الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-13-2020
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
لوني المفضل Azure
 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 14 ساعات (09:53 PM)
آبدآعاتي » 3,247,317
الاعجابات المتلقاة » 7388
الاعجابات المُرسلة » 3673
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رواية فُتاتُ القمر/ الفصل التاسع



" نرى وجوهاً كثيرة، ويبقى في أعماقنا وجه واحد "
- فاروق جويدة



(9)




سأقول لك "أحبك"..
حين تنتهي كل لغات العشق القديمة
فلا يبقى للعشاق شيءٌ يقولونه.. أو يفعلونه..
عندئذ ستبدأ مهمتي..
في تغيير حجارة هذا العالم..
وفي تغيير هندسته..
شجرةً بعد شجره..
وكوكباً بعد كوكب..
وقصيدةً بعد قصيده..
سأقول لك "أحبك"..
وتضيق المسافة بين عينيك وبين دفاتري..
ويصبح الهواء الذي تتنفسينه يمر برئتي أنا..
وتصبح اليد التي تضعينها على مقعد السيارة..
هي يدي أنا..
سأقولها، عندما أصبح قادراً،
على استحضار طفولتي، وخيولي، وعساكري،
ومراكبي الورقية..
واستعادة الزمن الأزرق معك على شواطئ بيروت..
حين كنت ترتعشين كسمكةٍ بين أصابعي..
فأغطيك، عندما تنعسين،
بشرشفٍ من نجوم الصيف..

(نزار قباني)


##########


الزمان:
بعد مرور شهر ونصف...

المكان:
الوقت في منتصف النهار.. تكون الشمس قد توسطت السماء الزرقاء الصافية.. وأرسلت اشعتها الذهبية الحارقة.. ففصل كفصل الصيف.. تكون شمسه قد اعلنت حربا على سكان الأرضية,, بإرسال خيوطها المرتفعة الحرارة... تماثل حراره الحمم البركانية في جوف البراكين.. ولا يخفف وطأة الحر سوى المثلجات والعصائر الطازجة.. التي تم جني محاصيلها من ثمار ناضجة.. وفي هذا الفصل من السنه يكون شاطئ البحر يعج بالناس.. الصغار منهم والكبار... وتكون مياه بحره ساكنه.. هادئة.. تتلألأ تحت اشعة الشمس.. ورمال شاطئه الشقراء ساخنه ملتهبة.. وكأنها قطع من الكعك قد خرجت لتوها من الفرن.. و تلمع كأنها ذرات من الذهب..,,, ولم يكن الشاطئ المكان الوحيد المليء بسكان المدينة والسائحين.. بل ها نحن نرى اسواق المدينة.. مراكز التسوق.. والمناجع والحدائق.. المقاهي ومراكز الاستجمام قد كانت الحصن المانع من حر هذا اليوم....

وفي احدى طرقات المدينة الكبيرة... وحيث ذلك المقعد الخشبي ومن البعيد وتحديدا من خلف الشجره التي تزين ارصفه الشوارع هي ومثيلاتها.. لنصوب نظرنا ونمعن السمع الى ذلك الذي يجلس على المقعد الخشبي,, معطيا ظهره. بثيابه السوداء... وشعره الذي ظهر به بعض الشيب...


انطلق بعد دقائق وهو ساكن الجسد.. رنين هاتفه ليضعه بسرعه على اذنه.. يتحدث به لبضع دقائق ثم.. يعود الى سكونه من جديد الى ان....

######

بعض الفتيات تلدن كونهن اميرات.. هن محظوظات!!
ذلك الحظ لا يتركهن ابدا.. لسنوات طويله.. ^^
تستمر حياتهن مثل الاميرات.. كما في القصص الخياليه,, فكيف يمكن ان تكن تعيسات وهن يملكن حياه كهذه!!

تستيقظ كل واحده منهن على صوت الخادمه.. يكون كل شيء معداً لها... فطور.. ملابس.. حقائب.. احذيه.. وحتى السائق خاص ...
فهي سمو الاميره في قصرها العاجي.. :-)
يسعى والدها بتوفير كل ما تحتاجه.. يهيئ لها حياه ترضيها.. تطلب فيلبي مطلبها أليست مدللته!!؟
أما والدتها.. تعتني بها بما يناسب طبقتهم الراقيه كما يقال.. من معارفها.. تهتم بقوام جسدها.. صحتها.. أناقتها وجمالها.. وكل شيء بما يناسب الفتاة العصرية!!

وأنا اعد اميرة ايضا.. ولكن قصتي مختلفه بعض الشيء.. تتخذ منحى وطريق اخر عن قصص الاميرات الاخريات... اعيش في منزل اشبه بالقصر.. توقظني خادمه وتلبي رغباتي متى ما شئت خادمه اخرى.. ولكن كل انسان يوجد في حياته نواقص في نواحٍ معينه.. وانا كذلك يمكنكم ان تشبهوني بلعبه الاحجيات.. دائما وفي كل مكان هناك قطع ناقصه مني افتقدها.. قطع سلبت قوتي.. وجعلت حياتي مره.. تركتني وتهدمت حياتي.. وانقلبت حياتي بسببها.. ذهبت مع موج البحر في مد وجزر لا ينتهي ابداً...

ربما عقدتم حاجبكم من الاستغراب.. فأي اميره تتحدث هكذا!! قطع ناقصه.. لعبه الأحجيات.. حياه مره كالعلقم.. حياه مهدمه.. قوه مسلوبة!!

بالتأكيد ادركتم من اكون.. قمر ومن غيري التي عاشت وحيدة.. حزينة.. ولكنني اعتدت على وحدتي..
لماذا الاعتياد كلمه تقال عند الالم.. انها مقترنه بها ايما اقتران؟؟!

حسنا.. مرور تلك الاسابيع لم تغير فيّ الشيء الكثير.. فكيف يتغير الانسان تغيريا جذريا بمرور سته اسابيع فقط.. أليس كذلك ؟!
ما زلت تلك الفتاة التي تعيش وحدتها.. انطوائية كما اعتدت في صغري.. ربما خرجت عن انطوائيتي المبالغ بها بأني وافقت على العمل ...ولكنني ما زلت امارس طقوس الرسم الخاصة بي لساعات طويله.. وربما لليلٍ ونهار متواصلين...

ربما تتساءلون ما الذي دعاني لارتداء ذلك اللباس الرسمي.. مع انني لا اناسب تلك الملابس ولا اظنها تليق بي ابدا.. قميص أبيض وسترته السوداء مع تنوره تصل حتى ركبتي ضيقه بعض الشيء ولكنها مريحه.. أرفع شعري المجعد على هيئه ذيل حصان.. انا بحد ذاتي استهجن الامر واستغربه فكيف انتم !! فمن عادتي او كما احب ان اجعل شعري يتراقص ويتمايل بكل حريته على ظهري النحيل.. فلا اريد ان اسجنه بربطه شعر تقيده وتمنعه من حريته كما قيدني القدر بالآلام التي رافقتني منذ الصغر.. نمت تلك الالم وترعرعت بداخلي وتكاثرت مثل الباكتيريا وقضت على طفولتي.. ولكن مجريات القدر تفرض عليك ما لا تستطيع تحمله.. وتلزمك بكل شيء.. وما عليك الا الرضا...

لوهله!!!
اشعر انني اميره!! برغم نقصي وانكساري.. اجلس صباحاً مع جدي وجدتي..
اظن ان الحياه قد اظهرت حنانها وعطفها علي بأن أظهرت لي عائله بعد زمن وان طال الا انه تحقق حلم.. بأن احظى بحنان.. واعيش في جو عائلي.. كنت اتمنى في صغري ان يعتبرني احدهم ابنته بالتبني ولكن.. بعد تفكير هل اظن ان احد سيحن علي.. فوالدي لم يفعل !!! فكيف سيفعل الغريب؟!!

تلك الاميره التي خبأها الزمن في داخلي.. وتخرج عندما اتلقى الحنان والعطف مِن مَن حولي... انسى حزني للحظه من خلالها... ولكن مجرد وخزه الم برغم خفتها الا ان تلك الاميرة الصغيرة التي تبدأ بالعيش في داخلي تعود الى مرقدها بسلام... وتدفع بذلك الجبل الضخم المليء بالأحزان و تنفتح جراحي التي ما لبثت ان تلتئم.. وتنزل بي الى قاع بئر سحيقة....

#####

وبالعوده الى ذلك المجهول.. الذي تساءلتم حوله.. فلنطلق عليه اسماً يسهل فهمنا للأحداث.. وليكن اسمه (قصي)..

وقفت السيارة السوداء حديثه الطراز.. ذات النوافذ المعتمة حيث لا يظهر ما بداخلها... نهض قصي من مكانه وتوجهت به قدماه حيث السيارة المجهولة.. ثم طرق زجاج نافذه الباب الخلفي.. ويتم السماح له بالدخول...
وبالاقتراب اكثر حيث النافذة التي فتح زجاجها... نرى ذلك القصي قد اخرج ملفاً ورقياً بني اللون..
" هذه الصور التي طلبها الرئيس.. تم التقاطها من قبل شهر تقريبا" قصي وهو يعطي الملف الى الذي بجانبه.. ثم اخرج ملفاً اخر بنفس المواصفات ولكن كتب عليه بخط اسود عريض (اليوم) واردف " لقد التقيتا بالمقهى القريب من الشركة.."
" هل تراقب الجميع جيداً؟!"
اجابه قصي بتأكيد "اجل.. الجميع في عمله باستثناء هاتان الفتاتان.." اتبع كلامه بأن اخرج بعض الصور الفوتوغرافية تظهر في إحداهما فتاتان تجلسان في احد المقاهي..
تلاه صوت المجهول وهو يشير الى فتاة ترتدي فستانا طويلا ملون" حسناً.. راقب هذه الفتاه جيداً.." صمت قليلاً ثم " يمكنك الذهاب.."

واوشك قصي على فتح الباب لولا صوت ذلك المجهول خرج من جديد " غدا توجد حفله افتتاح وسيكون الجميع هناك.. يطلب منك السيد... ان تذهب وتلتقط صوراً.. اذهب الى هذا العنوان.. (ومد له بطاقه شخصيه لاحد الصحفيين) يخبرك بما تفعله؟!"

وبعد ان اغلق قصي الباب ومضى في طريقه.. اخذ ذلك المجهول يقلب بين الصور..فالصورة الاولى تظهر بها الفتاتان عند دخولهما المقهى.. والاخرى عندما استدعت احدهما النادل.. اما اللتي تليها عندما كانت واحده منهما تتحدث عبر الهاتف..

باختصار كانت الصورة عباره عن تلخيص لما فعلتاه في المقهى قبل ساعه.. منذ أن دلفتا إليه وحتى خروجهما منه.. اكتفى ذلك المجهول بأن اعاد الصور الى مكانها داخل الظرف.. وامر سائقه بالانطلاق.. وسارت تلك السياره في طريقها المجهول....


الزمان:
قبل يومين
المكان:
قصر حكايتنا الجميل والشمس اشرقت منذ زمن معلنة عن بداية صباح يوم جديد... تململت في مكانها قبل أن تعتدل في جلستها وتنتشل نفسها من سباتها العميق..
وقفت على قدميها بتكاسل وتعب شديدين.. ثم اخذت تسير بخطوات مترنحه ثقيلة.. وعيونها نصف مغلقه تحارب ضوء النهار من شده التعب... وجفونها المرتخية التي تنظر من خلالها بصوره غير واضحه جداً...
تثاءبت وهي تغلق باب مرسمها المليء بالأوراق والرسومات.. ثم اخذت تمشي بالرواق مرتديه ملابس نومها... بنطالاً ضيقاً ناصعاً بياضه كابيضاض الثلج في موجة ثلجيه عاصفه.. أو ربما كقلبها الطيب!! والطبقة العلوية تصل حتى نصف فخذها يرتسم عليها بعض الورود الحمراء.. وقد رفعت شعرها وجمعته اعلى رأسها... وأرجعت غرتها القصيرة ببعض من مشابك الشعر الملونة...
انها اشبه بطفله صغيره.. استيقظت لتوها لتذهب الى مدرستها.. تفرك عيونها من شده النعاس بيدها اليسرى.. وكأنها بيدها الأخرى تمسك بلعبتها الصغيرة.. ولكن الحقيقة مختلفة بعض الشيء.. فلم تعد صغيره تمسك بلعبتها... بل انها تمسك وتتشبث بقلم من اقلام التلوين الخاصة بها وكأنه طوق نجاتها من كل شيء....

توجهت عيونها الناعسة الى ذلك القلم وكأنها للتو قد شعرت بوجوده في قبضتها التي تمسكه بشده.. ولا تدري حقا لماذا هذا اللون بالتحديد يلازم صباحها كل يوم...
اللون الاسود!!!
ربما لأن رسوماتها الخاصة اصبحت تقتصر على الالوان المشتقة من الاسود!!
ام له علاقه بأحلامها ليلاً؟؟!
واقعها المر!!
أحزنها الشديد!!!
شوقها لوالدتها التي لا تأتي لزيارتها منذ اختفاء القلادة ؟!
ام...؟؟!
أخرجت تنهيده طويله من صدرها بعد أن نفضت رأسها من أفكارها السوداء التي رافقتها!!.. واستقرت بنظرها في الطرف الآخر من الممر...
مرت لحظات.. بل دقائق.. ربما تجاوزت الخمس.. تنظر بجمود كبير وكأن عيونها تحولت الى كتله صخريه نحو باب غرفته تنتظر منه الخروج من عقلها ليتمثل امامها في الواقع!!
أما آن اوان عودتك يا مجد!! لقد اطلت مدة غيابك!!
وعندما شعرت انها تنجرف بجم مشاعرها التي اخذت تسيطر عليها.... أبحرت عائده بأدراجها الى واقعها المرير...

إنه السيناريو نفسه من جديد.. يعاد على مدار الايام السابقة التي مضت.. وكأنما هو مخرج فيلم أو مسلسل ما أجبر احدهم ليعيد تمثيله حتى يتقن المشهد...
يعاد كل يوم عندما تستغرق ليله طويله على مرسمها.. بعد ان تعاني من أرقها.. وحزنها المعتاد.. شوقها وحنينها لبعض الاشياء والاشخاص.. واحلامها السيئة التي تراودها بين حين وآخر.. فتشعر أن غرفتها تغلق عليها فتجعلها تشعر بالاختناق وكأنها تطلق غازات من الهم والحزن.. كما تطلق نيران الحريق سمومها من غاز ثاني اكسيد الكربون القاتل...
وان يكن سريرها هو السبب والمسبب لحالها الأليم.. فإن مرسمها مناص وملاذ لها للفرار من آلامها وأوجاعها... تخرج من خلاله ما بداخلها من مشاعر ربما غاضبه.. او حزينة.. واحيانا اخرى ربما سعادتها اللحظية....!!!

وعندما حطت قدماها أرضيه الطابق الذي تقبع به غرفتها... التفتت بجسدها النحيل تسير بتهالك في المرر المؤدي اليها... وبرغم انها استجمعت القليل من قواها الا ان السهر قد ارغم علاماته بالارتسام بإتقان شديد ليظهر بوضوح على وجهها القمري..
ابتسمت بشحوب وهي ترى ما اصبحت عليه ملامحها عبر انعكاس صورتها بتلك المرآة ذات الاطار الذهبي المعلقة على الحائط بعد ليال متواصلة من السهر لوقت متأخر...
جفون مرتخيه.. عيون محمرة.. وجهها الذي اعلن الحداد انطفأ وبهت لونه وأصبح كالليمونة الحامضة.. باختصار انها كالوردة الذابلة.... وبرغم شحوبها الا ان ابتسامتها ابرزت جاذبيتها واعطت جمالا لوجهها...

قاطع ابتسامتها ذلك التثاؤب للمرة العاشرة على التوالي.. ثم امسكت بمقبض الباب وقاربت على ادارته لولا ذلك الصوت المنبعث من صرير باب الغرفة المجاورة لها.. ليخرج صاحبها بسرعه البرق ولكنه توقف بحركة اسرع في اخر المرر كما يتوقف شريط الفيديو على حين غره..
ويلتفت بسرعه " صباح الخير يا مزعجه.."
ويتم اعاده تشغيل هذا الفيديو ليعود ذلك الجسد الطائر بالمضي سريعا كالبرق من جديد.. ينزل عتبات السلم كقطار يعبر بين مدينتين.. أو كطائره تمر خلال السحب القطنية البيضاء...
ابتسمت قمر لشقاوة ابنه عمها ريم.. التي لطالما عاونتها في وحدتها.. كانت كالأخت بل اكثر.. خفيفة ظل.. تملك من روح الدعابة ما بجعل قمر تحلق بعيدا لتغادر جزيره آلامها وجروحها التي تحاول تضميدها..
وبرغم قرب ريم لها الا انها لا تفصح لها بالشيء الكثير فتكتفي بسرد تلك الكوابيس التي تراودها وبعض التفاصيل اليومية...
اما مشاعرها فمكتوب عليها ممنوع الاقتراب؟؟!
فكيف تخبرها ان هناك شيء في قلبها ومشاعر تجاه شقيقها الجليدي!!
هل تحبه؟؟!
أجل تحبه,,, هل تناست ذلك الحب البريء الذي اينعت بتلاته في قلبها.. ثم نمى ونضج في قلبها تماما كتلك الثمار التي يبدأ نموها في فصل الربيع... وقلبها يشبه الربيع أليس كذلك؟!

زفرت بحراره واشتدت قبضتها تماسكا بالقلم وكأنها تفرغ شحناتها الكهربائية به.. تمالكت نفسها وابتسمت لسبب نجهله.. ورددت بهمس " لا يليق بك الحزن يا قمر.."

فتحت باب غرفتها اخيرا لتستقبلها ذرات الهواء.. شعرت بلسعتها القوية فارتجف جسدها.. تناولت جهاز التحكم الخاص بالمكيف.. فلا بد انها تركته منذ الليلة الماضية عندما غادرت فراشها بسبب الاحلام التي راودتها وما تبعها من ارق.. اللذان تسببا بانجرافها نحو ملجأها.. لترسم وتستغل كل دقيقه من حزنها....

وقفت امام منضدة مجوهراتها ووضعت قلم التلوين جانبا.. نظرت الى نفسها عبر المرآه وهي تحل خصلات شعرها فينحدر على ظهرها كما تنحدر المياه من سفح جبلٍ عالٍ...
كانت ملامحها باهته خافته.. تشبه تلك الزهرة التي ذبلت.. حرمت من عطف اشعه الشمس.. وحنان الهواء.. ومحبة قطرات الماء.. ربما حقا تتشابه هي والزهرة الذابلة... فتكون هذه الزهرة مرتخيه منحنيه وكأنها تحمل هموم الدنيا على عاتقها.. فيذهب بريقها الذي يأتي من قطرات الندى التي تلامسها صباحا.. رويدا رويدا... تبدأ أوراقها بالجفاف شيئا فشيئا لتتساقط معبره عن حلول خريفها الكئيب.. وعبيرها الفواح يخف تدريجيا..

وضعت مشابك شعرها الملونة جانبا.. في مكانها الخاص.. ثم التفتت وهي تقول بعد ان سمعت طرقا خفيفا على بابها.. آذنة للطارق بالدخول.. انفتح الباب واطل من خلفه احدى الخادمات..
تقدمت خطوه واحده داخل الغرفة " انسه قمر.. صباح الخير (بادلتها قمر الابتسامة ثم اكملت الخادمة ) السيدة زينب تطلب منك النزول.."
" حسنا.. يمكنك اخبار جدتي انني سأستحم.." واكملت في سرها ' لعل الماء الساخن يريح جسدي'
اومأت الخادمة رأسها وكادت ان تخرج لولا صوت قمر الذي استوقفها وهي تتحدث اليها بلطف شديد مع ابتسامه
" هل يمكنك ان تجلبي بعض الاعشاب من الحديقة.. وتحضري لي من مزيجها شرابا ساخنا.."
" حسنا.. كما تطلبين " لتخرج بعد ان اومأت رأسها مطيعه مطالب قمر.. ثم توجهت قمر وأخذت منشفتها من احد الجوارير متوجهة بعدها نحو دورة المياه....

فلنبتعد عن هنا... ولندع قمر تمارس مراسيم العزاء لقلبها كعادتها.. ولتذهب بنا اقدامنا حيث الطابق السفلي.. ننزل عتبات السلم بهدوء.. ولنلقي نظره حيث الغرفة الخاصة بالطعام...

قطبت الجدة زينب حاجبيها باستياء وهي تعطي ريم هاتفها النقال.. مما دفع ريم إلى أن تتساءل بحيره " ماذا هناك يا جدتي؟!"
" شقيقك مجد.. ( صمتت قليلا وعلامات الغرابة والاستفهام على وجه ريم) اخبرني انه لن يعود.. لذلك طلب الحديث معي.."
" حقاً؟!" ريم باستغراب.. فأومأت الجدة رأسها بالإيجاب.. لتكمل ريم بقهر " ولكن فرع الشركة الذي هناك.. سيتم نقله او بيع اسهمه لاحدهم.. وكيف هو مديره!! ( هزت رأسها نفيا وكأنها لا تريد تصديق عدم عوده شقيقها) لا يعقل ان يقبل والدي بذلك.."
اشارت لها الجده معنى ما باليد من حيله.. فقد سافر سابقا بالرغم عن الجميع و برغم اعتراض جدها.. لذلك اصر الجد على نقل الفرع الى هنا.. او الحصول على شريك يديره غيرهم ...؟!

في حين صدر صوت اقبل عليهم من الخارج " بماذا لن يقبل والدك؟!"
التفتت ريم لوالدتها صاحبه ذلك الصوت الأنثوي.. ذات جسد ممشوق مقارنه بعمرها.. فامرأة بمركزها وسيطها بالمجتمع عليها ان تهتم بنفسها جيدا.. فلباسها الرسمي الذي بلون القشدة يبدو انه ينافس الماركات المحلية بفخامته.. وشعرها الذي جمعته للخلف وجعلت جزء منه منتفخا من الامام.. وريح عطرها الذي يشم على بعد عده مترات قليله.. وطريقه سيرها تدل على انها امرأه متكبرة.. ذات وجه نحيف بارز الوجنتين.. قاسيه الملامح.. وجافه النظره...

اجابتها ريم بملل " مجد كعادته.. لن يعود الا بعد زمن واصرار منا؟!"
أومأت والدتها ^السيده سعاد^ برأسها وقالت وهي تتناول كوب الشاي من الخادمه " حسنا.. ولم الحزن فقد اعتدنا على غيابه الطويل المتواصل.. ولا شك بأن عوده والدك ستجلب لك الهدايا.."
زفرت ريم بحراره وقالت " الهديااا.. !! انها لا تساوي شيئا من مكانه اخي.. " ثم اومأت رأسها مؤكده كلامها لتمتعض والدتها من كلام ابنتها التي تغيرت كثيرا منذ ان صادقت ذلك الشاب الفقير.. وكيف وام زوجها اعطته عملا في قسم عائد لأسهمها قي المؤسسه الخيريه!!
ومضى ما يقارب خمسه عشر دقيقه او اكثر بقليل.. كل بتفكيره وهمه شارد الذهن.. فريم تضاربت الافكار وتزاحمت في رأسها فلا تعلم بم تفكر بالتحديد هل بحالها هي وذلك المتمرد على الفقر الذي تحسن حاله قليلا... ام بقمر التي تعمل ليلا ونهارا!! ام شقيقها الغبي الذي لا يود العوده ..!! وانحصر تفكير الجده بمجد وكيفيه اقناعه بالعوده !! وتمنت العوده السالمه لزوجها و فلذه كبدها!!

رددت تحيه الصباح مرتين.. ووجوههم متسمره غارقه في مكان ما.. جدتها وريم !! لا بد من حدوث امر ما ليطرأ ذلك التغيير منذ الصباح الباكر.. ؟!
تقدمت بخطواتها البطيئه.. ثم جلست بعد ان صدر صوت احتكاك ارجل الكرسي بالارض من غير اراده منها ولا قوه.. لتنتبه الجده وريم عليها..
قمر بصوتها الناعم المتعب " صباح الخير.. ( واخذت تشير الى شعرها وبخجل قالت) لا اعلم كيف اجففه جيدا.."
ابتسمت ريم لبراءتها وقالت الجدة " بعد الطعام تجففه ريم لك.." ثم التفتت ريم بوجهها ولم تكن والدتها موجوده فابتسمت بسخريه.. وعادت برأسها الى قمر " اجففه لك لا تقلقي.."

" حسنا.." ثم انتبهت قمر لعدم وجود مزيج الاعشاب.. فطلبته من الخادمه التي اتت لتوها لتسألهم عن حاجتهم. ليسترعي ذلك انتباه الجده برغم شرودها .. فتساءلت بخوف " هل انتِ مريضه.." ثم وضعت يدها على جبهتها لتحتس حرارتها.. اجابت قمر بعد ان ابعدت يد جدتها وقبلتها " لا يا جدتي.. اشعر ببعض التعب.."
قالت ريم بملل وهي تقلب محتويات صحنها " هذا لأنك تعملين كثيرا.. انك مجرد متدربه فقط فلماذا تتعبين نفسك" صمتت قليلا ثم اردفت " اكاد اجزم ان الجميع يحمل نفس نوع من الجين.. جين العمل.."
نهضت الجده وقالت بمزاح وهي تخرج " العقبى لك عزيزتي.."
فتحت ريم عيونها وقالت " لا لا اريده.. " وبعد ان خرجت الجده لتبقى ريم وقمر لوحدهما.. وبعد تفكير قالت ريم " ان كان يوجد بي شيء كهذا سأستأصله.."
نظرت اليها قمر بعلامات من الدهشه والاستغراب " ماذا؟!"
ضحكت ريم فتساءلت قمر " وهل يقومون بعمليه كهذه؟!"
رمشت ريم عده مرات ثم لوت فمها " لا ادري.."
ابتسمت قمر بخفوت لتتساءل بعد صمت قصير غلف المكان كما تغلف الهديه بالورق الخاص..
" متى سيعود جدي والبقيه؟!"
لتجيبها ريم وهي تطرق رأسها وقد شعرت قمر بحزنها.. " غدا صباحا.. ولكن..." صمتت قليلا فشعرت قمر بشيء ما ثم اكملت ريم بحزن شديد " مجد لن يعود معهم.."

ازدردت لعابها بصعوبة.. بعد صدمة الجمتها تحاول استيعاب كلماتها ( مجد لن يعود معهم) كيف ذلك!!
لماذا؟! والامل قد ارسل شعاعا.. ليفتح طريقه الى قلبها بعودته.. وكان شعاع الامل قد انطلق في رحلته بعد سماعها بعودته.. ولكنه توقف من جديد وكأن محركاته قد تعطلت في منتصف الطريق....

***********

استيقظ من ذكريات قد اطلقت معزوفاتها وملأت المكان بصداها طرقات عقله وجعلته اسيرا مقيدا بها... على صوت سائقه واكتفى بان بادله ابتسامه باردة فهو لم يعتد على الفظاظة مع موظفيه.. ترجل من سيارته البيضاء وذهبت به قدماه نحو ذلك البناء الصغير ذو الخمس طوابق...
وكعادته كل يوم.. فإن السيد لؤي.. دخل بابتسامته المشرقة مع إلقاء التحية على موظفيه.. باعثا بهم تلك الطاقة الايجابية للعمل حتى تنتج الشركة ثمارها من الإنتاجية والسيط الجيد بالمجتمع.. ويشعر من يصادفهم بقيمة العمل ويحاول سماع مشاكلهم الخاصة بالعمل وتقديم المساعده لهم...
سار بهدوءه المعتاد في الطابق المؤدي الى مكتبه ولكنه التفت على صوت السكرتيرة الشقراء التي تدعى ياسمين " سيد لؤي؟! صباح الخير اولا.."
بادلها الابتسامة " صباح الخير.. ماذا هناك تبدين مرتعبه؟؟"
قلت بتوتر ملحوظ " ان السيد سليم هنا؟!"
اطلق تنهيدة ثم قال " حسنا.. اعلم انه شبح كبير بالسن ولكن.. الأمر بسيط.."
ابتسمت بسخرية " بسيط؟!" ثم أكملت بجدية " انه يطلب مراد.. أٌقصد السيد مراد.."
اومأ رأسه.. تساءلت بعجز " ماذا سنفعل الان.. فكما تعلم السيد مراد قد اخذ اجازة بعد سفره.."
صمت قليلا ثم قال وهو يحك ذقنه " سأتحدث انا معه باسطوانته المعتادة.. اجلبي لنا القهوة.."
" حسنا.." قالتها ثم مضت في طريقها...

زفر بحرارة فأعمال قد انضمت لجدوله هذا اليوم أيضا.. ومنذ متى لم تكن الاعمال التي تتطلب التحدث مع الشركاء لا تلقى الا عليه... تنهد وحاول رسم الروح الايجابية بأن ينتهي اليوم من هذه المعضلة بغياب المدير الكبير الموجب عليه هو ان يهتم بشركته وليس موظفيه عوضا ان يهتم بنفسه...
تنهد ثم دخل المكتب بابتسامة لم تفارقه " اهلا وسهلا بالسيد سليم.." ثم توجه خلف المكتب هاربا من النظرة الثاقبة من ذلك الرجل الذي يصل عمره حتى منتصف السبعين...
" اهلا يا لؤي..."
تنبه الى نبرته لذلك قال حتى يخفف التوتر " ما اخبارك.. وكيف صحتك؟!"
اجابه باستهزاء " جيد.. لم آتي هنا حتى استمع الى هذا الحديث الممل.."
ابتسم لؤي بتوتر.. بينما قال السيد سليم " انظر الي يا لؤي.." صمت قليلا وازدرد لؤي لعابه.. لماذا الاعمال الصعبة تقع على كاهله؟؟
" اجل تفضل.." لؤي بانصات واهتمام
" انا تعاملت معكم وهذا لأجلك فأنا احترمك كثيرا كما تعلم كنت صديق ابني.. وليس كمديرك.."
اومأ لؤي رأسه.. فأكمل السيد سليم " لولا وجودك هنا وثقتي الكبيرة بك لما قمت بشراكة بين شركاتنا.."
ثم نهره وقال بغضب مصطنع " لقد جف حلقي.. اين تلك التي تحضر لي الماء دائما.."
ضحك لؤي على اسلوبه الممازح فأومأ رأسه " حسنا ستحضر لك حالا.."
" انظر لي يا بني.. اني اشرف على العمل بشكل غير مباشر مع انني تقاعدت منذ زمن.. ولكن اسلوب المراوغة الذي يملكه مراد لقد دفعني للحديث اليه..."
قاطعه لؤي بابتسامه هازئة " ولكنك لا تستطيع مقابلته.."
اومأ السيد سليم رأسه.. واكمل " لذلك علينا فض الشراكة باسرع ما يمكن بدون خسائر كثيرة ولا تهرب.."
قاطعهم دخول ياسمين بابتسامه مرتبكة.. ثم توجهت حيث السيد سليم وقدمت له كوب القهوة.. لكنه قال بجفاء " وهذه الكاذبة تقول لي دائما.. مسافر.. اجازة ولا ادري.."
" ولكن أليس عيبا يا جدي ان تسخر مني هكذا.." ياسمين بتصنع
" من أين اصبح جدك.."
كتم لؤي ضحكته على شكل ياسمين الحانق وهي تتجه ناحيته..
" عمرها يجتاز الثلاثين وتقول جدي.. "
نظرت اليه ياسمين وهي مضيقه عيناها بغضب وقالت " اعتذر يا سيد سليم.."
تجاهلها ثم اتجه بانظاره ناحية لؤي " اخبر ذلك القاسي ذو القلب الجاف..."
قاطعه لؤي بعتاب " عدنا للقصة من جديد.. " ثم اشار الى ياسمين للخروج..
اومأ سليم رأسه ثم بنبرة حازمة عندما مرت من خلفه تلك السكرتيرة البليدة " اجل.. لا اعمل مع شخص غير صالح للأبوة تخلى عن ابنته و زوجته.."
ابتسم لؤي بمرارة بينما مضت ياسمين في طريقها حاقدة على هذا العجوز الأخرق... في حين قال لؤي بنبرة عتاب " لماذا ما زلت عالق في هذه المسألة.. ثم ان ( أشار بيده بعد خروج ياسمين ناحية الباب) كيف تقول هذا امام موظفينا...."
سليم باستهزاء " وكأنها لا تعلم.. تعيش معكم على مدار الأربعة وعشرين ساعه"
ثم قال وهو ينهض متكئ على عصاته الخشبية " حسنا تكفل بالأمر انت وادرسه من كل الجوانب.. وما يلزم من تعويض خسائر.."
قاطعه لؤي كاظما غضبه " حسنا لا تقلق.."
ثم زفر بحرارة ووضع رأسه بين راحتيه بعد خروج السيد سليم والذي ما يفتأ ان يتصل باستمرار للخروج من موضوع الشراكة بدون اضرار بالغه بالميزانية... لقد عزم على فضها ولكن المدير ( السيد مراد) يحاول التهرب بأي شكل كان من مواجهته وكيف ولا.. لا يضطر لمواجهته حيث يكون وجه المدفع هو لؤي...
تنهد بألم وهو يعود برأسه على عالمقعد الجلدي.. اغلق عيونه بتعب وعاد الى دوامة عقله من جديد....
*****

تأففت بضجر وهي تنظر الى ساعه معصمها... والساعه ما زالت التاسعه والنصف فلم يمضي على إنهائهم طعام الفطور سوى نصف ساعه..
" لماذا عقارب الساعه تسير ببطىء شديد لهذا اليوم؟" همست بممل ثم اخذت نظره خاطفه على هاتفها النقال.. ولكن لوت فمها بضيق ووضعته جانباً.. ولفت انتباهها ذلك الخبرعلى غلاف احدى المجلات..
( عالم الموضه سيحفل بافتتاح متجر لهذا الشهر..)
ولكن لم تكن لها القدرة على امساك تلك المجله.. كل تفكيرها بذلك الشخص وحاله بعد ليله قضاها في اروقه المشفى.. تنهدت بضيق عندما رأت جدتها تغادر الصاله بعد ان احصت تلك الاموال الخاصه بالجمعيه الخيرية التي تشرف عليها.. انها حاليا تتمنى ان تكون كجدتها امراه متسامحه تنظر الى الجميع سواسية كأسنان المشط.. لا يهمها مستواه المادي ولا نسبه.. كل ما يهمها هو عمل الخير لتجلب منفعه للمحتاجين.. انها تفخر بها على كل حال وتساعدها من حين لاخر.. ابتسمت بشرود كبير عندما تذكرت مسانده جدتها لوحيد قلبها رائد.. لولاها لما كان يستطيع التمرد على الفقر ولكن جمله شقيقها تؤرقها من حين لآخر " دربه طويل.. يحتاج سنينا ليصبح ذو مستوى مقبول للزواج بك.. ولكن صدقيني سأفعل كل ما بوسعي لتكونا معا.."
تنهدت بضيق اكبر وخلعت عنها تلك الغيوم السوداء التي احاطت بها .. لا تريد الا التفكير ان القدر سيجمعها معه على وساده واحده...

تثاءبت بعد ان اعطت نفسها جرعات من التفاؤل واليقين بأن القدر سيقف معها ويناضل لأجل حبها الوحيد.. فهل سيخونها القدر الذي اعطته كل تلك الثقة؟؟!

اسندت رأسها على يدها على مرفق الاريكة.. انها تشعر بالتعب حقاً بعد ليلتها التي قضتها في اكناف المشفى العام للمدينة والذي يديره احد اصدقاء والدها.. انها تتذكر الرعب الذي انتاب محبوبها الجميل عندما علم ان والدته تحتاج الى عمليه مستعجله.. فاضطر حينها ان يقول نعم للطبيب ليباشر الطبيب بعمله.. يقف هو هارعا رواق المشفى بخوف قابضا يديه تاره على صدره وتاره يلهج بالدعاء...

خرجت من ذكراها على هاتفها الذي اعلن وصول رساله ما فتحتها لتأتيها الحروف ( جميلتي العزيزة لقد اوصلت سيارتك يا حمقاء الى المصلح.. وانا آت بعد قليل لأقلك حيث ذلك المسكين الذي يتحمل حماقتك.. عزيزك المسكين الاخر رامي..)
قهقهت بخفه على كلمات رامي.. لتضع الهاتف جانبا ثم " لماذا هي هادئة على غير العاده!!؟" همست وهي تقطب جبينها عندما شاهدت قمر جالسه بجانب النافذة المطلة على الحديقه الامامية للمنزل.. واعتلتها الغرابه اكثر فأكثر عندما رأت تلك الخطوط العشوائيه وهي تقترب منها والتي خطتها قمر،،وهي شارده على تلك الورقه البيضاء..

عزمت في قراره نفسها ان ترغم قمر على اخبارها فاما هو احد الخيارين رأت حلما مزعجا؟! ام تفكر بقلادة والدتها من جديد !! انها لا تريد منها ان تبقى في عالمها الخاص عالم وحدتها الحزين تريد منها ان تشاركها اهتمامتها وتفصح لها عن ما يكدرها .. تريدها ان تخرج من عزلتها وان لا تكتم حزنها داخلها وتفرغه بتلك الاوراق المسكينه.. فما كان منها الا ان....
شعرت بتلك اليد التي ارخت قبضتها على كتفها الايمن.. والتي اخرجتها من عالمها الخاص الذي تبحر فيه من دون خوف فقد اعتادت عليه.. فهي تسافر فيه الى جزيره مهجورة الا من الامها وامنياتها وبعض الاحلام الصغيرة والتي ما زالت منذ صغرها على قائمة تسمى (قيد الانتظار).. واعادتها تلك اليد الى عالمها الاكثر ايلاما حيث اطل وجه ريم بابتسامه قلقه سرعان ما جلست على حين غيره لتتفاجئ قمر بسحبها تلك الورقة من يدها..
ريم بمزاح وهي تتمعن بالورقة بجديه مصطنعة " هل تعلمين انها لوحه جميله جداً.." ثم صمتت قليلا وكأنها تفكر بشيء ما واردفت " سأعلقها على حائط غرفتي لتبث في التفاؤل كل صباح.." وأتبعت كلامها بإيماء رأسها بايجاب وكأنها تؤكد على قرارها الساخر..
" هل تعلمين انها اجمل من وجهك المليء بمساحيق التجميل.." دفعت تلك العبارة قمر للابتسام من بين آلامها وهي ترى ريم تضيق حدقتا عيناها كالقطة التي تود الهجوم على فريستها باتجاه رامي والذي منذ ان دلف الى الصالة وعيونه الساخرة متجهة حيث ريم.. وكم اضفى الكحل الاسود حول عيونها مظهر القطة الشرسة..
اذا سيبدأ الان جدالهما المعتاد انهما حقا كالفأر والقطة.. فما كان من قمر الا ان تنسحب من ساحه المعركة بهدوء و تتجه نحو النافذة ولكنها توقفت وهي تنظر بعيونها الناعسة الحزينة ممتزجه بحنين وشوق الى تلك الالة الموسيقية.. انه الجيتار الخاص به.. جيتار معذبها ورجلها الحديدي..

لماذا تشعر بذلك الشعور المميت عندما ترى اي شيء يخصه؟!
لماذا يعصر قلبها من الألم.. الشوق.. والحنين؟!
لماذا ينقبض صدرها عند ذكراه!! وذلك الشعور وكأن ما بداخلها يتمزق ليسبب الالم الحاد بها؟!
وطيفه ما زال يرافق ليلها ووحدتها؟!
لم اختار البعد عن هنا!! لم لا يود العودة!! لم يتقطع قلبها شوقا لرؤيته.. لصوته.. لشجاره معها!! لملامحه الغاضبة ذات الجاذبية الكبيرة!!
لم الحب اختار قلبها الحزين المليء بالخيبات والجروح التي لم تضمد الى الان!! لم اختار قلبا عانى اشد انواع العذاب من حب وفقدان وشوق وحنين!!
لم الحب اختار ان يكون الحبيب شخص ذو قلب متحجر لا يبالي الا بنفسه؟!
لم يختار الحب ويفرض عليك الشخص.. المكان.. والزمان؟! ولماذا براكين الحب تلك ثارت وانتفضت في قلبها اليتيم ذاك؟!
هي زهره في ريعان شبابها عانت من صغرها .. قسوة الزمن.. الوحدة القاتلة.. خيبات أمل متكررة.. وأحلام مستحيلة؟!

ابعدت عيونها عن ما يعذبها بصعوبة كبيره.. وكأنها تدفع قلبها عن المستحيل الذي تمنته.. تنهدت بعمق بعد ان هربت من ذكراه وصادمها ذلك الواقع.. حيث جلست ريم بحنق وعلى شفتي رامي ابتسامه انتصار.. إنهما كالأطفال حقا!!
قال رامي بسخرية لاذعة " بما انك تخسرين في مواجهتي لماذا تصرين على المضي بها؟ "
لم تجبه ريم واكتفت بان أشاحت وجهها كالأطفال وقد عقدت ساعديها بقوة كبيره مما دفع قمر للابتسام والمضي ولكن استوقفها صوت رامي الذي ينظر لها رافعا إحدى حواجبه " وأنتِ يا ذات الوجه الشاحب؟!"
نظرت اليه واشارت الى نفسها وكأنها تتساءل أهي المقصودة ليومئ برأسه ثم يتحدث " تجهزي؟! سنذهب"
تساءلت بحيرة " الى اين ؟!"
قال وهو يشير الى ريم " سنوصل تلك الحمقاء الى ذلك الامير المسكين ثم نذهب الى المأوى ؟!"
لم تعره ريم اي اهتمام فهي تخسر دائما لذلك حافظت على ماء وجهها ولكن ستردها اليه على حين غره.. واكتفت قمر بأن سارت ببطء خارج الصالة...

" ما بها!!" تساءل رامي
لتجيبه ريم بمعنى لا تدري ثم اردفت قائله " انها تسجن نفسها اما في مرسمها او غرفتها.. ولكن وقتها الكثير تقضيه في المرسم؟!"
" كان من الخطأ الاصرار عليها حتى توافق على العمل بشركه صديقك الجميل"
" ولكن كان يجب ان تخرج من عزلتها.." قالتها ريم بعد صمت لمده قصيره لا تتجاوز الثلاثون ثانيه..
اسند رأسه على الحائط " ولكن عزلها لنفسها ازداد.."
نظرت اليه ريم وكأنها تفكر بشيء ما أو بالأصح تحاول تحليل مجريات الأحداث لتتوصل الى النتيجه وهو السبب .... وما كان منها الا ان تذكرت ما حصل في ذلك اليوم...


يتبع،...




 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون


رد مع اقتباس
قديم 03-13-2020   #2


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 14 ساعات (09:53 PM)
آبدآعاتي » 3,247,317
الاعجابات المتلقاة » 7388
الاعجابات المُرسلة » 3673
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي






عودة للوراء،...

( بعد يومين.. من تلك الرحلة التي قضتها العائلة في بيتهم الجبلي..
.........
.......
.....
...
.
وفي صباح يوم جديد.. واشعه الشمس خرجت عن مسارها الربيعي واقتربت الى مسار فصل صيف حار.. والساعة المجاورة للسرير اشارت عقاربها الى العاشرة والنصف صباحا...
استيقظت تلك الفتاة بكل حماس وفرح شديدين.. واعتدلت في جلستها و مشاعر شتى كانت تتضارب في قلبها بل جسدها بأكمله.. عصافير الحب تتطاير وتدور حولها كما يحدث في افلام الكارتون التي يشاهدها الاطفال.....

لقد رأيت الساعة تقارب الى الحاديه عشر صباحا.. فحاولت الاسراع قدر المستطاع بارتداء ملابسي.. نسيت ان اخبركم من اكون.. انني ريم صاحبه تلك الغرفة المليئة بالملابس الملقاة على السرير والاخرى قد انزلقت وارتمت على الارضية...لو رأت امي حال غرفتي الان لأصابتها نوبه قلبيه وقولها الدائم "تلك الملابس ليست كملابس الفقراء انها من افضل المحلات التجارية ولا يستطيع احد الشراء منها"
لعلكم تتساءلون كيف جرت الاحداث وانتقل السرد الي بشكل مفاجئ ولكنني فضلت ان اخبركم انا بنفسي عن ما حصل يومها... اريد منكم ومن العالم اجمع ان يستمع الى مشاعري.. ولكن و كما تعلمون بأنهم يدعونني بريم الثرثارة.. لذلك تحملوني رجاءً.. فلنعد الى المهم....
نظرت الى نفسي عبر انعكاس صورتي من المرآة الطويلة المتربعة في احد زوايا غرفتي.. قميص ابيض طويل يصل حتى ركبتي مع بنطال اسود ضيق.. وذلك الحذاء الرياضي الابيض وقد رفعت شعري حينها على هيئة ذيل حصان مع القليل من مساحيق التجميل.. ابتسمت برضى والتقطت هاتفي من حقيبة الظهر البنيه بلون القهوة اللذيذة لالتقط صورة لنفسي قبل مغادرتي... عاودت النظر لنفسي مرة اخرى حتى اتأكد من شكلي النهائي.....
لم يكن علي سوى مغادره غرفتي من بعدها.. لأسير بخطى تسبقني نحو باب غرفتي.. ربما لهفتي.. شوقي وحنيني.. هو الذي دفعني وليس ذلك العقل الاحمق الذي يتربع في جمجمتي.. ولكنه جميل ان تشعر بمشاعر كتلك وان تنسج قصصاً وامورا يجب ان تحدث معك.. لقد قررت في وقت متأخر من الليل ان اقوم بشراء هدية له.. ظللت أتقلب في سريري وانا انسج مشاهد واحلام..
وصلت الى المركز التجاري الكبير الذي اعشق التسوق به.. واتجهت حيث متجر الساعات الذي يقبع في الطابق الرابع.. كانت قدماي تسبقني نحو الدرج الكهربائي.... واخيرا وصلت.. دلفت الى المتجر وانا كلي امل ان اجد ما يميل اليه قلبي..
مضت نصف ساعه تقريبا او حتى لا ابالغ اقل بقليل... وأنا أتجول أركان المتجر و لم أجد أي شيء يجذبني.. زفرت بضيق كبير ليأتي صوت ما خلفي
"دعيني اساعد ان كنت ترغبين؟؟"
ثم مضيت مع البائع لأنتقي ما اريد... واخيرا وجدت ما يليق بك يا رائد..
حطت اقدامي بعد ذلك خارج المتجر.. ونظرت الى ساعه معصمي السوداء بخيبة امل كبيرة... لقد اطلت المدة في الداخل.. و لا بد ان كمأ..
"ااه ريم ما اخبارك؟!"
نظرت الى صاحبة ذلك الصوت.. لقد كانت احدى صديقاتي.. او يمكننا القول احدى الفتيات التي تعرفت عليها بواسطة أمل!!
أمل لعلكم تتذكرونها..!!
ابتسمت تلك الابتسامة التي لا تخرج من القلب وقلت لها " اهلا.. بخير.. وانت؟!"
اجابتني بتملق " بخير.." ثم اخذت تتحدث بتصنع الطبقات المخملية امورا متعددة لم استوعب منها شيئا كان كل همي التخلص منها ومن احاديثها التي تتمحور حول خطيبها صاحب النفوذ والاملاك.. وانهت كلامها المشمئز بسؤال وهي تنظر بخبث نحو الهدية التي بيدي " اووه عزيزتي لمن هذه؟!"
اجبتها على مضض وانا التفت حولي لعلي اجد من يخلصني من هذه المصيبة البشرية التي امامي " هدية.. لشقيقي.."
ولحسن الحظ ان كمال قد ظهر اخيرا وقال وهو يقترب منا " لي مدة وانا ابحث عنك.."
تنفست الصعداء فجاء اخيرا من سينقذني من هذا البلاء الذي حل بي منذ الصباح... التفت اليه وانا اشير اليه بمعنى ارجوك خذني من هنا.. لاحت عليه شبح ابتسامه واستطعنا التخلص من تلك المتملقة اخيرا...
اخذت اسير بهدوء بعدها ولكنني التفت عندما شعرت انني اسير لوحدي.. يقف مكتفا يديه نحو صدره ونظرة ذات مغزى لم استطع تفسيرها قلت له وانا اقترب " لماذا ما زلت تقف؟!"
" هل رأيت كيف انقذك؟"
اومأت برأسي ثم قلت باستخفاف " يا منقذي الوحيد.. يا رجل الوطواط.. يا رجل العنكبوت.. ايها الرجل الخارق.."
اشار بيده اليمنى نحو خده وهو يكتم ضحكته.. وقال بعدها " الا احتاج قبله كجائزة؟"
ضربته على كتفه وابتسمت.. " هذا عندما كنا صغارا.. هل تتذكر حين كان يغضب مجد كنت تدافع عني.. وكنت تحظى بقبلة اخوية طفولية اما الان فقد اختلف الامر.."
رفح احدى حاجبية وقال وهو يحثني على المسير " وماذا اختلف الان؟!"
" اولا لقد اصبحنا بعمر لا يليق بنا هذا الشيء الشنيع.."
"ثانيا يا حمقاء؟؟"
اجبته بكل ثقة وغرور " ثانيا لا استطيع فأنا على ذمة عاشق.."
ثم توقفت عن السير عندما القى كلماته تلك التي اشعلت حريقا كبيرا في قلبي " ولكن عشق من طرف واحد.. مضر للصحة.."
وحينها تجمعت الافكار برأسي.. وشعرت بانقباض قلبي.. لماذا يعكرون صفو قلبي ويذكرونني بهمي الذي أتناساه عمدا.. لا اريد ان اذرف دموعا لعشق لم اعش تفاصيله حتى.. اخذت نفسا عميقا واستدرت اليه حيث كان خلفي وقلت له بهدوء " هل نشرب شيئا ما؟!"
اومأ رأسه ثم مضينا في طريقنا خارجين من المركز التجاري نحو تلك القهوة الصغيرة التي تبعد عنه بمقدار خمس دقائق تقريبا...
كنت انظر الى الهدية التي وضعتها على الكرسي الخشبي بجانبي.. كنت قد انتقيت له ساعه عادية.. ليست باذخة وليست بسيطة الى حد ما.. بلون الفضة.. ولا استطيع القول الا انها جميلة وستليق بمعصمه.. وضعت يدي بدون شعور مني على السلسلة المهداة منه تقيد عنقي وابتسمت وشعرت بحبه يتضاعف ويتدفق على الى قلبي.. لا اعلم كم من المدة قد ظلت عيوني مسلطة عليها الا بصوت كمال الذي اخرجني من عالم الحب الذي احاط بي..
" اتوقع انها جميلة.. كم سيفرح بها مجد.."
استدارت اليه عيوني واخيرا ثم قلت بغروري المعتاد الذي اصطنعه في العادة " اولا كان يجب عليك القول اتأكد.. لانها من ذوقي الرفيع.."
علت السخريه ابتسامته ثم قلت بعدها " ثانيا انها لرائد وليست لمجد.."
لم الاحظ بعدها الا تلك الابتسامة تتلاشى شيئا فشيئا ليتسقيم فمه ويقول بعدها باقتضاب " هل حقا أنت متأكدة من مشاعرك اتجاهه.. اعني انها ليسـ..."
فار دمي وقلت له بغضب شديد " ليست شفقة.. هل احصي لك كم عدد الاسئلة التي طرحتها علي بشأن حبي له.."
اخذت احرك ساقاي بغضب شديد وازفر بحراره ليكمل هو اسطوانته المعتادة والتي تجعلني افقد صوابي نهاية الامر "لكن اخشى ان تكون مشاعره اتجاهك فقط كصديقة..."
حقا لقد سئمت.. لقد سئمت من كلام الجميع حول تلك المشاعر لقد سئمت من الكلام المعاد لمرات متتالية.. اني اشعر قلبي يعتصر الما.. زفرت بحراره وغصة ملأت حلقي حاولت فيها التماسك لأقول بصوت مختنق بعض الشيء "لو انه كما قلت يطمع للحصول على مصلحته لاعترف بحبه منذ زمن.."
خرجت تنهيدة منه ثم اكمل بحرق روحي " هل صرح لك.. كيف علمت ان كان يكن لك مشا..."
قاطعته قبل ان يكمل وقلت وانا اشد على اسناني " يكفي يا كمال.. ارجوك... لا تجعلني اعيد الكرة واخاصمك.. لقد قلت كلاما سيئا من قبل ولن اسمح لك هذه المرة.."
قلتها ثم نهضت من مكاني غير ابهه به.. انه تعدى حدوده بالتدخل بي وبمشاعري ايضا.. لقد حاول من قبل اعادتي الى الصواب وتبصيري للحقائق كما يقول ولكنه آلمني قبل ذلك.. ولن اسمح له بإيلامي وتجريحي.. انه صديق الطفولة اجل ولكن قلبي ومشاعري ممنوع الاقتراب...

كنت امشي بسرعه مبتعدة عنه كاظمة غيظي منه ومن كلامه الاعتيادي الذي سمعته من قبل.. واذ بيده تعترض طريقي لاقف بشكل مباشر وكدت ان اتعثر لولا انه امسك بي بقوة..
"ماذا تريد الان؟!" صرخت بقوة لاخرج غضبي منه عليه
ليقول هو بهدوء " حسنا.. انا متأسف ولكن..."
وبنبرة تهكم خرجت مني "تريد مصلحتي.. ولا ادري ماذا!!؟"
" كل ما هنالك اريد ان... كل ما اقصده.. هو" حك جبينه وكأنه حاول في ذلك الوقت انتقاء حروفه حتى تخرج دون جرح مشاعري فصرخت انا به " ماذا؟!"
" اخبريني بماذا.. تشعرين وانتِ بجانبه وهكذا.. وليس ابعادك عن الطريق معه " صمت قليلا واكمل بتوتر " ربما بدأت كلامي بطريقة خاطئة.."
قاطعته بعتاب " كعادتك.."
امسك يدي وبدأنا السير في الطريق العام
" حقا اعذريني دائما اجرحك.." ثم بحماس " هيا اخبريني.."..
اخذت نفسا عميقا ثم اخذت اتحدث بحب كبير اختزنته عضله قلبي
" اشعر بجانبه ان الوقت يمضي بسرعه كبيرة.. اشعر بمشاعر كثيرة تجرني نحوه .. كأنه هو الشفاء لأوجاعي.. وبلسما لقلبي.. لا ادري حقا وكأن السعاده قد ارتسمت وانا معه.. "
قاطعني متسائلاً " وهو..كيف؟!"
ابتسمت ثم " اشعر بتوتره الكبير.. عيونه التي تحدثني وتبعث في نفسي السعاده و الحب.. ارتباك نظراته عندما تلتقي عيوني بعيونه.. غير معاملته المختلفة لي وكأنني.."
اكمل عوضا عني ونحن نعبر تقاطع الطرق حيث خرجنا عن الطريق العام " أميرته.."
ابتسمت اثر تلك الكلمه ثم ...
" لقد ركنت سيارتي هنا.. هيا لأوصلك.." اتجه نحو سيارته ثم فتح الباب الامامي لي
نظرت اليه بنصف عين " لم أعهدك نبيلا هكذا... فتح باب السياره وما شابه.."
" انا دائما هكذا.." ثم مد يده كالنبلاء " تفضلي ايتها الامييرة"
ضربته بيدي ثم قلت بغرور..

" ابتعد عن...ريم.. طريقي لا... اين.. احتاج.. ذهبت.... يا حمقا... مساعدتك.." )))

واختلط صوت الحاضر مع صوت عقلها الذي يستذكر ما حصل في الماضي لينتشلها من ذكرياتها صوته الذي امتزج بعبارتها التي من الماضي " ابتعد عن طريقي لا احتاج مساعدتك.." وعباره الحاضر الخارجة من فم رامي " ريم.. اين ذهبت يا حمقاء.."
ثم بسخرية اكمل رامي " ام انه ذلك المسكين قد استحوذ على تفكيرك من جديد..."
قالت بضجر وهي على نفس وضعيتها " لا.. احاول التذكر لاستنتج سبب قبولها العمل.."
" كل هذه المدة وانتِ تعايشين الماضي.."
قالت وهي تضع الورقة التي بيدها " لا فقط بدأت من اول النهار.. حتى استطيع ربط الاحداث واتذكر بشكل اسرع.."
وانطلقت ضحكته ثم قال من بينها " هل.. حقا..ما .... تقولين؟؟!"
ريم وهي تضربه بالوساده " اصمت.."
وبعد مده صمت رامي وحاول الخروج من وضعية الضحك تلك لينتقل الى وضعية الصمت.. ليدهشه سؤالها الذي خرج " هل تعتقد ان ذهاب مجد السبب..."
" هاا.. ماذا؟!"
اكملت وهي تعيد ضبط شعرها وتبعده عن وجهها " بعد عودتي ذلك اليوم.. قرابة الساعة الرابعة .. ممم"
" اجل اكملي..." رامي وهو يتجه للجلوس مقابلتها
" كانت حقائب السيد مجد في الردهة الامامية.. اقصد سفره بالرغم من جدي.." صمتت قليلا وهي تتذكر
" وما علاقته..؟؟!" رامي وهو يحاول استيعاب ما تقصده
وبعد مده خرج صوتها " في المساء.. بعد العشاء ونحن جالسون بالصاله.."
رامي بنفاذ صبر " اذا.. الخلاصة يا ريم.."
" حسنا.. حسنا... كانت قد اعلنت موافقتها... اقصد هل له علاقه بمجد!!.. فكما تعلم يا ابن عمي العزيز بأن ابن عمك والذي هو شقيق..."
ولكنها صمتت اثر سماعها صوت قمر القادم من الخارج وهي تنادي
"رامي.. ريم .. انا مستعدة..."

