الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-2011   #11


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 18 ساعات (12:29 AM)
آبدآعاتي » 658,523
الاعجابات المتلقاة » 943
الاعجابات المُرسلة » 353
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



( 10 )


تنهدت العجوز ثم قالت : إنها قصة طويلة يا سيد فارس !!

شعرت بالإثارة وبنوع من الغموض يسيطر على الجوّ

قامت الجدة سريعاً وأعدّت كوبين من الشاي ووضعتهما في صينية خشبية ومعهما بعض الكعك محليّ الصنع ثم قدمته لي وهي تقول : اعذرني يا بنيّ لقد نسيت واجب الضيافة

لا عليكِ جدتي اعتبريني مثل جيانا

كادت أن تسقط الشاي من يدها عند مناداتي لها بجدتي

جلست ثم نظرت إليّ قليلاً وقالت :

- لقد كنت أتوقع بأنك تعرف قصتها ؟!

- قصتها !! للأسف لا أعرف أي شيء !

- كل الناس يعرفون ذلك حتى صديقك بيل الذي أحضرك إلى هنا

- لكنه لم يخبرني عن أي أمر .. أرجوكِ جدتي تكلمي

بدأت الجدة تسرد عليّ قصة جيانا وقالت : اسمع يا فارس إنّ جيانا ليست ابنة للدكتور وليم ولا لزوجته

حملقت بعينيّ وأنا أقول بأحرف متقطعة : ما .. ذ .... ا ؟!

نعم يا عزيزي ليست ابنتهما

عندها تذكرت قول الدكتور عندما دعاني لحفلته بأنها بمناسبة مرور خمسة عشر عاماً على زواجهما
تساءلت إذاً من هما والداها ؟!

والدها ابني المهندس سون ووالدتها السيدة الشريفة هولاند

** كان ابني وزوجته أصدقاء أعزاء لعائلة وليم وقد حدث لهما حادث سير توفيا على إثره وقد لطف الله بجيانا بأنها لم تكن معهما في ذلك الوقت وإنما كانت مقيمة عندي تلك الليلة

مرّت بمخيلتي سريعاً رواية جيانا وبدأت أستعرض ملخصها للحظات ثم سألت الجدة : لكن كيف أصبحت جيانا تعيش هناك في منزل وليم ؟!

إن الدكتور وليم رجل شهم لم يستطع أن يترك ابنة زميله تتعذب في وحدتها فقد أتاني بعد عشرة أيام من الحادث هو وزوجته وعرضا عليّ أن تعيش جيانا عندهما ، ترددت كثيراً بالموافقة لكن ثقتي بالدكتور وزوجته جعلتني أوافق ، كذلك فإن جيانا بحاجة لرعاية رجل وقد اشترطت عليهما أن يجعلاها تزورني كل نهاية عطلة أسبوع وقد نفذا رغبتي فقد كانت تزورني بانتظام حتى حدث اختطافها في هذا الأسبوع

- معذرة يا جدة : هل كانت جيانا تشتكي من مضايقة أحد ما ؟!

- أبداً ... أبداً ، فقد كانت تحب الجميع وهم يبادلونها بنفس الاحترام والمحبة

- وكيف كانت معاملة وليم وزوجته لها ؟

- كانت في غاية الرقة واللطف ، فقد عوضاها عن فقد والديها الشيء الكثير !

- حدقت بقوة في عيني العجوز وشعرت بأنها تخفي شيئاً لا تريد أن تقوله لي فقالت مبتسمة : هل هناك شيء تفكر فيه يا سيد فارس ؟!!

- إنني أفكر في جيانا

- صحيح ، أتمنى أن لا تصاب بأذى

نظرت إلى ساعتي ضربت عليها أوه لقد مرّت ساعة كاملة دونما أن أشعر

لا بدّ بأنّ بيل ينتظرني في الخارج ومن المؤكد بأنه غاضب على تأخري

* شكرت الجدة على استقبالها الرائع وعلى هذه المعلومات التي أكرمتني بها ووعدتها بالبحث عن جيانا حتى العثور عليها وقد طلبت مني أن أخبرها بأية تطورات تحدث ثم ودعتها وانصرفت

وقبل أن أخرج نادتني الجدة وقالت : هل ستحتفظ برواية جيانا ؟

قلت لها بلا شك سأفعل

ثم أردفت قائلة : الحقيقة أنا لا أقرأ ولا أكتب ولا أدري عن أي شيء تتحدث الرواية لكنّ جيانا أخبرتني بأنّ الدكتور وليم تضايق كثيراً عندما علم بأنها أهدتك الرواية ..!!

صمتُّ قليلاً ثم قلت وأنا أبتسم : ربما تضايق لأنها النسخة الوحيدة المتوافرة لديها وخشي عليها من الضياع

هزّت العجوز رأسها موافقة على هذا التعليل فأشرت إليها بالتحية وأكملت مسيري إلى خارج الكوخ

رأيت السيارة واقفة لكنني لم أجد بيل ، تطلعت إلى المكان الذي كان يمشي نحوه لكنه غير متواجد هناك ثم التففت وراء الكوخ ووجدته يطعم إحدى الأغنام الصغيرة

ناديته : صديقي بيل ماذا تفعل هنا ؟

نظر إلى الأعلى فقد كانت هناك نافذة على شكل معيّن أظنها في نفس غرفة جيانا التي كنا نجلس فيها

أنا هنا عزيزي قلتها وأنا أضحك

أرجع بيل طرفه إلى الأسفل وأبصرني إلى جوار الكوخ ضحك وهو يسير إلى جهتي وقال : كنت أحسبك في الأعلى ؟

ضربت على كتفه وقلت : إذاً أنت تتصنت علينا ؟!!

قال مرتبكاً : أبداً .. أبداً يا فارس لكني سمعت ثغاء هذه الصغيرة فلم أتمالك نفسي إلا أن لبيّت نداءها

حسناً يا بيل أنا أعتذر عن تأخري هيّا بنا

ركبنا سيارتنا وعدنا إلى المدينة ...

وأثناء الطريق لم أشأ أن أعاتب بيل على عدم إخباره إياي عن قصة جيانا فآثرت عدم الخوض في هذا الموضوع وبدأنا نتحدث عن روعة هذه القرية الجميلة ومتعة العيش فيها

بعد أن وصلنا إلى سكني شكرت بيل على تجشمه المتاعب ثم صعدت إلى الأعلى

كنت أتضور من الجوع تناولت غدائي وأخذت أقلب في رأسي المحادثة التي جرت بيني وبين جدة جيانا ...

هناك حلقات مفقودة أبحث عنها

كلما وجدت حلقة لأكمل بها سلسلة أفكاري أفقد حلقة أخرى أو اثنتين

كنت أدور في تيه ليس لبدايته نهاية

* حاولت أن أنام لكني قبل ذلك اتصلت على منزل وليم لأسأل عن جيانا أجابني بنفسه وقال بأنهم لم يصلوا إلى أية نتيجة تذكر !

تقلبت على سريري لأكثر من نصف ساعة ثم رحت في سبات عميق

عند السابعة مساء استيقظت من نومي لكني لم أزل أشعر بالإعياء والفتور

أعتقد بأنه نتيجة لتلك السموم التي أدمنت عليها فيما مضى من أيام لقد أقلعت عنها نهائياً ولله الحمد ، كل شيء يتعلق بالدكتور وليم بدأت أكرهه إلا جيانا البريئة !

أين أنتِ أيتها الفتاة اليتيمة ؟!!

بغير شعور مني أخذت روايتها مجدداً وبدأت أقرأ فيها وكأنني أطالعها لأول مرة !

لقد بدأت أفهم بعض الإيماءات التي نثرتها جيانا في أرجاء روايتها الحزينة

يبدو بأنّ حديث الجدة قد فكّ بعض طلاسمها المحيّرة

لكن يظلّ هناك سر كبير لو استطعت معرفته لتوصلت إلى فهم أمور كثيرة

لماذا تضايق وليم عندما أهدتني جيانا روايتها ؟!

لا أعتقد بأنّ ما قلته للعجوز هو المبرر الفعلي !!

فجيانا بلا شكّ تحتفظ بنسخة أو نسخ أخرى من روايتها


يا ترى ! هل اطلع وليم على الرواية وقرأها ؟!

لكن لماذا تضايق وغضب من جيانا ؟!!

هنا مربط الفرس !

لو كانت مجرد رواية خيالية لم يرعها وليم أي اهتمام

لكنه تضايق لأنها تلامس واقعاً ربما تكون له يد خفية فيه

أقصد مقتل والديّ جيانا

إنني لا أستغرب أي شيء على هذا المجرم الشرير خاصة بعد فعلته التي فعلها معي في تلك الليلة ؟!

لكنّ الجدة أثنت عليه كثيراً وأشادت بحسن رعايته لجيانا !

أعتقد بأنّ جيانا لم تخبرها بما كان يحدث لها في منزل وليم

لذلك كانت الوسيلة الوحيدة للتنفيس عن مشاعرها هي الكتابة !

أصابتني موجة زهو خفيفة لما توصلت إليه من استنتاجات جيدة لكنها ما زالت في طور التوقعات وليس هناك أية أدلة ملموسة تدين وليم بأدنى تهمة

لا أدري عندما مرّت في ذهني كلمة ملموسة تذكرت عباراته الشيطانية والتي كان يرددها بكثرة !


,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,


 توقيع : نظرة الحب




رد مع اقتباس
قديم 09-11-2011   #12


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 18 ساعات (12:29 AM)
آبدآعاتي » 658,523
الاعجابات المتلقاة » 943
الاعجابات المُرسلة » 353
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



( 11 )



عند التاسعة ليلاً نزلت أتمشى فوق الرصيف المقابل للبناية التي أقطنها ثم دخلت إلى المقهى لفحص بريدي الالكتروني فلعل رسالة وصلتني من أهلي تزيل عني بعض هذه الهموم المتراكمة عليّ ..!

فرحت كثيراً عند عثوري على رسالة من والدتي وقد كانت طويلة وممتعة قرأتها أكثر من خمس مرات ، قصّت عليّ كل شيء حدث لهم وللأقارب ، فقد تزوج ابن عمي شادي وقد قدمت مولودة لابنة خالتي سلوى
أما جدي مؤيد فقد اشترى حراثة كبيرة لمزرعته الجميلة

كنت أضحك وأنا أقرأ الرسالة إنه لشيء ممتع بحق أن تجد لحظة سرور أثناء تكالب لحظات الضيق عليك بشراهة

رددت عليها برسالة أطمأنها بأنّ الأمور تسير بشكل جيد وسوف نبدأ بالدراسة فعلياً في الأسبوع القادم بعون الله

عند عودتي لشقتي مررت على بقالة مجاورة أخذت منها بعض العصيرات وبعض علب المياه المعدنية ثم صعدت إلى شقتي وجلست على الأريكة المقابلة للتلفاز كان هناك برنامجاً وثائقياً عن الجرائم في الولايات المتحدة وبالأخص جرائم سطو البنوك

أثارني البرنامج فقد كان شيقاً للغاية وقد امتدّ لحوالي ساعتين

كانت الساعة الثانية عشرة منتصف الليل عندما سمعت باب شقتي يطرق طرقاً خفيفاً ، لم أعره أي اهتمام فقد توقعت بأنها إحدى خيالاتي الكثيرة

لكني سمعته يطرق مرة أخرى أقوى من سابقتها تحركت من مقعدي فتحت الباب بهدوء فإذا أنا بوجه الدكتور وليم مباشرة ... تلعثمت قليلاً وتفاجأت بزيارته في هذا الوقت المتأخر

أدخلته وهو لم ينطق بأي كلمة ، كنت أتميّز غيظاً على جرأته بزيارتي بعد فعلته المشينة تلك الليلة ولولا خشيتي بأنه يحمل أخباراً عن جيانا لبصقت على وجهه وطردته شرّ طرده

- سألته هل هناك من جديد عن جيانا ؟

- هزّ رأسه بالنفي !

- قلت : وماذا تريد إذاً ؟!

- قال : لابدّ أن تأتي معي الآن فهناك موعد هام من الضروري أن تحضره

- ضحكت وقلت : أما زلت على خزعبلاتك تلك ؟

- نظر إليّ بحدة وقال : وهل تنتقص عقيدتنا يا فارس ؟

- يا لها من عقيدة خرافية إباحية .. قلتها بصوت عالٍ

- تحفز وليم إذاً أنت يا فارس تعلن العصيان بعدما أعطيت الطاعة

إني أحذرك يا فارس وأنا مشفق عليك فالليلة موعدنا مع القداس الأحمر وحفلة انضمام عضو جديد ولا بدّ أن تحضر وإلا أصبحت من الخائنين

- وإن لم أحضر يا وليم فماذا ستفعلون ؟!!

- أنت تعرف جيداً ما جزاء الخونة !! لقد بدأت يا فارس تعصي الأوامر وهذا ليس في صالحك وهذا هو ثالث لقاء لا تحضره ، أنت انضممت إلينا برغبتك وتعرف مصير من يعصي الأوامر

- إذاً أنت تهددني يا وليم وفي بيتي أيضاً ؟

- ومن قال بأنه بيتك ؟ هذا ملك الجماعة تكرم به المخلصين من رجالها !

- آه كم أنا مغفل ! لقد فهمت الآن

كل هذه الهبات والعطايا مقابل أن أنضم إلى جماعتكم المبجلة !!

- صحيح ومن يعصي الأوامر فليس له سوى القتل !

- حسناً يا وليم وماذا تريد مني الآن ؟

- ابتسم وأصبح يتكلم بلطف : جيد يا فارس بدأت تثوب إلى رشدك

أريد منك الآن أن تتجهز وتمضي معي إلى المكان المخصص لاستقبالنا هذه الليلة !

- وإن لم أمضِ معك ؟

- عادت إليه موجة الغضب وقال : سوف نتدبر أمرك بطريقتنا

- ما رأيك يا وليم بأنني لن أذهب معك ومن هنا فإنني أعلن العصيان لك ولجماعتك المجرمة وافعلوا ما شئتم !

- انتفض وقام من مكانه وقال : سوف أعطيك مهلة لمدة ساعة واحدة فقط فكّر جيداً وأنا أنتظر منك اتصالاً فإن لم تتصل عليّ فاعرف بأنك قد طردت من جماعتنا ومصير المطرودين هو القتل يا فارس !!

- كنت أعتقد بأنك مهتم بجيانا ولذلك جئت إليّ !!

نظر إليّ وعيناه تتقادحان من الغضب

ثم أدار ظهره وأغلق الباب وراءه بقوة

لقد فهمت الآن كل شيء كلّ ما فعله وليم من أجلي كان مقابل أن أنضم إلى جماعته !!

يا له من مخادع كبير ؟!!

يا ترى هل أذهب وأخبر الشرطة بهذا الأمر ؟

إنه التصرف السليم الذي يجب أن أتخذه ! لكن من سيصدقني ؟!! وأنا لا أملك أدلة

أخذت أتباحث مع نفسي وأضرب أخماساً بأسداس عن ما يجب عليّ فعله

برغم كوني لم أتجاوز الشهر في الولايات المتحدة إلا أنه حدثت لي أحداث لم أشهدها طوال سنواتي الماضية

في صباح اليوم التالي استيقظت على صوت الهاتف .. إنه بيل

- صباح الخير فارس

- صباح الخير بيل

- معذرة على إزعاجك لكن هناك أمر طارئ يجب إخبارك به

- هل عثروا على جيانا ؟!

- كنت أتمنى ذلك !

- لقد أخبرني الدكتور وليم بأنه يجب عليك الذهاب للجامعة فوراً فقد اتصلوا به وطلبوا حضورك

- وماذا يريدون ؟ ألم أكمل كافة الإجراءات ؟!

- لا أعلم ذلك يا فارس ، لكن إن رغبت بالذهاب سأكون عندك في ظرف عشر دقائق

* توجهنا أنا وبيل للجامعة وقابلت مسؤول التسجيل وقد أخبرني بأمر أقلقني كثيراً فقد قال : بأنّ إجراءات قبولي قد أوقفت وإن كنت أرغب في سحب طلبي فلي ذلك

تساءلت بغضب لكن كل الأمور كانت تسير على ما يرام فما الذي حدث ؟!

اعتذر وقال : عفواً سيد فارس فأنا هنا لإخبارك فقط ! ومعذرة فهناك طلاب آخرون ينتظرون أدوارهم

زممت شفتيّ من شدة الحنق ثم خرجت غاضباً

لا أدري ما السبب ؟ لكني أعتقد بأنّ لوليم يد في ذلك فقد توعدني ليلة البارحة بما هو أشدّ من هذا !

إنني أنهار على مهل ، ليتهم يقتلونني ويريحوني من هذا العذاب الأليم

لكن هل أستسلم بهذه السهولة ؟!!

لا وألف لا ! سأظلّ أقاوم حتى آخر قطرة من دمي

في الطريق أخبرت بيل بما جرى

أبدى تأسفه لكن دون اكتراث

آه يا بيل حتى أنت أصبحت لا تهتم بي ولا تخفف عني !

وقد أصبت بصدمة عنيفة عندما علّق وقال : أظنّ بأنّ الدكتور وليم قد بذل مجهودات خرافية لقبولك لكن أنت من جنى على نفسه ؟

- وماذا فعلت أنا ؟!

- لقد أخبرني الدكتور بأنك تتكاسل عن حضور الجلسات المهمة التي كانت تعقدها الجامعة

- جلسات مهمة ! وما هي تلك الجلسات التي لم أدرِ عنها !

- لا أعلم لكن يبدو بأنك قد أغضبت الدكتور

نزلت سريعاً إلى شقتي ولم أتنبس بكلمة واحدة ، فقد كنت متألماً من عبارة بيل

مما دعاني إلى الارتماء على سريري ونمت مباشرة

على صوت رنين الهاتف استيقظت نظرت إلى الساعة كانت السادسة مساء ، لم أكن أتوقع أن أنام كل هذا الوقت عندما أردت أن أرفع السماعة انقطع الاتصال ثم عاود المتصل بعد خمس دقائق كنت أحسبه بيل يريد أن يعتذر من تصرفه صباح هذا اليوم

- ألو من المتصل ؟!

- مساء الخير عزيزي فارس

- مساء الخير من يتكلم ؟!

- لا أريد أن أطيل عليك بكلام كثير ، لا بدّ من حضورك الليلة في القلعة التي تعرفها جيداً

- بدأ الخوف يغمرني وقلت : ألم يخبركم وليم بقراري الأخير ؟!

- وبضحكة مدوّية : لا تكن ساذجاً يا فارس ، الأمور لا تتأتى بهذه البساطة التي تفكر بها !

- احمرّ وجهي من الغضب وأغلقت سماعة الهاتف

بدأ القلق ينتابني فهؤلاء الأشرار لن يكفوا عن ملاحقتي أبداً

رنّ الهاتف من جديد

- سيد فارس أرجو ألا تغلق السماعة فهنا شخص عزيز عليك يريد محادثتك

- لم أتكلم وظللت أستمع لما يقوله ثم أردف قائلاً إن كنت تريد مساعدته فلا بدّ من حضورك أيها الشجاع

- فارس .. فارس

- يا للهول إنه صوت جيانا

- جيانا ؟
- وبصوت مرعوب قالت : نعم ... نعم أنا جيانا يا فارس وأخذت تبكي

- ما الذي يحدث ؟ أين مكانكِ ؟!

- وبكلمات متقطعة وبصوت مبحوح أجابت : أنا في القلعة المهجورة وقد اشترطوا لإطلاق سراحي أن تحضر أنت وقد وعدوني بألا يمسّوك بأي أذى وشرطهم الوحيد أن تعود للانضمام إليهم مجدداً

- حسناً .. سأكون عندك الليلة

- اختطف الرجل السماعة من جيانا وقال : اسمع يا فارس لا تحاول أن تغدر بنا وتأتي معك بأناس آخرين أو أنك تبلغ عنا السلطات

القضية لا تحتمل أدنى تصرف أرعن فحياة صديقتك في خطر وآخر موعد هو الثالثة فجراً

الحقيقة أصابتني حيرة شديدة ، هم يريدون حضوري وإعلان التوبة كما يقولون وسوف يطلقون سراح جيانا

لكنها خدعة واضحة فأنا أعرفهم فهم قد طردوني من جماعتهم ولن يرضوا إلا بقتلي

لكن لماذا خطفوا جيانا ؟!

هل ليستخدموها ورقة ضغط ضدي ؟!

أم أنّ جيانا تشكل تهديداً آخر عليهم ؟!

يا ترى هل أخبر الشرطة ؟!


لكنهم سيقتلون جيانا إن علموا بذلك !!

لو ذهبت إليهم فأنا أعلم بأنها نهايتي ولن يقبلوا مني أي اعتذار وكل وعودهم تلك لمجرد سحبي للحضور ثم سينتقمون مني انتقاماً مريعاً وسوف يشربون من دمائي فداء لشيطانهم الأكبر



حيرة شديدة تعصف بذهني

لكني أستحق ذلك هي نفسي الشريرة التي قادتني لهذه المهاوي ويجب عليّ الآن أن أتحمل عاقبة إسرافي وجرائمي الماضية

ليفعلوا ما يفعلوا لكن المهم ألا يموت شخص بريء بسببي

أنا مستعد لأن أضحي بحياتي من أجل إنقاذ جيانا فهي يجب أن تعيش وأنا الذي أستحق الموت ... نعم إنني أستحق ذلك !

ظللت طيلة ساعات يومي أعدّ العدة لخوض هذه المغامرة المجنونة

كان يجب عليّ أن أتدبر أمر السيارة فمن الخطر أن أذهب عن طريق سيارة أجرة فهم اشترطوا أن آتي بمفردي

اتصلت على بيل وطلبت منه أن يعيرني سيارته هذه الليلة

وبدون تردد وافق وسط دهشتي وقال : إنّ الدكتور وليم مسافر لمدة يومين وأنا لست بحاجة للسيارة مؤقتاً
ارتحت كثيراً لنبأ سفر ذلك المعتوه وتمنيت ألا يعود أبداً

في الحادية عشرة ليلاً أتاني بيل ليسلمني السيارة ثم طلب مني إعادته إلى المنزل وهنا استغربت حيث لم يسألني بيل عن الجهة التي سوف أقصدها

كل ما قاله لي : أتمنى لك ليلة ممتعة !

لمحت من نظراته بأنه يحسبني سأقضي ليلة صاخبة مثل تلك الليالي مع وليم الأرعن

شكرته على لطفه ثم أوصلته إلى المنزل


,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,




رد مع اقتباس
قديم 09-11-2011   #13


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 18 ساعات (12:29 AM)
آبدآعاتي » 658,523
الاعجابات المتلقاة » 943
الاعجابات المُرسلة » 353
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



( 12 )

عدت إلى شقتي سريعاً .. حملت مسدساً كنت قد اشتريته ومصباح صغير

وعند الساعة الحادية عشرة والنصف انطلقت صوب القلعة المهجورة وبرغم كوني لم أذهب إليها إلا مرة

واحدة إلا إنني بدأت أتعرف على المعالم التي مررت بها في المرة الأولى والتي كان يشرحها وليم

ولمدة نصف ساعة تهت عن معرفة الطريق الترابي المؤدي إلى البلدة الريفية التي تقع فيها القلعة وعند الثانية إلا عشر دقائق وبعد أن يئست من الاهتداء إليه استطعت التعرف على المدخل الترابي أخذت بالمشي من خلاله وقبل القلعة بحوالي الكيلو فضلت أن أوقف السيارة في أحد الحقول المجاورة وأكمل على قدمي ، حملت معي مسدسي ثم ترجلت ماشياً

لقد قررت أثناء طريقي ألا أسلمهم نفسي بكل سهولة فأنا أعرف أنه بمجرد وقوفي عند البوابة سيلقون القبض عليّ لذا فكرت بالخطة التالية

سأتسلل إلى القلعة وأقفز من فوق السور دون أن يراني ذلك الحارس المرعب الذي يقف على البوابة

فإن استطعت إنقاذ جيانا والهروب معها وإلا استسلمت

هكذا كنت أفكر حينها ولم أكن أعلم بأنّ أولئك الأوغاد قد أخذوا احتياطاتهم جيداً

بدأتْ تتراءى لي القلعة من بعيد وهاهو سورها الأبيض يلمع على ضوء القمر

عند الثانية والربع تقريباً كنت أقف عند سور القلعة حاولت تسلقه لكن لم يكن في السور أية ثقوب لأضع قدمي من خلال إحداها ثم أصعد إلى الأعلى

بحثت عن صخرة كبيرة ثم وضعتها لأصعد من خلالها لكن لم أستطع أيضاً وضعت عدة صخرات فوق بعضها البعض ثم صعدت واستطعت أن أرفع جسمي عالياً حتى أمسكت بالجدار العلوي للسور ثم أنزلت قدميّ إلى داخل السور

وقد كنت أحرص على عدم إحداث أية ضجة ... توقعت اقترابي من الأرض فألقيت بنفسي لكن المسافة كانت بعيدة بعض الشيء وقد سقطتُ على أوراق يابسة متساقطة من أشجار داخل القلعة فأحدثت جلبة وصوتاً عالياً

هنا سمعت وقع أقدام يتجه إلي جهتي فلم أشكّ أبداً بأنه ذلك الحارس الشرس

جهزت مسدسي لكني فضلت الاختباء خلف كومة رمل إلى جانب إحدى زوايا القلعة

كنت أقبض على مسدسي بكل قوة وأنا أرتجف

ثم خطرت برأسي فكرة تسليم نفسي وينتهي كل شيء ...!!

لقد خاطرت بحياتي من خلال تصرفي هذا فربما هم بحق يريدون مني العودة للانضمام إليهم

قطع أفكاري صوت ذلك الحارس وهو يقول : من هناك ؟!

كان يقف أمامي مباشرة بدأت نبضات قلبي تخفق بشدة فلو التفت وراءه لرآني

هنا انطلقت قطة سوداء من الجهة المقابلة وبدأت تحاول تسلق الجدار

صرخ الحارس وهو يلقي نحوها حجراً كبيراً ويقول : عليكِ اللعنة أيتها القطة المشاكسة ثم عاد راجعاً من حيث أتى ....!!


،،،،،،،،،،،،،،،


التقطت أنفاسي المبعثرة ثم تسللت عبر النفق المؤدي للأسفل

عند دخولي إلى القاعة الشيطانية لم أسمع أي تحركات ولا أصوات وفجأة فإذا بظل كبير يتحرك !

لا أدري من أي جهة هو آت

أخذت أستدير بهستيرية في كل الجهات وأنا شاهر مسدسي وأصبعي على الزناد

صرخت من هناك ؟!

لكن لم يجب أحد

أعدت سؤالي وأنا أقول : تكلم وإلا أطلقت النار

لا .. لا .. لا تطلق النار يا فارس

أوه جيانا ، هرولت نحوها لقد كانت بحالة مؤسفة يبدو عليها آثار التعذيب وهناك شخص يلبس قناعاً ولا أرى منه إلا عينيه قد وضع فوهة بندقيته برأس جيانا

قالت جيانا : أرجوك يا فارس لا تقترب .. ضع مسدسك على الأرض فنحن محاصران ولن تجدي المقاومة الآن
نظرت حولي فإذا بمجموعة كبيرة من الرجال المدججين بالسلاح

رميت مسدسي وقلت :

ها أنذا بين أيديكم فأطلقوا سراح الفتاة !

سمعت ضحكات قادمة من بعيد نظرت فإذا هو بالساحر المرعب الذي رأيته في تلك الليلة

أخذ يقهقه عالياً وهو يقول : لقد وقعت في الفخ يا فارس !

من المؤكد بأنك شجاع أن حاولت أن تنقذ رفيقتك

صرخت بوجهه : ولماذا لا تدعوها وشأنها الآن ؟!

ابتسم الخبيث وقال : إنّ لها حساب معنا أيضاً !

ونحن أردنا أن نقتنص عصفورين بحجر واحد

هل أفهم من كلامك بأنكم لن تدعوها ؟!

هذا صحيح ! فسوف نقتلكما معاً أيها الحقيران الخائنان !!

هنا انتفضت جيانا وركلت الرجل الذي بجانبها واختطفتُ مسدسي وصوبته تجاهه فأرديته قتيلاً ثم هربنا نحو بوابة القاعة بينما بدأ يطاردنا بقية الرجال وأنا أسمع صرخات الساحر : أريدهما أحياء ... أريدهما أحياء

صعدنا الدرجات سريعاً ونحن نعدو حتى وصلنا نهاية السرداب وفجأة صرخت جيانا : انتبه يا فارس !!

رفعتُ رأسي فإذا بقطعة معدنية تهوي على رأسي ثم لم أعد أذكر شيئاً


،،،،،،،،،،،،،،،،،،

صحوت على صوت يناديني .. فارس .. فارس

فتحت عينيّ ولم أزل أشعر بألم فظيع في مؤخرة رأسي وبحركة ثقيلة استدرت إلى يساري إنها جيانا

كنّا مصلوبين على خشبات ثلاث أنا وجيانا وشخص ثالث إلى يميني مطأطأ رأسه لم أستبن وجه بعد

عرفت أنها النهاية ! لقد حضرت بمحض إرادتي لألقى حتفي هنا في هذه القلعة المهجورة ، كان شريط حياتي يفترّ أمامي وكأنه فلم سينمائي

أبي وأمي وأصدقائي ... سأودعهم بعد لحظات

هنا سأموت بلا ريب

كم هو شعور مرير يدعو للأسى والقهر في نفس اللحظة

كانت جيانا تنظر إليّ وتبكي وتعتذر : أنا آسفة يا فارس لقد كان ذلك رغماً عني

لقد أجبروني على الاتصال بك وأن أطلب منك الحضور لإنقاذي وقد وعدوني بأنهم لن يؤذوك أبداً لكنهم خدعوني .. نعم خدعوني

التفت إليها وقلت : لا عليكِ يا جيانا فأنا أستحق ما سيحدث لي ..

أرجوكِ لا تفكري بهذا الأمر !

قطع حديثنا صوت ذلك الساحر وهو يرمقني بنظرات تتقادح شرراً : لقد وقعتم في شر أعمالكم أيها الخونة !

ونحن هنا لنحتفل بقتلكم انتقاماً لشيطاننا الأعظم

إنه القداس الأسود يا خونة ... وكم سوف نستمتع بشرب دمائكم اللذيذة !

الموت للخائنين الأنذال

كانت جيانا ترتجف من هول ما تسمع

أما أنا فقد تبلدت مشاعري فلم يعد يهمني تهديده

أنا مرتاح لأني كفرت بمعتقداتهم الفاسدة والتي كادت تودي بي إلى التهلكة

كم كنت أتمنى هذه اللحظة الخالدة !!

بدأ الساحر بتلاوة قداسهم البغيض ثم قال : ( من أجلك يا حضرة الشيطان سوف نقتل هؤلاء الأشرار ! إنهم خانوك وفي بقائهم خطر على أتباعك ، أما هذه المدعوة جيانا فقد رفضت الانصياع لأوامرك وقد حاولت كشف أسرار أحبابك بكتاباتها القذرة وسوف يحلّ بها غضبك عمّا قليل ، أما هذا الشاب فارس فقد رفض الطاعة وأعلن التمرد بعد أن أكرمناه وأغدقنا عليه من خيراتك لكنه أبى إلا العصيان ، ثم التفت الساحر إلى الرجل المعلق عن يميني وأكمل قائلاً : أما جورج
صرخت : ماذا ؟ جورج ؟!!

رفع جورج رأسه ثم نظر إليّ وقال : يؤسفني يا فارس بأنك لم تسمع نصيحتي !!

تساءلت بتعجب : أما زلت على قيد الحياة يا جورج ؟!

ابتسم وقال : نعم ، لا زلت على قيد الحياة لكني سأموت الآن !

هنا استشاط الساحر غضباً وصرخ قائلاً : عليكما اللعنة لماذا قطعتما حديثي ؟!

لم أتمالك نفسي وقلت : بل أنت الملعون أيها العجوز الطاغية !

انتفض الساحر ونادى على رجاله الواقفين خلفه بكامل أسلحتهم

أطلقوا الرصاص عليهم ، هيّا نفذوا حكم الإعدام بسرعة

تراجع الرجال إلى الوراء وصوبوا بنادقهم إلى جهتنا ثم دوّت القاعة بأصوات الرصاص ..

لم أصب بشيء التفتُّ إلى يساري فإذا برأس جيانا ساقط على صدرها تجمدت الدماء في عروقي وأنا أحاول أتبين هل هي حية أم لا ؟؟



,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,




رد مع اقتباس
قديم 09-11-2011   #14


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 18 ساعات (12:29 AM)
آبدآعاتي » 658,523
الاعجابات المتلقاة » 943
الاعجابات المُرسلة » 353
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



( 13 )


بعد أن تفحصتها قليلاً بنظري تبين لي بأنه لايوجد عليها أي أثر للدماء

نظرت إلى يميني ...

آه كم هو منظر مؤلم .. لقد كان جسم جورج يتفجّر بشلالات من الدم

أشار الطاغية إليهم مرة أخرى بإطلاق النار عرفت بأنه دوري

أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أنّ محمداً رسول الله ثم أغمضت عينيّ

دوّت القاعة بانفجار عنيف وعلتنا غازات خانقة مع أصوات رصاصات متفرقة

عمّت الفوضى أرجاء القاعة المظلمة

وصمّ آذاننا صوت قوي عبر مكبرات الصوت : ألقوا أسلحتكم فوراً وإلا مصيركم الموت

حاولت أن أتبين ما الذي يحدث وسط هذه الرؤية المعتمة ؟!

بدأت الرؤية تتضح قليلاً ...


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


عشرات رجال الشرطة ينتشرون داخل القاعة

وهناك جثث عديدة ملقاة على الأرض

حاول الساحر الهروب لكن قبض عليه واقتيد مع بعض رجاله

دقائق معدودة تمّ كل شيء وما زلت معلقاً أنا وجيانا وجورج وهو يتشحط في دمائه

رأيت بعض رجال الشرطة يتجهون نحوي لقد كانت مشاعر لا توصف ، عادت إليّ حياتي من جديد بعدما ودعتها


أنزلني الرجال وأنزلوا جيانا ووضعوها على سرير طبي وعملوا لها بعض الإسعافات الأولية ثم أخرجوها إلى حيث يقف الإسعاف ، بينما حمل رجال آخرون جورج بعد أن تأكدوا من وفاته ووضعوه على سرير وحملوه خارجاً إلى إسعاف آخر

أثناء خروجي أتبع الرجال الذين يحملون جيانا إذ بي أقف مندهشاً لرؤيتي بيل

اقترب منّي وعانقني وهو يقول : حمداً لله على سلامتك يا صديقي ! لقد كنت شجاعاً بحق !

أبعدته عنّي وقلت : لكن ماذا جاء بك إلى هنا يا بيل ؟ ومع من أتيت ؟!!

قال وهو يبتسم : لك الفضل بمجيء إلى هنا يا فارس وقد أتيت مع هؤلاء الزملاء وأشار بيده إلى رجال الشرطة


قاطعنا أحد الجنود وهو يلقي التحية العسكرية على بيل وقال : كل شيء على ما يرام سيدي !!

فغرت فمي وقلت : هل تقصد يا بيل بأنك ..................... ؟!


نعم ، نعم ، أنا الرائد جونكل من وحدة التحري والبحث والمكلف بعملية الإطاحة بوليم وعصابته المجرمة



،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


كدت أسقط من هول المفاجأة


إذن أنت لست سائق خاص لوليم كما أوهمتنا ؟!

ضحك بيل وغمزني بعينه وقال : تستطيع أن تقول ذلك

يعجز عقلي عن التفكير في هذه اللحظات المثيرة

كم أنت عبقري يا بيل !!


لقد استطاع أن يخفي شخصيته عنا جميعاً !! يا له من رجل من طراز رفيع

لكن كم تمنيت أن يحضر الرائد بيل ورفاقه قبل مقتل جورج

قلتها بصوت مرتفع قليلاً

اقترب مني بيل وقال : عفواً الرائد جونكل وليس بيل ... قالها لي وهو يضحك

معذرة يا سيد جونكل أحتاج لفترة طويلة لكي أتعود على اسمك الحقيقي

يبدو بأنك متألم يا سيد فارس لمقتل جورج ؟!!

صحيح ، كم كنت أتمنى أن حضرتم قبل ذلك

لا تهتم كثيراً يا عزيزي فهو يستحق ما جرى له


صرخت في وجهه ثم اعتذرت : عفواً سيد جونكل ! لكن لماذا هذه القسوة ؟

حسناً صديقي ...


الحكاية طويلة وجيانا قد وضعوها هناك في الإسعاف أليس من المناسب أن ترافقها ؟


أجل ، أجل سوف أفعل ، قفزت إلى جوار جيانا بينما بدأت ألاحظ عشرات سيارات الشرطة تحيط بالقلعة وهناك العديد من الإسعافات تنقل الجرحى والقتلى


بدأت جيانا تستعيد وعيها أثناء الطريق تدريجياً


حاولتْ أن تتكلم بعد أن فتحت عينيها لكنها لم تستطع ثم راحت في غيبوبة أخرى مجدداً وبعد أن وصلنا إلى المستشفى أخذوا جيانا إلى قسم الطوارئ ثم وضعوها في حجرة خاصة



كانت جدة جيانا تبكي إلى جوار سرير حفيدتها في المستشفى ، وكنت أنا والرائد جونكل نقف بجانبها ونحاول أن نبعث في نفسها الطمأنينة ببعض الكلمات

بعد أن أجرى الطبيب بعض الفحوصات التفت إلينا وقال : إنها في صحة جيدة وهي على ما يرام وليس هناك ما يدعو للقلق

سألته الجدة : ما نوع إصابتها يا دكتور ؟

ليس هناك أية إصابة ، أعتقد بأنها مجرد صدمة تعرضت لها وستكون بتمام عافيتها في أقل من يومين على الأكثر ! لكنها بحاجة إلى أخذ الدواء بانتظام

هزّت الجدة رأسها إبداء لفهمها لما قاله الطبيب

بعد ثمان وأربعين ساعة استفاقت جيانا من غيبوبتها وبدأت تتأمل فيمن حولها

وعندما رأتها الجدة تبتسم إليها لم تتمالك نفسها وألقت بنفسها عليها وراحتا في موجة بكاء طويلة

قالت الجدة وهي تكفكف دموعها : حمداً لله على سلامتكِ يا صغيرتي ، كنتُ قلقة عليكِ يا حبيبتي

ابتسمت جيانا وهمست وهي تنظر إليّ : أشكري هذا الفتى الشجاع فلولاه لكنت الآن في عداد

الموتى ... ثم تساءلت : لكن ماذا حدث وكيف جئت أنا هنا إلى المستشفى ؟

ضحكنا جميعاً : ثم أجابتها الجدة : سوف تعرفين كل شيء لكن المهم الآن كما قال الطبيب تناول الدواء والراحة التامة ثم نظرت الجدة إليّ :

الحقيقة يا فارس كلماتي عاجزة عن شكرك على كل ما فعلته من أجل جيانا

إنك رجل عظيم بحق !!

طأطأت رأسي خجلاً ثم قلت وأنا أشير إلى جونكل : أظنكما نسيتما بيل السائق المتواضع فهو رجل المهمات الصعبة

تساءلت جيانا : بيل وماذا فعل ؟

ضحكتُ : أوه يا عزيزتي يبدو بأنني نسيت أن أعرفكِ على الرائد جونكل المكلف بقضية وليم ؟

وضعت جيانا يديها على رأسها : ماذا تقول ؟! الرائد جونكل ...!!!

نعم عزيزتي ... لقد تفاجأتِ كما تفاجأت أنا وجدتكِ من قبل

فالرائد جونكل كان له الفضل بعد الله في إنقاذنا هو ورجاله المغاوير

لم تزل عينا جيانا بكامل اتساعهما من أثر هذا الخبر

ثم أكملت : لكنه قد رفض أن يفكّ شفرات هذه القضية إلا بحضوركِ أنتِ والجدة الغالية !!

ابتسمت جيانا وهي تنظر إلى جونكل : هذا لطف منك عزيزي بيل

تدخلت الجدة : إنه السيد جونكل وليس بيل يا جيانا

ضحكنا جميعاً ثم قالت الجدة : ما رأيكما أن تكونا في ضيافتي غداً في كوخي الصغير فقد وافق الطبيب على خروج جيانا هذه الليلة ثم نظرت إلينا وأردفت قائلة : أظنّ أنكما لا تمانعان ، أليس كذلك ؟

تبسمت وقلت : أما أنا فليس لديّ اعتراض لكن ما رأي حضرة الرائد ؟ قال جونكل وهو يربت على كتفي : من المؤكد ذلك فمن الذي سيقوم بتوصيلك يا سيد فارس ؟؟؟



,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,




رد مع اقتباس
قديم 09-11-2011   #15


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 18 ساعات (12:29 AM)
آبدآعاتي » 658,523
الاعجابات المتلقاة » 943
الاعجابات المُرسلة » 353
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



( 14 )



بعد أن تناولنا الشاي الذي أعدته جيانا .. استأذنت من صاحبة الكوخ أن أبدأ أطرح أسئلتي على الرائد جونكل فهناك الكثير والكثير من الأسئلة والألغاز المحيّرة التي مرّت عليّ خلال الأسابيع المنصرمة منذ قدومي إلى واشنطن وحتى لحظة اقتحام القلعة المرعبة

- قال الرائد جونكل – وهو يضع قدح الشاي أمامه - : تفضل يا سيد فارس سأجيبك على قدر معرفتي .. إلا أنني أعلم بأنك استطعت معرفة بعض الألغاز بنفسك فقد قلت لي ذلك أثناء قدومنا إلى هنا

- ضحكت وقلت : صحيح ، ولكنها ضئيلة

- لا ، أبداً ليست ضئيلة !! لقد استطعت فكّ شفرة الأرقام 666 والأحرف fff

وكذلك توصلت بنفسك لمعرفة علاقة وليم بمقتل المهندس سون وزوجته والدا جيانا

هنا نظرت لجيانا وقد أرخت طرفها إلى الأرض يبدو بأننا قد أثرنا أحزانها ..

استطرد الرائد جونكل قائلاً : واكتشفت أيضاً بأنّ جيانا ليست ابنة وليم

نظرت إلى الجدة وقلت : جدتنا العزيزة هي التي أخبرتني بالحقيقة عندما أخفيتها عني أنت ! كم غضبت عليك في ذلك اليوم !!

ضحك جونكل وقال : اعذرني يا صديقي فلم أستطع أن أخبرك مع معرفتي لذلك لأني أردت أن تصل أنت بنفسك للحقيقة

- ولماذا لم تخبرني وتريحني ؟!

- ستفوتك متعة الاكتشاف يا صديقي ثم إني كنت أنوي إخبارك لكني عرفت بأنّ الجدة قد أخبرتك ؟
- وكيف عرفت ؟
- ألم تذكر إطعامي تلك العنزة الصغيرة

- أوه إذاً أنا كنت على حق .. كنت تسترق السمع

- ضحكنا جميعاً

- حسناً أيها الرائد العظيم سوف أبدأ معك التحقيق الآن

- وسط ابتسامة مشرقة قال الرائد جونكل : تفضل فأنا على أتمّ استعداد

- الحقيقة لا أدري من أين أبدأ لكني سوف أطرح أي سؤال يخطر في ذهني وأنا هنا أطلب من جيانا وجدتنا الغالية ألا يكونا مستمعات فحسب فلهنّ الحق في طرح الأسئلة والاستفسار أيضاً

- لنبدأ من آخر الأحداث ، أحداث تلك الليلة المرعبة ، كيف تعرفتم على مكان القلعة مع أنهم كانوا حريصين على كتمان مكانها عن كل الناس إلا أتباعهم ؟!

- حسناً ، أتذكر في الليلة التي أخذك فيها وليم إلى تلك القلعة

- نعم أذكر وهل تنسى تلك الليلة ؟!

- لقد قمت بمتابعتكما بسيارتي الخاصة !!

- آه هذا عظيم ، إذاً لم تكن نائماً كما حدثني وليم ؟!

- هو كان يظنني بأني نائم وقد تأكد بنفسه ودخل غرفتي وقد تظاهرت بالنوم !

- هل تقصد بأنه كان يشكّ فيك يا سيد جونكل

- بكل تأكيد ، فأنا وإن بذلت جهودي في كسب ثقته وأن أتصرف بشكل طبيعي إلا أنه كان لا يصحبني في مواعيده الخاصة والمهمة

- حسناً وكيف عرفت بأنني سأتوجه إلى القلعة ليلة اقتحامكم لها ؟

- هذا أمر سهل ..

- استخرج جونكل جهاز تسجيل وبدأ بتشغيله

كانت المحادثة التي تمت بيني وبين جيانا عندما اتصلوا عليّ في مساء ذلك اليوم

كنا أنا وجيانا ننظر إلى بعضنا ونبتسم ونحن نستمع للذعر الذي يقطر من أصواتنا

وعندما انتهى التسجيل قلت : لقد كان هاتفي مراقباً إذاً ؟!!

قال جونكل : كل ما يتعلق بوليم كان مراقباً

وهنا أحب أن أخبرك بمعلومة مغايرة يا سيد فارس

نظرت إليه باهتمام !

ثم أكمل : في كل السيارات التي يستخدمها وليم يضع فيها أجهزة تصنت ، فكما نحن نراقبه هو أيضاً يحاول مراقبتنا

أتذكر يوم أن ذهبنا للجامعة وأخبروك بتوقف إجراءات قبولك

- نعم أذكر جيداً
- لقد كنا مراقبين من وليم وكان يضع جهاز تسجيل في السيارة لذلك أغلظت لك بالقول عندما لمتك على عدم حضور الجلسات التي تقوم بها الجامعة

- آه ، لقد فهمت الآن ... كنت تريد أن يطمأن لك وليم ؟!!

- نعم ، هو كذلك

- يا لك من ماكر ! لكني قد غضبت عليك حقاً ؟!

- حسناً يا صديقي لن أكررها مرة أخرى

- ضحكت من تعليق جونكل

- وبدون مقدمات سعلت الجدة عدة سعلات فعل من يريد التحدث نظرنا إليها جميعاً ثم قالت : يا لهم من أوغاد إنهم لا يتورعون عن قتل كل من يقف أمامهم

لقد قتلوا ولدي وزوجته بالسبب الذي أرادوا من أجله قتلك يا فارس

- هنا تدخلت : عفواً يا جدتي ... لقد قلتِ لي بأنهما قد ماتا في حادث مروري

- هذا صحيح يا بنيّ ! لكنه حادث سير متعمد !!

- أدرت وجهي بالكليّة إليها وأنا أقول في نفسي : لقد انفرط عقد الحقائق هذه الليلة !!

- قالت الجدة : لقد كان ابني سون وزوجته من أصدقاء عائلة وليم كما ذكرت لك

ولقد حدث معهم ما حدث لك في بداية انضمامك إلى أولئك الملاعين !

- أتقصدين بأنهم قد أخذوهم إلى تلك القلعة المقيتة ؟

- نعم ، هو كذلك

- وهل انضموا إليهم

- من المؤكد أن يفعلا ذلك ! ألم تجرب أنت بنفسك كيف يجبرون الأبرياء على الموافقة ؟!

- هنا تذكرت المشهد الفظيع الذي عشته حتى وافقت رغماً عني وقلت : بالتأكيد قد رفضا الاستمرار معهم كما فعلت أنا ؟

- هذا صحيح بنيّ ، خاصة بأنهم طلبوا منهما أن يقتلا ابنتهما جيانا في سبيل الشيطان كما فعلت عائلة وليم وعندما رفضا دبروا لهما من ضايقهما حتى صدمت سيارتهما بعمود إنارة وماتا على الفور

- نظرت إلى جيانا وهي تبكي وتقول : لقد ضحيا بنفسيهما من أجلي لو أنهما قتلاني لكانا اليوم على قيد الحياة

ثم انخرطت في موجة بكاء حادة

خيّم الصمت على الجميع .. كانت لحظات قاسية بالفعل لقد شعرت بأنني بحاجة إلى قلب آخر ومشاعر مئة شخص حتى أسيطر على انفعالاتي في تلك اللحظات المريرة

بعد دقائق رفعت جيانا رأسها واعتذرت بلطف قائلة : عفواً لقد قطعت عليكم حديثكم ، بإمكانكم إكماله

حاولتْ أن تتماسك برغم ما علا وجهها من ذبول

- الحقيقة لم أعد أشعر برغبة جادة في إكمال الحديث فساد صمت مطبق

إلا أنّ جيانا أصرت على أن نكمل

- وجهت سؤالي إلى جونكل : وهل قتل وليم وزوجته أحد أبنائهم ؟

- قال جونكل : نعم فقد قتلوا ابنهم الأكبر ، لقد تحجرت قلوب هؤلاء

- صحيح لقد تحجرت قلوبهم ثم قلت : مادام بأننا قد تحدثنا عن عائلة جيانا فليتك يا سيد جونكل تخبرنا عن ملابسات عملية خطفها ؟

- قال جونكل : ها هي أمامك فاسألها !

- معذرة جيانا إن كنتِ لا تستطيعين الحديث الآن فسوف نجعله في وقت لاحق

- ابتسمت وقالت : أنا بخير وبإمكاني سرد قصتي عليكم

- قالت : في ليلة من الليالي وتحديداً في بداية الشهر الثاني من وفاة والديّ

وحينما كنت أتمشى في حديقة منزل وليم سمعت محادثة جرت بينه وبين زوجته السيدة ليندا وقفت عند النافذة لأستمع لهما عن قرب

كانت أصواتهما مرتفعة لذلك لم يخفَ عليّ شيء من حديثهما

كانت هناك حفلة فما يبدو في الليلة التالية وقد فهمت بأنّ ليندا ترفض حضورها لكن وليم يصرّ عليها حتى احتدم النقاش بينهما وصرخ وليم في وجه زوجته وقال لها : أيعجبك أن تكوي على جبهتك بالحدائد المحماة هناك في القلعة أو ينتفون أظافركِ بآلة معدنية ثم يبعثون أحدهم ويضايقنا بسيارته حتى تنقلب سيارتنا أو نضرب بعمود إنارة كما فعلوا بعائلة سون

كانت صدمة عنيفة عليّ .. وقد شهقت شهقة عنيفة هربت على إثرها إلى داخل البيت وتوجهت إلى غرفتي وأغلقت الباب عليّ وأخذت أبكي طوال تلك الليلة وفي نهاية الأسبوع حضرت هنا عند جدتي وأخبرتها بالخبر ثم كتبت تلك الرواية التي قرأتها وبعدها بفترة زرتنا أنت في بيت وليم وبعد أن أعطيتك الرواية لكي تقرأها تساءل وليم عن الأوراق التي أعطيتك إياها فقلت له : بأنها مجرد رواية من تأليفي لكنه أصرّ عليّ حتى أريته نسخة أخرى لديّ

عندها غضب من ذلك أشد الغضب وعندما استفسرت عن سبب غضبه أجابني : بأنه لا يجب عليّ أن أعطيها رجل غريب فهي رواية ممتازة وربما سوف يسرقها هذا الشاب ثم يدعي بأنها له وينشرها باسمه لكني لم أقتنع بالسبب الذي ذكره لي وعرفت بأنه قد اكتشف بأنني علمت بالقصة فأنا شعرت بأنه هو وزوجته قد عرفا بأني قد سمعت محاورتهما في تلك الليلة

- هل أفهم من كلامكِ يا جيانا بأنّ زوجته من ضمن أفراد الجماعة ؟!

- نعم ، وهي وإن كانت قليلة الحضور لاجتماعاتهم إلا أنها على صلة قوية ببعض أصدقاء وليم من رجال القلعة

- تفضلي أكملي

- في صباح يوم السبت الماضي خرجت على عادتي للإتيان هنا عند جدتي وقد كنت آتي عن طريق القطار
لكنّ وليم سألني وأنا خارجه إلى أين تريدين الذهاب فأخبرته بالأمر ؟

فقال لي : إنه منذ مدة لم يقابل جدتي وأيضاً هو يريد أن يستنشق هواء البلدة العليل

وسوف يوصلني هناك ثم سيمكث قليلاً لدينا ويعود مرة أخرى

رحبّت بالفكرة وركبت معه في سيارته لكنه بدل إيصالي هنا اختطفني إلى القلعة المهجورة ثم سلمني لأصحابه الذين قاموا بحبسي في غرفة صغيرة

- عضضت على شفتيّ وقلت بغيظ : يا له من مجرم ؟ لكن لماذا اختطفكٍ يا جيانا ؟

- لقد عصيت الأوامر كما فعلت أنت يا فارس ؟

- هل تقصدين بأنهم حاولوا إدخالكِ إلى جماعتهم اللعينة ؟!

- لا ، لكنهم بعد اختطافي أجبروني على الاعتراف عن سبب كتابة روايتي فأخبرتهم عن ما سمعته من وليم وهو يحدث زوجته في تلك الليلة فعرفوا بأني قد كشفت مؤامرتهم فأرادوا التخلص مني ثم إنهم قاموا بالإيقاع بك عن طريقي وجعلوني أتصل بك في ذلك المساء

تدخل الرائد جونكل وقال : هؤلاء الأبالسة لا يتورعون عن قتل أي أحد حتى وإن كان ابناً أو ابنة أو حتى أحد والديهم ....

بل على العكس كلما كانت درجة القرابة قريبة كانت المكانة للعضو أكبر ... إنهم يستمتعون بالدماء ويتلذذون بمذاق اللحوم البشرية

اقشعرّ جلدي وأنا أستمع لجونكل وتذكرت حينها عبارتهم في الإنجيل الأسود في الحث على قتل الأطفال والتمتع بأكل لحومهم

سكتنا قليلاً ثم أحببت أن نخرج عن جوّ القتل والاختطاف فتساءلت :

- سيد جونكل هو سؤال شخصي لو سمحت

- نعم تفضل

- هل تمّ إيقاف إجراءات قبولي في الجامعة بسبب وليم ؟!

- توقعك في محله عزيزي

- إذن هو لم يخدمني من أجل الصداقة التي كانت تربطنا ؟

- أبداً ... أبداً

- لكن ما هي الأسباب ؟!

- أسباب ماذا ؟!

- أقصد : لماذا دعاني وليم للقدوم وأنفق أموالاً طائلة من أجلي ؟!

- حسناً سأخبرك ... هذه الجماعة البغيضة تعتمد على الاتصال الشخصي في كسب أنصارها ؟

- الاتصال الشخصي ؟! أرجو أن توضح ؟!

- ألم يعتمد وليم في الدرجة الأولى لدعوتك للانضمام إليهم عن طريق اتصالاته الشخصية بك ؟!

- صحيح ، لكن لماذا كل هذه المجهودات والحماس الذي يبذله من أجل انضمامي ؟!

- لقد أتيت على جوهر الحكاية !!

إنّ مكانة العضو لديهم بقدر ما يجلب من أعضاء فكلما أتى بعضو إضافي كانت له امتيازات خاصة إضافية ؟!!

- امتيازات !! مثل ماذا ؟

- كل شيء : مال – نساء – مكانة مرموقة – تيسير معاملاته الشخصية وإلى غيرها والشيء المهم لهم بأنّ الشخص الذي يتمتع بهذه المزايا يمنح فرصة أكبر لتولي رئاسة القلعة – وهي أمنية غالية يطمح له الكثير من أفراد الجماعة –

- ولماذا ؟!

- لأنها أرفع منصب في الجماعة فالرئيس يستطيع أن يسيطر على كل أفرادها ولن يعترض على قراراته أحد إنها سلطة مطلقة بدون قيود وضوابط

- أفهم من كلامك بأنّ الرئيس يتمّ انتخابه ؟

- صحيح هم يجرون انتخابات سرية كل سنتين فتوضع الأسماء المرشحة للمنافسة ؟ ويبدأون بالتصويت

- وهل هناك شروط معينة للمرشح ؟!

- طبعاً ، من أبرزها أن يكون قد مضى عليه في الجماعة أكثر من خمس سنوات وكذلك أن يكون قد أدخل إلى الجماعة ما لا يقل عن عشرة أشخاص وأيضاً ذبح أحد أقاربهم وتقديمه قرباناً للشيطان وكذلك من الشروط البارزة أن ينشأ خلية أخرى في دولة ثانية غير الولايات المتحدة

- آه ، لقد فهمت الآن ! كان وليم يريدني أن أكون داعياً شيطانياً بين أبناء وطني ؟!

- كلامك صحيح , وأظنّ بعضهم قد نجح في ذلك ، فعبّاد الشيطان ينتشرون انتشاراً مرعباً في كل القارات الست ومما يساعد على انتشار أفكارهم أنّ بعض الحكومات تسمح لهم بممارسة أنشطتهم

- لكن يا جونكل ؟ لماذا قمتم بمداهمتهم إذاً ؟!

- ضحك جونكل وقال : وهل تريدنا أن تفرج عليهم وهم يذبحونك أنت وجيانا

- خجلت وقلت : يا له من سؤال غبي حقاً ؟!

- لكن هل تعرف يا سيد جونكل كم أدخل وليم من أفراد ؟؟

- لست متأكداً لكن الذين أعرفهم ثمانية أشخاص بما فيهم أنت

- ومن هم السبعة المتبقون ؟

- زوجته ليندا ووالدي جيانا ولودي المضيفة والسيد ستيف وزوجته وكذلك جورج !

- ضربت جبهتي بيدي ... أوه لودي يا لها من شريرة !!

- قال الرائد جونكل : لقد قتلت مع وليم في تلك الليلة ؟

- اندهشنا جميعاً وتساءلنا : وهل قتل وليم ؟

- قال جونكل : نعم لقد حاول المقاومة بعد أن وجدناه هو ولودي في غرفة مجاورة فأشهرا سلاحيهما تجاهنا فأرداهما رجالنا أرضاً

- لقد لقي جزاءه ... قلتها وأنا مغضب لكن ألم تخبرني يا جونكل بأنه قد سافر ؟

- صحيح لقد قال لي ذلك لكنها كانت مجرد خدعة

- لكن لماذا حضر وهو يعرف بأننا سنقتل ؟

- أظنه حضر ليشاهد حكم الإعدام بحقكما لكنهما كان ينظران من غرفة مجاورة حيث وجدناهما

- ضحكت جيانا وقالت : ربما نزلت على قلبيهما الرحمة فهما متأثران لما سوف يقع لنا !

- هنا تذكرت جورج فقلت متعجلاً : والآن يا سيد جونكل بقي أن تخبرنا عن جورج ما هي قصته ؟!! لقد كان معي في الطائرة عند قدومي

كانت تصرفاته غريبة وهو من قام بتحذيري من وليم !!

قبل أن يتكلم جونكل رنّ صوت هاتفه النقال

تكلم مع المتصل بهدوء ثم استأذن في الخروج لعدة دقائق

سمعنا صوت سيارة قادمة ثم توقفت للحظات وبعد ذلك انصرفت

نظرت إلى جيانا وجدّتها وأنا أضحك وقلت : لعلها مهمة جديدة للرائد المغوار

قالت الجدة : إنني أرأف بحال هؤلاء المناضلين ... كم يشقون من أجلنا !!

لم أستطع التعليق فقد دخل جونكل .. كانت تعابير وجهه ضاحكة ثم قال مباشرة : كنت أتمنى ألا تسألني عن قصة جورج إلا في آخر حديثك وقد فعلت يا فارس !!

تساءلت ولماذا ؟!

قال جونكل - وقد تلعثم - : لأنّ قصته طويلة !!

حسناً عزيزي هيّا فقد شوقتني كثيراً

بدأ جونكل بسرد قصة جورج : كان جورج اليد اليمنى للدكتور وليم وأستطيع أن أقول بأنه العقل المدبر لكل خطط وليم فهو يمتلك عقلية جبارة مقارنة بعقلية وليم المادية البحتة

قاطعته جيانا وقالت : معذرة : هل أعرف أنا ذلك الشخص ؟!

قال جونكل : أنتِ تعرفينه تمام المعرفة ... إنه الرجل الذي كان مصلوباً لجواركما أنتِ وفارس

بدا علي جيانا التأثر وقالت : لقد كنت أراهم يعذبونه بشدة طيلة يوم كامل وهو يصرخ ويستغيث كم أنا حزينة عليه لا بدّ بأنه قد ظلم

أبديت أسفي : فعلاً لقد كان مقتله مريعاً لكن يا سيد جونكل قد قلت أنت بأنه يستحق ما جرى له ؟ فلماذا ؟!

هذا صحيح فهو قد لقي جزاؤه المستحق ... اسمعوا يا سادة إنّ جورج هو الذي تسبب في حادث سيارة والديكِ يا جيانا !

صرخت جيانا وقالت : عليه اللعنة هل هذا صحيح ؟!

وقبل أن يجيبها جونكل تدخلت العجوز لكن لماذا قتلوه وقد قدّم لهم ما يرضيهم ؟!!

تعجبت أنا بدوري وأيدت رأي الجدة !!

قال جونكل : لأنه خانهم بتنفيذ الجريمة

صرخت جيانا : خانهم ماذا تقصد ؟

أقصد ... لحظة واحدة









،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


هنا قفز الرائد جونكل ووقف عند باب الكوخ وقال وهو يتحدث لأشخاص بالخارج بإمكانكما أن تتفضلوا !!

سقطت جيانا من مقعدها بينما شهقت جدتها شهقة عالية

ووقفت لا أدري ما الأمر ؟!

نادت جيانا بأعلى صوتها وهي تركض تجاه الرجل والمرأة الواقفين عند الباب : أبي ... أمي


أخذت العجوز تحبي وهي تهذي : ابني الحبيب ... سون ولدي



سقط الرجل عليها وبدأ يغمرها بقبلاته أمي حبيبتي ثم أجلسها وارتمى في حضنها وهو يبكي بكاء الطفل الصغير


نسيت جيانا نفسها في خضم هذه المفاجأة المبهرة وأخذت تصرخ وتبكي وهي تقبل والدتها وتضمها أمها إليها ضماً عنيفاً

مرّت أكثر من عشر دقائق وأنا والرائد جونكل واقفين وعائلة سون في عالم آخر ونسوا كل من حولهم في تلك اللحظات السعيدة !


أشار إليّ الرائد جونكل بأن أتبعه فخرجنا خارج الكوخ


وقال : أظنّ أنه من المناسب أن نتمشى قليلاً حتى يهدأوا فهم في لحظات صعبة للغاية ومذهلة في نفس الوقت


هززت رأسي موافقة على اقتراحه دون أن أتكلم


,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,




رد مع اقتباس
قديم 09-11-2011   #16


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 18 ساعات (12:29 AM)
آبدآعاتي » 658,523
الاعجابات المتلقاة » 943
الاعجابات المُرسلة » 353
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



( 15 )


أخذنا نتجول على جانب نهر القرية الصغير ... كانت السماء صافية والقمر يرسل خيوطه الفضية على النهر فتنعكس صورته بداخله

مرّت أكثر من ربع ساعة والصمت يخيّم علينا

جلست إلى صخرة كبيرة بجانب النهر وجمعت أحجاراً صغيرة وأخذت أرمي بها في وسطه وأراقب الهالات الكبيرة التي تحدث جرّاء ذلك

غصت في عوالمي الخاصة وسط هذا السكون الممتع لا نسمع أي شيء إلا نقنقة الضفادع ، وضحكات مخلوطة ببكاء تنبعث هناك من كوخ عائلة سون

كانت أفكاري مبعثرة وتركيزي مضطرب

أثار هذا المنظر لواعجي القلبية وعواطفي المكبوتة فرفرت أجنحة خواطري هناك حيث عائلتي حيث أمي حيث أبي

كم أنا في شوق إليهم !!

لقد تقاذفتني الخطوب وأبدتْ لي الأيام نواجذها لكني ما زلت أقف شامخاً لم أخنع لأحد – مع اعترافي بسقطتي تلك –

لكني جلوتُ ما صدأ بقلبي من عوالق الدنيا القذرة ولن أعود لمثلها أبداً

هنا انتبهت من سرحاني ونظرت إلى جونكل كان يجلس على صخرة ليست بعيدة عني وهو يفعل كما كنت أفعل !!
- أظننا بحاجة لوقفات هادئة في بعض الأحيان تنسينا مشاغل هذه الحياة المتسارعة ؟! قلتها لجونكل وأنا أنظر إليه

- نظر إليّ للحظات ثم قام من مكانه وجلس بجانبي

صحيح يا صديقي فارس !!

كم نحن بحاجة لوقفات نصحح فيها مسيرة حياتنا ونزيل فيها بعض التوترات التي تعلق بأعصابنا بسبب مشاكلها الكثيرة !!

- هل تتوقع يا جونكل بأنّ حالتهم النفسية قد استقرت الآن ؟

- أعتقد ذلك ! فأنا لا أسمع إلا همسات تنبعث من كوخهم

- جونكل : هلاّ قصصت عليّ القصة بحذافيرها ؟!! فأنا بشوق لمعرفة هذه الحلقة المفقودة والتي لم أصلَ إليها حدّ اللحظة

- حسناً يا رفيقي : أكمل أسئلتك وسأجيبك عن كل ما تريد

- سوف أكمل من حيث المفاجأة السارة التي حدثت قبل قليل ، كيف وجدتم عائلة سون ؟ وأين ؟!
- لقد وجدناهما محتجزين في تلك القلعة وقت اقتحامنا !

- فتحت فمي وأنا في حالة اندهاش ... إذن لم يكن هناك أي حادث ؟!

- بل كان هناك حادث

- عزيزي جونكل أرجو أن تنقذني من هذه الحيرة والألغاز وتخبرني بالتفصيل الممل ؟

- لقد كان هناك حادث لرجل وامرأة آخران ليسا عائلة سون !

- هل من الممكن أن توضح ؟!!
- أظنك تعرف بأنّ جماعة عبّاد الشيطان يهتمون بالأبناء غير الشرعيين

- نعم أعرف ذلك ، فهم يتبنونهم حتى يقدمونهم قرابين في قداسهم الأحمر أو لأغراض أخرى مريبة
- صحيح ، فالرجل والمرأة اللذين وجدا في سيارة سون كانا من أولئك النوعية الذين يتكاثرون في القلعة
- لكن لماذا هم يركزون على هؤلاء الأطفال بالذات ؟!

- هذه حيلة من حيلهم الكثيرة وذلك لأنّ هؤلاء الأطفال الأبرياء غير مسجلين في دوائر الدولة الرسمية فعندما يقتلون أحدهم لا أحد يهتم به ولا يسأل عنه

أما لو قتلوا أبناء شرعيين مسجلين في دوائر ومؤسسات الدولة فهنا يقعون في مشكلة هم في غنى عنها فمما لا شكّ فيه سوف يبدأ أهلهم أو الشرطة بالبحث عنهم

- يا لهم من خبثاء لكنهم وقعوا في ما كانوا يهربون منه !!

- فعلاً فأنا لم أكلف بمتابعة وليم إلا بعدما شككنا بمقتل ابنه الأكبر وأنه مات بطريقة غير طبيعية

- لكن لم أفهم إلى الآن ؟! فأين كان سون وزوجته وقت الحادثة ولماذا استبدلا بآخرين مع أنهم قد قرروا إعدامهما ؟!

- هنا تأتي الأيادي الخفية لجورج ؟!

بعد أن تمّ إصدار حكم الإعدام بحق المهندس سون وزوجته واتفق على الآلية وهي كما حدث محاولة مضايقتهما حتى يحدث لهما انقلاب أو ارتطام ويكون كأنه حادث سير طبيعي ... وقد كلّف جورج بتولي هذه المهمة

لكن جورج لم يفعل ذلك فقد قام بإخفاء المهندس وزوجته وغرر برجل وامرأة ممن أشرت إليهم وجعلهما يركبان في سيارة سون وقام جورج بعد ذلك بمضايقتهم وحدث الحادث وماتا

- لكن لماذا اعتقد رجال الأمن بأنهما عائلة سون ؟

- هذه سهلة فقد وضعت بطاقتيهما الشخصية في السيارة فعندما جاء رجال الأمن وبحثا عن هويتهما وجدا اسميهما وكانت الدماء تغطي وجهيهما فانطلت الحيلة وتمّ تسجيل الحادثة باسم عائلة سون

- لكن ألم يشكّ أحد في أنهما ليسا بعائلة سون ؟!

- كانت الأمور مدروسة بعناية فهما ليس لهما أية أقارب سوى جيانا وجدتها ولم تكن حاضرتين حتى يتعرفا عليهما واكتفيتا بأقوال رجال الأمن

- لكن لماذا لم ينفذ جورج قرار الإعدام ؟ هل له مصلحة يريدها من وراء إخفاء عائلة سون ؟!!

- أحسنت يا فارس نعم كانت له مصلحة يريدها من ورائهما ؟

- وما هي ؟

- لقد كان بينه وبين كبير القلعة خلافات حادة فأراد أن يضغط عليه ويهدده بعائلة سون !!

- لكن لماذا عائلة سون بالذات ؟

- لأنّ سون قد هددهم من قبل بإخبار السلطات عن جرائم القتل التي تحدث داخل القلعة

- وهل عرف كبير القلعة بهذه الخيانة من جورج ؟!

- لا ، فهو كان يعتقد بأنّ سون قد مات واستراح من الخطر الذي كان يحدق به ببقائه حياً !

- لم تقل لي ما هي هذه الخلافات التي كانت بين جورج وسيده ؟

- يقولون بأنّ جورج كان يريد أن يصبح هو كبير القلعة يعني السيد الأول بدون منازع فحدثت بينه وبين رئيسها منازعات وخلافات بسبب ذلك

- أوه يا له من داهية !

- ألم أقل لك فعقليته جبارة ؟!

- لكن ألم تكن الرئاسة عن طريق الترشيح ؟

- بلى وهذا ما كان يقلق جورج

- ولماذا ؟!

- لأنّ فرصته ضعيفة في الترشح لمنصب الرئاسة لعد توفر الشروط الآنفة الذكر في شخصيته لذلك أراد أن يتحايل عليهم وهذا ما أغضب كبير القلعة.

- وكيف أراد التحايل ؟!

- هناك بند يستطيع أن يلجأ إليه وهو موافقة ثلثي المجلس حتى وإن لم تتوفر في الشخص المتقدم الشروط فبدأ جورج باستمالة بعض أعضاء المجلس لكن الخبر نما إلى الرئيس

- لقد استنتجت هنا استنتاجاً لا أدري هل هو صحيح أم لا يا سيد جونكل ؟!

- وما هو ؟

- أعتقد بأنّ كلاً من سيد القلعة وجورج كان يريد أن يتخلص من الآخر بشكل ما ؟!

- كيف ؟

- سيد القلعة أراد أن يورط جورج بحادث مقتل عائلة سون ، فقد أمّل بأن ينكشف تورط جورج إثر محاولته لمضايقتهما فيتم القبض عليه ، أما جورج فأراد التخلص من سيده كما ذكرت أنت عن طريق سون

- هذه نقطة رائعة الحقيقة لم أتفطن لها إلا الآن ، لكنّ جورج كان أذكى بكثير من سيده ومع ذلك ارتكب خطأ قاتلاً أودى بحياته كما رأيت ؟

- وما هو هذا الخطأ ؟!

- كما ذكرت لك بأنّ جورج كان من أعزّ أصدقاء وليم ، وقد طمع في كسب وليم في صفه فعرض عليه الأمر بعد أن أخبره بما خططه ! وقد قدّم له عرضاً مغرياً بأن يجعله نائبه في رئاسة القلعة !

- لكن لماذا لجأ جورج لهذه الخطوة الخرقاء ؟!

- بعد التفكير أعتقد بأنه كان بحاجة إلى وجاهة ومكانة وليم لأنّ جورج كان يقيم في لندن لسنوات طويلة بسبب ظروف عمله فهو غير معروف هنا في واشنطن لذلك أراد أن يكسب وليم في صفه حيث سيسهل عليه الكثير من العقبات وخاصة استمالة أعضاء مجلس الرئاسة

- وهل وافق وليم على هذا العرض ؟

- طبعاً لا ، فهذه خيانة ووليم أضعف من أن يقوم بذلك لكنه أوهم جورج بأنه معه في كل خطوة يقوم بها !
- أعتقد أنّ جورج قد تهور في هذه الخطوة !

- صحيح ، فوليم معطي الولاء المطلق لجماعته وهو وإن كانت له أطماع إلا أنه كان يتحرك بروية ويخبز أفكاره على نار هادئة بخلاف جورج المتهور

- سكت جونكل قليلاً ثم التفت إلى وراءه ، كانت أضواء الكوخ تتراءى لنا من بعيد فقال : ما رأيك يا فارس بالرجوع الآن فأعتقد بأنّ عائلة سون قد هدأوا وهم بلا شكّ في انتظارنا

- صحيح ، لكن يجب عليك أن تكمل

- حسناً ، أين وصلنا

- دعني أذكرك بسؤال !

- تفضل سيد فارس

- هل وليم تكتم على هذا الموضوع أم أنه أخبر كبير القلعة ؟

- بل بادر فوراً بإخبار كبير القلعة وقد زادت مكانة وليم عنده

- وماذا حدث بعد ذلك ؟

- اختفى جورج

- وأين ذهب ؟!

- لا أحد يدري حتى ظهر مجدداً في الطائرة التي كانت تقلك عند قدومك ، لكني أعتقد بأنه كان في لندن مقره التقليدي ؟! ألم تتوقف طائرتكم في مطار لندن ؟

- نعم ، وقد كان ضمن المسافرين الذين انضموا إلينا من لندن ، لكن أليس من الغباء أن يظهر جورج هكذا مجدداً ؟ ألم يخش بمراقبته والقبض عليه من جماعته المجرمة ؟!

- أعتقد بأنه لم يكن يعرف وقتها بأنّ وليم قد أفشى سره القاتل لأنّ الأخير أوهمه بكتمان سره وعدم قوله لأحد !

- هنا توقفت لحظة أسترجع الأحداث التي كانت في الطائرة

- مالك صمت يا سيد فارس ؟

- سوف أخبرك يا جونكل بأمور ربما لا تعرفها !

- وما هي ؟!

- هل كنت تعرف كيف تمّ القبض على جورج ؟!

- الحقيقة أنا أودّ أن أسمع منك ذلك فأتوقع بأنّ لديك بعض المعلومات الهامة ؟!

- حسناً يا جونكل ، أخبرني بما عندك أولاً عن كيفية وصول جورج إلى القلعة ؟!

- تقول التقارير التي لدينا بأنّ جورج قد أغمى عليه في الطائرة قبل وصولها بحوالي نصف ساعة لكن لم يتم التعرف على سبب ذلك وبعد أيام من مكوثه بالمستشفى استعاد وعيه وخرج على مسؤوليته الشخصية ويبدو بأنّ أحدهم قد وقف لإيصاله للمكان الذي يريده لكنه اتجه به إلى حيث القلعة

- هل تقصد بأنّ رجال القلعة كانوا يراقبونه ؟!

- من المؤكد ذلك ... لكن ماذا حدث في الطائرة أمام عينيك ؟!

- الحقيقة كان جورج غريب الأطوار منذ صعوده من مطار لندن فقد كان يجلس إلى المقعد الذي بجواري ثم أبدى ترحيبه بي وكأنه يعرفني منذ زمن وبعدها وأثناء تقديمه لكأس العصير قال لي : تفضل يا سيد فارس !! مما أثار تعجبي عن كيفية معرفته اسمي

- لا تستغرب يا صديقي فمما لا شكّ فيه بأنّ وليم قد أراه صورتك على أنك أحد الزبائن القادمين عن طريقه فهو قد فعل ذلك مع الكل حتى زوجته وأولاده وأيضاً جيانا لكنه كان يقول لنا هذا أحد أصدقائي الأعزاء سوف يزورنا قريباً وبسبب رؤيتي صورتك فقد تعرفت عليك في المطار وأظنني قد أريتك إياها

- نعم هذا صحيح ، لكن الحقيقة قد أرعبتني كثيراً عندما تعرفت عليّ حتى أني خشيت بأنك جورج
- ضحك السيد جونكل من موقفي ذاك وعلّق : لقد كان منظرك يثير الشفقة يا صديقي

- هل تسخر منّي يا بيل ؟!

- بيل !! إنه اسم لطيف

- بالمناسبة يا سيد جونكل !! هل كنت تعلم شيئاً عن مدلولات تلك الرموز والشعارات الشيطانية ؟!
- نعم وقد اخترت لك الطابق السادس جناح 66 حتى تلحظ ذلك

- كم أنت داهية أيها الرائد !

- الحق يقال بأنني لم أبلغ مستوى ذكائك

- لا تتواضع يا رجل ! على العموم نرجع لحديثنا لقد كان لتلك المضيفة شأن بارز في مجرى الأحداث في الطائرة

- هل تقصد لودي ؟!

- نعم هي بعينها

- وماذا فعلت تلك السوسة ؟!

- لقد كانت تراقب جورج بعناية ؟

- وهل تمّ بينهما أي نقاش ؟!

- نعم في البداية كان نقاشاً ودياً مفعماً بالرومانسية وبعدما أحضرت له فنجال قهوة رمت في أذنه بكلمات مما جعله ينقلب رأساً على عقب وأخذ يتصبب عرقاً وغدا وجهه مربداً

- حسناً يا فارس وهل تعلم بما قالته له لودي ؟!

- في الحقيقة لم أسمعها مع أنهما إلى جواري

- أعتقد بأنها أخبرته بأنّ عليه أن يسلم نفسه فقد فضح أمره فتلك الآنسة هي عشيقة وليم الأولى وتحبه بجنون

- وهل تعتقد بأنها قد كلفت حقاً بهذه المهمة ؟!

- نعم ، بحكم عملها تستطيع أن تفعل ذلك وأظنّ أنّ أحدهم قد راقب جورج حتى عرف مكانه وأي رحلة وطائرة سوف يطير من خلالها ثم أوكلت المهمة للودي بإخباره بالأمر وأنّ عليه تسليم نفسه ، لكن ماذا حدث لجورج بعد ذلك ؟

- لقد أخذ يلعن وليم ويسبه

- أرأيت ؟! لقد عرف بأنّ وليم قد غدر به

- صحيح لكنّ الأمر الذي أستغربه هل فعلاً جورج أراد الانتحار ؟

- ومن قال ذلك ؟

- أحد مضيفي الطائرة عندما سألته

- ربما حاول ذلك فعلاً فقد فكر بما سينتظره في القلعة المهجورة من صنوف العذاب فأراد أن يريح نفسه وينتحر بهدوء

- لكن هناك أمر هام نسيت أن أخبرك به أيضاً !

- وما هو يا فارس ؟!

- لقد كتب لي قصاصة صغيرة يحذرني من وليم

- وماذا كتب بالضبط ؟!

- كتب : احذر يا فارس من وليم 666

- إنه ماكر بحق ، عرف بأنّ وليم قد أوقع به فأراد أن يوقع هو به أيضاً

- لم أفهم يا جونكل ؟!

- لقد عرف بأنّ أمره قد كشف وبما أنّ وليم هو الذي فضحه فأراد منك وهو يعرف بأنك ستقابله أن تكتشف أمره أيضاً فأنت الورقة الأخيرة بيده ، وقد استطعت فعل ذلك يا فارس !

- صحيح لقد أوقع كلاهما بالآخر .. يا لهم من مجرمين محترفين

كنا قد اقتربنا كثيراً من كوخ آل سون فتذكرت شيئاً مهماً لم أسأل جونكل عنه

- لحظة يا جونكل ؟ لم تخبرني أين كان يقيم سون وزوجته في الشهرين الماضيين ؟!

- لقد كانا في كوخ مهجور على أطراف المدينة

- هل تقصد بأنهما قد مكثا طوال تلك المدة هناك

- نعم فقد خصص لهما جورج خادمة تعمل على خدمتهما وكان يزورهما بين الفترة والأخرى وقال لهما : إن حاولتما الهروب ستكون جيانا في خطر

- ألم يحاولا الهروب بالفعل ؟

- لا أعتقد فقد كانت الحراسة عليهما مشددة ! ولا تنسَ بأنّ حياة جيانا في خطر إن هربا

- لكن كيف وصلا إلى القلعة ؟

- بعد خروج جورج من المستشفى كما ذكرت لك أخذوه إلى القلعة وهددوه وعذبوه حتى دلهم على المكان الذي يخفيهما فيه ومن ثم أحضراهما إلى القلعة وقد وجدناهما في زنزانة أثناء التفتيش وأعتقد بأنهم كانوا ينوون إعدامهما بعدكما أنت وجيانا

- إنها لقصة غريبة حقاً

- هكذا هم المجرمون يخططون لسنوات عديدة لكن في لحظة واحدة يسقط كل ما بنوه

- صحيح ... فا الله يمهل ولا يهمل

- كلمة حق فالمظلوم ينتقم له ولو بعد حين

وصلنا إلى كوخ آل سون


**** كانت الساعتان اللتان قضيناهما في التجول كافيتان لإخراج كل مكنوناتهم العاطفية ... طرقنا الباب ...

أذن لنا المهندس سون بالدخول وعانقني وهو يقول : أهلاً بك أيها البطل فارس

احمرّ وجهي من الخجل وهو يمطرني بقبلاته الحارة ويزجي عبارات الشكر والعرفان

كان الأربعة يجلسون متحلقين .. انضممنا إليهم بعد اعتذارنا عن تأخرنا

سعل الرائد جونكل وقال : أظنّ أننا فعلنا ما كان يجب علينا فعله هكذا كنا نتخيل

انبرت السيدة هولاند وقالت : نحن الذين يجب علينا أن نعتذر فلم نتمالك أنفسنا ونسيناكم في غمرة اللقاء

لن يلومكم أحد أيتها السيدة الفاضلة .. قلتها وأنا أبتسم

قالت جيانا : بلا شكّ يا سيد جونكل فقد أخبرت السيد فارس عن كل شيء

- من المؤكد عزيزتي فساعتان كافيتان لسرد رواية من تأليفكِ

- ضحك الجميع وقالت الجدة :

- لقد أخبرنا سون بما جرى لهما .. يا لهم من أوغاد أولئك السفلة

- علّقت قائلاً : لقد لقوا جزاءهم واستراحت البشرية من مفاسدهم

- نظرت إلى الرائد جونكل وقلت له : يبدو بأنه يتوجب علينا الانصراف الآن يا صديقي فقد تأخر الوقت كثيراً
- صدقت يا فارس فلا بدّ بأنّ أعزاءنا متعبون للغاية فلنتركهم ليهنئوا بهذه الليلة السعيدة

- قال المهندس : نحن سعداء جداً بلقائكما فلو تمكثا هنا هذه الليلة وفي الغد صباحاً أنتما بالخيار
- اعتذرنا منه : عفواً يا سيدي فلا بدّ من انصرافنا ولنا لقاء آخر بإذن الله

- تمنينا لهم ليلة طيبة ثم ودعناهم ... وقبل أن نصل إلى الباب تذكرت أمراً مهماً وقلت لجونكل :

لحظة يا عزيزي فقد نسيت شيئاً هاماً في سيارتك

ذهبت سريعاً وأحضرت رواية جيانا ووسط ابتسامة منها ناولتها إياها وقلت : لا بدّ بأنكِ سوف تنشرينها في يوم ما وقد كتبت لكِ عدة ملاحظات

- أشكرك كثيراً وسوف أعيد صياغتها لأنها بحاجة لبعض التعديلات وربما أفكر في نشرها لاحقاً

- قالت الجدة : لكن لماذا لا تؤلفون أنتم الثلاثة رواية واحدة تحكي قصتنا جميعاً ؟!

- ضحكت وقلت : كم يبدو ذلك رائعاً !

- ابتسم جونكل وقال : لم أجرّب الكتابة من قبل وأخشى أن تكسد الرواية بسبب مشاركتي

- أبداً يا جونكل فأنت لديك طريقة رائعة في سرد الأحداث وأعتقد بأنك ستبدع كثيراً ! قلتها وأنا أغمز بعيني إليه

- إذاً ما رأيك يا فارس أن تعطيني الفصل الأخير وبشرط أن يكون صغيراً ! أليست فكرة جيدة ؟!

- ضحكنا جميعاً بينما قالت الجدة : وبما أني لا أعرف أن أكتب فسوف أشارككم باقتراح عنوان

لهذه الرواية طبعاً إذا وافقتم عليه

- قفزت جيانا ومسكت بيديها وقالت : بالتأكيد يا جدتي سوف نوافق عليه أليس كذلك يا سيد فارس ؟!

- قلت وأنا مبتسم : من المؤكد ذلك فهذا شرف لنا سيدتي

- أكملت الجدة : ما رأيكم بأن يكون عنوان روايتكم هو : ( أولاد الأفاعي )

- نظرنا إلى بعضنا متعجبين من هذا الاسم الغريب

قرأت الجدة علامات التعجب من نظراتنا وقالت : أليسوا هم أفاعي ولا يلدوا إلا أفاعي ؟!!

هزّ الجميع رؤوسهم موافقة لكلامها


قال المهندس سون : بحق إنهم أولاد أفاعي ! ولا يلدوا إلا أفاعي مثلهم

عندها انصرفنا من بيت آل سون وأنا أشعر بطعم سعادة فقدتها منذ زمن !


,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,




رد مع اقتباس
قديم 09-11-2011   #17


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 18 ساعات (12:29 AM)
آبدآعاتي » 658,523
الاعجابات المتلقاة » 943
الاعجابات المُرسلة » 353
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



( 16 )


بقية الرواية بقلم جيانا سون


لن أستطيع أن أجاري فارس في طريقة كتابته ، فهو يكتب بأسلوب سلس وأفكار مرتبة ... ويبدو بأنّ ذلك أبعد ما يكون عني خاصة في هذه الأيام !

لم أكن لأكمل هذه الرواية لو أنه متواجد الآن

لا أدري كيف أبداً ؟! لكني سأواصل من حيث انتهى

بعد أسبوع من حادثة اقتحام القلعة واحتفائنا بنجاة والديّ ... زارنا السيد جونكل ومعه فارس في كوخ جدتي ومع أنّ والدي قد عرض علينا الانتقال إلى منزل آخر داخل أحياء واشنطن إلا أننا رفضنا بشدة وقلنا : إنّ هذا الكوخ متسع ويقع في هذه المنطقة الهادئة والأهم من ذلك في كونه بمنأى عن إزعاجات المدن وضوضائها

كنت سعيدة جداً بزيارة فارس وجونكل لنا فنحن لم نرهما منذ تلك الليلة فبدأنا نتذكر تلك اللحظات المرعبة التي قضيناها داخل القلعة المهجورة

وهل يعقل أن تنسى تلك اللحظات القاسية ؟!

لقد انتابتني في الأيام الماضية كوابيس مزعجة وقد كنت أستيقظ عدة مرات في الليلة الواحدة وأنا أصرخ لكن وجود أمي إلى جانبي خفف عني كثيراً حتى بدأت أعود إلى وضعي الطبيعي بعد ذلك

وقد أخبرنا السيد فارس في تلك الجلسة بأنه قد تم قبوله في الجامعة وذلك بعد جهود واسعة بذلها الرائد جونكل وعلى مدار ثلاثة أيام ، فقد اتصل بالعديد من أقاربه ليحاولوا تسهيل إجراءات قبول فارس من جديد وقد تمّ ذلك ولله الحمد


لقد بدأت ألحظ على فارس تغيرات عديدة أثناء زيارته لنا ، كان قليل الكلام وكثير السرحان ... كنت أشعر وقتها بأنه مشوش الأفكار فقد كنت ألقي عليه السؤال لأكثر من مرة ثم يجيبني إجابة بعيدة عن فحوى السؤال

أعتقد بأنه كان بحاجة لفترة راحة تعيد له تركيزه وهدوءه اللذين فقدهما من كثرة المصاعب التي حدثت له
فيما بعد كنت أتعرف على أخبار فارس عن طريق والدي فهما يتقابلان في المدينة وكان أبي يبلغني تحياته وسلامه

أعتقد بأنه قرر التركيز على دراسته فقلل من فترات خروجه بما فيها الزيارات التي كان يأتي بها إلى بلدتنا !

ظللت أتابع أخبار فارس عن طريق والدي وقد مضت سنة كاملة منذ ليلتنا القاسية تلك !!

عرضت عليّ أمي بإشارة من والدي البدء في دراستي الجامعية لكني في الحقيقة غير راغبة بالدراسة حالياً ..

فأنا أريد أن أمكث هنا في هذا الكوخ الجميل وأصحو باكراً وأتمشى إلى جوار هذا النهر الفاتن وأحلب مع جدتي غنيماتها الجميلات !

الدراسة تقيدني كثيراً بل وتزعجني هكذا أشعر

أنا في راحة نفسية ولا أريد أن أقلق نفسي بكثرة البحوث والاختبارات وهلّم جر من هذه المنغصات ، لقد فرحت كثيراً عندما أنهيت المرحلة الثانوية ولا أريد أن أعود لمقاعد التعقيد من جديد

رضخ والداي لرغبتي فشكرتهما على تفهم قراري

وفي مساء يوم هادئ كنت أرتب غرفتي بينما سمعت نداءات أبي من الأسفل

جيانا ... جيانا تعال بنيتي !

نزلت سريعاً إلى الأسفل وجدت أبي وأمي وجدتي يرتشفون قهوتهم المسائية وهم يتهامسون ويبتسمون
سحبت مقعداً وجلست ثم تساءلت : أظنك قد ناديتني يا أبي ؟!

- نعم يا جيانا ... هناك أمر هام نحن نتناقش فيه الآن ونريد أن نسمع رأيكِ فيه فهو يخصكِ بالدرجة الأولى !!

- بدت عليّ علامات التضجر فقد عرفت بأنهم يحاولون إقناعي مرة أخرى لدخول الجامعة

فقلت لهم وأنا أهمّ بالمغادرة : لقد أخبرتكم برأي قبل ذلك وأرجو ألا تجبروني على هذا الأمر !

ضحك والدي وقال : لكنّ هذا غير صحيح يا بنيتي فنحن لا نتحدث عن موضوع الجامعة الذي يدور في ذهنكِ بل هو موضوع آخر !!

تعجبت وأبديت حيرتي : موضوع آخر ؟! وما هو هذا الموضوع ؟!

سعلت جدتي وبشيء من الرزانة قالت : سوف أسألكِ يا حبيبتي سؤالاً وأرجو أن تجيبيني عليه

- تفضلي يا جدتي الغالية

- حسناً ما رأيكِ بالسيد فارس ؟!

- الحقيقة تفاجأت بسؤالها ثم نظرت إلى والديّ وهما يضحكان بدهاء فعرفت الأمر من نظراتهما

- سعلت جدتي مرة أخرى وقالت : هاه لم تجيبيني عن سؤالي يا جيانا ؟!

- ارتبكت وقلت لماذا لا تسألي والدي فالرجال يفهمون بعضهم البعض

- ضحك الجميع وسط ارتباكي وتخبطي في كلماتي

- قالت أمي : اسمعي يا جيانا سأخبركِ بالموضوع : لقد أخبر السيد جونكل والدكِ رغبة السيد فارس التقدم لخطبتكِ . هذا إن لم يكن لديكِ أية ممانعة طبعاً

- أطرقت رأسي خجلاً ثم سكتٌّ

- قال والدي : أفهم من صمتكِ بأنكِ موافقة

- نظرتُ باستحياء إلى الجانب الآخر ! فما أدري وقتها ماذا أفعل من شدة الخجل برغم جراءة مجتمعي وانفتاحه إلا أنه انتابتني مشاعر فياضة لم أستطع وقتها من السيطرة عليها ؟! فقررت المغادرة وسط ضحكاتهم المجللة

الحقيقة غمرتني سعادة من داخلي ... ففارس شاب خلوق وشجاع وقد خاطر بحياته من أجلي وأنا أعرف جيداً بأنه يحبني وأنا كذلك

مضت الأيام سريعاً وتمّت تجهيزات حفل زواجنا بسرعة هائلة

كانت تغمرني مشاعر لا أستطيع وصفها وأنا أرفل بفستان زفافي إلى جانب فارس

حضر العديد من الأصدقاء حفل زفافنا ... كانت أمي وجدتي تجلسان إلى جواري بينما يجلس والدي والسيد جونكل إلى جوار فارس

حضر جميع أهالي بلدتنا الريفية تقريباً ، فنادراً ما تحدث في بلدتنا أية مناسبات وقد كان لاشتهار قصتي مع فارس في القلعة المهجورة زيادة في حماستهم لحضور حفل زواجنا

مضت الأيام هانئة ومبهجة ..

استطاع فارس وبمساعدة والدي من بناء كوخ قريب من كوخ عائلتي فقد كانت لدى فارس رغبة كبيرة في أن نسكن في الريف لكننا اضطررنا أن نستأجر شقة صغيرة في داخل أحياء واشنطن وذلك بسبب بعد الريف عن مقر عمل فارس وعن جامعته فقد تمكن من أن يجد عملاً مناسباً في الفترة المسائية

وهو عبارة عن مندوب في إحدى شركات بيع الأجهزة الكهربائية بينما كان مستمراً في دراسته وقت الصباح ، كنا نقضي أيام الأسبوع في شقتنا ، وفي العطلة الأسبوعية نذهب إلى الريف حيث كوخنا في انتظارنا ،

كنا سعداء بحياتنا ومما زاد من سعادة فارس قرب مقر عمل الرائد جونكل فهو لا يبعد عن شقتنا سوى دقائق فقد كان يزورنا ... ويخرج هو وفارس للتنزه في بعض الأحيان

لقد كانت لدى فارس همة عالية في نيل درجة الماجستير في أقصر وقت ممكن فضاعف جهوده وبذل قصارى جهده وقد حقق الله له تلك الأمنية فحصل على درجة الماجستير في أقل من ثلاث سنوات .. ثم شرع في تسجيل الدكتوراه


وبرغم كل تلك المشاغل والصعوبات إلا أنّ فارس لم ينسَ الدعوة إلى دينه


فقد كان متعاوناً مع مكتب الجالية المسلمة الواقعة قريباً منا ...

وقد استطاع بفضل الله هداية الكثير من الناس إلى الإسلام أولهم أنا وكذلك جدتي ووالديّ وأيضاً الرائد جونكل


كان أسلوبه مؤثراً وطريقة عرضه للإسلام مقنعة واستطاع بدماثة أخلاقه أن يكسب الكثير من المسلمين الجدد


وقد كانت القصة التي حدثت لنا محلّ تعجب الكثيرين حتى وإن لم يكونوا مسلمين


،،،،،،،،،،،،،،،،



بعد حصول فارس على درجة الماجستير قررنا أنا وعائلتي زيارة بيت الله لأداء مناسك الحج وكذلك زيارة المدينة النبوية للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهي فرصة أيضاً للالتقاء بأهل فارس فقد كانوا ينوون الحج في تلك السنة أيضاً وقد فرح فارس بنبأ نيتهم على أداء مناسك الحج وذلك ليلتقي بهم فقد كانت الأسابيع الثلاثة غير كافية للقيام بالحج وزيارتهم في نفس الوقت


ومع أنّ فارس قد زارهم قبل شهر من الآن إلا أنه في شوق عظيم إليهم ، فكانت فرصة جميلة وسفرة ممتعة لا أستطيع أن أصف ما حدث لي عندما رأيت الكعبة لأول مرة في حياتي ...

لقد علا نشيجي أنا وجدتي ووالديّ ..

لقد كانت أجمل لحظات عمري بحق


وقد دعونا كثيراً لمن كان سبب هدايتنا زوجي الغالي فارس


لقد كنا نعيش حياة لا معنى لها !! حياة مظلمة ، تحركنا الماديات وتعبث برؤوسنا المغريات


إنّ المسلمين يملكون نعيم الدنيا والآخرة إن هم تمسكوا بدينهم حق التمسك


بعد أن أنهينا مناسكنا قمنا بزيارة المدينة المنورة وتشرفنا بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد التقينا فيها بعائلة فارس لأننا لم نستطع أن نقابلهم في مكة


كانوا لطفاء وطيبين للغاية تعاملوا معي وكأنني ابنة لهم ، وقد كانوا على معرفة بخبر زواجنا فقد كان فارس حريصاً على موافقتهم فباركوا الزواج بعد أن أقنعهم فارس وبعد أن أفاض لهم بحسن أخلاقي وسلوكي


وأثناء إقامتنا في المدينة كان فارس يوصينا بعدم إخبار أهله بما حدث له من أحداث فهو لا يريد أن يقلقهم لأنّ ذلك ربما يمنعه من إكمال دراسته مكثنا في المدينة أسبوعين وقد كان حتماً علينا المغادرة ونحن في شوق كبير للمكث في ظل هذه المشاعر الإيمانية المتدفقة


عدنا إلى الولايات المتحدة وقد تزودنا بجرعات عالية من الهمة للدعوة للإسلام


لقد نسيت أن أخبركم بأنّ فارس قد فقد هذه المذكرات التي كان يكتبها كما كان يحب أن يسميها وذلك بعد أن انتقلنا إلى بيتنا داخل المدينة ، لقد بحثنا عنها كثيراً في كوخ جدتي وكذلك في كوخنا وفي كل مكان لكن لم نعثر عليها أبداً وقد كان فارس يتحسر بشدة على فقدانها


حتى وقعت عليها مصادفة مرمية في شنطة قديمة في مخزن البيت أعتقد بأنّ أحد العمال قد رماها هناك أثناء نقلنا لأغراضنا إلى بيتنا الجديد

لقد فرح فارس كثيراً عندما عثرنا عليها وأخذ يقلب صفحاتها ويقرأ بينما كنت أستمع إليه ... وبدأنا نستشعر تفصيلاتها

نضحك مرة ويدركنا الخوف في مرات أخرى وينتابنا القلق في أحايين ثانية وكأنّ أحداثها وقعت ليلة البارحة


عندما انتهى فارس من سرد روايته ... نظر إليّ وقال : سوف أكملها بإذن الله إن وجدت فرصة لذلك !! وإن لم أستطع - بسبب ضيق الوقت - فستكملينها أنتِ عزيزتي !


،،،،،،،،،،،،،،


لكنهم لم يدعوه يفعل ذلك ..! لقد قرروا وضع حدّ لحياة زوجي البطل الشهيد


نعم ، لقد قتلوه بدم بارد !! قتلوه لأنه كشف مخططاتهم !

قتلوه لأنه صدع بقول الحق !

قتلوه لأنه أصبح مصدر خطر عليهم ، وغدا غصة في حلوقهم

كنا نظنّ بأنهم قد محقوا واضمحلوا لكن كانت ظنونا خاطئة

كانوا يتكاثرون كتكاثر الجراد ! عادوا لنشاطاتهم الإرهابية من جديد

بدأوا بمضايقة فارس في كل فرصة سنحت لهم

هددوه ... لكنه لم يأبه لهم

كنت أناشد فارس بأن يحذر منهم لكنهم في نظره أصغر من نملة !

لقد كان يكرر عليّ دائماً عبارته التي لا أنساها ما حييت : ( إن كانوا هم عبّاد الشيطان فنحن عباد الرحمن وإن أراد الله شيئاً سيقع ولن ينفع الحذر وأخذ الاحتياطات )


كان كلما خرج من عندي أتوقع ألا يعود إليّ مجدداً

حتى أتت تلك الليلة المريرة والتي سقط فيها فارس شهيداً

كنت أنا وفارس نتمشى إلى جوار النهر الصغير خلف كوخنا وذلك في نهاية عطلة الأسبوع قبل الماضي


كان يحدثني عن طموحاته الدعوية ورغبته في إنشاء مكتب صغير هنا في هذه البلدة الريفية وكذلك بناء مسجد فقد استطاع أن يحصل على ترخيص رسمي لذلك

كان يحدثني وأنا أستمع له بكل مشاعري ..

ثم التفت إليّ وهو يبتسم وقال لي : ستكونين يا زوجتي الحبيبة عضدي الأيمن في هذا المركز خاصة في إدارة الشؤون النسائية ...

وافقت دون تردد فأنا كلي حماس للقيام بذلك واحتساب الأجر عند الله ، مرّت أكثر من نصف ساعة ونحن نرسم الخطط لهذا المشروع الواعد


وفجأة سمعت دوي رصاصات شقّ سكون الليل وهزّ المكان ..

كان فارس ممسكاً بيدي وقتها ونحن نتحدث

بدأتْ يده بالتراخي ثم سقط على وجهه على الأرض ... صعقت من الفاجعة وارتميت عليه

صرخت : فارس ... فارس

بالله أجبني .. أرجوك لا تمت

كانت يداي تصب من دمه وقد أسلم روحه الطاهرة لربه

سمع سكان الريف طلقات الرصاص فأتوا مهرولين ..

حاولوا فعل المستحيل لإنقاذه لكنّ إرادة الله تمت !

ومات فارس البطل الشهيد



أصبت بهستريا وموجة صراخ لا انقطاع لها

لم أشعر إلا ووالدتي تضمني من خلفي ..

استدرت إليها وأنا أتمتم لقد قتلوا فارس يا أميّ ... لقد قتله السفلة الأوغاد


كانت أمي تربت عليّ وتصبرني وهي تبكي وكلّ أهالي البلدة يبكون فقد فقدوا عزيزاً عليهم


لم أفق من صدمتي إلا عند مساء اليوم التالي وقد كان كوخنا يكتظ بعشرات الناس ممن قدموا للعزاء من أحباب فارس الذين أسلموا على يديه !!

لقد بدا على وجوههم التأثر البالغ من هذه الجريمة النكراء

لقد رحل فارس شهيداً بإذن الله

رحل بعد أن غرس النور في قلوب الكثيرين بتوفيق الله

رحل بعد أن أنقذ الله على يديه بيوتاً عديدة من براثن الشرك والضلال

فلتهنأ في قبرك أيها الرجل العظيم

ولتقرّ عينك لبذرتك التي زرعتها بإخلاص


وجمعني الله بك في فردوسه الأعلى من الجنة



،
،
،
،
،




زوجتك المخلصة والتي لن تنساك أبداً :

،،، جيانا سون




رد مع اقتباس
قديم 09-11-2011   #18


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 18 ساعات (12:29 AM)
آبدآعاتي » 658,523
الاعجابات المتلقاة » 943
الاعجابات المُرسلة » 353
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



( 17 )



الفصل الأخير بقلم الرائد جونكل

يبدو بأنّ ما اقترحته جدة جيانا ووافق عليه فارس رحمه الله قد حدث فعلاً ...

فها أنا ذا أضع الفصل الأخير لهذه الرواية العجيبة !

لم أتوقع في يوم من الأيام أن أمسك قلماً وأكتب مثل أولئك الأدباء الكبار ..

كان تعاملي مع القلم لتسجيل ملاحظات سريعة أو مكان مشتبه لرصده وجلّ ما أفعله التوقيع فقط

لقد قتل فارس ذلك البطل ! كما عرفتم من سرد جيانا لقصة مقتله

وقد طلبت من جيانا هذه الأوراق أثناء تتبعي للأصابع الخفية لمقتل فارس فقد كان المحققون حريصون على أي شيء - ولو كان صغيراً - لتزويدهم بالمعلومات

لم نشكّ في لحظة من اللحظات بأنّ الفاعل هم أولئك الشرذمة المجرمة !

لكننا لم نصل لأي تقدم في معرفة من بالتحديد الذي قتل فارس ؟!

لقد نفذت الجريمة بعناية فائقة فقد كان القاتل وسط النهر عندما أطلق نيرانه فأكمل إلى الضفة الأخرى سباحة ثم هرب من الجانب المقابل لموقع الحادث وقد أفلت لأنّ رجال البلدة أخذوا بضع دقائق قبل وصولهم


هكذا كان يتوقع المحققون أو هكذا صاغوا سيناريو الجريمة

ويبدو بأنّ توقعاتهم صائبة وتدور حول الحمى ولقد كنت أخشى وقوع حادثة أخرى تدور في مخيلتي ولقد حدثت فعلاً كما توقعت


كنت في مكتبي في مساء يوم أمس عندما رنّ هاتفي الشخصي رددت عليه

لقد كان أحد زملائي ويخبرني بجريمة قتل قد حدثت قريباً من مقرّ عملي وبالتحديد في العمارة التي يسكنها فارس

ارتعبت لسماع هذا النبأ لكن مما طمأنني بأنّ شقة فارس لا يوجد بها أحد فقد انتقلت جيانا عند والديها بعد مقتله فتوقعت بأنّ الحادثة وقعت لأحد الجيران

وعندما وصلت هناك وجدت إسعافاً واقفاً وقد خرج للتوّ رجال من البناية وهم يحملون جثة مغطاة بقماش أبيض ، وعندما دخلت إلى البناية تقابلت وجهاً لوجه مع المهندس سون وهو في حالة انهيار شديد ...

تساءلت : ما الذي حدث ؟

ارتمى عليّ وقال : لقد فعلوها !!

لقد قتلوا جيانا يا جونكل لقد قتلوا جيانا يا جونكل

ثم انخرط في بكاء متواصل

صدمت لسماع هذا النبأ

وحاولت تهدئته وأنا بي من الحزن أضعاف ما به

قال سون بصوت متهدج : إنهم يأخذوننا بالدور واحداً إثر واحد

قاتلهم الله ... لعنهم الله



،،،،،،،،،،،،،،،،


في هذه الأثناء حضر أحد جيران فارس وكنت أعرفه فأوكلت له مهمة الاعتناء بسون ريثما أعود ثم صعدت إلى الشقة بعد أن ناداني الضابط المسؤول

تساءلت : كيف جاءت إلى هنا ؟

قال لي : لقد أتت مع والدها هذا المساء يبدو بأنها تريد لملمت بعض الأغراض المتعلقة بها فوضعها والدها وذهب إلى البقالة لشراء بعض الحاجيات وعندما عاد وجدها تتشحط بدمائها

وهل ألقيتم القبض على القاتل ؟!

لقد انتحر وهو هناك في المطبخ


وجدت أحد رجال الشرطة واقفاً عند الجثة وقد غطوها بغطاء وجدوه قريباً

سألته : هل تمّ التعرف عليه ؟!


لا ، يا سيدي لكنه فتى لا يتجاوز الخامسة عشرة من عمره

كشفت الغطاء عن وجهه ثم تراجعت إلى الوراء من شدة الصدمة

شيء لا يصدق أبداً إنه :




جيمس ابن الدكتور وليم


ذلك الفتى البريء يفعل هذا الفعل الشنيع ومع من ؟

مع جيانا التي كان يحبها وتحبه !!

دخل الضابط ورآني وأنا في حالة اندهاش وحيرة

سألني هل عرفته ؟!


نعم ... نعم ...

ثم أدخل يده في جيبه وأخرج ورقة صغيرة ، ناولني إياها وقال : لقد وجدناها إلى جانب جثته


فتحت الورقة وإذا مكتوب فيها بخط جيمس الذي أعرفه جيداً :

( لقد قتلتها هي وزوجها انتقاماً لمقتل والدي ) !!



عندها عرفنا من الذي قتل فارس وقتل زوجته جيانا .... إنه جيمس ابن وليم !


يا له من أمر مرعب حقاً ...

لم أتخيل أن يكون هذا الصغير صاحب النظرات البريئة قاتلاً في يوم من الأيام !


هنا تذكرت عبارة الجدّة : ( أليسوا هم أفاعي ولا يلدوا إلا أفاعي ؟! )

كم هي حكيمة تلك العجوز !!

ندّت دمعة ساخنة من عيني وأنا أتذكر ضحكات فارس وجيانا في تلك الليلة السعيدة !

قاطعني الضابط وأنا مستغرق في خواطري وقال : معذرة يا سيد جونكل :


- هل عرفت من الذي دفع هذا الفتى لتنفيذ هاتين الجريمتين البشعتين ؟!!

- أجل

- ومن هم ؟!

- إنهم أولاد الأفاعي

- تركتُ الضابط مشدوهاً وهو يردد : أولاد الأفاعي !! أولاد الأفاعي ...

وهل هناك عصابة بهذا المسمى ؟!


نظرت إليه لحظة ... ثم غادرت المكان



وأنا هنا أسجل فصل هذه الرواية الأخير


فقد نسجناها نحن الثلاثة وقد مضى اثنان إلى ربهما وبقيت وحيداً لأقوم بنشرها وعلى نفقتي الخاصة


إكراماً لهذين الزوجين البطلين


فليرحمكما الله أيها الزوجان الشهيدان يا من ضحيتما بحياتكما فداء للحق ودفاعاً عن المظلومين !!





صديقكما المخلص للأبد ....


جونكل ،،،،








تمّت بحمد الله



،،،،،،،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،
،،،،
،،
،




رد مع اقتباس
قديم 09-11-2011   #19


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 18 ساعات (12:29 AM)
آبدآعاتي » 658,523
الاعجابات المتلقاة » 943
الاعجابات المُرسلة » 353
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



وبكذآ ..

انهيت نقلهــــــــــــآ ..

قــرآءة ممتعه ..~




رد مع اقتباس
قديم 09-12-2011   #20


الصورة الرمزية عـــودالليل

 عضويتي » 2
 جيت فيذا » Sep 2008
 آخر حضور » منذ 2 ساعات (03:58 PM)
آبدآعاتي » 750,048
الاعجابات المتلقاة » 1972
الاعجابات المُرسلة » 3988
 حاليآ في » فوق الكواكب والنجوم
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 28سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب
 التقييم » عـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك action
اشجع ithad
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
ياهلا باللي ينور

دنيتي صوته



كيف

لوجيتني

وش حالها الدنيا
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



300

يافراشتنا امتعتيني بما قرات

ربي يحفظك


 توقيع : عـــودالليل




مهم جدآ
قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل
بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات

تفضلوا بالدخول

طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل

قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأفــاعـــي, اولاد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية