 |
 |
 |
 |
|
 |
||||||||
 |
 |
| …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
||||||||
|
|
|
| …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
02-09-2020
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
عبيط القرية ..!
لكل قرية عبيط .. ولكل عبيط ... قصة ! لايندهش أهل هذه القرية الصغيرة في كل صباح عندما يجدوه علي شط الترعة بثيابه الرثة وجسده النحيف ورأسه المستطيل ذو الشعر المجعد , بعصاه يجري خلف بعض الأطفال الذين يضايقوه و يسخروا منه متفادياً بعض الحجارة التي يقذفوه بها . يأكل متي شاء ويذهب أينما شاء ويفعل ما يحلو له حر .. طليق لا يحبسه شيء .. يخلو تفكيره من هموم الدنيا ومشاكلها . إنه صابر ..ذو الثلاثون عاماً علي ما تدل هيئته لم يعرف أحد من القرية من هو .. أو ما قصته ومتي جاء إليهم .. لكنهم اعتادوا علي وجوده وكأنه مولود بينهم .. وكان أكثر تواجده قرب المقهي عند الجسر .. في مدخل القرية فيجلس هناك للراحة عند الظهيرة بعدما غاص داخل القرية وجاب أطرافها من بعد الفجر يمر في كل حارة فيجود بعض من أهلها عليه بشيء من الطعام أو بقاياه .. أو بعض القروش التي ربما يشتري بها عمود عسلية أو كوباً من الشاي . كما أن بعض أهل القرية يرون فيه درويشاً وله كرامات وشطحات فمنهم من يطلب الدعاء له بالنجاح ومنهم نساء يطلبن الدعاء لأجل الخلفة والإنجاب أو الدعاء لعودة الغريب سالماً غانماً وهناك بعض الحكايا عن دعوة صابر المستجابة إذا ظلمه أحدهم أو سب أمه التي لا يعرفها دون سبب .. ففي يوم أحاط به أربعة من الشباب للتسلية و ليسخروا منه واقترب منه أشدهم بنياناً وضربه علي قفاه ليقفز البقية من الضحك .. فما كان من صابر إلا أن دعا عليه : يا رب تقع وتموت .. فلا يمر يومان إلا وذلك الشاب يركب فرسه وسط أصحابه متباهياً بنفسه ببعض الحركات التي تدل علي حرفنته فيقف بقدميه فوق ظهر الفرس ويختل توازنه ويقع فيدق عنقه ليموت في الحال .. وسط ذهول أصحابه الذين رددوا في صوت واحد : يخرب بيت أمك يا صابر ..! ومن يومها وهم يتوعدون لصابر بالقتل علي فعلته حسب إعتقادهم . ...... بعد آذان المغرب من كل يوم يتسلل صابر خارج القرية متوغلاً في الغيط ( الاراضي المزروعة ) وصولاً إلي مقام( الشيخ المغاربي) الذي كان مثله .. لم يعرف أحداً من القرية من هو الشيخ المغاربي ولا سبب تسميته ولا حتي من بني هذا المقام المحاط بكثير من القصص عن العفاريت التي تسكنه وتصدر أصواتا غريبة في الليل وقصصا ًاخري عن اختفاء بعض من حاولوا فتح الباب الخشبي العتيق للمقام ذو المزلاج الخشبي من الخارج ونافذته الوحيدة ذات القضبان الحديدية . وكان ذلك سبباً كافياً ليكون المقام مهجوراً .. لا يزوره أحد ليوقد به الشمع وطلب البركة ولم يعد أهل القرية ينذرون لصاحبه النذور خوفا من عفاريته . وكان أقرب أهل القرية إلي صابر .. عم حسن صاحب الدكان .. إذ كان صابر لا يعشق في الدنيا سوي عمود العسلية الذي يهبه إياه عم حسن بين الحين والآخر . و هو كاتم أسرار صابر والمستمع لكل قصصه الغير مترابطة والمستحيلة أحيانا وهو الوحيد القادر علي تهدئته عند ثورته .. كما أنه الوحيد في القرية الذي يعرف سر العفاريت في مقام الشيخ المغاربي والأصوات المخيفة التي تصدر من المقام عند هبوط الظلام . .... يعود صابر في اليوم التالي بعد جولته اليومية يجمع حصيلة يومه ويرتاح بجانب مقهي القرية .. تذكر يوم الأمس حين اجتمع بعض رجال القرية عليه يضربونه لاعنين جدود جدوده ..لا لشيء سوي أنه كان يمشي عارياً علي شط الترعة .. ولم ينقذه من أيديهم سوي عم حسن صاحب الدكان ثم أعطاه جلباباً ليستر به نفسه . وعندما سأله عن سبب فعلته قال : كنت ماشي نواحي الترعة امبارح بعد المغرب وسمعت حد بينادي عليا ويقول تعال يا صابر .. بصيت لقيت واحدة قاعدة في وسط المية بتسرح شعرها و بتضحكلي ..قمت قلعت هدومي ونزلت معاها ..ولما النهار طلع .. راحت ولما طلعت من الترعة إتلموا عليا الناس وضربوني ثم قال متسائلاً : مش دي النداهة يا عم حسن ؟ ابتسم عم حسن قائلاً : يا واد يا اهبل هي النداهة لو مسكت حد بتسيبه ..! .... يفيق صابر من ذكري الأمس علي صوت ضجيج علي شط الترعة .. أطفال وشباب ورجال مجتمعون حول شيء .. بعضهم يصفق والبعض يضحك بصوت عالي والبعض ينظر في ذهول .. قام صابر من مكانه مسرعاً نحو الجمع ليعرف ما يحدث .. فرق بين الواقفين بعصاه ودخل بينهم ليري ما لم يكن يخطر بباله ابداً عبيطاً آخر في القرية .. يرقص ثم دقق النظر وشهق شهقة عالية وقال .. يا نهار أزرق ..دي النداهة ! للحظة ظل واقفاً مذهولاً .. لا يعلم ما أصابه ولم يدري بنفسه إلا وقد أدار عصاه في الجمع كله بكل قوته ..مستخدماً كل الفاظ الشتائم والسباب حتي فر الجمع خوفاً من عصاه التي لم تعرف صغيراً ولا كبيراً ولم تترك احداً منهم إلا وطالته. ثم عاد بسرعة إلي تلك الفتاة لم يعرف لماذا أحس بشئ من السعادة في نفسه وهو ينظر إليها وهي تبتسم له .. ثم تقدم منها يطالعها وكأنها شيء هبط من السماء .. لحظات ويأتي عم حسن مسرعاً يتمتم بعبارات غير مفهمومة من شدة صدمته .. فأخذ يضرب الفتاة ويلعن أبو اللي جابها لأنها خرجت من الدار ..! اندهش صابر لما يحدث ثم قال لعم حسن : دي النداهة يا عم حسن .. هو انت تعرفها ؟ فنظر إليه عم حسن غير مبالياً به و لم يرد عليه ثم جر الفتاة مسرعاً بها الي الدار وخلفه صابر مكرراً السؤال حتي دخل عم حسن داره واغلق الباب خلفه . .... ظل صابر بقية نهاره يفكر في النداهة التي رآها بالأمس في وسط الترعة و اليوم رآها ترقص ثم يأخذها عم حسن الي داره .. فقال في نفسه : وهو لية عم حسن ياخد نداهتي .. هي كانت ندهت عليه ؟ فقرر علي الفور أن يذهب إلي عم حسن .. دق باب البيت ففتح عم حسن وقال له : مش وقتك يا صابر .. مش فايقلك .. كمان شوية تعالي الدكان وخد عمود عسلية . رد صابر في غضب : أنا مش عوز منك حاجة .. أنا عاوز النداهة بتاعتي ..! اثار كلامه غضب عم حسن فلم يدري إلا ويده تغوص ببطن صابر بلكمة قوية يتبعها صفعات متتالية علي وجهه وهو يقول : دي بنتي يا ابن العبيطة ..! بدرية .. ابنة عم حسن الوحيدة .. حبيسة الدار بعد موت امها .. وأجمل فتيات القرية وحسب بعض الروايات انها كانت تلعب وهي صغيرة عند مقام الشيخ المغاربي وكان الباب مفتوحاً فتجرأت ودخلت فوهبها صاحب المقام لنفسه فأصابها بمس وذهب بعقلها حتي لا تكون لغيره . ..... لم ينم صابر هذه الليلة ولا لأيام آخري بعدها .. كل تفكيره في النداهة التي أصبحت عنده أغلي وأحب من عمود العسلية الذي كان يهبه اياه عم حسن قبل ما حدث بينهما. لكنه عزم أمره أن يستردها وتكون له وحده. وذات يوم كان عم حسن مشغول في دكانه يرص بضاعته الجديدة .. وقد نسي باب الدار مفتوحاً .. تسلل صابر داخل الدار مثل يبحث عنها .. حتي وجدها في ركن غرفة صغيرة .. صامتة لا تتحرك .. وبسرعة دخل عليها وأمسك يدها بهدؤ .. نظرت الية وابتسمت .. فأخذها إلي خارج الدار مسرعاً بها إلي الغيط حتي اختفيا . .... اسبوع ولا خبر عن بدرية والعم حسن في ذهول مما حدث ولا يدري ماذا يفعل فقد بحث عنها في القرية كلها وسأل عنها القريب والبعيد ..ولم يجد لها اثر حتي صابر العبيط لم يظهر في القرية بعدما ضربه وسبه .. لعله كان يساعده في البحث عنها . ... لم يعد صابر يريد شئ من الدنيا سوي الجلوس مع بدرية ..او كما يطلق عليها النداهة ولا يفكر ان يترك احداً مهما كان أن يحرمه منها .. والفتاه سعيدة بما نالته من الحرية وسط الغيطان الخضراء والفراشات والهواء المنعش بعدما ظلت لسنوات لا تعرف سوي جدران غرفتها وابيها عم حسن .. كانا يمرحان طيلة اليوم لا يعرفان حزن ولا كآبة .. ينامان داخل المقام المليء باغراض صابر التي كان ياتي بها بين الحين والآخر ويأكلان مما يجلبه صابر من رحلته اليومية داخل القرية وكان حريصاً ان لا يظهر امام عم حسن مرة آخري .. لقد كره هذا الرجل لانه حاول أن يأخذ النداهة الخاصة به . .... يمر الاسبوع الثاني و يدق باب العم حسن بعد المغرب فيفتح مسرعاً لعلها ابنته او خبرا عنها .. و بالفعل اخبره احدهم .. بأنه رأي ابنته مع صابر العبيط عند مقام الشيخ المغاربي . ضرب عم حسن رأسه بكفه قائلاً : الشيخ المغاربي ! سكن صابر .. نعم انه الوحيد الذي يعرف ان الاصوات التي تخرج من المقام ليلا ما هي الا انين صابر في الليل مع بعض شخيره العالي وبعض هلوساته و بكاؤه ونحيبه احيانا انه المكان الوحيد الذي لم يفكر فيه ابداً .. وكيف ذهبت الي هناك ومع من .. مع صابر ؟ وقبل ان يتحرك عم حسن انتشر الخبر في القرية عن بدرية التي هربت مع صابر العبيط .. كما زاد اصحاب القيل والقال علي الخبر ان بعضهم رأوهم عرايا عند المقام وما خفي كان أعظم . ولخوفهم من المقام وعفاريته لم يفكر احد ان يتأكد مما يدور هناك. فقط ثلاثة من الشباب اصحاب الفتي الذي دعا عليه صابر فوقع من ظهر فرسه ومات .. وجدوها فرصة للانتقام من ذلك العبيط لموت صاحبهم .. تحركوا بسرعة نحو المقام ومعهم جركن البنزين وعندما وصلوا الي هناك سمعوا صوت شخير صابر العالي فتأكدوا انه نائم بالداخل .. ونسوا بدرية بنت عم حسن كان تفكيرهم فقط الانتقام من صابر العبيط .. فاغلقوا الباب من الخارج بالمزلاج الخشبي . احضروا الكثير من الحطب وسكبوا عليه بعض البنزين .. وبعضه عند باب المقام وعلي الباب الخشبي نفسه ثم القوا الحطب من النافذة الي الداخل ثم اشعلوا النار .. وهربوا ! ... شاهد عم حسن النيران من بعيد وهو في طريقه مسرعا نحو المقام .. فاسرع يجري وكلما اقترب يسمع صوت صراخ من داخل المقام ... انه صوت ابنته .. وصوت صابر .. لم تعد قدماه قادرة علي حمله من هول الصدمة .. وصل اخيرا الي المقام لكن بعدما احترق بمن فيه .. ... علي الجانب الاخر في نفس التوقيت .. شاهد اهل القرية من بعيد النيران تشتعل في المقام والريح تاتي بصوت صراخ بدرية وصابر من داخله . فمنهم من قال ان العم حسن بعدما عرف مكانهم ذهب اليهم فوجدهم في وضع مشين فأحرقهم . والبعض اجزم ان الشيخ المغاربي نفسه قام من مقامه واشعل فيهم النيران انتقاما منهم و جزاء ما يمارسون من الرزيلة داخل مقامه . أما العم حسن اصابه الذهول من فجيعته لما رأي .. فذهب عقله .. وظل سائراً .. هائماٍ علي وجهه لا يعرف من هو ولا اين يذهب .. فتكون نهاية صابر .. بداية لعم حسن ..عبيط جديد لقرية اخري ... لكل قرية عبيط .. ولكل عبيط ... قصة ! منقول 
 
|
|
02-09-2020
|
#2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
 
|
جمال الاختيار
خلفه ذآئقة جميله جدا تعرف ماذا تقدم محتوى الطرح اكثر من راقي من الاعماق اقدم لك شكري واحترامي ليل المواجع محمد الحريري
|
|
  مهم جدآ قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات تفضلوا بالدخول طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
العرض العادي