*******


وعبر نافذه زجاجية تظهر من خلالها تلك الغرفه الهادئة.. الا من صوت جهاز ضربات القلب الذي يكسر حاجز الصمت بها.. مستلقيه بلباس المرضى الخارجين لتوهم من غرفه العمليات.. مستلقيه على ذلك السرير.. امرأة ذات ملامح متعبه وجهاز التنفس الاصطناعي قد شكل غطاء على وجهها.. وضربات قلبها التي تبدو مستقره الى الان.. يحف سريرها الابيض بعض الاجهزة المتنوعه.. ويمتد الى ذراعها انبوب شفاف يمر من خلاله ذلك الدم الاحمر...
زفر بحراره وهو يرجع خصلات شعره المبعثرة.. انه يشعر بالتعب حقا في ليله قضاها جالسا على كراسي المشفى للانتظار.. وحاله والدته تسوء كل يوم اكثر من ذي قبل ولكن اغلق عيونه بألم وهو يتذكر تلك الصرخات المستنجده المستنجدة من غرفه والدته..
" انها بخير يا رائد.."
فتح عيونه وادار بكامل جسده نحو ذلك الصوت تنهد وهو يأخد كوب القهوة من فتاه ذات شعر احمر ناري ويتجها كلاهما حيث المقاعد..
تفوهت جيداء بعد صمت " انت تخشى مصاريف المشفى.."
اومأ رأسه لتضيف وهي تضع يدها تواسيه " لا تقلق.. سأتكفل بالامر"
نظر اليها بقله حيله... لقد اثقل الحمل عليها كثيرا ابنه عم اكثر من اخت تسانده في محنه جميعا.. هو شاب في متوسط العشرينيات ولكن فقره لا يسمح له بأن يساند نفسه بنفسه.. حمله ثقيل جدا من يستطيع حمله وتحمله من قدر اجبر الفقر ان يلتصق به..
يجلس هو حائراً متلبكاً.. دينه على العالم اصبح كبيراً.. جيداء وعائله ريم!!
وضع رأسه بين راحتيه بتعب شديد.. لقد جعلته الدنيا يعاني من ابشع الاشياء وهو الفقر.. العجز.. !! وخرجت آهة منه على مسامع جيداء التي نهضت من مكانها بهدوء شديد وهي تنتشل هاتفها النقال من حقيبتها السوداء...

مر الوقت واصبحت الساعه العاشره والربع تقريباً.. وخلال هذه المده كانت السياره السوداء التي تقل ريم ومن معها تعبر طريقها في شوارع هذه المدينة الضخمة!! الى ان آل بها المطاف و ركنت تلك السياره السوداء على جانب الطريق.. امام بناء مشفى العاصمه الضخم ليترجل منها ثلاثتهم.. ريم.. رامي.. وقمر!!
اخذ كل واحد منهم يسير بذهنه المشتت.. وتفكير وصراع داخلي يمزق انسجه الدماغ ويسبب الألم الشديد.. واخيرا تستقر اقدامهم على ارضيه الطابق الارضي لهذا المشفى ويبدو ان ريم كانت متعجلة للوقوف بجانب وحيد قلبها فسارعت بالمضي نحو المصعد الكهربائي ليعلق رامي بسخريه " حمقاء.." فتبتسم قمر وتؤيده وتقول وهي ترجع خصله من شعرها " انه الحب!!"
ثم... توقفت لبرهة.. انها نفس تلك الطفله التي رأتها.. ازدردت لعابها وقد ملأت الغصه حلقها... وهي تتذكر ذلك اليوم.. بكاء طفله من اجل بعض الحلوى.. !! لعلكم تذكرتم تلك النزهة؟! وذلك الموقف الذي جمعها بطفله تبكي!!
تأملتها من جديد تجلس على احدى المقاعد في المشفى.. تعبث بفستانها القصير النافش.. خطوط شعرها الذهبيه كالشمس الحارقه.. عيونها الزرقاء تذكرها بماض سحيق.. بامرأه أنانيه.. باحزان وآلام!! هي لم ولن تبكي الان!!
قاع بئر سحيق من الاحزان انتفضت الان في قلبها وعقلها!! كل ماضيها اعلن ثورته لاحتلال عقلها هذه اللحظة.. وذلك الملجأ الذي احتواها!!
لماذا تطاردها تلك الذكريات الاليمه الان!! كما طاردتها سابقا عند رؤيه الفتاة على الارضيه العشبيه تبكي!! واخذت ابتسامه تعلو شفتيها بل انها مزيج من ابتسامتين،، فأولها ابتسامه الم وبجانبها.. بل ملتصقه بها ايما التصاق.. تلك الابتسامه التي تدل على السعاده.. حيث تطوف على ذكراها ذلك اليوم...
فلنذهب نحن ونستكشف ما حصل يومها.. ونستعرض احداث لم تكن بين ثناياها قمر... ولم تعش هي في تفاصيلها..

( امسك بيدها وساعدها على النهوض حيث كانت الصغيره ( ملاك ) تشاهد ما يحصل امامها باستغراب وخوف... ليتواليا بعدها عن الانظار نحو وجهةٍ قد طرأت لمجد حين رأى حالها الحزين ذاك.. فلم يكن يدرك ما عليه فعله بالتحديد... فداخله وخارجه كانا يريدان ابعادها عن كل شيء.. لو يتوقف الزمان قليلا ولو استطاع ابعاد تلك الطفله من امامها لما حصل الذي حصل.. فمشاعره متضاربه.. و يبدو عليه الخوف وارتاجفه اوصاله واضحه.. ولكن لم تكن قمر بالحال الذي تستطيع فيه ادراك او فهم ما يحصل للحديدي الذي تشبثت به كطوق نجاتها من ماضيها السحيق.. وما ادركت الا ان قادها الى جزء من الحديقة الكبيره منعزل عن بقيه الناس.. كان الممر موحشا ومظلماً كظلمه قلبها.. كانت تسير ودموعها تهطل من غيومها.. الى ان صدر ضوء خفيف.. ليبعد مجد بعض اغصان الشجر ليأتي بنا الى الجنه الخضراء التي امامنا...
خطت قدماها تلك الجنه.. لتتفاجئ قمر من وسط دموعها والامها.. هذا المكان.. انه حقا يشبه الجنه.. فالاشجار في كل مكان.. خضراء باسقة تلمع اوراقها من ضوء الشمس المسلط عليها.. وأزهار بشتى الانواع والاصناف.. فتلك الوردية.. والصفراء.. والبنفسجية متراميه بكل الاطراف... اخذت تغمض عيونها وتفتحها مرات متعددة.. ولكن سرعان ما قوست فمها وهي تنظر بعيونها نحو مرج الازهار ذاك لتقول بغصة والم وهي تتذكر والدتها التي تخرج لها من بين الفنية والاخرى من مرج يشبهه " امي.." وتوالت دموعها للسباق ايها ينحدر من عيونها اولا ليتخذ مجراه على وجنتيها من جديد.. فبرغم السنين.. وبرغم صغر سنها الا ان الم الفقدان ما زال حيا في قلب قمر.. وكأنه يولد من جديد مع كل يوم تعيشه...
اخذت تشد على يد مجد بدون وعي منها وكأنها تحاول استمداد القوة منه وتخفيفها او ارسالها الى جسده.. والذي شعر بسكاكين حادة تمزق قلبه.. ليقول لها " هل نعود؟!"
تجيبه هي بهز رأسها نفيا.. وتحاول الابتعاد عنه و تذهب حيث المرج لعلها تلتقي بوالدتها من جديد.. ولعل ابتسامتها تعود لتنير وجهها القمري.. ولكن يده الصخريه حدت من حركتها بعض الشيء واتبعها بصوته المغلف بالخوف والقلق " لا تبدين بخير ابدا.."
تقاطعه بقولها: " سأكون بخير.." ثم تنظر ناحيه المرج وتخرج شهقه منها وكانها سيف حاد غرس في قلبه " ولكنه يشبه المكان الذي ارى امي فيه.."
وبعد تلك الكلمات التي خرجت.. تشعر بيده قد ارتخت و فكت اسرها لتمسح دموعها بكلتا يديها وتنظر اليه.. عيونه تظهر بها لمعه غريبة مثبته بالفراغ اما وجهه كان مشدودا يعتليه الجمود لا حراك فيه ابدا... كان ينظر الى الفراغ بشكله الصخري المعتاد...
وبعد مده خرج صوته الهادئ: "حسنا.. سأذهب لأجلب لك الماء.." فتومئ برأسها.. وصوت من داخلها يقول.. ابقى بجانبي ارجوك، انت الامان لي,, اشعر بجانبك بالامان.. ابقى.. لا يهم كلامك المسموم ابقى معي.. لا اريد ان تغادر دنياي وتتركني كما يحصل في حلمي..
وخلال استنجادها الداخلي يختفي عن الانظار وهي تلاحق ظله بعيونها...
ثم اخذت تسير ببطء شديد.. محاوله ان تتمسك ولا تستسلم لدموعها من جديد.. تشد على قبضه يدها عندما تشعر ان دموعها ستغلبها وتغمض عيونها بقوة شديده لعل بلوراتها التي تتجمع وتغزو عيونها تعود الى ادراجها.. وما ان فتحت عيونها للمره الاخيره بعد اغلاقها.. استقبلتها تلك الزهرة الحمراء.. البعيدة عن بقيه عائلتها.. فتتوجه نحوها لتجلس بعدها على الارضيه العشبيه بجانبها..
" يبدو انني لست الوحيدة فقط في هذا العالم..( تنهدت ثم اكملت ) انتِ وحيدة مثلي.. ( اخذت تنظر الى ما حولها بعيونها الحمراء) انظري كل هذا الجمال الذي حولك الا ان الجميع قد تخلى عنك ايضا.."
اخذت نفسا عميقا وهي تداعب بتلات الزهرة التي خفت رطوبتها " اعلم ان الوحدة صعبة جدا.. وهذا ظاهر من مظهرك.. فانتي جافه مثلي"
ثم صمتت قليلا واغمضت عيونها بألم " هل تعلمين سبب وحدتي؟!" لتفتح عيونها من جديد و إذ باحدى البتلات قد فارقت زهرتنا وسقطت ارضا لتكمل بألم نابع من قلبها الرقيق: " انا اشعر نفسي دائما وحدي.. لا اشعر بأي احد معي.. هناك شعور قوي بداخلي انه ساكون يوما ما لوحدي.. اعاني من جديد.. لماذا كل ما اشعر ان باب السعاده قد فتح لي واحاول العبور من خلاله و إذ به يغلق من جديد.. ألا يحق لي ان اكون سعيده.. هل السعادة غير مكتوبه في قدري؟!"
وخرجت كلمتها الاخيره بصعوبه حيث شعرت بالكلمات تخنقها وتشد على قلبها بقوة لتخونها دمعه جرت مجراها لترافقها أخواتها من الدمعات.. وبصوتها المخنوق ومن بين بكائها " بالرغم من وجود الجميع الا ان الوحدة تلازمني... كل ما اريده من من الحياه شيء واحد.. " صمتت قليلا وقالت بنفس نبرتها التي زادت سوءاً " امي.. اريدها هي فقط.. اريدها ان تعود لي لأرقد بسلام معها.."
وانطلقت شهقاتها المريعه تسيطر على المكان.. ودموعها التي أخذت تتحدث بالنيابة عنها.. دموع مليئة بالهزيمة والانكسار.. مليئه بالضعف.. الألم.. والعجز.. معانٍ كثيره تمثلت بدموعها والتي لا لم تستطع مفارقتها منذ زمن طويل..
اخرجت من جيبها ذلك العقد.. عقد والدتها المكسور.. ذكراها الوحيدة.. لتشد عليه بكلتا قبضتيها بما استطاعت به من قوة.. ثم ضمته الى صدرها وهي تبكي بحركة...

" لا تبكي.."
صوت ينبع من داخلها من جديد.. بل صوت نبع من جهة معينه.. من عقلها الباطني .. كان الصوت حنونا لأبعد حد.. مشاعر احست بها قمر لم تشعر بدفئه منذ زمن.. صوت يبعث فيها القوة من جديد.. صوت غاب عنها لسنين كثيره.. اخذت تبحث عن مصدره ولكن دموعها المتجمعه في عيونها حالت دون رؤيتها.. وتكرر الصوت لمرات عديده قائلا..
" لا تبكي.."،،،
"لا تبكي يا قلب والدتك.."
لتصرخ بصوت عالٍ " امي.." لتتهالك بعدها على الارضيه العشبية " اين انتِ.. عودي ارجوكِ.. عودي.."
" انا هنا بجانبك.. معك.. انا دائما في قلبك.. ولكن توقفي عن البكاء.. ارجوك.."
قالت قمر بانكسار وهي تحاول ايقاف دموعها " عودي.. او انا اذهب اليك.. ارجوك.."
وخرج صوت والدتها حنونا كعادته " انا معك دائماً.. اتواجد في قلبك الانيق.. انا هنا توقفي عن البكاء.."
ثم اخذت قمر تبحث عن والدتها بكل امل وشوق لرؤيتها ولكن دون جدوى.. فلم تسطع رؤيتها لتقول بانكسار اكبر.. وحزن شديد " السبب هو.. مجد.. منذ ان كسر القلادة.. اخر ذكرى لك يا امي.. لم استطع رؤيتك من جديد.." ثم صرخت من جديد " امي.."
واخذت تضرب بيدها الارض بحسرة والم في قلبها بسبب معذبها.. وخارت قواها تدريجيا.. لتغلق عيناها بألم.. ثم...

شعرت بذلك النور الذي يضيء المكان واحست بموجه من الرياح الخفيفه التي تداعب العشب الاخضر لتجعله يتمايل ذات اليمين وذات الشمال... تلامسها تلك الرياح وكأن تلك الرياح تضربها بغته وتجفف دموعها.. ومن بين دموع علقت على وجنتيها تحاول تلك الرياح تجفيفها والنور القوي الصادر من جهة البحيرة....
تصرخ بسعادة عارمة ودموع من الفرح تشكلت على حواف عيونها " امي.."
خرجت بثوبها الناصع البياض.. ابتسامه على محياها توجهها نحو ابنتها الوحيدة التي تنظر اليها بعيون عسليه قد ورثتها منها.. ليخرج صوتها الحاني وقد استقر جسدها على ضفه البحيرة " لا اريد ان ارى دموعك بعد اليوم.. يجب ان تكوني اقوى بكثير لتتغلبي على ضعفك هذا.. لقد مر سنين طويله على فراقنا.. اشعر باشتياقك.. ولكن دموعك تؤلمني.." واخذت تشير الى قلبها بمعنى هنا لتسارع قمر بمسح عيونها بسرعه كبيرة فتكمل والدتها " ألم يقال ان الصبر مفتاح الفرج ( لتومئ قمر هنا برأسها وتكمل والدتها ) اذا ما عليك فعله هو الصبر.. الصبر على ما يصيبك.. فبعد صبرك ذاك ستنالين سعادتك.." ثم اخذت امها تتراجع عائدة الى قلب البحيرة وصورتها تخف تدريجيا مع ذلك النور الذي صدر معها وكلامها الاخير " اصنعي سعادتك بنفسك.. فإن لم تستطيعي ابحثي عنها.. لعل ان تجديها بأكثر شيء تحبينه ثم همست لها " احبكِ يا قمري.."..
****
غمامة سوداء قد احاطت به.. وهو يستمع الى كلماتها التي تخرج بألم وقهر.. هل سمعتم بأحد يكره نفسه.. اجل هو قد كره نفسه هذه اللحظة ..فمهما يحاول الابتعاد عن الخطأ وجرح الاخرين يعاود بقسوة قلبه فتح الجراح.. كان قد ذهب لاحضار بعض الماء ليخفف من وطأة الحزن التي حلت بقمره ويجعلها تشعر بالراحة بقليل من الماء.. لقد شعر بقلبه يفيض ألما على حالها لذلك ذهب عنها سريعا مبتعدا حتى لا تخونه عيناه الحجرية وتنحدر تلك الدمعه التي علقت بها... وقد طالت مده غيابه حيث ورده اتصال من احدهم ليتكلما حول شيء يخص الشركة.. وبما اننا لا نفهم من عالم الاعمال الشيء الكثير لن نهتم للحديث الذي دار بينهما.. اغلق هاتفه بعد ان قام بشراء علبتين من الماء البارد وبعضا من الحلوى.. وقادته قدماه حيث هي ولكن.. توقف فجأه وكأنه تذكر شيئا ما.. شيئا يزيح الهم عن قلبه.. فغير مساره مبتعدا حتى تلك السياره الحمراء واختار طريقا لا يستطيع به البقية رؤيته ولكن هل نقول لسوء حظه ام لا!! فقد صادفه رامي بالطريق وابتسامه على وجهه وكأنه يوجه رساله له قد فهم مغزاها.... تجاهله ليتوجه ثم فتح الصندوق الخلفي ليخرج جيتاره الوحيد.. صديقه الذي يزيح جبالا من الهم والغم.. وعادت به ادراجه حيث تركها تستريح... بهدوءه المعتاد.. بل بجموده الذي عهدناه سار بطريقه للعودة متناسيا بل دافعا كوم المشاعر عنه...
الا ان صرخات مدويه استقرت في قلبه.. وجعلت لهيبا حارقا يستقر في عضلته التي تستقر في يسار جسده... كلمات خرجت لتعذبه وتجعل قلبه يفيض من الالم.. الحزن..
" عودي.. او انا اذهب اليك.. ارجوك.."
" السبب هو.. مجد.. منذ ان كسر القلادة.. اخر ذكرى لك يا امي.. لم استطع رؤيتك من جديد.." ثم صرخت من جديد " امي.."
كان صوتها يمتلأ بدموعها التي تتدفق بغزاره .. اراد ان يصرخ.. اراد ان يحمل الالم بدلا عنها فهي ذات قلب رقيق لا يتحمل.. هي فتاة بقلب طفلة .. تمنى لو انه لم يكن موجودا بحياتها .. او حتى ليت والدته لم تلده حتى لا يتسبب في كل هذا الالم في قلبها.. حتى لا يتسبب في اذيته... لقد كسرت اخر ذكرى لها يا مجد.. ماذا فعلت باجمل ما يعيد لقمر ابتسامتها !! هل هانت عليك سعادتها.. لقد كسرته بسبب غيرتك.. بسبب قلبك القاسي.... ااه يا قمر ليتك صرخت وقلت انه لامي.. ااه يا قلبي الممزق.. ماذا فعلت بها؟؟!... وبعد صرختها الاخيره تنادي بها والدتها.. كان داخله يتألم كثيرا ليشعر بقلبه يتمزق اكثر فأكثر.. لتصدر منه دموعا من الصميم... وسهاما قاتله تستقر في احشاءه.. وحرقة كبيره شعرها على خديه.. ليلامس احدهما واذ بدموع حارقه قد استسلمت أخيرا وخرجت من قلب ذلك الحديدي... واستمر على حاله يذرف دموع الالم بصمت الا ان تجمدت اطرافه.. فلا يسمع لها اي نحيب.. ولا يسمع لها اي صوت.. غزاه تفكير سيء بأن مكروها حل بها.. فسارع بخطواته وحاول ابعاد اغصان الشجر.. ثم اخذ يجوب بنظره خوفا وقلقا الى ان رآها....



اصيب بالذعر.. وتلاشت قواه.. شعر بقدميه لن تستطيع حمله وترك ما بيده مسرعا هائما على وجهه غير مباليا بجيتاره الذي اصطدم بالأرض... وصل ورثى بركبتيه.. ملقيه هي على الارض والتعب واضح بل مرتسم على ملامحها...وبرعب اكبر أخذها بين يديه المرتجفتان وهي يدعو بداخله ان تكون بخير وتعود الى وعيها.. ثم يضع رأسها على اليمنى وبيده الاخرى يحاول ايقاظها...

شعرت بذلك الصوت الذي يناديها من بعيد.. تردد اسمها مرات لا تسطيع ان تحصيها.. ذهب ذلك الصوت فجأه وعادت على ظلمتها من جديد.. مضت مدة لم تستطع ان تحصي دقائقها.. ليعود ذلك الصوت مع شيء بارد تسلل على وجهها.. شعرت بضوء خفيف يزعج عيناها.. وصوره غير واضحة تتمثل.. اخذت تغلق عيناها وتفتحها لمرات عدة... الى ان شعرت ان احدهم قد ساعدها بالاعتدال في جلستها كانت مازلت مغمضة عيناها بسبب ضوء النهار.. وتلك اليد ما زالت خلف ظهرها تشعر بارتجافها... وصوت يخرج لم تستطع تحليل حروفه بعد..
وبعد محاولات عدة لانتصار عيونها على الضوء.. فتحتها بتعب واضح.. لتلتقي عيونها الناعسه بعيونه التي ارسلت خيوطها المغناطيسه نحوها.. لم تكن تدرك اي تفسير لعينيه.. فبريق مختلف قد ظهر بهما... حزينه.. لا بل نادمة... قلقه.. لا تدري حقا أي تفسير منطقي تضع لفحوى عيونه وكأن مشاعر الدنيا قد سكبت بعينيه واختلطت برمادها...
" هل انتِ بخير..؟!" خرج صوته مرتجفا بعض الشيء.. لتخرج هي من الحلقة المغناطيسية التي جذبتها.. وتزيح بنظرها ناحيه البحيرة وتبتسم.. " أجل.."
ثم اعادت بنظرها اليه.. وعاودت الغرق في بحر عيناه من جديد واخذت تحدث نفسها ^ اذا كان رؤيتي لك يا امي حلما.. ولكن من الجيد اني رأيتك.. اشعر وان السعادة قد تدفقت في عروقي.. وبرؤيتك ادخلت الامل والتفاؤل.. وشعرت بالفرح يغمرني ويسير بدمي ^ وهنا اتسعت ابتسامتها اكثر امام عيونه المندهشه.. لتقف على حين غره وتدور حول نفسها وهي تضحك بشدة.. وتصرخ بصوت عال.. وكأن الحياة ساندتها من جديد متناسيه وجوده " وأنا احبك يا امي.."
وهنا ايقن مجد ان منبع تلك الابتسامه التي لاحت على شفتيها وهي فاقدة للوعي رؤيتها لوالدتها المتوفاة.. فكما اخبرتهم ريم بأن والدتها تزورها في احلامها بين الفنية والاخرى..
نهض من مكانه وعلى مسامع ضحكتها الرنانه تمنى ان تبقى ملازمه لها.. لا يدري لما قلبه يؤلمه جدا... يؤلمه لدرجه لم يشعر بألم كهذا من قبل.. التقط جيتاره والحاجيات الاخرى التي جلبها لقمر.. وبعد ان استدار عائدا كانت قمر قد شعرت بالتعب من شدة دورانها.. وقعت على الارض وهي تلهث سرعان ما ضحكت بطفوليه قد آلمت قلب مجد.. وهو يتقدم نحوها بخليط عيونه السابق والتي تجعل قمر اسيره هواه.. حيث بدأت ضحكتها الجميله تخف تدريجيا لتعلقها بعيونه الرماديه..
انها الجاذبيه بالنسبه لها... فليبطل نيوتن كل قوانينه ويعاود ترتيب نظرياته من جديد.. ويخبر الجميع ان الجاذبيه هو رماد عيني ذلك الحديدي
نزل لمستواها وهو يقدم لها الماء وبعيونه دمعه لا يستطيع افلاتها ولا سجنها بداخله... ثم يعطيها الماء ويقف مسرعا متجها بجسده نحو البحيره.. لتنتبه هي لفداحة ما تفعل.. وتثني عليه بكلام الشكر لتسرع وتنهض متجهه حيث تلك الزهرة الحمراء... بينما هو يقوم بمسح تلك الدمعه التي خانته ويعاود النظر الى طفلته من جديد وحريق في قلبه قد انتشرت السنته وامتدت الى جسده مع كل دقيقه تمر.. انها اشبه بالطفله وهي تسقي الزهره.. انها انيقه وبريئه..
مجرد حلم صغير اعاد السعاده اليها... انها اشبه بالاطفال فلا تستحق معاملتها يا مجد بتلك الطريقة..
تنهد تنهيدة نابعه من قلبه وهو يراها تتوجه نحو الارجوحة الخشبيه مبتسمة المحيا تنظر اليه... ذهب و اخذ جيتاره بعد ان عزم على ادخال السعاده الى قلبها هذا اليوم وان يحاول بأقصى جهده إلانة قلبه.. وهمس بألم وعيونه المثبته على ذلك العقد الذي بيدها وهو يقترب " لو كنت اعلم فقط.."

اخذت تبتسم بعدها عندما بدأ بالغناء.. واخذ يطلق صوته الجميل.. ولنضيفه الى قائمة الجاذبية مع عيونها.. وبعد مدة شعر بالتعب ليتوقف عن العزف والغناء في منتصف الاغنية لتكملها هي وهو كله دهشة من لغتها الفرنسيه.. وتذكر لاحقا الامر الخاص بفرنسا.. وحاول قدر الامكان ان لا يضحك على صوتها المريع.. فلم تكن تغني بل كانت تصرخ وتصرخ... لتتعب حنجرتها وتصمت ثم يطلق ضحكة عاليه منه على اثر توقفها لتنظر اليه ببلاهه ثم تفتح عيناها على اتساعها لتدرك انه يسخر منها.... ومن شدة براءتها وعفويتها تضحك معه لانها تعلم ان قدراتها بالرسم تفوق كل الشيء ولكن البكاء هو المتصدر بكل الاحوال.... ليستريحا بعدها من لعبه الغناء الذي دامت اكثر من ساعه للانتقال الى لعبه الصدق ام الشجاعه.. وكان اخر ما اختاره مجد الشجاعه... لتستقر بفكره شيطانيه تبعتها ضحكة خفيفه وهي تنظر الى شيء ما ليلتفت خلفه ويفرغ فاه..
" لا اصدق.. غيرت رأيي.. اختار الصدق.."
ضحكت قمر فقالت وهي تهز رأسها " لا لا.. انت اخترت الشجاعه.."
نظر اليها بشكل بريء حتى يثير شفقتها ولكنها قالت وهي تشير بيدها لا.. تنهد ثم " اختاري شيئا غير البحيرة.."
قمر بنبرة سخريه " مجرد بحيرة.. هل تخشى الغرق.. ثم ان شروط لعبتنا معروفة.."
قال وهو يبسط ساعديه " وانت ذكيه اخترت الصدق وتعلمين ان مجد المتعاطف لن يحاول معك بأسئلة محرجة.. كم انتِ ضعيفه ولست شجاعه.."
" قلت ذكية... " قالت بتحد وهي ترفع احدى حاجبيها
"اااه..."
ضحكت من كل قلبها على مظهره وهو يحك جبينه ثم اكملت بجديه " لا يوجد تهاون.. هيا للبحيرة.."
وامام ضحكتها وقف الزمان بالنسبة له.. ليصبح سجينا بها.. غير مدركا لما حوله.. لا يشعر بشيء الا بذلك القلب الذي ينبض بداخله وبصدى صوت يخرج من قلبه مرددا قمري.. قمري الوحيد.. ملاكي الابدي.. هائما بعيونها العسلية التي ازدادت جمالا مع سعادتها.. وصدى ضحكاتها يتردد في عقله كموسيقى يميل القلب اليها... وامان نظراتها المستنكرة لوقوفه وهو ممعن النظر اليها... طارت فراشات الحب حولهما لتنثر سحرها عليهما...
وشعور جميل لم ترده حينها ان ينتهي ...)))

تنهدت بأسى وهي تعود الى واقعها مع ابتسامه رافقتها بعد خروجها من بحر ذكرياتها... لتطوف على سطحه تحدث نفسها..^ كم كنت جميلا وقتها يا مجد.. ااه ان الشوق يملؤني وحنين غريب يسير في جسدي.. اتذكر ذلك اليوم الجميل وابتسم واشعر بقلبي ينبض بشدة .. ادركت بعدها كأنك تعتذر لتصرفاتك.. كانت المره الاولى التي تشعرني بسعادة كبيرة.. ولم تعلن حربك ولا كلامك القاسي.. لقد كان وداعك بطريقه جميله ولكنها مؤذية لقلبي.. رسخت في ذاكرتي... لقد شعرت بعطفك وحنانك.. وانك تملك قلبا يضاهي قلب الامهات...."
وظلت على حالها هذا تتأمل تلك الطفله بشرود ممتزج بحزن شديد غارقه في افكار ودوامات من حزن وأسى...

اما رامي فقد لفت انتباهه تلك الفتاه.. تقف مع رجل ببذلهة سوداء قاتمه بالقرب من قسم الاستعلامات الخاصه بهذا الطابق.. يبدو انه رجل فاحش الثراء.. تساءل هامسا " أليست تلك قريبه رائد..!!" شعرها الناري الصارخ الذي جذبه من البعيد والذي يبدو جذابا لرجل يحب النساء مثله ولكن.. يد ذلك الرجل التي انقضت على معصمها لتشعر بالألم.. لم يفكر بشيء سوى انه تقدم ببطئ ثم....

شعرت بتلك الكلمات التي واجهتها واخرجتها من عالم احزانها.. انه رامي يقف بجانبها ويبدو قلقا.. يفكر بشيء ما!! تبدو علامات الاستغراب قد تملكته!! علامات وجهه البشوشه قد اختفت!! ابتسامته غابت عن وجهه!!
قال لها بكلمات مقتضبه " هيا.. لا اريد ان أتأخر كثيراً.."
نظرت اليه بعدم استيعاب.. فرامي لا يعاملها بذاك السوء ابدا.. انه كالأخ بتصرفاته وبحنانه.. فليس من عادته تلك الكلمات المقتضبه استهجنت الامر برمته فكادت ان تسأله لولا يده التي امتدت ليشير اليها بأن تسير امامه فأذعنت لذلك وآثرت الصمت ليتوجها بعدها معا نحو المصعد تحاول فك تلك العلامات والتساؤلات التي عصفت في عقلها
اما هو يحاول انكار ما سمعه قبل قليل....


يتبع،...




مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 03-13-2020   #3


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 14 ساعات (09:53 PM)
آبدآعاتي » 3,247,317
الاعجابات المتلقاة » 7388
الاعجابات المُرسلة » 3673
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



نظر لساعته للمره الاخيره.. عشرون دقيقه مرت والممرضات ما زلن بالداخل !! وقد زاد قلقه أكثر مع كل دقيقه تمضي!! ماذا تراه حصل!! هل وضع والدته جيد أم..!! انه يستبعد تلك الفكره تماما.. لقد عانى من فقد احدى والديه لا يريد خساره الاخر..!!
تنهد براحه عندما اقلبت عليه ريم فأبعد كل تلك الهواجس والمخاوف والأفكار الشنيعه عنه ..امسكت بمعصمه بهدوء تنظر من خلال النافذة التي تظهر ما بداخلها وكأنها تبعث فيه الراحه والامان " انهم يتفحصونها لا تقلق.."
" عشرون دقيقة.." بعد صمت وهم يتأملون الممرضات يقمن بعمل لا يفقهن منه شيئا..
نظرت اليه وادركت انه يتحدث عن وقت بقاء الممرضات بالداخل.. ينظر بقلق لتقول هي بهدوء " انه عمل روتيني.." ابتسمت عندما نظر اليها واردفت " ثم انها بخير.. ستكون قويه تقف على قدماها من جديد.."
وزادت ابتساماتها واتسعت عندما امسكته واخذت تسير به الى المقاعد " ستشفى تماما.. وتخرج من المشفى.. وتعد لنا تلك الحلويات التي تذوقتها في منزلكم.."
احنى رأسه للأسفل وقال " أتمنى ذلك.."
تنهدت وهي تنظر اليه.. شعره مبعثر.. يسقط على جبينه باهمال.. علامات التعب واضحه على وجهه.. يبدو انه لم ينم ليله أمس..!! ما زال على حاله!! حزينا!! خائفا!! يخشى فقدان والدته!!
اااه يا رائد يا ليتني استطيع إخراجك من حزنك هذا!! ولكنها والدتك.. لا استطيع ان اتفوه بأي شي أحمق يضحكك فيبدو انني لا اتفهم الوضع الذي تمر به الان..!
أسندت رأسها على كتفه ثم...

فتح عيونه عندما لامس شيء ثقيل بعض الشيء كتفه.. نظر جانبا فكانت ريم مغلقه عيناها.. اسندت رأسها الجميل على كتفه وقالت " يا ليتني اكون طبيبتها الآن وافعل ما يلزم.. ولكن شاء قدري ان اكون اصغر سنا.. وفي كليه الادارة.."
ابتسم بألم لجمال هذه المخلوقه وظرافتها.. حتى في اصعب اللحظات تتفوه بما هو جميل.. ولكنك يا رائد لا تعلم لما تفوهت بشيء جميل كهذا!! حلم صغير تمنته كي تسعدك.. تحاول ان تكون معك ليس بكلامها فقط... بل انها تبعث فيك المشاعر المختلفه.. تخبرك انها انقى من فتيات المجتمع المخملي.. ترسل لك شعارات الامل والتفاؤل.. تشعرك بأنها معك دائما...
شعر بشيئ داخله يصبح كآله كوسيقيه تعزف الحانا من الحب ومشاعر شتى.. وخرجت تلك النوتات الموسيقيه بكلام تفوه به رائد تفصح قليلا عن مشاعره المخبأة الى الان " ولكن لحسن الحظ انك هنا.. بجانبي.." ابتسمت اثر عبارته وشدت قبضتها على يده وقالت وهي تعتدل في جلستها " تعتبرني ثرثاره اعلم.. ( ابتسم هو هنا لتكمل هي) ولكن كن قويا من اجل شقيقتك الصغيره.. من اجل والدتك ايضا.." صمتت قليلا ثم قالت وهي تتمعن وجهه وبنبره حزينه " انظر الى نفسك يا رائد لقد اتعبت جسدك.. لترتاح قليلا.." كاد ان يعترض ولكنها قالت تحاول اقناعه " هل تريد من امك ان تستقظ تلقاك شاحبا!!،، هل تريد احزانها ب..."

وقاطعها صوت من الخلف.............
" اتركيه وشأنه.." ثم قال رامي وهو يتوجه حيث يجلس رائد ويصافحه وبعد ان جلس مقابلهما مع قمر التي تمنت الشفاء العاجل لوالدته
" وبالمناسبة جميع سكان الكره الأرضية تعلم بأنك ثرثارة."
عاد للسخريه من جديد.. لتجحده ريم فليس الوقت ولا المكان مناسباً لسخريته تلك ثم نظرت الى قمر الشارده وزفرت بحراره... ولم تمضي الا دقائق لم تتجاوز الخمس لتنضم اليهم جيداء.... وتجاذبوا فيها اطراف الحديث حول امور اعتيادية كسؤال عن الحال والاحوال.. وبعض الامور التي تخص عمل قمر الجديد.. وهكذا..!! الى ان نطق رامي بعد ان نظر الى ساعه معصمه " بالاذن.. لقد قمت بتوصيل الامانة" وهو ينظر الى ريم التي تجحده بنظرات وهي مضيقه لعيناها.. ليكمل موجها حديثه الى رائد بعد ان لمح جيداء ذات الشعر الناري تفرك يديها بتوتر وكأنها تنتظر شيء ما " ان كنت تحتاج اي مساعدة فنحن لها.."
ابتسم له رائد ممتنا " شكرا.. لقد قمتم بما هو افضل.. مساندتي بمحنتي.."
" حقا ان كنت تحتاج لأي شيء... فأنا بالخدمة.." ثم وهو يقترب منه " ماديا ومعنويا.."
تجهم وجه ريم بينما قال رائد ممتنا له " شكرا لك.. لا اعلم كيف سأسدد ديني اتجاهكم.."
قال رامي وهو يغمز الى ريم.." ستسدده لا تقلق.." ثم شد على كلامه " بالمستقبل القريب..."
وما ان نطق كلمته حتى ازهرت ورودا حمراء على وجه ريم فهل غضبا ام خجلا؟؟ ولم يدرك رائد ما المعنى الخفي لكلامه فاكتفي بالابتسام
وحينها تقترب قمر من رامي حيث يجلس بجانبها وتهمس له " حقا ستقتلك.."
وما ان انهت حتى صدر صوت فلاش الكاميرا.. ليتوجه انظار الجميع حيث جيداء التي التقطت صورة تجمع الرباعي عبر هاتفها المحمول... وعلامات الغرابه تعتلي وجوههم...

**************
و في مكان بعيد.. مليء بأحزان.. وآهات!! صرخات من الم شديد!! عيون متعبه من شده البكاء!! صغار هم!! فقدوا حنان امهم!! وعطف والدهم!! يعيشون تحت مسمى قد التصق بهم.. عرف بالايتام!!
لافته معدنية حمراء كتب عليها بخط عريض ابيض ( ملجأ الأزهار الحزينة)،، اسم على مسمى كما يقال.. أزهار حزينة!!

وفي سياره سوداء قد ركنت على جانب الرصيف...
" انتبهي على ملاك جيدا يا سوزان.."
رجل قد اخرج تنبيهاته و وصاياه.. بل اوامره تجاه مربيه ابنته الوحيدة!! ملاكه الذي يخشى ان يحصل لها مكروه!! كانت عيونه الزرقاء متوجه نحو سوزان تستمع لأوامره التي لا تنتهي والتي تخص ملاكه.. التي قالت اخيرا.. طفله صغيره لم تتجاوز التاسعه.. شعرها الذهبي يماثل خطوط الشمس بعيونها الزرقاء اللامعه نظرت الى والدها " والدي العزيز لا تقلق علي.."
ابتسم ووضع قبله على وجنتيه ثم قال بحنان " لا اريد ان يحصل لك مكروه فقط.."
طمأنته سوزان قائله " لا تقلق سيد ماجد.. ملاك مهمتي.." واردفت قائله " لن تطيل مهمتي هنا.. بضع ساعات قليله فقط.."
قال هو منبها " ساعه واحدة فقط..."
بينما ملاكه الوحيد اعترض " ولكن يا ابي.."
" قلت ساعه واحدة.. حتى نعود قبل حلول المساء..."
قوست ملاك فمها لتقول سوزان " لا تقلق يا سيدي.. كما أمرت.."
ثم ترجلتا من السياره لتمضيا في طريقهما وتقول سوزان " هل تعلمين يا ملاك ان والدك يخاف عليك كثيرا!!"
قالت ملاك وهي تتشبث بيدها " اجل.. انه يحبني كثيرا.. فبالاصل انا محبوبة من قبل الجميع"
نزلت سوزان لمستواها وقرصت وجنتها " واثقه من نفسها ومغرورة من الآن كيف المستقبل؟؟"
لتبادلها تلك الصغيرة ابتسامه طفوليه وتمسك وجنتيها بأصابعها وتقرصها وهي تقول " كذلك الأمر.."
ضحكت سوزان على تلك الطفله.. واعتدلت في وقفتها واخذتا تسير داخل تلك الباحه المليئة بالقليل من الفتيات...

خرجت بعد ان ضاق صدرها.. فرامي يتحدث بشؤون الملجأ مع مديرته.. فآثرت ان تمشي بأروقته.. تحدثت مع بعض الفتيات قليلا.. احلامهم المبعثره في الأرجاء.. قواعد للعيش فرضها الزمان من دون عائله!! فقط اصدقاء بنفس الحال!! صغار هم يعانون من فقدان كل شيء!! يريدون حنانا عطفا وأمانا!! ولكن بدل ان يروا كل هذا من عائله!! كانت الدوله كفيله بأن تغدقهم كل ما يريدون ولكن بمشاعر مزيفه اختلوقها هم!! أولئك الازهار الحزينة!!

زفرت بضيق وهي تتوجه خارج الملجأ الذي يحمل في طياته آلام سنين قد عاشتها وكبرت معها.. فكل ركن من أركانه قد شهد على دموع خانتها وانحدرت على وجنتيها.. قبيحه هي السنين وجميله.. مضتها هنا!!! بين احلام راودتها وتريد تحقيقها!! بين امنيات قد حلقت بعيدا وبعيدا فوق سماء المدينه!!

كل ما حولها كما كان.. ملجأ يحوي فتيات يتغلبن على الحياه ببرائتهم.. سعادتهم في اللعب بباحة مسكنهم الوحيد.. فتيات صغار وكبار!! ابتسامات وضحكات يخففون بها آلام قلوبهم التي ذرفت الكثير من الدماء..

" شكرا.. لك يا جميله.."
تفوهت بها قمر بعد ان تنبهت باحدى الفتيات والتي تدعى سيلين في عامها الخامس عشر تناولها بعضا من البسكويت المحشو بالشوكولاته اللذيذه لتأخذ قطعه منه.. ثم اردفت " كيف انتِ يا سيلين؟!"
اجابتها سيلين بسعاده قد كشفتها اسنان اللؤلؤ التي تملكها " جيده.. سأخرج من هنا لقد تبنتني احدى العائلات.."
ابتسمت قمر " جميل.. اذا سيشتاق اليك الجميع؟!"
اومأت سيلين برأسها لتكمل حديثها عن عائلتها الجديده " الام تبدو طيبه كثيرا.. لقد احضرت لي بعض الملابس.. اظن انها احبتني.. وانا كذلك....و.."

الى هنا توقفت قمر على استقبال كلمات تلك اليتيمة البريئه.. وكأن حروفها تصطدم في عقلها وتنعكس في الاتجاه المعاكس.. طبقا لقانون نيوتن !! لتركز جل نظرها على تلك التي تسير في منتصف الساحة ذات الارضيه الاسفلتيه.. انها نفسها تلك الفتاه.. ولكن كيف!! هل تتخيلها في كل مكاان تذهب اليه.. قبل قليل في المشفى!! والان هنا!!
فتاة صغيره.. بل طفله جميله.. انعكست اشعه الشمس على جديلة شعرها الذهبية.. تشبك اصابعها النحيلة الصغيره بيد تلك الفتاه العشرينيه.. كانت قد رأتها ترتاد الملجأ في السنين السابقه... تكبرها بعامين او اكثر على ما تعتقد....

" لقد كانت أجرأهن وأكثرهن قوة.. برغم ما اصابها من فقدان والداها بحادث سير مخيف.. وموت جدتها من بعدهما.. الا انها كانت قوية.. يستمد الجميع منها القوة... كانت مصدر شعاع الامل للاطفال هنا.. " تنهدت مديرة الملجأ وهي تنظر من نافذتها حيث سوزان والتي تقف بمنتصف الساحه مع ملاك.. لتكمل حديثها الى رامي بعد ان اعتراه الفضول نحوها " ولكنها تم تبنيها مبكرا من احد رجال الاعمال الكبار في البلدة المجاورة .. بعدما جاءت ابنه عمك بشهرين تقريبا.. وكانت تزور الملجأ بين الفنية والاخرى..."
ثم اخذت تشير اليه بيدها نحو الخارج.. " لذلك علاقتها مع قمر ليست علاقة قوية.. حيث كانت ترفض الحديث مع الاخرين.. كانت تعيش مأساتها لوحدها...."
تحدث بنبرة حزينة " وما زالت.."
*******************
اتخذت طريقها حيث مكتب المديره.. لقد اشتاقت اليها والى هذا الملجأ.. لها مدة لم تستطع فيها زيارتهم بسبب عملها... ثم اخذت تعطي ملاك النصائح وما يتبعها من عدم الابتعاد عنها.. ولكنها توقفت بدهشه عندما سمعت رد ملاك الحاد
" وهل انا صغيره لتعطينني تلك الاسطوانه من جديد.." ، ثم اخذت ملاك تقلد لهجتها " لا تبتعدي..لا تقتربي.. لا ولا..."
تنهدت سوزان وقالت " ولكن اخشى ان يحصل لك مكروه"
قالت ملاك وهي تضع يديها على خصرها بتحدٍ " لن يحصل.." صمتت قليلا ثم اكملت بنبرة عتاب طفولية " لماذا جميعكم هكذا.. تخشون علي كثيرا.. تخافون ان اخرج للحديقة..و..." واكملت قائمة الممنوعات التي يجب ان لا تفعلها وحدها...
زفرت سوزان وهي تضع يدها على جبهتها وكأنها تضبط اعصابها.. وكادت ان تتفوه بكلمه لولا ذلك الصوت الذي صدر من خلفهما.. لتلفت اليه وهنا كانت قمر تدنو من ملاك وتتحدث اليها بنبرة حانية...
" أليس جيدا أن تري الاهتمام بمن هم حولك..."
صمتت ملاك واشارت بأنها لا تدري... لتتحدث قمر بعدها وهي تشير الى الفتيات ما حولها " انظري.. هؤلاء الفتيات.."
لتكمل سوزان عنها عندما رأت الفضول على ملاك " انهم يعيشون هنا من دون ام واب وعائلة.."
تساءلت ببراءة " لوحدهم ألا يخافون؟!"
ابتسمت قمر ثم اشارت برأسها بمعنى لا.. ثم قالت وهي تعتدل في وقفتها بكلام لم يسمعه ولم يشعر به الا سوزان " بل يختنقون وجعاً.."
واتبع كلامها قدوم رامي برفقة المديرة التي ابتسمت بوجه سوزان ورحبت بها... اما بالنسبة لابناء العمومة قد خرجا منذ ان توجهت اقدام المديرة مع سوزان وتلك الطفلة البريئة...
وما أن خطت اقدامهم داخل المبنى الكبير الذي يرتسم على جدرانه دموعا وصرخات مدوية.. وحيث اتجهت تلك الاقدام الست نحو مكتب المديرة تساءلت سوزان وهي تدلف داخله " أليست تلك الفتاه هي نفسها قمر؟!"
اجابت المديرة برزانه كبيرة وهي تتجه خلف مكتبها المصنوع من الزجاج الاسود " انها هي بنفسها.."
" ألم تكن تعمل هنا في المأوى تساعدك في بعض الاعمال..؟!"
اومأت المديرة برأسها لتتساءل بعدها سوزان " واين تعمل الان!!"
اجابت المديرة على مضض " في جمعية خيرية؟!" ثم تلتفت حيث ملاك وتساءلت مغيرة دفة الحديث وبابتسامة " ومن هذه الجميلة؟!"


وتتحرك عقارب الساعة رويدا رويدا... و تنتهي ساعه فتتبعها اخرى.. ويبدأ حلول الظلام... و تبدأ شمسنا باكتساء رداءها الجميل ذو اللون الازرق الذي يتحول الى سواد كاحل فيما بعد.. وامام بوابة المشفى المطلة على الشارع الرئيسي وقف رائد مودعا ريم والتي لازمته منذ الصباح..
قالت له وهي تشير باصبع السبابة " لقد قضيت على عطلتي.. سأحاسبك على ذلك.." ثم ضحكت بمرح لتظهر اسنانها البراقة..
" ومع ذلك اشكرك ايتها المشاكسة.."
" ان اردت شيئا من تلك المشاكسة فقط اتصل.." ثم اخذت تهرول مسرعه حيث السائق الذي ينتظرها وصرخت بمرح وهي تحاول ان لا تتعثر ثم تركب هي السياره من بعدها.. ولم يمضي الا ثوان قليلة حتى اشتغلت محركات السياره ثم تبدأ بالانطلاق... وكاد ان يعود بادراجه نحو الداخل لولا صوتها الذي اخرجته...ليتلفت فيراها قد اخرجت جزء من جسدها عبر النافذه " الى القااااء يااا راائد..."
وكان صوتها يبتعد مع ابتعاد السياره وطيف يدها يهتز يمينا وشمالا مودعا وابتسامتها الجميلة تزين وجهها لتختفي بعدها السياره عن الانظار وابتسامه جميلة قد اخذت ترتسم عليه....
يا لجمالك ايتها الريم...
خرجت من فمه وهو يعود بادراجه للداخل.. فمنذ الصباح قد تشاركت معه همه وارقه وخوفه.. كانت بلسما له حاولت تنسيه ذلك الالم الذي يتسلل بين الفنية والاخرى.. لتذهب به بعيدا حيث جزيرة الامل لتبث فيه التفاؤل بأن الحياه ستقف معه يوما.. بأن تحفظ له والدته وتغنيه عن حاجه الناس.. اخذت ترسم له مستقبلا جميلاً مليئا بسحر جميل... وترسل اليه اجمل معاني الحب المخفية وراء كلمات تخرجها من فمها الجميل.. لو ان الزمان يساعده فقط باجتياز ذلك الحاجز بينهما!! لو يعطيه الكلمات السرية لدخوله نحو حياة الحب معها!! لو تعطيه املا بالبقاء في قيدها مدى الحياة... لو لم يحصل معه ما حصل في ماضيه الاليم لكان من الممكن ان تحل شيفرة الحب بينهما!!
تنهد براحه كبيرة ثم اخذ يمشي بهدوء شديد وكله لهفه لرؤية والدته من جديد حيث استقيظت وعادت الى وعيها منذ قرابه الساعة واصبحت حالتها جيدة... لتجره قدماه حيث يقبع المصعد الكهربائي... ولكن صوت من البعيد يقول " سيد رائد.."
التفت ليرى احدى السيدات تشير اليه بيدهاا.. لم يكن وجهها غريبا.. فقد كان مألوفا من مكان ما.. اخذ يخطو بخطواته وهو يحاول امعان النظر بملامحها وهو يتقدم خطوة بخطوة... انهااا الممرضة التي اعتنت بوالدته بعد خروجها من العملية.. فماذا تريد!! هل بشأن وضع يخص والدته!! ولكنها استيقظت !!
ليتسائل بخوف وعلامات الذعر بادية على وجهه الابيض بعد ان وصل اليها " خيرا.. هل هناك خطب ما!!؟ هل بشأن والدتي!!"
اجابته الممرضة "انها بخير.."
تنهد براحه ولكن ما الامر..!!
" لكن ما الامر.. !!" رائد وكله ااستغراب
ليتفاجأ بذلك الشاب الذي يجلس خلف الاستعلامات يسأله ببرود الموظفين "هل انت السيد رائد عدنان ال...؟! المسئول عن السيدة عائشة ال..؟!"
اومأ رأسه " أجل... ماذا هناك؟!".. وقبل ان ينطق الموظف بأي كلمة قال رائد مندفعا " ان كنت تتساءل عن المال اللازم دفعه للطبيب الآتي من مشفى اخر والذي اشرف على العملية ف..."
قاطعه الموظف بذات النبرة السابقة " لقد تم حل هذا الامر.."
عقد رائد حاجبيه وقال بشكل متقطع من الاستغراب " كيف.. ذل.. ذلك؟؟!
نظر اليه الموظف وقال بضجر " لقد تم.. انتظر هناك شيئ.. ممم اين هو" ثم اخذ يبحث عن شيء ما في ذلك المكتب ثم قال وهو يناوله الى رائد المرتسم على ملامحه الجمود.. الدهشة..
" تفضل يا سيد.. لقد تم استخدام هذه البطاقة البنكية صباحا للدفع.. وقد نسيها صاحبها مع العجلة.."
ازدرد لعابه بصعوبة.. ثم اخذ تلك البطاقة وينتابه الاستغراب بذلك الشخص الذي لم يعرف هويته بعد.. من عساه يكون قد تخلى عن ماله من اجله هو... هل ريم!! لا لا أظن فهي معي منذ الصباح ولم تفارقني الا قبل قليل.. ام تراه ابن عمها!! هل يعقل!! فقد غادر صباحا وبما ان الدفع قد تم صباحا... زفر بحراره... ثم نظر الى يد الموظف الممدودة للمرة الثانية وعلامات الضجر بادية على وجهه " ان انتهيت من شرودك خذ هذا.. "
شعر رائد بالاستياء من تلك المعاملة.. اخذ تلك الورقة الصغيرة بعد ان رمق الموظف نظره غضب.. ليتوقف وهو ينظر اليها بعيون تحاول كشف الشخص الذي قام بالدفع.... فقد كانت عباره عن وصل للدفع تحوي المبلغ المدفوع واتسعت عيونه هنا!! دهشة بل غضبا بغير تصديق!! زفر بحراره و اصابعه تتخلل شعره الاسود.. اعاد عيونه المندهشة للوصل مرة اخرى ليقرأ الاسم حرفا حرفا!! ويحلل ذلك التوقيع في اسفل الورقة!!
تدفق الدم من عروقه ليتجه خارجا نحو وجهه الذي احتنق وتلون بلون الدماء ثم صر على اسنانه بغضب وهو يهمس " جيدااء..." وشد بقبضته على ذلك الوصل واتجه من بعدها بنفسٍ يتلاحق من الغضب وعيون دامية فمظهره الحانق تنذر بوقوع ثورة بل معركة قوية سيسقط على إثرها ضحايا..
وصل الى جهة المصعد ثم ضغط بقوة على ازراره مرة تتلوها المرة..
" هيا ايها المصعد اللعين.." قالها بغضب شديد وهو يضرب بابه بشده فلو انه ليس مصنوعا من المعدن فقد يتكسر جراء ضرباته المدوية..
ثم اتجه بنظره الى اللوحة التي تعرض ارقام الطوابق الذي يجتازها المصعد..
" تباا.." فكانت اللوحة يظهر بها الرقم 6... زفر بحراره واتجه بعدها نحو الدرج الجانبي.. ليبدأ الصعود.. درجتين درجتين.. مسرعا يتلاحق نفسه الساخن وكأنه تنين يخرج نيرانه.. فيبهط صدره ويعلو..
وصل الى الطابق الذي تتواجد به غرفة والدته.. فمن المؤكد ان جيداء هنا... سار في رواقه الذي تتلون جدران بلون الازرق.. مضربا هائما يكاد قلبه ينفجر غضبا وتقتلع جذوره من مكانها كحمم بركانية تنشق من فوج الارض لتنتطلق في مسيرها عابرة فوهة البركان وتلقي بقذائفها حوله..
واشتد به الغضب وشعر باختناق يجوب صدره ويضغط عليه فيكتم انفاسه... عندما لم تكن تجلس بالممر ولا بداخل الغرفه..
اخذ نفسا قويا.... ثم اتجه بخطواته مبتعدا عن هذا الطابق حيث الفناء الخلفي للمشفى فقد تكون متواجده هناك...

جال بنظره ثم وقعت عيونه الملتهبة عليها.. تجلس على احد الكراسي الخشبية تشرب كوبا من القهوة شاردة الذهن.. تقدم منها كقنبلة على وشك الانفجار.. ثم صرخ بأعلى صوته.. و شعر بأن حباله الصوتية قد انقطعت وكأن سكين حاد قد اخذ ينحر اعصاب حنجرته.......
" جيدااااااااااااااااااء.."

**********
انتهى الفصل التاسع







مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 03-13-2020   #4


الصورة الرمزية مجنون قصايد

 عضويتي » 27626
 جيت فيذا » Jul 2014
 آخر حضور » منذ 2 ساعات (10:02 AM)
آبدآعاتي » 265,672
الاعجابات المتلقاة » 1864
الاعجابات المُرسلة » 8778
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 51سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » مجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد


 توقيع : مجنون قصايد






رد مع اقتباس
قديم 03-13-2020   #5


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 16 ساعات (08:16 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11617
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي


 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس
قديم 03-13-2020   #6


الصورة الرمزية نبضها حربي

 عضويتي » 28286
 جيت فيذا » Apr 2015
 آخر حضور » منذ 3 أسابيع (08:25 AM)
آبدآعاتي » 68,318
الاعجابات المتلقاة » 692
الاعجابات المُرسلة » 100
 حاليآ في » السعوديه
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » التراث
آلعمر  » 25سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوجه
 التقييم » نبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   pepsi
قناتك mbc
اشجع ahli
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 9 CS2 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



طرح رائع


 توقيع : نبضها حربي





رد مع اقتباس
قديم 03-13-2020   #7


الصورة الرمزية روح الندى

 عضويتي » 29723
 جيت فيذا » Jul 2018
 آخر حضور » منذ 2 ساعات (09:32 AM)
آبدآعاتي » 91,306
الاعجابات المتلقاة » 6900
الاعجابات المُرسلة » 8248
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » روح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ يُسع ـدني أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ تـقبلـوٍ خ ـآلص احترامي لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله


 توقيع : روح الندى



رد مع اقتباس
قديم 03-13-2020   #8


الصورة الرمزية ضامية الشوق

 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 6 دقيقة (12:25 PM)
آبدآعاتي » 1,056,679
الاعجابات المتلقاة » 13872
الاعجابات المُرسلة » 8054
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت يمناك
طرح جميل جدا


 توقيع : ضامية الشوق




رد مع اقتباس
قديم 03-13-2020   #9


الصورة الرمزية عـــودالليل

 عضويتي » 2
 جيت فيذا » Sep 2008
 آخر حضور » منذ 20 ساعات (04:24 PM)
آبدآعاتي » 749,999
الاعجابات المتلقاة » 1969
الاعجابات المُرسلة » 3987
 حاليآ في » فوق الكواكب والنجوم
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 28سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب
 التقييم » عـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك action
اشجع ithad
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
ياهلا باللي ينور

دنيتي صوته



كيف

لوجيتني

وش حالها الدنيا
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



مُعجب بكل ماشاهدت
وقرأت خلال تواجدي على هذا
الموضوع

دليل جمال ذآئقه
عالية المستوى ودقه في إختيار الطرح

شكري لك
من القلب على مجهودك

محمدالحريري


 توقيع : عـــودالليل




مهم جدآ
قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل
بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات

تفضلوا بالدخول

طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل

قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل


رد مع اقتباس
قديم 03-14-2020   #10


الصورة الرمزية البرنسيسه فاتنة

 عضويتي » 28643
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » 02-10-2021 (07:44 PM)
آبدآعاتي » 281,584
الاعجابات المتلقاة » 535
الاعجابات المُرسلة » 120
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



راقني انتقائك الماسي
تسلم يمينك
ودام عطائك العذب
پآقة ورد


 توقيع : البرنسيسه فاتنة






رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[[جميع ترددات قنوات الرياضه بالعالم]] فصول الحب …»●[الروح الرياضيــهـ والتنافس الشريــف ]●«… 9 07-02-2011 08:12 PM
معــلومـاتــ شاملهـ عنــ ـالفشلــ ــالكلويــ !! ـرسم ـالخ ـيالـ …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 16 02-18-2009 09:32 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية