|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
***
في بيتهم الشعبي المهتريء بفعل الزمن ..! منسدحه في فراشها وجسمها كله رضوض وآثار ضرب السوط المبرح .. بعد حالة الهيجان اللي صارت لها ابوها لبسها عبايتها ووداها لمسفر .. ومسفر الرجل الملتحي على غير هدى .. اول ماشافها تبكي قال : متلبسها جني وعاشقها واذا جات سيرة العرس يغار ويخليها تمرد عليكم .. والحل عنده هو السوط والرفس والتوبيخ والكلام البذيء .. والقرآن مجرد اداة ودعوة للناس وتغليف لفعله .. والعياذ بالله .. صرخ عليها وزمجر وهو يقول بدون ترتيل كما امر الله وبدون هدوء حتى يكون علاج النفس وراحتها لاخوفها وزعزعتها ( قل اوحي الي انه استمع نفرٌ من الجن ...) وضربها بسوطه وهي تصرخ مابين الم مشاعرها وجسدها ..! اطلع منها .. اطلع اختار اصبع يدها ولا رجلها .. ويضرب بسوطه اللي اعتادته جلود بعض نساء القرية والقرى المجاروة وبعض المناطق البعيده .. ويخشاه الكثير ..! صرخت بعد جهد وتعب مضني بصوت ذبلان : طيب طيب .. طلعت خلاص فكوني خلاص طلعت . تنفس بعمق وارتياح قال بانتصار كاذب : ابشركم انه طلع ... هي تصلي ولا لا . قالت امها اللي مابقى من دموعها شي على بنتها اول الفرحة : ايه تصلي الفروض والنوافل ماقد خلتها . رفع صدره قال بتكشيرة كبرياء : ايه هذا جني مسلم .. لو انه كافر كان ماصلت .. رد ابوها بألم : ياشيخ وش يرده لايعود لها . فتح عيونه الجاحظة تحت حواجب كثيفه ومتقاربه : زوجها زوجها .. مافيه حل الا انك تزوجها قبل يرجع .. هو خايف هالحين من الضرب وان هدى جسدها ماتزوجت رجع ..! هز الأب راسه وهو يلتفت لزوجته المحتشمه تحت عبايتها ومو باين منها شي قال : ان شاء الله ياشيخ . طلع وهو يسندها .. صوتها تعب وانينها فتر ..! " الله لايعيدها من خطبة اللي نغصت علينا .." قالته امها وهي تسند نوف من الطرف الثاني.. تحركت نوف والكابوس اللي امس بكل مافيه يزيد آلامها بدءاً بالمملك ومروراً بسوط مسفر وانتهاء بحكم ابوها اللي اتخذه خوفاً عليها وماقدرت تقاومة خشية مسفر وطاريه ..! قربت منها امها قالت بحنان : نوف قومي وانا امتس اخذي حبتين بندول .. اخذت الحبتين وشربت وراها موية وطالعت في اختها اللي تذاكر بصمت عند راسها قالت بضعف وألم : نورة روحي ذاكري في غرفتس منيب نافعتس . قالت امها : خليها هي تقول مرتاحه . قالت نورة : يمه ابوي قال لهم على رفضي . هزت امها راسها قالت : ايه قال لهم . طالعت نوف في امها باستغراب وهي ماتدري وش السالفه الا ان فهد خطب نورة قالت : ليش ترفض نورة يمه فهد مافيه شي حتى ترفضه .. قالت امها : عماد يقول انه قد خطب لفهد قبل يدري عن خطبة اهله منا .. ويقول نبي بنتكم ثانية .. سردت لها امها السالفه بالتفصيل وردة الافعال سواء لها هي ولا ابوها ولا حمود ولا ام ناصر اللي سكتت باقتناع ان عماد مايسوي شي الا واكيد انه صحيح ..! كانت نورة تسمع الكلام وهي فاهمه مقصد عماد وانه مايبي قربهم لأن نوف في نظره ماتصلح لهم حرمة وخواتها اكيد مثلها ..!! بس اخفت كل هذا بقلبها حتى ماتزيد جروح اختها جروح .. !!! سندت نوف براسها على مخدتها ونزلت دموعها وبقلبها " مايبي اختي لولد خاله من كثر مايكرهني آآآآآآآآآآآآه " غمضت عيونها على الدمع اللي فاض وامها واختها في صمت وحالة مؤسفه وآسفة ..! *** اسبوعين الاجازة الفصلية مرت وهو في جده .. كل ماسألتها جدتها عنه اعتذرت وقالت انه مشغول وقايل لها عن غيابه وهي عاذرته .. لولا ان فهد يطمنهم عليه ولا كان تجننت وشكت انه مريض وطريح فراش .. مو من عادته يتأخر كل هالوقت ..! غمضت عيونها وزفرت بقهر لأنها هي وتطفلها ولقافتها السبب .. قالت فوزية اللي وصلت في التو واللحظة : سلااام ياهوو محد يلومك على الحالة تأخر حبيب القلب . ابتسمت لعمتها بحزن وقامت سلمت عليها قالت : ايه والله تأخر وحشني ..! فركت فوزية اذنها بمرح قالت : نعم نعم نعم .. لو سمحتي عيدي ابغى اتأكد من اللي سمعته ..! ضحكت شادن من حركتها قالت : تعالي بس اجلسي مسوية حلا وشكله بيصير من نصيبك . : غير حق امس . قالت باحباط : غيره بس لعيونك ياعمتي العزيزة .. زمت شفايفها وكملت : كل يوم اسوي حلا اقول عماد بيجي .. : عماد هذا مرة زودها ..! قامت للمطبخ تمشي بتثاقل قالت بصوت عالي وصل لفوزية : عمتي لوسمحتي ترى ماارضى عليه .. لحقتها فوزيه قالت : والله لو اني ماابي يصير لامي شي كان اعلمها على حركاتها .. اجل مشغول وكل شوي يقول ابي اجي واعتذروا لي منهم وهو خراط ماعنده سالفه الا بس يبي يشوفك وانتي تشتاقين له وتنتظرين .. حضرت شادن حلا التوفية بالجوز ومحشية ببسكوت مكسر قالت : عمتي اذا تعزيني لاتجيبين سيرة عماد ورجاءً محد له دخل بيني وبين زوجي .. ردت فوزية بلامبالاة ممزوجه بغضب : قلعتك انتي وياه .. انا ابيك تكونين حريصة على حياتك وانتي بكيفك ..! المهم هذا كيف سويتيه .. قالت شادن بهدوء حزين : توفيه عادية بس في الوسط بسوكت شاهي مكسر لقطع صغيرة .. اكلت منه قطعه قالت : مممممم لذيذ .. قاطعتهم شهد وهي جاية من برا : ملييييييييييييت طفش طفش طفش .. ابغى احد يلعب معاي .. سامر موفيه والعنود ماتطلع من بيتهم خايفه من جني نوف يجي فيها ... قاطعتها شادن : شهد .. اش هالكلام .. لاتقولين جني وكلام فاضي نوف مافيها شي .. والشيخ هو المخرف أي احد يجيه زعلان قال فيك جني . قالت فوزية : شهد روحي غسلي يدينك ووجهك بعدين العنود هذي اللي يوم تصالحينها ويوم تهاوشينها فكينا من سيرتها .. راحت شهد تغسل و التفتت فوزية على شادن وقالت : انتي تدافعين عنها وهي بغت تموت على زوجك هذاك اليوم ... قاطعتها مرة ثانية وبعصبيه : خلاص ياعمتي فكينا من سيرتها هي الثانية كمان لانغتابها وناكل لحمها البنت بتتزوج وتروح في حالها وماعاد منها خوف ولا قلق .. بعدين عماد مايفكر فيها وهذا اللي مريحني . رفعت فوزية حاجبها باستغراب : اووووف ضامنته ياشدون . ردت شادن وهي تمد عليها طبق الحلا : وفي جيبي كمان . بس خليك من عماد ومن جارتنا المسكينه والله حزنت عليها نهاية الاختبارات .. لولا اني اخاف انها تعتبر زيارتي شماته كان زرتها . ضحكت فوزية وهي تطالع وراها وغيرت الموضوع قالت : ياحبي لك ياشادن .. اجل ضامنه ابو العيال .. وش اسميه هذا حب ولا .. غمزت وقالت : عشان مشتاقه . ردت شادن بضحكة مصطنعه : والله تقدرين تقولين حب وشوق كلها مجتمعه .. قطعت كلامها على صوت شهد اللي جات تجري بسرعه وهي تضحك بصوت عالي قالت : عمااااااااااااااااااااااا ااد . فتح يدينه لشهد وحضنها وعيونه على شادن .. جملتها الأخيرة وقفته بمكانه دقايق .. ونسته شوقه لشهد .. قال بصوت هادي : هلا ياشهد وش فيتس صايرة مزعجه . باسته شهد على خده بقوة وهي تقول : عشان كنت طفشانه .. عماد جبت لي هديه ولا لا . : ايه شوفيها مع الاغراض اللي جبتها .. وقفت فوزية وراحت سلمت عليه .. وشادن بمكانها .. مشتاقة له ..! وفرحانة برجعته .. حتى لو مو عشانها المهم انها تطمنت عليه ..! قال هو يشيل شهد : اخخخخخخخ كسرتي ظهري ياشهد ؟؟ صايرة دبه ماعاد اقدر اشيلتس .. عورها قلبها عليه قالت بلهفة : شهودة تعالي بعطيك حلا . نزل شهد ومد يده عليها وسلم على خدودها ببرود اتقاء لنغزات فوزية وخشية شكها قال : وشلونتس ياشادن .. عساتس مرتاحه في الاجازة ..؟ هزت راسها وهي تبتسم : الحمد لله .. انت كيفك مرة طولت هالمرة ..! نزل شماغه وعقاله وجاكيته قال : انا بخير .. جدتي وين مالها حس ..؟ : تصلي العشا . طالع في ساعته قال : ماشاء الله .. اجل يالله انا بقوم اصلي واجلس معها شوي قبل انام وترى بكرة بيجيني ضيوف الله الله بالشغل الزين لااوصيك . قالت فوزية : من بيجيك ..؟ : ناس من معارفنا .. طالع في شادن قال : ترى فيه حريم بعد بيجون . قالت فوزية : بالله عليك من ..؟ : بكرة بتعرفين المهم ابيتس ياام فيصل عندي من قبل العصر .. : ان شاء الله . طالع في شادن قال : شادن غرفتي يمديها مليانه غبار ... قطع كلامه وهو يرفع حواجبه يستدرك الجملة اللي قالها قدام فوزية ومسد جبينه باطراف اصابعه قال لشادن : غرفتي فيها غبار وانا ابي لي منها اغراض روحي نظفيها بالله على بال مااصلي العشا . اخذت المفتاح منه وطلعت فوق وهو راح لقسم الرجال .. صلى ورجع لجدته اللي رحبت فيه وهلت ..! اعتذر من تأخيره ونسب الشغل للسبب وانه ارتبط بمواعيد مع ناس مهمين ..! ربع ساعة مر من الوقت وهو يسولف مع جدته وفوزية وجدته تلومه على غيابه وترك زوجته وفوزية تأيدها وتزيد اللوم .. قام قال : انا مانمت من امس .. بروح انام وراي بكرة شغل .. طلع وجدته تقول : الله يعينك ياوليدي وياجعله نوم العافية .. طلع وفي نيته انه راح يتجاهلها لمصلحتها بنظره .. ولأنه قرر انه يبتعد عنها قدر الامكان لين وقت معين وينقلها لجدة ثم يعطيها حريتها ..! وصل غرفته وشم ريحة عطرها تملا المكان .. شافها تبخ من العطر على المفرش والمخدات والخداديات الجديده اللي طلعتها له وفرشت بها سريره .. التفتت عليه وطالعت في الأرض بحرج قالت : عماد انا آسفه . نزل ثوبه وعلقه وعدى من عندها وهو يقول : اذا طلعتي سكري الباب وراك . : اذا طلعت . التفت عليها قال : ماقصرتي ومشكورة ويالله تصبحين على خير . جات تمشي عنده قالت : عماد لسه زعلان مني .. والله آسفه . قربت منه وسلمت على جبينه قالت : لاتزعل مني .. انا عارفه اني غلطانة بس لاتزعل . بكل مرة تغلبه .. وهو اللي يحسب نفسه قد اللي قرره .. تنهد بقوة وتمدد وتغطى قال : ماني زعلان منك .. وراضي ياشادن واذا فيه احد غلط فهو انا .. بس اطلعي وسكري الباب الله يرحم ابوك تعبان وهلكان .. : تعبان .. اجيب لك الدوا حقك .. قاطعها : لا مشكورة بس خليني ياشادن .. ابتسمت بانتصار وطلعت بسرعه وكأنها حققت انجاز .. طفت النور وقبل ماتطلع قال : شادن . : هلا . : بكرة مسوي لك مفاجأة عساها تعجبك . ماحبت تزودها وتطول بالكلام معاه قالت بفرح : ممم اوكي بنتظر بكرة على خير .. سكرت الباب ونزلت لعمتها والفرح على وجهها بادي ومرسوم .. وتحت طلعت فوزيةمن عند امها تدور شادن تبي تفهم منها بعد ماحست ان الجو بينها وبين عماد مشحون رغم انهم حاولوا يبينون ان الوضع عادي وطبيعي ..! ودخلت شهد عند جدتها وهي تتأفف .. قالت بعصبيه : جدتي خلاااص انا زعلت من ولد خالتي .. مااحبه مااحبه . ردت ام ناصر باستنكار : ياوجه الله علامتس عليه .. ماجاب لتس هدية . رفعت نظرها فوق بملل وزعل قالت : الا جاب لي بس زعلانه لأنه ماينام مع شادن في غرفتها زي بابا وماما ومايكلمها كثير ... كل شوي ... وقلدته : شادن تعالي رتبي غرفتي .. شادن غرفتي كلها غبار مااقدر انام فيها .. وهي بس ترتب غرفته وتسوي له حلا وتهتم فيه بس هو مو حلو .. خلاااص زعلت منه . بكرة قولي له لاتكلم شهد عشان هي زعلانه منك .. كانت ام ناصر شاكه في الوضع والحين جاب لها جهينة الخبر اليقين .. قالت : انتي وش يدريتس انه ماينام معها في غرفتها ..؟ ردت شهد : من زمااااااااااااااااااااااا ااااااان قبل العيد اللي لبست فيه فستاني الابيض تعرفينه .. هزت ام ناصر راسها بإيه .. وكملت شهد ... : كان عماد ينام في غرفته وشادن في غرفتها الجديده الحلوة هذيك .. تلاشى كلام شهد وام ناصر تفكر بغضب وتتذكر بعض المواقف والنظرات والكلمات اللي شككتها بعلاقتهم وياما حاولت تتجاهلها وتتجنب التفكير فيها .. قالت بصوت مسموع بنبرة غاضبة وحاده : بنت خالد تضام في بيتي وانا حية وموجودة .. بنت خالد تضام وانا اللي حالفه مايشوفون الضيم وانا جدتهم حيةٍ(ن) لهم . *** رجعت من المدينة مضطرة عشان موعدها في المستشفى وبنفسية اريح واهدى نوعاً ما ..! قالت لمشاري اللي حاول يوقفها ويسندها تمشي على رجلها لأن الدكتور قال بعد شهر حاولي تمشي على رجلك وتحركين العضلات ..! الجو في حوش البيت والشتاء في جده ربيع .. خاصة من بعد العصر .. حاول مشاري يخليها تعتمد على نفسها والعكاز قالت بألم : آآآه مشاري مرة مااقدر امسكني بطيح .. مسكها مشاري بسرعه قال : مايصير كذا .. لازم تعتمدين على نفسك وتعودين نفسك على الحركة ..! دق جوال مشاري وشاف رقم ريهام ... قال : سارة اجلسي هنا وانا بكلم ريهام مزعلها امس ولي ساعتين ادق عليها ماترد .. بصالحها وارجع لك . لاتتحركين لين اجيك .. جلسها على الدرجات القصيرة اللي توصل لقسم الرجال وراح يمشي لآخر الحوش وهو منشغل بمكالمة خطيبته ..! حاولت تفتح العصير بيد وحده وماقدرت واضطرت انها تنتظر مشاري يجي يفتحه لها .. واخذت جوالها تقرا الرسايل اللي اغلبها من صاحباتها في الجامعه يتحمدون لها بالسلامه .. *** اليوم دق عليه مشاري وقال ان ابوه يدوره ويقول ضروري يجي ولا جاه بنفسه في شقتهم ..! ماحب انه يماطل ويتهرب اكثر من كذا .. وقرر انه يروح لابو مشاري ويشوف وش عنده خاصه ان عماد حثه على مقابلته وقال له ان الرجال كريم وشهم ومايبي غير انه يرد لك جميلكمعتمد على كلام شادن عنه .. حتى نايف كلامه نفس كلام عماد ..! وصل بيت ابومشاري ودق جرس الانترفون ..! ووصله صوت الشغاله بعد ثواني .. : مين ..؟ : ابومشاري فيه ..؟ : مستر مشاري موجود . : خليه يجي .. فتحت البوابه وقفلت السماعه وراحت تدور مشاري ..! انتظر فهد ثواني وهو يسمع صوت مشاري قريب وشكله يكلم في الجوال ... دف البوابه .. بشويش وحذر .. مستحي وطفشان من الوقفه .. وكل مادق على جوال مشاري حصله مشغول ..! اول ماانفتح طرف البوابه لمحها جالسه على الدرج .. يدها ملفوفة بجبس وطرف ساقها الممدود بجنب العكاز عليه جبس .. رد الباب بهدوء وهو يلوم نفسه ويوبخها وشلون تجرأ وفتح باب الناس ورجع لسيارته ..! والذكرى تمخر افكاره وتفكيره .. شكلها وكلامها وبكاها ودمها وتأوهاتها وألامها .. وسعود بينهم ..! فتح مشاري الباب وهو في سيارته وناوي يمشي .. اثناه مشاري عن عزمه ونيته ورحب فيه واعتذر بأن الشغاله ماتدري وين مكانه وان ابوه متلهف لشوفه وجيته .. استوقفه دقايق بحجة انه بيدخل اخته داخل البيت لأنها ماتقدر تمشي لوحدها ولازم يساعدها وقدر فهد وانتظر دقايق .. ثم دخل .. \\ تحيـــــــــــــــــــــآ تي !!! أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط... |
04-22-2024 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
