•• وتستمر الحياة •• قصايد ليل

•


•

كم كتبناهم فبكى الورق ولم يهتز لهم جفن

كم نزفت أحبارنا لأجلهم ولم يكتبوننا مجرد حرف واحد

كم ناديناهم ولم يعد لنا سوى الصدى

و كم من الرسائل عاد بها الحمام ليخبرنا بأن عناوينهم كانت خاطئة

•


•

نحن كشعوب شرقية نعاني من أزمات عدة وذلك ينعكس على علاقاتنا الإنسانية مع بعض

فغالباً علاقاتنا مع الأخرين معرضة للبتر و الحذف وغالباً دون مقدمات

فالفشل في أي علاقة أمر وارد لكنه ضمن مجتمعاتنا غالباً ما يكون الفشل عنواناً له

عندما تطوى الصفحات على علاقة حب أو صداقة لا شك بأن الأمر مؤلم و يسقينا علقم الغياب

لكن توقف أيها المتباكي فلست مجرد نكرة لتنهي حياتك بعد أي رحيل

فإما اختيارك كان خاطئاً أو أن سلوكيات العلاقة كانت أقل من أن توصف بالحب

فالحب الحقيقي يتجاوز أي شيء و البعض يقول إلا الخيانة

و أقول الخيانة لا تعرف طريقها لكل عاشق حقيقي أصلاً

على الرغم من أن هناك عشاق غفروا لأخلائهم ذلك

توقف .... هذا الرحيل لا يعني أنها إنتهت الحياة

فمن الظلم لذاتك أن تعتبر نفسك تابعاً لمجرد شخص

و أنك مجرد جرم صغير يسبح في فلك شخص محدد و إن غاب توقفت عن الدوران

من حقك أن تحزن على ذكرى جميلة أو على صفحات في حياتك تم طيها قسراً

لكن غالباً من تتباكى عليه لا يستحق منك ذلك وهذا ما أثبتته لنا الأيام

فمن غادر حياتك هو شخص قد اقتنع بأنك لم تعد له أي شيء

فكيف بالله عليك تعتبره بعد ذلك أنه لا زال عندك كل شيء

هناك غياب قسري لا أعنيه هنا و هذا مؤلم ولا شك و لكني أتحدث عمن هجرك طائعاً

فالمحب الحقيقي لا يهجر عشه الدافئ لأنه بالأساس لا يفكر أن يهديك الوجيعة والألم

لطالما هو غادر قفصاً كان يجمعكما فلم أنت لا تزال مصراً أن تبقى سجين ذاك القفص

أيقظ الغرور في ذاتك واستنهض عزة النفس و قبل ذلك لا تدع عقلك غافياً عن الحقيقة

أنت إنسان لم تكن يوماً شريداً في هذه الحياة

هناك من تعب لأجلك فلا تتعب نفسك والآخرين وترحل نحو مدن الضياع

لا شخص في هذه الحياة مارس معك الغياب يستحق أن تكتئب لأجله و تغمض العين عن غير ألوان السواد

لا أرتدي معطف القسوة أو أن قلبي فارغاً من كل عاطفة وحب

لكن التجارب أكسبتني حقائق آلمتني ثم أقنعتني أن ما فات من العمر حزناً عليهم كان حرام

و غالباً ما نكتشف أن كل ما مر بيننا وبينهم لم يكون سوى وهم وخيال

مجرد رؤيا و كلّي احترام لكل رأي آخر