الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-01-2011
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
لوني المفضل Azure
 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (09:53 PM)
آبدآعاتي » 3,247,317
الاعجابات المتلقاة » 7387
الاعجابات المُرسلة » 3673
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
هَل كُنْتُ أتَكِأ عَــلَى وَهْم ..! ... الكاتبه ::: خُلُودْ العَلِي



هَل كُنْتُ أتَكِأ عَــــــــلَى وَهْم ..!
بقم: خُلُودْ العَلِي




الفصل الأول




[ أنّا الشاكِي أنا الباكِي أنا الحسّاس ، أنا اللي فِي هواكم رافعَ الراسِّي ]
أنّها الساعة تُشير إلى الثامِنة صباحًا وهذا صوت المُنبّه
بِتأفف تململتُ فوقَ فراشِي : وش هالصباح ذا ..!
ظنًا منِي أنني تأخرتُ على جامعتِي وندُّ عُن جبين الذكرى حسرة قاتِلة
وتذكرتُ أيام الجامعة بِحسرة أكبر وخطر الساعة الثامنة الذي يُرافقنا وما أن أصرخُ بمي : [ ترا الساعة ثُمان يادُبا ] حتى تلملم بقايا أكياس التشبس العشر وتنهض ولا أملكُ إلا أن أضحك عليها
كم هي لذيذة صديقتي بِسمنتها المُحبيّة جِدًا إلى قلبِي
جود مورنينق قيرلز ، جود مورنينق تيتشر أنّها مي التي تتعمّد أن ترفع صوتها بِرد تحيّة الدكتورة وكأنها تقول لها آم هير فتعود وتقول [ مالت يا أم كشّة ، كان فيك خير نجحينا ياهبيل ]
أنها التعليقات التِي لاتخلو منها جلسة ومي هُنا ، وبِخوف تنظر لِي [ ضيّوه لاتسوينها سالفة الحين وتقولين عليكِ ذنب ماعليكِ ذنب بِالله هيّه ماعليها ذنب يوم أنها رسبتنِي بِالترم الأول
هَذا وأنتِي مذاكرة لِي بعد ، يعني لو أني مذاكرة لحالي كنت بقول _ أتز أوكيه _ ولم أملكُ إلا أن أنفجرتُ ضاحِكة وحِين تضحك ضيّ من يستطيع إيقافها وكعادتها مي وكأن على رأٍسها الطير تُضحكني وكأن لم تفعل شيئًا
نظرتُ لها شزرًا حين أنتبهت لِي الدكتورة لِلمرة الثانية وكأني أخبرها [ الثالثة ثابتة يابطتِّي]
تعثرت الدكتورة وهي تشرح بِكلماتها وكأنما لِسانها عُقد سًبحان الله أنّها دورة الطبيعة علّقت مِي [ مو منك من هالقروسر اللي حاطتة ألف طبقة ، تستاهلين يالخامّة ] رُغم أننِي يُفترض بِي ردعها إلا أن [ ألف طبقة ] قتلتني ضحكًا ودخلتُ بِنوبة على إثرها طُردتُ مِن المُحاضرة ومازاد الطِينَ بلّة لحاق مِي بِي مُتعللّة [ أخاف تشرق ومحد معها ]
ياحبني لك بس ياميّوه
يَاااه أنها الثامنة أمِي بِإنتِظاري الآن لِتجهيز الشَّاي وَ القَهوة لِجارتنا العزيزات اللاتِي يزُرنها كُل صباح لِعلمهن المُسبق أنها لن تستطيع زيارتهن
تعجز أمِي عن النهوض بِسبب سقوطها حين علمت بِالصاعقة كانت هذهِ الصاعقة هِي خبر وفاة أبي
بِسرعة البرق رتبتُ سريري ولملمت الأوراق المُمزقة التِي مزقتّها البارحة وأنا أجهش لِسبب والله لا أعلمه كُلّ ماهُنالك أننِي شعرتُ بإختِناق وبِرغبة فِي غسلِي
بِطريقي أطفأت أنوار الصالة العُليا بعد أن تأكدتُ مِن خُلوها مِن أي حفنة غِبار وأستدرتُ لِلسلّم وعدتُ أنظر لِلصالة وكأني أودّعها فلن أستطيِع الصعود قبل الثانية عشرة بعد منتصف الليل حين تنام غاليتِي
مممم ، أعيشُ مع أمِي المريضة فقط
وكما أسلفتُ والدي متوفي ولديَّ أختُ متزوجة [ نُوُر ] وتقطنُ بِمنطقة بعيِدة عن منطقتنا ولديها ابنة جميلة أسمها [ ماريا ] وأخ [ ضياء ] مُسافر لِلدِراسة وأنقطعت أخباره ولا أعلم متى سَيعود..!
لدى والدي أخ واحد فقط وهو عمِي عادل ولديه ابنتان ومثلهما مِن الجنس الآخر سامِر و أحمد لانعرف منهما أحدًا ولم يحدث أن رأينا بعضنا إلا فِي مُناسبات العائِلة التِي أنقطعنا عنها بعد وفاة أبا ضياء
عمِي ميسور الحَال وفوق الميسور حاله ايضًا كانَ قد عرضَ على أمِي وبِمَا أن ضِياء ليسَ هُنا ولِمدة تُقارب العامان ولارجل بِالبيت معنا أن ننتقل لِقصره ونترك بيتنا البسيط الذي أدوع بِه والدي كُلّ الأمنيات والأشياء الجميلة
كنتُ أرجوا أمِي بِعينيّ وكانت تبتسم وبِحنان وكأنها تقول : لن نترك بيتنا يا ضيّ البيت
لم يكُن أبي فقير الحال ، لا أبدًا بل على العكس كانَ غنيُّ بِقناعته وبِمهنته البسيطة التِي وفرّت لنا كُل حاجياتنا عوضًا عن نظرتُه الثاقِبة لِما بعد الحياة كان قد خصص لِي ولِنُوُر حِسابات خاصّة بأسمائنا
ولم ينسى أمِي الحنون وضَياء العزيز
آه أين أنتَ ياضياء ، ربِّ أحمِه ، ربِّ أحرسه بعينكَ التِي لاتنام وطمأن أمِي عليه عاجِلاً غير آجل ياربّ

_ ضيّ ، يا ضيّ يا عيوني وينك..!
_ لبيّه ..! هلا يمّة ، وش فيك..!
_ من زمان أنادي ماتسمعين ..!
_ إلا يمة كنت قريب بس شوي شاردة ، تآمرين شئ..؟
_ يؤ بسم الله عليك لشنو شاردة وشنو شاغل بالك ، شئ يوجعك..!
_ ههه لاياعيوني كنت أتذكر ضياء وأدعي له وأقول ياربّ نتطمن عليه
تنهدّت أمِي تنهيّدة ندمتُ بعدها على أنني أخبرتها وكم سعدتُ حِين قالت : ربِي حافظه يابنتِي ولاتشغلين بالك مابقى لِي إلا أنتي ونور البعيدة القريبة
لم يخفَّ على يقين الابنة الحافِظة لِملامح أمّها ولا حدس الأنثى الألم اليعتمل وصدرها ولكنها تُكابر من أجلِي أنا أو من أجلنا معًا
كم وددتُ لو أضمّها وأقول لها أبكِي يا أمِي سأكون أقوى مِمّا تتصوّري ، أبكِي يا أمِي فَهذا صدر الضيّ حبيبتُكِ
وهيهات هيهات فقد غابت في شرود لا أظنُّ أنّها ستخرجُ منه بِوقت قريب ، خرجتُ أجرُّ أذيال الحسرة عَلى كُلّ لحظة جميلة سكنت هذا البيت وخرجتُ لِحديقة بيتنا الصغيرة
أتأمّل الغيوم ولم أنسى أن أسكب لِي كوب شاي فكم أنا بِحاجته الآن
لا ، لا يادمعِي ، ليسَ الآن ، ليسَ الآن..!





.



الفصل الثَّانِي




يا سماء أرحمِي ضعفِي وضعفَ أمِي ووحدتنا
ربِّ أجلب لنا ضياءً وطمئنا عليه ياربّ
ربِّ أصبب ملامحِي فِي وجوه من يراهُنّ فيتذكرنِي ، ربِّ أرهق تفكيره بِوالدتِي فأعدهُ لنا وأغرسها بين حاجبيه فلا يرى سوى عينيها
(بِالجانب الآخر مِن الحديقة كان يِقف شخص لم تشعر بِه ضي وسمع الدموع )

بعد حيِن ذهبتُ أتفقّد حال أمِي ووجدتها قد أستسلمت لِغفوة بِعد تعب التفكير الذي أجهد عقلها فهبطت جيوش النُّعاس سريعة وأثقلت جفنيها
وأخذتُ دفتري الصغير بيدي وأنا أستند لِكرسي يتوسط الصالون الصغير بين غرفة أمِي والمطبخ التحضيري البسيط
فتحتُ آخر ورقة كتبتُ بِهَا مذاكراتِي ، ياااه كانت قبل أسبوع مِن الآن وفيها كتبت :
_ أمِي أستطعتُ ليلة البارحة أن أستمِع لِشهقاتُكِ المتكررة وكثير نِداءكِ وبِصمتُ دامِع كنت أتوجس عليكِ خِيفَة وآثرتُ أن لا أدخل غرفتكِ لِسبب لا أعلمه
أمِي أن الدمع الذي يسكُن مقلتيكِ ليسَ الدمع بل أن كُلّ دمعة منكِ قادِرة على خنقِي وقتلِي كُلّ حِين ، كفاكِ يا أمِي دمعًا
ثم رسمتُ وجهًا باكِي إشارة إلى أنني كنتُ أبكِي ولم أغفل لون الحبر الذي أمتزجَ بِدمعي وندَّ عنه ضوضاء حبرية بسيطة

فتحتُ صفحة جديدة وبِبساطة لا أعرف كيف ابدأ أو حتى ماذا أكتب بِوسطها ، أمسكتُ بِالقلم فلم أجد سِوى علامات أستفهام أتفنن بِها
وأدندن لحنُ حزين صنعتهُ لِنفسي بأنفاس حارّة وذا أنين فيكون لِي خير محرّض على الدمع ، إلا أننِي لم أبكِي الآن خشيّة أن تسمعنِي أمِي فتذوب حُزنًا
وتهتُ بِكثير مِن الأفكار
رنَّ تَلفون البيت موقضًا أحلام اليقظة التِي كنتُ أحلمُ بِها : مرحبًا
_ مرحبا يادبيب وينك..!
_ هنا ، ليه ..!
_ أبد بس دقيت عجوالك وماتردين وش ذا، ضي ترا أسمه جوال يعني عادي تشيلينه معك وين ماتروحين
لم أملك إلا أن أبتسمتُ لِجمال روحها فَهيَ الوحيدة القادرة على خلق إبتِسامة وإن كانت صفراء بِشفتيّ : مِي حبيبتِي نسيته بالدرج فوق وباقي ماصعدت ، تصدقيّن حتى ما أنتبهت أنه مو معِي
خليّك معي لحظة أجيبه لاتفقلين يادُبا تراي بموت من الزهق والوحدة ، انتظري بس
_ تيت [ وضحكة مجنووووونة من مي ]


.






.



الفصل الثالث


فديته لمن يقل لي حبيبي فديته
كنتُ أُدندن بِهذهِ الأغنية وأنا أفكر بِمي الجميلة الرُّوُح والتِي تُغيّر مِن حِدّة مزاجِي السئ دومًا
صعدت لِجلبه وأنا سعيدة لأننِي سأرى صالتِي الأنيقة الحمراء قبل موعدي معها بعد الثانية عشرة وكأنها كائن صغير ينبغِي عليّ إحتِضانه ومسح رأسه بِحنان
كيف لا وهِيَ المُحتضِنَة لِكُلّ لحظاتِي والشاهِدة على كُلّ مواقفِي وحتّى دموعي بعد أيّ فيلم هندي رمانسِي ينتهى بِموت البطل أو بِفراق الحبيب عن حبيبته
كيف لا وهِي وبِبساطة بَالِغة أنا ، تُشبهنِي لِلحدِّ الذي أرغب بِسكبِي هاهُنا طوال العُمر
_ يووووه ، نسيت أن ميّوه عالخط ، أخلّص معها وأرجع لكم

هلا ياروح صديقتها..!
_ قولي باك يا ضي عمري
_ أش بك جالسة تدهني السير ..!
_ أدهن السير ..! أقول مالت يا مال الضعفاء ياهبلتِي مو توّك تقولي زهقانة ووحيدة حبيّت اغيّر لوك الأخلاق مشآنك
ضيّوه شنو جالسة تسوين..!
_ ولاشئ بربك ، جالسة هنا
_ وين هنا .؟ لايكون أنا يمّك وجالسة تأشرين لِي ، صدق شكلك من الوحدة بتنهبلين صدق
_ هههه اقول هنا يعني يم التلفون ياميّ أش فيك وين بكون وأنا أحكي معك..!
_ مدري قلت ممكن تطورتوا بالأيام اللي غبت فيها عنكم وماعاد جيت بيتكم وجبتوا لكم تلفون لاسلكي
امتزجت ضحكاتنا بِصوت مرتفع والغريب أننِي ومِي نملكُ ذاتَ الضحكة خصوصًا عندَ النَّهَاية
تُشبهُنِي هذهِ المِي وكثيرًا وكأنها لِي الرُّوُح ، ممممم نسيتُ أن أتحدّث عن رفيقة دربِي أظنُّكُم قد تعرفتم إليها مِن خِلال روحها
مِي فتاة بِالعقد العشرين مِن عمرها وهِي تَدرُس بِالسنَّة الثالِثة قسم [ اللُّغَة العَربية ] كانت قد أُجبرت على دخوله حتّى تدخل ذات قسمِي رغم أنها كانت ترغب بِقسم آخر [ التربية ]
ذاتَ روح جميلة شعرها أسود فاحم لكنها تصبغهُ كثيرًا سمراء البشرة أنفها طويل كَالسيّف وشِفَاهُ مرسومة بِإتقان [ جلّ من خلقها ] تعيش مع والديها ولها مِن الأخوان الذكور تركِي 26 سنة
وحميد 19 وهِيَ وحيدة دون أخوات
أنا أُكبرها بِشهرين فقط ، وما أكثر تعليقاتها حين يسألننا أحدًا عن أعمارنا فتهم مُجيِبة : أنا أصغر منها وهِي أكبر منِي ويشهق من يسمعها فَتُصاب بِإحباط شديد حين يُجيب عليها من يسمعها
_ يؤ كأنك أنتِي أكبر
أبتسم بِحنان لها وأقول [ ياعمري عليك لا والله أنا أكبر منها بس بشهرين ] فتضغط على أصابعِي وكأنها تقول : قولي سنتين
ههه امّا أنك دفشة يا مِي


تُجبرني الحياة على النهوض بِإبتِسامة مزيّفة كُلّ صباح ، هكذا أبتسمتُ حين سمعت صوت المُنبّه
لا ، أنها [ توصيّ شئ أنا بكرة مسافر ، وأبي الليلة أسافر قبل باكر ، قبل ما أرحل ودّي تعرف ترا موتي ولاموت المشاعر ]
أنّها النغمة لِلوضع العام التِي أخترتها بِتململ ليلة البارحة وأسقطتني جحافل النوم بعدها على خُداديتي التي أعتدتُ ضمّها كُل ليلة
رفعتُ رأسي بِبطء ونظرتُ لِلشاشة ثم أستدرت وبِسرعة أعدتُ النظر أو أمرتهُ بِالعود أنُّه رقم دُولي
ضغطتُ زر الرد دون أدنى تفكير ، سمعتُ صوته يُنادى عبر آلاف آلاف الأسلاك : ضيّ العين ، ضيضو تسمعينِي..!
_ ضـــيــاء..!



.




.


الفصل الرابع


صرختُ ضِيَاء..!
_ أيوه ضياء حبيب روحك
_ ضياء حبيبي أنت بخير ..! منيح ، طيّب ، وينك..!
_ بين يدينك
_ أحكي معك جد ياضياء أمي ميّتة قهر ، أمي تموت ببطئ يا ضياء بسرررعة تعال
_ سلامتها ألف سلامة ، هانت ياضيّ كلها يومين وأنا عندكم
_ من جد..!
_ أي من جد وإلا خبرك أن أخوك يكذب يا جنّة ..!
_ حاشاك
_ فديتك بس ياضيّ ، مُضطر الآن أقفل
_ ضياء..! مممم يعنِي مِن جدك جاي ..! يعني مانحتريك عالفاضي
_ أيوه من جدي جاي ، لاتكثرين حكي ورانا أيام كثيرة ، بأمان الله
_ بحفظه

بِسرعة خَاطِفَة ترجلّت من سريري وسحبت مشبك الشعر الخاصُ بِي وأنا أجرّي على السلّم وصُراخ أكبر مِنِي بِكثير
_ يمّه ، يمّه
_ لبيّه ، أش فيك يا ضي..!
بعد ضمّة حنونة وقُبلة جبين [ يمّة البشارة ، البشارة ]
_ لك البشارة يا ينتِي بِس هاتِي مِن الأخبار الزّينة خلّ نفرح
_ يمّه شنو تتوقعين ..!
_ هاتِي ياضي رجليني مو قادرة تشيلنِي
كنتُ أخشى الفرح المُباغت على قلب أمِي الصابر الحاني فبهدوء أمسكتُ بِيدها
_ يمّة رنّ تلفونِي اليوم وأنا نايمة وصحيت ورديت ، كان صوته يمّه صوته
_ صوت من..!
_ صوت ضياء يمّه ، ضياء راد بيجينا بعد يومين يمّه خلاص بيكون معنا على طول
شهقة فرح أعتلتها وجلست على أقرب كرسي فلم تستطع رجليها حملها ويدها على قلبها [ بِالله راد..! ]
_ أيه يمّه بيرد وبيبقى معنا على طول ، على طول يمّه وبيزورنا الفرح وبيملأ بضحكاته زوايا البيت آه يمّه خلاص بننتهِي مِن الذل ومن حكاوي عمِي عادل و كل شئ
وكأن خبر عودة ضياء أهدانِي المفتاح لِلتصريح بِما أفكر بِه ونسيتُ أن أمِ ضياء تفهم نظرتِي فكيفَ بِكلامِي ولأصرف نظرها عمّا قلته ضممتها
_ يمّه يلا نتفطّر ونجهز غرفة ضياء ونبخرّها ونعدلها ، يمّه أنا مبسووطة حيل ، حيل
_ ربِي يديمها ضحكة ياعيون ضياء وأمّه ويجيب أخوك سالم

لا أعلم كيف أن الفرح الآن يمتزح بِدمع ، لا أنّه ليسَ الحُزن أنها دموع الفرح يا ضي آه ياضياء
الحمدُ لك ياربّ وكم كنتَ كريمًا معِي ، فرحتِي بِعودة ضياء أخذتني منِي فنسيتُ صلاة الشكر وصلّيتها بعد العشاء بعد أن رتبنا غرفة ضياء
وأعدتُ تنسيق كُل التحف ولم أنسى النّورس الكبير بين غرفتي وغرفته : )
حادثتُ بعد العشاء مِي [ ميّوه ، أبيك تجين بسرعة ، تقدرين ..! ]
_ خير أش فيه..؟
_ لاتكثرين هذرة مالأمها داعِي وتعالي وهنا أحكِي لك
_ لايكون أنخبطتي هع أقصد أنخطبتي ..!
_ مالت عليك ، أنا بعالم وأنتي بثاني شئ أحلى من الخطوبة يا مي ، يلا تعالي
_ أكيد دقايق المشوار وأنا عندك عرق الفضول عندي يعورني وتراه يناقز ههه
_ ههه فديتك بس ، يلا أنتظرك
_ أقول لو الخبر حلو ويستاهل جهزي التشيز كيك أو حلى التوفي مقدر أفرح بدون لا آكل وتراي ماتعشيّت
_ جهزت حلى السنكرس يادُبا وبعد مجهزة لك عشاء
_ وااو أحلى ، أقول ضيّوه لاتنسين الببسي ما أقوى بدونه مو تجيبين لي قهوة ماقهوة أو فيمتو يالمثالية ترا ما أجي
_ ههههه أقول لك دبيب ماتصدقين ، سلامو
_ سلامو



.






.



الفصل الخَامِس


حينَ رنَّ جرس الباب بِشكل متواصل علمتُ أن الآتية مي وبقوة حتى تسمعنِي [ مفتوح يادُبا ]
كنتُ أسجّل بِدفتري شئ ما عنونته بـ [ عادَ الفرح..! ]
أنّها مشاعري الممزوجة بِغبن الشوق لأحضان ضياء والأكثر مِن ذلك الأمان بِه ومعه
كنتُ قد كتبت :
لذيذ أن يتسع الأفق بِك حين يضيق صدرك وكم هو الشعور عظيم حين تتواطأ الأقدار معك
وكأنها معك على إتِفاق كبير لا يعلم من الصغر شئ ، تفتح باع الزفرات وتزفر وتزفر حتى ينتهِي مابِداخلك من شحنات
الجو الآن مُحرّض لأن أكتب و أقف قِبالة هَذا اليأس وأنا مُعتدة بِي وفخُورة وكثيرًا
عادَ نور البصر وعاد ضياء عينيّ

لم تكن الآتِية مي ، حتمًا لم تكُن هِيَ فلم تصرخ كَعادتها ولم يُفتح الباب بِقُوة ،كان الهدوء يستعمر المكان
تسللتُ لأستفسر بِنفسِي عن القادم ، أطللتُ بِرأسي كَمن يخشى المفاجأة ، ربّاه أنّه هُوَ كانََ طُوله الفارع كفيِل بِإصابة شكِي بِصدغه بِكفّ اليقين
أنّه ضياء ، كتفيه العريضتين والشِّمَاغ الأبيض الذي نتجادل أنا وهُو فِي ضرورة تغييره للأحمر
بِهدوء خافِت وكأننِي أخاف أن يرحل فيما لو رفعت صوتِي [ ضياء..! ]
أستدار لِيرانِي ، لا .. لا .. أنّه هُوَ ربّاه أنا لا أقوى عَلى فرحٍ كَهَذا قوي حد الشعور بِالرغبة فِي الإرتِماء بأحضان السعادة ، رغبة طافِحَة بِالغرق بِعينيّ الأمان
صرختُ : ضِياء فأشار لِي بِسبابته بعد أن وضعها أمام أنفه [ أصص ] ضممتهُ ضمّه أودعتُ بِهَا كُلّ أنتظارات الأيام الماضيِة ورميتُ بَصدره كُلّ التَّعب وبِدوره مسح على رأسِي وكأنّه يرغب بإمتِصاص ألمِي
ولم أنسى فالدفءْ اليغمرنِي الآن كفيل بِخلق دهشة لاتنتهِي فبادرتُ بِالقول : ليه تقول بعد يومين ..! وليه جيت الآن ، ووينك فيه طول هالسنتين ..!
ضمنّي أقوى ولم أغفل الآهة التي أجرمت بِعُبورها قصبته خارِجة مِن أنفه وشعرتُ بِتهدّج داخلِي ظالِم ومِن هُنا تكهنّتُ أن هَذا العظيم لم يَغِب بإرادته بل غاب مُرغمًا وأخذتهُ الظروف مِنّا
تذكرتُ أمِي التِي تمسك بِالمسبحة فِي هَذا الوقت تسبّح لِله ، بعد أن أمسكتُ يديه بإعتِداد ذهبنا ( ما أجملنِي وأنا أقول ذهبنا ) لِغرفة أمِي القابِعَة وسط الظلام [ لا لاتنامِي يا أمِي ضياء هُنَا ، يمّه لا ]
كنتُ أرجوها بِداخلِي
_ يمّه نمتي..!
_ لايابنيتِي عيوني تعبت من النور قلت أريّح شوي
_ يمَه أبي أوريّك شئ بس توعدينِي تتماسكيِن..!
_ ضي يلا هاتِي فينِي النوم ربِّ يهداك
_ لا يمّه بعد ما أوريّك هُوَ ماحتنامين أنا متأكدة
_ ليه اللي بتورينِي مُسهّر..!
_ يمّه [ ضميّتها ثم همست لها تماسكِي يمّه ] : تعال ياقمر ..!

وأمِي تترّقب ووسط ذهولها أشرق النور على قلبها كنتُ أِشدُّ على يديها وهِي ترتجف وبِدمع قالت : [ يمّه ضياء ..! ]
_ أنحنى يُقبّل يديها وسمحَ لجيوش الدمع أن تهزمه ، بكى بكاء مّر وبكيت بِدوري وأمِي تمسح على رؤوسنا
سمعتُ بعد شهقة مِن شهقات الدمع صوته الحانِي وهو يقول : سامحينِي يمّه
_ مسموح يادنيِتي ، الحمدُلله أنّك سالم ، الحمدلله والشكر لكَ ياربّ ياواسع الفضل
_ يمّه مامنعنِي عنّك إلا الشديد القوى ودعواتك كانت معِي ، يمّه أنا مخنوق ، مخنوق ، كنت أموت وقت أحلم فيك وأنتِي صادّة عنِي وماتبين تكلمينِي
يمّه كنت أشوف تعبك وكنت أسمع ضيّ وهِيّه تناديني ، يمّه أنا صح هِناك كيان بس معكم تكوين ، هناك قالب لكن معكم قلب
آه يايمّه ، أنا تعبان
_ بِسم الله عليك يا أخوي مِن التّعب ، المهم رجعت لنا سالم ومليت علينا البيت ، خلاص ياضياء أنت عندنا الآن
ومانِبي نعرف ليه غبت
كنتُ أظنُّ أن ما أشغل ضياء هُوَ السفر والسهر وغيره ولم أكن على علم بِعظمة هذا الشخص إلاّ حِين نطق : يمّه أنسجنت ظلم ، يمّه ظلمونِي وأحتسبت أجري عند الله
ووسط غزارة الدهشة أكمل : يمّه عذبونِي لما طلبت أكلمكم وأطمنّكم ، يمّه رضاك يايمّه وسماحك
يَااااه ، كم هو مُرّ طعم الظلم حِيِنَ يمتزج بِغُصّة الغُربَة ولكز أكواز الحنين المغمورة بِشوق لِلأحباب وكم أنت سامي يا ضياء النور
آسِفَة يا أخِي تفكيري السئ الذي رافقَ إنتِظارات كُلّ يوم والذي خنق ضيّك ، ربِّ سامحنِي وأحمِه ياربّ
صوت الجرس أيقظَ شرودي نهضتُ مُسرعة وأستوقفنِي ضياء بِإشارة مِن يده وكأنّه يقول أنا هُنا الآن


.






.



 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون


رد مع اقتباس
قديم 12-01-2011   #2


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (09:53 PM)
آبدآعاتي » 3,247,317
الاعجابات المتلقاة » 7387
الاعجابات المُرسلة » 3673
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل السادس


معاك أيّام عشناها لنا بقلوينا ذكرى ، ولها شوق وهيامي
إذا أنته تنام بِالغربة ومتهنِي في منامك أنا ليلي ما أنامه
أنابيني وبين نفسي أطلب من الله وأدعِي يردّك بِالسلامة


أبستمتُ لِوجوده ولِلمشاعر التِي هجمت عَليّ باحِثَة عن إبتِسامة إمتِنان ، ربّاه أنّها بِالتأكيِد مِي ، خرجتُ خلف ضِياء مُسرعة
زاد صوت الجرس قبلَ أن يصل ضياء لِلباب ، حين فتحَ الباب ضياء كانت مِي مُحجبّة فقط وقد نزعت لِثامها حسب علمها أن لا رجل بِالبيت ولاسواي أنا وأمِي هُنا
مالت عليك هذي كيف لو ماتنتظر.... ممم
أنزلَ ضياء رأسه سريِعًا وأطرقت مِي وجهها الأرض خجلى ، ضحكتُ بِداخلِي مُتنذرة لِما ستقوله مي ، عاد ضياء لِغرفة أمِي
_ هلا بِك مِي تفضلِي
بعد أن تأكدت مِي أن لا أحد هُنا هجمت عليّ بأسألتها بعد أن ضربت كتفِي بِخفّة
_ ليه ماقلتِي لي ..! فشلة شافني ومنو ذا اللي ماتتغطين عنه ..! منو هذا ياضي وي وي عيونه ذبّاحة ياضي وربِي جنان ضي لايكون خطيبك؟
_ ههههههههه
_ قولِي منو ذا..!
_ منو تتوقعيّن ..!
_ مو وقت توقعات بسرعة قولِي ، هنيا لك ياضي عليه عيون
_ هههههه
_ ضيّوه بلا هبال أحكِي
_ يمّه يا ضي ..!
_ هلا يمّه ، لحظة يأم ضياء
أعتذرتُ مِن مِي ووعدتها بِإجابة لِكُلّ الأسئِلة وذهبتُ لأمِي
_ لبيّه يمّه ..!
_ شوفِي أخوك حضري عشاه مشآن يِنام ، الوكاد أنه تعبان من السفر
_ لا يا يمّه وياخيتي ناوي ألفلف بِالحارة وبتعشّى وبجي
_ أنا مجهزة عشاء ياضياء
_ أنا محسوب..!
_ أفا عليك أكيد حنّا مانطبخ لقمة قليلة ولو كان تتعشى عشاي يا دنيتي كلها
_ أقول ما أقوى ع الكلام الزين ياضيّ
_ من يوم ورايح تعوّد ماعندي أغلى منك والأكيد بدلعك وبدللك ، أنت بس آمرنِي ، ها أجهز عشاك..!
_ ممممم أيه بآكل طُباخك بس قبلها يمّه طباخها سنع..؟ تعرفون أنا واحد أخاف على نفسي ههه
_ ياحليلك أسم الناس كلها وما أسمّك
قالت أمي : لا يا المجرمة
_ أيه أبي ياضي بس مو الآن فينِي نشاط موطبيعِي ورغبة كبيرة بالحواطة وَ ودّي ألفلف بِالحارة وبِمر واحد من الرّبع ممكن ألقى واحد منهم مشآن يمرنِي الصباح أبي أروح البنك وأبي أشتري كثير شغلات محتاجها
بِخوف قالت أمِي : وليه البنك ، محتاج شئ..!
_ لا يا يمّه بس ناوي أشتري سيّارة وأعدّل بعض الأمور
بِحماس قلتُ : وي فديتك ، مممم نشتريها مع بعض طيب..!
_ شنو ببالك ياجنّة أخوها..!
_ مدري بس تعجبنِي اللكزس أسود
_ وليه الأسود..!
_ مدري أحسّه ملكِي
_ أنتِي بِتختارينها يا ضيضو
_ فديتك وه بس ، ضياء حط ببالك تسهر معِي الليلة ، طيب..!
_ أكيد..؟
_ طبعًا أكيِد فينِي زحمة حكِي يا ضياء
_ طيب أجل بِمرّ السوبر آخذ لنا آيس كريم وشغلات لزوم السهر
_ بس أنت مو تعبان..!
_ لا ، وبعدين مو كأنك نسيتِي صاحبتك برّا..!
_ تؤتؤ ، ذكرتنِي أكيد ألحين تتوعد فينِي بس أنت وحشتنِي موت وودي أقضِي كل عمري أحكِي معك
_ هههه يلا روحِي لها وأنا طالِع يمّه ، توصيِن..؟
_ ربي يحميك ياضياء ، لاتتأخر برّا
_ أيه لاتتأخر ترا أمِي تسويّها ماتِنام لين تِجي..!
_ يافديتكم ، يلا سلام
_ ضياء ..!
_ هلا ضي ، شنو..!
_ لحظة أعطيك شئ ..!
_ طيّب
أسرعتُ لِلصالة وأخذتُ جوالِي ومِي تُحدّق بِي ، ضممتُ أصابع يدي بِبعضها وأشرتُ لها [ لحظة ]
عدتُ لِضياء وأعطيته الجوال
_ خذ يا غلا ، ممكن تحتاجه وكل شوي بدق لك
ابتسم بِحُنو وأمتِنان وخرج
_ يمّه عشاك الآن أجهزه..؟
_ إيه يمّه فيني النودة ، عجلي به يا غلا
_ لحظات يمّه وأكون عندك

مممم ، اللمعة التِي رأيتها بِعينيّ ضياء الآن ، تختلف جِدًا عن اللمعة التي أعقبت الدموع التِي أسقطها فِي حضن أمِي
رُبّما لمحة أمل جديد يخترق عالمه والسكون ، أشكرك ياربّ ، أشكرك

_ مي ، يلا شيلي العباية نروح المطبخ
_ أول شئ تعالي هنا سمعتك تقولين له ضياء ، أنا بِحلم وإلا علم..! متى جاء وكيف ، ووين كان..!
وليه ماقلتي مالت عليك هذا وأنا مي الروح يا ضي وربي أحس أني جد بزعل
_ هههه أول مرة أشوف وحدة تقول ترا بزعل ، وربي تجننين حووه بحكي لك كل شئ أول شيلي عبايتك وتعالي
_ طيّب روحِي وجايّة وراك
_ طيب


حلون على قلبي هواكم ، تيراار راا رارااام
صوت مِي الذي يأسر الروح كانت تدندنها حين أتت
_ يلا أسهبِي يا ضي ترا ماح تركك وعادي أنام عندك لو تطلب الوضع
_ هههه كان يعقك حميد من النافذة بأقرب زبالة
_ مو بكيفه بيت صديقتي وأنا حرّة
_ دُبا تعرفِي ليه أنا دقيت لك وقلت لك تعالي ..؟
وهِي تتذوق العشاء : ليه!
_ كنت أبي أقول لك أنه دق الصباح ع موبايلي وقال لي أنه راد بعد يومين أرتبشنا أنا وأمي طول اليوم مبسوطين ورتبنا غرفته على انه بعد يومين زين اللي بكرنا في تعديلها وربي كملها علينا وجاء اليوم
الحمدلله
_ أيه الحمدلله وبعدين..!
ودقيت لك قلت لك تعالي أحس الخبر يستاهل وجودك ووقت جاء ظنيت أنه أنتي وقمت أصارخ أقول لك الباب مفتوح وطلع هوه
_ مممم ، ماقال لك ليه تأخر هالكثر..؟
_ إلا قال
وأخبرتها بِماجرى على ضياء وشعرتْ حِياله بِالأسى والتعاطف فِي آن معًا وأخبرتها أنه لو رأى هذهِ النظرات بِعينيها عليه ومن أجله لقتلها
_ ول صدق أنكم ماتستحون ياعيال محمد يعني أتعاطف معكم ولاتبون
_ شوفِي والله ضياء شخصيّة غير عن كل البشر فيه كثير شغلات تعجبني وأتمناها بزوج المستقبل
_ اللي هي..!
أخبرتها بِما يُعجبنِي بِشخصية ضياء المختلفة جِدًا عن غيره وأنا أخرج من المطبخ لإعطاء أمي عشاءها
_ ضيّوه ، مو بس كذا أخوك حتى عيونه حنونة تحسيّن أن هذا الشخص عميق من عيونه رغم أني ماتمقلت فيها زين وبس لمحتها شلون لو تمقلّت فيه غير إلا أغرق ومايجيبنِي للبر إلا مركب خفر السواحل
أستدارت مِي لِتلحق بِي ووجدته واقفًا وتسمرّت مكانها



.




.


الفصل السابع



أنّها ليلة قمرية مِن ليالي مايو تستعد الآن الشمس لأن تُلقي بأشعتها فِي صدر الأفق بعد أن تشهق شهقة مُرضيّة لِلقمر فيظهر الآخر مُعلنًا عن بِدء ليلة مخبوءة بِأمل
العَام الماضِي والذي قبله كنتُ حبيس جُدران السجن ، أمّا الآن ..!
آه الآن.. لم يعُد لِلكلام مِن معنى ، أنا الآن أُسابق الخُطوات جميعها ، كثل الدروب الآن تاهت بِي وأخذتنِي شطر الخطوة الأولى
أسمع أصوات عصافير ، أنّها عصافير الوطن تخترق أجواء الليل الهادئ وتعزف سيمفونية مُبشرة بِفرح
هل سَينطلق بِي الأفق حيث الحُلم..!
أم أتوقف هُنا وأتمدد فوق بساط الواقع أنتظر أن تحنّ عليّ عروق وقتي العصيب
مممم ، أنّه أنا ضياء المجروح المظلوم المقتول حيًّا ، أنا الرّجل الذي أهداهُ القدر التعب وفتح عينيه ووضع رأسه على كتف الألم
أنا الرجل السئ ، وجِدًا

حِين خرجتُ مِن البيت ورغم كثير عزمِي على بعض الأمور وقضاءها شعرتُ بِالغُربة فِي وطني وِبمنطقتِي لا لِشئ سِوى أننِي فقدتُ ألفتِي لِهذا المكان
مررتُ بيت سيف ولم أجده ، تركتُ له خبرًا وعُدت وبِصدري ألف وألف آهة ومجموعة غُصص
لا أعلم لِمَ..!
يبدو أننِي بِحاجة بعض الوقت ، فقط ، فقط بعض الوقت
أحتاج أن أرتب أمورًا كثيرة ، حجم المسؤولِية الآن أكبر مِن تِلكَ التِي عانقتُ السُحب قبل عامين منصرمين وأنا أودعها
أنّها ضِي التِي علمتُ من أمي أنها تخلّت عن دراستها من أجل الظروف ومن أجل أن تبقى بِالقُرب من أمي والأخيرة يهون أمرها مقارنة بضي ونُوُر
ياربِّ كيف أنني نسيتُ أمر نور ، تذكرتُ أن موبايل ضي معي ، أخرجته من جيبي و جلست أبحث بِحرف النون ولم أجد سوى نونو وأخشى أن أطلب الرقم فتكون أخرى
يووووه ولا أعرف رقم البيت ، هل أنتظر أن يصل نِداء روحي لِضي فتحن روحها على روحِي فتتصل
ممم سأعود لِلبيت مادمتُ قد تركت لِسيف خبرًا فقد يأتِي لِي هُناك
مررتُ بِأقرب سوبر وجلبت الآيس كريم والحلويات لِسهرتنا أنا وضي وتوجهتُ فورًا إلى المطبخ بعد دخولي البيت الذي يقع يسار الباب الخارجِي وبعدهُ تأتي غرفة أمي ثم حاجز صغير فالصالون الصغير الذي عشقتُ ترتيبه
كان ظهرها قِبالتِي وكانت ترتدي بنطال جينز وقميص أحمر كات وشعرها الأشقر الجميل وأنفها الذي لم أنسى شكله منذُ أول لقاء والأغرب من كُل هَذا كانت تُتحدث وحدها وعنِي ، عني أنا
وتقول : ضيّوه ، مو بس كذا أخوك حتى عيونه حنونة تحسيّن أن هذا الشخص عميق من عيونه رغم أني ماتمقلت فيها زين وبس لمحتها شلون لو تمقلّت فيه غير إلا أغرق ومايجيبنِي للبر إلا مركب خفر السواحل
لا أعلم لِم شعرتُ بِالفرح والخجل فرح لأني سمعتُ ماسمعت وخجل لأننِي وعلى الرغم منِي تسمرّت واقفًا فلا أعلم كم من الوقت مرّ وأنا هُناك
حين أنتبهت ووجدتها متسمرّة والدموع بِعينيها خرجتُ مُسرعًا إلى غرفة أمي وهناك وجدتُ ضي وأعتذرت مِنها لِموقفِي هَذا فلم أكن أعلم أن أحدًا في المطبخ
كنتُ ألتهب وأنا أرى نظرات أمِي وأختي ولم ألحظ إبتِسامة أمي والتِي لم تخفى عليّ بعد ضحكة ضي المُلغمة بِالكثير الكثير ، شعرتُ بِالحرج بعدها وأخبرت أمي أنني متوجه لِغرفتي
لأنني مُتعب

أصوات العصافِير فِي الحديقة مُحرّضة على إستِثارة إنتِباهِي وحتّى نكون فِي مكان أبعد عن هُنا مِن أجل مِي خرجنا بعد العشاء وبيدي صينية طبق الحلى الذي أعددتهُ لِمي
ولم أنسى علب الكولا
أخبرتُ مِي بِكُلّ ماترغب بِمعرفته وبِهدوء لم أعهدهُ مِنها قالت : الآن موقفِي بايخ أخوك جاء المطبخ وأنا أحكِي عن عيونه
_ هههه وربك..!
_ أيه قسم
_ طيب أش كنتي تقولين
_ هبال من هبالي لكن خلاص توبة أحكي لين أتأكد أن باب غرفتك مقحوم علينا
_ هههه الآن خطر بيتنا ، مو..!
_ لا مو خطر بس أبو عيون حلوة كل شوي بِيناقز لنا
_ أبو عيون حلوة ها..!
_ دبيب لاتعلّقين أنا أمزح
_ ما أخاف إلا تمزحين ، أسأليني أنا عنك ، أنتي صديقتي وأعرفك زين..!
_ شنو تعرفين ..!
_ لا ولاشئ ، بس جد وش رأيك بِضياء..!
_ ممممم يجنن ، بس ليه تسألين ..!
_ كذا ، صديقتي ويهمني رأيها بأخوي
_ ضيّوه كأنك قمت تخورين
_ لا أخور ولا شئ شف مين فينا بدأ يخور
_ لاحوووووول
_ هههههه ، شوفي فيه شئ يلمع
_ وين..!
_ هنا [ وأشرتُ بِسبابتِي على عينها ] هههههه
_ ضي وش فيك..!
_ لا والله عز الله رحتي فيها يامي
_ هبيل يلا شكلك نعستي ومشآن تجلسين مع أبو عيون بدق لتركِي يجيني ، تراه يحتري إتصالي

لا أعلم مالذي حدث حين ذكرت أسمه أمامِي ومالغرابة في أن تقول أسمه ، ربّاه
شعرت مِي بإرتِباكِي والرجفة التِي أعترت اللحظة عند ذكر أسمه فقالت : ضي مانسيتي..!
_ أش فيك مي ماعدت أفكر بِالموضوع أبدًا
_ عيني بعينك..!
_ هاااه [ وفتحتُ عيني بِقوة قدام وجهها ] فأشارت بِسبابتها إلى عينيّ
_ وي كنتي بتعميني يادبتي
_ ههههه انت عميانة وخالصة
_ مي ..!
_ هلا
_ هوه بِخير ..!
_ مممم ما أعرف شنو أقول لك يحاول يكون بِخير ياضي بس رفضك له قتله وكأن الدنيا كلها أنهدت فوق رأسه وبِعيونه حزن كبير ، كبير ياضي بس أنه عايش
_ آه يامي


مرّ وقتُ طويل وأنا أتقلّب فِي فراشِي ، لم يكن سبب هذا الأرق لا جوعِي ولا تغيّر المكان فهذا منزل والدي الذي أعشق
ولا الهدوء القاتِل ، فلا نمتُ ولا أستقرّ بِي السرير ، صوت ضي يتسامى لأذنِي ، لا أنا أسمعها بِوضوح الآن فهي تقول :
_ أش فيك مي ماعدت أفكر بِالموضوع أبدًا
وترد عليها صديقتها
_ عيني بعينك..!
وتوقفتُ حِين نادت ضي صديقتها لِتسألها عنه..!
_ هوه بِخير ..!
وردت الأخرى
_ يحاول يكون بِخير ياضي بس رفضك له قتله وكأن الدنيا كلها أنهدت فوق رأسه وبِعيونه حزن كبير ، كبير ياضي بس أنه عايش
وأخيرًا آهتها الممزوجة بِغُبن
_ آه يامي

مابِي ..!
هَذا اليوم كما هو حافِل بِالأحداث فَهو حافِل بِالأخطاء ياضياء ، نم الآن ، نم
قبل أن تمتد يدك إليكَ فتخنقك ، لاتكُن غير أنت ، كُن أنت وأنت ، ودع عنكَ ضي وأحاديثها ولاتسترق السمع
كان عِقابِي لِي شديد أغمضتُ عينيّ بِشدة وكأني أنوي غرس شوك بِها وأخافُ منيّ عليّ فقد نظرتُ اليوم لِماحرم الله ، ومُرغم ولستُ أدري ماحدث
والآن أسترق السمع ، لا لستُ أسترق السمع ، كُنّ يتحدثن فسمعتهُن وهَذا عِقاب الذات الذي عودتنيّه منذُ كنتُ هُناك بِغربتِي وسجنِي
كثير مِن الأمور تُشغل بالِي ، أولها الآن ضي ، لاتنم ياضياء ، لاتنم ، كنتُ أصبرنِي إلى أن ترحل صديقتها أريد أن أسمعها حتمًا ستتحدث إليّ وإلاّ ماكانت طلبت منِي أن تسهر معِي
كنتُ لازلتُ أفكر وأتقلّب وشعرتُ بِالجوع ورغبة فِي النوم تملكتنِي الآن..!
وكنتُ أهمس لِي [ لاتنم ، لاتنم لا تـ ت ـن ن ن م ]



.





.


الفصل الثَّامِن

جميلُ أن تبتهِج مع أول نسمة تهب عليك مِن نسائم الصباح التِي تحمل شعاع الأمل معها وجَميل أن تسمع صوت عصافير الوطن
وكم هو لذيذ الشعور بِالرّاحة بعد تعب يوم حافِل جِدًا حتى آمنت أنّه لن ينتهِي
أنها السابعة والنصف ، أنّه موبايل ضي الذي بقيَّ بَجيبِي ولم أشعر بِه وصوت المنبّه الذي أوقفته لأنه أزعج حُبوري ، يووه فاتنِي الموعد مع ضي التِي بِالتأكيد طرقت الباب وكثيرًا وأنتظرتنِي أكثر
[ آسِف ياجنّة الصباح وروح المساء ] كتبتها بِورقة حمراء كبيرة بقلم المُزيِل لِيبدو الخط أبيضًا جميلاً وعلقتّها قِبالة غرفنا حتى إذا خرجت رأتها
بِسرعة توجهتُ لِلحمام [ أكرم ربِي القارئ ] أخذتُ حمام سريِع و أرتديتُ مَلابِسي وأنا مُتفاءل وأرغبُ بمشاوير كثيرة بعد أن أُقبّل جبينَ أمِي وأتمنّى لها يوم سعيد
صوت معدتِي يخترق السكون الآن ، هه فقط لو أنني لم ُأجادِل ضي ليلة البارِحة وأكلت العشاء
نزلت للِطابق السُفلِي وأستغربتُ المائِدة المُعدّة لِلفِطَار وأستغربت وُجود ضي أصلا ، كيف ومُنبهها معِي ، أقصد مُوبايلها
_ صباحكم ورد وعطر وسرور
_ صباحك تفاؤل يا أخوي
_ صبحكَ الله بِالنور ياولدي ، كيف نمت ، كويّس..!
_ أيه يمّه ، كيف وأنا ببيتك وبحضنك ، كيف ما أنام زين ..!
وقُبلة جبين أعتلت جبينها العَطِر وقبلة خد لِضي ، لايلُمننِي أحدكم أنا محروم مِن هذا الجو ، أنا مُشتاق ، أنا سعِيد بِهُنّ الآن ، أطير
_ ضياء ، نور جايّة اليوم تتغذى معنا
_ وربك ..! كنت أبي أدق لها أمس وماعرفت رقمها بِجهازك ومالقيت إلا نونو وخفت أدق تصير علوم
_ هههه ، لا مخزّنة نور بِجوالي [ فرحتي تكمل معك ]
_ آها ، والله أنتم يالبنات عليكن حركات ، وبِالله لو أخذت لي جهاز شنو بتسميني ..!
_ أنت مايبي لها كلام [ ضياء عيوني ]
_ فديتك بس ، يلا ضي الشاي تراني جيعان موت
_ عارفة وسمعت صوت بطنك طول الليل يقاقي كأنّك ديك
_ والله..!
_ أيه سمعته من غرفتي هههه
_ ياسعدي بك ياضي
_ ويافرحتي فيك ياعيونها ضي
أكملنا فطورنا بِسعادة كُبرى ولم يغب عليّ لون الفرح الذي أكتسى وجه أمي ، خرجتُ مِن البيت إيّاهُن مودّعًا وكَمن ترك روحه هاهُنا وذهب

فرحة تغمر بيتنا مِن جديد وكم تمنيّت لو أن أبي حي لِيرى السعادة تُلّوح وكم أنا بِشوق كبير لأن أرى وجه عمِي عادل حِينَ يرى ضياء
لا أعلم لِمَ جاءنِي هذا الخاطِر ، رُغمَ أن عمِي عادل ليسَ بِالرجل السئ أبدًا ولكن..!
الذي لايعرفه أحدكم سِوى مِي نور وأمِي أن عمِي عادل يرغب بِي زوجة لأبنه المُتعالِي [ أحمد ] وكم أكره أن يفتتح هذا الموضوع معِي أو حتّى أن يلمح له مع أمِي
وأنا أُفكّر بِآخر ، وأحبُّ وأعشق آخر
هَذا الأحمد ، مُجرّد تخيّلِي أنّه بُقُربِي يُشعرنِي بِالقرف أو حتّى الغثيان ، آه ياتركِي ، ماذا فعلتَ بِي..!
ماذا فعلت..!
أن حتّى إمكانِية أن أكون لِسواك وإن بِالخيال فِهيَ غير مُمكِنة البتّة ، غير أننِي رفضتُك ، لم أرفُضك يا جنتِّي لِأننِي أُريد ذلك
أننِي ِأشعر بِخوف عليك ، ليسَ منِي بل مِن الظروف ، لا أعلم حقيقة سبب رفضِي سِوى أن أمِي كانت هِيَ الهاجِس الأول لِي ولا أرغب حتّى بِالإنشِغال عنها وأن كان بِعينيك
سامح ضيّك ، سامِحها ، هل شعر أحدكم بِشتاتِي هُنا..!
أنّها أنا حِين يكون الأمر ذا شأن بِتركِي أو يتعلّق بِه ، أتوه فلا أعرف لِلحروف سبيل
نفضتُ رأسي لِتتناثر الأفكار تُباعًا وبدأتُ بروتين يومِي الذي أختلفَ وكثيرًا عن يوم أمس


عادَ ضياء ظهرًا
يحملُ بيديه اليُمنى أمل والآخرى فرح ، عاد مُحمّلا بِهما معًا
أخرج مِن جيبه جِهاز شبيِه جِدًا لآخر يحمله بِاليسرى : لكِ ياضيّ
_ أنا..!
_ يس وإلا ماتبين مثلِي..!
_ مو القصد بس أنا ماطلبت منك ، وبعدين مصاريفك خلها لك ، مو توّك تجِي تبي تسفسفها
لا أعلم لِمَ شعرتُ بِغبائِي بعد نظرة حزينة مليئة بِالألم وكأن الغُبن لم يجد سِوى ضيائِي الآن ولم أجد بدًا مشن أن أعتذر : آسفة يا ضياء مو قصدي وربي
_ عارف مو قصدك وبعدين أنا مسفسفها على مين ، مو على ضي البيت ..!
كانت دموعِي ردًا وشهقتِي خير جواب ، ضمنّي بِقوة إلى صدره ومسحَ على رٍأسِي ، ضممتهُ أٌوى وكأنِي أرغب بِقوتِي هذا محو الألم الذي سببتُه له قبل ثوانِي
_ ضيّ ياغلا نور ماجات..!
_ إلا بِالطريق بقي لهم ربع ساعة ويكونوا هِنا
_ طيب الغذاء جاهز وإلا أجيبه بطريقي..!
_ جاهز ، ليه طالع..!
_ إيه مشآن ماتتعب قمورتِي جبت لها الكاتلوج تبع السيارات وهيه تختار
_ مممم مو أخترنا وخلصنا..!
_ لكزس أسود..!
_ أيه
_ طيب شوفي ممكن تلقين شئ أحلى
_ لا هيّه ببالِيِ من زمان
_ طيّب وين شفتيها ذي..!
_ آآآ ، بالتلفزيون وأشوفها بِالشارع كثير أولّه وقت كنت أروج الجامعة
_ طيب ياقمر ، لكزس أسود يعني لكزس أسود
_ ضياء متى تجيبها,,!
_ منو..!
_ السيّارة
_ هالقد متحمسة لها..!
_ لا ، أبي أروح البحر مخنوووقة
_ ولايهمك بس شنو خانقك..! [ واقتربَ مني حتّى لايسمعنا أحد ] بتحكين لي كل شئ..!
_ شنو كل شئ ..!
_ اللي خانقك..!
_ أنا أبي نروح مشآن كذا قلت لك من البارح فيني زحمة حكي
_ طيب ، صبر ياغلاي بس ، أقاموا الصلاة تآمرين..!
_ لا ، لو جات نور بدق لك لاتتأخر
_ لا مانيب متأخر ، سلام
_ ضياء..!
_ لبيّه ..!
_ شكرًا ع الجهاز
_ فصعونة أنتي ، العفو





.












.


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 12-01-2011   #3


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (09:53 PM)
آبدآعاتي » 3,247,317
الاعجابات المتلقاة » 7387
الاعجابات المُرسلة » 3673
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل التاسِع



أشتعلَ البيت بِنور بريقًا وسعدنا بِماريا الحبيبة التِي مرّ على آخر لِقاء بيننا وهِيَ قرابة الشهر عمرُ ماريا الآن تسعة أشهر
وضياء لم يرها للآن ، نور تنتظر اللحظة التِي يعود فيها ضياء وأمِي سعيِدة جِدًا بِسلمان ونور وماريا وأنا بعد أن فرغتُ مِن إعداد السلطة التِي يعشقها ضياء هرعتُ بِسرعة لِغرفتِي لأتحمم سريعًا
ولم أنسى بِالتأكيد سلطة الفواكه التِي تحبّها نور ولا لفائِق ورق العِنب التِي لاتخلو سفرة يجلس بها سلمان إلا وهِي أمامه
أبِي ، عادَ الفرح يا أبِي ، عاد
ليّت أنّك هُنا لِترى ما أبقيت مِن ثمر ولِترى الشجرة الصبورة التُجابِه الأيام ، أبي ضياء ونور وأنا نشتاقك وأمِي تتضوّر إليكَ حنينًا


فرغتُ مِمّا صعدتُ لأجله ، وددتُ أن أُلقي نظرة على غرفة ضياء ، لكن هُناكَ مامنعنِي عن ذلك ، ممم رُبّما لأننِي لم أجلس معه مُنذُ وقت طويِل ولم أعتد بعد على طِباعه الجديدة
أعلم أن الطبّع يتغلّب على التطبّع ولكن هُناكَ مامنعنِي ولم أمنع هذا الهاجس مِن أن يزورنِي
ألقيتُ نظرة على صالتِي ، مممم عفوًا أعنِي صالتنا وبِسرعة نزلتُ السلّم و إلى أحضان نُوُر ضممتها بِقُوة وكأنّها غابت سنسينًا
وبِهمس :
_ نور ، جاء ضياء من ألحين خلاص مافيه ذل
_ فديتك يا ضي ، ربِي يديمها ضحكة ويخليه لكم
_ نور جاء ضياء..!
_ لا باقي سلمان طلع برّا يحتريه ومعه مروّي
_ أبيها أنا الآن شلون..!
_ أدق له يجيبها
_ ممممم ، تعرفي..!
_ شو..؟
_ لاتدقِي له ، أنا وأنتي نروح من شبّاك المجلس نشوف شنو يصير ومنّها أشيّك عالمجلس ممكن فيه غبار وإلا شئ من أمس مامرّيته
_ طيب ، بس تعالِي ، خلاص أعتقد جاء الوقت اللِي تجيبوا فيه شغّالة تعابل شغل البيت وتخفّ المسؤولية عليك وترجعين للجامعة حتى لو أنتساب باقي بس سنة يا ضي
_ مممممم ، هقوتك..!
_ أيه هقوتِي ، وبعدين أنا أشوف بعيونك الحسرة الآن وأسمعها بصوتك كل مرّة تكلميني أحكي من جدي يا ضي ، إلا مستقبلك
_ بفاتح ضياء بالموضوع ، صح نوير متى رادة بيتكم ..!
_ تعرفي وسط أسبوع حنّا و جيت طيران مشآن ضياء و10 بِالليل موعد طيارتنا والأربعاء أنا عندكم من الظهر
وتقطيبة تعلو وجهِي : ممممم ، مدري ليه ودّي تبقين معنا
_ وسلمان ؟ وشغله وبنته الأكيد ما أقدر أخليّه يروح بروحه
_ ياعيني ع الحب
_ أقول ، ربي يعطيك حميدان ولد عديلان ( أحمد ولد عادل ) وأشوفك تحرصين عليه وع راحته
_ وع ، مالقيتي إلا أحمد..!
_ أقول ، هالأحمد هذا مالك غيره وولد عمك أولى بك من غيرك
(يهبى ) قلتها بِداخلِي لأن نور وأمِي لن تسمحا بِذلك ( إيه والله من جدي يهبى )
_ ضي ، ضي..!
_ هلا
_ وين سرحتي وأنا من اليوم أناديك
_ هنا معك
_ واضح معِي
_ يلا المجلس لايجي ضياء ويروح علينا المشهد
_ يلا يا أم مشاهد
_ هههه أشوفك من جيتي وأنا مو عاجبتك ، لايكون سلمان بيك مغطى الشاشة كلها وماعدتي تشوفين غيره
_ وي ، وي فديت نبضه
_ أعقلي تراي عذراء مايحكوا قدام العذارى كذا ههه
_ هههه

أبتسمت أمي لِحديثنا وهِي تُسبّح بِمسبحتها الفضيّة اللون وذهبنا
ذهبنا لِلمجلس وكان ضياء يمشي مِن المسجد القريب من بيتنا إلى هُنا وحين رفع رأسه رأى سلمان ولم تتبدل ملامحه سِوى بِرؤية ماريا العذبة
يّاااه ، أي جمال تُخفي يا ضياء بِداخلك ..!
سلّم على سلمان مُرحِبًا بِه و ضم الطفلة إلى صدره وكم أعجبني هذا المشهد ، ضياء يحمل طفلة..!
زارنِي خاطر آخر قد يبدو غبيًا أن تقف مِي بِالقرب منه وهذهِ أبنتهما ، لاعليكم أنها خواطر غبيّة تزورنِي دومًا وعليكم أن تعتادوا عليها

دخل سلمان وضياء إلى المجلس بعد أن سلّم الأخير عَلى نُوُرنا وجلسنا برهة نتحدث أنا ونور وأمي
وبعد قليل قالت نُوُر : يمّه يلا الغذاء..!
_ أيه يلا كانكم جعتم
_ أيه سلمان من الفجر فطوره وأحسّ به جيعان
_ يايعني عالإحساس

كان ضياءً بعد أن سمع آخر ماقلته وابتسامة كُبرى لِروحه التِي ملأت البيت سعادة
_ فديتك بس يا أخوي وربِي لايحرمنا منّك
أعتدلت نور فِي جلستها وكأنها ترغب بِفتح موضوع معه وكم كان حدسِي صادقًا
_ وش ناوي عليه ياضياء..!
أنّها نور التِي لاتجد بدا مِن تأخير أي موضوع يطرأ على بالها ، نور الجادّة فِي كُلّ الأمور
مُذ كانت فتاة وقبل زواجها وهِيَ لا تتعامل مع المواضيع كما أنا وبِبساطة لا ، كان كُلّ موضوع يستحق مِنها إهتِمامًا كبيرًا
وتُعطيه أكبر مِن حجمه
ألتفتَ لها ضياء وحرّك رأسه وكأنّه يسألها : بِخصوص أيش..!
_ ممممم حياتك ، دراستك وشغلك ، وش ناوي عليه..!
لم يدر بِخُلدي مُذ عاد أي شئ مِن هَذا ، كان كُلّ مايهمنِي وما أفكر بِه أنّه هُنا الآن ومعِي ولكنها نور التِي لايغيب عنها شئ ولم تغب عنِي نظرته التائِهة
فقلت بِسرعة : نور مو كأن سؤالك جاي بدري..!
_ لا مو بدري ، وبعدين أنا سألته أنتِ وش لك..؟
_ لِي الكثير لأن ضياء أخوي بعد ، وزين أن هو هِنا الآن ولاتضيقين خلقه بحكيك
_ ياسلام ، أخوي مابيزعل وعارف أنِي أبي مصلحته و ضياء ترا باقي ما ٍأستفسرت منّك عن كثير أشياء ، حط ببالك أني ماح أتركك بالويك إند
بعد إبتِسامة حنونة رغم تيههُ أجابها : لك عيوني يانور
_ نور وربي عليك أوقات مالها داعِي [ وأردتُ صرفها عنه ] الغذاء يانور وسلمان جيعان
_ طيّب
_ طأطأ ضياء رأسه وذهب لِلمجلس
بعد أن تأكدتُ مِن وصوله لِلمجلس مِن صوت الباب: هالحين أنتي مالقيتي إلا هالوقت..!
_ شوفي ضي أنا أختكم الكبيرة ومالي غيركم ومالكم غيري ، أنا مو مثلك كل شئ ببرود آخذه ، ثم أن أنا ماني هنا وماني معه ببيت حتى أأجل سواليفِي لوقت آخر
كلها كم ساعة وأرجع لبيتي ، وأحسن قلته له حتّى لو مافكّر يفكر لين أجي وأساعده بِاللي أقدر عليه بعد ثلاثة أيام
_ بس وقتك ماله داعِي ، لو أن مرّ عليه شهر أوكيه بقول طيب ، هو حتَى أيّام ما أخذ ، يوم ثاني ناطّة له ، وعن شنو بِالله تبين تسألينه بِالويك إند..؟
_ وش صار عليه هِناك وليه أنسجن ! وأظن من حقنا نعرف ليه هو غاب كل هالمدة ..!
_ من حقك أنتِي لو من حق غيرك..!
_ ضيّوه لاتخورين ، سلمان ماله شغل وأنا وأخوي نتجاوز
بهمس [ الله يستر بس ، ليت يصير عندك ظرف وماتجين ]
_ شنو ..!
_ أقول الغذاء بيبرد
لا أعلم لِمَ تمنيّت لها هذا الشئ ربما أن فقد جميع البشر أهون من فقد هذا الضياء وجرحهم أهون من جرحه وحزنهم أهون من حزنه وألمهم أخفّ بِكثير مِن ألمه
ليه بس يانور ، ليه..!


بعد الغذاء ، وبعد أن توزعنا أنا ونور فِي أركان البيت وأعطت ماريا سلمان
جهزّنا الشاي والحلى وجلسنا بعد أن أرسلت نور لِلرجال حصتهم ، كنّا نتحدث عن كثير مِن الأمور وكانت قد رتبّت نور برامج لِلعطلة وأي الأسواق ستذهب
ولم تنسى أن تأخذ رقم ضياء منِي ، بِالبدء خشيتُ عليه منها ثم آمنتُ أّنها أخته ونور ليست غبيّة حتى تجرحه جرحًا تعلم أنه لن يندمِل
جاء المساء وذهب الرجال لِلمسجد القريب مِن بيتنا ولأننا تعبنا الظهر قررنا وبعد مشاورات عِدة مع أمِي التِي ترفض الخروج مِن البيت العشاء بِمطعم قريب
حتّى إذا مافرغنا أخذنا سلمان ونور لِلمطار
كانَ قد استأجر ضياء سيّارة إلى أن يستلم اللكزس الملكية ^ _ ^
ماكسيما رمادي ، هذا اللون ليسَ بِالسئ أيضًا لكن الأسود رائِع ومُكتظ بِالفخامة
أرتديتُ عباءتِي وأنا أُدندن [ أقترب منِي ترى الدنيا فُرص وأخذ من شوقِي إذا شوقك نقص ، خلنِي أحكِي لك مواويل وقصص أش مايعدي العمر حبنا يظل جديد ]
_ زِيد ناري خلّي بِجروحي مِلح خلنا نسهر ليلنا لِحد الصبح [ أستدرتُ لأراه ] ..؟


.








.



الفصل العاشِر



_ زِيد ناري خلّي بِجروحي مِلح خلنا نسهر ليلنا لِحد الصبح [ أستدرتُ لأراه ]
فأكمل بِذات اللحن : شو هالحلى ..!
_ وش هالصوت ..!
_ تحبينها..!
_ منو؟
_ الأغنية..!
_ منو مايحب صوت ماجد الدافئ
_ قريب بتعقلين
_ أيش..!
_ بتتركين الأغانِي ياضي
_ ليه!
_ مافيه ليه ، لأنها حرام وبس
مممم كنتُ كثيرًا ما أفكّر بِتركها لكن..!
أشعر أن الكثير مِنها تُلامِس نبضِي وتُحاكينِي بِشكل أو بِآخر وتُعبّر عنِي ، وبِالخصوص فِي فترة غِياب ضياء
فلا أجد تلائُمًا أو توحدًا مع وقت قِراءة القرآن والجو الروحانِي اليُهدنيه كِتاب ربِي ، ثم صوت المنبه وهُو أغنية أو نغمة الرنين
_ تآمر أمر بس أقنعنِي
كنتُ أستأثر بِذلك لِي وقتًا معه وكأنّه علِم بِذلك فأبتسم وقال : بسرعة مشآن يمديهم

بعد العشاء ترجّل الرّجال بعد أن أتصل سلمان بِنور أسرعتُ أجر عربة أمِي فأتي ضياء وأخذها منِي بِلُطف وأبتسامة جميلة مُمتنّة لِعينيه
ودعنّاهم فتوجهّنا إلى طريق بيتنا
_ باسكن روبنز..!
_ ياليت ، مع أن بِالبيت في آيس كريم الجالكسِي اللي جبته أمس ، بس ما أقاوم الأوريو
_ يمّه شئ تبين..؟
_ لا يولدي أبي أرقد وبس
_ أكس كيوز مِي 2 أوريو
_ ليه تقلدنِّي ؟
_ أختِي وكيِفِي أقلّدها أو لا
_ ههه فديت روحك

وصلنا الساعة العاشرة وعشر دقائِق وبقِي مِن الوقت الكثير على بِدء منتصف الليل ، إلا أن التّعب أهلكنا نحنُ الثلاثة
وأنتهى ثانِي يوم منذُ أن عاد جنتِّي


مرّت الأيّام الثلاثة سريعًا فيِها تكلّمنا أنا وضياء كثيرًا أو تكلّم ضياء كثيرًا معِي غير أنِي لم أنبس بِبنت شفة وتبخرّت كُلّ حكاياتِي بِحكاية ظلم ضياء
عرفتُ عنه الكثير والأدهى عرفتُ سبب سجنه ، وكم ذُهلت كيف أن ضياء أحتمل كُلّ هذا
حُبس ضياء ظلمًا بِتُهمّة التواطؤ مع جماعة سياسيين وبعد تعذيب دام مُطوّلا أعترف أحد الشباب الموجودين معه بِذات الزنزانة بعد أن أستفاقَ مِن غيبوبة سببها التعذيب
أن ضياء ليس معهم ولم يكُن يومًا
وبِهَذا حُرمَ ضِياء مِن إكمَال دِراسته وبعد أن ذاق طعم الظلم المغموس بِالألم عاد بعد الإفراج عنه
هَذا بِإختِصار ماحدث له ، كانَ ضياء قد فصّل لِي ، ولم يقُل لأمِي أي شئ مِن هذا وعرفت أنّه بِسبب عِراك بسيط أُتِهم وحُبِس هُناك
كانَ مِن حُسن الحظ أن ضياء قد أخذ دورات مُكثّفة هُناك بـِ [ اللغة الإنجليزية ، الحاسب الآلِي ] وأخذ شهادة الإدارة العامّة التِي أكملها لِتفوّقة خِلال شهر كامِل فقط
وبِهذا وبِمساعدة الثانويّة العامّة التِي أخذها مُتأخِرًا قُبِل بِه مُوظفًا بأحد فُروع ِبنك الرّياض القريب مِن بيتنا بِمنطقة العزيزية
فرِحَت أمِي لِهذا الخبر كما أنا وأعددنا حفلة بسيطة لِمساء الأربعاء بعد أن تصِل نور
أخبرنِي ضياء أنّه بعد سؤال نور له أخذ يُفكر وطويلاً إذا أنّه لم يخطُر بِباله ماذا سِيفعل وكانَ هذا الخبر مُفاجأة لِنور مِن ضياء وأصَرّ عَلى أن يُخبرها بِنفسه
نُور كما هِي أُختنا الكبرى فَهِي بِمثابة أم بِخوفها علينا وقلقها كما أنّها لم تغب طوال هذهِ الأيّام بِإتِصالاتها
مممم بِالمُناسبَة وصَلت اللكزِس كما قد قدّم ضياء بِمكتب الإستِقدام عَلى خادِمة بعد موافقة أمِي التِي رحبّت بِالفكرة مُتعلّله بِتعبِي وكم غضبتُ فأعمال البيت مُتنفسِي الوحيد لِقتل هَذا الفراغ
وأي فراغ بعد ضياء سأمتلئ بِه وله ومعه
مممم ، لم أنسى وعدهُ لِي بِسهراية البحر ولازلتُ أنتظرها وبِفارغ الصبر
اليوم هُو الأربِعاء ونُور بِطريقها إلينا ،رتبّت قبل أن ترحل يوم السبت لِعشاء شِواء وأيّدها ضياء وكم تمنيّت لو يكون لكن ليسَ بِحديقتنا الصغيرة بِل فِي البحر

كم هُوَ جميل أن تتفنن بِصنع الفرح والأجمل أن تُنسّقة لِيبدو أبهى وألذ وأجمل
وكم أحسدنِي عَلى السعادة التِي أعيشها الآن ولم أنسى أن ُأمرّر يديّ الذكرى على أيام تعاستِي وأودّعها بِبطء شديد وكأنّها ستعود فيما لو أسرعت
كم أخشى عليّ الفرح وكم أُنذِّرُ ذاتِي وكثيرًا [ خففِي ضحك يا ضي ] اليوم ظهرًا قالتها أمِي وبِنبرة حادّة حين ضحكنا أنا وضياء بعد أن أخبرنِي بِنُكتة جعلت صوت الضحك بعد عُلو مُختلاً
حتّى أن ضياء فتح عينيه بإتِّساع أكبر ولازال يُقهقة وأنا أكثر منه
لازلنا بإنتِظار نُوُر ولم تأتِي لِلآن قالت ظُهرًا ستكون هُنا ولم تتأتِي لِلآن والوقت الآن عصرًا
خرجنا لِلحديقة أنا وضياء وأخذنا أمِي معنا بإنتِظارها
أنّها الآن السابِعة مساءً ولم تصِل نور بعد ، أمِي تحترق بِنار إنتِظارها وكذا أنا وضياء مُتلعثم الصبر
أتصلنا بِها منذُ الظهر ولارد هُناك ، وقُبيل المغرب بِدقائق كان الرّد [ أن الهاتف المطلوب لايُمكن الإتِصل بِه الآن ] وأعاد الشريط بِلغة أخرى والخوف يعتصرنا معًا
لم يخف عَلى أيّ مِنا نحنُ الثلاثة قلق الآخر
أتصلّ ضِياء بِبيت نُور ولارد هُناك ، أتصلّ بِبيت أهل سلمان وردت أمّه فأخبرته أنهما توجهّا لِلرياض منذُ الظهر ولم يشأ أن يُقلقها فلم يُخبرها أنّه أخ نُور
ونظرًا لأنه لم يكُن هُنا بُعيد زواجها بِقليل قلم يحدث أن سَمِعت صوته
بعد لحظات مِن آخر إتِصال
رأى ضياء نورًا ينبعث مِن البعيد ولازلنا فِي الحديقة بعد أن صلّينا المغرب ولم يُتح الإنتِظار لِضياء أن يذهب لِمسجد الحارة
كانت لِكزس سوداء ،ربّاااه أعرف هذا الذي يجلس خلف المقود ، أنّه هُو...!
لكِن مالذي جاء بِه ، يَااه نسيتُ أنه يعمل بِشرطة الرياض ، عدلتُ حِجابِي كما قد فعلت أمِي وفتح ضياء الباب وتحدّثَ معه
عادَ ضياء يَجرُّ رجليه جرّا وهُو يمشي تذكرت قولِي وكم تمنيّت لِي الموت قبل نطقها [ ليت يصير عندك ظرف وماتجين ]
أنا من دعوتُ عليها ، أنّها أنا
وصل ضياء وكم شعرتُ أن المسافة مِن بابنا الرئِيس إلى هُنا طويِِلة وكفيِلة بِخلق آلاف التصورات ونسج التوقعات
_ مممم آآ ,, يُمّه ... نُوُر وسلمان يُمّه



.







.



الفصل الحادي عشر




_ مممم آآ ,, يُمّه ... نُوُر وسلمان يُمّه
_ أش فيه قول ياضياء الله يرضى لي عليك قول ، أختك مو بخير صح ، أختك فيها شئ..؟
ورفعت يديها إلى السماء : ياربّ لاتحرق قلبِي ع ضنايّ يارب قبل تآخذ روحهم خذها روحِي يارب يكفي فقدت أبوهم ، ياربّ ألطف يارب ألطف
_ ضياء شنو يقول تركِي..!
فتح عينيه على مصراعيهما وأعلم لِمَ ، غير أن الوقت غِير مُناسب البّته ياضياء ولن أُخبركَ الآن
قالت أمِي : ضياء ، أش فيها أختك..!
بعد نظرة مُطوّلة لِي وبِصعوبة بالِغة أشاح بِبصرهُ عنِي : يُمّه صبر وهَذا أمر الله وحنا مُسلمين وصابرين وهذي أمانة لابُد يوم ترجع لِصاحبها
أسندت أمِي رأسها وراحت بإغماءة فلم أملك إلا أن هززتُ ضياءً : أحكِي وش فيهم ، ووينهم، وينها نور..!
فًُتح الباب على مصراعيه حِينها وكانت مِي والحُزن يلّفها لفًا وبِإنكِسار تمشٍي غير أن خطواتها سريِعة بعض لشئ ووصلتنِِي بِسُرعة وبِذات السُّرعة وجدتنِي فِي أحضانها وأخذتُ فِي الصراخ
حينها تيّقنّت أن خبرًا سيئًا فِي الطريق إليِنَا ولم أشعر بِي إلا وأنا أصرخ وكأني غبتُ فِي نوبة هستيرية
_ لا ، لا يا نور ، نور لا ماعندي غيرك ، نور لاتروحين ، نور موكافي فقدنا أبوي؟
_ كُل هَذا وضياء لازال واقفًا ولم ينطق بِحرف واحد ورأسه لِلأرض ودموع تتساقط بِتُؤدة وكأنها مطر خفيف
_ ضي ، الصغيرة محتاجتك الآن وعليكم بِالصبر
صرختُ أقوى بعد أن تذكرتُ ماريا ويُتمها وتذكرتُ قولِي الذي لن أُسامحنِي عليه [ ليت يصير عندك ظرف وماتجين ] ضربتُ رأسي بِقُوّة : نور لا ، سامحينِي يا نور دعيت أن يصير عندك ظرف وماتجين
سامحيني يانور يتمّت بنتك ، سامحيني يانور ماكنت أقصد أنّك تموتين ،سامحيني يا ... نور فرحتي بضياء خلتني أتمنّى لك ماتوصلين مشآن ماتجرحينه ،س امحيني يا أم ماريا
سامحيني ياماريا سامحوني كلكم ، ليت متّ ، ليت متّ قبل أقولها يانور
سامحيني يمّه بِدعوتي حرمتك من بنتك
لا يانور لا ، ضياء جاء من زمان حنا ننتظره من زمــااااان ، نور من زمان مافرحنا ولما فرحنا رحتي ؟ نور لاتتركيني لاترووحـ .. ييين لا لاتروحين نور ، منو بيزوّج ضياء؟
موقلتي بِتخطبين له ستّ البنات ، قومي تعالي أنا بقنعه ، أنا بقنعه يعرس وأخطبي له بس تعالي ، نور لاتموتي
نور ضياء عنده لك مفاجأة ، نور خبّى عليك يبي يقول لك ويبيك تضمينه أنّه أشتغل ، لا ضياء لاتقول نور ماتت
لاتقووووووووووووووووووووول ، لاتقول
يُبا ، يُبا سامحني ، يُبا بتنتبه لِنور مو..!
يُبا نور بتوصلك ، يُبا ليه ما أخذتني أنا بعد ، يبا ليه ماتبيني ..؟
يُبا لاتخليني هنا كثير ، يُبا أتعبتني الدنيا يبا أنا بعد أبيك يُبا خذني أنا ورد نور لبنتها ، يُبا أنا محد يبيني ، أنا مالي أحد
يُبا لاتتأخر يُبا ، يُبا بنتظرك يُبــ... ا
ولم أشعر بِشئ بعدها



حِين تأخرت نور شعرتُ بِالقلق وحدسِي لم يخُب حين أتصلتُ آخر إتِصال بِبيت أهل سلمان وهذا الحدس لايُخولنِي لأن أُخبر أهلِي بِما أفكّر بِه
كان من عادة سلمان أن يأتِي بِسيارته كُلّ إجازة حسب ما أخبرتنِي نور بِآخر زِيارة وأكدّته ضي وأمِِي وسمعتُ سلمان يشتكِي فرامِل سيارته التي كُلّما أصلحها تعطلّت وكان قد فكر بِتغييرها غير أن ظروفه المادية ليست كما يجب
وهُناك أمور أهم مِن شراء سيّارة أوحتّى دفع قسط أول لها
وهذا مادعانِي لِلشك ، وحِين وصلت اللكزس السوداء بابنا تأكدتُ مِن أن صاحِبها يحملُ أخبارًا سيّئة
_ السلام عليكم
_ وعليكم السلام والرحمّة
_ معك اللِواء [ تركِي الـ ... ]
و بعد أن عرّفنِي على نفسه : هذا بيت أبو ضياء الله يرحمه..؟
_ أيه بيتهم ، خير يا الأخو..؟
_ ممممم لكم أخت ساكنة برّا الريّاض ..؟
حدسِي وسيارته وبيت أبو ضياء والقلق اليترامى فيّ جعلنِي أصرخ بِه : خذها مِن الآخر وهات الزبدة ، حرقت أعصابِي تراك
_ آسف يا الأخو نور بنت محمد الـ ... وزوجها سلمان أحمد الـ... أعطوكم عمرهم ، توفوّا بِحادث سيّارة بِطريق جدّة وربّك عازل الحِي عن الميّت لقينا بنت بِالمقعد الخلفِي والحمدلله أنّها كانت وراء وماجاها شئ
الآن يتم فحصها مِن أي كسور أو ضرر ياليت لو تجي مشآن لو هيّه طيبة تستلمها بعد ساعة والجِثث بكرة الصباح تستلمها والبُقاء براسك والدوام لِله يا أخ ضياء ، وآسف لِنقل الخبر
شعرتُ أن الدنيا تلفُّ بِي وكانت شكوك والآن صدّقها اليقين يّاااااه يا نور [ إنا لِله وإنّا إليه راجعُوُن ] الله يرحمك ، الله يرحمك ياسلمان
وجعُ ألمَّ بِي هُنا ، غير أنِي سرتُ دون أن أعرهُ إنتِباهًا وقلت : تماسك ياضياء ، تماسك ، هاتان الأثنتان عليك أن تُخبرهما وكُن أقوى
كنتُ أُحدث ذاتِي قبل أن أصل لِأمِي التِي ترتجف مُذ وصل اللواء ، يالِقلب الأم
كيف بِالله أخبرهُما والألم عاد يزُورنِي الآن وكيف أتماسك وأراهما قبل أن أنطق والإنهِيار بِعينيهما قد بدأ ..!
كبير هَذا عليّ ياربِي ، كبير ساعدنِي ياربِّي
ورُغم عجزي حتى عن الوقوف نطقتُ بِكلمات لا أعرف كيف خرجت مِن فمِي [ مممم آآ ,, يُمّه ... نُوُر وسلمان يُمّه ]
ورُغم تعبِي إلا أن شياطيِن الأنس والجِن قفزت فوق رأسِي بعد أن سألتنِي ضي : شُنو يقول تركِي ..!
ماهذهِ الأريحيّة بِنطق أسمه وكأن الذي يقف قِبالتها حائِط ، ومَن هُو تُركِي ..!
وكم رغبتُ لو أن الوقت غير هَذا الوقت لأوجّه لها صفعة حقيقة والحمدُلِله لم أفعلها فَبعد أن فُتح الباب بِقوة ورأيتُها ، رأيت صديقتها تتوجه لها سمعتُها تهمس لِضي وهِيَ تمسح على رأسها : تركِي خبرنِي قبل يوصل هِنا وقل لِي أجيك ركض
إذن كان أخاها ..! ولِهَذا فهو يعرف أن هَذا بيت أبا ضياء ومِن فور تلقيّه الخبر أتى إلى هُنا
لكن ..!
ماسرّ اللكزس الأسود..؟
يومًا ما سأعلم

صُراخ ضي قتل فِيّ كُلّ رغبة بِالحياة وخنق أجمل اللحظات التِي عُشتها بِهذا البيت مُذ عُدت وتذكرتُ ضحكنا هذا الصباح والظهر وتحذير أمِي لها
لكن مالذي تقوله ضي الآن ، كيف تقول أنّها دعت على نور ..!
يبدو أنها تهذي ، لا ، فصُراخها يعلو شئ فشئ أنها تعتذر مِن الجميع وتطلب السماح وتُنادي أبِي وكأنها تراه والأغرب تمدُّ يدها إليه
كُلّ هَذا وأنا أتألم هُنا وأُكابِر وكأن لا ألم بِي
وأُغميّ عليها وهِي تضم صديقتها وبِسرعة أخذت طريقِي وأخذتُ أمِي بِكرسيّها المُتحرك إلَى الداخِل فلن أستطِيع الجلوس فِي الحديقة وضيّ وأمِي فِي غير وعيهما وهِيَ وأنا وحدنا
أستنشقت أمِي العِطر الذي سكبتُ منه القليل فِي مِنديل وكنتُ فِي طريِقي لأن أُسلّمَ مي العِطر وسمعتُ أمي تُتمتم ، نُور ، نُور
لله صبرُكِ يا أم ، وكم مِن مصائِبُ عِظام وحدُك تحتملينها وترقرت دمعة بِعينيّ بعد أن تذكرتُ نُور ووعدها لِي بأنّها لن تتركُنِي دون أن تعرف مالذي حدث هُناك
آه يانُور
صبَّ فراقُك بِداخِلنا جرح لن يبرؤ ، وأيّ جرح بعد جرح موت الأحباب وفراقهُم فراق أبدي
ضممتُ أمِي وطلبتُ مِنها الصبر وذكرّتها بِمصائِب الآخرين ورددتْ بعدها [ إنا لِله وإنا إليهِ راجِعُوُن ]
فجأة وكأنّها تذكرت شيئًا : ضياء شنو صار عليهم بِالضبط ومنو حِي؟ سلمان حي ؟ وماريا ..!
وكأن أحدهم صبّ ماء بارِد عليها حِين وضعتُ رأسي على ركبتيها وبدأت أجهش كَطفلٍ صغير
أنّها ماريا التِي أبكتنِي ويُتمها
أخبرتُ أمِي أن ماريا يتيِمة الأبوين الآن ، فبكت أقوى وكانت دُموعها تُبللنِي
فجأة سمعنا صُراخ قادِم مِن الحديقة..!
_ ضياء ..!










.