فصلٌ خامس عشر .. ~~ باللقا هلت تباشير الفرح ~~ *** رغم انه تذكرها بوجع واعادت له طيف سعود وذكراه الا انه حمد ربي وهو يشوفها بخير ..! وحس بنشوة سعاده انه مشارك في نجاتها .. دخل المجلس مع مشاري وبعد دقايق كان ابو مشاري عندهم .. رحب وهلاّ وكأن اللي زايره شخصية اجتماعيه هامّة ويستحق الحفاوة والتكريم .. في البداية كان يتكلم برسمية بحته وهو يسأل عن الحال والاخبار بس بطيبة مشاري ومعرفته وصحبته له انقلب الجو لسوالف ودية .. قال فهد لمشاري مستغل دخول ابومشاري لداخل البيت : اقول يامشاري ابوك وش يبي مني لي ساعتين جالس ماكلمني في شي . : اصبر يارجال بعد العشا بيقول لك اش يبغى ..! عدل فهد جلسته وهو يطالع في ساعة جواله : وش عشاه اللي يخليك لي .. انا وراي شغل منيب فاضي . : عاد ابوي مسوي لك عشا مايصير تروح وتتركه . حاول فهد يعترض واقنعه مشاري ان مافيه فايده من اعتراضه لأن العشا انتهى امره .. ساعه ثالثه وبعد صلاة العشا كان مجلس ابو مشاري مكتظ بالضيوف ومن ضمنهم نايف ..! عرَّف ابو مشاري على فهد بأنه اللي ساعد بنته في الحادث وان للرجال هذا جميل عليه ودينه في رقبته ليوم الدين ..! قال فهد برزانه وثقه : الله يسلمك ياابو مشاري الله اللي ساعد بنتك وربي كاتب لها النجاة على يدي ولا يد غيري .. وانا ماسويت غير واجبي واللي املاه علي ضميري وديني .. جلس فهد بتوتر ونايف بجنبه .. قال لنايف بهمس : والله لودريت انه بيسوي كذا كان ماخليته يشوف وجهي . قرب نايف منه وهمس : وسع صدرك يارجال اللي سويته تستاهل عليه اكثر .. بنته الوحيده وماتبغاه يفرح بنجاتها . سكت فهد وهو يسترجع صورتها اللي لمحها .. ويتذكر شكلها وجلستها على الدرج وجوالها في يدها ..! شعرها البني بأطرافه الصفرا من اثر صبغه قديمة ..! وجسمها النحيل وهي جالسه على الدرجات .. هذا اللي قدر يلمحه من شكلها اليوم .. بس اللي حفظه منها في الحادث كثير .. رغم ان ملامحها كانت دامية وحزينة وبائسة ومفجوعه ..! الا انها رسخت في ذهنه وثبتت . انتبه لنايف وهو يقول : ترى مشاري يكلمك . رفع راسه لمشاري قال : سم ... اعاد مشاري جملته : اقول ماطلعت للبر ولا الشتا محد يطلع فيه . تنهد فهد وهو يتذكر البر قال : الله يذكر ايام البر بالخير راحت حلاتها مع اللي راح ..! اشر نايف لمشاري يعني اسكت واكتفى مشاري بـ : الله يرحمه .. مر الوقت ،، والسوالف في مجلس ابومشاري عامرة .. وصار العشا جاهز .. قال ابو مشاري بصوت جهوري سمعه كل من في المجلس : تفضل ياابو ناصر حياك الله .. تفضلوا ياجماعه الله يحييكم . وقف فهد والعيال معاه وجلس في صدر المقلط اللي حضروا فيه العشا ..! وبعد العشا بدا المجلس يخلو من الضيوف لحد مابقى فهد ونايف ومشاري .. وقف فهد وهو يقول : يالله ياجماعه اسمحوا لي ... قاطعه ابومشاري : اجلس يافهد ابيك بسالفه .. انصاع فهد لامر ابو مشاري وجلس .واستخرج ابو مشاري من جيبه ورقه مدها عليه وقال : هذي اقل هدية اقدمها لك يافهد بعد اللي سويته معاي .. والله اني احترت ماادري وش اعطيك لكن ان شاء الله انها افضل من غيرها . اخذ فهد الورقه المستطيله اللي محد يجهل شكلها .. بس انذهل وهو يقرأ العدد المدون في الشيك 300 الف ريال .. رجع مده على ابو مشاري وهو يقول : الله يسامحك ياابو مشاري مهيب هقوتي فيك .... قاطعه ابو مشاري باليمين اللي حلفه : والله مايرجع وانه حلال عليك . طالع فهد في مشاري ونايف قال : مابغيت هالتصرف منك ياابو مشاري .. وانا يوم ساعدت بنتك مهوب لأنها بنتك ولا لأني اعرفكم .. أي احد مكانها كان شلته في سيارتي ووديته المستشفى ... كمل مشاري : وتبرعت له بدم رغم انك مريض وتحتاج دم .. وتقطع به مسافة 250 كيلو وانت صايم وتعبان .. وتجلس في المستشفى لين تطمن عليه وتبشر اهله انه حي ونجاه ربي . قال فهد بلهجة حاده : اكيد اني بسوي هالتصرف مع أي احد سواء اختك ولا غيرها . رد ابو مشاري : وشي طبيعي تنال جزاك من اهل اللي ساعدته .. الموضوع انتهى يافهد والمبلغ قليل ومو حقك .. سكت وهو يشوف فهد يشقق الشيك لقطع صغيرة قال : انت حلفت مايرجع لك .. وانا رجالٍ مااخذ على الواجب اجر ياابو مشاري .. وقف وكمل : كرمكم الله .. اسمحوا لي بمشي .. ويالله اشوفكم على خير . فز مشاري ومسكه بيده قال : ترى ابوي مايقصد يهينك .. ابوي فرحان بسلامة اختي .. ماتدري هي وش بالنسبة له ونجاتها عنده تسوى الدنيا ومافيها . هز فهد راسه وسلَّم على راس ابو مشاري اللي ماتحرك من مكانه قال : انا عارف وش يقصد وادري ان نيته خير وهو بمقام ابوي ماازعل منه .. وقف ابو مشاري وربت على كتف فهد قال : لو اخذت الشيك يافهد كان ريحتني .. انا حالف ان قامت سارة بالسلامه ...... قاطعه فهد : هالشيك بدل ماتعطيني اياه عطه مساكين ومحتاجين واشكر ربي انه منّ على بنتك بالسلامه . قال مشاري : من هالناحيه ابوي ماقصر ... قاطعه ابوه وسكتّه بلهجة حاده : مشاااااري .. التفت لفهد قال : ياولدي الواحد اذا ماشكر ربه اول شي ليه اجل يشكر الناس .. قطع عليهم جوال مشاري الكلام وهو يكلم ريهام بهمس ويلوذ بجواله عن عيونهم لداخل البيت .. قال فهد : يالله اسمحوا .. : الله معك ياولدي ولا تقطعنا . : ان شاء الله .. كرمكم الله ويالله مع السلامه ..! وصله ابو مشاري للبوابه وودعه بذات الحفاوة اللي استقبله فيها .. *** احياناً الحياة تأخذ الفرح منا عنوة لكنها ماتلبث ان ترده قاصدة ومترصده ..! وجمرة الغياب تشعل نار شوقٍ بأقفاص الصدور تلهب القلب بأوردته وشرايينه وأذينه وبطينه ..! هي ...! قد اضناها الفراق ..! والنار بقلبها سعير ..! على من غيبهما الموت .. ومن ابعده عنها السفر ..! ورحلة عمرها .. كانت شقاء وقليلٌ من افراح ..!!! جالسه في صالتها .. سالفة شهد اللي قالتها لها ماخلت جفنها يغمض طول الليل ..! وعماد من اصبح وهو طالع برا يقول ان عنده شغل ..! والحين العصر مارجع ..! وصفحة الحساب لابد تنفتح .. الا الظلم ماتسمح به في بيتها .. والا ان شادن البنت الأصيلة تنقهر وتداري قهره ..! .. في هاللحظة كانت شادت واقفه في المطبخ وتشتغل بهمه وحماس ..! طلعت صينية الفطاير من الفرن وحطتها على الطاولة بحذر .. قالت للشغاله : لسلي طلعي الفطاير حطيها في الحافظة الكبيرة واقفليها .. انا بطلع وارجع بعد شوي ..! ولعت على الجمر وغسلت يدينها وطلعت للصاله .. مرت من عند جدتها اللي مو على عادتها تطفي الراديو وتسكت بدون ماتسولف معاها وتكلمها اما عن حديث ولا عن سالفة في الديرة ولا سالفه قديمه تسردها عليها منها تعيد الذكرى ومنها تسليها وتضيع الوقت .. قالت شادن وهي تقرب من جلسة جدتها : جدتي فيك شي .. اليوم منتي عاجبتني ..تحسين بشي ..؟ ردت جدتها بفتور : لا ابد مافيني غير العافيه .. الا رجلتس وين راح ؟. مسحت يدينها بمنديل قالت : ماادري صحيت ماشفته . ردت ام ناصر بلهجة حاده : اجل انتي تشوفينه ولا تدرين عنه ..؟ زمت شادن شفايفها قالت بمرح : ادري ادري اش تقصدين ؟ يعني عشان رجع بعد اسبوعين واول مارجع نام والصباح خرج من بدري . ابتسمت بتودد لجدتها وكملت : مممم تدرين ياجدتي ان عماد البارحه قال لي انه عامل لي مفاجأة حلوة .. ردت ام ناصر بتشاؤم وبنفس اللهجة الحاده : الله يكفينا شره وشر مفاجعاته .. هو متى يجي بس ..؟ طالعت شادن في الساعه المعلقه على جدار الصاله وهي تحاول تمسك نفسها ولا تضحك من كلمة ( مفاجعاته ) اللي قالتها جدتها .. قالت : اوووه ياجدتي بروح البس قبل الضيوف يجون .. انتي خلاص جاهزة ؟. هزت ام ناصر راسها بإيجاب وهمست بـ : إيه خلصت . وبسرعه راحت شادن تجري مع الدرج .. تحممت بعد اليوم الحافل بالعجين والسكر والشكولاته واللي لطخ جسمها وملابسها حتى شعرها ماسلم ..! بعد ماطلعت .. جففت شعرها ولبست تنورة قصيرة من الصوف كاروهات الوانها بين البيج والبني المحروق وتحتها بنطلون بني جلد ومبطن بقماش قطني .! وعليه بلوزة بكم طويل وياقة طويلة لونها بني وضيقه على جسمها النحيل ..! وبسرعه قصوى عملت مكياج هادي وبسيط الوانه بدرجات البني وختمته بكحل وماسكرا وروج بني ولمعه بنفس لون الروج .. تعطرت ونزلت بعد مامشطت شعرها وتركته مسدول بحريه وحطت على اكتافها شال مشغول بالتريكو بلون بيج وأطرافه بنية ..! قابلتها فوزية بعد ما نزلت الاغراض اللي جابتها معاها في المطبخ ـ قهوة وصينية حلا وبيتزا ـ ..! وسلمت عليها وقالت : ها ماقال لك عماد متى بيجون ضيوفه ..؟ ردت شادن ببراءة : لا ماقال بس الحين يجي ويقول .. ردت فوزية باستغراب : الحين يجي ..؟ ليه ماشفتيه وهو طالع لك قبل ربع ساعه يقول بتروش والبس .. تغير لون شادن قالت بارتباك : ها لا ماشفته انا كنت …. قاطعتها ام ناصر : ايه تلقينه في حجرته ماراح لحجرة شادن . ضحكت فوزية وشادن مصدومة ومذهولة من جدتها قالت فوزية باستخفاف : ليش هم مو عايشين بغرفه وحده ..؟ ردت ام ناصر بلكنة غاضبة : انشديها ( اسأليها ) عندتس ..!! ابتسمت شادت ووجهها يكتسي حمرة احراج وارتباك قالت : تلاقينه حصلني اتحمم في الحمام وماقدر يستنى قام راح لغرفته .. القديمة . رمقتها جدتها بنظرة عدم رضى قالت فوزية : هذا هو .. جبنا سير الئط .. طالعت شادن فيها بنظرة تهديد وقالت وعلى وجهها ابتسامه : قصدك الذيب وجا على طاريه . نزل من الدرج بثوب اسود وغتره بيضا وهو يلبس ساعته الفضية وريحة عوده المعتق سابقته .. قالت فوزية : واااااو ماشاء الله تبارك الله .. وش سالفتك انت وحرمتك اليوم كل واحد يقول الزين عندي . طالع في فوزية هو يجاهد تجاهل شادن الواقفه وراها قال : شهد وين مااشوفها ..؟ ردت فوزية وهي تضحك : ياخي شهد ذي عليها افكار .. كل شوي مطلعه ثلاثه فساتين وتحتار بينهم وتعد اللي يجي عليه العشرة تقول ابي البسه ..وماخلت شي في الدولاب الا وطلعته .. عاد جيتك وهي مارست على شي تلبسه وخليت الشغاله معاها . انسحبت شادن بهدوء وفوزية تتكلم وراحت للمطبخ .. ورد عماد على فوزية وهو يضحك بصوت خفيف : ياحبي لها هاللي ذوقها صعب . التفت على جدته قال : الغاليه علامها ساكته عسى ماشر تحسين بشي . ردت ام ناصر بزعل : مافيني شي .. بس اذا راحوا ضيوفك لي معك كلام انت ومرتك . ضحك وهو يطالع في ساعته قال : هههههههههههههههه اذا رااااحوا يالله في العافيه …! وصلتهم ريحة العود من جلس الرجال .. والتفت عماد على جهة المجلس قال : عز الله حطته في وقته .. يالله بروح انتظر الناس برا .. توجه للبوابه وغيرت خطواته مسيرها تحثه للمجلس لاارداياً ..! وقف على الباب وهي تدور بالمبخره الذهبيه الكبيرة وتمرره على الستاير والوسايد والزوايا ..والمكتبه .. لحظات مرت عليه يتأملها بدون شعور .. شكلها آسر يسر الناظرين .. وشعرها رغم قصره الا انه عليها يشبه الليل بسواده ..! انوثتها تفيض على المكان سحر يخلب الألباب .. التفتت عليه قالت متفاجأة : عماد .. كويس انك جيت عشان ابخرك قبل يخلص .. ابتسمت له وكملت : ولو ان ريحة عطرك احلى بس لازم ابخرك . قربت منه وبخرته وهو ساكن وساكت وحاط يدينه على اطراف الباب قالت بجديه : عماد ترى جدتي قاعده تلمح بكلام قبل شوي عني انا وانت شكلها زعلانه .. اخذ المبخرة منها ونفخ على الجمر قال : انتي ماقلتي لها شي . : لا طبعا مستحيل اتكلم مع احد عن حياتنا . : الله يستر بس لاتشك بشي ثم تزعل …… قطع كلامه وهو يسمع صوت الجرس قال : هذا هم وصلوا .. مد عليها المبخرة وعطاها ظهره .. رجع التفت عليها قال : ان شفت دموع ياشادن ياويلك مني ..! طلع مع قسم الرجال وهي راحت لجدتها وفوزية تبلغهم بوصول الضيوف وبداخلها خايفه من سيرة الدموع ..! *** جالسه في غرفتها لوحدها وساكته افكارها تعبانه من التفكير .. والاسبوعين اللي مرت عليها كفيله انها تشبعها ارق وإرهاق الصمت انيسها وجليسها .. والوحده مطلبها وغايتها .. ماتبي تفكر بشي يتعب .. لاحمود ولاعماد ولا الكابوس مسفر اللي قلب لها حياتها في لحظات ... اكتفت بالتدقيق في رسمة ورود صغيره على بطانيتها ..! نفسها تمسك ورده حمرا وكبيرة .. نفسها تشم ريحة الورد الطبيعي .. عمرها وبحياتها ماشمته ولا لمسته ولا مسكته ..! تذكرت الورده الحمرا الجافه اللي بين طيات دفتر خلود حق التحضير .. بس استحت لاتمسكها ولا تشمها شكلها من شخص عزيز عليها ولا مااحتفظت فيها .. حركت اصبعها على الرسمه بنعومه وهي تحاول تصفي ذهنها بسيرة الورد وطاريه اللي تريح الاعصاب وتخفف التوتر .. رفعت راسها لنورة وهي داخله بصينية فيها شاهي ومضير ( اقط ) ومكسرات قالت نورة بملل : انتظرتس في الصاله لين مليت ماجيتي قلت مافيه الا اني اجي عندتس في غرفتس . صبت لها كاسة شاهي ومدته عليها قالت نوف بهدوء : امي وين راحت ..؟ ردت نورة : راحت هي وام حمود يقهوون مهرة بنت ام سالم . عقدت نوف حواجبها قالت : مهرة ولدت ..؟ : بسم الله علينا موب امي علمتنا قبل يومين وانتي اللي سألتيها عن وش جابت قالت لتس جابت ولد ..!!! فتحت نوف عيونها قالت : اناااا ..؟ : بسم الله علينا منتيب صاحية .... قطعت نورة كلامها وهي تشوف وجه نوف متغير قالت بمرح : محد يلومتس لو تنسين لتس اسبوعين ماتجلسين مع احد ولاتكلمين احد .. حتى الاكل اعوذ بالله ماعاد تعرفين شكله ..! ردت نوف بألم : لاوالله يانورة .. انا لي كم يوم صايرة انسى ومااقدر اركز في شي .. دمعت عيونها وهي تطالع في نورة وتشد على طرف البطانية بتوتر قالت : اصلاً ليش ماانسى واتجنن بعد اللي صار لي ... يانورة صورة العله هذا ماتفارقني وصوته وفي اذني للحين .. ياليته ذبحني ومت في يده .. قالت نورة بوجع : يانوف استغفري ربتس مايجوز تمنين الموت ربي ادرى بعبده .. ثم انتي اللي جبتي هذا كله لنفستس وزين انها انتهت على خير السالفه .. تدرين امي وش قالت لي امس ..؟؟ : وش قالت ..؟ : قالت ان مسفر جانا وقال انه يبي يخطبتس بس ابوي رده قال انه ملك لتس على حمود . بكت نوف بقهر وقالت بصوت باكي : يعني مافيه حظ غير حمود ولا مسفر .. وتقولين حظنا زين يانورة .. وين الحظ اللي تقولينه .. حمود حظ ..؟ ومسفر عشم يانورة .. ياربي اخذني ياربي اخذني قبل آخذ حمود . تنهدت نورة بوجع ممزوج بملل ويأس من حال اختها قالت : يانوف اذكري ربي واستغفري .. انتي لو شفتي حمود هذاك اليوم وهو خايف عليتس كان ماقلتي اللي تقولين .. تكفين يانوف فكري بحمود .. تراه صار زوجتس خلاص .. قاطعتها ببكاء و : لا يانورة انا منيب آخذته .. مااقدر يانورة .. ماابيه اذا تبينه انتي اخذيه . : وش هالكلام يانوف .. تكفين خليني اشوفتس عاقلة لومرة وحده .. والله ان كلام العنود اركد من كلامتس . امسكي امسكي هذا من مضير امي الجديد ذوقيه طعمه يهبل . صدت نوف عنها وتمددت في فراشها قالت : ماابي شي بس خليني ارقد . : وشلون ترقدين وانتي ماقمتي الا الساعه ثلاث .. قومي قومي ولاتبين تخلين العشا عليّ تراني من يوم عطلت وانا اكرف لحالي وانتي منسدحه . ماردت عليها نوف وتغطت ببطانيتها وحمود وهاجسه مسيطر عليها في هاللحظة .. وشلون تفتك منه .. وشلون تهرب ولا تبعد عن الواقع السوداوي اللي يحاصرها .. من بعد سالفة ملكتها وحمود والتفاؤل مقتول والفرح ماتت تباشيره وعلاماته ..! قامت نورة واخذت الصينيه وهي تقول : الله يسامحتس بغيت استانس عدنتس وغثيتيني .. *** انفتح الباب بمفتاح عماد اللي يرحب ويهلي وصوت ضحكه واصلهم قبله .. : اصبر اصبر لاتفجعهم .. خلني امهد ..هههههههههههههههههه هييييي على هونك ياابن الحلال .. دخل احمد خطواته تسابق لهفته وشوقه وحنينه .. رمى نفسه بين يدينها بدون أي انذار مسبق اواعلان .. متجمده للحظات .. مو مصدقه او مستوعبه .. المفاجأة كانت هائلة .. والصدمه ماكانت على البال ولا الخاطر .. هي نايمه ...؟ ولا تحلم مثل عادتها بوجهه وزوله وريحته ولمته ..؟؟ ولا انها صاحية وتتخيل ويتهيأ لها هو صدق وحقيقه اللي تشوفه بعينها وتحسه بقلبها ... لحظات مابين يمكن ويمكن .. صوته وضمته ودموعه كانت البرهان انه حقيقه مو خيال ولا وهم او حلم .. طاح عقاله على الأرض وهو يدفن راسه في صدرها ويلثم يدينها الثنتين وراسها بحرارة وشوق .. ويرجع ليدينها يلثمها ويحطها على خده .. : ياهلا ومرحبا .. ياربي انك تحيي هالوجه .. يالله لك الحمد اني شفته .. الغصة بحلقها خنقتها ووقفت باقي الكلام .. ودموعها انسلت من بين جفونها وكان الحنين اقوى من الصبر .. الجبل الصامد اهتز امام لحظة لقا تنتظرها من سنين وتحلم فيها كل يوم .. قالت بصوتها المختلط بالبكاء : ابطيت عليّ ياوليدي .. سنتين يادافع البلا . مسحت دموعها بطرف طرحتها السودا اللي ماتفارقها حتى بمنامها الا اذا استبدلتها بمثيلتها .. المفاجأة اكبر من انها تستحملها وأقوى من كل توقعاتها .. مسح دموعه هو الثاني بقفا يده قال : ماابطيت الا بعذري يالغاليه .. سامحيني وارضي عني . سحبه عماد من حضن جدته وهو يضحك ويقول : ياخي هذا وانا موصيك لاتصير بزر .. قوم قوم نكدت على الغاليه . وقف احمد واخذ شماغه اللي طاح والتفت على فوزية الأخت الصغرى ، والصديقه ، رفيقة الطفولة والعمر .. وفتح لها يدينه .. كان السلام حار بحرارة الحنين واللهفه والشوق .. قال عماد : ياخي ترى حرمتي بعد مشتاقة لك عطها وجه . التفت على شادن المتأثرة بالموقف وابتسمت له وسلمت عليه بخجل وحذر ورسميه .. قال لعماد وهو يبتسم : يالملعون كل هالزين لك .. قال عماد بمحاولة منه اضفاء شيء من المرح ..: اذكر الله تراني خابرٍ عينك قوية .. ضحك احمد وهو يتوجه للمغاسل قال : لا اله الا الله ذكرت الله واخترته .. اوووه ترى ليلى عند الباب نسيتها . تحركت شادن من مكانها وراحت استقبلتها ودخلتها لمجلس الحريم بعد ماسلمت عليها قالت شادن بعد ماسلمت عليها .. : هلا والله .. كيف حالك ..؟ رفعت ليلى حواجبها وهي تتأمل شادن قالت : الحمد لله بخير انتي كيفك ؟ ردت شادن وهي تطالع بعبايتها السودا ( الخيمه ) والمطرزة بالتركواز على اطراف اكمامها الضيقه وأسفلها بنقشات كبيرة وواسعه : ماشي الحال الحمد لله . فتحت ليلى لثمتها ونزلت طرحتها اللي تغطي جبينها وأطرافها مثل العباية بتطريزها التركواز وحبات اللولو المنتثره في زواياها .. قالت : اوووف .. ياربي على هالبرد والجفاف .. جو الديرة هو هو مايتغير ابد ..! اخذت شادن عبايتها وطرحتها علقتها وهي مستغربه من اللبس والكلام .. قالت : الحين اشغل التكييف على الحار اذا انتي بردانه ..؟ طالعت فوق قالت : ماشاء الله ومكيفات بعد ..زين ان الديرة بدت تتطور . يااختي مدري كيف قدرتي تعيشين فيها بعد ماتعودتي على حياة المدينة . ردت شادن بابتسامه وهي تحاول ماتبدأ بنقاش من اولها : الحمد لله مو ناقصني شي ومرتاحه . رفعت ليلى حواجبها بتعجب قالت : غريبة . انا لو تقطعيني ماقدرت اعيش فيها اكثر من يوم .. حتى حاولت في احمد اني امشي اليوم لاهلي بس مارضى . اكتفت شادن بابتسامه و : الله يعين .. عن اذنك بجيب القهوة .. قالت : لا لاتجيبين قهوة ترى مااشربها . : ماتشربين قهوة ..؟ ردت ليلى : لا لا مااحب القهوة العادية ..!! : زين اجل بجيب شاهي ونعناع ويانسون .... قاطعتها : لا لا شكراً لاتتعبين نفسك . انا مااشرب غير كبتشينو .. تفاجأت شادن بطريقتها وطلبها .. واتسعت ابتسامتها غصب .. قالت .: ممممم خلاص اسوي لك ولا يهمك .. : ياليت اذا فيه من الجاهز .. : جاهز ماعندنا لكن بسوي لك وان شاء الله تعجبك .. : حتى سوبر ماركت ولا جمعيه مافيه جد جد الله يعينك على الحياة هنا ..! : ههههههههههههه اش نسوي عاد . . هذا النصيب واذا على الكماليات ماراح نموت من دونها .. سكتت ليلى وهي تتأمل الديكور اللي يزين سقف المجلس والتعتيق الهادي على الجدران .. وطلعت شادن متوجهه للمطبخ .. قابلت فوزية اللي جاية تسلم على ليلى قالت بابتسامه واسعه : اجلسي معاها لحد مااجيب الكبتشينو . فتحت فوزية عيونها باستغراب قالت : كبتشينو .. خير ان شاء الله ..؟ انسحبت شادن من عندها من دون ماتضيف أي كلمه والثانية كملت طريقها ودخلت على ليلى حتى تسلم عليها .. دخلت شادن للمطبخ تحضر قهوة عمها وتضيـّْفه بطريقتها .. حضرت الحلا والمعمول اللي سوته من بدري .. وزمت شفايفها وهي تتذكر قهوة ليلى اللي ماكانت على البال "هذي وشلون اسوي لها قهوتها .. لو فيه كابتشينو جاهز كان اشوا " تذكرت هبالها هي وسارة اذا اشتهوا كابتشينو وكانت مخلصة ولا مافيه احد يجيب لهم من برا .. قالت " بسويها بطريقتي انا وسارة التقليديه والله يعين ويساعد ان عجبتها كان بها ماعجبتها عنها ماشربت قهوة اليوم " حطت حليب وموية باردة وسكر في الخلاط الكهربائي لحد ماطلعت له رغوة وصبته في ثلاثه اكواب .. جهزت النسكافيه والسكر والموية الحارة وحطتها هي كمان في الخلاط وشغلته لحد ماشافت الرغوة .. صبتها في الاكواب على الحليب ورشت عليها بودرة شكولاتة نسكويك العادية .. قررت تاخذ قهوة عمها توديها قبل ماتودي قهوة ليلى ... بس دخل عماد عليها قال : هاتيها عنك .. ! التفت على الكبتشينو قال : هذي لمن ..؟ : لزوجة عمي ماتشرب قهوة عاديه .. ضحك عماد باستهزاء قال : هههههههههههههه اجل ماتعجبها قهوتنا ... وريني بذوق .. شرب منها رشفه قال : هاتي هذا لي عز الله انه ازين من اللي اشتريه من برا .. حطه في الصينية قال باستهبال : حتى انا مااشرب قهوتكم .. فتحت فمها وضحكت وهو شال الصينية وتوجه للباب ورجع التفت عليها قال : ترى اخلاقها شينة وماتشوف الناس ناس بس تحمليها عشان احمد .. ابتسم وكمل : واذا طلبت كبتشينو سوي لها على طول .. طلع بصينية القهوة والضحكة على محياه .. وهي تضحك بصوت مسموع من كلامه او فرحه باسلوبه المرح معاها لأول مرة ..! احلى شي في وجود احمد انه غيّر موده وقلبه رأساً على عقب من اول مادخل .. ويمكن يشغل جدتها عن الملاحظات اللي ماكفت عنها من العصر ..! اخذت صينية القهوة ودخلت بها على فوزية وليلى والابتسامه على محياها .. سمعت فوزية تقول باستغراب : ياحبي لك ياليلى اللي يسمع كلامك يقول انك مو من الديرة ولا قد عشتي فيها .. ردت ليلى وهي تعدل كم بلوزتها الصوف قالت : ياقلبي كنت من الديرة ونقلنا من سنين وماعاد يربطني فيها شي غير زيارتكم . قالت فوزية : هذا كلامك وانتي ماطلعتي منها الا بعد مااخذتي احمد .. اجل وشلون لو عشتي طول عمرك في مدينة مثل شادن . رفعت نظرها لشادن قالت : من جد ياشادن ماادري كيف عايشة هنا ولا كيف تتحملين تجلسين بدون كهربا وتلفون . ابتسمت شادن وقربت الصينية منها وحطت كوبها على الطاولة القزاز اللي قاعدتها خشب على هيئة جذع شجرة .. قالت : بالعكس انا احب الديرة لأني احب اهلها والكهربا موجوده حتى لو نص يوم .. والتلفون ان شاء الله بيجي بعد فترة قصيرة .. قالت فوزية : ياربي لك الحمد ان شادن عاقلة .. جد ياليلى انتي مررررة سخيفه .. يابنت وش اللي غيرك ماكنتي كذا .. بعدين العباية اللي دخلتي فيها وشلون تمشين فيها . ضحكت ليلى قالت : هذي آخر موديل نزل .. شادن وش عبايتك .. قالت فوزية : عباية راس وواسعه وسادة مثل عبايتي . طالعت شادن في فوزية اللي ماخذه راحتها مع ليلى وتكلمها بجلافه وبدون رسمية قالت : عمتي ترى ليلى ضيفتنا . اشرت ليلى بيدها وهي تقول : خليها خليها متعودة على اسلوبها .. يقولون انها كانت صديقتي واحنا صغار . ضحكت فوزية قالت : يقولون وكانت يالنذلة . دق جرس قسم الحريم ووقفت شادن وهي تسمع عماد يناديها بصوت عالي .. طلعت وهو يضحك مع احمد قال : روحي افتحي الباب وترى هذا كلامي اللي البارح لك . عقدت حواجبها وهي تبتسم وتتذكر وش مفاجأته لها غير عمها احمد واهله .. قال وهو مقابل لجدته واحمد ومتكي على التكاية : ان شفت لك دمعه وحده لاتلومين الا نفسك . هزت راسها ومشت للباب .. قال احمد : والله البنت مأثرة عليك باللهجة ياخوفي لاتجيني بكرة تقول كمان واشبك وياوااد ..؟ انفجر عماد بالضحك على غير عادته قال : ابشرك اني شوي واقولها .. اجلس مع شادن يومين بس وهذا وجهي ماتكلمت مثلها . قالت ام ناصر بدقه لعماد : شادن مامنها الله يستر عليها ليت الحريم مثلها بالصبر والستر على اللي فيها . قال احمد : افاااااا الكلام دق ياابو مشعل اعترف وش مزعلٍ امي فيه . التفت عماد على شهقة شادن وترحيبها وصوتها يتهدج .. قال : عز الله مااعدى حرمتي بالدموع الا انت .. لكزه احمد وهو يوقف قال : قوم خلنا ندخل عن الحرمة بتدخل . وقف عماد معه قال : عاد عمتي الله يستر عليها فيها حيا عمري ماشفته في الحريم . تنهد احمد وهو يقول : الله يرحمك ياخالد ويجعل قبرك روضة من رياض الجنه . امش امش الحرمة دخلت وشكلها تبي امي . وقف احمد بعيد عن ام نايف وسلم عليها من بعيد وردت عليه بصوت واطي وخجول .. قال : كيف الحال ياام نايف عساكم بخير . : بخير الله يعافيك ... اش اخباركم انتم ..؟ : بخير الله يسلمك . . عدى احمد للمجلس مكتفي بالسلام والسؤال ودخل للمجلس .. جا عماد وسلم على عمته اللي تقريباً اعتادت عليه .. قال لشادن : ها وش رايك ..؟ ابتسمت شادن بامتنان قالت وهي تلف يدها على اكتاف امها المتكتفه بعبايتها الساترة : تسلم عماد .. عن جد احلى مفاجأة .. قال : نايف وين مادخل ..؟ ردت ام نايف : الا الظاهر دخل من قسم الرجال . توجه عماد لقسم الرجال وكملت ام نايف مشيها للصالة عند ام ناصر .. بعد السلام والتراحيب اللي استقبلتها فيها ام ناصر ساعدت شادن جدتها على الوقوف ودخلتها للمجلس معاهم ..! وقفت ليلى وسلمت على ام ناصر ورجعت سلمت على ام نايف وهي تطالع فيها بحرج .. قربت فوزية وهمست لها : شوفي ستر الحرمة وتعلمي . لكزتها ليلى بكوعها وقالت بنفس الهمس : اقول اسكتي مو وقتك الحين . اخذت شادن عباية امها وغطاها وعلقتها والسعاده باينه عليها في كلامها وتصرفاتها وحركاتها .. ***
|
|
|