الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-26-2019
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ يوم مضى (08:46 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11618
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ذات مقيدة حول عنق إمرأة / 31



بسم الله الرحمن الرحيم

تَوكلتُ على الله


،



الجزء الواحد و الثلاثون

ماضٍ

لهُ حَديثٌ هـادئ بهدوء مُناغاة الأب لأبنائه..و لشفتيه ابتسامة مَرِحة تلتقي مع مَرَح الأخ المَفقود،و في عينيه شيءٌ من أمل يُحادث النَفْس المُهَشَّمة،يُوزع عليها بيفض نظراته الساكنة..و لننتهي،بَوحه بين الصفحات يُحيك غطاءً تتدثر بهِ الأجساد الخاوية من دفئ..،حقيقةً هي كانت جَسد فقط في القاعة الكبيرة التي احتوت أكثر من خمسون طالبة لحضور المُحاضرة الأدبية التي يُلقيها الكاتب أحمد راضي..ذاك الذي عَقَدَ فِكرها بكلماته السحرية..فالروح قد غادرتها لرسم أحلام وردية يقتات عليها قلبها المُراهق المَنبوذ من أحبائه..فنبضاته المَبحوح صوتُها من نياح هَمسَت لها بضَعف أنَّهُ عند هذا الرَجُل قد تجد خلاصها..،تصافُق سَريع تَمَكَّن من أهدابها نَتاج التصفيق الحـار الذي ارتفع من جميع الجوانب..تَلَفتت بارتباك رَسَم خطوطه على ملامحها الغير مُكتملة النُضوج،تَخشى أنَّ إحداهن تنتبه لغَرقِها وسط هذا البحر اللامُنتهي مَدُّه..،أعلنت المُعَلّمة الأولى لقسم العربي عن إمكانية حُصول كل طالبة على نسخة من روايته الجديدة المنشورة حديثاً مع توقعيه..تقدَّمن الطالبات صفاً صفا يستلمن نسختهن الخاصة..كانت هي و ندى تجلسان في الصف الرابع من المقاعد مع طالبت فصلهن..قُرابة الخمس دقائق انقضت حتى سُمح لفصلهن استلام النسخ..وقفت الفتيات بانتظام عداها هي..نَظرَت لها ندى و الاستغراب انعكس في عدستيها و هي تتساءل،:ما بتقومين ؟
هَزَّت رأسها بالنفي ليرتفع حاجبان نَدى التي قالت باستنكار،:و ليــش؟يوم جتش الفرصة عشان تقابلينه ما تقومين ؟
خُيوط ثقة تَلَقَّفت شفتيها كاشفة عن ابتسامة ضَعَّفت استغراب ندى،هَمَسَت و عيناها على وجهه الهادئ،:بعديــن بقوم
،:يله ندى امشي
تَحَرَّكت لطلب الفتاة التي خلفها و عيناها لم تَتركان وجه جنان البادية عليه ثقة غـارقة في نهرٍ من سعادة يَعلَمُ الزَمن أنَّ ماؤها سَتُصَيّره الدُنيا آسِن يُسقِم الروح..،تناولت ندى نسختها و انزوت في إحدى زوايا القاعة تنتظر ما ستفعلهُ صديقتها..مُحتضنة الكتاب لصدرها و حواسها مشدوهة لجنان التي وقفت بعد أن رَتَّبَت حجابها جيداً حول رأسها لتقترب بهدوء جهة الطاولة التي كان يقف خلفها الكاتب أحمد يجمع حاجياته داخل حقيبته السوداء..لم يبقَ في القاعة سواهما هما الاثنتان معه و عدد من العاملات يُعدن ترتيبها..،توقفت عندما بَقيت خَطوة بينها و بين الطاولة..يديها مُتشابكتان أسفل خصرها و أنفها يُفرِغ تنهيدات كَشطت بذور الثقة التي لم تتجاوز خَطَّ الدقيقة لتنمو زَهراً..أدارت نصف جسدها تُريد أن تعود أدراجها تَزامناً مع رفعه لرأسه..بصره تَعلَّق بيديها الفارغتين،استقام جسده ليُناديها بسرعة،:لحظة يا بنية
تراجعت عن استدارتها..قابلتهُ بوجهها العاقدة عيناه صداقة مع الأرض و صوته الهـــادئ يصلها بسؤال،:ما اخذتين نسخة ؟
هَزَّت رأسها بالنفي و تصدُّعات خَجل أحرقت خديَّها..لم تتخيل ليوم أنَّ كاتبها المُفَضَّل يُحادثها..أُمنية جَميلة تَكلَّلت أمامها بفُستان الواقع،فهل هي بشارة لانعقاد كُل أمانيها بيد الحقيقة ؟.. تناول إحدى النسخ الباقية و مدَّها لها بابتسامة عَفوية..هي تقدَّمت الخطوة لتستلمها منه هامسة بابتسمة أغشاها الخجل،:شُكراً
دَعَكَ خدَّه بطرف سَبَّابته وهو يقول،:ما يصير بعد تستلمينه من غير إهداء "بسط كفّه أمامها مُردفاً،: عطيني شوي
أعادت الكتاب إليه و هو فتحه على الصفحة التي تَلي الغلاف،أخرج قلم من جيب معطفه الرسمي الداخلي و هو يتساءل،:شنو اسمش ؟
رَشَّحت صوتها من بحَّة الخجل لتُجيب،:جنــان
كَتَب بعض الكلمات بابتسامته المُحتكرة شفتيه حتى بعد أعوام،قبل أن يُناولها الرواية ناطِقاً بمرح،:و هذا بعد أطول إهداء كتبته حقش من بين كل الطالبات،و آسفين يا آنسة جنان اذا نسيناش
هَزَّت رأسها نافية و هي تهمس،:لا عـادي،مشكـوور
،:حاضرين
احتضنت الكتاب و قدماها لم تتركان موضع وقوفها..بَلَّلت شفتيها و العَين عادت لحديثها مع الأرض الساكنة..هو انتبه لوقوفها الذي طالت مُدّته..مَسَّ اعلى أنفه حيث تستقر نظَّارته وهو يرفع حقيبته على كتفه..تساءل بهدوء،:تبين شي ؟
تحمحمت قبل أن تقتلع كلماتها من أرضها الجافَّة الطامحة لسُقيا تُحمَل إليها فوق سَحابة الكَذِب الذي استعارتهُ لنيل ارتوائها..،:انا اكتب
رفعت عينيها إليه مُستقبلة ارتفاع حاجبيه و نظراته المُتعجّبة المُنتبهة إليها..أراحَ باطن كفّه على الطاولة مُقَدّماً ساق على الأخرى ليميل قليلاً في وقوفه..أفصح عن سؤاله المُهتَم،:و شنو تكتبين ؟ روايات،خواطر او قصص قصيرة مثلاً
حَرَّكت كتفها مُجيبة،:مادري شنو اصنفهم
هَزَّ رأسه بتفهم ثُمَّ تساءل من جديد،:عندش شي اهني اشوفه ؟
دَعَكَت خَدَّها و ارتباك طفيف حاصر أهدابها،ازدردت ريقها قبل أن تُجيب بتردد،:لا ماعندي،راح عن بالي اجيب.."أردفت و هي ترفع عينيها إليه" و صراحة انا ابيك تتطلع على اللي كتبته،يهمني رايك
اعتدل في و قوفه مُقلّباً نظراته على أرجاء القاعة بتفكير،ثوانٍ و أعاد بصره إليها مادَّاً يده لها ناطِقاً،:عطيني الرواية
لَبَّت طلبه..اجتذبها منها ليُعيد كتابة شيء ما إلى جانب الإهداء،أرجعها بعد أن انتهى و هو يقول،:كتبت لش ايميلي،ارسليهم لي و ان شاء الله اقراهم و بعطيش رايي
،:استاذ أحمد
حَرَّك عينيه للتي خلفها..نَطَقت و هي تُشير للخارج،:المُديرة تنتظرك في المكتب
،:ان شاء الله "أرجع بصره لجنان مُردفاً بابتسامة" انتظر مو تنسين
تجاوزها للخارج لتحتل مكانه ندى المُقتربة من جنان الصامتة..وقفت أمامها و الاستنكار مَنشورة أجنحته فوق ملامحها،هَمَست بتساؤل،:من متى تكتبين ؟! ليش ما تقولين لي ؟!
تجاهلت سؤالها لتقول بإحباط نال حيزاً من وجهها،:ما عندي ايميل !



حاضر

لاحت لها أطيافُ دَمٍ و ذَبح مُجتَرَّة معها أذيالٌ من الذِكرى تَعلَّقت بمحاجرها تطرق باب مدامعها تطلب رُؤيا فصل السيول الغارق مدائنها المُفتقدة لحُضن أب لم تنهل من عذبه سوى ثمان أعوام كانت سنينها الأخيرة مُتَوَشّحة برداءٍ لهُ سواد لا مرئي تَخالهُ الروح سَحابة سوداء تخنق سماء أمانَهم..ذاك الأمان المُنتَزَع من أرضهم قِسراً بأيدٍ بَترت نفسها من جُرمٍ أكيد اجترعهُ عقلها بعد أن بَصَق دُعابة الانتحار التي حاولوا زرعها في ضمائرهم..،أصابع يديها المُحتفظة بين خطوطها بارتعاشات تلك الساعة تَخلَّلَت خصلات شعرها الذابلة،توقفت عند مُنتصف رأسها لتضغط بقوَّة طاحنة حُبيبات الشك التي دفعتها لخوض مُغامرتها المجنونة..لم تجنِ منها سوى صَدمات نَيئة لها مذاقٌ مُر..،كانت تجلس فوق سريرها بساقين مطويتن أسفل فخذيها المُتكئ فوقهما مرفقيها المُحتكرتهما رَجفة لم تُرشّحها أشعة شَمس و لم يرتشفها قَمر ينقذها من وَجعها..،أخفضت ذراعيها مُلتفتة جهة الباب المُوصَد..فبعد عودتها قُرابة الثالثة فَجراً انطوت بين زوايا غُرفتها بعيداً عن غضب والدتها المُنبِت تأنيباً وسط ضميرها..رفعت يدها تَمسح فوق خَدّها المُحتفظ ببصمات أصابعها التي اعتزلت الحنان لتُوزِع قَسوة مؤلمة حَدَّ الانكسار،مُوجعة حدَّ غياب الأمان..مالت يدها لفمها تحتضن شهقاتها المُتخذة حنجرتها مُرتع لها..أغمضت مُقلتيها المَعميتين من دَمع يحمل في جيوبه أحداث الفَجر المُتخذ من سواد عينيه ظُلمته..امتطت ذاكرتها فرس الذِكرى الأعوج لتعود لتلك اللحظة المُرتفع فيها صوته من خلفها..،

،

،:مــــلاك

عضلاتها فَقدت ذاكرتها لتضمحل قُواها رويداً رُويدا حتى توقفت قدماها عن هروبهما المُتَخَبّط..عيناها تتقلبان على المَجال من حولها تُحاول أن تُبصِر تفسيراً من المباني أمامها..السماء و القَمر و من النجوم أيضاً على الرغم من اختبائها هذه الليلة..اختبأت لتحمي نفسها من الصدمات..حاصرها دوار أجَّجَ رغبة بالاستفراغ في حلقها المحشورة فيه غَصَّات استعصى عليها أن تزدردها..أسبلت ذراعيها بعد أن تناثرت القوَّة تُراباً من أسفلها،استدارت إليه و حول عينيها غَفى كُحْلُ الدموع..ارتفع صدرها بارتجاف و صوت تنشقها اخترق مسامعه بعد أن توقف أمامها،تفصلهما خطوة من غَرَق..،عدستاه بدأت بعملها مُحتفظة بملامحها البَاكية،راقب بقلب مُنقَبِض مَسير الدَمعة من بوابة عينها اليُسرى مُروراُ بوجنتها المُصطبغة باحمرار اختلطت أسبابه،حتى تَشَرَّبها حجابها المُحاوط وجهها..رفع عينيه لعينيها عندما شارك همسها المَبحوح شَخير الفجر المُزعِج،:من انت !
بَلَّلَ شفتيه قَبل أن يستل من صدره زَفرة كانت ببرودة الجليد لَسعت بشرتها الرقيقة،تأملت القَلق المَحشور بين طيَّات ملامحه..التفاته للمصرف بين الحين و الآخر،ميلانه في وقوفه و كأنَّ فوق كاهله تراكمت أثقالٍ من حيرة شَوَّهت هَيكله..كَفَّاه مُستقرتان على خاصرته،نَطَق بهمس و عيناه استشعرت فيهما الجُهد المَبذول لارتداء الحنان،:انتِ روحي اللحين قبل لا يشوفنا أحد و صدقيني بخبرش بكل شي
و كأنَّها لم تسمعه..ابتلعت أمره بأُذن و بصقته بالأخرى،أعادت سؤالها بعد أن تَقلَّدت بالحدَّة المُمتزجة بها شذرات تَهَدُّج،:من انت،ليش تعرفني ؟!
استدار للخلف للحظة قبل أن يعود بوجهه ناطِقاً برجـاء،:ارجوش امشي،صدقيني ما بيصير خير لو شافنا أحد "عدستاه بسوادهما الفَريد احتوتا عدستيها مُردِفاً" عشان ابوش امشي
ارتفعت يديها تُدثّر وجهها البالي من دمع بدأ شدَّ رحاله فوق رماله الذهبية،لم يَكن عَبثاً ذاك الذي شَيَّد بُنيانه الضخم فوق صدرها،شُكوكها لم تُضَيّع الطريق و حاسَّتها الوفيَّة جَدَّدَت عَقد الثقة معها..،ابتلعت نَوحها مُتجاهلة ألم البُكاء المُتجمع حول فكّها..زَفَرت بحرارة من خلف يديها قبل أن تُزيحهما كاشفة عن منبعيها..هَمَسَت و نظراتها مُتعلّقة بحواسه تستعد لالتقاط زَلَّة منها،:قبل لا امشي "أشارت بسبَّابتها للمصرف مُردِفة لتترشَّح من آخر ذرة شَك" هذا له دخل في مقتل ابوي..صـ ـــح ؟
سافر ببصره حول ملامحها مُستهلاً بقارتيها المَنسيتين أسفل سَحابة ضخمة لا تنضب حُمولتها..وجنتيها بانت فيهما تصدُّعات من رعود دَمع و حول أرنبة أنفها استقرَّ وشاحٌ أحمر يَحكي عن مدى اختناق البُكاء في صدرها..زَمَّ شفتيه مُبصِراً الخوف المُحلٌّق بتَيه وسط مُقلتيها،مُوزِعاً ارتباكاً بين أهدابها المُغَرَّقة..أرخاهما رامياً من خلفه شَرْط السريَّة الذي يستهل كُل مُهمّاته..لايدرِ لماذا.. و لا يُريد أن يفَكّر في السبب،و بهمس بــارد أرجفها،:صــح
تَقَوَّسَ فمها تُكمِل لوحة البؤس المُبتدئتها عينيها السابحتين في بحرٍ من أوجاع لم يهدأ جرحها،لا زال يَصرخ يبحث عن الحقيقة المَبتورة بيد القانون المتُسلل من أسفل الطاولة..هَزَّت رأسها بإيجاب مُسَلّم ثُمَّ استدارت مُواصلة طريقها و هَوان قد تَمَكَّن من أطرافها..كانت تتعثر في مشيها حتى كادت تَسقط مَرَّات عديدة لو لا تَمَسُّكِها بالهواء مُستعيدة توازنها المُتزلزل من خبايا انقشعت عنها الظلمة..و صوت ارتطام دموعها بخديّها عَزَفَ لحناً كئيباً أجْبَرَ القَمَر على الانحشار بين السَحاب خَوفاً من حُزنٍ يُرهِب جماله..،هو لَحِقها بخطوات قصيرة بعد أن ألقى آخر نظرة على المصرف..فَور تقدمهُ خطوتان اصطدمت قدمه اليُمنى بشيءٍ صلب..انحنى ليلتقطه،قَلَّبهُ بين يديه ليتبين لهُ أنَّها سكين ! مالت شفتاه بابتسامة غَريبة بغرابة تصرفاته في هذا الفَجر الطويل..،تَوقَّف مُبتعداً عن سيارتها قُرابة المِتر..كان يقف جانباً حتى أنَّها لم تنتبه له،أو رُبما حواسها المغشية لم تُنبهها لقُربه..انتظر حتى حَرَّكت السيَّارة ثُمَّ غادر مَشياً على الأقدام بعد أن أصمت نفسه التي كانت ستبدأ بشن حملة استنكارها لهذا الانتظار المُنطوي على هيئة اطمئنان تَجاهله..،

،

تَحرَّرت من قيود سريرها المُتخذهُ جسدها خَلاصاً له من تأنيبات والدتها..وقفت بهدوء و بكفيها تمسح بقايا الدمع المُتخثر فوق وجهها..زَفَرت أنفاسها الساخنة المُشتعلة مُنذ احتدام وطيس الحريق..مَرَّرت لسانها على شفتيها تستطعم مُلوحة الدَمع،أو أنَّها تستطعم مَرارة الحُزن الذي التبسته جوارحها حِداداً على فقد الأب..ربطت خصلاتها ثُمَّ أرختهم على كتفها الأيمن و هي تتقدَّم بخطوات استلَّ الأسى نشاطها،خَرجت من غُرفتها المُوصَد بابها مُنذُ ساعات..قَلَّبت عينيها على الشقَّة تبحث عن والدتها و لكن لم يصطدم ببصرها سوى الصمت و السَكون الناشر فَزعاً بين خلاياها..اذاً لا زالت غاضبة..،تَحرَّكت لغرفة نومها القابعة على يسار غرفتها..تَوقفت أمام الباب برأس مُنخفض و هي تنظر لمقبضه..بتردد مدَّت يدها له،أخفضته لكن الباب كان مُقفل،ضَمَّت شفتيها للداخل و هي تضغط بقوَّة تُريد بها كبح تلك الشهقة العابثة بحنجرتها،طَرَقته طرقات اتخذت شيء من ارتعاشاتها،أرادت أن تسمع جواب و لكن لا شيء..أرخت شفتيها لتُناديها بصوت ابتعلهُ النَوح المُتظلل بحبال صوتها المُتقرّحة،:يُمـ ـ ـه
لا مُجيب و التَجاهل لَطَم خدَّها فوق لطمتها المُدوية..أحنت رأسها ساندة جبينها للباب هامسةً برجـاء،:الله يخليش يُمه كلميـ ـني
نَطَقت بالرجاء على الرغم أنَّ قلبها يَعلم أنَّ لا مُلتقى لكلمات رجائها و لا سطراً يحتضن حُروفها،فوالدتها اقتطعت ورقة سماحها ناحرة أيُّ سبيل للعُذر..فلا غُفران لخطيئتها المُتلطخة بوحل "الشرف"..،

،

أغلقت باب الشقَّة و الإعياء قد اتخذ كتفيها مَخدعاً له..مُمسكة بحقيبتها بيد و اليد الأخرى مُمسكة بمفاتيحها..و ليت أيدٍ باتساع حُضن والدها تتلقف شتاتها..اقتطعت خطواتها عندما حاصرها جسد والدتها..رفعت رأسها ببطئ و قبل أن تلتقي عينيهما اخترقت حلقها شهقتها المخنوقة نتاج صفعتها الحادَّة فوق خدّها..أغمضت عينيها بألم احتضنهُ أسى شَجَّع الدموع على إعادة هجومها..قشعريرة أحكمت قبضتها على خلاياها من صوتها المُرتفع بقهَر طَرق أبواب ضميرها..،:انتِ شنو تبين الناس تقول ؟ ما كفاش السم اللي كانوا يرمونه على مسامعنا من مات ابوش ؟
قَبضت على ذراعيها تهزَّها بقسوة و هي التي هَوت روحها بندم بعد أن تَمَرَّغت في تُرابٍ نَجس أسفاً أنَّ والدها تَضَرّر منه..،:انتِ بنية بنيـــة يعني لو شافش مخلوق ما بيصف ألف عذر،بيقول هذي ما تستحي،ما وراها رجال تطلع في أنصاف الليالي
رفعت يدها بارتعاش مثل مُتَهمة تطلب فرصة للدفاع،بملامحها المُنكمشة نطقت و الدموع لحنها،:يُمـ ـ ـه والله وا
قاطعتها بصراخ اختبأت من حرائقه عينيها أسفل جفنيها المُتهدلين،:ادري شنو بتقولين و شنو عذرش،رايحة تلاحقين ورا قضية ابوش "قَرَّبتها منها و هي تشد بقبضتها فوق ذراعيها اللتان خَدَّرهما الألم،أردفت بهمس لهُ التواء يُباغت ندمها" تتوقعين ابوش بيرضى بهالفعل ؟
نفرتها عنها حتى اصطدم جسدها البالي من عَويل بظهر الأريكة..تَمَسَّكت بها بضعف استحوذ على روحها حتى باتت هَشَّة قابلة للكَسر و التَهَشُّم..رفعت عينيها مُبصِرة تَلويح الدَمع من بين مُقلتي عَزيزتها..اخترقت الرؤية سَبَّابتها التي اهتزَّت أمام وجهها لتقول بتهديد و صوتها أضنتهُ الحَشْرجة،:والله والله يا ملاك ان عدتين هالحركة بقول ليوسف و هو يعرف شلون يتصرف وياش
ابتعدت عنها لغرفتها غالقة من خلفها الباب بعُنف أسقطها على الأرضية الباردة التي اجتذبتها بصلابة مؤلمة تَركت آثاراً فوق رُكبتيها..،كان الصَمت يَتَسَيَّد حواسها،تَبَلُّداً أفرغ حُمولته الجليدية فوق جسدها الذي بدأت ارتعاشاتِه بالاندثار..سَيلُ الدموع انطفأ لمعانه،و عنوان الأسى انتهى من نحت ملامحه بين طَيَّات وجهها..العَين ابتلعت الاحمرار حتى اختنقت بين محاجرها و الصوت قد مات مُرمَداً وسط صدرها من لهيبٍ شَنَّاهُ عليها لسان والدتها التي اعتزلت العَفو و انتبذت مقصلةً لنحر ضميرها..،رفعت ساقيها،عُصفوران أرعشهما بَلل سَحابتيها المُثقلتين من ضَجَر،أحاطتهما بذراعيها لتُصَيّر حضنها عُشَّاً صغيرة يَتوسَّدهُ وجهها..و الرأس مُنخفض مُعيدةً رسم ذلك الإخفاض الذي وقع إكليل طفولتها بسببه،ارتفعت منها شهقة مُنتشلة أنفاسها من غَرق اللاوعي..أتبعتها بتنشقات أبكت فَجرها اللامح بقمره تاج اليُتم المُنحني فوق رأسها..،قَضت الساعات مُسافرة على أُرجوحة مُثبَّتة فوق أرضٍ أغرقتها سيولٍ يحتفظ ماؤها بنكهة الماضي المُوحِش،و تُحَرّكها رياح خَفيَّة لهوائها لذعة ترقص فوق جراحها..بَكت و الأرض العارية مخدعها..بكت و يَدي أبيها يُكبّلهما قَبرٌ سَيّدهُ المَوت الناهب دفئه من حياتها..،

،



،:طــلال !

انتظرت جواباً بهِ تضطرب دقَّاتها فوق اضطرابها المَجنون..و لكن حتى تلك الأنفاس التي استقبلتها روحها في أول الاتصال اختفت..،ازدردت ريقها قَبل أن تُبَلّل شفتيها بارتباك تفاقم بين خلاياها من هذا الصَمت القاتل..ماذا تعتقدين نُور ؟ سيأتيكِ جواب يتغنى بروائح عَطِرة تكسو روحكِ المُختنقة من قُبحِ أفعال ذاكرتكِ أضاعت أحداثها ؟..سيُناغي مَسمعكِ الفقير صوته بعد اختفائه المُفاجئ و انطفاء نجمه من سمائكِ لمُدة عامان كاملان ؟..أخفضت بصرها مُنجرِفة مع تَيَّار أفكارها..ليس عامان بل قُرابة الأربعة أعوام..مُنذُ أن نقلت لهُ خَبر خطبة عبد الله لها..انقلب كُلُّ شيء و ذاك القنديل البَهي المُسَيّر حياتها ابتلعتهُ ظلمة لها مخالب خَفيَّة،تفتح الجرح دون أن تَظهر وجهها..،نادتهُ من جديد و الهَمسُ التوى بتعب،:طـلال رد علي
،:شنو تبين ؟
عُقدة استنكار عانقت ما بين حاجبيها و هي تتساءَل بهمس،:من انت ؟
بهدوء أجابها،:انا رائد
زَمَّت شفتيها بضيـق اتضح رَسمُه وسط عدستها،أرختهما لتنطق ببحة،:اعتقد هذا تيلفون طلال،وينه ؟
بذات الهدوء المُثير غيضها قال،:من حوالي سنة و شوي عطاني رقمه و انا اللحين استخدمه،و صراحة صار لي فترة مادري وينه
اتكأت بذراعها على المِقوّد و هي تُخفِض رأسها ماسَّة بأطراف أناملها جبينها هامسةً،:هو قايل لك تقول هالحجي ؟ "لم يأتها رَد كما توقعت،مالت شفتاها بسُخرية مُواصلة همسها" ادري انه قاعد يسمعني " وبثقة أردفت و هي ترفع رأسها" و اردي انه هو اللي رد علي
حَرَّكت عينيها على زُجاج السَيَّارة الأمامي بتخبط ليُوخزها الصمت الناعق من خلف أسوار ضيَّقة تحجب عنها رؤية الماضي السعيد..ذلك الوخز وُلدت بسببه دمعة جديدة تُعيد إحياء إرث البُكاء الذي تقاسمته الدمعات السابقة..نَطَقت و الصوت تَقَطَّع من وجع،:قول له مَشكـــور،مشكور على الاهتمام
أبعدت الهاتف عن مسار أُذنها مُحَرّكة إبهامها ماسَّة الشاشة لتُغلِق اتصالها الغبي المُرتدي عباءة الضعف..أخفضته لحضنها بالتوالي مع إنخفاض رأسها لالتماس دفئٍ يُطبطب على ضياعها..مَرَّغت وجهها بين راحتيها و هي تهمس مؤنّبة ذاتها،:ليش تتصلين نـور ليـــش !
زَفَرت لوعاتها و كفَّاها تبتعدان ببطئ لوجنتيها..ازدردت غَصَّاتها البائتة وسط حنجرتها و من خلف شلال دموعها أبصرت والدة عبدالله تُلقي بسهام اتهامها نحوها...و نحو طـلال..،



أخرجت من حقيبتها بطاقتان مُستطيليتان،لونهما الأبيض تجانست معه نقوش فضيَّة أنيقة وضعت بصمتها على البياض بأكمله..أبعدت خصلاتها عن عينيها الخاليتين من مساحيق و هي تَمدهما لحنين قائلة،:هذالين حق حـور و أمها
قالت قبل أن تستلمهما،:عطيني بس حق حـور أمها ما تروح أعراس في فنادق
باعتراض عَقَّبت،:احس مو عدلة اعطيها بس وحده،اصلا احس فشلة بس ثنتين،لو عندها خوات عطيتها لهم
تناولتهما،:زين بعطيها يمكن تحصل لها احد يجي
ارتفع صوت هاتف جُود..وقفت رافعة ذقنها و هي تقول بغرور مُصطنع تُحاول بهِ أن تستنسخ غُرور حنين الفطري،:بروح اكلم حبيبي بعيد عن الإزعاج
ضَحَكت بخفَّة و هي تراها تبتعد بمشية كبرياء لا تُليق بها،نَطَقت مُحادثة غيداء،:هبلة ذي ما اتخيلها زوجة و أم عيال
انتبهت لصمت غيداء و ملامح الجَمود المُعتلية وجهها..سألتها بقلق،:غيداء شنو فيش؟
رَمَشت بخفَّة قبل أن تُحَرّك عينيها إليها..بابتسامة ذابلة أجابت،:و لا شي حنين " تساءلت مُحاولةً تشتيت اسئلتها" الا قولي لي شخبار شهر العسل ؟

،

على الجهة الأخرى كانت تجلس بجانب والدتها تأكل من طبق الحلوى الذي في يدها و عيناها تُراقبان بحُب عميـق يسبح وسط نهرٍ من حنان لَعِب ابنتها مع بَيان..على يسارها كانت تجلس نَدى التي أصَّرت جُود على قدومها للعشاء..و على اليمين والدتها التي نَطَقت مُتسائلة،:اليوم بتنامين في البيت ؟
استدارت لها بتعقيدة حاجبين مُجيبة،:لاا ! بنام في بيت خالي
شاركتها تعقيدة الحاجبين و هي تُواصل اسئلتها،:يعني لين متى ؟ لازم تتفاهمون انتِ و فيصل على هالموضوع
استدارت لندى التي نَطَقَت مؤيدة،:صح كلام خالتي،لازم ترتبون موضوع نومة جنى وياكم،مايصير تظلين في بيت خالش على طول
مَسَّت أهدابها بظاهر سَبَّابتها و هي تُبعِد و جهها للأمام..بعيداً عن نظراتهما المُحَمَّلة بجديَّة تنشر خوفاً بين أضلاعها مُهددة قلبها باقتراب السوء..حَرَّكت الشوكة في الطبق تعبث بقطعة الحلوى المأكول نصفها و هي تستمع لوالدتها،:لازم تكلمون البنت و توصلون لها فكرة انفصالكم بطريقة يتقبلها عقلها الصغير
ألمٌ زارَ حواسها ناحِتاً صديده المُوجِع بين حنايا ملامحها و عيناها تُبصران وجه جَنى و ابتسامتها الناطقة بالسعادة..بأي الطُرق ستحشر الحقيقة المرَّة في عقل صغيرتها؟فهي تعلم أنَّ فِكرها البَريء لا يَقبل سوى الحَلوى و مذاق السُكَّر المُتنعم بهِ خيالها النَقي..فكيف سيقوى قلبها على زجّ فاكهة من علقم قد تَرث نتانتها زهور طفلتها حديثة العَهد ؟ أخفضت بصرها و هي تترك الشوكة هامسةً و الحيرة رداءها،:مادري..مــادري
،:جنان
رفعت رأسها لجُود التي قالت،:علي يبيش برا
هَزَّت رأسها و هي تقف بسرعة بعد أن تركت الطبق فوق الطاولة الصغيرة..و كأنَّ نداء عَلي انقذها من الغَرق في بحر التَيه المَعمية حواسها من ملح مائه..توجهت للحديثة بعد أن ارتدت عباءتها و حجابها،فقد تُصادف أحدهم..،مَشت حتى بان لها جسد أخاها المُلقيها ظهره..نطقت قبل أن تصل إليه بصوت مُرتفع قليلاً،:هـا علاوي شنو تبي
وقفت عندما بقيت خطوتان بينهما..استطاعت الآن أن تُركّز جيداً في رؤيتها..عُقدة اجتاحت المسافة بين حاجبيها المَرسومين..هذا ليس جسد عَلي ! فتحت فمها تُريد أن تنطق باسم الشخص لكنهُ استدار لتُبصِر وجهه مؤَكّداً شكوكها..،





 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
/, 31, مقيدة, ذاب, يوم, عنق, إمرأة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضل يوم عرفة εϊз šαđέέм εϊз …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 14 02-15-2009 11:47 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية