرى.

ويمكن استخدام المجسمات أو الصور أو الكلمات المكتوبة، أيًا كانت الطريقة التي يفهمها الفرد بشكل أفضل.

تحليل المهام إلى خطوات متسلسلة
ما يبدو أنه عادة يومية للبعض منا، هو في الحقيقة سلسلة معقدة من الخطوات الفردية بالنسبة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، والذين غالبًا ما يواجهون مشكلة في التسلسل، يمكن أن تمثل هذه المهام تحديًا حقيقيًا عندما نواجه تسلسلًا صعبًا ومتعدد الخطوات، فإن تحديد كل خطوة بصريًا يمكن أن يكون مساعدة حقيقية.
يمكننا القيام بذلك لأولادنا ذوي اضطراب طيف التوحد أيضًا من أجل تسهيل فهم هذه المهام. حاول إنشاء تسلسل مرئي خطوة بخطوة لتقسيم مهمة واحدة (مثل تنظيف الأسنان الموضح أدناه) أو إنشاء تسلسل مرئي لمساعدة شخص ما على تذكر المهام المتعددة التي يحتاج إلى إكمالها قبل الانخراط في وقت الفراغ.

متابعة العمل المدرسي في المنزل
من خلال التعلم عن بعد، يتم تكليف أولياء أمور الأطفال بتعليم أطفالهم في المنزل سواءً كان الفرد مشاركاً في فصل دراسي افتراضي أو يكمل العمل الذي تم إرساله إلى المنزل، فإن التعلم وإكمال العمل المدرسي من المنزل قد يكون أمرًا صعبًا.
بالنسبة للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد، يكون الأمر أكثر صعوبة نظرًا للتحديات التي يواجهها العديد من الأطفال مع التغييرات في الروتين.
من الصعب أن تتكيف مع أداء الواجب المدرسي في المنزل عندما تكون معتادًا على العمل مع معلم معين، في فصل دراسي معين، باستخدام مواد معينة.

قد يفكر طفلك، “هذا هو المنزل. أنا لا أفعل هذا هنا! “


من المفيد أن يتم الإيضاح بشكل بصري للطفل ما هو المتوقع خلال اليوم وتقسيم اليوم إلى أجزاء وبالتالي البدء بإظهار جدول بصري للطفل للإشارة إلى الوقت المحدد للعمل المدرسي خلال اليوم.
إذا كانت تسمية “مدرسة” مزعجة لطفلك فجرّب استخدام اسم آخر مثل العمل مع أبي / أمي، أو ابتكر اسمًا آخر. يمكنك أن تكون مبدعًا وتخترع اسمًا يجذب انتباه طفلك!
استخدم قائمة مكتوبة أو مصورة لتظهر لطفلك ما الذي سيفعله أثناء “العمل المدرسي” وقد تكون قائمة بالموضوعات (الرياضيات، القراءة، الكتابة)، أو مجموعة أوراق عمل، أو مجلدات ملونة تحتوي على عمل يجب إكماله.
اتبع القائمة بالإشارة إلى ما سيحدث فورًا بعد انتهاء وقت العمل وهو أمر يمكن أن يزيد من المشاركة ويقلل من القلق.
في بعض الأحيان، قد يؤدي جعل النشاط الأخير شيئًا ممتعًا (مثل مشاهدة التلفزيون) إلى زيادة الحافز أو قد يكون النشاط الأخير ببساطة هو النشاط التالي (مثل وقت القراءة وتناول وجبة خفيفة وغسل الأطباق وما إلى ذلك)

زيادة المشاركة باستخدام الاهتمامات الخاصة
يمكن أن يؤدي استخدام الاهتمامات الخاصة للطفل إلى زيادة المشاركة في الأنشطة التي قد لا يرغب بالمشاركة فيها بمفرده.
على سبيل المثال، إذا كانت طفلتك تحب الأميرات، حاول جعلها تتظاهر وكأنها سندريلا عند تنظيف الأرض.

إذا كان الطفل يحب القطارات، ضع قطارًا في كل غرفة يحتاج إلى ترتيبها ليجمعها.

جرب كتابة المسائل الرياضية التي تتضمن شخصياتهم المفضلة. هذه فرصة كي تكون مبدعًا، وتزيد من المشاركة، وتساعد في إضفاء بعض أجواء المرح على المنزل!


التعامل مع التحديات السلوكية
قد لا يتمكن الأفراد ذوو اضطراب طيف التوحد من التعبير شفهيًا عن خوفهم وإحباطهم وقلقهم بشأن التغييرات العديدة أو صحتهم ، لذلك يمكن إظهار هذه التعبيرات من خلال وسائل أخرى.
§ يجب أن تكون الأسرة على دراية بسلوك الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد خلال هذه الأوقات المضطربة وأن يكونوا متيقظين لعلامات القلق والاكتئاب.
قد تشمل هذه التحديات تغييرات في أنماط النوم أو الأكل، وزيادة في السلوكيات التكرارية، والقلق المفرط، وزيادة الإثارة، أو تراجعاً في الرعاية الذاتية.
إذا لوحظت هذه التغييرات السلوكية، يجب الحصول على دعم إضافي من مقدمي الخدمات الطبية مثل طبيب الأسرة أو المعالج أو اختصاصي علم النفس أو الطبيب النفسي.
استخدام الأجهزة الإلكترونية (الأجهزة اللوحية/ التلفاز)
يقضي العديد من الأطفال وقتاً طويلاً أمام التلفاز أو الأجهزة اللوحية وتؤدي محاولة تغيير نشاطهم في بعض الأحيان إلى توتر واضطراب.

يمكن جعل انتقال الطفل من استخدام الأجهزة اللوحية أو مشاهدة التلفاز الى أداء مهمة أخرى أكثر سهولة باتباع ما يلي:

حاول قدر الإمكان التخطيط لوقت مشاهدة التلفاز في الجدول اليومي. اجعل الأوقات مناسبة لعمر طفلك.
استخدم مؤقتًا أو ساعة لإعلام طفلك بالوقت الذي سيقضيه أمام الشاشة حتى يعرف ما يمكن توقعه.
حاول تجنب التخطيط لوقت الشاشة قبل الأنشطة غير المفضلة. على سبيل المثال ، قد يكون من الأسهل تحويل طفلك من وقت الشاشة إلى تناول وجبة خفيفة بدلاً من الانتقال من وقت الشاشة إلى مهمة أكاديمية.
استخدام القصص الاجتماعية
تم إنشاء مفهوم القصص الاجتماعية بواسطة (كارول جراي) عام 1991 لاستخدامه مع الأطفال والبالغين ذوي اضطراب طيف التوحد للمساعدة في المواقف الجديدة، وامتد استخدام القصص الاجتماعية إلى جميع الأطفال، بمن فيهم الذين يواجهون تحديات كبيرة في التواصل.
§ توفر القصص الاجتماعية زيادة في الثقة من خلال التكرار ، مما يجعل هذه التجارب الصعبة أقل خوفاً وأكثر قابلية للتنبؤ بها.

استراتيجيات الاسترخاء
خلال أوقات التغيير وعدم الاستقرار، يمكن أن تتصاعد المشاعر وتصعب تهدئتها.
عندما نشعر بالتوتر، نستفيد جميعًا من وجود استراتيجيات تعلمناها ومارسناها لمساعدتنا على التأقلم.
بالنسبة للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد، يمكننا استخدام قوتهم في التعلم البصري لتعليمهم طرقًا لتهدئة عقولهم وأجسادهم.
كل فرد فريد من نوعه، لذا استخدم اهتماماته وتفضيلاته لاختيار الأنشطة التي يجب تضمينها في روتين مهدئ.

يمكن استخدام بعض استراتيجيات التأقلم والتهدئة خلال الأوقات الأكثر قلقًا:
يشمل ذلك التأرجح في كرسي هزاز، أو الاستماع إلى الموسيقى باستخدام سماعات الرأس، أو التنفس العميق، أو مشاهدة مقطع فيديو مفضل، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو أي نشاط أو مادة مفضلة.

إذا لم تكن استراتيجيات التكيف أو التهدئة جزءًا من الروتين بعد، يمكن لمقدمي الرعاية إعطاء الأولوية لتنفيذ هذه المهارات خلال هذا الوقت.
تتوفر العديد من التطبيقات التي تساعد على التهدئة والتأمل مثل Calm و Headspace و Breathe2Relax

اجعلها إيجابية
مع مراعاة الصعوبة لدى طفلك مع هذا التغيير، حاول أن تستغل الوقت الإضافي مع طفلك وحاول أن تفعل أشياء مسلية ومفيدة معه.
استخدم هذا الوقت معه للخبز وإعداد وجبات الطعام أو اللعب بلعبته المفضلة.
من السهل جدًا أن تشعر بالإرهاق لكونك الوالد والمعلم والمعالج الآن. إذا استطعت ، حاول الاستفادة القصوى من هذا الوقت الذي لديك في المنزل مع عائلتك.