الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-10-2018
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 12 دقيقة (11:38 AM)
آبدآعاتي » 1,059,065
الاعجابات المتلقاة » 13990
الاعجابات المُرسلة » 8187
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي قلم من عاج!



(قصة قصيرة مستمدة من واقعة حقيقية)


الشهر السادس يوشك أن يديرَ وجهَه كليًّا عنها، في الوقت الذي لا تَزال تعرض نفسَها - على رفوف المكتبات - من خلال طَلْعتها التي جلَّلَتها أوشحةٌ من الغبار، ووَنيم الذُّباب.

مرَّت عليها مدَّة طويلة لم تأْنَس خلالها بلمْسَة من قارئ، تُبدِّد شبُّورة العار التي جلَّلَتها أمام زميلاتها.

حتى لطخاتُ الماكياج التي تَفنَّن الرسَّام في تزويقها على غلافها الصَّقيل لم تفلِح في خِداع القارئين، الذين كانوا - زيادة على الإعراض عنها - يُحذِّرون غيرَهم من الأغرار مغبَّة اقتنائها.

أمَّا هو، فقد تهرَّأ على مكتبه العتيق، يقضم أظفارَه، ويقلب بصرًا زائغًا في كومةٍ من الأوراق يسمِّيها رواية!

كان يشد خصلات من شعره مرَّةً بعد أخرى؛ حين يتكرَّر عجزه عن إيجاد إجابات مقنِعة للفشل الذَّريع الذي منيَت به روايتُه الأخيرة.

المبرِّرات الكثيرة التي كان يسوقها لفَشل رواياته السابقة لم تَعُد مجدية.
لا يمكن أن يَفتقر إلى التجربة الأدبيَّة؛ فقد كتب عددًا لا بأس به من الرِّوايات!
لا يمكن أن يكون السبب نقص الاطِّلاع، وقد قرأ آلافَ الأعمال لأشهر الرُّوائيِّين العالميين!

الحروف والكلمات تتحوَّل بين يديه إلى عجينة طريَّة، تَستسلم لبراعة أناملِه العبقريَّة في طواعية تامَّة، وتبتسم في رضًى عن أشكال مبهِرة من العبارات الرَّائقة.. فلا يمكن أن يؤتى من قِبَل اللُّغة أو الأسلوب!

في روايته الأخيرة. أربى على ذلك كله؛ أحد عشر قلمًا قضى نحْبه، بعد أن سفك أحبارَهم إلى آخر علالة على أزْيد من أربعمائة صفحة! حلب عليها عصارةَ فِكره إلى آخر رَمق!

كانت صفحاتها تعجُّ بصراخ الثكالى، وأنَّات المعدمين، تصفر فيها رياح المساغب، وتَنبعث من طيَّاتها روائح عطنة من أكوام المزابِل التي تَفتح ذراعيها القذرتين لمخلوقات رماديَّة على مائدة من العَفن، ساقهم إليها جشَع كُتَل متصلِّبة من اللَّحم تسمَّى بشرًا!

سيول من القيح والصَّديد تنزُّ من وجوه أوراقها المَجْدورة بخروق عميقة، يتهادى من بؤرها دخانٌ ساخِن، يعبق برائحة البارود.

كان لوصف الأثواب الرثَّة، والوجوه المغبرَّة، والنظرات الذَّابلة، والبطون الضَّامرة - القدَحُ المعلَّى في الرِّواية.
غير أنَّه لم ينسَ أن يرطب هذا الجوَّ اللاهب بعلالة من حبٍّ، يَستميل بها قِطاعًا آخر من الرومانسيين الحالِمين.

كانت عصافير الأماني تزقزِق فوق رأسه المتورِّم أثناء كتابتها، فلو قُدِّر لـ"تشيخوف"، أو "تولستوي"، أو "هوجو"، أن يعيش أيٌّ منهم ضِعف عمره ما زاد على مِثل ما كتب!

رنَّات هاتفه ذكَّرَته بالموعد الذي ضرَبه مع صديقه النَّاقد الأدبي؛ ليتباحث معه أسباب الكارثة.
إنَّه أول خروج له بعد عودته من المهجر؛ حيث قضى سنوات أربع في دراسة الأدَب.
لشدَّ ما كان يتمنَّى أن يعود إلى بلده مكللًا بهالة من الشُّهرة؛ كتمثال من الذَّهب يزري بريقه بطينة أهل بلده.

انزلَق من سيارته الفخمة، وهو يسدُّ مناخره بأصبعيه؛ تأفُّفًا من ذرَّات الغبار التي أثارَتها عجلات سيارته عند ركْنها، عدَّل وضع ربطة عنقه، نفَض حلَّته بأطراف أنامله، وقلَّب في الأرجاء بصرَه من خلف نظَّارته المعتمة، باحثًا عن صاحبه.

كان اللقاء ليكون حاراً أكثر؛ لولا البرودة التي نضحت من عيني صاحبنا الروائي، وشفتيه.

نفد صبره:
• ما السبب؟.
أشار الناقد إلى مكان اللقاء.

• تفضل من هنا، لقد حجزت لنا مقعدين.
طنين الذباب، ومظهر الجالسين، والبقع المتناثرة من القهوة والشاي على الطاولات المهترئة.. كل ذلك حدَّد نوعية المقهى.

مطَّ شفتيه اشمئزازًا. ثم قال:
• لا بد من تغيير المكان.
نظر إليه صاحبه مستفهمًا.

•لا يناسبني أن أجلس في مكان من الدرجة الأخيرة! (أجابه من جانب فيه، وإحدى يديه في جيب البنطلون)!

بابتسامة باهتة، أجابه:
• قلم تشيخوف كان من دم، لا من عاج، يا أستاذ!



 توقيع : ضامية الشوق



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أن, عاج!, قلم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الديوان المكتوب للشاعر / محمد بن فطيس المري "المقروءهـ" المكتوبه نادر الوجود …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… 23 07-03-2011 11:22 PM
ااسماء الله الحسنى ضحكة خجوله …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 8 01-22-2009 08:13 PM
موسوعه قصايد ليل المعلوماتيه ...؟ البرق النجدي …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 12 01-12-2009 08:18 PM
الديوان المكتوب للشاعر / بندر بن سرور "المقروءهـ" المكتوبه نادر الوجود …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… 0 12-18-2008 01:33 AM
ღღسلـــــةفواكـــــــه والخضـــرواتღღ نادر الوجود …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 6 12-13-2008 01:43 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية