الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-14-2019
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 5 ساعات (01:07 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11615
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ذات مقيدة حول عنق إمرأة /25






بسم الله الرحمن الرحيم
تَوكلتُ على الله

،


فَقدُ ذَّات

كانت العاشرة و النصف صباحاً،خرج من شقته و في يده كُتُبه و مُلخصاته التي رافق الفجر في زيارته الطويلة من أجل إنهائها،كانت وجهته للمقهى القريب من شقته،اعتاد لمرات عديدة أن يدرس فيه،هـادىء و جوّه يُساعد على الفهم،مُناقِضاً بذلك المقاهي المنتشرة على جوانب الشارع المؤدي إلى مركز العاصمة،حيثُ الضجَّة تَسعَر هُناك..،عند بابه و قبل دخوله تصادف مع رجل عجوز خارِجاً منه،نحوله و تَقَوس ظهره ألفتا نظره،و ملابسه لا يعتقد أنَّها تتصدى للصعيق الناحت ألمه في العظام،معطف مُهتَرئ من الصوف الخفيف دون أكمام،لونه الأخضر طَمَسَتهُ بُقَع رمادية دخيلة،و أسفل صدره الأيمن قطعة زرقاء داكنة تبدو مُخاطة لتغطية فَجوة بين القماش..و من تحته كان يرتدي بلوزة حَمراء تناسقت مع قُبعته الصوفية ذات اللون نفسه..أخفض بصره لقدماه المحشورتان في حذاء رياضي أبيض بخطوط سوداء أبهتها المَطر..،رَفَع عينيه إلى وجهه عندما انتبه لمُناداته،اعتقد أنهُ يُريد منه الابتعاد عن طريقه،لكنهُ مَدَّ إليه حقيبة ظهر سوداء يطلب منهُ مساعدته على حملها،تناولها بابتسامة ظناً منهُ أنه سيذهب لإحضار شيء آخر و يعود لأخذها..لكنهُ تَقَدَّمهُ و هو يُشير للشارع و المباني..لَحِق به يُريد أن يُوضح له إنشغاله بالدراسة لكن ذاك أمسكهُ من معصمه يَجُره معه يُريده أن يُوصله لشركة لا يذكر اسمها قريبة من هُنا..استجاب لهُ على مضض،فلا مُشكلة بقيت ثلاث ساعات على الامتحان،لا يعتقد أنهُ سيتأخر..،تَبِعَهُ إلى مقصده،قضا قُرابة الرُبع ساعة مَشياً حتى وَصلوا لمبلغه..كانت شرِكة لها قاعة رئيسية واســعة في وسطها تنتشر مقاعد و منضدات صغيرة،و على الجوانب بضعُ مكاتب لموظفين خدمة العُملاء..طَلَبَ منهُ الجلوس على أحد المقاعد لحين عودته بعد خمس دقائق..جَلَسَ و من خلفه الباب الرئيسي بعد أن وضع كُتُبه على المنضدة أمامه و من فوقها هاتفه الذي أخرجه من جيب بنطاله الخلفي و بطاقته الجامعية..،تناول مُلخصاته يشغل نفسه في المُراجعة إلى أن يعود ذاك العجوز..مَضَت ساعة لم ينتبه لها إلا حين أتاه أحد الموظفين يستفسر جلوسه..ابتسم لهُ و أخبره بانتظاره لصديق و ذاك أومأ لهُ برأسه بلباقة ثُمَّ ذهب يُزاول عمله..وقف يتلفت يُنَبش عن أثر للعجوز الذي اختفى في أحد الممرات..كان مُنشَغِلاً بين بحثه و النظر إلى ساعته،فالوقت في تَقَلُّص و امتحانه يزداد اقترابه..رَكَّزَ بصره على الحقيبة بجانبه،لم تَكن بذاك الثقل عندما حَملها،يعتقد أن العجوز يستطيع أن يحملها إلى هُنا،إلا اذا كان يُعاني من مُشكلة تُعيقه..،زَفَر و هو يُحَرّك رأسه يُمنَةً و شِمالا،جَلَس في مكانه و في داخله قَرَّر أنهُ سينتظر خمس دقائق أخرى و إن لم يأتِ سيخرج تاركاً حقيبته..لم يَكُن يَعلم أن خَمسُ الدقائق تلك ستُكَلّفُه فَقدٌ سَيُنحَت ألَمُه بين نَبضه و حُجرات قلبه..إلى الأبد...،
كان صوت سيارات الشُرطة مُفزِعاً،أرهب الموجودين في الشركة..كانت ثوانٍ بل لحظاتٍ كلمح البصر،دَخَلوا فَوجاً مُسَلَّحاً،على وجوههم أقنعة الزيف،و فوق صدورهم دروع الجُبن..و بين أيديهم يقبع سلاحٌ كانت فُوَّهته شاهدة على مَوت أرواح نصفها بريء..،لا يتذكرِ كيف أحكموا قبضاتهم عليه،جَرّوه صَيداً مُغتَرِباً تَتَخبط عيناه بوحدة تُناشد مُنقذاً يستَلَّهُ من بين أيديهم الصخرية..،أخرجوه من هُناك و من خلفه بَقِيت كُتُبه المُحتضنة خُطّه المُتطَلَع لأحلام، وفوقه استراح هاتفه الذي زَعزعته اتصالات قلقٍ و جَزع..و بطاقته الجامعية انطوت بأسف بعد أن ضاع تَعَب اثنى عشر عاماً...،
رُبما كانت نصف ساعة،أقل أو أكثر،عقله الغارق في دوار صدمته لم يستطع تقدير الوقت الذي أستغرقوه للوصول إلى مَركز الشرطة و التحقيقات..ذهوله أصمته و قَطَع أي سَيل نجدة قد يُفرغه لسانه..كان ينظر للفراغ فقط و موضع قبضتهم أصابه الخَدَر..في داخله مُتَيَقناً أنهُ يُعايش كابوساً ابتلع صحوته،و هي ثوانٍ فقط حتى يستيقظ منه و ينتشل وعيه من استبداده..،لكن الكابوس لم ينتهِ،بَقِي مُتواصلاً،ينمو و لا يُختَزل،يتفَرَّع بين خلجاته في صحوته و نُعاسه..كابوس يقتات على ذاته،يستلذ بفرحٍ كان وليد الذكرى،فرحٌ أحالهُ الزمَن حُزناً مذبوح على قارعة طريقه الأسود لهُ دماء تُخَضب شبابه عندما تشتد غيهبات أحواله..،ألقوه على هذا المقعد الحديدي في غرفة فارغة من أي جماد غير الذي يجلس فوقه،الطاولة و مقعد آخر تَسَيَّدهُ من لن يَنسَ قُبح ملامحه و إن التهمته الأرض بعد الممات..،أشارَ للصور التي في يده و هو يتساءل ببرود،:هذا من ؟
حاول أن يزدرد ريقه لكن حاجز الغَصَّة منعه..اضطَربت ذراعه برجفة و للتو يتنبه لتحَرُّرها..أغمض عينيه من صوت ذاك الذي ارتفع،:من الذي في الصورة تَكَلَّم ؟
خَرَج صوته بنبرة أسقمها الارتعاش،حتى أنه و قبل أن ترتد أمواجه إليه انتحرت من فرط ضغطها مُتناثرةً بتَبَعثُرٍ باكٍ..،:أنــ ــ ـا
و َقَفَ ليتناول الحقيبة السوداء،وضعها على الطاولة أمامه و هو يقول،:من أين الذي في داخل هذه ؟ انطق
هَزَّ رأسه ينفي مُلكيته لها،و بأنفاس لاهثة،:ليسـ ـت لي لا ادري
شَهقَة مُختنقة غادرت حنجرته من لطمته التي وجهها إليه..شَعر و عُنُقِه يستدير مُستجيباً لضربته بتفرقع عضلاته المؤلم..هَمَسَ برجاء يرجو تصديقاً،:أُقسم ليست لي و لا ادري ما بها
نَطَقَ و بكلماته أثار استغرابه،:اسمُك موهاميد أليس كذلك ؟
نَظَرَ لهُ و بين حاجبيه عُقدة الألم و الاستنكار..لم يَطل وجودها فجُملته أحلَّتها بارتخاءٍ بَصَقَ تَبَلُّداً على حواسه..،:اسم يتناسب مع ما في الحقيبة..مُتفجراتٍ و فِتَن
أنهى جُملته و ابتعد للباب ليُنادي على شخص لم يسمع اسمه..فمسامعهُ اختنقت من مياه مُحيط قَوله الحاجبة عنه الحياة..رأسه لازَمهُ اهتزاز هستيري يُحاول أن يقطع حبل اتهامه الجارَّهُ لمقصلة الإعدام الدنيوية..حيثُ المَوتُ فوقها مُكَرَّراً،يتضاعف ألم نَزعة روحه موتٌ بعد موت..،لم ينفعهُ رجاء،و لا صُراخ حَطَّم جُدران تجاهلهم..فهم أحاكوا الكذبة و اجترعوا تصديقها حتى باتوا مُسَيرين خلفها..غير آبهين بدمعٍ تَجَمَّد في محاجره و لا ببحة صُراخ اعتزلهُ النَوح ناشراً حول حلقه أجنحة العَبرات المُستديمة..،
تلك الليلة احتضنت جسده اليتيم من أهل زنزانة قُضبانها مُتلاصقة بدرجة تمنعه من تمييز ما خلفها..لا نافذة لها و لا سرير يمتص ارتعاشاته الليلية..أرضٌ..جُدران وسقف.. وهو في الزاوية ينعى خُسرانه و هزيمته النكراء..هزيمة لا يعلم بأي طريقة بدأت وطيس حَربُها،و لا من كان في الجهة المُقابلة يحمل سيفه لمبارزته..حَربٌ افقترت لراية استسلام،و صوت طبولها و أبواقِها تَحَطُّم ما رسمهُ من أحلام..،كان الفَقدُ ليلتها أشبه بانطواء جَسدهُ حَي تحت تُربة قَبرٍ احتواه بشراسة قبل أن ينطق بتوبته...،


،


الجزء الخامس و العشرون

وقتٌ أبكر في الصباح

سَريرٌ خاوٍ و قَلبٌ يَخشى من بُخلٍ يُحيلَهُ مَيتاً من عَصي ارتواء..الليلُ غاب مُنتَشِلاً معهُ بقايا رائحتها التي تَعَلَّقت بأطراف الجُدران و ظَلَّت تُراقب نَومه بابتسامة على أعتاب التلاشي..ابتسامة أسف من جُحودٍ أودعتهُ سَيّدة العَبق بين راحتي روحه المُحَلّقة فوق أرضها..تنتظر إشارة سماحٍ بهبوط حَنو حيثُ الامتزاج النَقي من شوائب ماضٍ حقيقةً مبادئه ترفض الاطّلاع على أسراره..،
واقفٌ أمام المرآة يُغلِق أزرار قميصه المُصطَبِغ بلون بَحرٍ يحتاج أن يتحلل بين أمواجه،مُتَخَلّصاً من حِمل سلبيات تجتذبها روحه من صَدّها المُنطوي على نفسه بتناقض يَتَسَيَّدَهُ ضياع يستطيع قلبه أن يلمح رفرفته فوق أهدابها الجارحة رجولته المُعَذَّبة بها..أحياناً عندما يقف لوَهلة مُواجِهاً ذاته المُقَيَّدة بها يُصاب بسكُون غريب، و كأنهُ يَتكاشف مع ذات أُخرى يتعرف عليها للمرة الأولى،كيف أن حُبها عند أي لقاء جديد مع ذاته ينمو زَهراً يُجَمّل خواء ذاته،عَبقاً بين خلجاته يسري راسماً خرائط عِشقاً يُلام عليه..فذاك أخبره أن عشقه غير طبيعي،أمجنونٌ أنا ؟ كيف أحببتها؟اغترفت من روحي و أسقيتها،اقتلعت قلبي بأوردته و شرايينه و أهديتها،حواسي اعتنقت أنوثتها السادية،فلَهْوها و لعبها تعذيبي،و أنا السجينُ المُستَلذ بجَلدها،فكيف هو حالي إن صَيَّرتني الأيام طريح حضنها..؟ انحرفت عيناه عن شعره المُنهمِكة أصابعه في تصفيف خصلاته القصيرة إلى السرير المُنعكِس خلفه،لم يَمسسه جسدها و طَيَّاته فقيرة من رائحتها..أيُّ الأرائك تَوَسَّدت ؟ و بأي طريقة استطاع جسدها النحيل أن ينطوي ؟
أدْخَلَ محفظته في جيبه الخلفي،تَلَقَّف مفاتحيه بعد أن رَشَّ من عطره المنتشر بين ثنايا الغرفة الباردة من غيابها..تَقدَّمَ فاتحاً الباب بخفَّة حتى لا يُزعِج نومها المُحَوّرهُ خَوفها هُروب مُضحِك،لهُ غَصَّة مريرة..،أبصَرها بتنهيـدة مُشَبَّعة بمعنى اسمها مُلقاة بميلان ناعس على الأريكة المُقابلة التلفاز حِجَّتها للهروب..ذراع مُرتخية على خصرها حتى تدلَّت يدها على بطنها،و الأخرى أصابعها مُتَمَسّكة بيد الأريكة..شَعرها ذو الذكريات المُلتَحِمة بلا انفصال بجواه،على سحابة الماضي البريء يوم استراحت خصلاتها في كَفّه الصغيرة يغفو نَهراً من خلفها..،و كأن الابتسامة بها سَراحٌ و استراح،و التَأمل لها تَعديد إبداع خالقٍ قبل ارتفاع الروح أرسَل له من جنانه حورٌ بها هو يهيم..،اتكأ في جلوسه على الطاولة الزُجاجية أمامها،عَينٌ على وجهها و عَينٌ تَلمْح رفيف النَّفَس المُغادر جَوفها..خَدَرٌ نابعٌ من كَسَل النَوم المحشور بين طَيَّات ملامحها..تلك الملامح المخبوء انبهاره على ناصيتها..ليتهُ يَستوي ظِلَّا يضجع أسفل عينها و من فوقه تَسهر أهدابها و عند شروق شَمسها تُراوده قَشعريرة تودعها عدستيها الزُجاجتين في خلاياه المُدمِنة خَمرها..فكيف بالهوى يُستباح السَكَر و الحُرمة بأن لا تَثمل من ثغرها..؟أرادت كفّه مُبادرة بها هُو يُصهَر من نيران طُرقها المُخادِعة،سِحرٌ و كَيدُ إناث،هو إن ذابت أنامله فوق مدائنها سيلتمس عقله غِياباً يُحيله كائناً لا يُمَيز نمو الجليد فوق عدستيها إلا بعد أن يُنحَر القلب مرتان و عشرة !
قَبض كفّه مانعاً إياها من بلوغ طريقاً مسدوداً آخر و أرجعها فوق فخذه..رَشَّح صوته من صمت لم يُخالطهُ حديثٌ هي تَستَهلَّه،بَلَّلَ شفتيه بلسانه ثُمَّ نَطق بخفوت،:حنيـــن
عدا أن الصوت داعب سَمعها الأصم من واقع إلا أنَّ عَضلاتها ظَلَّت حَبيسة الموت الأصغر..راقب كُل جزء فيها باحثاً عن ردَّة فعل تدل على تَنَبُهها إليه و لكن لم يرَ سوى ارتفاع صدرها البطيء و انخفاضه الأبطأ..قَرَّب رأسه للدرجة التي تجعله يُبصِر منابت شَعرها،قُرب ســاحق زيارة كفّه لملامحها كان قد يكون أخف وطأة منه..مالت شفتيه بابتسامة على ذاته المُتَخبطة في دائرة فارغة،تُصاب بالدوار تنبيشاً عن خَلاصٍ تُصدَم أنهُ ليس إلا دارها المُحكَمة الإغلاق..،هذه المَرَّة ألبسَ صوته هَمساً يعرف المَسير إلى بؤرة صَحوتها..،:حَنيـن
هَمْهَمة ارتفعت من حَنجرتها دون أن تخترق شفتيها و أتبعها تَمَرُّغ وجهها وسط قماش مخدعها..أمسك بالحبل المُتَصِل بالنار يُناشد تَلاعُباً سيُبصقه رماداً لا تُجمَع بعثرته،و لكن لا حيلة له،فهو عبداً لهواها يرفض تحرير رَقبته من عِشق يبيعه بعد نهاية كُل يُوم على الليل المُشتريه بمبلغ هُجرانٍ بَخس..حَطَّت شفتيه على أُذنها ليُناديها بصوت حَرَّم على الهواء استماعه،و منع الجُدران من استقبال موجاته..ناداها بعينان حَلَّقتا إلى خيالها المرسوم فوق صفحة روحه ناطِقاً اسمها مُتَلَذذاً بذائقة لسانه المُتلَفظهُ باحتراز من دُنيا قد تسرق منهُ حُرِيَّة التَنَغُم بحروفه..،جُنونه لم ينتهِ بعد،شاطباً كُل الذي ظَلَّ عقله يسرده على مسمع قلبه اللامُبالي،انحدرت شفتيه للموضع بين أُذنها و وجنتها عابراً ألغامه جيئةً و ذهاباً مُفَجّراً قُبلات برقَّة قطرة ندى صباحية..،كَشَفَ عن عدستيه المُنعكس فيهما ابتسامته الواثقة و هو يشعر بحركتها الخفيفة..التقطت أسنانه شفته السُفلية بمُتعة عندما لامس أنفها المغرور خده المُشعَر،ساير غياب وعيها مُديراً وجهه إليها ليكون اصطدام أنفها بأنفه..ابتسم و خيوط ضحكة دغدغت شفتيه مُتَصوراً صدمتها عند استيقاظها من قُربه المُفجِع..ابتعد قليلاً،قليلاً جداً،فلا زال يستطيع التزَوُّد بشذا أنفاسها..تابع انجلاء جفنيها عن لؤلؤها الأثمن،خطوط انزعاج تَكَوَّنت بين حاجبيها المعقودين بخفَّة و صوت بنعُاس شَهي غادر فوَّهة شفتيها الصغيرتين..حَرَّكت يدها تُعيد تنشيط عضلاتها لترتطم بكتفه المائل إليها..ارتفع حاجبه عندما تَمَسَّكت به،فَتح فمه أراد نداء آخر لكن ارتعاشة باغتت خلاياه مَرَّت بكهرباء من أسفل ظهره حتى تَفَرَّعت عند نهاية عُنُقه..فأناملها الباردة جَمَّدت عُنُقَه بمَسّها الرقيق..قَبَضَ يده بقوَّة و هو يستشعرها فوق خدّه،ثَقُلت أنفاسه من حِمل لمساتها المُتَدثرة برداء النوم..هَمَست بكسل و هي تُعيد إغماض عينيها و ذراعها الأخرى ترتفع تُحيط ظهره،:بــابا
أمسَكَ كِلتا ذراعيها يُبعدها عنه و هذه المَرَّة ناداها بصوت أرفع لتستفيق من نُعاسها الذي بدأ يُسير حواسها بروتينها المُعتاد..،:حنيــن قومي
فتحت عينيها من جديد تَنظُر لهُ بلا وَعي،عقلها الباطني كان يبذل جهده لتمييز الواقع..اتضحت صورته إليها و ارتخت عُقدة حاجبيها..فرجة صغيرة تَكَونت بين شفتيها قبل أن تَتَحرر من استلقائها بفجأة أرجعتهُ للخلف..،صوت تَنَفُسها بات واضح إليه و هو يراها كيف تلقفت خصلاتها بارتباك لتُسدلهم على كتفها الأيمن..تَحمحمت و هي تمس جبينها بأصابعها مُروراً إلى خدَّها المُحمَر من استلقائها الطويل عليه..همست بتردد بالذي حفظته قبل نومها،:مـ ـادري و و ما حسيت راحت علي نومة
ظاهر يده استقَرَّ على خصره و هو مائل في جلوسه،نَطَقَ بهدوء يستفزَّها،:زيـن انا ما طلبت تفسير !
ضَمَّت شفتيها للداخل و أنفها يستنشق نَفَس يُصَبّرها على استفزازه البغيض..تعلم أن مقصده ليس استفزازها،هذه طبيعته يُحادث بها غيرها أيضاً،لكنها لا تتحمل،لا تستطيع اجتراع هدوءه في المواقف التي تتطلب الحدَّة..رَمَشت بخفَّة و هي تسمع صوته،:انتِ قعدتين لصلاة الفجر،ليش ما جيتين بعدها تنامين في الغرفة ؟
أرخت شفتيها من سؤاله المُتلاعب..بَلَّلتهما بحيرة تقاسمتها أصابعها التي تكاد تخترق قماش الأريكة من فرط دعكها..هو الذي يعلم افتقارها لتفسير نَطَق بجديَّة،:يا ليت تكونين صريحة،تراها اريح من اللف و الدوران
وَجَّهت لهُ نظرة حادة و من فوقها ارتفع حاجبها يتخذ شكل قوسٍ من بينه تُطلِق سهاماً،بقهر قالت،:شتقصد ؟!
ابتسم لها ببرود و هو يقول،:اقصد اللي فهمتيه "وقف مُردِفاً" اعتقد صار الوقت اللي نتكلم فيه،في الواقع تأخرنا كان لازم من زمان نتكلم،اليوم بعد ما ارجع من الشغل ان شاء الله "استدار مُتَوَجِهاً للباب وهو يواصل" جهزي كل اللي تبين تقولينه،مع السلامة
فور إغلاقه للباب اجتذبت يدها الوسادة الصغيرة بجانبها لتُلقيها بجُلَّ غيظها باتجاه الباب الذي خَرج منه،من بين أسنانها نطقت و هي تقف،:حتى الا بيني وبين نفسي اقرره يعرفه،ســاحر
دخلت غرفة نومهما المُتنازلة عنها إليه..تَوقَفت أمام المرآة تسترجع طلبه..أيُّ حديث تُجَهزهُ له ؟! زَفرة تَلَطخت بشذرات تعب ارتفعت من صدرها..قد يَكون الأمر هَيناً و إن صَعُب الإفصاح عنه لكن نهايته البَوح،و لكن هي، كبريائِها يُقَيد لسانها يمنعهُ من اعترافٍ يُوصلها إلى الخط المُنتهي عنده هروبها المكشوف..،عَقَدت ذراعيها على صدرها و عيناها تتأملان انعكاس صورتها المُبعثرة من النوم،و عقلها يستذكر كلمات أخته..معرفتها بالأمر مُصيبة،فهي قد تعجن الحقيقة بنتانة خبثها و تكشف عن سوءها لبسَّام..لذلك عليها فعلاً أن تُجَهز ما ستقوله مثلما أمر..قبل فوات الأوان..،



كَفٌ تُسنِد خدها و كَفٌ تَتَحرك برشاقة على الورق،مُملية الصفحة البيضاء بخطوط دقيقة تعلم كيف الوصال لها حتى تكون النتيجة ما ارتسم في عقلها ذو الخيال المُسبَغ بفيضٍ من إبداع احتكرته هذه الغرفة،إبداع حُرّم عليه مُواجهة ما ورائها و بدأ يتخذ زواياها جحوراً لمباته المُتواصل من العامِ إلى العام..،على الرغم من التشجيع الذي تلقته من أخيها..قريباتها وصديقاتها،إلا أن حاجزاً ما ينتصف ذاك الطريق المُكلل بالنجاح..و هي التي كانت و لا زالت وَهِنة أمام كُل ما هو مُعتَرض،تجهل كيف يكون كَسر الحواجز،واقتنعت في داخلها أن حدودها رهن هذه الغرفة فقط،صامَّة أُذنها عن ما كان يُردده على مسامعها "السماء هي الحدود"،صوته بَقي يحوم وسط قلبها،ناشراً العويل بين شَعب نبضاتها التي تَخشى فِراقاً يَذبح فُتاته القابع في ذاكرتها فقط..،
،:صبــاح الخير
رَفعَت عينيها إليه و ابتسامة مُحبَّة مالت منها شفتيها الزهريتين..انتقلت كَفُّ خدها لذقنها و هي تقول،:صباح النــووم "و بضحكة أردفت" وجهك واضح منه انك تبي السرير و بس
ارتفعت منه ضحكة تعب و هو يتقدم لداخل الغرفة،أو بالأحرى المَرسم الخاص بأخته..أرضية خشبية بيجية و بضع مسحات بُنية داكنة..البياض ارتدتهُ الجُدران الغافية فوقها بضع لوحات أخواتها تَوَسَّدوا الأرض بفوضوية..و السقف بلا حواجز،زُجاج صلب شفاف،كالإطار للسماء التي أرادها أن تكون حُدودها..،اقترب من إحدى اللّوحات و أزاحها من فوق الحائط و هو يقول بعينان تُدققان في مضمونها،:والله اني كل مرة اشوفها أخاف
ضَحَكت و هي تَميل برأسها جانباً بتعاطُف مع صاحب الرسمة،:حـرام عليك مو لهالدرجة عــاد
أدارها إليها و هو يقول،:شوفي شوفي نظراته،كلها شر و خباثة وانتِ ماشاء الله عليش صايدتها
أشارت لذقنها و نشوة تُداعب خلجاتها،:الجرح بعد فرحت يوم قدرت ارسمه "أخفضت رأسها بأسف و هي تُردف"كنت ابيه يشوفها بسـ "اقتطعت كلماتها تنهيدة مُرتعِشة هَمَست بعدها" اشتقت له
أعاد اللوحة لمكانها ثُمَّ اقترب من موضع جلوسها..استند على المكتب الخشبي الأسود و هو يُتابع احتلال خطوط البؤس ملامحها الصفراء،أبعدت خصلاتها اللاثمة وجنتها و هي تُكمل بعدستين تَعلَّقتا برياح الماضي..،:واجد أوقات احتجته فيها،و خايفة تجي أوقات احتاجه فيها أكثر و أكثر بس ما احصله
عَقَدَ ذراعيه على صدره هامساً بوَجَع شارك اخته الأسـى،:الله كريم
ابتسمت بضيق و أناملها حَرَّرت خصلاتها لتُعيد تجميعها عند قمَّة رأسها..و كأنها بهذه الحركة تُحرر نفسها من زوبعة الذكريات و اجتراع الاشتياق الغاص به حلقها المحموم بويلات العبرات..،وضعت راحة يدها على فخذه و هي تتساءل،:عندك شي صح ؟
دَعَكَ ذقنه و هو يتحسس شعيراته،يحتاج إلى حلاقة سريعة..رَفَع عينيه لها مُستقبلاً نظراته المُتفحصة،بَلَّلَ شفتيه قبل أن ينطق بنبرة عادية،:تعرفين وحده اسمها مروة حَسن الـ.... ؟
رَدَّدت الاسم بهمس مُفَكّر،:مروة حسن الـ.... ،"عَقَّدت حاجبيها و سبَّابتها تمس صدغها و هي تُردِف" احس ان الاسم مار علي بس ماني متذكرة،يمكن كانت وياي في مدرسة أو جامعة
أصدر صوت نافي ثُمَّ قال،:لا البنت اصغر مني يعني يمكن بينكم ثمان سنين فما اعتقد صادفتينها في المدرسة،غير انها دارسة طب فمستحيل شفتينها في الجامعة
فَرقَعت أصابعها و هي تَرفع كتفها تُترجم فشلها في معرفتها،:مادري والله "تساءلت" زين من ذي ليش تسأل عنها ؟
فَكَّ عُقدة ذراعيه ثُمَّ أرجعهما للخلف مُستَنِداً براحة كفّه على حافة المكتب و هو يقول،:مُتدربة من أول ما داومت تسأل عني بالاسم و يوم شافتني "حَرَّك رأسه و ملامحه تنكمش من الاشمئزاز" استغفر الله عيونها في عيوني بطريقة وقحة و لا جت تسلم بعد !
أحاطت فمها و المنطقة المُحيطة به بيدها و هي تقول بعينين هاجمهما اتساع الصدمة،:امبيــــه عيــب شلون جذي !
حَرَّك كتفه و فمه يَميل للأسفل بلا دراية،:ماني فاهم شنو تبي بالضبط ؟! من اللي عرفته انها خريجة جامعة غير جامعتي،فيعني ما قابلتها أثناء الدراسة،من وين عرفتني و شتبي جاية تسأل عني،ما ظل دكتور و لا دكتورة ما سألتهم !
استقرت كلتا كفيها على وجنتيها ناطِقةً بضحكة غَلَّف نبرتها التَعَجب،:اتخيل نفسي اسأل الناس عن رجال غريب،شنو بيقولون عني !
اعتدل في وقوفه و هو يَمس بلوزته الزرقاء من الخلف،:انا ما عطيتها وجه حتى يوم جت سلمت،بس شككتني في نفسي،يعني بنت تعرفني باسمي الثُلاثي و نظراتها و سؤالها،شتبي يعني !
وقفت تُقابله مُتسائلة،:تبيني اسأل نور يمكن تعرفها ؟
اتسعت عيناه و يداه ارتفعت لها بسرعة مُحَذراً،:لا لا تحملي تسألينها،لا تحسب بيني وبينها شي بعد،حتى امي مو تقولين لها "و بسُخرية أردف" ترى عادي تطلع أصل وفصل البنية و رقم امها وتخطبها لي
ضَحَكت،:اي والله ما استبعدها
،:مـــاما
مالت بجسدها لليسار تنظر من خلف أخيها لابنتها الواقفة عند الباب تدعك عينها بكسل..تجاوزته مُتقَدمة لها بابتسامة حنونة،:حبيبتي بيونه "حملتها و هي تُواصل بنبرة طفولية"صبــاح الورد يا قمر
اقترب عبد الله ليطبع قُبلة على خدها القطني و من ثُمَّ يُداعب خصلاتها المُبعثرة من النوم،:صباح الخير يالنتفة،ناس توها قايمة و ناس توها بتنام..يله استأذن طاقتي وصلت للسالب
ابتسمت له بحنية،:حبيبي الله يعطيك العافية،روح ارتاح
نَظرت لابنتها بعد خروجه لتقول بحماس،:نروح نسوي بَبَح ؟
أرخت رأسها على كتفها بدلع،: لاااا حليــبه
احتضنتها بقوَّة و ضحكتها الرقيقة ترتفع،:ما عليه أول شي نسبح و بعدين حليـبه



يتبع



 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس
قديم 09-14-2019   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 5 ساعات (01:07 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11615
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





الساعة الحالية

ذقنها يستقر على ظاهر يديها المَضنيتان من سُقم قلب أوهنهُ وَجع نبضات كان الاعتراف سيفُها القاتل..حاولت أن تقتلع جذور الحقيقة من روحها التائهة،أن تَطمس حياتها بغَرِق أمطار و أن تُفني ما نما قُربها من أزهار بتلاتها أحناها الفراق..هي الآن تَعيش أسوء فصول حياتها،ذاك الفصل المُختبئ بين نسماته رياح احتقار و تأنيب،و هي شَجَرته المُسقاة بماء الخيانة باتت تَتَلون أغصانها بدماء الخداع المُجَعّد أوراقها الشابَّة بقُرب ذاك البعيد،إلى ما وراء السماء بعيد..،تَهَدَّل ذقنها بعد انحسار سطح كَفّيها اللتان ارتفعتا ليكون رسغهما الضماد لطنين رأسها الضاج بغوغاء المنطق المرفوض عند حُكم و مبادئ قلبها الطاغية..تجاذبت بضع ذرات هَواء تَمسَح بها على شِرخ روحها،نَفخَت بشفتيها زفراتها المُلتاعة من حجم تَيهها القابع في ذاتها بعينان مُغمضتان هاربتان من ضوء واقع كُرهها البالية أطرافه أعماه أحد كائنيه..،البارحة بعد خروجها من جناح أخيها و خطيبته،أرسلت لأحمد الذي كان يستفسر غيابها،أخبرته بانشغالها في العمل و مع العائلة للتجهيز لزواج أخيها،و طلبت منهُ الاتصال غداً عندما يَتحرر من وجود زوجته،فلا تُريد أن تكون في المكان نفسه عند محادثته لها..،جِفنيها أنهيا مُهمتهما الاضطرارية و أفسحا المجال لعدستيها المُتَخبطتين على الهاتف القابع وسط الفراغ مابين ذراعيها المرفوعتين..أخفضت يُمناها ضاغِطة بإبهامها على الزر أسفل الشاشة،ضاقت عينيها من الضوء المُنبَعِث منها و تراءت أمامها أرقام الساعة المائلة بِسبَبها شفتيها بسُخرية على حالها الأعوج،كانت الحادية عشر،وجودها في المصرف كان من الثامنة،و هي التي اعتادت في أيَّامها الآمِنة من هُجوم مشاعر أن لا تَطأ قدماها المَصرِف قبل التاسعة صباحاً..ارتخت أهدابها مُسبِرةً أغوار فؤادِها،هل هو هروب ؟ هُروبٌ من سريرٍ انصهرت أغطيته من حَرارة غيرتها المُسعَرة بحطب اجتماع حياته بتلك،و هُروبٌ من وسادة تَشَبَّعت بدموعٍ يَخجل كبريائها التماس بَوحها الغافي فوقها..هُو عُري من اتهامات جُدران أدركَت بعد تُفَحصٍ لسكناتها و ارتعاشاتها أن القلب لا زال مَنسيِاً تحت قدميه..و هُو تَحَرُّر من قيد هَواء يبكي اشتياقاً للامتزاج بأنفاس تُسكِرها..هُو تَصَدُّع نَفس من خِشية إثم تَكالبَ عُظم ذَنبه على كَتِف إيمانها..،
عيناها تَطفوان في الفراغ المُبتَلِعَهُ فيضها الناشر عباءة بؤسه فوق سَقِف سُكونها،فبعد أن اهتدى قلبُها لحقيقته الموشومة قسراً فوق حُجراته بات الجَزَعُ يُلَبّد سماء حَواسها ماطِراً عليها أسهُم تَأنيب تنغرس في ضميرها المُنتَحِب..،على قارعة النسيان كانت تقف تنتظر رَسو القطار الذي سيُسافر بها إلى دُنيا تخلو من وجهه،حيثُ الأرض نَقِيَّة لم تُنحَت خطواته بين رمالها،و السَماءُ تحتضن قَمَرها و لا أثر لسِحره المُنبِت أضغاثاً في روحها..لكن القِطار غادر و ثَوبُها المحموم بعطره مَحشوراً طَرَفُه بين ضيق فتحة باب قلبه المُنغَلِق على حَبّها رافضاً تَحريره من قيوده المُدمِية..،
احتضن المعقد رجفة حَواسها التي جَفَلت من ملامحه التي ظَهرت من خلف الباب المفتوح بفجأة..قَبضتها أحكمت تَمَسُّكِها بيد المَقعد و الارتعاشات تتطافر من جسدها شاقَّةً الهواء مُصَيّرة صمته انفجاراً مُدوي سَقَطَت على إثره مدائنها الواهنة..،
ثَقُلت أنفاسها و حنجرتها تَمَرَّغت بوحل غَصَّاتِها،أهدابها تَمَكَّن منها تَصافق نتاجهُ كان بضع ذرات دمع انتثرت فوق بياض مُقلتيها..،لماذا أنت هُنا ؟ من الخطر تواجدك فقد أهوى صريعة تحت قدميك من حِمل اعتراف أحالني يائسة،بأناملي المُتَقَرّحة أحفر قبري بعد أن ارتدي كَفَن الذنب لِأتوسد لحدي..أبحث عن توبة تنتشلني من قعر سوء اقترافي،لكن احتلالك لي أححب عن قلبي سماءً نجومها امتدت باتصال تُرشدني لهدايتي..و لكنني لا أرى و الذنب يُغشي محاجري..،
اقترب من المكتب بعد أن دفع الباب فاصلاً روحيهما عن أي تَدَخُل خارجي هي ترجوه لألَّا تُفنى من سطوة حضوره..استدار حوله ثُمَّ توقف عند يمينها،خطوة واحدة فقط كانت خيط الحرام و الحلال،على الرغم من الثالوث الذي شَكَّله إغلاقه للباب،هما و الشيطان ! كفّه اليُمنى استَقَرَّت ببطانها على المكتب الأبيض،و اليُسرى ارتفعت يُدير أصابعها في الهواء بغية سؤال فحواه الاستنكار،و ببحة التقطت موجاتها ذكريات رمادية،:انتِ شنو مسوية ؟! لأي درجة وصلتين من الاستهتار و عدم الاحترام ؟!
عُقدة حصيلة عدم فهم قَرَّبت ما بين حاجبيها،تساءلت بضياع شَتَّتَ حروفها،:شـ شـنو شسويت ؟!
حاجباه باغتهما ارتفاع نصفهُ تَعَجُب و نصفه الآخر استهزاء،:لااا نسيتين شنو سويتين ؟! الواضح انش من كثر قلة الذوق ما قمتين تذكرين
تَحَرَّرت من جلوسها لتقف تواجهه،طولها المشهور بين أترابها لا يُساوي شيء أمام طوله الذي يَضطرها لرفع رأسها إليه.. و هي التي أمست مَحنية القلب بسببه..بحدَّة مُرتعشة قالت و أنظارها تَلتقط الحيز من حوله دون وجهه،:ما اسمح لك ترمي علي هالكلام،انا ماني فاهمة شنو تقصد ؟ ما اتذكر اني أزعجتك أو اذيتك " و بسُخرية ناقعة في المرارة أردفت" ولا تعودت على رمي الاتهامات ؟!
انخفض حاجبه الأيمن و ظَلَّ الأيسر مُعتَلِياً قِمَّة جليده ذو الشذرات الحادة القابعة وسط قلبها..نَطق و البرود مُستَهلَّه،:والله يا مدام البنك كله يتكلم عن اللي سويتيه
التوى القهر في جوفها،و كأنهُ يبحث عن أي عُذر ليتهمها و يُسيل الشتائم عليها،مُجرد أن نطق أحدهم بكلمة هو صار من المؤيدين لها،دون أن يستفسر منها هي المُتَهمة عن حقيقة ما يقولون..نَطقت تطعن اتهامه،:و انت على طول تصدقهم ؟!يمكن يتبلون علي
مالت شفتيه جانباً باستفزاز،:صدقتهم لأني ما استبعد منش هالتصرف قليل الذوق
ارتفع صدرها من استحواذ رئتيها على ذرات الهواء المُتَكَسّرة في صدرها،بلا مُراعاة لمشاعرها يُطلِق لسانه أسهُمَه..هي قليلة ذَوق في نظره،مُستهترة و غير مُبالية..شتائمه ابتلعت ما كان ينمو فوق شفتيه من مَديحٍ إكليله الغَزل..بات الغَزل شظايا تغزل عروقها..،
بخفوت مَبحوح نطقت و ذراعها ارتفعت تُشير بسبَّابتها للباب،:يا انك تحترم نفسك او تطلع،ما اسمح لك ترمي علي هالكلام
عَقَد ذراعيه على صدره يُترجم تَجاهُله لأمرها،تساءل بجديَّة،:اللحين ابي افهم ليش طردتين العميلة ؟
قابلته بجانب وجهها،فعيناها خارت قواهما من إشارات تَجاذب تتطافر من ملامحه..العُقدة تَضاعفت بين حاجبيها و عقلها لا زال جاهلاً مقصده،:اي عميلة ؟! ما طردت أحد،للحين ما انجنيت !
ارتفع صوته بتَوبيخ أسعره إنكارها،:العميلة اللي طردتينها قبل أمس،من غير أي احترام دفعتينها زين انها ما طاحت و تعورت و صارت لنا مشكلة..و هالاتهام اللي رافضتنه كان عليه شهود فلا تنكرين و عطيني أي معلومات عنها عشان نعتذر وانتِ تعتذرين قبل
صَمَتَ ينتظر اعترافها..فلا حجَّة لديها الآن،فقد وَضَّح لها الأمر المُصادق عليه جميع الموظفين بما فيهم ندى،فلا داعي لإنكار و إطالة تضطره لوقوف أكثر معها قد يكسر الدرع الهَش الذي ارتداه قبل دخوله..،عيناه مُتَسمرتان على جانب وجهها تَتَصيد ملامحها القابعة في تركيزها..رفعهما بخفة لطرف حاجبها الواضح انشداده و من أسفله ارتخى جفنها مُتَخذاً موضع ارتجاع الأحداث..و بالخفَّة ذاتها أخفضهما لمنبع السَكَر،هُناك حيثُ تُنحَر الأنفاس من اللمسَّة الأولى..كانا مزمومتان بضيق مُتأكد وجوده هو سببه قبل أن يَكون اتهامه،أرختهما ببطىء مصدوم لم تستنبطه عيناه اللتان أغمضهما مُشيحاً وجهه بعيداً عن حِبال إبليس الجارة نفسه لوَحل الذنوب،استغفر في داخله و يُمناه ترتفع ضاغطاً بطرف إبهامه و سَبَّابته فوق زاوية مدمع عينيه..،فتحهما و الاستغراب ينحني بين الخطوط المحيط بهما من ضحكتها الساخرة..أعاد بصره إليها و هذه المَرة ألقى بجُرم هواجسه تحت قدميه..تساءل باستنكار،:شنو اللي يضحك ؟!
هي التي وقفت كلمة "عميلة" حاجزاً أمام استيعابها انفلتت منها ضحكة احتوتها سُخرية مُتَعجّبة،فتلك لم تكن عميلة،كانت قاتلة رَقَصت على جراحها بعد أن أودعت عُلَلَاً في روحها التي أمست تَتَخبط تبحث عن مَصلٍ ينقذها من التهام المَرض لخلاياها و التي لخمس سنوات من الغياب ظَنَّت أن النسيان كان حليفها..و لكن عَوداً واحداً استطاع أن يخترق الغشاء ناشراً فَزعاً بين نبضاتها..،قَطَعت ضحكتها و هي تستدير إليه و ذراعاها تُشاركان ذراعيه الانعقاد،مالت زاوية شفتيها للأسفل و هي تخفض رأسها قليلاً لتقول،:ماشاء الله مداها تجي تشتكي عندك ؟!
انقلبت الأدوار و أصبح هو الآن يُعايش عَدم الفهم،عَقَّد حاجبيه فما دخله بتلك العميلة،تساءل يُريد جَواباً،:من ذي ؟! و ليش تجي تشتكي عندي ؟!
رَفَعت كَتفيها،:و الله انت قول لي،يعني تشتغل مُحامي لها و لأختها ؟!
انحلَّت عُقدة ذراعيه مُتَقَدِماً خطوة و يده ارتفعت أمام وجهها ناطقِاً،:انتِ شقاعدة تخربطين ؟! بس تدرين الغلط مني جاي احاول اعدل الأمور بس انتِ ما تستاهلين الا الخصم
تراجع ليبتعد لكن كلماتها المُنحَدِرة من قِمَّة سُخريتها أوقفته،:لا عاد اتوقع الخصم ما بيرضي ست الحسن،مطلبها غيـر غيـــر من أيَّام لندن،صح و لا انا غلطانة ؟!
اصطدم سَيل نظراتها المُلتوي بقهر يرتدي قلنسوة الخَبث بنظراته الغارقة في الصدمة الدالَّة على وصول مَقصدها لعقله..على الرغم من أنهُ وَضَّح بدايةً أن إعلامه بالأمر جاء عن طريق المُوَظفين،لكن غيرتها المُناقضة سَحابة تَوبتها دفعتها لتلبيس تلك و أختها تُهمة نقل الحَدث..،انتظرت منهُ جواب غاضب،عيناها وقفتا على باب عينيه تُناشد اشتداد غَيهباتهما..أرادت أن تصطاد نُفور عِرق عند صدغه و اضطراب تُفاحة آدم في حلقه،لكنهُ عاند رغباتها و تَوَشح بشتائه الرافض أي اقتحام ناري،:و شنو دخل ياسمين بالموضوع ؟
أصابها وابلٌ من غيظ مُحكِماً قَبضته على قلبها و مسامعها تلتهب من نُطقه لأسمها..أجابتهُ بقهر،:العميلة اللي تتكلم عنها ما هي عميلة من الأساس،اخت هاللي دزتك لي "و بسُخرية على نفسها أردفت" ضرتي
تَجاهل أفكارها السقيمة وكلمة "الضرة" تلك ليقول بجديَّة،:ما دامها ماهي عميلة فالأمر ما يهمني "ابتسم لها باستفزاز مُردِفاً" عاد حاولي تعدلين الفكرة السيئة اللي اخذوها عنش الموظفين
أشاحت وجهها عنه ناطقةً بلا مُبالاة،:ما هموني أصــ
انقطعت كلماتها من رنين هاتفها المركون على المكتب..أخفضت بصرها إليه،لم يَكن سوى أحمد الذي وَعدها بالاتصال..تناست وقوفه رافعةً الهاتف لتُجيب بنعومة تعاضدت مع الكلمة التي أفصح عنها لسانها و انغرسا في قلبه المُثقَل من وَجع،:صبــاح الخير حبيــبي
النار التي أحرقت جوفها قبل ثوانٍ اتخذت حَيزاً من روحه ناشرةً أجنحتها الحارقة فوق سماءه المُزَعزعته رياح أنثوية لا تُرَوض..تابعها بعينيه و هي تبتعد عن المكتب تمشي جهته و عينيها على الباب من خلفه..،:ما عليه يا عُمــري اليوم بــ
صوتها المُتنَغم بدلع اقشَعَرَّ لهُ صنوان أذنه و واصل طريقه إلى خَيط الرَجاحة المُحيط عَقله ليقطعه بنصله المُنتثر سُمّه فوق عينيه مُعمِياً بصيرته عن سوء تصرفه..،شَهَقة اخترقت حلقها مُبصِقة أنفاسها المرعوبة من حركته المُفاجِئة.. الهَلَع رَسم خطوطه حول عينيها المُتوسعتين،و رَجفة رَعدية تَلَقفت أطراف جسدها الذي بدأ يغرق في عرقه..تَصَنَّمت بالكامل و كأن فعلته حَنَّطَتها و ألغت عَمل عضلاتها..عُنقها المشدود بصعوبة استدار ليسارها و عيناها الذائبتان من خوف انخفضتا تُلقيان نظرة على هاتفها المسكين..في لحظات استحوذت عليه قبضته من فوق أذنها ليُلقيه بلا تفكير بعيداً حيثُ تَلَقَّاه الحائط بقسوة قبل أن تحتوي الأرض بقاياه المُنتثرة فوقها بفوضى..،



كانت مُنهَمِكة في عملها..تُحاول أن تستخرج إبداعاتِها في التصميم و التي تعلم جَيّداً مدى رداءتِها..ابتسمت و هي ترى هيكل البطاقة الذي صممته في الحاسوب،ليس مُبهِراً و لا يحوي أي إضافة مُلفِتة،مال عُنُقِها و شفتيها تَميلان بتقييم و عينها اليُمنى تَضيق بعدم اقتناع للنتيجة..دَعَكت أنفها بسبَّابتها و هي تهمس لنفسها بضحكة،:ما عليه يمشي الحال
ضغطت أمر بالطباعة بعد أن تأكدت من وضعها للأوراق الخاصَّة التي اختارتها بعناية..،كانت بطائق دعوة لأولياء أمور الطالبات المُشاركات في المُسابقة..نصحنها المُعلمات بإرسال رسالة لهواتفهم أسرع و أوفر "بدل ما تخسرين أوراق و حبر" لكنها لم تستجب لهم،فالرسائل الورقية أرقى و فحواها اهتمام واضح..على عكس الرسائل الهاتفية تُوحي بعدم الاهتمام و الاستعجال "كأني ابي اخلص من الشي بسرعة،مُبتذَل"،و على الرغم من اتقان إحداهن للتصميم إلا أنها رفضت مُساعدتها بحجَّة انشغالها..لذلك لم يبقَ لديها سوى مهاراتِها المُتوقفة عند عُمرها الخامس عشر،المرة الأولى التي استخدمت فيها برامج الحاسوب..،رنيــن هاتفها قطَع مُشاهدتها للأوراق و هي تُطبَع..كان رقماً غير مُسجَّل..و كأنه رقم منزل ولكن مُمَيز ! تَرَدَّدت في الإجابة أولاً لكنها فَكَّرت في أنهُ قد يكون أمراً طارِئاً..،بصوتها الناعم نَطَقت،:الـو نعم
صوت أنثوي مُنتَعِش،:السلام عليكم،الآنسة ملاك معاي ؟
عُقدة تَرَبَّعت فوق حاجبيها..لا تعتقد أنهُ أمر خطير من نبرتها الواضحة فيها الابتسامة،لذلك قالت بهدوء،:اي نعم ملاك،خير اختي
،:معاش بنك "......" مُمكن تشرفينا بُكرة الساعة تسع و نص الصبح
تضاعفت عُقدتها،فهي لا تربطها أي علاقة مع هذا المصرف..تساءلت بحذر،:في شي اختي ؟
بضحكة قالت،:كل خير ان شاء الله،اذا جيتين راح تعرفين
مالت شفتيها للأسفل بتعَجُب و هي تقول بخفوت،:ان شاء الله
أغلقت الهاتف و علامات تَعَجُب تُعَشعش فوق رأسها..لا تتذكر أنها أجرت مُعاملة مع هذا المصرف،هي أساساً لا تعلم بوجوده في المنطقة ! و من الواضح انها ستحتاج لمن يرشدها إلى موقعه..تناولت الأوراق من الطابعة و هي تهمس بحاجبين مُرتفعين و الضحكة تكسو ملامحها الناعمة،:يمكن فزت بالمليون و انا مادري !



الصـوت في ازدياد،و كأنها لم تدفع قُرابة المئتان دينار لتصليحها..لا تستبعد أن تتَوقف في منتصف الطريق لو اقتطعت مسافة أطول من التي بين شقتها و عملها..زَفَرت بغيظ و لسانها يلتوي مُفرِغاً الشتائم على ذاك الذي سَرق المال و لم يُصلِحها..شتائم لو سَمعها بشر لا زالت نقطة حيائه تَتَوسد جبينه لتقطعت أوداجه من فرط صدمته من عُظمها..،تناولت هاتفها المُلقى على مقعد الراكب بيد و الأخرى مُتَمسكة بالمقود بقوَّة حتى لا تنحرف السيارة..ضغطت بعض الأرقام ثُمَّ رفعته لأذنها..ثوانٍ و عَبَرَ مسامعها صوته الهامس،:هلا في شي ؟
مال فمها جانِباً من نبرته،بالتأكيد مشغول و تَكرهه عندما يكون مشغول ! نَطَقت من طرف أنفها،:ابي عنوان الكراج اللي وديت لهم سيارتي
،:برسله واتس اب
تأفأفت،:زيــن بسرعة
أغلقته ثُمَّ أنزلته فوق فخذيها..دقيقة و جاءها رده..ألقته على المقعد لتزيد من سرعتها قبل أن تنطفىء الإشارة،عليها أن تنعطف يساراً فالمرأب يقع في الشارع المُقابل..،استغرقت عشر دقائق حتى توقفت أمامه..و قبل أن تترجل من السيارة أحلَّت ربطة شعرها و بدأت بتحريك خصلاته بأصابعها تُوزِع عليه فوضوية تُرضي غُرورها..زادت من أحمر شفاهها و ضاعفت من عَبَقها المُثير كَحَّة من حدَّته..أوقفت المُحرّك و نزلت منها و هي تُثبت نظارتها ذات الإطارين المُربعين على عينيها..دَخَلت غير آبهة بالتحذير المكتوب بلون أحمر مُلفت يمنع دخول النساء،و هي التي تَحَرَّرت من قيود تحذيرات ربها الأعلى التي لم تنعكس من كتابه في عدستيها..تَطَيَّبت و تزَينت لتُقابل رجالاً بهم يُخف ميزان حسناتها ذو الثقب في أسفله و الذي لم تُجاهد شيطانها لسدّه..،
اقترب منها أحد العاملين و حاول أن يكون لبقاً معها،:أختي ممنوع تدخلين اهني،المكان بس للرجال اذا تبين شي اوقفي برا
رفعت نظارتها فوق رأسها ليرتفع بعدها حاجبها المرسوم بدقة،و ببرود نطقت مُتجاهلة ما قاله،:وين صاحب الكراج ؟
بمحاولة تَفهيمها،:اختي والله ممنــ
بحدَّة أعادت سؤالها و محاجرها ألتبسها جليد تَصَدَّى لتحذيراته،:ويــن صاحب الكراج ؟
،:يـاسر شعندك ؟
انتقل بصرها للآتي من خلفه..رَجُلٌ يبدو ثلاثيني،ذو طول مُهيب و ملامح استطاعت أن تستنبط الغُموض المُنحشر بين زواياها..وَقَف بجانب الرَجُل المُحَذّر و هو يمسح أصابعه بخرقة تَبدو مُغرقة بزيت ما يُزيل ما تراكم بين أصابعه من سواد..نَطَق يسأله مُتجاهِلاً وقوفها،:من هذي ياسر ؟
فَتَح فمه يُريد أن يُجيبه لكنها نَطَقت بصوت اغتلظ من شدَّة قهرها..من أسوء الأمور لديها من يتجاهل وجودها،فهي اعتادت أن تكون محط الأنظار و محور الأحاديث،فكيف بهذا الرَجُل أن يتجاهل وقوفها المُلفت..،:اعتقد الـهذي واقفة اهني !
لم يَنظُر لها حتى و أعاد سؤاله على ياسر،:من هذي و شنو تبي ؟
اضطربت عضلة في فكها و شرارات غَضب بدأت عبور عروقها و رغبة في صفعه كانت تُقرقع في صدرها..سَمعت جواب ذاك الياسر،:مادري تقول تبيك
حاجبها اعتلى صهوة استهزائها،:اهــا يعني انت صاحب الكراج "أزاحت نظارتها من بين خصلاتها التي ارتخت تُلامس جوانب وجهها و هي تُردِف"لا ذوق ولا لباقة ولا شغل عدل انصحك تسكر كراجك
حَشَر كفّه في جيبه مُعَقّباً ببروده الطبيعي،:و انا انصحش تستبدلين هذي "و هو يُشير لنظارتها" بوحده للنظر عشان مرة ثانية تقدرين تقرين المكتوب عند الباب "أشار خلفه قبل أن تفتح فمها" مُمكن تتفضلين المكتب ما اعتقد انش تبين توقفين و حوالينش كل هالرجال
أبعدت عينيها عنه باحتقار ثُمَّ تَقدَّمت للجهة التي أشار إليها..استدار هو لياسر بعد ابتعادها قائلاً بزفرة،:شهالأشكال اللي ابتليت فيها !
ابتسم،:يبين عليها راعية مشاكل
ارتفعت زاوية شفته بسُخرية،:انت شفتها شوي وتعطيني بُكس،مشتطة الأخت " تَلَفت وهو يتساءل" وين هاينز ؟ للحين ما خلص جولته ؟
زادت ابتسامته مُجيباً،:شكله للحين ماخلص،تخيل يسأل عدنان من هي كانت اول حب في حياتك
انهى جُملته و انفجر ضاحِكاً من الصدمة التي تراءت على وجه مُحمد الذي هَمَس بنفاذ صبر،:هذا ما يعقل ! مادري متى بتتغير اهتماماته،يبي لي الحق عليه و اعرسه لا ينحرف،عاد ماحصل غير عدنان يسأله هالسؤال ؟
مَسَّ أنفه بظاهر سَبَّابته و بقايا الضحكة فوق شفتيه،:توقعنا عدنان يتفل في وجهه لكن عارض أفكارنا وضحك عليه
ابتسم و هو يهز رأسه،:غبي هالرجال،زين ناده لي بروح اشوف موضوعها
دَلف للمكتب بعد أن شرع الباب بأكمله..كانت تجلس على المقعد عند مكتبه،ساق على الأخرى و قدمها المُستَقِرة على الأرض يرتطم كعب حذائها بالأرضية الرُخامية برتم مُزعج..جَلس في مقعده و هو يقول بنبرة بذل قصارى جهده لتخرج لبقة مثلما تُريد،:آمـري أختي شنو الموضوع ؟
اتكأت بكفيها على المكتب ناطقةً بحدَّة،:قبل اسبوع جبت لكم سيارتي تشوفون شنو مشكلتها يطلع منها صوت اول ما افتحها و اذا جيت بدوس بريك،اخذتون ميتين دينار و ما شفت شي تغير
ابتسم لنبرتها الهجومية الواضحة و اتهاماتها المُبطنة..و قَبل أن يُجيبها دخل هاينز الذي تَعَلَّقت عينيه بها بتفَحص يُثير قريحة مُحمد المُستحقرة هذه الحيوانية..شَزَرهُ بعينيه و لكن ذاك غَمَز لهُ و هو يرفع إبهامه بإشارة "أحسنت" و ابتسامة عريـضة..تحمحم قبل أن يقول بالانجليزية،:مساء الخير يا آنسة
حَبَس مُحمد ابتسامته و هو يرى كيف تجاهلته و رمقته بنظرة لا مُبالية قَلَّصت ابتسامته البلهاء..نَطَقَ هو يُريد أن يُنهي الأمر فلا داعي لإطالته،:من اللي جاب السيارة بالتحديد ؟
بدون تردد أجابت،:رائد سلطان
هَزَّ رأسه بالإيجاب،:اوكــي تمام عرفته،زين ماعليه سلمينا السيارة اللحين و بنعيد تصليحها ببلاش و اذا تبين بنرجع لش الفلوس اللي اخذناها
حَرَّكت يدها بعدم اهتمام،:ماني محتاجة
تناول دفتر صغير و قلم وهو يتساءل،:مُمكن الاسم
مَرَّرت لسانها على أسنانها و أصابعها ارتفعت تمس عُنقها بحيرة..رفع عينيه لها و هو يقول ببطىء مُستغرب،:لو سمحتين اسمش !
أرجعت خصلاتها خلف أذنها و هي تقول بثقة على حافَّة الخوف،:الآنسة وَعد
و هو يَكتب،:وعد شنو ؟
بحدَّة أجابت،:وعد و خلاص
تمتم بينه وبين نفسه،:وعد وعد زين لا تضربينا ! "ناولها الدفتر مُردِفاً" تفضلي سجلي رقم التيلفون و وقعي،اللحين بنسلمش سيارة من اهني عشان تقدرين ترجعين و وقت اللي تجهز سيارتش بنكلمش "استدار لهاينز الواقف قُرب الباب" قُل لهاني أن يُسلمها أي سيارة
وقفت بعد أن انتهت،ثَبَّتت حقيبتها على كتفها و قبل أن تمشي نَطَق ببرود و هو يتراجع للخلف مُسترخياً في جلوسه،:زيــن عالأقل مشكور يعطيك العافية !
أجابته من غير نفس،:اذا جهزت السيارة يصير خير
خَرَجت و من خلفها هاينز الذي هَمَس له قبل أن يبتعد بملامح مُتقرفة،:لا تَصلُح
تقابلا عند الباب مع آستور الذي كان سيدخل لكن خطواته استلَّت الصدمة سرعتها ليتوقف في مكانه دون حَراك بفم فاغر و عينان تَكادان تطفران من محاجرهما..خَرجت كلمة هاينز غارقة في القهر من بين قَضبان أسنانه،:أبــــي
هي و التي تَعَجبت نظراته رفعت يدها باستفسار لتقول،:خير يالأخ شتبي !
حَرَّك رأسه نافِياً و هو ينطق بسرعة و قدماه تُواصلان طريقهما للداخل،:عُذراً عُذراً
واصل هاينز طريقه معها و نظرات والده طَرَقت آثاراً نحتها الماضي في ذاكرته الطفولية..،
،
هُناك داخل المكتب حيثُ تَوَجه آستور لمُحمد ناطِقاً بأمر،:اخرج الملف وافتحه
فزَّ كالملسوع هامِساً بفحيح و وجهه احتكرته يدُ الخشية،:لا لا ليس الآن
اقترب منه هامساً من بين أسنانه،:كُلَّما تأخرنا ستزداد الامور سوءاً،افتحه
كفه تَخلَّلت أصابعها خصلات شعره شاداً بحسرة على ذاته المُصيّرها آستور بلقع لا يتردد فيه سوى صدى ضياعه و انتهاكات رجولته..استدار حول نفسه،يد على رأسه ويد فوق خاصرة الحيرة..لا يستطيع أن يُواجه ذَبحٌ آخر،ليس واثقاً من قُدرته على اجترار أنفاس الوَجع و ارتشاف دماء البؤس و التَيه..،نَظَر لهُ برجاء،:اخبرني ماذا به أولاً
بجُملة واحدة يُنهي بها رجاءاتِه،:اكتشف بنفسك
أغمض عينيه و الكَمَدُ بات ظِلاً لأهدابه المائلة كَمُنحدر ينتظر فَيضُ دمعات شاخت العَين و لم يَرتوي عذابها منه..لا يُريد أن يكتشف هو،ففتحه له يعني التزامه التام بمحتواه..النظرة الأولى على مكنونه ستنهب أنفاسه المُتَجرعة صَخر الخوف من فَقدٌ جديد ينام بين قبور النسيان..،زَفَر و قلَّة الحيلة حذاؤه نقلته للدرج القابع فيه الملف المشؤوم..فتحه و تناولهُ بيد تَلَبسها ارتعاش مُضنِي..جَلَس على المقعد مع دخول هاينز الذي تَصَنَّم في مكانه و هو يراه بين يديه..،
استنشق نفَس عَميق بهِ هو يبدأ حَربه دون جَيشٍ و لا مُعين إلا مارَحِمَ ربي..هَمَسَ و أصابعه استعدَّت لتلوث بقُبح خداع سُيشاركه النوم فوق وسادة تأنيب الضمير..
،:بسم الله الرحمن الرحيم



يتبع




رد مع اقتباس
قديم 09-14-2019   #3


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 5 ساعات (01:07 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11615
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



حَبلٌ من ارتعاشات قَيَّد أطرافها..ذاك السواد الذي كانت ترغب برؤيته في عينيه الآن ابتلعها و اجترعها بقسوة ثُمَّ بصقها بعد أن اختزل طاقتها المريضة..نَظَرت لهُ و الاحمرار يغزو وجهها المشدود من صدمته..عيناه تُحاوطانها بسيطرة تامَّة،شادَّاً الحصار على شعبها الأعزل و الخائف من جُرم خيانة تُلقيه ذليلاً فوق عتبات الذنوب..هَمَسَت لهُ بصوت قضى عليه هُجومه التعسفي،:ليـــش كسرته ؟ ليـــش يا مجنون ؟!
نَطَقَ و هو يقترب منها و الغَضب يتلقف أطراف ملامحه،:لأنش ما تستحين تكلمينه قدامي بهالطريقة
صَرخت و القهر تنقلهُ سُحابة سوداء تمطر كلماتها بلسانها المُثقل من غَصَّات،:زوجــي،حلالي اكلمه بالطريقة اللي تعجبني
اقترابه تضاعف و أنفاسه المُسعَرة تنحر ضُعف أنفاسها..كلاهما لم ينتبه لعُظم اقترابهما الخاطىء..،هو قال هامِساً باحتقار انغرس شوكاً بين عروقها،:بكل ثقة تقولينها بعد،زوجــي،شلون بتقابلين اهلنا اذا اكتشفوش ؟!
نَطَقَت تسترد كرماتها،:مثل ما انت بتقابلهم..مو انت بعد عايش في العسل مع الأخت ياسمين و متفقين على كل شي و منتهيين ؟!
و بنبرة اقتلعت قلبها و هوت به من فوق سفوح النُكران،:عالأقل وراها رجال،ابوها يدري بكل شي ما سوت بلاويها من ورا أهلها
اختنقت نبضتها بسُم كلماته..حروفه أنحَرت روحها و بَصره غادر غمده ذابِحاً ذاتها المُوهَنة من ثقل تأنيب كان رفيقها المنبوذ من الماضي حتى اليوم..تنَشقت النَفَس و محاجرها ارتدت ثوب الأم المُحتضنة بُكاء صغيرتيها..ابتسامة ألم لَوَّحت على شفتيها و هي تهمس،:تعايرني فيصل !
حاجباه اعتلا قمَّة التبرير،:ما يحاتج اعايرش،اصلاً الفرق واضح بينش وبينها
أطلقَ لسانها حرائقها الواقفة مسكيناً على أبوابٍ مُوصدة بإهمال تهفو إلى غُرفة من معين تُطفئها قبل أن تقع مُرمَدة من ويلاتها..،:كان عمري خمستعش سنة،مُـــراهقة ما كان عندي احد يرشدني "أشارت بيدها لخلفها و كأنها تُشير لماضٍ تكالبت أزمنته لتمْرق فؤداها ليلاً بعد ليل" ماما كانت تقعد في المستشفى أكثر من ما تقعد في البيت،و بابا اللي يمر الشهر وهو مو داري عنا
تَخَبَّط صوتها و الدموع اقتطعت طريق وجنتيها المُتَقددتين من أســى،لم تَكُن تَعلم حينها أن قلبه تَمَنَّاها حلاله ليُمرغ وجهها الغارق في صدره،مُتَشَرِباً دموعها بقبلاته..،أردفت و الوجع أحكم قبضته من روحها،:و محــ ـمد اقرب انسان لي،لفترة كنت اناديه بابا فجأة فقدته مادري هو حـي و لا ميــ ـت،فقدت الأبو مرتين فيصل،ماكان عندي احــ ـد،كنت اربي نفسي و اربي علي،على قد عقلي و مشاعري ربيت نفسي
ذابت مُقلتيها في مُقلتيه و الذاكرة تَذوي من سُقم ما مَضى،: وانت فيصل،يوم التجأت لك شنو سويت ؟
أغمض عينيه و شفتيه صَيّرتهما الحَسرة حد سيف فوقه انتحرت الأفراح..أشاح وجهه عنها لكنها مالت إليه بدموعها تستقي جواباً،:ها فيصل قول لي شنو سويت ؟ "أسمال صوتها المُتهدل بشجن لَطَمت قلبه المُرهَق من حِمل أوجاع" من أول غلطة طلقتنـ ــي
تجاذبت نظراتهما،عَينان يَهمُر الغَمّ ماءهُما..و عينان عباءة الأسف نَشرت غيهباتها فوق سماءهما..هَمَست بالذي مات ظُلماً في قلبها ذات طفولة،:كنت بس ابي احد يفهمني و يهتم فيني "ارتفع كتفها تُتَرجم تَيهها و هي تُردِف" لولا ندى و أحمد بعد الله،الله يعلم شنو كان مُمكن يصير فيني
مع إنتهاء جُملتها فُتِحَ الباب بقوَّة لتظهر من خلفه نـَدى الغارقة في قلقها..ازدردت ريقها عندما رأت قُربهما الواقف على حافَّة التلاصق،جُنَّا هذان الاثنان و عشقهما المجنون الأعظم..عشقان مُتوازيان لا لقاء يجمعهما أبداً..اقتربت من جنان التي لم تنظر لها حَتى و عينيها المسفوكتين من دمع تتجاذب النظرات مع عيني ذاك المُجرم بحق قلبها..،وصلها خبر من إيمان التي أخبرت فيصل بما حصل بين جنان و العميلة،أن شجار قائم بين الاثنان..هي خَشيت أن الأمر يَعني ابنتها،و لاتستطيع أن تتخيل وضعها إن عَلِمت..لكن الواضح أنهُ كان لَوم عشاق و عتابٍ مكسور الخاطر..أمسكت بذارعي جنان لتصلها رعشتها المُفجِعة..استدارت بحدَّة له آمرة،:اطلع برا
أخفض بصره عن وجهها المَنحوت بؤسه بين حُجرات قلبه..استدار مُبتعداً بخطوات أنهكها الفِراق و بَوحها الأعزل أودعَ سُقماً في عروقه..،
هي ارتمت في حضن صديقتها،بل أختها،مُتَمَسّكة بكتفها الذي و إن جارت عليها الدُنيا كان سَنَدها و وسادتها المُتشبعة بدموعها..أفرغت أضعاف ما أفرغته قبل قليل،تَكَسَّرت شهقاتها فوق صدر ندى المُثقل حُزناً على حالها..أصابعها بوَهن مُرتعش تَلَقَّفت أطراف عباءتها هامسةً بحُرقة،:ابــي امــوت نــ ــ ـدى ما بي اخون احمـ ـــد
أغمضت ندى عينيها تهرب من واقع لم ينتهِ من بصق عذاباته على قلب رفيقة دربها،فبخيانة قلبكِ لأحمد تتمنين الموت،كيف برؤية ابنتك ؟ مالذي أعظمُ من الموت ذاك الذي ستتمننيه ؟!
أبعدتها عنها و هي تحتضن وجنتيها،مسحت الدموع الرافضة توقف بإبهاميها،ثُمَّ استحوذت على معصمها و هي تقول،:تعالي معاي

،

كان الليل ثالثهما،و القمر قد اختبئ وراء غيومٍ شهدت ساعات الجنون الغريبة..أمواج بحرٍ تلاطمت بسحرٍ يخطف الأبصار،و نسمات الليل الباردة غلّفت قلبيهما بنعومة.. و نغم دقاتهما قد أطرب الليل بأغنية موجعة حد العشق..،شعرها منساب على الرمال بأريحية بلونه البني الداكن كأمواج نهرٍ من الشوكولاتة فوق تلك الحبيبات الذهبية...العين مغمضة،الهدُب يبدو حالماً و الجفن قد نام الكحل بين ثنياته..كانت عارية من أي حُلي سوى قلادة أهداها لها هو ليزيّن بها نحرها الصافي..حبة لؤلؤ ذهبية لامعة متوسطة الحجم تتدلى فوق صدرها الذي يرتفع وينخفض بهدوء تام..جسدها ينام بميلان على الرمال،ألبسته سواداً يضيق من الأعلى إلى الأسفل يرسم انحنآته الأنثوية ببراعة تحت ضوء القمر،يكشف عن ذراعين ناعمتين يداعبهما موج البحر تارةً و أخرى،رجلين نحيلتين عجز عن رسمهما فنان وقدمين حافيتين طُبع أثرهما فوق الرمل لتبقى الذكرى منحوتة لا يُمحى أثرها..،قطرات الماء الباردة تُقَطّر بالتوالي على وجهها،عُقدة تداخلت مع استرخائها لتتربع بين حاجبيها و هي تفتح عينيها..،ارتعشت بخفة عندما التقت بعينيه،لم تدرِ ساعتها هل سواد الليل هو من يحاوطها أم سواد عينيه..،رفعت يدها وأمسكت بيده المغرقة بالماء،همست لهُ وهي تقربه منها بخفة ليميل لها بانقياد..،:خلاااص،ترى بارد
مسح الباقي من الماء في يده عنقها،أبعدته مرة أخرة لكنه أمسك أصابعها واستحوذ عليها بإحكام..قال وهو لم يبعد عينيه عن عينيها،:هذا هو الموج يبلل ذراعش ما قلتي بارد
،:ايي بس مو وجهي
داعب أنفها بيده الحرة،:عيّارة
ضربت كتفه بخفة،:ماني عيّارة،الماي بارد بس أنت ماتحس
رفع حاجبيه:ما احس ها ؟
رفعت نفسها بخفة وهي تقترب منه و إبتسامة ساحرة ترتسم على شفتيها،نادته بهمس و أصابعها تُداعب ذقنه..،:حبيبي
اعتلى صوت ضحكته المبحوحة شاقةً سكُون هذا الليل الأثيري،ابتسمت هي لضحكته بخجل يعلم مقصده،ضَربت كتفه بقهر قائلةً والحرج اتخذ مأخذه من وجهها،:لااا تضحـــك
ابتسم إبتسامة جانبية بعد أن سيطر على قهقهته،:بعد تطورات صرنا نقول حبيبي،"أردف يُجاريها" آمري حبيبتي..
ضحكت بشقاوة قبل أن تغرقه بالماء بيدها،تركها بسرعة من البرودة التي حاصرته فجأة،و لم يستوعب إلا وهي قد فرّت هاربة و ضحكتها يرقص صداها فوق سماء هذا الليل الواسع..،صرخ و هو يقوم راكضاً بعد أن مسح وجهه:تعاااالي اهني
كانت تركض بسرعة بسيطة من فرط ضحكها،لذلك استطاع أن يلحق بها بسهولة،أمسك بها من الخلف وحملها بين ذراعيه بخفة..صرخت بخوف وهي ترتفع عن الأرض: فيصـــلووه نزلني لا اطيح
نظر لها بخبث وهو يقول:بنزلش بس مو اهني
رمقته بنظرة مُحَذرة و كفيها تَشدان من وثاقهما على عُنُقِه،:تحمل تسويها
شهقت بخوف وهي تراه يدخل البحر بخطوات سريعة:حرام عليك لا لا تسويها
هز رأسها بالنفي:الا بسويها،تغرقيني بالماي هاا
تحولت نظراتها للعصبية:لأنك صار لك ساعة مغرق وجهي ومو حاس انه بارد،كنت ابيك تحس
:مافي اعذار الأمر مفروغ منه برميش اهني بغرقش كلش مو بس وجهش
تمسكت بعنقه أكثر وهي تقرّب رأسها منه وتهمس له محاولة استعطافه:حرام عليك ماتخاف أمرض ؟
همس لها وهو يقترب أكثر:ما بتمرضين
داعبت أصابعها النحيلة خصلات شعره من الخلف:بلى الجو بارد
ضحك بخفة و جبينه يلامس جبينها البارد:بارد ؟
نقلت نظراتها بين عينيه و قلبها ثوانٍ و سيعلن انهياره من فرط دقاته السريعة،و طَرف انفه يُداعب أنفها المُحمّرة قمَّته من شتاء،:اي
كهرباء أحالتها كائناً هُلامياً عَبرت جسدها من قمَّة رأسها حتى أقمص قدميها
دافئة و ناعمة..كالحرير على شفتيها..كالحلم يداعب دقات قلبها..روحها قد تشبعت من عطر أنفاسه حتى شعرت أن النفس الذي تخرجه منه و إليه..،
كانت قبْلته..أجمل ما حصل تلك الليلة..،

،

زَفَرت بضيق و الغصَّات استوت صخور عند حلقها يتعثر منها صوتها،قالت بتعب و هي تُبعِد عينيها عن البحر القريب من المصرف،:ندى ترى ما سويتي فيني خير يوم جبتيني اهني،رجعيني اللحين
احتضنت كفَّها لتنطق بجديَّة أثارت استغراب و قلق جنان،:ابي اقول لش شي
هَمَست بخفوت مُتَوجس،:شنــو شصاير ؟
أغمضت عينيها و حرارة اعتلت جسدها المحموم من ضغط ما ستقوله،مَسحت بضع زخات عرق تَكَوَّنت فوق جبينها قبل أن تنطق..،:









رد مع اقتباس
قديم 09-15-2019   #4


الصورة الرمزية نجم الجدي

 عضويتي » 134
 جيت فيذا » Feb 2009
 آخر حضور » منذ 10 ساعات (07:56 PM)
آبدآعاتي » 273,684
الاعجابات المتلقاة » 2155
الاعجابات المُرسلة » 5719
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 48سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع naser
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي


 توقيع : نجم الجدي





رد مع اقتباس
قديم 09-15-2019   #5


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 5 ساعات (01:07 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11615
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



نجم
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥




رد مع اقتباس
قديم 09-15-2019   #6


الصورة الرمزية البرنسيسه فاتنة

 عضويتي » 28643
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » 02-10-2021 (07:44 PM)
آبدآعاتي » 281,584
الاعجابات المتلقاة » 535
الاعجابات المُرسلة » 120
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



راقني انتقائك الماسي
تسلم يمينك
ودام عطائك العذب
پآقة ورد


 توقيع : البرنسيسه فاتنة






رد مع اقتباس
قديم 09-15-2019   #7


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 5 ساعات (01:07 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11615
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



البرنسيسه
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥




رد مع اقتباس
قديم 09-15-2019   #8


الصورة الرمزية لا أشبه احد ّ!

 عضويتي » 28327
 جيت فيذا » May 2015
 آخر حضور » 03-12-2024 (05:41 AM)
آبدآعاتي » 442,833
الاعجابات المتلقاة » 5765
الاعجابات المُرسلة » 4205
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » لا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  مبسوطه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي








آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك


 توقيع : لا أشبه احد ّ!





رد مع اقتباس
قديم 09-15-2019   #9


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 5 ساعات (01:07 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11615
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



اطيافي
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥




رد مع اقتباس
قديم 09-15-2019   #10


الصورة الرمزية الغنــــــد

 عضويتي » 28230
 جيت فيذا » Mar 2015
 آخر حضور » 10-28-2020 (01:39 PM)
آبدآعاتي » 152,131
الاعجابات المتلقاة » 428
الاعجابات المُرسلة » 14
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » الغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

افتراضي



صفحة رائعة
وجمااال راااقي

سلمت أناااملك وما طرحت هووون

يعطيك العاااافيه

وشكرا لا ينتهي




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
/25, مقيدة, ذاب, يوم, عنق, إمرأة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضل يوم عرفة εϊз šαđέέм εϊз …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 14 02-15-2009 11:47 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية