تربويات رائدات ..

تربويات رائدات


انجازات تتحقق بسواعد ناعمة
نظرةٌ إلى المرحلة التي تعيشها المملكة، وما يواكبها من طفرةٍ تربويةٍ، وصحوةٍ إعلامية وهبةٍ لخدمةِ العملية التعليمية .. نظرةٌ إلى المشاريع العظيمة المتبناة، والطموح المرتقب.. إلى الرسالة و الرؤية.. بالأمل المنشود الذي يبشر بالخير المرتجى...
نظرةٌ إلى هذه المرحلةِ ، وإلى هذا الزخم من الجهد وهذه الانجازات وتأمّل في هذا الدعم السخيّ من الدولة ، وهذ الرصد من الإمكانات تلك النظرةُ كفيلةٌ بأن تجعلنا نتطلعُ إلى غدٍ تربويٍّ واعدٍ ، ومستقبلٍ تعليميٍّ مشرقٍ ، وعطاءٍ أكاديميٍّ سبّاق ... [ فالخيل معقودٌ على نواصيها الخير].
عن تربويات رائداتٍ وقيادياتٍ ماهراتٍ
ففي الأمّةِ رجالٌ يتعبون ويسهرون، عُرِفَ منهم ا لكثيرُ واشتُهِر ، وهناك جنود مجهولون كُثـُر ، وهذه المرة ُ نمتشق القلم ، ونمتطي صهوة القلم ، ، لنتحدثَ عمن بذل جهداً في الظلال فأبدع ، وعمل بصمتٍ وأشرع ، وكدّ بحرصٍ وإخلاصِ نيةٍ فأمتع ، لم يلتفتْ إلى العقبات التي واجهته ، والأصوات الخائفة ولا إلى النظرات المشككة التي لاحقته، التي تنتقص من القدر ، وتحط من العزيمة وتفتّ ُ في العَضُد ، كلّ ذلك لا يساوي شيئاً مقابل إنجاز المهمة ، تحقيق الذات .
نتحدثُ اليوم عن أعمال تطلّبَ إنجازُها سهراً مضنياً ،وجهداً استثنائياً ، ومع بعض الأحيان أو كثير منها ضعف الإمكانات وقلتها وضغط الوقت ومحدودية الأيام ، وتسارع وتيرة العمل وزحمة المهام .
من حق أصحاب هذه الأعمال أن نتحدثَ عنهم ، لنشيدَ بجهودهم ، سنتحدثُ اليومَ عن رباتِ الحجالِ، وصانعات الرجال، ومعلمات الأجيال ... عن تربوياتٍ رائداتٍ ونساءٍ ماجداتٍ قدّمن بتفان كبير في المجال التربويّ ما يبعث ُ على الفخرِ والاعتزازِ إكباراً ، وما ينحني له الرأس إعجابا واظهاراً.. نتحدّثُ اليومَ عن تحقيق إنجازات بسواعد فتية نسوية ناعمة..عن تربويات رائداتٍ وقيادياتٍ ماهراتٍ، بحثن في مجال محتوى المهمة في تطوير التربويين والتربويات في مجال التقويم والتحصيل الدراسيّ.
نتحدث عن صورة مشرقة هي الأصل والقاعدة في تربوياتنا وقيادياتنا، إلا أن لكل قاعدة شواذ والشاذون قليلون ولم يكن لتقاعسهم وتخاذلهم اثر في المسير الظافرة لقافلة النجاح. ومقامنا هذا ليس لهم فيه نصيب لا من قريب ولا من بعيد.
شواذ القاعدة ليس لهم في مقامنا ولا مقالنا هذا نصيب
فقد ظهر لنا من خلال الإشراف والمتابعة أولاً بأول أنّه ؛ في مقابل الحرص على إنجاز العمل وإنهاء المهمة في الأجل المحدد والوقت الممنوح ، ومع قصر هذا الوقت، واحتياج هذه المدة لمدى أطول ومع العقبات الكأداء وكثرة الأعباء كان التميّز والإجادة في المعالجة والتحليل والختام الحسن.
وفي ظروف تتطلّب التفرّغ وعدم الانشغال كما تتطلّب كثرة الاتصال والتنسيق مع الجهات المشرفة والمعنية ظهر التفاني وإخلاص النية، وتقبّل العمل بدون اشتراط أو طلبات خاصة أو امتيازات، بل ظهر حضور الشخصية التي أثبتت أنّها من القيادات التي تستطيع العمل في الظروف القاسية وأحلك الأوقات .
برغم قلة الإمكانات وضيق الوقت كانت منهن الإجادة والختام الحسن
وفي الوقت الذي يتخلّى كثيرٌ من الناس عن العمل المناط بهم، و يحجم آخرون ويتخلّون عن إسناد أعمالٍ تضاف إليهم، أو أدوار توكل إليهم خدمة لبلدهم ووطنهم فيشكون ويتذمرون وعن رفضهم يعبّرون ، تنبري هذه الفئة الصادقة مع نفسها والمنتمية إلى وطنها من القياديات وبصمتٍ وأداءٍ مدهشٍ بالتصدي لأداء هذا العمل وإنجاز المهمات على وجه أكمل، مما يعكسُ حساً تربوياً عاليا، وانتماءً وطنياً غالياً يبعث على الإعجاب.
بعضهنّ كان يعمل بدون هاتفٍ أو فاكس ( ناسوخ : جهاز نسخ الرسائل عن بعد ) ، كانت تتصل بالمسؤولين وبالجهات المعنية لأجل هذا العمل من هاتفها الخلويّ الخاصّ حرصاً على إتمام العمل وإنجاز المهمة، ولم يقلل من عزيمتها كونها بلا دعم وبلا تجهيز مكتبي مناسب.
وبعضهنّ مدير المنطقة التعليمية التي تتبع له لم يكن يعلم طبيعة المهمة ولا بحجم العمل الذي تضطلع به الزميلة المسؤولة ، لكنه بعد أن تم الإنجاز تفاجأ مذهولاً بالنتائج الباهرة .
وبعضهنّ تعرّضنَ للشك بقدرتهنّ كما تعرّضن للتنقيص من قيمة العمل الذي يقمن به من قبل الإدارة التعليمية التي تتبعها... ظهر ذلك في صورٍ شتّى لعلّ من أبرزها تجاهل طلباتهنّ ..
هل هي قصةٌ أم حكاية. .. بل هي قصص تحكى ..
الحكاية الأولى
يحكى أنّه في يومٍ من الأيام وصلت إلى مديرة أحد البرامج النسخ الأولية من الوثائق مكتوبةً بخط اليد والمطلوب تسليمها بعد معالجتها في اليوم التالي مكتوبةً الكترونياً، ماذا حدث ؟ هل تخلّت هذه المديرة عن المهمة ؟ و هل اعتذرت عن تقديم العمل أو طلبت فترة سماحٍ وإمهالٍ ؟ أم تذمرت وتجاهلت المهمة ؟ كلا ! ليس هذا من شيم القياديات! لم تيأس هذه السيدة العتيدة والمديرة الناجحة ، ولم تستسلم هذه القيادية المتميّزة ، بل تجاوزت المشكلة ولم تنهِ مهمتها وتتجاوز الأزمة فكفى وتقدم العمل في وقته فحسب، بل أبدعت فيه أيّما إبداع .. فلنشهدْ بهذا .
القدرة على البحث عن البديل المناسب

الحكاية الثانية
كانت في يومٍ من الأيام وفي منطقةٍ من المناطقِ قائمةٌ على أحد البرامج وموكلةٌ بإنجاز مشروعه الذي يحتاج إلى تحليل وتحكيم ، قد اقترحت عليها إحدى الأخوات لمّا رأت حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها وأشارت بأن تستخدم أسلوبا بديلاً لأداء المهمة أسهل من الذي هي بصدد استخدامه وقد ضاق الوقت وكثر من المساندين الاعتذار. ماذا فعلت هذه السيدة الكريمة؟ لقد رفضت الأسهل واختارت الأصعب والأصوب، وتابعت عملها بإخلاصٍ وصدقٍ وثبات، وقدمت العمل بالصورة الصحيحة بتفوقٍ واقتدار.
اختيار الصوب ولو أصعب

الحكاية الثالثة
روينا في بعض الأخبار : أنّ إحدى الزميلات استلمت المهمة المكلفة بها في عدد محدد من الأيام؛ أي قبل التحكيم بمدة لا تبدو لغيرها مهلةً وافيةٌ للاستعداد ومن ثم إنجاز العمل، ومن حولها والعارفون بمهمتها بين مترقبٍ ومشفقٍ، ومتربصٍ ومحدّقٍ ، فوجئ الجميع بانجاز المهمةِ بشكلٍ بديعٍ ونحوٍ رفيعٍ على محدودية الأيام ، وتخوّف الأنام. وكانت مع التوقيت بالدقائق وليس بالأيام.
المثابرة في صمت وعزيمة

الحكاية الربعة
قال الراوي : سمعنا أنّه في بلدٍ من البلدان ، وفي زمن من الأزمان ، وُجد في هذا الوطن، زميلة ٌ تسابق الزمن، تعمل بصمتٍ لا يشي بصوت ، و يظهر أنّه قد سبقها الفوت، وهي في حقيقة أمرها جاهدة، وفي تدبير شأنها ماكرة ، وفي أنجاز أعمالها باهرة، ومع ظهور خيط ذلك النهارِ، وتكشُّفِ الأستار والأخبار، بدا جلياً وذيعَ في الأخبار، تفوقٌ لصاحبة الخمارِ، بدون ما حرصٍ الإشهار، بتواضعٍ زوت عن الأنظار، أليس هذا موطن افتخار . . وللحديث بعدها بقيّة .
العمل الهادئ يثير الإعجاب

هذه صور لزميلات قياديات أدّين مهماتهن بشكلٍ تامٍّ صحيح، نشهد لهنّ بالتفوّق في ذلك، وقد أبلغن بعضهنّ في المعروف، وأرجحن في الميزان وزدن الخير فبالإضافة إلى إنجاز المهام والقيام بالعمل فإنهنّ خدمن المناطق التعليمية التابعة لهن، دون دعايةٍ أو منّة لهنّ، ولم يبطئهن قصور في إدراك بعض رؤسائهن لطبيعة المهمة والمنجز.
لقد أولت القياديات في هذا البرنامج عنايتهنّ بجميع المهام فلم تعالج مهمة على حساب مهمة، ولا قضية على أخرى، علاوة على مراعاة التفصيل في طيات المهام، وحتى تتضح لدى القارئ الصورة أو جانب منها فيما يلي بعض خصائصها:
• الشمولية؛ فهي تغطي جميع المراحل ( الابتدائية والمتوسطة والثانوية ) بكل صفوفها مع التركيز على المرحلتين المتوسطة والثانوية بجميع صفوفها. وشموليتها لكل المقررات الدراسية دون استثناء. كما أن خدماتهن موجهه لكل المعلمات والمشرفات. والمهمة بالتالي شاملة لكامل النطاق الجغرافيّ للمنطقة التعليمية مهما بلغ اتساعها، وفي هذا ما فيع بالنظر إلى طبيعة العلاقة بين المرأة واسرتها ووظيفتها.
• التخصصية؛ فالمهمة متخصصة في جوانب العملية التعليمية المتعلقة بتقويم التحصيل، وبالتالي تشمل تحليل المحتوى الدراسي وجداول المواصفات، وبناء الفقرات ومتابعة بعض جوانب التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية.
• التسلسلية؛ فالمهام تأتي غالبا متتابعة والإخلال بواحدة منها يعني الإخلال ببقية المهام المترتبة عليها.
• الهرمية، فالمهام تنطلق من القاعدة نحو القمة ( أي من المدرسة نحو المرجعيات الإدارية الأعلى)، ولذا كانت المهمة أصعب وأكثر تعقيدا.

مهماتهن اتسمت بالشمولية والتسلسلية و الهرمية و التخصصية

لقد كان للعمل إيجابيات وافرة على الميدان والوزارة ما نستطيع أن نذكر منه الآتي:
• توفير التوثيق المنظم لتحليل المحتوى لكافة مقررات المرحلتين المتوسطة والثانوية.
• استغلال الإمكانات المتاحة وزيادة كفاءة الأداء الميداني.
• تفجير الطاقات الكامنة بما يخدم الإبداع وروح الانتماء لدى الميدان.
إن من نجح في انجاز مهام هذه طبيعتها لابد وان يكون ذو تميز ولديه جوانب شخصية فذة، نورد هنا بعضا منها:
1- قدرتهن على بناء البرامج التربوية الخاصة في مجال تقويم التحصيل الدراسي.
2- قدرتهن على تشكيل فرق العمل وبناء جداول عملها ومتابعة تنفيذه.
3- قدرتهن على تطوير الذات في الاتجاه الصحيح.
4- قدرتهن على اكتشاف البدائل المتاحة واستغلالها.
5- قدرتهن على إيجاد محفزات الانجاز.
6- قدرتهن على الاستخدام الأجدى للتقنية .
7- حبهن لعملهن.
8- تقبلهن للتحدي وإثارة كوامن الحافزالداخلي قي مقابل ضعف الحافز الخارجي.
9- قدرتهن على إحداث الأثر و التغيّر المرغوب في بيئة عمل تربوية.
10- قدرتهن على التنظيم العالي للمهام وإدارة الأعمال .
11- قدرتهن على الاستخدام الفعّال للزمن.
12- قدرتهن على حل المشكلات الإدارية والفنية.
لقد تطلّب العمل المناط بهن جهداً مضنياُ وعملاً دؤوباً وتطلب التغلب على تحدياتٍ جمةٍ، كما تطلّبت المهمات تواصلاً فعّالاً مع القيادات في الميدان ومع إدارة البرنامج في الوزارة، ومع الجهات المستفيدة من منتجات الإدارة، كإدارات أخرى على مستوى إدارة التعليم، ومستوى الوزارة.
ولا يسعنا الآّ أن نزجي الشكر لهاته الثلة من التربويات وتلك الفئة من القياديات الجادات المثابرات والمتفانيات في خدمة الأجيال وخدمة الوطن والقيام بأعباء رسالة التربية والتعليم وستبقى أعمالهنّ شاهدةٌ على إبداعهنّ بما يجعلهنّ تربويات رائدات وقياديات متميّزات من الحريّ أن يأخذن دورهنّ في مجال القيادة التربوية. فهنيئا لإداراتهن بهن وهنيئا لوزارتهن بهن.
بمثل هذا الإخلاص في العمل، وهذا الكدّ كي يزهر الأمل، ويطلُ فجرُ نهضةٍ تعليمية، وتطوير تربوي بناءٍ وخلاّق ومستدام.
والشكر موصول للقائمين على هذه النهضة والداعمين لها كلٌ في موقعه وحسب جهده، والله لا يضيع أجر من أحسن عمله. نسأل الله تعالى أن يبارك الله سعي الخير، وأن يتقبل عمل الساعين إليه والداعين لطريقه، إنّه سميعٌ عليم وجوادٌ كريمٌ.

مدير برنامج تطوير مهارات التربويين والتربويات
في مجال التحصيل الدراسي
صـالــح بن عـبـد الـعـزيــز الـزهـراني

منقــول

برنامج وطبق جميل

فيهن المستقبل

اسال الله ان يوفق الجميع

يعطيكـ العافيهـ
ع طرحكـ الرائع
تسلم يالنادر

طرح اكثر من رائع يعطيك العافيه

مروري تقديرآ واحترامآ لك ..

فلا حرمنا الله من ابداعك ..


كنت وسأكون هنا ..

نظرة الحب

اسمحلي

فقط بطبع توقيعي بمتصفحك

نجم الجدي