الفصل الثانِي عشر



ربّاه نسيتُ ضيّ المُغمى عليها ومِي التِي لن تستطيع التَّصرف
وعدتُ أمِي بِعود سريِع حالما أرى مايحدث وأطمأنها
كانت مِي قد وصلت لِباب البيت الداخلِي وهتفت : ضي ياضياء ماصحت للآن وأبي أجلسها عالكرسي طاحت مِن يدي
هرعتُ راكِضًا لِضيّ و بعد أن أمسكتُ بِرسغها وأستمعتُ لِصوت نبضها صببتُ ماءً بارِدًا عَلى جبينها
فشهقت شهقّة خرجت روحِي أو هكذا شعرت مِن قوتها
ماذا أفعل الآن..!
الصغيرة هُناك واللواء تُركِي قال ساعة ولن أصل قبلها بِالتأكِيد وكيف أترك نِساء مفجوعات وحدهُن
وبِدون تفكير : لو سمحتِي يا مِي دقي لِتركِي وعطيني الجوال
وفعلت ماطلبتُ مِنها وأعطتنِي الجوال وجاء الرد : هلا مِي كيفهم الآن..!
_ السلام عليكم أخ تركي
_ مِن معي..!
_ معك ضياء ولد أبو ضياء ، وينك فيه الآن..!
صمتّ صمتًا بدا لي أنّه طويل وكدتُ أفقد أعصابِي وأصرخ عليه كما قد فعلت قبلها وكأنّه يستغرب أتصالي مِن هاتف أخته ويحقُ له وأيضًا سؤالِي له [ وينك فيه الآن .؟ ]
وكأننِي على معرفة سابِقَة بِه
_ أنا الآن بِالمستشفى أنتظرك تخلّص الإجراءات مشآن تستلم الجثث بُكرة وتدفن المرحومين
غاب كُلّ شئ عن خاطري ونسيتُ أن أُخبر أهل سلمان ، وكيف سأخُبرهم
_ مممم ، أخ تركِي الأهل ماهم بِخير ومافيني أطلع الآن وودّي أمرّ البنت أتطمّن عليها ، كثير أمور مو عارف كيف أتصرّف ، حايس وربّك ، أنا تعبان يا لِواء مافيني حيِل أنا مهدود حيِلي
وبكيت ، بكيت في حضرة أخته وحضرته وتِيه ضيّ وصُراخ أمِي بِالداخِل ترغب بِأن يطمأنها أحد
أبعدتُ الجوال عن أذني وأشرتُ لِمي أن تذهب لأمِي والغريب أنها أستجابت بِسرعة وذهبت لأمي وعادت بعد ثوانِي وضمّت ضيّ
كنتُ قد أنهيتُ المُكالمة بعد أن أعتذرتُ مِن تُركِي
ماذا أفعل الآن..! ياربّ وجهنِّي ياربّ
فكرتُ وفكرت وفكرت ، وجدتها : ضي بِسرعة هاتِي رقم عمِي عادِل
فلم تستجِب ، تذكرتُ أين رأيت جوالها بعد صلاة المغرب بعد آخر مُكالمة لِنور مِن جوال ضي ، على أريكة الصالة الصغيرة
أخذتهُ وعُدت أتصلتُ بِبيت عمِي ووجدتهُ بأسم [ ع . عادِل ]
وبين ذُهول ضيّ ودهشتها وفقدها وألمها ودمعها سمعتُ صوتها : لا ، لاتدق له
ولم أعرها إنتِباهًا غير أن نظرة عينيها سرقتنِي ولكن لاوقت لديّ ياضي
جاء الرد : مرحبا
_ من معِي ..!
_ أنت داق شنو تبِي..!
_ هذا بيت عمي عادِل ..!
_ عمّك..؟
_ أيه عمِي عادل ، من معِي سامر وإلا أحمد ؟
_ أنا أحمد ، أنت منو..!
[ لاحوووول وهذا وقته ] : أنا ضياء ولد عمّك محمد
_ ولد عمِي ؟ أيه أيه هلا بك
_ أحمد تدل بيتنا..!
_ وفيه أحد مايدل بيت عمّه ؟
_ ماعليك أمر لو تجيب أهلك هنا وتقول لعمِي يُمرنِّي ضروري
_ ليه خير ، وش فيه؟
_ أختِي الكبيرة وزوجها أعطوكم عمرهم وضروري أطلع مِن البيت الآن لِلمستشفى والأهل هِنا ومافيني أطلع ومحد معهم
_ طيب ، جايّك أنا الوالد برّا ، أترك له رسالة وأجيك سريع
_ تسوي خير بس بسرعة
_ يلا مسافة الطريق
_ أحمد ..!
_ هلا
_ لاتنسى الأهل
_ طيب


وصل أحمد بعد ربع ساعة ومعه أهله وتوجهوا لِلداخِل بعد أن نقلتُ ضيّ لِلصالة وطمأنتُ أمِي وأنتظرتُ أحمد فِي الحديقة
بعد أن سلّمتُ عليه وهممتُ بِصعود سيارته تذكرتُ موبايِلي ومحفظتي [ في أيش يعني بحتاجهم ] وأنا أعبث بِجيبِي
_ شئ نسيت..؟
_ أيه جوالي ومحفظتي ما أظنّهم مُهميّن
_ لا ممكن يدقوا لك البيت ، يلا سريع هاتهم وأنتظرك
وبعد أن طرقتُ الباب وأخذتُ طريقًا جلبتهما وعُدتُ لأحمد وأنطلقنا

فِي الطريق سمعتُه يُحادث أخيِه : ألو .. هلا بك ، لو تقدر تجِي مستشفى الـ ... لا ، أبد بِس بِنت عمّك أعطتك عمرها ، لا ، لا الكبيرة .. هيه وزوجها
الآن لاتكثر حكِي ياسامر وتعال لي هِناك ولد عمّك محتاس ، يلا أنتظرك
لم أشأ أن أسأله أو حتّى أستدر إليه فأنا أشعر بِإختِناق فضيع سببهُ الألم الذي أشعر بِه الآن وأسندتُ رأسي
وغبتُ فِي ألف فكرة وفكرة والألم يزداد

وهُناك حِين وصلنا رأيت اللواء وبِيده ماريا ، أنّها هِيَ اليتيمة
أنّها الصغيرة التِي فقدت الأم والأب وتساءلتُ بينِي وبيني كيف ستعيش..!
وكم آلمتنِي الإبتِسامة بشفتيها فلا علم لها بِما سيؤؤل إليه مصيرها
بِسرعة سلّمت ومددتُ يدي لآخذها منه وأستغربَ اللواء تصرّفي ورأيت هذا بِنظراته
ولأنِ لاحِيلة لِي على حمل شئ ولأن الألم يكبُر بِي أعطيتها أحمد وكأنّه كان أكثر أمانًا مِن تُركِي ، وبِسرعة أخبرته : بنتهم اللي نجت
_ ياقل حظّها
آلمتنِي كلمته ألم أكبر مِن الألم الذي أشعره ، الحقيقة مُرّة ومُؤلِمة دومًا ، هِيَ حقًا قليلة حظ ومالخطأ فِي قولها
تحدثتُ مع اللواء تركِي قليلاً وأعطيته رقم أهل سلمان فلا طاقة لِي عَلى حملُ كهذا أيضًا ويكفِينِي صوت الصُراخ الذي لازال يرّن بأذنِي
أنتهيتُ مِن الإجراءات وأخذتُ شهادتِيّ الوفاة وحملتُ صغيرتِي وخرجتُ مِن هُناك بِرفقة أحمد
لحظة..!
هل قُلتُ صغيرتِي..!





.


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 12-01-2011   #4


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (09:53 PM)
آبدآعاتي » 3,247,317
الاعجابات المتلقاة » 7387
الاعجابات المُرسلة » 3673
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل الثالث عشر


أنّها الدُّنيا الفانيِة ، الدُنيا الدنيّة التِي تسلب مِنّا أُناسِ نتنفسهم كَالحياة وما أصعبهُ فراقهم و ما أمرّه
صعب أن تتجسد الحسرة بِعينيك وأنتَ ترى رُوح تعيش بِالقرب منك يخنقك صوت بُكائها وتخنقُكَ رائِحتها بِرائِحتهم ، هَكذا كانت ماريا رائِحة لأمها تشمُّها أمِي كُل حين وتبكِي وتتحسّر
أمّا ضيّ فلازالت تلوم ذاتها وتُردد : أنا السبب ، أنا السبب
وأنتهت أيام العزاء وكُلّ الدنيا ترتدي السواد أو هكذا يُصوّر لنا حُزن فقدهم ولِلأبد
وُجُود ماريا فِي بيتنا رُغم الرُّوح التِي ملأت بيتنا وصوت صُراخ طفلة غمرَ السكون بِضوضاء إلا أنّه مُربِك ، مُربِك لِلحد الذي تدخل أمِي وضي بِنوبة حُزن ودموع لاتنتهيا مِنها إلا حِين تنام صغيرتِي
يالله ..! مابِي ، أنّها المرّة الثانيِة التِي أنطق بِها ، ( صغيرتِي ) كلِمَة لذيذة جِدًا وكم أسعدني الشعور بأبوة لِطفلة محرومة وليست أيّ طفلة أنها ابنة نور
أختار أهل سلمان أن يكون عزاء ابنهما هُناك وأن يُدفن هُناك بِمنطقة المحمديّة فِي جِدّة
ولأن ماريا صغيرة فلم يجد أهلها مانِعًا مِن أن تبقى معنا لِحين تكبُر وتُخيّر بِين هُنا وهُناك وكم أسعدَ أمِي هَذا الخبر
وكذا ضيّ ولا أُخفيكُم أنا أيضًا



حَياة جَديِدة ورُوتين آخر وصباح يحمل أمل آخر جديد ، وشوق يختزل الحنايا وحنين كبير لِطفلتِي أشعُره وحالما أعود أحملها بين يديّ والغريب
أنّها تضحك كُلّما رأتني وكم أنا سعِيد بها ، أنّها تقف الآن قليلاً ثم تسقط وتبتسم لنا بعد سقوطها
مرّ الآن شهر على وفاة نور وزوجها رحمهما المولى عزّ وجل
بعد وفاة نُوُر وزوجها وبعد زِيارة بنات عمِي لنا تِلك الليلة تكرّرت زياراتهم
وحسبما علمتُ مِن حديث أمِي وضي أن أسماءهما [ هُدى ، شذى ] ممم أسماء جميِلة جِدًا
أعنِي لا بأس بِهَا
بعد ليلة أحمد وسامر المُشرّفة ووقفتهُما معِي أصبحَ أحمد صديقِي بعد سيف ، تِلك الليلة صحيح أن سامر وصل للمستشفى بعد أن خرجنا مِن هُناك
لكنّه لم يتركنِي بعد تِلك الليلة كما قد فعل عمي وأحمد
وكم شعرتُ بِالإمتِنان وشكرتُ الله إذ رزق جدتِي بِعمِي عادل وإلا ماكان سيكون حالِي دونهما بعد الله
وكيف كنتُ سأتصرف ، يكفيك أن تشعر أنّ هُناك من يقف بِجانبك
وشعرتُ بِالأسى حِيال الكبير سامر، فسامر متزوج وللآن لم يُرزق بِإطفال وقد مضى على زواجه أربع سنوات ، ربِّ أرزقهُ الذُّريّة الصالِحة

ضجيج ملأ المكان بِصوت ضي : يمّه يلا الفُطور جاهِز مِشآن هُدى بِتمرّنِي مع السايق وبِنروح موعد ماريا الآن
_ يلا يايّمة ولاتنسي تمرّين السوق بعد طلعتك ترا بنت أختك ماعندها ملابس كثير كلهم صغرن عليها
َ_ طيّوووب يلا ماما موجود هِنا
طيّبَة ( أسم خادمتنَا ) التِي وصلت بعد أيام العزاء بِإسبوع وكم كان صاحب المكتب كريمًا فقد وصلت بِسرعة وحمدتُ الله كثيرًا فالحُزن أرهق ضي وكذا إنشِغالها بِصغيرتي
أخرّها عن الكثير مِن الأعمال وبِالذات أيام العزاء
تدخلتُ سريعًا : ليه ما أوديّك أنا ..!
_ وشغلك ياضياء ..!
_ أستأذن وبعدين البنك قرِيب مِن هنا
_ لا ، يكفي ياغالي أنّك غبت أسبوع كامِل وبِالزور اللِي أنقبل عذرك ولاتنسى أن ماصار لك شئ متوظف وبعدين هُدى معي
_ طيّب خل السوق عليّ بعد العشاء نطلع ومشآن مرّة وحدة نلّعب مروّي
_ هقوتك..!
_ أيه هقوتي
_ مدري أسأل هُدى أول وأرد لك خبر
_ ياسلام طاح كرتنا ياضيّ
_ هههه ماعمر كرتك بيطيح
_ بنشوف يابنت محمد ، ولاتنسي تردين عليّ مشآن سيف ممكن يمرّني من زمان ماقابلته
_ طيب

حملت ضيّ صغيرتِي بعد أن فرغنا مِن الإفطار وهمّت بِالخروج
_ ضي
_ هلا
_ ليه ماتلبسين نِقاب أحسن لك مِن هذا
_ تعوّدت ع اللِثام ياضياء ومافيني ألبس نِقاب ثم أن عيوني تعوّرني لو لبست النقاب مدري ليه
_ مدري ما أحس أنّه يسترك يعني يطلّع حواجبك وشئ مِن جبينك
_ ضياء ممكن نسولف بهالموضوع بعدين بنتأخر عالموعد !
_ أكيد ممكن
_ سي يو
_ ربي يحفظك








.


الفصل الرابع عشر


بعد أن خرجت ضيّ فكرّت كثيرًا بِأمور كثيرة وقررت أن أفتح مع ضيّ الموضوع الليلة
_ يُمّه ماكأنك تأخرت..!
_ على؟
_ شغلك
نظرتُ لِلساعة : تؤ يُمّه ليه توّك تنبهيني كنت شارد
_ وكاني نبهتك ولاتشرد كثير
_ ولايهمّك ، شئ تآمرين..!
_ لا ، ربي يحفظك


بِالمستشفى

_ مُنى ال... ، منى ال.....
_ مو كأنه أسم حرمة أخوي
_ أش فيك هُدى شلون أسمها وهيّه ماهي بِغرفة إنتِظار الحريم
_ ضي شوفي السستر حق أي غرفة اللي تناديها !
_ مدري بس أشوفها تدخل غرفة الدكتور سُميّة حق النساء والولادة
_ وربك..؟
_ أيه ليه؟
_ ياربّ حامل يارب
_ يارب ربي يسمع منك يا هُدى
_ الله ، لو تحمل كان يفرح سامر وأحمد يرقص ليش أنه بيصير عم وأنا وشذّو بنذبح روحنا مشتريات وتجهيز
_ ربي يعطيكم مناكم وتجيكم قمرة زي اللي عندنا
( وهززتُ ماريا بين يدي ) فضحكت
_ هدايّ شوفي تضحك بعد التطعيم بس بتبكي مو..؟
_ عادي تقول شذوه حطي لها بس كمادات مكان التطعيمة وخلاص
_ مابتحرّها..؟
بِسخرية : والله ماسألت أتصل أسأل ..!
_ هه بايخة وربي خايفة عليها ياهُدى حسي فيني وبلاش تريقة
_ تعرفي ..!
_ شو..!
_ شكلِي بِحرّم أطلع معك يا حظي
_ مو حلو..؟
_ منو
_ حظّك اللي هوه أنا
_ والله كانك بتصيرين حرمة أخوي ياحظي المايل أو زي مايقولوا المصريين يابختي المايل
خشيتُ أن أفقد أعصابِي بِهدوء قلتُ لها : شكلي أنا اللي بِحرّم أطلع معك ولاتجيبين لي سيرة أخوك طيب..!
نظرت لِي وكأنها تبحث عن بعض مِن ملامح لِضي التِي كانت تتحدث قبل قليل غير أنّها لم ترى إلا التجهّم وبقيتْ طوال الوقت صامِتة
بعد أن جاء دورنا دخلت مع ماريا التِي تقطعّتُ وهِيَ تتشبت بي وتصرُخ وبكيت معها
خرجنا من المستشفى وفِي الطريق سألتُ هُدى عن السوق فأجابت بإقتِضاب : لا بروح البيت أخاف تشوتيني
_ هههه عجبتني أشوتك بس لاتعيدينها
_ أيه أضحكي من شوي كأنّك وحش ، مالت عليّ أنا اللي جيت معك من زينك عاد
_ أسم أخوك يجيب لي الحريقة والطاعون والعصبية والنقرس والضغط والسكري والـ...
_ بس ، بس أن شاء الله أخوي الميّت عليك ألحين
_ مابيه يموت عليه
_ صدق ضيّوه لهالدرجة تكرهينه..!
_ هُدى وليه أكره ولد عمِي ، أنا بس كرهت طاري أسمه من كثر ما أبوك الله يهداه يعيد لي السالفة مليون مرّة بِالشهر
_ أحمدي ربّك عاد في أحد يبيك ياهبلة
_ والله ، وليه؟
_ غيرك يبي بس أحد يطالعه [ وكانت تقصد ذاتها ]
هُدى فتاة ناعِمة أقرب لِلنعومة من الجمال بيضاء أنفها صغير وشِفاهها صغيرة وعينيها ناعستين شعرها طويل ناعِم وطويلة نوعًا ما وأنيِقة والأهم مِن كُل هَذا طيّبة وخلوقة ومعدن أصلي
بِعكس أختها شذى الصارِخة الجمال والفرق بينها وبين هُدى كالفرق بيني وبين نور يرحمها الله
شذى جمالها كجمال نور وأنا كَهُدى غير أن مِي وبعد جلسات عِدّة معهن تقول أنني أجمل و [ مَن يَشهد لِلعروسة ] ..!
عمِي عادل وأمِي قالا أن نُور يرحمها الله وشذى جمالهما كَجمال جدتي يرحمها الله
شذى تصغُرنِي بِعامين وهُدى بِعام
شذى تدرس بكلية ِالتمريِض وهُدى علم نفس وكم أغبطهما ، آه يرحم الله نورًا التِي حتمًا سأفعل بِماقالت سَأُكمِل دراستِي فِي العام القادم وأن كان إنتِساب
تذكرتُ ماريا وتألمتُ لِحالها وتساءلتُ بيني وبينِي ، كيف ستعيش هذهِ الطفلة..؟
لا أعلم لِمَ تذكرتُ تركِي وتساءلت هل سَيقبل بِها بيننا ، وبِسرعة نفضتُ رأسي فلا رغبة لِي بِالزواج وأن كان مِن الرُّوح تُركِي على الأقل الآن
وضممتُ ماريا أقوى ودمعة جريئة سقطت فسارعتُ بِمسحها
ألتفتُ إلى هُدى وهِيَ شارِدة : هدايّ حووه
_ هلا ضي
_ بشنو تفكرين..!
_ مدري كثير شغلات من شئ لشئ
_ وش قلتي نروح السوق الآن ؟
_ تبين الجد ..؟
_ لا أبي العم ههه
_ مو وقتك ، جد والله مالي خلق رغم أن ودّي أتشرى لِهالقمرة ، أسمعِي لو رحتي الليلة روحِي زارا وتاب ألويا ومُرّي سيرجنت ميجور أحيان تطلع عنده شغلات حلوة
ولاتنسين تآخذين بربتوزات مشآن تكييف الليل
_ ممممم مابروح بدونك وبعدين جاء الوقت اللِي أجهّز لها غرفة ياهُدى سريري بدأ يضيق علينا أحنا الثنتين ومفكرّة أفضيّ المخزن اللي جنب غرفتي مشآنها
_ حلو ، قوِلِي متّى وأجيك وأجيب معي سوماتِي ونتساعد أنا وأنتي وهيّة وطيّبة
_ بكرة أش رأيك..!
_ حلو ، دقي لي أول ماتصحين وأجيك وتراي بتغذى عندكم
_ ليه ماتنزلين معي الآن ، عندي حماس خل نبدأ اليوم
_ تشوفين كذا ؟
_ أيه يلا ، ودامك زهقانة ، دقي لِشذى وقولي لها تنزل عندنا وإلا أقول لك أنا بدق
_ أوك وأنا بدق لأمي
أخذتُ جوالي وأتصلت [ بِشذى الورد ]
_ مرحبا
_ مراحب ، هلا ضي
_ حبيبي شذى هدايّه عندي والغذاء هنا ، تخاوين..!
_ أيه أخاوي وليش لا
_ طيب ، جيبي معك حلاوة لمروّي مِن هذاك اللي طويل دورته بِالماركت ومالقيته
_ أقول ، من ألحين بتدمرين أسنانها وتو بدو يطلعون
_ حبيبتي كلامك هذا بالمستشفى مو عندنا وبعدين مابي أحرمها من شئ
_ لاحوول ، أمرنا لله
_ بتجيبين؟
_ أكيد ، أخاف ما أدخل بيتكم لو ماجبت
_ أفا عليك بس
_ هههه سي يو
_ سي يو


أتصلت هُدى بأمّها وأعلمتها ورأيتها تتصل بِرقم آخر أيضًا وضغطت السماعة الخارجيّة
_ هلا بهُدى الروح
_ هلا بأحمد الروح
_ شئ تآمرين..!
_ أيه ، ومايآمر عليك عدو أبي تجيب سوماتِي لبيت عمي محمد
_ ليه ..!
_ أنا ببيت عمي بتغذى معهم وعندنا شغل أنا وضي ونحتاجها
_ أنتي ومين؟
_ أنا وضي
_ أحلى ، دام مع ضي أجيك طيران
وهِيَ تنظر لي : ههههههه ، أوك
_ أقول هُدى طوق الطهارة عندك وإلا عند شذى..؟
_ مدري ممكن أنها عندها ماشفتها أصلاً
_ أسأل سوماتي عنها تقول أخت أنته يشيل ، أسألها مين ؟ تقول لي مافي معلوم بس أنا حطيتي هنا ومافي شوف
_ مدري دق لِشذى شوفها
_ طيّب ، يلا أخلّص أموري هنا بِالمكتب وأجي
_ طيب يلا مع السلامة
_ مع السلامة

ضربتها على كتفها فضحكت وكأني قمتُ بِدغدغتها
رنّ تلفونها وأجابت ووضعت السماعة الخارجية
_ هلا بو حميد
_ هلا هدايّة ، آآآ ، أقول هُدى أنا ماني معزوم عالغذاء معكم
تأففتُ فأنفجرت هُدى ضاحِكة ولم أعلم ماتنوي قوله وإلا خنقتُها
_ تصدق ، تو بنت عمِي تغصبنِي أدق لك مشآن تجي تتغذى عندنا
ضربتها ضربة قوية ومالت ماريا على إثرها فتأوهتْ وضحكَ أحمد عليها
_ مع السلامه ياهُدى وبلاش كذب ، ماهو مرغوب فيني عارف
شعرتُ بِالأسى بعد كلماتهُ الأخيرة وكم وددتُ لو أفتح باب السيارة وأرمِي هُدى
_ زين ألحين يوم اللي خليتيه يقول هالحكي ..؟
_ ماشاء الله خايفة على مشاعره؟
_ بلا هبال مو مسألة خايفة على مشاعره ، ما أحبّك تتصرفين من هذا [ وأشرتُ على رأسها ] المتنّك
_ جزاي اللي أبي أوفق رأسين بِالحلال
_ يسمونك بس
_ ههههه
وصلنا لِلبيت وأعطيت طيّبة ماريا وبدأنا أنا وهُدى ريثما تنتهِي أمِي مِن قِراءة القرآن ثم نُعطيها ماريا
وبعد ربع ساعة جاءت رضيّة ومعها سوماتِي وفرغنا خِلال ساعة ونصف ، وقمتُ بِتوزيع أغراض المخزن مابين الحديقة ومخزن المطبخ على الرفوف
وحقيقة كان يُفترض بِي منذُ زمن تفريغ الغرفة والإستِفادة منها فلا يوجد بِها الشئ الكثير وماأرهقنا سِوى الغبار
أصبحت الغُرفة جاهِزة ومابقِيّ سِوى دهن الجِدار وشِراء الأثات ونقل ملابِس ماريا بعدها
أعدّت طيّبة الغذاء وأنا وهُدى السلطة والحلى وجهزّنا فواكة السفرة وغيرها
لا أعلم لِمَ أشعر بِالذنب حِيال كلمات أحمد الأخيرة ولازلتُ أتذكرها وأشغلنِي هذا الأحمد طوال فترة ترتيبنا لِغرفة ماريا
أحمد شابّ متميّز كما أخبرنِي ضياء وشَهم ولم يُقصرّ معنا بأي شئ ، ذكِي
والأدهى مِن هَذا أنّ أخواته دائمًا مايتحدثن وكأنّ هذا الشخص يُحبنِي ويرغُب بِي حقيقة
كنتُ أظن أن هذهِ رغبّة عمِي فقط وأن الأمر فُرض عَلى كِلانا ولكن..!
أحمد يُحبنِي ..!








.


الفصل الخامِس عشر



أسرار مُخبئة بدأت ترى النُّوُر وحقائِق ظنّها الظن بِخيِبَة لاذعة وكم كان الواقع مُختلفًا ومُغاير
بعد أن وصلت شذى أخبرتنا أن مَن أوصلها أحمد وهُو فِي طريق العودة إلى البيت الآن
سحبتُ مُوبايلِي وخرجتُ مِن المطبخ وضغطتُ الأزرار [ ضياء عيوني ]
_ هلا ضياء كم بقي لك وتوصل البيت..!
_ ليه!
_ كم بقي ، يعني الآن طلعت من الدوام..؟
_ أيه ، في شئ؟
_ ماشئ بس الصراحة ولد عمّي أحمد يسأل خواته أن كانه معزوم برضه لأنهم عندي لو تدق له تشوفه وتقول له يجي
_ أحمد ولد عمي..!
_ أيه ، أش فيك..؟
_ ولاشئ ، بس كاني واقف معه وألحين أجيبه معي يلا سلام
شهقتُ شهقة كتمتُ آخرها وقلتُ أكلمنِي : ( يخرب بيتك ياضي ، الآن هو معه وبيحسب اني مهتمّه وأبيه يتغذى معنا )

دخلتُ المطبخ وأخبرتهُن أن أحمد قادم فنظرنّ إلى بعضهن ثم إلِيّ ثم لِبعضهن وبِبرود مُصطنع : أش فيكم..!
هُدى بِدهشة : أي أحمد ، أحمد أخوي ..!
_ لا أحمد ولد الجيران
ضحكنا أنا وشذى على هُدى ونظرت لِي هُدى بِنظرة فهمتها وأسرعتُ فِي القول : غمضنِي يوم أنّه قال ماهو مرغوب فيه ودقيّت لضياء لما قالت شذى أنّه راجع
والمصيِبة أن ضياء كان معه لما دقيت
نظرن لِي مُجددًا ثم لِبعضهن وضحكن عليّ حينَ أكتسى وجهِي بِحمرة
لستُ أعلم سر خجلِي ولستُ أعلم لِمَ تخيّلتُ شكل أحمد ووجههُ تعلوه أبتِسامة وتذكرتُ صوته وهو يقول : هلا بهُدى الرُّوُح
[ معقول علاقته بِخواته مثل علاقتِي بِضياء ، ومعقول أحمد حنون مثل ضياء..! وليه أنا كنت أحسبه شخصيّة غير ، يوووه ألحين أنا ليه أفكرّ فيه ]
وعدتُ لِواقعِي وجهزّنا الغذاء وأنتهينا مِنه وبدأنا جلسة الشاي وطوالها كنتُ أقنع شذى بِالذهاب معنا وهِيَ تقول أنّها مُتعبة ونَعِسَة وأخيرًا وافقت
أخبرنِي ضياء أنّه أتفقّ مع أحمد على الخروج الليلة لِلسوق معنا وبِداخلِي : [ ماكو فكّة ]
مرّ وقت العصر بِسرعة وأنا وأمِي وبنات عمِي فِي الحديقة وضياء وأحمد خرجا مِن البيت
زارتنا جارتنا أم سيف وأكتملت الجلسة بِحكاويها الجميلة التِي يتخللها حكايا حدثت قبل أن نُولد ولاعبت ماريا وتحسرّتْ على شباب نور وأصبحت الجلسة مُرّة بعد ذكرها
وما أربكَ الجو بكاء ماريا المُفاجئ ، حاولتُ وكثيرًا إسكاتها وهيهات أخذتها طيّبة وسوماتِي وأمِي وأخفقتا ، ثم شذى ولاسبيل
مدّت هُدى يديها لها وأخذتها : بس بس حبيبي مروّي بس
وأسندت رأسها على صدرها وبدأت تُغنّي لها غناوي الجدّات فهدأت ونامت إلى أن جاء وقت خُروجنا ولأنّها سَتُربِكُنا أعطيتها أمِي وأستعدّينا لِلخروج
كنتُ أظنُّ أننِي وضياء فِي سيارتنا وأحمد وهُدى وشذى فِي سيارتهم ، غير أن ضياء غيّر كُلّ هَذا بِإشارة لأحمد فترّجل وتحدّثا قليلاً
فِي هَذا الوقت كانت هُدى ترفع يديها تُودعنّي وبِحُضنها ماريا التِي تشبثَت بِهُدى منذُ العصر ، بعدها رأيتُ أحمد يُشير لأخواته ويتوّجه لِسيارتنا
_ ضي يلا وراء أحمد جاي معنا
_ ليه..!
_ بدون ليه ماله داعِي سيارتين وحنا قليل وبعدين كذا كذا هو راد حتّى يآخذ سوماتِي
_ لاحووووول
_ شنو..!
_ أقول تآمر أمر
أبتسم ضياء ونزلتُ مِن مكانِي وصعدتُ خلف ضِياء وشذى بِقُربِي وهُدى خلف أحمد
وأخذتُ ماريا مِن هُدى حتّى تأُخذ راحتها غير أنها عادت لِلبُكاء وأخذتها شذى وذات الحال
_ ممكن لأن وراء عندكم ضِيق هاتوها هِنا
_ بتزعجك يا أحمد
_ أش دعوة ياضياء ، شذى أعطنيها
أردتُ التدخُل وكانت شذى أسرع مِني ، أعطتهُ إيّاها ضمّها فَهدأت قليلاً ثم وضع سبابته بِراحة يدها وأمسكته بِقوة وهزة خفيفة فنامت
ماالسُرّ فِي هُدى والآن أحمد ، وماريا مابِها ، هل تتألم جرّاء تطعيمة اليوم ..؟ رُغم أنني وضعتُ الكمادات لها ظهرًا وشذى فِي المساء
ليت أني أعطيتها طيّبة وأمِي ، لكِن سَتبدأ بِالصُراخ كما عصر اليوم على الأقل الآن معِي هُدى
قطع تفكيري صوت جوالي [ أسافر عنك وتسافر معايا ، ترافقنِي فِي حِلّي وإرتِحالي ] ضغطتُ الزر فجآني صوتها :
_ هلا
وبِصوت مُنخفض : هلا بك يا غلا
_ هلا ضي
_ هلا
_ مممم آآآ ، ضي ..!
_ لبيّه
_ وينك فيه الآن..!
_ طالعة مع بنات عمِي السوق ، ليه!
_ ممممم ، طيّب أبيك بموضوع ضروري
_ مِي أش فيك..!
رفع ضياء بصره ينظر لِي مِن المرآة الأماميّة وعمَّ الصمت السيّارة والكُلّ يُصغِي وأزعجبنِي وُجود أحمد معنا مِمّا أضطرنِي إلى أن أُخفِض صوتِي أكثر
_ مي..!
بِصوت مبحوح : هلا ياضي عيني
والخوف يأكلنِي بِعُنف : أش فيك ، تبكين يامي..! ، علميني أش صاير ..!
_ محتاجتك موووت ياضي
_ يالبّى كلِي أنتي ، كلي لك بس أحكي وش فيك ، أمرّك..!
_ لا ، لا خلّصي شغلك وبكرة أنا أجيك أن شاء الله
_ طيّب لاتبكين أتفقنا..!
وكأنها زادت بِالبُكاء : طيّب
بِصُراخ خافِت: مِي الله يرضى لِي عليك لاتحرقين أعصابِي أحكي الآن شنو فيك..!
_ خلاص ياضي أنا ماعندي سالفة وبعدين أحكي لك لاتشغلين بالك يلا سلمّي لي على هُدى وشذى
_ طيب ، أنتبهيلك عشاني
_ طيب وأنتي

.







.



الفصل السادس عشر


أبرة الكورتزون التِي تأخُذها مِي بين فترة وأخرى هِيَ هاجسِي الوحِيد الآن..!
وبُكاءها قتلنِي وبِصوت مخنوق : تسلّم عليكم مي يابنات
قالت شذى : ربي يسلّمها
وبِقلق سألتنِي هُدى : أش فيها مِي..!
_ وربّك مدري تبكِي بكِي وتبيّن أن مابها شئ وما أعرف شنو فيها تقول بكرة ممكن تجي
_ أخاف أنها محتاجتك الآن ياضي ، مرّي عليها
_ تهقين ..!
_ أيه ، بس الآن بعدّنا عن حي الريّان
_ بس أرد أكلمها وربّك يعين
تُعانِي مي مِن مرض لا يُمكننا أن نُسميّة خطير ولكن مرض يتفاقم فِيها ويعيثُ فِي جسدها وهِيَ تنحل يومًا بعد يوم
هَذا المرض قد يُفقدها وعيّها فِي أي لحظة ، ياربِّ تشفِي مِي ، ياربّ
وأنتبهتُ لِحركة أحمد التِي حكرتها ماريا فقُلت : ضياء لو تآخذ ماريا مِن ولد عمِي
أجاب وكم تمنيّت لو أننِي لم أنطُق بِحرف : لا خليها يابنت عمِي إذا تعبت أعطيكِي هيّه
نظرَ لِي ضياء مرّة أخرى عبر مرآة السيّارة ولا أعلم ماسبب نظرتُه الآن


أيعلم أحدكم كيف الشعور حِين يتكوّن الفرح بِداخلكم شيئًا فشيئًا حتّى أنّهُ يسلب مِنك أناك..!
هَذا أنا وِبِبساطة الآن
شخصيّة لن تَتعرّفوا عليها الآن
فقط أردتُ أن أخبركم بِحجم فرحِي ، فقط



كانت ليلة مُرهِقَة حقًا خصوصًا مع بُكاء صغيرتِي المُتزايد والتِي أعتادت على ابنة عمِي
إلا أننا فرغنا مِن شِراء حاجيات الصغيرة وأخترنا أثاث لِغرفتها التِي ستقطنها قريبًا وكم أنا سعِيد بِهذا
حتّى إذا ما أرهقت ضِي بِالصُراخ ليلاً ضممتها ونمت معها فِي سريرها
ممممم ، أعشق الطفولة والبراءة وأعشق فِي هَذه الجميلة رغبتها بِالحياة وإبتِسامتها العذبة
شئ ما أرهقنِي غير هَذه الطفلة ، مزاج ضي بعد مُكالمة صديقتها لها
يالله ، كيف أنني نسيتُ أمر التركِي ، أرغبُ حقًا بِسؤال ضي الشئ الكثير
آها تذكرت ، كانتا تِلك الليلة تتكلما عن شخص رفضتهُ ضي وهُو ذاته التي سألت ضي عنه لدى مي أن كان بِخير أم لا
وسمعتهما تقولان شئ ما يُشبه رفض وقتل وسؤال ضي عن اللواء بِأريحية ليلة وفاة نور
وأيضًا قول مي ليلة وفاة نور أن تركي حادثها وأخبرها أن تأتي إلى هُنا
حسنًا أن كان تركِي أخ لِمي من الذي تقدم ومن الذي رفض؟ ، مابي بدأتُ أسكر نُعاسًا وأُهلوس؟
لا الآن رتبّكَ ياضياء [ تركي أخو مي ويبي أختي ، وتقدم لها ورفضته ، بس شنو سبب الرفض ، لاحوول راسي بدأ يُوجعنِي وأنا مِن كثر التفكير عييّت أنام ، يلا ضياء نام ، نام ]


بعد أن ودّعتُ بنات عمِي وصعدن لِسيّارة أحمد لمحتُ الأخير ينظر لِي بِتيه
حتّى أنّه لم ينتبه لِهُدى التِي أقتربت مِن أُذنه وقالت : حوووه
_ يلعن أبليسك ، ليه كذا..!
_ من اليوم أحكي معك وأنت بعالم ثاني
_ خلصتن ..؟
_ أيه بقي كيسين يرجع لهم الآن ضياء
_ يلا نادي سوماتي
_ طيّب
كان ينتظرهن فِي السيّارة بعد أن نزلن يحملن معِي الأكياس الصغيرة ، أمّا ضياء فقد حمل العِلب الكبيرة والأكياس الملئى بِالألعاب الثقيِلة
أشعرُ بِرغبة فِي الكِتابة الليلة ولا أدري ما سوف أُدوّن
وقبل كُلّ هَذا سأحادث مِي التي أشغلتنِي طُوال الليلة وأخذتُ موبايلي بعد أن غيّرتُ ملابِس ماريا وغطيّتها وأشعلتُ نور غرفتي الخافِت وأتصلّت
[ ردّي يامي ، ردّي ]
غريِب أمركِ يامي
سأتصل بِالبيت ونظرتُ لِلساعة فلم تصل لِلثانية عشرة بعد صوت الرنين المُتوالي أزعجني وخشيتُ أن لارد
_ مرحبا
بِحرج كبير وحياء : آآ ألو السلام عليكم
_ أهلا وعليكم السلام والرحمة
_ مُمكن أكلم مِي ..!
_ أيه مُمكن لحظة
زفرتُ بعد أن طرح الهاتف مِن يديه فأنا لا أعلم أن كان تُركِي أم حميِد ، جاءنِي صوتها بعد إنتِظار شعرتُ بِه طويلاً: هلا
_ هلا بك ، مي وينه جوالك..!
_ معي بس سايلنت
_ ياسلام ، موقايلة لك بدق
_ إلا ، بس نسيته وبيني وبينك مالي خلق أحم أحم
_ طيّب يلا أحكي لي..!
_ ممممم آ آ ... خير خير ، والله
_ مي حولك أحد
_ أي ماتحسيّن أن الليلة الجو حار
_ آها فهمت عليك يلا روحي غرفتك وأحتريني عالجوال
_ أوك تصبحين على خير
_ دُبا لاتنامين بحكيك عالجوال
_ أوك كُح كُح
_ هههه مافهمتك الا توّ
_ يلا باي سلمي على أمك
_ هههه باي

بد لحظات أتصلتُ على موبايلها وردّت بِسرعة :
_ هلا مي ، يلا أحكِي بالِي مشغول مرّة مِن وقت العِشاء
_ ممممم ، تفهمين عليّ وتسمعيني كويّس ياضيّ ..!
_ ومن متى مافهمتك ولاسمعتك زين..!
_ مو قصدي ياضي بس أبيك تفهمي وضعي وربي صعب أحكي لك بس شنو أسوّي [ وعادت لِلبُكاء ] تعبت ياضي
_ لاحووول مي لاتشغلي بالي يلا أسمعك
_ جِد وربِي جد ياضي مو عارفة كيف ابدأ
_ ياغلا الضي كُلّي لكِ آذان صاغِية
_ طيب

قالت مِي مابِخاطرها وهِي تبكِي وبِدوري بكيتُ وَ دموعِي تتساقط تُباعًا

.



.


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 12-01-2011   #5


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (09:53 PM)
آبدآعاتي » 3,247,317
الاعجابات المتلقاة » 7387
الاعجابات المُرسلة » 3673
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل السابع عشر



ما أصعب أن يهزمك الدمع حِينَ تضطر إلى نسج كلمات وداع لأناس تنفسهم يعني لك حياة
وما أسهل أن يرحلوا وما أمرّ أن يرفعوا يد كانت قد ضمّت يدك يومًا وتراها الآن تُلّوح لك وكأنهم ماكانوا ولاكُنّا
آه يامِي حقيقة اليوم أستعصى عليّ فهمُكِ ولم أسمعكِ جيدًا ، هل فقدتُ قُدرتِي عَلى إمتِصاص ألمكِ وهمّكِ
هل فقدتُ قُدرتي على تطويقُكِ بِحنان الدنيا كما أمام كُلّ موقف!
سامحِينِي يامِي
سامحينِي
ذبول رافق لحظاتِي ورغبة بِخنق كُل التفاصِيل وأدًا!
لِمَاذا يا تُركِي ، لِمَاذا..!
وأنا التِي تحتاجُ قوة بِك ، وأنا التِي ربطت وعلّقت مصيرها بِك ، حتَى الطفلة اليتيمة التِي تقطنُ حُضنِي الآن
تخيلتها بإحضانك ذاتَ يوم وهِي تُناديكَ بابا
أيُّ شُعور غبِي أخذنِي نحوك الآن وأنا التِي قررتُ نسيانك وردمها ذكراك وأن رفضتُ سِواك
يالله!
وكيف نسجتُ هكذا تفكير وكم سعدتُ به لحظتها وكأنه نسيج أمان لِي ولها
أي إحساس أخذنِي نحوك بعد أن غلّفنِي الزمن بِخُذلان عظيم وما أستطعتُ أنتَ أيضًا إلا خُذلانًا
وما أستطعتَ إلا ألمًا !
تعال الآن ، وعِث بِالقلب جرحًا وإهده نسيانًا قبلَ الرحيِل
كان بِإمكانكَ الرحيل دون فعلها ، دون جرحِي ، دونَ خيانتِي و دون قتلِي
آه وأيُّ قتل يا أنت أهديتنِي..!
ليتُكِ لم تُخبرينِي يامي ، ليتكِ ليتنِي مُت قبلها وكنتُ نسيًا منسيًا

أخبرتنِي الأخيرة أنّها بِحاجة فُحوصات خارِج البِلاد وأنّها مُضطرة وخِلال أيّام أن تطير إلى لندن ورحبتُ بِالفكرة وشجعتها فقد يجد جديد هناك وتكون تقارير التعليمِي والحرس وغيره خاطِئة
ثم أخبرتنِي بِالصاعِقة التِي قتلتني بعد أن سألتها لِم ليسَ الآن ولِم بعد أيام..؟
قالت : بيروح معي تركي لأن حميد مرتبط بجامعته هنا ومشآن كذا .... بِـ ي [ وعادت لِلبكاء مِن جديد ]
وصمتت قليلاً ثم عادت لِلبكاء وأكملت بِبحّة غُبن : بِيتزوج ياضي ، تقدم تركِي لِتمارا بنت عمِي ياضي
وكمَن صُب عليها ماء بارد أو حِمم أو نار أو كُرات ثلج ، مزيجُ أختلط وأنا وعاثّ بِروحي ألمًا وكم تمنيتُ الموت لحظتها غير أني
صمتّ كعادتِي ومِي تستحثنِي على الكلام ، السؤال أو حتّى الصراخ و الصمت كان نهجِي
مرّت لحظات ومِي تتحدث وغبنُ أحتل قصبتِي فأعجزني عن الكلام ، رأيت الكثير مِن أهوال الموتى حينها القبر والديدان وشعرتُ بِالموت
هذا كُلّه شعرت به وما أصبرنِي فلازلتُ واقفة ولم أسقط بعد

جلستُ أفكر وكمن يُريد ترتيب الأمور بِداخل عقله ، يَااااه
مِي مُسافِرة لِلفحوصات وسيسافر معها أخيها غير أنّه قرر قبل كُل شئ قتلِي ، تقدم لِخطبة أخرى بِرضا كامِل منه ودون أي مقدمات
وأنا التِي أقسمت على أن لا أكون لِسواه وكم كانَ لذيذًا طعمُ حُلمِي الذي غذا علقمًا ..
مات ، ماتَ الحُلم كَنور ، كموت نور ، آه يانور ليت أنكِ هُنا ليت أنّك هُنا
ليت أني مادعوتُ عليك ، ليتَ أنِي ما تمنيّت تأخيرك ، يالله أرحمنِي وخُذنِي إليك
خُذنِي يالله ، توفنِي تعبتُ تعبتُ تعبتُ
نور ضمينِي الآن ، تعالي يا نورشوفِي يديّ مديتها يلا خذينِي ، خذيني يانور
كنتُ أراها تبتسم كما عادتها ، أنّها تُحادثتني الآن : أبيك أقوى ياضي ، أقوى أقوى
_ كيف يانور ..؟ تعالي ضمينِي أعطيني قوة منك ، أدفني رأسي بِصدركِ ضميني يانور أنا ماعندي أحد ماعندي أحد
منو بيمسح ع راسي لابكيت ألحين ، منو بيمسح دموعي ، منو بينصحني ، منو..!
يلا تعالي ، تعالي يانووووووووور آه

كم مرة أتعب مشآن أتعلم ، كم مرة أموت عشان أتعلم
لازم يادنيا أتألم لازم..؟
جاء الصوت عالياً هذهِ المرّة ودخلتُ بِنوبة بُكاء أشبه ماتكون بِهستيريا ورحتُ أضرب بِكُلّ شئ أمامِي
معاقِل الألم إزدادت الآن وماعليّ سِوى ركلها ، ورحتُ أركل الهواء وأضربُ الحائِط وأضربني وأكسر الأشياء وأنا أُردد : ليه ، ليه!
لم أنتبِه لِلباب الذي فُتِح والداخل إلى غرفتي ، ورحت أضربُنِي وبِصوت باكِي : ليه أنا غبيّة ..؟
ليه ياتركي ، ليه يامي
ليه ..! ليه الله ياخذني الله ياخذني ، حرام عليكم ، ماتعرف ياتركي أن الضرب بِالميّت حرام ماتعرف..!
آه ياربي آه آه
وألم يقتلني بِرأسي والرؤية ضبابية وشعرتُ بِالدنيا تدور ولم أرى سوى الظلام


.


.





الفصل الثامِن عشر


رغُم النُعاس الذي أرهق جفنيّ فأسدلهما ورغم كثرة التفكير إلا أن النوم أطاعني أو أنا أطعته
شعرتُ أنّه حالما أغلقتُ عينيّ أنتبهتُ وصوت إرتِطامُ قوي بِجانب غرفتي الأيسر ، أنّها غرفة ضي
وكأن شيئًا قوي واقع عليها ، نهضتُ بِسرعة وتوجهتُ إليها فتحتُ الباب بِهدوء خشيّة مِمّا سأرى
أنها ضي تضربُ ذاتها وتصرخ ليه ، ليه!
ليه ياتركي ، ليه يامي..!
أردتُ أن أقترب مِنها غير أنها بدأت تضربُ الأشياء بِشكل جنوني وكأنها شخص مجنون فرّ مِن مصحُ
بِصوت هامِس : ضي حبيبيتِي أش فيك..!
ولم تسمعنِي أقتربتُ منها أكثر غير أنّها قالتها : ليه ..! ليه الله ياخذني الله ياخذني ، حرام عليكم ماتعرف ياتركي أن الضرب بِالميّت حرام ماتعرف..!
آه ياربي آه آه
و سقطت ، ولكن ليسَ على الأرض بل على قدمي
رفعتُ قدمِي بِخفّة حتى لاتتألم وجلستُ ووضعتها على ركبتِيّ وأنا أمسح على رأسها : شنو سوى فيك تركي ياضي..؟
وشنو سوت مي ..؟
تذكرتُ مُكالمة صديقتها لها وتأكدتُ مِن أن ضي حادثتها فهي لن تنام إلا بعد أن تُحادثها
قبلّتُ جبين أختِي ودمعة يتيمة سقطت وكما سقطت بسرعة فقد جفّت بِسرعة ، أخذت الصغيرة لِطيّبة في الطابق السُفلي بعد أن طرقتُ بابها بِهدوء خشيّة أن تصحو أمِي
وعدتُ لأحضر مفتاح سيارتِي وألبس ثوبِي وحملتُ ضيّ ِسرعة لِلمستشفى
بعد الفحص وبعد مرور نصف ساعة إنتِظار ، لم تكن تشكو مِن شئ غير أن ضربها على رأسها أثر عليها وأنخفضت نسبة الهيموجلوبين بِدمها
حمدتُ الله على سلامتها ودخلت غرفتها والذهول سلب منِي ماسلب غير أني بِإبتِسامة : حيّ هلا بِالدلع
أبتسمت إبتِسامة لاتُشبِهُها وردّت : هلا بك
_ شلونك الآن!
_ الحمدلله
_ ليه ليه كل هَذا يا ضي العين..؟
وعبست وكأنها تذكرت ماحدث قبل ساعة : ولا شئ لايهمك ياضياء
_ كيف ولاشئ وأنتي قالبة لي الدنيا تضربين نفسك وتبي تموتين ليه؟
_ .....
_ إذا أنتي ماتبين نفسك أنا وماريا نبيك وأمي بعد تحتاجك ، مايرزى ياضي ، وبعدين ليه كنتي ترددي تركي ومي..؟
ممكن تحكي لي ..!
بعد صمتّ دام دقائق طويلة إلا أنني أحترمته
_ ممممم آآآ تـ تسمعني لين الأخير بدون ماتحكي ولاكلمة ..؟
_ كلي لك يلا أحكي ووعد ما أحكي شئ بس بهز رأسي زي البنقالية هههه ، أول شئ مابيرهقك الكلام..!
_ لا ، برتاح لو حكيت لك ياضياء [ وبصوت باكي ] برتاح
وتكلمت ضي وقالت : ضياء هالكلام مضى له شهور طويلة قبل حتّى أنت تجِي ، وأفهمنِي بس وعزاي أنك مب مثل شباب هالأيام اللي مايتفاهموا إلا بِالضرب
أدريبك بتفهمني وعز الفهم بعد مايمنع أني أخطيت بس مب الخطأ اللي ينزل راسك ياولد أمي وأبوي ياولد محمد اللي ربانِي أحسن تربية
قبل شهور صار بيني وبين تركي أخ مي اللي هوه نفسه اللواء تركي اللي جانا هذاك اليوم يوم وفاة نور موقف ، كان جاي من العمل وماكان بِالبيت فوق الا أنا وهوه
كانت مي تجهز العشاء وكنّا نبي شريط راشد الجديد قالت لي مي أنّه بغرفة حميد وأشرّت لي ع غرفة من غرفتين يم بعضهم وكنت أول مرة أزروها بيتها اللي بحي الريان
وماكنت أعرف غرفة حميد من غرفة تركي ودخلت غرفة تركي بعد تردد كبير وأكدت لي مي أنهم مستحيل يجوا هالوقت وأنا تو بفتح الدرج اللي قالت لي عنه مي أنفتح باب الغرفة وماكان عليّ شيلة
وتلخبطت كل الأمور وماعرفت حتى أوقف ظليت عالأرض جالسة وما أعرف كم مر من الوقت غير أني نزلت رأسي للأرض وأنتبهت أنه مشى وسكر وراه الباب بِالقوة وصدقني وجهي صار هذي كبره
وسمعت صوت مي وهي قريب وبعدها جاتني وقالت : يؤ ياهبلة جيتي غرفة تركي وأنا قلت لك غرفة حميد
رفعت رأسي وأنا أبكي وقلت لها : الهبلة أنتي ليه مادخلتي أنتي الغرفة وجبيته قبل تنزلين ليه حطيتيني بهالموقف السخيف
_ ضي وش فيك..!
_ يعني ماشفتي أخوك وهو طالع فوق ..!
_ لا ماشفته ، ليه تركي جاء..!
_ تروحين له الآن تفهمينه أني كنت ادور شريط وأن انتي اللي قلتي لي أجي وأن توّ بفتح الدرج هوه جاء
_ ول ول عليك بالعة لي مسجّل
_ ياهبلة ليه مستسخفة موقفي وربي طاح قلبي برجلي ، نظرته لي أول شئ وكأني أفتش عليه وسكر الباب بِالقوة يعني معصب وأنا أنتي قاهرتني باقي واقفة لا وتستهبلين بعد
وراحت مِي لأخوها وعلمتّه بِكل السالفة ومن يومها وهو متلوم فيني وودّه يعتذر وأعتذر بطريقته
ماح أقول لك ياضياء أن تركي حبنِّي لا ، لأن اللي يِحب مايؤذي اللي يِحبّه ، أنا بس اللِي تعلّقت فيه ، تركِي جرحنِي ياضياء
وأخذت تبكِي مِن جديد وأنا بإنتِظار أن تنتهِي مِن حديثها لأتحدث وأكملت بعد أن أستعادت رِباطة جأشها : تركِي قبل تجِي أنت بثلاثة شهور تقدم لي تركِي ورفضته
تمنيتك تكون يمي وتفكر معي ، تمنيت كثير أشياء تصير ومايتدخل فيني عمي عادل ولايفرض عليّ رغبته ، صح أنه ماتركنا ويطل علينا دوم بس كنت بموت لو أن أمي قبلت عرضه وراحت معه لقصره
عمي عادل يبغاني لولده أحمد ياضياء وأنا مابيه ، مابيه
تكلمتُ قبل أن يأتي الوقت الذي يُسمح لِي فِيه بِذلك ، فقلت : تنتظرينه..!
_ من..!
_ أقصد تركي..!
_ لا تركِي مابيجِي ومابيه يجِي خلاص
_ كيف..!
_ البارح خبرتنِي مِي أنها مسافرة لِلعلاج وأن تركِي بيروح معها وقبل كذا بيتزوج بنت عمه
_ وهاللي خلاك تبكين البارح وتطيحين ..!
أنزلت رأسها فقد نسيت المكان والزمان وهِي تتكلم وتمتمت تُحاول إخفاء مشاعرها : أنا مشآن مي
_ ضي أنا أخوك لاتطوين أي صفحة عنِي خليك كتاب مفتوح قدامي لاتخبين شئ
بخِجل نظرت لشي وهززتُ رأسي لها مُشجعًا أن أكملِي ، قالت : أيه مشآنه ، مرض مي مو شئ جديد وهيّه رايحة تتأكد مِن تقارير هنا وأنا أنبسطت لها وشجعتها
_ شوفي ياضي أبيك تؤمنين أن أي شخص يروح تراه ماأستحق أنّه يبقى ولايستحقك ولايستحق يكون معك
أشتري اللي يحبونك ياضي ولاتبكين على ماضي ممكن حتّى هوه تركي نساه ، ضي الحياة قصيرة لو مالقينا الفرح الآن وتمكسنّا فيه متى بنلقاه..!
لو ماعشناه وحسينّاه متى بنعيشه ونحسّه ، تركِي لو أنّه يبيك ماكان خطب بنت عمّه حتى لو كان يحبّك بقلبه ، عقله يقول له كثير شغلات
_ أي قلب ، محد عنده قلب ، محد
_ حتّى أنا ..!
_ إلا ، عندك قلب وقلب كبير بعد
_ طيّب حتى تركي عنده قلب لأنه فكّر بأخته وبيسافر معها ومايبي يتغرّب هو وهيّه لحالهم ثم أن حرمته بتكون مع أخته المريضة
_ .....
_ ضي حسبت أن عقلك أكبر من قلبك وأنك بتوزنيها صح ، يعني ماحطيتي ببالك ليه يبي يتزوج قبل يروح مع أخته..!
_ ....
_ تركي مابيروح وبيجلس فاضي وراه مستشفيات وتقارير وروحة وردة وحرمته بتكون له سند هناك ولأخته ومهما كان الحريم
ينسجموا مع بعضهم أكثر وتراهم بدار غربة ، شئ صعب على تركِي أنه يتغرّب مع أخته لحالهم
صمتتّ ولا أعلم مايدور فِي خُلدها الآن

.






.


الفصل التاسِع عشر



كم مِن المرّات عليّ أن أسقط لأتعلّم فنّ التماسك
كم مرّة عليّ أن أسقط لأتقن التعثر فيكون أخفّ حِدّة
كم مرّة..! آه
ليسَ بِالضرورة أن نبقى مع من نحبّهم لِنبقى نحبّهم ، يالله
هل زرعتَ هذا القول فيّ ياضياء ..!
هل أجدتَ القدرة على كفّ الدموع عنِي ، سأتماسك صدقنِي مِن أجلي ومن أجلك ومِن أجل ماريا ولكن أعطنِي وقتًا فَالذهُوُل أخذ منِي الكثير

كُلّ حرفُ نطقَ بِه ضياء منطقِي ودموع مِي ليلة البَارِحة وصُعوبة الأمر عليها جعلت الصمت موقفِي ولم أنبس حينها بِحرف
لذا أنفجرتُ بعدها وما كانت نتيجة إنفِجاري إلا سقوطِي وما أراحنِي سِوى حديثِي مع ضياء الآن
آه يا تركِي أهديتنِي نزفًا أشدُّ بشاعة مِن الوجع
وأنا أبكِي ودموعِي تنحدر أخذتُ يدي ووضعتها على قلبِي الصغير حجمًا الكبير همًا وكأنني أرغب بِالتخفيف عنه وأخذتُ أُغنّي له : آنا مُو أول ولا آخر حبيب فِي النهاية مع حبيبه يفترق
مِن متى صابت معي حتّى تخيب
البخت ويّاي عمره ماصدق
أشلون أصير الجرح وآصير الطبيب من يرد اللي مِن أيامي أنسرق
أيه ياقلبي معاك مالي نصيب ، آه آه

عُدنا إلى البيت قبل أن تشرق الشمس وبِهدوء دخلنا وسمعتهُ يقول بِصوت خافِت : ربّك ياضيّ توجهِي له بِخالص النيّة وأدعي
قال تعالي : (أدعونِي أستجب لكم )
_ ونعم بِالله ياضياء
_ ربي يحميك ، يلاّ حاولي ترتاحِي شوي ورانا شغلات اليوم
_ شنو شغلاته..؟
_ أنتي نامي وبعدين أحكي لك
_ طيب
_ تصبحي أو تمسين ع خير
_ تصبح ع خير

وجُودهُ بِقُربِي الآن نعمة كبيرة أحسدنِي عليها ، ماذا كنتُ سأفعل لو لم تكُن موجودًا
ماذا..!
كنتُ أجلسُ على سجادتِي وفرغتُ مِن تِلاوة سورة البقرة كامِلة والحمدُلله شعرتُ بِراحة كبيرة
ورفعتُ يدي لِلسماء [ ربِي أفعل بِي ما أنتَ أهله ، ولاتفعل بِي ما أنا أهله ] ياربّ ، اللهم أنك قلتَ فِي كِتابُكَ الكريم
( أدعونِي أستجِب لكم ) وأنتَ قولكَ الحق ووعدكَ الصدق نجنِي من الهم والغمّ والكرب والضيق والشدة والذُل والبرص والجُدام والمرض والجنون ، يالله أنكَ قادر على ماتشاء
يالله ، إذا لم أدعك فتستجيبُ لِي فمَن ذا الذي أدعوه فيستجيب لِي!
إذا لم أسألك فتعطينِي فمَن ذا الذي أسأله فيعطيني!
إذا لم أرجوك فترحمنِي فمَن ذا الذي أرجوه فيرحمنِي!
ربِي هبنِي هِداية أهتدي بِها لِطريق الحق ، ربِي لاتتركنِي فأنا قد وكلّت أمري إليك
وبكيتُ خشوعًا وتذللاً ، بكيتُ همًا ، بكيت رحمة أبتغيها مِن لُدن خالقِي القدير على كُل شئ
بكيتُ كما لم أبكِ مِن قبل ، ليسَ إلا تقربًا من ربِي و رغبة بِنسيان هذا الجرح


صحوتُ على صوت ماريا التِي لا أعلم مَن جاء بِها إليّ مِن غرفتها فبعد أن عُدت طللتُ على غرفتها فوجدتها نائِمة
يبدو أن ضياء أتى بِها ، لا أنا أسمع صوتًا هُنا ألتفتُ لِلجانب الآخر مِن غرفتِي لأرى ووجدت أثنتان كانتا هُدى وشذى وحالما أستدرت أستدارتا والقلق بادٍ عليهما
بادرت هُدى : شلونك الآن..!
أبتسمت لهما : منيحة أجنن شوفوني كاني أضحك
_ الله لايروعك ع غالي ياضي ، كنا بنروح فيها لما جانا أحمد ووجهه رايح فيها يقول أنك بالمستشفى حتّى أن عندي تطبيق اليوم ومارحت من خوفي عليك
_ ياحبني لك ياشذى وربي فيك الخير
_ أحم أحم
_ وأنتي بعد ياهُدى فيك الخير ، يعني ضياء أتصل لكم..!
نظرت شذى لِهُدى وكأنها تقول لها أخبريها أنتِ فبادرت هُدى : تبين الصدق ..!
_ أيه وماغيره
_ أحمد جانا بعد صلاة الصبح على طول وقال لنا أنّك بِالمستشفى ومن شكله قلقنا كثير وخفنا وكنّا بنجيكم المستشفى وأحمد رفض وقال هوه بيروح بس ،وكنا بنجي البيت ننتظرك بس ضيا عيّا يقول الوالدة نايمة ومو عارفة شئ
أش صار لك ياضي..! البارح تركناك وأنتي تشطحين ..؟
_ هه ، عجبتني تشطحين بس لاتعيدينها ماشئ يالغلا شويّة أرهاق وكنت أبكِي بعد ماجات نور على بالي وفجأة لقيتني بِالمستشفى
[ يارب سامحنِي على كذبِي ]
قالت شذى بإنفِعال : أكيد أن ضغطك نزل لأنك أرهقتي نفسك وعلى فكرة الأكيد أنك بذلتي مجهود قوي
_ والله مدري يبدو كذا
_ طيب دقيتي لمي ..!
وتذكرتُ كُلّ شئ ودموع مِي وخوفها عليّ وهي تتكلم وعبستُ بِقوة فلاحظت هُدى التِي تفهمنِي أكثر مِن الأخرى وقالت : مي لها شغل بالسالفة ..!
بِسرعة أجبتها : لا ، لا مي مالها شغل أبدًا
_ طيب أش كان فيها البارح..!
_ أبد ، بس قالت لِي أنها راح تسافر قريب مشآن شويّة تحاليل
_ وين..!
_ لندن
_ آها
قالت شذى : طيب أش فيها بِالضبط..!
_ الكلى عندها تعبانة [ وأكتفيتُ بِقولِي هذا فكم تكره مِي أن تُخبر أحد عن مرضها ]
_ الكلى بس..!
_ أيه ، أش فيك شذى ..!
بِتردد : لا أبد ولا شئ ، يلا صحصحي وتروّشي وأنا وهدّاي بننزل نجهز الفطور
وحملت هدى ماريا ونزلتا
نظرتُ لِلساعة بِشاشة جوالي أنّها التاسِعة
وجدتُ مايِقارب الـ أربعة عشر مُكالمة مِن مِي و ثلاثة رسائِل
الرسالة الأولى مِن مي : ضي ياغلاي لو عليّ أنا كنت أخذتك وسافرت بس الأمر مو بيدي وربي لا تتعبيني اكثر من تعبي ردي عليّ
الرسالة الثانِية مِن عمّة ماريا : شلونك ضي..! ، كيف الأمورة بنت أخوي عالخميس ممكن أجي أشوفها وآخذها معِي ألعبّها وأرجعها لِك بِالليل
والرسالة الثالثة مِن رقم غريب : سلامتك يابعد هالدنيا
قبل أن أنهض أتصلتُ على مِي فلم ترد
وأرسلتُ لِهند عمّة ماريا : ولايهمّك الغلا أجهزّها لك مِن الظهر لو تبين
وتساءلتُ كثيرًا عن صاحبـ / ـة الرسالة الثالثة ..!


.






.

الفصل العشرون


نهضتُ وشعرتُ بِأن ثقل كثقل الجبل فوق ظهري بِصعوبة مشيت لِدورة المياة [ أكرم ربي القارئ ]
تحممتُ وأرتديت ملابسِي ونزلتُ لهُن وأنا أُحاول النسيان وصنع إبتِسامة : واااو أوميلت ، هذا اللي بِيخليني أطيب حبيب ألبي والله ، منو سوّاه..!
هُدى : أحم أحم
_ لبّاكِ بس ، ظنيتك مخبّلة ماتعرفين تطبخين شئ
_ لا والله شوفي لأنك مريضة ترا بسكت عنك وإلا بس تطيبي أوريّك
_ ههههه
_ أيه أضحكِي وأملِي البيت فرح
كان صوت أمِي قادِم مِن الخلف وأستغربتُ قولها ونظرت لِبنات عمِي وغمزت لِي هُدى أي أنها لم تعرف أي شئ
قمت مِن كُرسِي : يوووه يمّه ماصبحت عليك وجيت عطول للأكل فديتك بس وطول عمري أضحك يايمّة وعسى ماينغّص عليّ شئ ، أفطرتِي..!
_ ياربّ ، أنا مِن قبلك فطرتنِي هُدى ربِي يحميها
ونظرت أمِي لِهُدى نظرة لم يفهمها سِواي
_ أووه الأخت صايرة دافورة بيت اليوم هههههه
_ غصب عنّك
وضحكنا معًا ، الحمدُ لله الذي أنعم عليّ بِوجود بنات عمِي شمعتا درانا والحمدُلله على كل شئ
الحمدُلله الذي لايُحمد على مكروهٍ سِواه


الجو حار جِدًا اليوم أخذتُ ُأمرر أطراف أًصابعِي فِي شعري الطويل الذي قارب على الوصول لِكتفِي والذي أشعثتهُ الشمس الحارة وعكست لونها عليه
تأخرتُ اليوم عن عملِي لأننِي لم أُعد مِن المستشفى مُبكرًا وكم كنتُ قلقًا عليها
أرتبكتُ حين أتصل ضياء البارِحة يُخبرنِي أنّه بِالمستشفى ، لا أعلم ماسر رغبة ضياء أن يكون أحد بِقربه حين تعترضه هكذا مواقف وكم أنا مُمتن لِهذهِ الرغبة
الآن الراديو على قناة mbc fm وبرنامج توّ النهار
بندر ال........ طلبَ أغنية أعشقها وتُحاكينِي الآن : ما أريدك تشيل همي أو تجاريني بحنيني
بس أريد تحس بيا .. تحس بيا
مو حرام أنا ما أفكر إلا بيك
وقلبي مثل النار يالغالي عليك
وأنت ما أقساك مو فارق معاك
مو حرام .. حرام .. حرام .. حرام
دوم أهدد بيك همي والأرق
كأنك أنت النار وهمومي ورق
وأنت ما أقساك مو فارق معاك
مو حرام .. حرام .. حرام .. حرام
من يقول الموت بس مره ويفوت
لو تحب تشوف كم مرة تموت
إنت ما أقواك مو فارق معاك
مو حرام .. حرام .. حرام .. حرام
ما أريدك تشيل همي أو تجاريني بحنيني
بس أريد تحس بيا .. تحس بيا ..!!

أنّه كاظم اليُلامسنِي ويُذكرنِي بِضي الرُّوُح
الحمدُلله أنّها الآن بِخير ، بِالأمس كُنتَ سعِيد لِوجُودها قُربِي واليوم تعيِسُ لأنّها مريضة
تُرى مالذي يحلّ بكِ يا صغيرتِي الجميلة ضي..!
حِين أخبرنِي أبِي بِرغبته بِأن يزوجنِّي بابنة عمِي أستغربتُ الفكرة ورفضتُ فكرة أن أتزوج فتاة لا أعرفها ولم أرها ثم أنني أنوي الزواج بطريقة غير عادية وليست تقليدية
وياسُبحان الله [ ربَّ ضارّة نافِعَة ] بعد موت ابنة عمِي أصبحت علاقتنا مع بيت عمِي أقوى
لازلتُ أذكر ليلة وفاتها هزّني صوت ابن عمِي ضياء حين أتصل لِي والحِيرة تأكله ليلتها وقلقِي المُفاجئ عليه وعلى أهله
كانَ أبي دائِمًا مايزور بيت عمِي غير أنّه يرفض أن نذهب معه خِلال السنوات الأخيرة ولم أعلم مالسر إلا الآن ، كُنَّ نِساء وحيِدات دون رجل بعد سفر ضياء
ثم أن أمِي الكويتية الأصل كانت مِن شِدة خوفها على أخواتي ترفض أن يزرن بيت عمِي ، كانت تخشى على حد قولها إختلاطهن بأناس لايعرفنهن وكان أبِي يستجيِب
لها رغم إمتِعاضه
نسيتُ أن أخبركُن أنجبت أمِي آخر العنقود لمى وماتت وهِي صغيرة والسبب شهقة حسد كما أخبروا أمِي لِذا ترفض أمِي الإختِلاط بِالغرباء ولكن ليسَ دمنا يا أمِي
ووسط أفكاري جاءنِي صوت : بيييب بيييب
أستدرتُ مُسرعًا بعد أن أنتبهت ورأيت صفًا مِن السيارات ينتظر أن أسير هززتُ رأسي أحدثنِي : هذا اللي بِيفكر بِبنت عمّه بِالسيّارة يا أحمد

.



.


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 12-01-2011   #6


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (09:53 PM)
آبدآعاتي » 3,247,317
الاعجابات المتلقاة » 7387
الاعجابات المُرسلة » 3673
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل الحادي والعشرون

بعد أن وصلتُ لِمطعم هادئ أتصلت بِه : هلا
_ هلا بك
_ يحييك ، وش عندك الآن..؟
_ بقي أسلّم الأوراق والرُّزم لِرئيس المُحاسبين وأطلع ، خير..!
_ الخير بوجهك وينتظرك تعال مطعم الست ، عازمك ولاترفض وإذا وافك الخير وافه
_ صار ، بس أمرّ البيت شويّات وأجيك
_ يعني بتلطعنِي..؟
_ لزوم أمر مشآن أتطمّن على الأهل
علمتُ أنه يعنِي ضي ، آه ياضي فتنهدتُ بِقوة وأنا أفكر خرج صوتِي : وطمني عليها تكفى
_ هاااه
_ شنو..!
_ شنو قلت..؟
_ أنا تكلمت؟
_ أحمد حولك أحد؟
_ لا ، لحالي أحتريك يلا
_ طيب نتفاهم بعدين
بِداخلي [ عشنو بعد ] : طيب
[ ولييّيه ، لايكون أنا المدمغ حكيت شئ ، الله يخرجنا بس ]

وصل ضياء بعد نصف ساعة وبإنفِجار : كل هذا تمر البيت..؟ اللي يسمع يقول بيتكم بالدمام
_ هههه ، والله يا أحمد صادني موقف ما أنحسد عليه
بِحماس : أحكي شنو صار ..؟
_ لا مابقول لك أول تجاوبني كأني سمعتك من شوي تقول شئ
وأنا أحاول أن أبيّن أنِي لا أعلم : أنا ، متى ..!
_ أقول ، بتقول وإلا ألفعك بِالمناديل هههه
بِداخلي [ والله وصدتني ياولد عمي ] : شنو أقول ، الله يهداك ياضياء
_ يهدى الجميع أن شاء الله
وعلمتُ أنّ المعنِي أنا وحتّى أُلهيِه : شنو تآكل
_ ماطلبت..؟
_ لا ، باقي
_ الله يرج مخك أكثر ممّا هوه عليه ، يلا مستعجلين تراي مستأذن وماني راد الفترة المسائية بنحاول نمر سيف أبيك تتعرف عليه
_ ليه!
_ أطلب وأعلمك بعدها
_ طيب وتراك واعدني بشييّن السالفة اللي ماتنحسد عليها وهالسالفة لاتنسى
_ ههههه طيب


ورحت أطلب حتّى أتماسك أكثر [ يعني وش هالعقل يا أحمد ، ورطت نفسك ألحين ]
حين عُدت وجدتهُ شاردًا : حوو ، نحن هُنا
_ وأنا يمّك
_ ههههه ، أتحداك يمي ، بشنو تفكر ..!
_ ولاشئ
وصمتنا ومرّت ثواني قبل أن يُتمتم وأخيرًا خرجَ صوته : تحبّها!
_ آآآ ، هـ ـ اااه
_ ههههه أقول تحبّها ..!
أنا بإرتِباك : منو
_ السلطة ههههههههههه
_ مالت عليك ، في أحد مايحب السلطة..؟
_ أيه أنا
_ أسميّك بس ماتحبها
_ جِد أحمد تحبها!
بِنفاذ صبر : ناوي تهبّل بِي أنت ، منو اللي أحبّها !
_ ضي
_ ووو ، آ وش قلت..؟
_ أقصد ضي ..؟
[ وأنا أبي أضيّع السالفة ] : شنو أحبها ما أحبها الله يهداك ياضياء قمت تخط وتخربط علينا
_ هههههههه
والعرق يتصبب : وراك تضحك..؟
_ هههههه تراي سمعتك وأنت تقول [ طمني عليها تكفى ]
[ وضاعت علومي ، ضاعت علومك ياحميدان ، شالسوات وشنو أقول له ألحين ] : ياخي بنت عمي وأبي أتطمن عليها
_ أيه حتى أنا بعد أقول أنها بنت عمك بس صدقني هيه بخير الآن
بِفرح : ربي يطمن قلبك يا ولد عمي
_ هههههههههه
_ تغذى قبل يبرد غذاك


أكملنا الغذاء أنا وأحمد ورتبنا أمورنا على أن تكون إجازة الأسبوع فِي الشرقيّة بِمعية الأهل جميعهم
مِن أجل ضي التِي ترغبُ بِزيارة البحر منذُ زمن وآخر مرّة زارته حين كانت فِي جدة مع المرحومة وأنا مُسافر
كانت العادة أن يأخذنا أبِي رحمه الله لِلشرقيّة كُلّما تاقت أرواحنا له ، تذكرتُ آخر زِيارة لِنورحين رتبّت لِسفر الشرقية
ولم نُسافر لأن نور لم تأتِي إلينا بل لِلقبر ، ياربّ أرحمها وألطف بِها وأفسح عليها قبرها وتغمدها بِواسع رحمتك وفضلك وأسكنها جنتك
ياربّ
أمّا ضي فلا أعلم صدقًا كيف أُخرجها مِن حالة الذهول التِي أرهقتها رُغم زيارة بنات عمِي المُتكررة والتِي أصبحت شبه يومية خصوصًا بعد سقوطها مساء السبّت
وعَلى ذكر بنات عمِي فأن اليوم الذي عدتُ فيه لِلبيت قبل أن أتوّجه لأحمد المطعم [ الموقف الذي لا أُحسد عليه ]
دخلتُ البيت وكان هادئًا إلا مِن صوت ماريا بِغرفة طيّبة وتوجهتُ لِغرفة أمِي وأنا أُنشد : إلا ماماتِي ما أخليّها أهيه حياتي دنيتي فيها
ووجدتُ واحدة مِن بنات عمِي معها دُون عباءة وقفت مكانها إثر الصدمة وأنا خرجتُ فورًا
سمعتُ ضحكات أمي على هُدى التِي قالت : ياربي يامُرت عمي شافني حسبي الله على شذى قلت لها نزلي عبايتي مِن الصالة ماطاعت
وأمي تُبادرها : ماعليه ماصار شئ يابنتي ياهُدى
بِخاطري [ يعني ذي هُدى ]..!

.






.



الفصل الثانِي والعشرون


أنّها أقداري التِي تُطيح بِي وينبغِي عليّ أن أتماسك
كم من ليالِي أنتحبت وأنا أتوسد الألم ، كم من ليالِي مُتّ آلاف المرات وأنا أُناجِي طيفكِ
ضيييّ ، سيبدو الأمر أننِي خائِنُ أعلم وسيُغرُقكِ الألم بِبؤرة الخُذلان أيضًا أعلم
ستكون الدنيا دونكِ سوداء وأريدُكِ أن تعلمِي ، أنّه القدر يا ضيّ عينيّ
أخذتكِ الظروف وأخذتنِي الآن وأكادُ أشعر أن هُناكَ مَن يسحبُنِي عنكِ ألا وهِيَ الظروف كما قد سحبتكِ عنِي يومًا
قبل كُلّ شئ سامحيني وأغفري خُذلانِي
كانت أمكِ فقط ورفضتنِي فَكيفَ الآن ولديكِ طفلة سيكون عُذركِ أقوى
وأخشى العودة خائبًا أن تقدمت مرّة أخرى ثم أن الوقت لايسمح بِالتفكير ومِي تحتضر
الأمر الذي لاتعلمينه لا أنتِ ولامِي أنّها تَعِبَة حد قُرب الموت منها وقد أرسلتُ التقارير ووصلنِي الرد بِضرورة أن أسافر وسريعًا
مِي تحتضر يا حبيبة كونِي ، مُجبر أنا يا أميرة روحِي وسامحينِي
أنّه اليوم الثالث مُذ أخبرتها مِي ولاخبر منها أو عليها
صمتها خنق كُلّ لحظاتِي ، كانت مِي تُحادثها وهِيَ صامتة
لِمَ الصمت ياضي ، أصرخِي ، قولِي : [ لا أبيه ، خليه يجيني أنا يامي ، أحبّه يامي ]
ولكن ..!

_ تركِي..!
_ هلا يامِي
_ يلا الغذاء جاهِز
_ جاي


وعلى طاوِلة الغذاء
_ تركِي ماعليك أمر بعد صلاة العصر أبِي أروح بيت محمد الـ...
_ تآمرين أمر [ كنتُ أتمنّى أن أسألها لِمَ ..! أو كيف حالها ، ولكن ] وجاءنِي صوت أبي
_ يابوك عمّك رد لي خبر مشآن بنته
[ وأنا أتمنّاه يرفض أو يقول لا ] : شنو الرد..!
_ تمارا موافقة وعمّك ماعنده مانع والنعم فيك ياولدي برضاي عليك ورضا الوالدة أن شاء الله موفق ومبروك لك
والغُصّة تمنع مرور اللًُّقمة : يبارك بعمرك
جاءت أمِي ويبدو أنّها سمعت آخر ماقِيل فقالت : متى نسير يبو تركِي بيت أخوك حتى نتفق معاهم وغيره تعرف مافيه وقت وسفرهم قريب
آه يا أم ، هذا وأنتِ لاتعلمين ما مصير مي..!
نظر لي والدي وقال : بدق لأخوي وبقول له بكرة المساء بنسير لهم ، صار..!
قلتُ وأنا أودّع حُلمِي وأودّع ضي : على خير


لم نزر سيف ذلكَ اليوم وتأجلّت زيارتنا له لِعصر الثلاثاء وبعد أن طرقنا باب بيته
_ هلا وغلا وحيّاك تفضل ياضياء أقرب
_ هلا بك ، ولد عمي أحمد ، أحمد هذا سيف صديقي
قال أحمد : هلا ياسيف ، والله خير الفرص
_ يحييك الرب يا أحمد ، أقربوا
_ ماقصرت ياسيف ، ماحنا مطولين عندك يالشيخ
_ أقول يا ضياء كم صار لك واعدني وتوك تجي ، لا ومستعجل يالحبيب
وأستغربتُ قول أحمد الذي قال : أيه صدق ياضياء وراك مستعجل..؟
وأنا أُشير له وأتوعده بِعينيّ ويقول : لا تناظرني كذا ماورانا شئ خل نتعرف على سيف
نظر لي سيف ثم لأحمد ثم لي وكأنه يسألني أن كنتُ أخبرته أم لا
بِنظرة فهمني سيف ولمحها أحمد ولن تنطلي على الأخير أي كذبة أكذبها فيما بعد فقد أصبحَ يفهمني أكثر حتّى مِن سيف
وكم كنتُ صادقًا بعد أن خرجنا مِن مجلس سيف بعد ساعة ونصف الساعة وكأن قوة جبارة وقعت على كتفِي وهِيَ يد أحمد المُتحمّس : وش عنّه تساسرون أنت وسيف بعواينكم
_ هههههههه نتساسر بعوايننا هههههه أول مرة أسمعها ذي بعد
_ أكيد أول مرة تسمعها أن مخترعها الآن لعيونك مشآن تخبرني شو سر النظرات مبينكم أنتم الأثنين
_ ههههههه
_ ضياء تبي ألفع راسك بعقالي ..؟
_ جرّب
_ مانيب مجرّب أخاف تهجم عليّ وترصنِي بِالأرض منت بسهل وأنا حليلي رشيّق
_ هههههه
_ أش عندك مع الضحك ضحكنا يا أخي
_ حد يجلس معك ومايضحك من هبالك
_ حنا مو جالسين حنا واقفين هاهااي
_ ياحليلك ، بس جد وش رأيك بسيف ..؟
_ شيخ ابن شيخ وماعليه قصور ورجال والنعم فيه ، بس ليه السؤال..!
_ بِالشرقية أعلمك
_ أقول بكرة الربوع ومابقى شئ خبرني هالحين
_ أخاف احكي لك وتخورها
_ أش قالوا لك عني بزر...؟
_ لا مو القصد ومحشوم
_ كلامك يدل صحيح أني محشوم ، قول يلاّ
_ بقول بس الكلام بيننا الآن وماتحكي لبشر لا لِعمي عادل ولا لِسامر ، اوكيه..!
[ بِتريقة ] : أفا يولد العم
_ أيه تتريق بس ماعليه بحكي لك ، سيف ناوي يتزوج
_ والله ..؟ مبروك له والنعم فيه يستاهل الحبيّب ، بس تعال وش دخل أبوي وسامر بِالموضوع..!
_ العروس أختك يا فهيم
_ آآ و .. والله ..؟
_ أيه وراك بلّمت ؟
_ أي فيهم..؟
_ الصغيرة
_ لا ، لا

.







.


الفصل الثالث والعشرون


_ أحمد أش فيك..؟
_ أقول لك لا
_ لايكون أحد يبيها وإلا شئ..!
_ لا مو هنا الحكاية ، الكبيرة تظل ونزوج الصغيرة..؟ ماهيب عدله ياضياء
[ يامغثتك يا أحمد ، ألحين شنو أقول لك أنا بس ] : الكبيرة بيجيها نصيبها يا أحمد
_ الكبيرة حسّاسة يا ضياء ، الكبيرة هذي دمعتها تحرقني ، الصغيرة أقوى منها بِكثير مافيني على دموع هُدى يا ضياء
دون أن أشعر : الكبيرة لولد عمّها يا أحمد
_ هااه
وأنتبهتُ غير أنِي نطقتها ولن أخشى شئ : أيه الكبيرة لولد عمها يا أحمد
_ صدقك يا ضياء ..؟
_ أيه صدقي أش فيك..؟
بِحماس قال وكأنه ينتظر الفرصة فقط : أجل نتبادل تآخذ أختي وآخذ أختك
_ هههههه تتكلم وكأن خلاص تقدمنا وتمت الموافقة
_ وليه ترفضك هدى بس..؟
_ ممكن أختي ترفضك طيب..؟
_ .....
_ ههههه أمزح معك
_ مالت عليك ياضياء وهذا مزح مع وجهك..؟
_ هههههه
_ تتخيّل أنا وأنت وسيف معارِيس بليلة وحدة نتزوج
_ لاتحلم كثييير ترى باقي بس حكي
_ لا ماهو حكي أنا بسبقك أنت وسيف وأجيب أهلي الليلة
_ ول طاع هذا منهبل أنت..؟
_ أش فيها ..؟
وجلس يُغني بِلحن صاخِب وصوت نشاز [ البنت لبن عمها ، تيرااراام را را رااام ]
_ والله راحت أختي أن كانها وافقت عليك ، بس نصيحة لا تغني لها الله يرضى لي عليك
_ والله حرمتي وساعتها بيكون عندها زي العسل
_ أصطلب يا مرجوج ولاتقول حرمتي من ألحين ترا أفرّك بعيد
_ طيب ، هاه قفلنا ثمنا
وأنا أفكر بِضي وبِوقتها العصيب خشيتُ عليها مِن أي قرار تتخذه الآن : تبي الجد أبيك يا أحمد تتروى شوي يعني
_ وليه!
_ شوي لين تتحسن ضي وترجع مثل أول قبل وفاة نور
_ آها فهمتك
مرّت دقائق وكُلّ مِنّا يُفكر نظرتُ له : زعلت..؟
_ لا وليه أزعل فهمت أش قصدك ، مع نفسية ضي ممكن تتخذ أي قرار مشآن تطلع من اللي أهيه فيه وأنا أبيها تآخذني عن قناعة
_ تعجبني يا أحمد
آه ياضي كم هو أليم حالُكِ والأصعب الكسر الجديد الذي أهداكيه القدر ، أيُعقل أن يكون تُركِي مُجبرًا على فِراقُكِ والخُذلان ، سُبحان الله ياضي وكأن الأقدار تُعوضكِ
فقد أعطاكِِ الرّب حُب أحمد الذي شعرتُ بِه مُنذ أول مرّة جلستُ فيها معه جلسة مُطوّلة ، الله قريب مِنّا ويُعوضنا ولكن..!
مَن مِنّا يفهم ..!
(وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُم ) ، سُبحانكَ ربِي ، بعد وفاة نور أهديتنا أولاد عمِي وبعد رحيل تركِي أهديتها حُب أحمد وقد عوضكِِ الله ياضِي بِصديقتين غير مِي التِي حتمًا ستفتقدينها بعد الرحِيل
مِي التِي خجلتُ مِن ربِي حين رأيتها ، أستغفركَ ربي ، لا أعلم لِمَ تلاشت هذهِ الفتاة مِن خاطري رُبّما لِقناعتِي أن التفكير بِها حرام ومعصية
وحقيقة لم أتلاحم وهِي أو أتقاطع معها فِي موقف آخر غير ذينكَ الموقفين ، عسى ربِي أن يكتُب لكِ الشفاء يامِي
الآن تشغلُ تفكيري هُدى التِي أخبرتنِي أمِي أنّها تُريدها لِي زوجة والتِي أخبرتُ أخاها أننِي أُريدها رُغم أننِي لم أُخطط مُسبقًا لِهكذا أمر غير أن كلمات أحمد ترن بِأذني
هل أسمح لابنة عمِي بِالإنكِسار والدموع ورغبة أمي هل أُلغيها ..!
هذهِ أمي التِي أشتقتُها أيام غُربتِي وسجنِي ، التِي وددتُ تقبيل قدميها ، ثمة جنّة تحت أقدامُكِ يا أُم وسَأفعل
سأتقدّم لِلحنونة هُدى وسأسبق أحمد

.







.



الفصل الرابع والعشرون


لا أعلم مالذي يتوجب عليّ قوله أو نسجه وكُلّ ما أستطيعه هُو أن أخبركم
أننِي أشعر بِراحة كبيِرة حين تعرّفنا على ابنة عمِي التِي أصبحت وحِيدة بعد وفاة أختها نُور [ يرحمها الله ، ليتنا تعرّفنا عليها قبل تموت ، ربي يسامحك يا أمِي ، معقول تخافِي علينا مِن بنات عمنا ، صحيح رُبّ ضارّة نافِعة ]
زوجة عمِي امرأة طيّبة وضي فتاة مُتميّزة بِكُلّ شئ ، وخلوقة لاينقصها شئ وكم أتمنّى أن يُرزق أحمد بِدُرّة كَهِيَ ، أمّا أبِي الذي أختارها زوجة لِأحمد فهو يستحقُ قُبلة جبيِن وشُكر كبِير وضمّة أكبر
بِحق أود أن أشكره فَرُغم رفض أمِي إلا أن أبِي مُعترض على رفضها وسمعته ذاتَ يوم يقول لها : إلى هنا وكفاية يا حُرمة ، هذي بنت أخوي ومحمد ربّي عيالة عدل ، من تبينه يتزوج..!
_ مو قصدي يا عادل بس أنت عارف أنِي مو قادرة أتقبّل أن أي غريب يحتك فينا وم...
قاطعها والدي بِصوتٍ عالٍ : لمى يومها جاء وراحت ربي يرحمها ، لي متى بتفهمين ياحرمة وخلاص أنا طابت نفسِي ، لين متى والبنات بِسجنك ..؟ محد بيشوفهم محد بيتزوجهم وأنتِ كذا ، لو الود ودّك حتّى دراسة مادرسوا
مب عيشة ، أرحمينا عاد وأرحميهم وأرحمِي قبل كل شئ نفسك ، حتّى عيالك اللي متزوج واللي قريب يِعرس تعاملينهم كأنهم بزران وأول مايطلعون تدقي لهم وينكم ووينكم! أمر الله إذا جاء بيجِي سواء كانوا عندك بِحضنك أو برّا
_ اش فيك ياعادل كل هالحكي براسك وتوّ تقوله [ وبكت أمِي ]
أبِي وهو يحاول أن يمثّل الهدوء مِن أجلها : يا أم سامر خلّي العيال بحالهم وألتفتي لي أنا بس ، أنا بحاجتك العيال كبروا وخلاص مالي غيرك ياغلا الكون
_ .......
_ يلا عاد يا غلاي وأنا آسف وحقّك عليّ بس خلي البنات بحالهم ولاتمنعيهم من شئ ، الله يرضى لي عليك
_ أمرك يا أبو سامر
_ فديت حرمتي ياناس ، أحبك تحبينِي..!
بِخجل : لايسمعونك عيالك
_ جاوبِي أول
_ لو ما أحبّك ماتركت هلِي وعزوتي على شانك يا أبو سامر
_ فديتك يا أم سامر
وأبتعدتُ عنهما وأنا أبتسِم



بعد نصف ساعة

_ هُدى ، هُدى..!
_ لبيّه يُمه ، آمري..!
_ مايآمر عليك عدو ، خالتك وخالك الأسبوع الجاي بيجونا خبري شذى
_ والله..!
_ أيه وتحضري أنتي زين
_ أكيد بنتحضر
_ أنا أقول أنتي مو أنتي وأختك
والخوف يقتلنِي : أيه ليه يمّه بس أنا..!
_ خالك يبيك لولده حمد وخبرّت أبوك وتراهم جايين خُطّاب
_ يمّه مابي أعرس ألحين
_ مانتي صغيرة ولزوج تعرسين سواء اليوم أو باكر
أردتُ إمساكها مِن يدها التِي سَتوجِعُهَا : يّمه مابتخافين عليّ وأنا بِالكويت ..!
بِتلعثم قالت : أنتم خلاص كبرتوا ومو لازم أعاملكم زي الصغار
بِيأٍس : أبوي وافق..!
_ يقول الرأي رأيك ومابيجبرك على شئ
_ وأنتي تبيني آخذه..!
_ وليه لا حمد رجال سنع وماينعاف
_ يصير خير يا يمّه


وبِسرعة أتصلت لِشذى فأجابت : مراحب هُدهُد
_ أي مراحب وينك فيه..!
_ آخذ الجدول وأطلع مِن الجامعة وعلى فكرة نزلوا جداولكم بعد وأخذت لك جدول
_ طيب حلو ، أنزلي ببيت عمِي وأنا جاية بِالطريق
_ ليه !
_ ضروري ياهبلة أحتاجكم أنتي وضيّوه
_ مالي خلق ودّي أنام بس يلاّ لجل عين تكرم مدينة وغذانا مِن كنتاكِي أجل
_ طيب بدق لضي ألحين ولأحمد
_ ليه أحمد بعد..!
_ نسيتي أن بكرة الفجر طالعين الشرقيّة لازم نتفاهم شنو نشيل وشنو مانشيل ومخططة لشئ
_ هاتي شنو
_ بعدين أحكي لك يلا تشاو
_ تشاووين

.




.


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 12-01-2011   #7


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (09:53 PM)
آبدآعاتي » 3,247,317
الاعجابات المتلقاة » 7387
الاعجابات المُرسلة » 3673
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل الخامس والعشرون


وبِجانب آخر
[ يعني ألحين مالقيت لي سالفة رحت أرسلت لِلبنت رسالة ..! شنو بتقول عني لو عرفت أن هذا أنا ، جد والله مالي سالفة
وهُدى لو عرفت أني حفظت رقم بنت عمي من جوالها أش بِتسوي ، جد أحس أن حركتي سخيفة وأنا أسخف بعد ، وضياء لو عرف أني مرسل لأخته بينتف ريشي
يوووه جد قمت أخربط أي ريش بعد ليه أنا ديك ..! ]
وقطع تفكيري صوت الرنين [ هذي هُدى لايكون قالت لها ضي شئ ] : هلا هدّاي
_ هلا بك بوحميد
_ خير
_ خير بوجهك رايحة لبيت عمي وأبيك تجيني هناك ضروري
_ ضياء مادق لي عزمني
_ أي عزومة بعد وربي رايق يبو حميد ، تراي باقي مادقيت لضي السالفة مو سالفة عزيمة حنا بنشل ويانا غذانا ، أقول ..!
_ قولي!
_ أش عندك الآن..!
_ ماشئ قاعد بِالمكتب بس
_ مرنِي وأحكي لك بِالسيّارة ومرة وحدة نآخذ غذاء دامنا ماخبرناهم
_ أوك أبرزي



المسافة مِن مكتبِي بِالعزيزية إلى بيتنا بِحيَ الشفاء قريبة لِذا وصلتُ بِسرعة لِهُدى التِي حالما وصلت خرجت
_ مساء الخير
_ مساء النور أش فيك كأنّ حد لاحقك..!
_ مُرّ كنتاكِي ترانِي طلبت وبِخبرك خلني بس آخذ نفس
_ طيب بس شنو طلبتي ..!
_ وجبتين سوبريم وثلاث وجبات زنجر
_ لمين السوبريم..!
_ لك ولِضي والباقي ضياء وأنا وشذى
[ ياسعدي ضي تحب السوبريم مثلي ، النشبّة هُدى لو سألتها مابتجاوب ولازم أسحب منها الحكي ] : أقول أش عرفك أن ضياء يحب الزنجر..!
_ هاه ، والله قد سمعت ضي تقول أنها تحب السوبريم وضياء الزنجر
_ خير ، جاهزين لِسفرة بكرة الفجر..!
_ أيه وتراي بنام ببيت عمي أنا وشذى وجهزت لي شنطة صغيرة بِالجناح حقي تلقاها هاتها وأنت جاي
_ والله ، مجهزة نفسك أشوف ، أخذتي الأذن..!
_ بدق لبوي بعدين وأمي بترفض عارفة
_ طيب قولي شنو عندك
_ أيه صح نسيتني ، [ بِصوت مخنوق ] أمي
_ ِأش فيها أمي ..!
_ تقول أن خالي وخالتي جايين الأسبوع الجاي
_ حلو ، زين اللي مو هالأسبوع لأننا بنسافر
_ أي زين يا أحمد أمي تقول أنهم بيجونّنا خُطّاب مب زيارة
_ شنو ، خُطّاب لمين ..!
_ حمد يا أحمد يبغاني حرمة له
بِصوت عالي وأنا أفكّر بِضياء : يهبى
_ أيه أحمد تكفى مابيه
وأحببتُ أن أجسُّ النبض : مابتآخذينه وأنا أشم الهوى ، بس ليه ماتبينه..!
_ آآ مابي أتغرّب ولا أبي أتزوج بهالطريقة يا أحمد أفهمني
_ فاهمك ، بس ببالك شئ..!
_ أحمد بتحقق معي يعني..!
_ لا مابحقق
وصمتنا إلى أن نطقتُ : يلا أنزل آخذ الطلب وأجيك


[ حسيّت بِراحة كبيرة لما حكيت لِأحمد وعجبتني ردّة فعله يهبى ، أيه يهبى حمد ، مابيه ، أنا أحب غيره مابيه ، حرام أظلمه معِي ]
وصوت رنين : هلا أحمد
_ بأسمي الطلب..!
_ أيه
_ أوك

وأتصلتُ بعدها عَلى ضي وبِسرعة ردّت : هلا ضي
_ هلا بِك
_ شلونك..!
_ أجنن
_ تنتظري مكالمة ..؟ أشوفك رديتي بسرعة
_ لا ، توّ كنت بدق لِضياء ومايرد عليّا
_ ليه خير وش فيه..!
_ مدري ماريا تبكِي حيل ممكن لو جاء ضياء تسكت ، صايرة ماتسكت إلا معه
_ طيب أنا جايتك الآن مادقت لك شذى..!
_ لا ، ليه!
_ عزمنا روحنا ع الغذاء عندكم ههه
_ مرحبا بكم أجل يلا أدق لضياء يجيب غذاء لأن طيّبة أنشغلت مع ماريا وماطبخت شئ
_ حنا أشترينا غذاء لنا والآن نمر نجيب لطيّبَة ولمرت عمِي
_ لا لاتكلفين ع عمرك ضياء بيجيب
_ أقول لاتتعبين ولد عمي وحنا جايين بِالدرب
_ ههه قولي كذا وأفهم عليك ، ربي يخليه لك ياهُدى
_ وش تقولين ياضي
_ فاهمتك أنا ياهُدى وأفهم نظرتك وقلقك وكل شئ بسرعة أحتريكم ممكن تسكت لو شافتك
_ طيب
_ ممممم ، هُدى تتكلمين تقولي نمر ونجي وشذى مو معك تقصدين منو..؟
_ أحمد أخوي
_ آها

جاء أحمد وهاتِفُه بِيده يبدو أن أحد ما أتصل بِه وفُوجئتُ بِه يقول بعد أن وصل وصعد بِجانبي : تسوي خير يا أخوي والله أن حرمتك بتنبسط معنا
أيه الفجر ، لا أنت تعال ونصلي هنا بِالمسجد القريب من بيت عمي وبعدها ننطلق مِن هناك
لا ، والله زين ، أنا بخذ سيارة أبوي الجيب ، أيه معنا حرمة عمِي حلو حلو خير ، خلاص أنا أخبّر ضياء ، يلا نلتقي بكرة
_ سامر..!
_ أيه يقول دق لضياء يسلّم عليه وخبره ضياء وناوي يروح معنا يبي حرمته تغير جو
_ أي والله بتبسط معنا منى وفرصة أنا أبيها تطلع مِن حالتها اللي اهيه فيها
_ حلو أجل
_ صح أحمد مُرّ مطعم المندي هات لِحرمة عمِي وطيّبة غذاء توّ حكيت مع ضي
_ فديتها
_ هاااه ، ماتستحي تتفدّى ضي..!
_ وش فيها أتفدى حرمتي
_ حرمتك..!
_ أيه حرمتي وتراني حكيت مع ضياء وناوي أخطبها قريب
_ والله ، شئ حلو ، وضياء وش قال..!
_ قال لِي أنه ناوي يعرس هو بعد
_ ......
_ وش فيك سكتي ..؟
_ مافيني شئ
_ أيه يعني فضولك ماخلاك تسأليني منو اللي بيبها ..؟
_ وليه اسأل ربي يوفقه ضياء ولد حلال ويستاهل
_ والله خبرني منو يبي وهالبنت محترمة وحلوة بعد
وأنا أكادُ أُجن وأحترق : الله يوفقه لو مين تكون حرمته
_ طيب ليه معصبة.؟
_ ماني معصبة أبد ، تشوفني معصبة؟
_ أيه والدخان يطلع من أذنك بعد هههههه
وأنا أتصنّع الهدوء والراحة : ههههه وليه يطلع الدخان مِن أذنِي يا أحمد أكيد بنسبط لولد عمّي
_ لاتستعجلين بِِالشرقيّة بِتعرفين كل شئ
وأستغربتُ آخر ماقال
أخذنا غذاء زوجة عمِي وأنطلقنا لِبيت عمِي وهُناك كانت شذى قد وصلت وكذا ضِياء
والصغيرة لم تهدأ و لم تنم إلا فِي حضن أحمد
وبعد الغذاء أخبرتُ شذى وضي عن حمد
وشهقت شذى التِي تعلم مابِداخلِي وتفاجأت ضي وقالت : تمنيّتك لِضياء بس ربك مو كاتب
دون أن أشعر : شنو يعني تتوقعين بوافق ..!
_ ولد خالك وش تعيبين فيه ..!
_ أجل وش تعيبين في أحمد..!
_ آآآ ، أحمد ماجاء وقلت ما بيه
وأستغربتُ قولها [ هذي اللي ماتدانِي أحمد ] وقالت شذى بِفرح : يعني لو جاء توافقين..!
وكأنها لم تسمع سؤال شذى : مدري لو ولد خالك رجال محترم لاترفضينه
أنا بِنفاذ صبر مِن ضي : شذى فهمِي هالخِبلة أني مابيه وأنا أفكر بِرمِي قُنبِلة بِوجه ضي وسأرى ردّة فعلها وقالت : أنا خبلة مشكورة ياهُدى
_ ضي مابي حمد ثم أن أحمد قال لي يهبى يآخذك
_ وش دخل أحمد بعد..!
_ دخله أنّه أخوي وفاهم أن البنت ماتنجبر على الزواج
_ ماشاء الله محاميك أجل طلع ماهو سهل
قالت شذى : لو ماهو شاطر ماصار محامِي قد الدنيا
قلتُ وأنا أنظر لِوجه ضي ورميتُ قنبلتِي لأجسُّ نبضها : هالمحامِي يابنات قرر يتزوج
صرخت شذى : وااااو ، أقسمي..!
_ قسم تو حكي لي
شعرتُ بِالذهول في عينيّ ضي ولكن كعادتها الصمت كان سيّد موقفها



.

الفصل السادس والعشرون



تونِي أعرف أكرهك يعنِي أحبك ..!

هل سَيرحل أحمد أيضًا ولأخرى..!
[ ليه ..! ، ليه يا أحمد ، ليه أنا غبيّة ..! ليه أنا بِسرعة أتعلّق وأتوه وليه أتعب وليه أموت..! ، ليه أكتشفت أنِ كرهِي لهالأنسان ماكان إلا حُب
ليه تونِي أعرف أنِي أحبّه وهالشئ لمسته مِن سرعة تماسكِي بعد تركِي وماطحت هذاك اليوم إلا مِن كثر ماضربت نفسِي
تركِي ماحبِنِي يا أحمد ، بس أنته تحبنِي ..! تحبني مو؟ ولا راح تبكينِي مثل غيرك..؟
أحمد رجييييتك لا ، لاتقتلنِي مابي أموت مرتين ]
ووسط الدموع وصلتنِي رِسالة مِن ذاتَ الرقم الغريب : [ أنتِ ملاكِي وملكتِي ومملكتِي وأحبك ]
[ معقول يكون أحمد..؟ وكيف عرف بِحالتي ، معقول وصله صوت دموعِي ..؟ معقول سمعنِي..؟ ]
لا ، لازم أتأكد ، تأكدتُ مِن أن هدى وشذى نائمتين أخذتُ جوال هُدى الذي وضعتهُ على طاوِلة قُرب سريري وخرجتُ لِصالتي وأتصلتُ بِذات الرقم مِن جوالها فظهر لِي [ بوحميد حبييبي ]
عدتُ وأنا أبتِسم ولأول مرّة بعد وفاة نور أشعر بِطعمها إبتِسامتِي وذُهلتُ وأنا أسمعنِي أقول : فديته
ولم أنم بل جلستُ أفكر بِي وبِالتغيير الذي طرأ عليّ وكيف كنتُ قاسِية مع مي التِي زراتنا عصر هَذا اليوم وعلِمتُ أنّها مُسافِرة بعد يومين وتمّت خطبة تركِي لِتمارا الخبر الذي أستغربتُ نفسي كيف أنه لم يُؤثر بِي ، سُبحان الله
وكأننِي لستُ بِضي ، وأستغربت مِي ضحكِي المتواصل مع بنات عمِي والتِي لم يمر عليها هذا الشئ مرور الكِرام فأستغلّت رحِيلهن مِن صالتِي الحمراء وسألتنِي : ضي وش فيك..!
_ مافيني شئ ، ليه!
_ مدري أحسّ أنّك جالسة تمثلِي الهدوء وبِداخلك عواصف ، مو هازك خبر زواج تركِي!
بِتماسك أقوى قُلت لها : اللِي هازنِي يامِي مرضك وبس وتركِي الله يسعده ودامه أختار يروح خلّه يروح ، ودامه راح يامي فهوه ما أستحق يكون هنا أو حتّى لي
وصدقيني بدعي له دوووم وبِكل صلاة أن ربي يسعده ويحميه
_ فديت صديقتي أنا ، اللي أبيك تعرفينه أن تركِي مُجبر وكأن أحد حادّه صدقيني تركِي رغم نفسيته السيئة إلا أنـ....
قاطعتُها : مِي تحبيني..!
_ أش هالسؤال الغبي ..! أكيد أحبّك وأموت فيك وو..
مرّة أخر قاطعتُها : إذا تحبيني لاتجيبين لي طاري أخوك مرّة ثانية
لاحظتُ الدهشة التِي غمرتها وإبتِسامتِي بعدها قتلت أي أمل بِداخلها أن يكون تركِي حيّ ينبض بِداخلِي ، الذي أستغربته أنا فِيّ أن إبتِسامتِي كانت صادِقة
ولم تكُن هُروبًا


[ أبي أنام عالأقل ساعتين ، أبي أرتاح شوي ، ورانا مشوار لزوم أغفي لو شوي ، أبعدي ياضي أبي أنوووووم ]
كنتُ أفكر بِها كمهووس وكأنِي لِلتوّ عرفتها أو كأنها بِقربي وأحسّ دفئها ، أتركيني ياملاكِي
مرّت ساعة ونصف ولازلتُ أتقلّب بِفراشي ، لا أعلم كيف أمسكتُ بِجهازي وكتبتُ رسالة قصيرة لها وأرسلتها مُحتواها : [ أنتِ ملاكِي وملكتِي ومملكتِي وأحبك ]
هي لاتعرف أنني صاحب الرقم ، المهم أن أُوصل لها ما أرغب بِقوله
وبعد أن أُسدلت أجفانِي سمعتُ صوت نغمة الرسائل ورِسالة جديدة فتحتها بِتململ وفتحتُ عيني على إتساعهما حين رأيت المُرسل كانت [ رُوُحِي المُصطفاة ] : يامسهر عيونِِي أبعد خل يحل الرقاد
[ كيف عرفت أن هذا أنا ..! ]
وأرسلتُ لها : [ ( منو أنا ..؟) أدري رسالتي هبلة بس أبي أشوف كيف عرفتني ، يووووه جد أنا مسبّه ألحين هُدى وشذى عندها نايمات وأنا أقول كيف عرفتنِي..؟ ]
وأرسلت لِي : [ أنت ملاكها ومليكها ومملكتها ]
[ لاحووول هذي تستهبل وإلا شنو ..؟ ] وأرسلتُ لها : أول حرف من أسمِي طيب..؟
وأرسلت لي مِن جديد : يامُؤرقِي يا أحمد النُّور أبِي أنوووم أبعد عن خاطري شوي
[ ويلي ، وهي مو معطيتني وجه أنا ما أعرف أنوم كيف لو أرسلت رسالة ، أي رسالة هذول ثلاث بحفظهم بقلبي ، ألحين بحاول أنام شوي أبي بسرعة أشوفها ]


نمتُ وأكادُ أشعر أن السعادة تخترقنِي لِتصل لِمن حولِي، أنظر لِهُدى وشذى أغبطهما
ضممتُ وسادتِي بعد أن أضبطتُ مُنبهِي ونمت ، كانَ نومًا أرِق لكنه لذيذ
أستيقظتُ قبلهن ونزلتُ لِغرفة طيّبة فوجدتها مستيقظة وذهبتُ لأمِي فكانت تُصلي الوتر
توجهتُ لِغرفة ماريا وسريعًا رتبتُ بقيّة ملابِسُها وأخذت لُعبتين وجهزتُ كُلّ أغراضها وبعد الأذان مُباشرة أيقظتُ هُدى وشذى
وتوجهتُ لِمجلس الرجال الذي نام فيه ضياء لأن بنات عمِي هُنا
وبعد أن صحا : صباحك ورد ياغالي ، تقول لك هُدى دق لسامر وأحمد
لا أعلم لِم تغيّر حاله ولكنه قال : ول ول كل هذي عجلة ..!
_ أيه وربك مستعجلة
وما أستدرتُ إلا وضياء يتصل وصمتتّ : بوحميد ، يلا قوم ، زين أنك صاحي يلا أحتريك مع السلامة ، أول دق لسامر فشلة أدق له أنا ، طيب ، سلام

بعد قليل
_ ياضي ، ياضي..!
_ هلا يا ضياء
_ حرمة سامر جاية أنزلي أنتي والبنات بسرعة جهزن الفطور والشاي
_ صار، يلاّ صلاة مقبولة ياربّ ، ولاتنسى الصدقة دربنا طويل يا غلاي

طُرِق الباب بعد خروج ضياء بِدقائق وكانت مُنى رحبّتُ بِها وحِينَ هممتُ بِغلق الباب أشارت لِي بِلا ونظرتُ ورأيت امرأة تُشبِه هُدى قليلاً وتأخذ مِن شذى الكثير
لم أتعرّف عليها بِسرعة وتذكرتُ ملامحها مُذ آخر مرّة زرتهم فيها مع أبِي [ رحمه الله ] فقُلتُ : مُرت عمِي ..! هلا ومرحب وحِي هلا بك تفضلِي ..!
بِخجل : يحييك ربي
_ يمّه يمّه تعالي ..!

جاءت أمِي والدهشة علت وجهها حِين رأت الزائِرة : أم سامر..!
_ شلونك أم ضياء ..!
_ هلا بك هلا تفضلِي ، ماقلتي يالغلا نفرش دربنا ورود
_ أش دعوة ياحافظ ترحيبكم يكفي
كنتُ أنظر لأمِي وفهمتُ مايعنيه تلفُتها لِهُنا وهُناك
تظن أمِي أن بيتنا سئ ، ورُغم أنّه يقع بِحي متواضع إلا أن بيتنا أفضل بِكثير مِن البيوت التِي فِي حيّنا والحمدُلله ، نظرة أمِي خجلى وكم كان حدسِي صادق إذ قالت : أسمحِي لنا يا أم سامر بيتنا ع قد الحال
_ لاتزعليني منّك يا أم ضياء وأنا جايّة لأهل البيت موب للبيت وبيتكم حلو يكفي دفاه يا أم ضياء
_ أصيلة يا بنت الأكرام
_ الأصل أصلك يا غالية
_ أن شاء الله ناوية تسيرين معنا للشرقيّة..!
_ أيه والله والسيرة معكم لحالها بركة
_ بننبسط دامك معنا يا أم سامر وصدقيني الطلعة لحالها مِن البيت تكفِي ، عيشي حياتك يا شمّه مايصير حابسة عمرك مِن زُمان
_ صح كلامك وكاني قررت أسير معكم وأن شاء الله خير
قالت مُنى : أيه قولي لها ياخالة عجزنا أنا وسامر لين أقنعناها تجي معنا


بعد أن جهزّنا الإفطار ووصل الشباب صعدنا السيارات وأخذ كُلّ مِنا موقعه أنا وضياء وماريا وأحمد وهُدى وشذى وطيّبة وسوماتِي فِي الجيب
وأمِي وأم سامر ومُنى فِي سيّارة سامر الصغيرة
أصرّت أم سامر على أمِي أن تصعد معها بِسيارة سامر
وبدأت رحلتنا فِي الخامِسة

نظرَ ضياء لأحمد ثم قال : مانمت يا أحمد..؟
_ هااه ، آآآ نمت بس ماشبعت نوم
_ عيونك حمراء
_ والله حسبتها بنفسجي هه
_ حتّى وأنت نعسان تنكّت ، أقول ريّح شوي وراك سواقة وإلا ناوي تخليني أسوق طول المشوار..؟
_ ولايهمك شويّات وأصحصح
_ لا ناااام أحسن
_ ياليت أقدر ياضياء شئ شاغلني وعجزت أنوم
وكنتُ أضحك عليه وبانَ مِن عينيّ سألتني هُدى بِصوت مسموع : أش عندك تضحكين ..؟
_ ولاشئ مبسوطة لأني بروح البحر
_ هالقد تحبينه..؟
_ أيه وربك ماتعرفين أش قد أفرح بِشوفته
قالت شذى التِي كانت تحمل ماريا : ياجماعة ماريا حرارتها مرتفعة
_ مِن جدك ياشذى ..!
_ أيه ألمسيها..!
_ يوووه نسيت ماشليت التحاميل ونسيت أن عمتّها بِتجي تآخذها بعد أش فيني اليوم ..! ، ضياء لو صادفتك صيدلية أوقف ، وصفّط ثواني أنزل أجيب شنطتها
ضحكَ أحمد ثم قال : أنا أنزل أجيبها
بِهمس قالت هُدى : نزل عنّك روميو ياجولييت
_ بلا هبال بس ، شذى صحيّها
_ طيب
.


.


الفصل السابع والعشرون


[ ياحلو قعدتكن ياهُدى وياشذى مع هالبنت ومع أمها ، أرواحهم ماشاء الله طيّبة ، ليتني من زمان عرفتهم وإلا هالصغيرة نظرتها جنان وتهبّل ، الله يرزقني بنت مثلها ، ياربّ ]
قطع تفكيري صوت أم ضياء وهِيَ تقول : أش فيهم وقفوا..!
_ مدري يامرت عمي أحمد يشيل شئ مِن الأغراض يظهر شنطة الصغيرة
_ ياويلي يسامر دق لِضياء وعطنِي
_ تآمرين
وأتصل سامر بِضياء : هلا ضياء الوالدة تبيك..
وأخذتْ الجِهاز بِسرعة : يمّه ضياء ليه وقفتوا..! يمّه ، كأن قلبي حاس مِن أمس وهيّة تزاعج هذي أكيد مشآن سنونها الباقين ، طيّب يمّه لو ماخفّت شالسوات ..! أن شاء الله يلا يمّه بحفظه ولاتسرع
_ أش فيه..؟
_ ماريا مرتفعة حرارتها مرّة وأعطوها دواء بس ما فيه تحاميل
قالت أم سامر: ياربّ تخفّ
وألتفتُ لِأم ضياء : ياخالة لو أتعبتهم قولي لهم يجيبونها عندنا أخليها عندي
لا أعلم لِمَ نظر لِي سامر وأبتسم إبتِسامة حانِية وكأنّه مُمتن لِماقلت أو فَرِحُ لأننِي كسرتُ الحاجِز الذي أرقه وأتعبه ولا ُأخفيكم أرقني وأسهدني

بعد ساعة ونصف توقفنا لِتناول وجبة الإفطار وأنتهينا وأخذتُ الصغيرة معِي التِي لازالت حرارتها مُرتفِعَة والغريب أنّها نامت بِسرعة في حُضنِي ، أنتبهتُ لِسامر الذي كُلّما سنحت له الفرصة نظر لِي وأبتسم
آخر مرّة تعالجتُ بِها وأخذت الكلوميد أخبرتنِي الدكتورة أن إمكانية الحمل الآن بِنسبة 80 % ولله الحمد وحجم البويضات مُساعد على الحمل وبِشكل كبير
بآخر الأيام أشعر بِتعب ولكن مُستبعد أن يكون تعب حمل فِالحامل لاتشعر بِالغثيان دومًا ولا بِوجع البطن فقد سمعتُ أن الحوامل يتألمن مِن ظهورهن فقط
والأكيد أننِي لا أرغب بأن أعيش على أمل فأسقط مِن سابِع سماء لِهوّة سحيِقة
الآن أشعر بِالغثيان أخذتُ علبة الحليب التِي جلبتها معِي بِحقيبتِي وشربتُ قليلاً ولم يخف أبدًا فألتفتُ لِسامر : سامر البرّاد فيه علب سفن آب..!
_ أيه ، تبين..!
_ ماعليك أمر هات لي علبة
_ يابنتي يامُنى هاتِي ماريا الصغيرة عندي
_ لا يا مُرت عمِي خليها
_ هاتيها شوي ثم أعطيك هيه
وممدتُها لأم سامر التِي أستغربتُ رغبتها بِحمل الطفلة : طيب

نزل سامر وجلب علبة سفن آب ثم صعد وفتحها لي أيضًا فشربتُ منها إلى أن شعرتُ بِزوال الغثيان
فجأة شعرتُ برغبة فِي النوم وأسندتُ رٍأسي وغبتُ عن الواقع


وصلنا بِحمد المولى في مايُقارب الساعة الحادية عشر ،تأخرنا نوعًا ما لأننا لم نكُن نُسرع ولأننِي نمت فلم أشعر بِشئ
قالت هُدى بعد أن وصلنا : خبلات وش ذا ليه تناموا ..!
_ ليه!
_ أحمد نام وكان شبه ميّت وأنتن بعد مانمتن بالليل
_ أنا عن نفسي مانمت أبد وشذى مالها حق تنام وبعدين شنو تقولين شبه ميّت ، [ طلعت لها لساني ] خِبلة
_ هههه ، ضي تدافع عن أحمد وي غريبة
قالت شذى : والله أنا أمس مداومة ومانمت العصر وأنتي عارفة متى نمنا بِالليل وعادتي أفرّ الساعة فرّ
_ صار موقفي بايخ أنا وضياء بس اللي صاحيين وأنا خايفة أنام وولد عمي يظل لحاله
_ خخخخخ قولي كذا
_ شذوووه بلا دفاشة تخيلي أنام ؟ أنا قلت لو تطلّب الوضع بفتح موضوع نحكي فيه بس ماحسيت أنه نعس هع
قلتُ لها : زين اللي ماحكيتي
_ ليه!
_ كنتوا بتزعجونا وبنصحى ههاهاااي
_ سخيفة


رتبنّا أمورنا بِشاليه بِمدينة الدمام وكان مُكون مِن 3 غُرف غرفة لِي ولِشذى وهُدى ومُنى
وغرفة لأمي ولِزوجة عمِي
وغرفة لِطيّبة وسوماتِي

أمّا الرّجال فقد كانت لهم غرفة لها مدخل آخر
كانت غُرفتنا تطلُّ على البحر وفِي الشاليه ذاته مسبح كبير ومطبخ صغير نوعًا ما مفتوح على الصالة وصالتين صالة صغيرة وأُخرى كبيرة
صرخت شذى حين رأت [ الدبابات ] وهُدى فرِحت بِالمسبح وأنا بِالبحر والبحر فقط ووجوده بِالقرب منِي أسعدنِي
نام الجميع إلا أنا أمّا ضياء فقد أتصل بِصديق لُه هُنا وذهب إليه ولم ينم رُغم تعبه
ذهبتُ لِماريا وأخذتها من طيّبه التِي نامت مِن تعبها ولم ألمسها إلا وحرارتها عالية وأخذتُ مقياس الحرارة الخاص بها وقستُ حرارتها فوجدتها 39 ونصف
بِسرعة أتصلتُ لِضياء الذي وجدتُ موبايلهُ مُغلقًا ولم أشأ إيقاظ أهلي فهم نِيام
بِذات الوقت سمعتُ صوت فِي الخارج ونظرتُ مِن الزجاج فوجدتُ أحمد جالس على كُرسي قِبالة البحر وينظر لِلبحر
بِدون تفكير أرسلتُ لُه رِسالة : ماريا مريضة مرّة وضياء جواله مُغلق
ووصلتني فورًا رسالة منه : ألبسي وأحتريك بسيّارة سامر لأن ضياء خذا الجيب
كُلّ هذا وأنا أرى تحركاته مِن الزجاج العاكِس وبِسرعة بدلت ملابِس ماريا وخرجت فورًا بِها
[ هذا ولد عمي ومافي مجال لِلتفكير وماريا تعبانة ]

حينَ وصلتُ لِلسيارة أحترتُ أين أصعد ..!
فصعدتُ فِي المقعد الخلفِي وبِحضنِي ماريا
_ أي مستشفى يابنت عمِي..!
_ رح المواساة

.






.


الفصل الثامن والعشرون

هَذا أنت ..!
هَذهِ رُوُحك وهذا قلبِي الصغير الذي بدأ ينبض لك ومِن أجلك


وصمتُ ملأ المكان إلى أن وصلنا ، حملها أحمد سريعًا وتوّجه بِها وسجّل أسمها ورأيته يدفع رسوم فتح الملف وتوّجه لِلعيادة
وهُناك قاسوا حرارتها وبِسرعة وجدتُ المُمرضة تحمل بادِية كبيرة نوعًا ما وتتوجه لِلثلاجة التِي أخرجت منها ثلج
ربّاه ستبكي الآن و..
_ بنت عمي تعالي شيلي ملابسها
أقتربتُ منها وهِي تبكِي و أبعدتُ ملابِسُها
كان يقفُ بِالقرب منها ويضع أصبعهُ بِراحة يدها ، ليست المرّة الأولى التِي يفعل معها هكذا
أقتربتُ أكثر فسمعتهُ يقول لها بعد أن جلسَ جلسة وكأنه على ركبتيه : خلاص بابا ، خلاص شوفي البابا هِنا ياعيوني أسكتي خلاص
وعاد يقول وهُو يُشيِرُ إليّ : مروّي دحين تجي ماما شوفي ماما شوفي ، يلا ماما تعالي لماريا الحلوة
[ هذا يبي يقتلني ، وش هالحنان اللي فيه..! معقوول أحمد يناديها بابا يعني بباله أنه بيكون أب لها وينادي أمها يعني أنا ، ياويلي منك ]

فرغنا ولازالت الصغيرة تبكِي ، كتبت الدكتورة الدواء وأردتُ أخذ الوصفة غير أن أحمد سحبها بِسرعة وهُو ينظر لِي نظرة أخافتنِي نوعًا ما
ولأول مرّة أنتبه لِملامِحُه أحمد جميل عينيه الواسِعة ورموشهُ الكثيِفة وحواجبه المُرتبه وأنفه الطويل كحِد السيّف وشعرهُ الذي ينتبه لُه القريب منه كاد أن يصل لِكتفيه غير أن الشّماغ الأحمر يُخفيه
أنتبه لِنظراتِي المُتفحِصة وبِسرعة أسدلتُ عينيّ [ ياربي وش هالخبال ياضي ؟]


الصوت الذي بِداخلِي مُرهِق والرغبّة بِإمتِلاك الملاك طافِحة [ لزوم أحكِي مع ضياء اليوم مافيني ]
وأبتسمتُ لِفكرة سأنفذها الآن..؟
وبعد أن صرفتُ الدواء صعدنا السيّارة وبعد أن نامت ماريا بِحضني أعطيتها لِخالتها
وبعد صمت ظننتهُ طويل تمتمت : بنت عمي..!
_ ....
_ تسمعيني..!
_ تفضل ..؟
_ لاتفهميني غلط يابنت عمِي بس بي أسألك سؤال..؟
_ ....
_ أنا نويت أطلبك مِن ضياء اليوم ، لو طلبت توافقين..؟
_ ....
_ أفهم مِن صمتك أنّك معترضة أو موافقة..؟
بعد ثواني حمحمت ثم قالت : أحمد ياولد عمِي أنا مابلقى أحسن منك ، توكل على الله
دون أن أشعر : وربك..؟
_ ......

صحوتُ بِسرعة وتوجهتُ لِلحمام وتعثرتُ بِطريقي فأستيقظت شذى التِي قالت : وي بسم الله عليك يامُنى ، أنتبهِي
تركتها وتوجهتُ لِلمغاسِل التِي تقع قِبالة غُرفنا جميعًا وكادت أن تخرج روحِي وحين عُدت
_ وش فيك ، لايكون بتمرضين..؟
_ لي كم يوم ياشذى على هالحال
_ والله..؟
_ أيه ومليّت من هالحال
_ طيب أش رأيك نروح المستشفى إذا صحى سامر ممكن فيك شئ
_ أعرف بِشنو تفكري ياشذى ما أتوقع أن اللي ببالك
_ إرادة ربك فوق كل شئ يا مُنى وطيب ، بسألك كم سؤال وجاوبي عليّ زين؟
_ هاتي يا ممرضتي العزيزة هه
_ هه عندك غثيان دايم..؟
_ يس
_ عندك وجع بأسفل البطن..؟
_ يس
_ أحيان أول ماتوقفين تجيك لفّة رأس ..؟
_ يس
_ وي وي صدقيني يامُنى أنتي حامل
_ ....
_ ليه كذا أفرحي وتفاءلي وأنتبهي على عمرك زين
_ شذى اللي يسمعك يقول أن خلاص تأكدنا وصحيح كلامك
_ منى وش لي لو طلع الخبر أكيد؟
بِفرح قلت وتفاؤل : اللي تبي
_ وعد..!
_ وعدين مو بس وعد
وضحكنا والأمل يرفرف

.




.


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 12-01-2011   #8


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (09:53 PM)
آبدآعاتي » 3,247,317
الاعجابات المتلقاة » 7387
الاعجابات المُرسلة » 3673
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل التاسع العشرون


ومنها صحونا وجلسنا في الصالة حتى لا نوقظ النائمين ، وأخذتنا الحكايا وفيما يُقارب الثانية ظُهرًا سمعنا صوت الباب ودخلت ضي وهي تحمل ماريا وقالت : سلام ، صحيتو..!
_ لا نمنا
_ ههه ياحليلك ياشذى شنو مصحيكم..؟
_ وأنتي شنو مطلعك..!
_ أبد ماريا تعبت ورحت مع أحمد المستشفى
_ هاااه
_ شذى عن اللعانة ضياء محد ودقيت له جواله مُغلق أر... آآآ ، شفت أحمد جالس برّا وقلت له ووداني
_ ممم طيب متى رحتوا..!
_ أول مانمتوا أخذت ماريا من طيّبة لقيتها حارّة وحرارتها 39 ونصف
_ هاتيها هاتيها فديتها
_ تسوي خير ناوية أتروّش وأنتبهي لها
_ وش قصدك..!
_ خِبلة وأخاف تمرضينها زود هع
_ أقول لايكثر يابنت محمد
_ لايكثر يابنت عادل
_ الا هُدى ماصحت..!
_ بصحيها الآن مشآن مايضيع يومنا عخربطانها ونومها
_ لا أنا بصحيّها
_ شالطاري الإبتِسامة شاقّة الحلق من دخلتي..!
_ مُنى عقلي بنت حماكي عني
قلتُ : والله ياضي هذي بنت عمك ومافيني إلا أضحك على خبالكم

الله ، الله لو اللي فبالي يصير
أتصلتُ بِسامر : هلا حبيب أخته صحيت..!
_ تو صحيتيني ألحين ، خير..!
_ حرمتك..!
_ بلاها ، أش فيها ، أحكي ياشذى
_ حوه حوه مافيها شئ بس نبيك تودينا المختبر
_ ليه!
_ شاكّة بشئ وأن شاء الله خير
_ بذمتك ياشذى ..!
_ أيه والله سامر كل الأعراض اللي تجيها أعراض حمل ، أنت خلَص ودق لي وحنّا نطلع
_ دقايق بس ومن تسمعوا الهرن أطلعوا
حرجتُ مِن الغرفة وإبتِسامة تعلو وجهِي ونظرتُ لِمُنى وغمزتُ لها وفهمتني ولحقت بي
_ شذو وربي خايفة..!
_ توكلي على ربّك
_ أخاف لو طلع نيجتف يتضايق سامر وأنا نفسيتي تتعب
_ شوفي سامر مؤمن بقضاء الله وقدره وبرضه أنتي ، لو ماضبطت مابي تتضايقي ، شوفي الأمل يلوح لك أفرحي امُرت أخوي
وضممتُها
مُنى مِن القصيم وتغرّبت مِن أجل سامر وأنا وهُدى نُحبّها كثيرًا ، مُنى طيّبة كَزوجها وتستحق الفرح ياربّ لاتُخيبّها ياربّ

بعد ساعة كُنّا فِي المختبر ننتظر نتيجة التحاليل التِي بقيَّ عليها خمس دقائق
خرجت النيرس وأعطتني الورقة لأنني أخبرتها أنني مُنى وكم خشيتُ عليها مِن النتيجة وكانت النتيجة إيجابية
صرختُ وأنا أقفز : يس
نظرت لِي مُنى ودموع الفرح قفزت لِعينيها وأستوطنت رموشها وسامر الذي أمسكَ بِالجِدار وكأنه يخشى السقوط وكأن الفرح سَيهجم عليه ويُطيح بِه
توجهتُ لِمُنى وضممتها وقلت : شفتي كيف ربنا ماينسى عباده بجيك الآن بس أشوف سامر
_ شذى مُرتي حامل ، تكفي قولي أيه ، قولي أيه
_ أيه مرتك حامل يا أخوي
وقبلتُ جبينه ولازالت حالة الذهول تسكُنه : شذى أنا بصير أبو..! شذى يعني خلاص مُنى ماعاد تبكي ولاتتحسر يعني خلاص حلمنا تحقق
ووسط فرحنا بكينا بكينا وسجد سامر لِله شُكرًا بِممر المختبر ثم توجه لِزوجته وضمّها بِقوة وهمس لها : شفتي ربنا ماخلانا ، الحمد والشكر لك ياربّ

_ ضياء تأخر كثير ياهُدى وأنا قلقانة معقول يغيب كذا ومايتصل يطمننا ماعنده سالفة والله
_ الغايب عذره معه يا ضي
_ من متى وهو خارج لين الآن ماوصل
وفجأة قالت هُدى : راح بِالجيب هو..!
_ أيه ليه!
_ كاهو وصل
_ أحلفي !
_ أيه أشوف الجيب داخله
ونظرتُ مِن النافذِة ووجدت الجيب حقًا ، شحنتني بِقوة لأهبُّ فِي وجهه وحالما فتح الباب الخارجِي وجدنِي قِبالته وكانَ وجههُ الشاحِب كفيل بِجعلي أشهق وأضع يدي على فمِي : ضياء أش فيك..!
_ مافيني شئ ياغلا بس مرهق شوي
_ متأكد..!
_ ايه
_ ليه تأخرت ؟
_ هاااه ، آآ ، و والله صديقي لزّم عليّ أجلس معه
_ صديقك هذا مايدري أن توّك واصل وأنّك تعبان؟
_ ضي فيك تقللين أسئلة مصدّع وأبي أنووم
_ ماتبي غذاء..!
_ لا ما مـ ، آآ أنا تغذيت

.



.



الفصل الثلاثون


صوت القلب الآن يعلو على صوت العقل ، أشعر أن ضياء يُخفِي شيئًا عنّي
نعم يُخفِي الكثير والشحوب ، الشحوب الذي يعتلي وجه يُخبرني بِحدس آخر
لم يكُن مع صديق له ، فضياء لم يُخبرنِي أن له صديق في الدمام كما لم يتحدث عن أي زميل له ، سأرى ياضياء إلى متى سَتُخفِي عليّ ..!


طوال المشوار كنتُ أُكابِد التعب الذي أخترق صحتّى ، مُذ كنتُ فِي السجن كنتُ أشعر بِألم فِي جنبّي الأيمن ويزداد الألم إذا جلستُ مطولاً أو إذا بذلتُ جُهد جبّار
ربّااااه ، ولازلتُ أذكر الموقف الذي حدث هُناك حين سقطتُ ولم أرنِي إلا في غرفة بيضاء وعسكري يقف بِالقُرب منِي
أخبرنِي الدكتور بعدها بِما أُعانِي ، هذا الألم سكننِي يوم وفاة نور ومُنذُها لم أشعر بِه إلا قليلاً لكنه اليوم سكن كُلّي وكدتُ أموت
أنزلتهم فورًا وتوجهت لِلبحر وهُناك جلستُ أفكر طويلاً
ماذا لو تفاقم ومُتّ..!
وضي وأمِي..! وماريا..!
يالله..!


نمتُ بعد أن وصلتُ فورًا
ولم أصحو إلا على صوت أحمد وسامر والأول يقول للأخير
_ إذا ولد تسميّه أحمد وإذا بنت ضي
_ والله ..؟
_ أيه وش رأيك..؟
_ أنهبلت أنا أسمي ولدي أحمد أو بنتي ضي مو كافي عمّها ومرته
أبتسمت على غباء أحمد وعلى حُبّه الطاهر لِضي الذي لايخجل مِن التصريِح به أنقلبتُ لِأراهما وقُلت : ومنو قال لك بزوج أختي لواحد غبي يا أحمد ههه
فقفز أحمد عليّ قفزة شهقتُ بعدها شهقة زلزلت الغُرفة : آآآآي
_ أش فيك ضياء..؟
_ آآه آآي
_ ضياء كنت أمزح معك وش فيك شنو يوجعك؟
_ ماي ماي يا أحمد هات علبة ماي
قال سامر : ضياء تحتاج المستشفى ..؟

لا
صرختُ بها وغبتُ عن الواقع
سرحتُ بِخيالي وأنا أفكر بِأمي وبِضي وبِماريا وبِهُدى أيضًا
ودموع تتساقط وأحمد وسامر فِي حالة ذهول وبعد أن شربتُ علبة الماء كُلّها ولأغير مِن الجو الشحنَ الغرفة بِصمت ذاهِل تصنعتُ المُفاجأة وجعلتنِي أبدو وكَأنني لِلتو تذكرت شئ : أحمد خبرت سامر عن سالفة سيف؟
_ لا ، أول بخبره عن سالفتك
_ أش فيكم فهموني شالسالفة ؟
وتذكرت لِلتوّ حديثهم حين صحوت وقلت : مبروك يسامر ربي يخليها لك ويعطيك الصحة وتدوم لهم
_ ربي يبارك بِعمرك ، يلا أسمعكم قولوا؟
نظرتُ لأحمد أرجوه بِعيني ولم يكُن صعب عليه أن يفهم نظرتِي فقال : سلمك الله في خطّاب لخواتك..
_ ماشاء الله ثنتيناتهم؟
ضحكَ أحمد وعرفتُ ماذا سَيفعل : أيه ، وقبل لاتسأل منو بقول لك الخاطب الأول هَذا المُغفل ههههه
والثانـ...
ولم يُكمل لأنني رميته بِالوسادة وضحكنا بِقوة هههههههه
_ هههه والثاني ..؟
_ سيف صديقي ونعم الرجال يا سامر
_ وأنا حضرتي جلست معه وأعجبني الريال ويعطيك ضياء اسمه اسأل عنّه ، وتراني ياضياء طالب يد بنتكم ..؟
_ وأنا موافق ومابلقى أحسن منك لها بس الرأي الأول والأخير لها
_ ماشاء الله شئ حلو ، بس مالاحظتو شئ..؟
أنا وأحمد بِصوت واحد : شنو..؟
_ ههههه خبلان حدكم ، أن بطلعتنا هذي صارت شغلات كثيرة حلوة؟
_ صل عالنبي يالهرم
_ ههههه آآي بطني أنت يالمغفل الحقيقي لاتنقز عليّ مرّة ثانية شايف نفسك ريِشة
_ أيه ريشة وألحين لو أنقز عليكم تحسني أخفّ بعد لأني بناسبك هههههههه
_ هههههه الله يعين أختي عليك يا محامي الغفلة
الأثنان : هههههههه


بعد مرور شهرين

_ أحمد..!
_ لبيّه ياروحه..!
_ متى نروح لِلبحر..!
_ متى تبين ، أنتي تآمرين أمر
_ مايآمر عليك عدو أبـ...
قطع الحديث صوت الرنين وكانَ رقم غريب دولي فمددتُ بِهاتفِي لأحمد : ألو
_ نعم..!
_ ممكن أكلم الأخت ضي..!
_ لحظة بس ومدُّه لي : هلا
_ هلا بك
_ مين..؟
_ معك تمارا زوجة أخو مي
أنصدمتُ غير أني بادرتُ : هلا بك ومرحب آمري
بِصوت مبحوح : مممم مدري بس مي قالت لي أكلمك وأطلب منك تسامحيها..!
_ شلون..!
_ سامحيها ياضي
_ ماعمري شلت على صديقتي وليه مي تطلب مني أسامحها..!
_ مي [ بكت بِنحيب ] مي خلاص ، مي خلاص
_ شنو خلاص .. وينك فيه الآن..!
_ بِـ .....
ثم جاءنِي صوتُ آخر : هلا ضي
_ تُركي..!
_ أيه تركي ، ياضي مي تعبانة حيل حيل وممكن ماتنجو هالمرة
_ شنو تقول أنت ، صديقتي مابتموت مابتخليني
_ عرفتي ليه ، ليه سافرنا..؟
وكأنه يقول عرفتي ليه تركتك ..؟
وكم كنتُ أفهمك ياتركي
صرختُ : لا ، أحمد تسمع شنو يقول تركي ...؟ يقول أن مي مابتعيش؟
يقول أن مي بتروح وبتخليني ، ليه ..؟ ليه ؟
تركي أش فيها مي أحكي لي ، شنو فيها ، أنت وديتها عشان تموت مو؟
أنني أمام أحمد كُتلة المشاعر الذي أهتز كيانه لِدموعي وضمنّي بِقوة وقال : مابتروح يابعد عيني ، مابتروح يادنيتي ، تعالي لحضني تعالي ، آمري تبين تروحين لها.!
بِصوت باكِي : توديني ..!
_ ليه لا..! هيه وين..!
_ نسيتُ أن الطرف الآخر لازال موجودًا على الخط فأستدركتُ وسألته : أنتم بأي منطقة بِلندن..!
كانت المُتحدثة تمارا : حنا بِـ........ عجلّي يا ضي
بِتردد قُلت : أنتبهيلها يا تمارا

.





.



الفصل الحادي والثلاثون


وبعد مرور عام كامِل


رحلتِ وأعلم أنّكِ باقية
رحلتِ وأعلم أن روحكِ لازالت هُنا تُرافقني كما كُلّ أيامنا ، رحلتِ ودُونَ وداع وتركتِ الصديقة تعيش وحدها
تعالِي يا أميرة الفؤاد فكُل الأماكن تحتاجُكِ كما أنا ، جُدران غرفتي وبيتي تبكيكِ
سألثم صورتنا معًا كُل حين ، وكُل اللحظات ، سأطبخُ لكِ حلى التوفي الذي تُحبين
تعالي وتحدثي عن [ أبو عيون ] تعالي وأصفحي إنشِغالي بِجرحي ، تعالي وسامحِي فظاظتي بِآخر زيارة لكِ
لم أهتم لِجرحكِ وكنتُ أرى جرحي فقط ، تعالي لِنُذاكر معًا فقد عُدت لِجامعتِي وقريبًا سأتخرّج تعالشي لِنُعد حفلة تخرجُنا معًا

دُنياي ..!

تُرى من سَتأخُذي مِني أيضًا..؟
أبي
نور
تركي
مي
أحمد...؟
لا ، لا ياربِ أبقِي لي الأخير ، أبقه لي
أتصلتُ بِه بِسرعة : حبيبي وينك..!
بِمُزاحه المُعتاد : بين يدينك
_ محتاجتك ياغلاي
_ أجي..!
_ أيه تعال


رحلت مِي بعد أن تأخرت فِي عِلاج مرضها مرض الأديسون القاتِل
خِلال هَذا العام تزوجت هُدى مِن ضياء بعد أن تم عِلاجه وعمل عملية الزائِدة الدودية بعد أن ألتهبت
وهِي الآن حامِل
وشذى التِي تزوجت مِن سيف الذي عرف مِن أهله أنّها طالِبة طِب كما يحلُم وسافرت لِتأخذ ماجستير والدكتوراة معه
ومُنى أنجبت طِفلة جملية أسموها [ لمى ] وهذا حسب طلب أم سامر التِي فرِحت كثيرًا وكذا عمِي عادِل الذي لازال يُسافر مِن بلد لآخر لِيوسع تِجارته
ولازال الأب البعيد القريب
كبرت ماريا عام إضافي آخر وأصبحت تتكلم وأول كلمة نطقتها بابا أحمد
هِي الآن بِجدة مع عماتها وجدتها أم سلمان
نُور مر على وفاتها الآن أكثر مِن عام ، رحمكِ الله يا نور
وحماكِ الله يا أُمِي
أمّا أنا وأحمد فزواجنا فِي الشهر القادم


بعد شهر

وبعد أن أنتهت ليلة الحُلم التِي كانت مِن أجمل ليالِي عُمري
وكنتُ أتوسد أمانه وأنعم بِدفئه : مابي تروح وتتركني ، مابي
_ مين قل لك بروح؟
_ أوعدني ..؟
_ وعد مابتركك إلا لِقبري
ضربتُ صدره بِقوة : لاتقول قبري يارب أموت قبلك
_ وأنتِ بعد لاتجيبي طاري الموت
_ ضمنّي أقوى يا أحمد

كانَ هُو الأمان ، والحُب والحنان والإحتِياج ، كان كُل شئ
كُل شئ

إذن فقد كنتُ أتكِي على وهم..؟




مممممم
مابعد النِّهاية
ضي ، حققتُ حُلمها بِالزواج مِن أحمد رُغم أنني كنتُ أنوي عرقلة الموضوع بِماريا ورفضها بِسببها إلا أنني خشيتُ على ضي التعب والذي أنا في حالة مِزاجية سيئة لاتسمح بِه وإلا
ضياء وددتُ قتله وجعل مرضه سرطانًا سكنَ إحدى كليتيه ، لكن مَن للأم الرحوم بعده ومَن لِضي..؟
هُدى كان المُفترض أن تتزوج ابن خالها حمد غير أنني غيرتُ رأيي في اللحظة الأخيرة وجعلتها زوجة لِضياء
شذى يُناسبها أن تتزوج سيف الذي أُعجب بِطموحها لِتُكمل المشوار معه
ماريا التِي أعتادت أحمد وهُدى وستكون بين هُنا وهُنا ببيت ضي أم ضياء ومع جدتها أم ضياء
أم ضياء لادور لها كما أنه لادور لأم سامر التي خرجت من وحدتها وأسرها الذي نسجته لها
مي ماتت إثر مرض أديسون الذي تأخرت في علاجه
ومي هُنا بِشخصيتها تُشبه شخصيّة السارار صديقتي التِي رحلت ولا أعلم عنها أي شئ ولا أعلم لِم قتلتُ شخصيّة مي رُغم أنني أدعو لِسارا بِالعودة لأرض الوطن وسريعًا
مممم شخصّية ضي تُشبهنِي إلى حد كبير أمّا ضياء فكم أتمنّى أن يُرزقنِي الرّب أخ مثله
سامر ومُنى حقق ربي حُلمهما وأنجبوا الجميلة لمى بعد طول انتِظار
والهدف هُنا أن الله لايترك عِباده
و[ أن الله لايُغيّر مابِقوم حتّى يغيروا مابأنفسهم ] وأن لايأس مع الحياة
والأهم لايأس والله قريب يُجيب دعوة الداعِي إذا دعاه
العم عادِل لازال مُستمر في رحلات العمل


كنت أنوي خلق تفاصيل كثيرة كما رتبت لكِن آثرتُ هذهِ النِّهاية السعيِدة
وأجواء الحُزن خانِقة مو..!

سامحونِي هُنا أن أخطأت على أحكُمـ / ـن دون قصد
وسامحونِي الأحداث التِي جاءت هكذا دُون أن أُرتب لها
وسامحوا كُلّ إختِناقة شعرتُم بِها
سامحوا هذهِ الُأخيّة

.


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 12-01-2011   #9


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 9 ساعات (04:26 PM)
آبدآعاتي » 658,360
الاعجابات المتلقاة » 938
الاعجابات المُرسلة » 352
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





 توقيع : نظرة الحب




رد مع اقتباس
قديم 12-02-2011   #10

زائر

الصورة الرمزية أتـــ ع ـــبت حســـادي

 عضويتي »
 جيت فيذا »
 آخر حضور » 01-01-1970 (04:00 AM)
آبدآعاتي » n/a
الاعجابات المتلقاة »
الاعجابات المُرسلة »
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم »
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

افتراضي







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أتَكِأ, العَلِي, الكاتبه, خُلُودْ, عَــلَى, وَهْم, كُنْتُ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية