سيطر على أعصابك قبل الإفطار..

صيام شهر رمضان هو تعود على الصبر وضبط النفس ؛ لكن ترتفع نسبه الحوادث والمشاجرات أثناء الصيام خاصة الفترة التي تسبق وقت الإفطار مباشرة ؛ ويعلل البعض أن الصيام هو السبب في ذلك ؛ ولكن انخفاض السكر في الدم هو المسؤول.. هذا ما أشار له المتخصصون.
انخفاض السكر في الدم
فسر الدكتور محمد مصطفى فاروق استشاري القلب والأوعية الدموية بطب عين شمس، أن كثرة الحوادث أثناء شهر رمضان وتحديدا قبل الإفطار مباشرة ؛ تحدث نظرا لانخفاض السكر في الدم ؛ مما يتسبب في انخفاض التركيز لأنه تم استهلاك السكر الموجود في الدم وانخفاض المخزون منه ؛ لذلك تزداد العصبية أثناء الصيام والتهور أثناء القيادة ؛ فترتفع نسبة الحوادث أثناء قيادة السيارات ؛ نظرا لإصرار قائدي السيارات الوصول إلى المنازل قبل الأذان ؛ وتزداد العصبية وتظهر في تكرار مشاهد أن الجميع يتعمد قياده السيارة في اتجاهات مختلفة ؛ كنوع من زيادة العصبية فتحدث السرعة الجنونية المسببة للحوادث.

وتابع فاروق، أن السبب الأخر هو زيادة نسبه الأدرينالين في الجسم والتي تسبب التوتر؛ ولكن ليس الصيام كل الأسباب التي تؤدي للحوادث ؛ لأن الصيام ليس فيه ضرر للإنسان ولكنه مجرد أحد الأسباب ؛ لذلك من المفترض أن الساعة التي تسبق أذان المغرب أن يركز الجميع فيها على؛ قراءه القرآن والدعاء وليس استغلالها في قياده السيارات .


نصائح لهدوء الصائم
الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، يقول الناس دائما تخلط مابين الصيام ومابين الانفلات العصبي ؛ وهي معلومة خاطئة لأن المسلم الحق يصوم صيام جوارح تساعده على ضبط وتقوية النفس والصبر؛ كما أن جسم الإنسان أثناء الجوع يفرز بعض المواد المخدرة مثل الأفيون ؛ وهي التي تتسبب في هدوء الإنسان بعض الشىء في مواجهة خبرة الحرمان الحسي أو الجوع .

وأضاف هندي: بعض النصائح للصائم ومنها المسح بالماء على الوجه ؛ لأن الوجه أكثر مكان ملىء بالخلايا العصبية المسؤولة عن الثبات الانفعالي ؛ وهو ما نصح به الرسول الكريم من خلال الوضوء أثناء الغضب ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ؛ فإذا ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع" ؛ وبذلك في الصلاة يتوضأ المسلم أكثر من مرة ويحدث تدليك للوجه ويتسبب في الهدوء والاسترخاء ؛ بالإضافة أن قراءة القرآن في رمضان تؤدي لتهدئة الأعصاب استنادا لقول الله تعالى في سورة الرعد "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" فينخفض التوتر والقلق والعصبية وتنخفض المشاكل السلوكية .

بالإضافة أن هناك بعض المشاكل قد توجد لدى الإنسان تؤثر عليه أثناء الصيام ؛ مثل الالتهابات في الجيوب الأنفية والتي تشتد في فصل الربيع ؛ وتجعل الفرد منفلتا عصبيا، لذلك لابد من علاجها ؛ مع استخدام البخاخة وهي لا تفطر الصائم، خاصة أنه يقوم بإخراج السائل من الأنف وبالتالي يحدث له هدوء واسترخاء.

وفي نفس السياق قال هندي إن نقص فيتامين "د" يتسبب في حدوث العصبية ؛ والجميع لا يستفيد به ؛ لأنه فيتامين موجود أسفل الجلد ويتطلب أن الإنسان يتعرض للشمس نهارا أو قبل المغرب بقليل ؛ فيحدث إذابة لفيتامين "د" فيتسبب في هدوء الأعصاب للصائم وتجعله أكثر استرخاء .

أيضا نقص الحديد يجعل الإنسان متوترا وعصبيا ؛ ولذلك ينصح بتناول أكلات متوافر بها الحديد ؛ مثل التمر والسبانخ وطبق السلاطة ولا يتم تناول الشاي بعد الإفطار مباشرة ؛ لأنه يمنع امتصاص الحديد في الدم ؛ وكل ذلك يقلل من العصبية التي ترتفع لدى السيدات أكثر من الرجال نظرا لأن السيدات لديها نقص في الحديد في الجسم .

وأكد هندي ؛ ضرورة الاهتمام بتنميات الاسترخاء والمقصود بها تغيير وضعك أثناء الغضب ؛ إذا كنت قائما فاجلس استنادا للحديث النبوي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فيضطجع" ؛ فتغيير المكان يسبب هدوء الأعصاب ؛ حتى لا يكون رد الفعل سريع وأن يجد الإنسان لنفسه الفرصة للرد؛ وأثناء الغضب يفضل الاستلقاء على الظهر وأخذ نفس عميق وعمل تمرين الشهيق والزفير .