الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… > الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية
 

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-19-2023
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 يوم (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11618
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تفسير قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ...َ ﴾



تفسير قوله تعالى:
﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ...َ ﴾


قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ * وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 274 - 281].



قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾.



في هذه الآية امتداح من الله- عز وجل- للمنفقين في سبيله في جميع الأوقات والأحوال، ووعد منه لهم- بالأجر عنده- عز وجل- وعدم الخوف والحزن.



قوله: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ﴾ «الذين» مبتدأ. وخبره جملة ﴿ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ ﴾، والإنفاق: إخراج المال وبذله.



والمراد به هنا: إخراج المال وبذله في وجوهه الشرعية الواجبة كالزكاة، والنفقة على الأهل والأولاد، والكفارات ونحو ذلك، والمستحبة كسائر الصدقات والنفقات والهدايا، ونحو ذلك.



﴿ أَمْوَالَهُمْ ﴾ المال: اسم لكل ما يتمول ويملك من نقد، أو عين؛ من أثاث، أو عقار، أو غير ذلك.



﴿ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ الباء للظرفية، أي: في الليل والنهار، والمراد في جميع الأوقات.



﴿ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ﴾: صفتان لمصدر محذوف وقع مفعولًا مطلقًا، أي: إنفاقًا سرًّا وعلانية، أو مصدران في موضع الحال، أي: مسرين ومعلنين.



ومعنى «سرًّا» أي: خفاءً. ﴿ وَعَلَانِيَةً ﴾؛ أي: جهرًا، كما قال تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 75].



والمراد أنهم ينفقون في جميع الأحوال، وحسب مقتضى الحال، فبعض الأحوال والمواقف يحسن فيها الإسرار؛ لما فيه من الإخلاص لله، والسلامة من الرياء والسمعة؛ ولما فيه من ستر حال المنفَق عليه.



ولهذا ذكر صلى الله عليه وسلم ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله: «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه»[1].



وفي بعض الأحوال قد يحسن الإعلان والإظهار، إذا كان المقصود من ذلك إظهار السنة، وإشهارها بين الناس.



ولهذا لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قوم من مضر قد اشتدت بهم الحاجة، تمعَّر وجهه صلى الله عليه وسلم، لما رأى بهم من الفاقة، وقام صلى الله عليه وسلم وخطب الناس، وحثَّ على الصدقة، ورغَّب فيها، فجاءه رجل بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس حتى كان عنده كومان من طعام وثياب، فتهلل وجهه صلى الله عليه وسلم كأنه مذهبة، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء»[2].



﴿ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ ﴾ الجملة خبر المبتدأ ﴿ الَّذِينَ ﴾، واقترنت بالفاء لمشابهة الموصول للشرط في العموم، وهذه الجملة مكونة من مبتدأ وخبر، وقدم فيها الخبر، وهو قوله: ﴿ فَلَهُمْ ﴾ على المبتدأ ﴿ أَجْرُهُمْ ﴾ لتأكيد إثابتهم بذلك.



والمعنى: فلهم ثوابهم العظيم على إنفاقهم.



وسمي ثوابهم أجرًا؛ لأن الله- عز وجل- تكفل به- وأوجبه على نفسه، كما أوجب- عز وجل- على المستأجر دفع أجرة الأجير، قال صلى الله عليه وسلم: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه»[3].



وقال صلى الله عليه وسلم: «قال الله- عز وجل: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة؛ رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه، ولم يعطه أجره»[4].



﴿ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ في هذه إشارة لعظم ثوابهم، وتأكيد لضمان ذلك لهم؛ لأنه عند ربهم العظيم، خالقهم ومالكهم والمتصرف فيهم، ومربيهم بنعمه الظاهرة والباطنة.



كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 262]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 277].



وقال صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه: «وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تضع في فيّ امرأتك»[5].



وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة يحتسبها كانت له صدقة»[6].



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه، كما يربي أحدكم فلوّه حتى تكون مثل الجبل»[7].



﴿ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ الخوف يكون مما يستقبل، من حصول مكروه، أو فوات محبوب، أي: ولا خوف عليهم مما أمامهم، من أهوال القيامة، وغير ذلك، بل هم آمنون مطمئنون.



كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 - 30].



وهم أيضًا في الدنيا آمنون مطمئنون، لا يخافون مما يخاف منه كثير من الناس، لاعتمادهم على ربهم- عز وجل- وخوفهم منه وحده.



كما قال الله- عز وجل: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 173، 175].



فلهم في الدنيا الأمن النفسي، والأسري، والاجتماعي والدولي، حالهم كما قال الشاعر:

سأعيش رغم الداء والأعداء
كالنسر فوق القمة الشماء
النور في جنبي وبين جوانحي
فعلام أخشى السير في الظلماء[8]



ولهم الأمن في الآخرة من أهوال يوم القيامة، وعذاب النار.



﴿ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ الحزن يكون على ما مضى من فوات محبوب، أي: ولا هم يحزنون على ما أنفقوه لوجه الله تعالى، ولا على ما فاتهم من الدنيا، ولا على ما خلفوه فيها بعد مماتهم؛ لحقارتها في أعينهم، وثقتهم بأن ما عند الله هو خير لهم وأبقى، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأحقاف: 13].



وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ [فصلت: 30، 31].



قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾.



ذكر الله- عز وجل- في الآية السابقة المنفقين أموالهم في سبيل الله في جميع الأوقات والأحوال ابتغاء مرضاة الله- عز وجل- وما أعد لهم من الأجر العظيم والأمن من الخوف والسلامة من الحزن، ثم أتبع ذلك بذكر أكلة الربا وأموال الناس بالباطل، وما أعد لهم من سوء الحال والمآل، والخلود في النار وبئس القرار.



قوله: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا ﴾ الربا في اللغة: الزيادة؛ قال تعالى: ﴿ فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً ﴾ [الحاقة: 10]؛ أي: زائدة، وقال تعالى: ﴿ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [الحج: 5]؛ أي: زادت، وعلت.



وفي الشرع: زيادة بين شيئين يحرم التفاضل بينهما، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلًا بمثل، يدًا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى، الآخذ والمعطي فيه سواء»[9].



وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الذهب بالذهب، تبرها وعينها، والفضة بالفضة، تبرها وعينها، والبر بالبر مدي بمدي، والشعير بالشعير مدي بمدي، والتمر بالتمر، مدي بمدي، والملح بالملح مدي بمدي، فمن زاد أو ازداد، فقد أربى، ولا بأس ببيع الذهب بالفضة، والفضة أكثرهما يدًا بيد، وأما نسيئة فلا، ولا بأس ببيع البر بالشعير والشعير أكثرهما يدًا بيد، وأما نسيئة فلا»[10].



ومعنى ﴿ يَأْكُلُونَ الرِّبَا ﴾؛ أي: يأخذونه وينتفعون به بأي وجه من أوجه الانتفاع من أكل أو شرب أو لباس أو سكن أو مركب، أو غير ذلك؛ كما قال تعالى: ﴿ وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 16].



وعبر بالأكل مع أن أخذ الربا وصرفه في أي وجه من وجوه الاستعمال كل ذلك سواء؛ لأن الأكل هو المقصود الأهم من جمع المال، وهو- كما يقال: كسوة الباطن.



وقد قال الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 278].



وهذا أعم من الأكل، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله»[11]. وفي رواية زيادة «وكاتبه وشاهديه»[12].



﴿ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾؛ أي: لا يقومون من قبورهم يوم القيامة، ﴿ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المطففين: 6].



﴿ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ﴾ «إلا» أداة حصر، و«الكاف» للتشبيه، و«ما» مصدرية، أي: إلا قيامًا كقيام ﴿ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾، والخبط والتخبط: الضرب الشديد العشوائي، الذي لا يتقي شيئًا، والمعنى: الذي يصرعه الشيطان ويمسه بالجنون، فهم يقومون ويسقطون، وذلك عقوبة لهم، وخزي وفضيحة وهوان، وهذا خبر عنهم ووعيد لهم.



والشيطان: كل متمرد عات خارج عن طاعة الله تعالى سمي بذلك لأنه شطُن وبَعُد عن رحمة الله تعالى وعن كل خير، ورأس الشياطين وأصلهم إبليس. لعنه الله.



عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: ﴿ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾، قال: «ذلك حين يبعث من قبره»[13].



وقيل: لا يقومون في حياتهم عند التعامل بالربا إلا كقيام الذي يصرعه الشيطان ويمسه بالجنون، فهم في قيامهم وتصرفاتهم وجشعهم حين تعاملهم بالربا أشبه بالمجانين، قد أذهب عقولهم حب المال، وجمعه بأي وسيلة، ولو كان من طريق الظلم، وأكل أموال الناس بالباطل، وفي هذا تشنيع عليهم، وبيان سوء حالهم في الدنيا قبل الآخرة. وهذه حالهم في الدارين.



﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ﴾، الإشارة لقيامهم كقيام من يتخبطه الشيطان من المس، والباء للسببية، أي: إنما جُوزوا بما ذكر بسبب أنهم ﴿ قَالُوا ﴾ بلسان المقال والحال:

﴿ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ﴾؛ أي: إنما البيع شبه الربا ونظيره، فلم حرم الربا، وأبيح البيع، وهما متماثلان وشبيهان.



وهذا منهم اعتراض على الله- عز وجل- في أحكامه وشرعه، سواء كان عمي عليهم الفرق بينهما، أو قالوا ذلك على سبيل المكابرة، وهو الأظهر. فجمعوا بين فعل المحرم واستحلاله.



قال ابن كثير[14]: «وليس هذا منهم قياسًا للربا على البيع؛ لأن المشركين لا يعترفون بمشروعية أصل البيع الذي شرعه الله في القرآن، ولو كان هذا من باب القياس لقالوا: إنما الربا مثل البيع، وإنما قالوا: ﴿ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ﴾؛ أي: هو نظيره، فلم حرم هذا وأبيح هذا؟ وهذا اعتراض منهم على الشرع، أي: هذا مثل هذا، وقد أحل هذا وحرم هذا».



وقال السعدي[15]: «فجمعوا بجراءتهم بين ما أحل الله وبين ما حرَّم الله، واستباحوا بذلك الربا».



وليس ببعيد عن هؤلاء ما عليه كثير من الناس اليوم من إقدام كثير منهم على المعاملات الربوية المحرمة، أو التساهل في الدخول في المعاملات والمساهمات المختلطة وغير النقية، مصداق قوله- صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان يأكلون فيه الربا» قيل له: الناس كلهم؟ قال: «من لم يأكله منهم ناله من غباره»[16].



﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾: الواو: استئنافية، وهذا رد عليهم في اعتراضهم وقولهم: ﴿ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ﴾.



فبيَّن الله - عز وجل - أنهما ليسا مثيلين؛ لأن الله - عز وجل - فرق بينهما، فأحل عز وجل البيع وأباحه، وحرم الربا ومنعه، عقدًا وأخذًا.



أباح- عز وجل- البيع لحاجة الناس إليه، ومنع الربا لأنه أخذ لمال الغير بلا عوض، وسبب لركود الاقتصاد وتضخم الأموال عند الأغنياء على حساب الفقراء، بلا كد ولا تعب، وانقطاع القرض الحسن الذي ندب الله- عز وجل- إليه، إلى غير ذلك.



﴿ فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى ﴾ الفاء: استئنافية، و«من» شرطية، «جاءه» فعل الشرط، وجوابه: ﴿ فَلَهُ مَا سَلَفَ ﴾.



والموعظة: ذكر الحكم مقرونًا بالترغيب بامتثاله أمرًا كان أو نهيًا، والترهيب من مخالفته.



والمعنى هنا: فمن أتاه وبلغه ﴿ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ ﴾ بتحريم الربا، والنهي عنه، والوعيد عليه، كما في هذه الآية، وفي قوله تعالى في سورة آل عمران: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 130].



﴿ فَانْتَهَى ﴾ أي: كف عن الربا، وتركه، وتاب منه.



﴿ فَلَهُ مَا سَلَفَ ﴾؛ أي: فله ما مضى من المعاملة بالربا، وما تم قبضه منه، قبل التحريم وقبل العلم بالحكم، دون ما لم يقبضه؛ لقوله تعالى في الآيات التالية بعد هذه الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 278، 279].



ولقوله صلى الله عليه وسلم: «ربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا، ربا عباس بن عبدالمطلب، فإنه موضوع كله»[17].



﴿ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾؛ أي: وشأنه إلى ﷲ تعالى في مجازاته على الانتهاء من الربا، وهذا أشبه بالوعد، ويقوي هذا مقابلته بالوعيد في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾.



أي: ﴿ ﴿ وَمَنْ عَادَ ﴾ إلى أخذ الربا وأكله بعد أن بلغه تحريمه والوعيد عليه.



﴿ فَأُولَئِكَ ﴾ الإشارة بالجمع باعتبار معنى «من» أي: فأولئك العائدون إلى أخذ وأكل الربا، وما نهى الله عنه.



﴿ أَصْحَابُ النَّارِ ﴾ أي: أهلها وساكنوها وملازموها، ملازمة الصاحب لصاحبه.



﴿ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾؛ أي: هم فيها مقيمون.



وقد أشار إليهم بإشارة البعيد «أولئك» تحقيرًا لهم، وأكد ملازمتهم النار وخلودهم فيها بكون الجملة اسمية معرفة الطرفين.



والخلود في الآية قد يحمل على الخلود الأبدي إذا كان المراد بالآية العودة إلى فعل ما يكفر من الذنوب، كاستحلال الربا، وغيره من المحرمات والمعاصي، وكالإشراك بالله، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48].



وقد يحمل الخلود على طول المكث والإقامة في النار، دون الخلود فيها إذا كان المراد العودة إلى فعل ما لا يكفر من الذنوب والمعاصي، كأخذ الربا من غير استحلال له، ونحو ذلك.



قوله تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴾.



قوله: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا ﴾؛ أي: يزيله ويذهبه حسيًّا بالآفات والجوائح، ومعنويًّا بنزع بركته فلا ينتفع به صاحبه، معاملة له بنقيض قصده، حيث أراد الزيادة بهذا المسلك فصار أمره إلى قلة.



كما قال تعالى: ﴿ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ﴾ [الروم: 39]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 101].



وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل»[18].



وفي رواية: «ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة»[19].



فأخذ الربا وأكله محق للكسب والمال، بخلاف ما يعتقده المرابون من أنه يزيد المال، كما أنه محق لبركة الأعمار، وفساد في الأخلاق، في الأنفس والأهل والأولاد، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «إنه لا يربو لحم نبت من سحت، إلا كانت النار أولى به»[20].



وذكر صلى الله عليه وسلم: «الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، يا رب يا رب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك»[21].



ولهذا اعتبر الربا محاربة ﷲ ورسوله، كما قال تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 279].



و«لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه»[22].



وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الربا سبعون حوبًا، أيسرها أن ينكح الرجل أمه»[23].



وعن عبدالله بن حنظلة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم، أشد من ست وثلاثين زنية»[24].



﴿ وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾ «ويُرْبي» بضم الياء والتخفيف من «ربا الشيء يربو» أي: زاد ونما «وأرباه» أي: زاده ونماه «يُرْبيه» أي: يزيده، وينميه.



والمعنى: ويزيد الصدقات وينميها ويضاعفها، بزيادة أجرها، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة.



ويزيد أموال المتصدقين معنويًا؛ بالبركة فيها، وحسيًّا؛ بتنميتها ومضاعفتها بالخلف العاجل في الدنيا.



قال تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة: 245].



وقال تعالى: ﴿ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ﴾ [الروم: 39].



وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا»[25].



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تصدق بعدل تمرة، من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه، كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل»[26].



وفي رواية: «فيربيها كما يربي أحدكم مُهْره- أو فلوه- حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد، وتصديق ذلك في كتاب الله- عز وجل: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 104] و﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾»[27].



وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله ليربي لأحدكم التمرة واللقمة، كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله، حتى تكون مثل أحد»[28].



وقال صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال»[29].



والواقع أكبر شاهد على هذا، فكم من أموال بارك الله فيها، فزادت وتضاعفت بسبب الإنفاق منها، والبذل والصدقات، وحفظها الله بذلك من الكوارث والآفات. وكم من أموال محقت بركتها، وتعرضت للتلف والآفات والهلاك بسبب عدم الإنفاق منها، ومنع الزكاة والصدقات.



﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ ﴾ في قلبه، ﴿ أَثِيمٍ ﴾ في قوله وفعله.



و«كفَّار» على وزن «فعَّال» صفة مشبهة أو صيغة مبالغة، أي: عظيم الكفر كثيره.



وقد يراد به كفر نعم الله- عز وجل- وعدم شكرها، وما لا يخرج من الملة، وقد يراد به الكفر الأكبر المخرج من الملة.



و«أثيم» على وزن «فعيل» صفة مشبهة أو صيغة مبالغة، أي: كثير الإثم وعظيمه بإصراره على الربا وكبائر الذنوب، أو على الكفر والشرك.



وإذا كان الله- عز وجل- لا يحبه- فإنه- عز وجل- يبغضه ويكرهه. وفي هذا وعيد شديد له، لأن من أبغضه الله عذبه، كما قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الزخرف: 55]، ويؤخذ من مفهوم الآية محبة الله- عز وجل- لمن كان بضد الكَفّار الأثيم، وهو المؤمن الشكور المطيع لله والتائب من المآثم والذنوب، والوعد له بالأجر والثواب.



قال ابن كثير[30]: «ولابد من مناسبة في ختم هذه الآية بهذه الصفة، وهي أن المرابي لا يرضى بما قسم الله له من الحلال، ولا يكتفي بما شرع الله له من التكسب المباح، فهو يسعى في أكل أموال الناس بالباطل، بأنواع المكاسب الخبيثة، فهو جحود لما عليه من النعمة، ظلوم آثم، يأكل أموال الناس بالباطل».



قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾.



ذم الله- عز وجل- في الآيتين السابقتين أكلة الربا، وذكر سوء حالهم ومآلهم، وخسرانهم في الدنيا والآخرة، وخلودهم في النار، وعدم محبة الله لهم، ولكل كفار أثيم.



ثم أتبع ذلك بامتداح أهل الإيمان والعمل الصالح وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وبيان ما أعد لهم عنده من الأجر العظيم، والأمن والسلامة من الحزن.



قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾؛ أي: إن الذين آمنوا وصدقوا بقلوبهم وألسنتهم بكل ما يجب الإيمان به، وعملوا الأعمال الصالحات بجوارحهم، إذ لا يستقيم الإيمان بدون العمل، ولا يقبل العمل بدون الإيمان.



وحذف الموصوف وهي «الأعمال» واكتفى بالصفة وهي «الصالحات» لأن المهم كون العمل صالحًا، أي: خالصًا لله- عز وجل- موافقًا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.



كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125].



أي: أخلص العمل لله- عز وجل- وهو متبع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فبالإخلاص لله تعالى السلامة من الشرك، وبالمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم السلامة من الابتداع.



﴿ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ﴾ من عطف الخاص على العام، أي: وأقاموا الصلاة إقامة تامة بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها، فهي الصلاة التي تنفع صاحبها، وهذا هو المقصود من الأمر بالصلاة.



﴿ وَآتَوُا الزَّكَاةَ ﴾ أي: أعطوا الزكاة لمستحقيها، من الفقراء والمساكين وغيرهم، وخص الصلاة والزكاة- دون سائر العبادات؛ لأن الصلاة أعظم العبادات البدنية، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين؛ وهي عمود الإسلام.



ولأن الزكاة أعظم العبادات المالية، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام وهي قرينة الصلاة، ففي الصلاة الإحسان في عبادة الله- عز وجل- وفي الزكاة الإحسان إلى عباد الله تعالى.



﴿ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾؛ أي: لهم ثواب إيمانهم وأعمالهم الصالحات وصلاتهم وزكاتهم.



وفي تسمية ثوابهم أجرًا تأكيد لتكفله- عز وجل- لهم بذلك، وفي كونه عند ربهم تعظيم له، وتأكيد ثان لتكفله- عز وجل- لهم به؛ لأنه عند ربهم، الذي لا يخلف الميعاد، الكريم الجواد، مربيهم بسائر النعم، التي لا تحصى.



وأضاف اسم «الرب» إلى ضميرهم تشريفًا وتكريمًا لهم.



ولم يقل: «عند الله» إشارة لفضله السابق عليهم بتربيته لهم، فهو ربهم خالقهم ومالكهم والمتصرف فيهم، وفيه توكيد لضمانه- عز وجل- هذا الأجر لهم، فهو- عز وجل- ذو الفضل السابق عليهم، وهو سبحانه ذو الفضل والإنعام اللاحق عليهم.



﴿ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ فيما يستقبل، ومما أمامهم من أهوال القيامة، كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82].



﴿ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾؛ أي: ولا هم يحزنون على ما فاتهم من الدنيا، ولا على ما خلفوا بعد موتهم، من أهل وولد ومال، وغير ذلك.



قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.



قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ «يا» حرف نداء، و«أي» منادى مبني على الضم في محل نصب و«ها» للتنبيه، و«الذين» صفة لأي، أو بدل منها.



﴿ آمَنُوا ﴾ صدقوا بقلوبهم وألسنتهم.



﴿ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ أي: اتقوا الله بجوارحكم، بفعل ما أمركم الله به، وترك ما نهاكم الله عنه.



﴿ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا ﴾؛ أي: اتركوا ما بقى من الربا، مما لم يقبض، وإن كان معقودًا عليه.



وهذا في مقابل قوله تعالى: ﴿ فَلَهُ مَا سَلَفَ ﴾؛ أي: فله ما سلف قبضه قبل نزول التحريم، دون ما لم يقبض قبل ذلك فيجب تركه.



والأمر بترك ما بقي من الربا أمر بترك الشروع فيه وإنشائه من جديد من باب أولى وأحرى.



﴿ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ إن: «شرطية»، و«كنتم»: فعل الشرط، وجوابه دل عليه ما سبق. أي: إن كنتم مؤمنين حقًّا صادقين في إيمانكم فاتقوا الله وذروا ما بقي من الربا.



فمن شرط الإيمان تقوى الله وترك الربا، ومن أعظم تقوى الله ترك الربا، وفي هذا إغراء وإثارة للهمم وتحريك للمشاعر.



قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾.



قوله: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ﴾ أي: فإن لم تذروا ما بقى من الربا.



﴿ فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ قرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم، وخلف «فآذنوا» بالمد وكسر الذال أمر من «آذن» الرباعي، بمعنى «أَعْلَمَ»، يقال: آذنه بكذا، أي: أعلمه، ومنه قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ﴾[الأنبياء: 109]، والمعنى: أَعْلِموا أنفسكم وغيركم ﴿ بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾.



وقرأ الباقون بالقصر وفتح الذال: ﴿ فَأْذَنُوا ﴾ أمر من «أذن» الثلاثي بمعنى: «اعْلَموا»، يقال: «أذن بالشيء»: إذا علم به، أي: كونوا على علم، ﴿ بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ قال: ابن عباس: «فاستيقنوا بحرب من الله ورسوله»[31].



و«من» في قوله: ﴿ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ لابتداء الغاية، فالمرابي محارب من الله ورسوله، ومحارب لله ورسوله.



وهذا من أشد التهديد وأعظم الوعيد، إذ لم يرد وصف عمل من الأعمال بأنه محاربة لله ورسوله سوى الربا، وقطع الطريق والسعي بالأرض بالفساد.



ولهذا اعتبر بعض أهل العلم أن الربا أكبر الكبائر وأعظمها بعد الشرك.



وقد قال صلى الله عليه وسلم: «الربا نيّف وسبعون بابًا أيسرها مثل أن يأتي الرجل أمه»[32].



وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «يقال يوم القيامة لآكل الربا: خذ سلاحك للحرب، ثم قرأ: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾»[33].



قال ابن القيم[34] في كلامه على الآية: «ففي ضمن هذا الوعيد أن المرابي محارب لله ولرسوله، فقد آذن الله بحربه، ولم يجئ هذا الوعيد في كبيرة سوى الربا وقطع الطريق والسعي في الأرض بالفساد؛ لأن كل واحد منهما مفسد في الأرض، قاطع الطريق على الناس، هذا بقهره وتسلطه عليهم، وهذا بامتناعه من تفريج كرباتهم إلا بتحميلهم كربات أشد منها».



وعطف اسم الرسول صلى الله عليه وسلم أو وصفه على اسم الله بالواو في قوله: ﴿ بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾؛ لأن محاربة الرسول صلى الله عليه وسلم محاربة لله- عز وجل- كما أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة لله تعالى.



وهذا بخلاف باب القدر والمشيئة فلا يجوز فيه عطف اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، أو وصفه على اسم الله- عز وجل- بالواو؛ لأنها تقتضي التشريك بين المعطوف والمعطوف عليه.



﴿ وَإِنْ تُبْتُمْ ﴾ أي: رجعتم إلى الله- عز وجل- بترك الربا.



والتوبة: الرجوع من معصية الله إلى طاعته، وذلك بالإقلاع عن المعصية، والندم على فعلها، والعزم على عدم العودة إليها، وكونها في وقتها قبل بلوغ الروح الحلقوم، وقبل طلوع الشمس من مغربها، وكونها خالصة لله عز وجل.



﴿ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ ﴾ جواب الشرط في قوله: ﴿ وَإِنْ تُبْتُمْ ﴾ أي: فلكم أصول أموالكم كاملة دون الربا.



﴿ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾ الظلم: النقص، ووضع الشيء في غير موضعه على سبيل التعدي، أي: لا تظلمون غيركم، بأخذ الزيادة منهم، ﴿ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾ أنتم بنقص شيء من رؤوس أموالكم.



قال ابن القيم[35]: «يعني إن تركتم الربا وتبتم إلى الله منه، وقد عاقدتم عليه فإنما لكم رؤوس أموالكم، لا تزادون عليها فتظلمون الآخذ، ولا تنقصون منها فيظلمكم من أخذها».



قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾.



قوله: ﴿ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ﴾ الواو: عاطفة، و«كان»: تامة، و«ذو»: فاعل مرفوع بالواو؛ لأنه من الأسماء الستة، وهي بمعنى: صاحب، أي: وإن وجد صاحب عسرة، أي: صاحب إعسار، وهو الذي لا يجد وفاءً لدينه.



﴿ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ﴾: جواب الشرط في قوله: ﴿ وَإِنْ كَانَ ﴾ والفاء: رابطة لجواب الشرط، أي: فله نظرة، أو فعليكم نظرة إلى ميسرة.



قرأ نافع المدني: «ميسُرة» بضم السين، وقرأ الباقون بفتحها: ﴿ مَيْسَرَةٍ ﴾.

والمعنى: فيجب عليكم إنظاره إلى إيسار.

﴿ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ قرأ عاصم: ﴿ وَأَنْ تَصَدَّقُوا ﴾ بتخفيف الصاد.

وقرأ الباقون بتشديدها، «وأن تَصَّدَّقوا».



وجملة ﴿ وَأَنْ تَصَدَّقُوا ﴾ في محل رفع مبتدأ، و﴿ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ خبره، أي: وأن تصدقوا على المدين، فتضعوا عنه دينه، أو بعضه.



﴿ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ أي: خير لكم من إنظاره في دنياكم وأخراكم، فهو في الدنيا سبب للبركة والزيادة في المال والألفة والأخوّة بين المدين ودائنه، وفي الآخرة سبب لمضاعفة الأجر والثواب الجزيل من الله عز وجل.



فأوجب عز وجل أولًا إنظار المعسر، ثم ندب ثانيًا إلى الصدقة عليه والوضع عنه.



عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم، فقالوا: أعملت من الخير شيئًا؟ قال: لا. قالوا: تَذَكَّر. قال: كنت أداين الناس، فآمر فتياني أن ينظروا المعسر، ويتجوّزوا عن الموسر. قال: قال الله- عز وجل: تجوّزوا عنه»[36].



وعن أبي اليسر، كعب بن عمرو، أنه قال: «من أنظر معسرًا أو وضع عنه أظله الله في ظله»[37].



﴿ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾؛ أي: إن كنتم ذوي علم، فتصدقوا، كما في قوله تعالى: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 184]؛ أي: إن كنتم ذوي علم فصوموا.



عن أبي أمامة أسعد بن زرارة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يظله الله يوم لا ظل إلا ظله، فلييسر على معسر، أو ليضع عنه»[38].



وعن بريدة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أَنْظَر معسرًا فله بكل يوم مثله صدقة»، قال: ثم سمعته يقول: «من أنظر معسرًا، فله بكل يوم مثلاه صدقة».



قلت: سمعتك- يا رسول الله- تقول: «من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثله صدقة» ثم سمعتك تقول: «من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثلاه صدقة»؟! قال: «له بكل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين، فإذا حل الدين فأنظره، فله بكل يوم مثلاه صدقة»[39].



وعن محمد بن كعب القرظي: أن أبا قتادة كان له دين على رجل، وكان يأتيه يتقاضاه، فيختبئ منه، فجاء ذات يوم فخرج صبي، فسأله عنه، فقال: نعم، هو في البيت يأكل خزيرة[40]، فناداه: يا فلان، اخرج، فقد أخبرت أنك ههنا، فخرج إليه، فقال: ما يغيبك عني؟ فقال: إني معسر، وليس عندي. قال: آلله إنك معسر؟ قال: نعم، فبكى أبو قتادة، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من نفس عن غريمه- أو محا عنه- كان في ظل العرش يوم القيامة»[41].



وفي رواية: «أن أبا قتادة طلب غريمًا له، فتوارى عنه، ثم وجده، فقال:إني معسر. فقال: آلله؟ قال: آلله. قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، فلينفس عن معسر، أو يضع عنه»[42].



قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾.



عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: «آخر آية نزلت ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾»[43].



قوله: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا ﴾ «يومًا» مفعول به منصوب، والمراد به يوم القيامة.



ونكّر للتعظيم، أي: احذروا عذاب يوم القيامة، وما فيه من الأهوال والنكال، كما قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 131]؛ أي: احذروا النار.



وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: «واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب»[44]، أي: احذر دعوة المظلوم.



أي: اجعلوا وقاية بينكم وبين عذاب هذا اليوم، العظيم، الثقيل، العسير، الشديد، القمطرير، الذي يجعل الوالدان شيبًا، بتقوى الله- عز وجل- وفعل أوامره واجتناب نواهيه.



﴿ تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ الجملة صفة لـ «يومًا» قرأ أبو عمرو ويعقوب بفتح التاء، وكسر الجيم «تَرجِعون» على البناء للفاعل، وقرأ الباقون بضم التاء، وفتح الجيم ﴿ تُرْجَعُونَ ﴾ على البناء لما لم يسم فاعله.



أي: تردون فيه إلى الله - عز وجل - للحساب والجزاء؛ ولهذا قال بعده:

﴿ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ ﴾؛ أي: ثم تعطى كل نفس جزاء الذي كسبت، أو جزاء كسبها، أي: جزاء عملها تامًّا وافيًا غير منقوص، خيرًا كان أو شرًّا، ثوابًا كان أو عذابًا.



﴿ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ الجملة حالية، أي: حال كونهم لا يظلمون.



أي: وهم لا يظلمون أيَّ ظلم، فلا ينقص من ثوابهم مثقال ذرة، ولا يزاد في عذابهم مثقال ذرة، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40]، وقال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]



 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس
قديم 08-20-2023   #2


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (11:50 AM)
آبدآعاتي » 3,247,455
الاعجابات المتلقاة » 7390
الاعجابات المُرسلة » 3674
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جزاك الله خير


 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 08-20-2023   #3


الصورة الرمزية ضامية الشوق

 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (10:45 PM)
آبدآعاتي » 1,057,633
الاعجابات المتلقاة » 13960
الاعجابات المُرسلة » 8086
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت يمناك
طرح جميل جدا


 توقيع : ضامية الشوق




رد مع اقتباس
قديم 08-20-2023   #4


الصورة الرمزية نجم الجدي

 عضويتي » 134
 جيت فيذا » Feb 2009
 آخر حضور » منذ 9 ساعات (02:24 PM)
آبدآعاتي » 273,849
الاعجابات المتلقاة » 2167
الاعجابات المُرسلة » 5722
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 48سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع naser
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي


 توقيع : نجم الجدي





رد مع اقتباس
قديم 08-20-2023   #5


الصورة الرمزية مجنون قصايد

 عضويتي » 27626
 جيت فيذا » Jul 2014
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (10:04 PM)
آبدآعاتي » 265,810
الاعجابات المتلقاة » 1868
الاعجابات المُرسلة » 8779
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 51سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » مجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد


 توقيع : مجنون قصايد






رد مع اقتباس
قديم 08-20-2023   #6


الصورة الرمزية شموخ

 عضويتي » 28080
 جيت فيذا » Jan 2015
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (10:02 PM)
آبدآعاتي » 183,021
الاعجابات المتلقاة » 730
الاعجابات المُرسلة » 1013
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 60سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » شموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
♔شموخ ♔
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك


 توقيع : شموخ






اللهم احفظ لي أمي حبيبتي اني أخشى عليها من ضرر يمسها فيمسني أضعافه اللهُم أني استودعك إياها في كل حين فاحفظها يارب♥


اللهم أرحم أبي وخالي رحمة تدخلهم بها جنة الفردوس بلا حساب ولا سابق عذاب واجبرنا جبراً انت وليه فالدنياء والأخره


رد مع اقتباس
قديم 08-20-2023   #7


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (11:49 AM)
آبدآعاتي » 658,499
الاعجابات المتلقاة » 942
الاعجابات المُرسلة » 353
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



امتناني وشكري لمجهودك
في اختيارك للطرح


 توقيع : نظرة الحب




رد مع اقتباس
قديم 08-20-2023   #8


الصورة الرمزية ملكة الجوري

 عضويتي » 29073
 جيت فيذا » Sep 2016
 آخر حضور » منذ يوم مضى (10:44 PM)
آبدآعاتي » 602,200
الاعجابات المتلقاة » 6647
الاعجابات المُرسلة » 6243
 حاليآ في » فديټ قـ❤ـڵبا اהּـآ فـيـہ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  لااله الا الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
جـميلة
محيا وسمحة خلق ،
ودقيقة عود
غزالن تقود البـيض
ماهيب تنقادي


мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جزاك الله خيـــر
وزادك رفعه ورزقك الجنان


 توقيع : ملكة الجوري



رد مع اقتباس
قديم 08-22-2023   #9


الصورة الرمزية ميار

 عضويتي » 30255
 جيت فيذا » Aug 2023
 آخر حضور » 08-25-2023 (05:36 PM)
آبدآعاتي » 609
الاعجابات المتلقاة » 5
الاعجابات المُرسلة » 71
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » ميار is on a distinguished road
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ahli
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

افتراضي



جزاك الله خير
وربي يوفقك




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فوائد وأحكام من قوله تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ... ﴾ جنــــون الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 11 08-24-2023 03:17 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ... ﴾ إرتواء نبض الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 6 08-14-2023 10:56 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا... ﴾ نجم الجدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 9 07-06-2023 11:12 PM
تفسير قوله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ... ﴾ جنــــون الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 9 01-31-2023 09:14 AM
تفسير قوله تعالى: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ جنــــون الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 11 10-23-2022 08:11 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية