رواية / فلا هو بالذي أبدى هواه ولا هو بالذي عني يغيب/ البارت العاشر

( البـــــارت الــعــاشر ) جلس سعود على الكرسي وهو يكلم الممرضة: بسرعة .. هزت الممرضة رأسها وهي تعقم الجرح و أمامها صحن معدني معقم مغطا بمناديل ورقية زرقاء اللون ، يحمل إبرة و خيط رفيع لخياطة الجرح .. سعود قطبّ حاجبيه بسبب حرارة المعقمات على جرحه الجديد إثر المشادة بينه وبين مجموعة الشباب بالأمس .. يحتاج أثير بالمهمة ك " طُعم " آمن من الخطر فقط فكرة بسيطة تنفذها و تذهب بحال سبيلها هي الوحيدة المناسبة لمهمته للقبض على مجموعة الشباب بالجُرم المشهود كتم شهقته لحدة الخياطه بخده وهو مُصّر عليهم مايضعون له مخدر .. لأنه يأثر عليه و هو مُقبل على طريق سفر بعد الخروج من المستشفى ليومين ليبتعد عن الوسط الى أن يهدئ الوضع و يبدأ بمهمته تجاهل صوت هاتفه المزعج بسبب اتصالات عبدالله المكثفه عليه من ساعتين وهو يتجاهلها كي لاتنهل عليه مدافع من شتائم عبد الله و غضبه ، غضبه الذي لايسلم منه أبرئ الناس عبد الله الذي إذا غضب هدم الجبال و ألجم أذاني الكهوف بصرخة . \ • \ • \ • \ { أمام بوابة المستشفى - عائلة عبد الرحمن } كانت عبير واقفة بين أخوها نواف و والدها و والدتها أمامهم و قلبها قارصها على اختفاء سعود أيضاً ! عبد الرحمن بغضب وهو يُدخل هاتفه بجيبه بعد ما انتهى من مكالمته مع عبد الله وهو يوجه كلامه لخلود المذعورة: بموت ناقص عمر من عيالك .. سعود ماهو بزر تحسبون خطواته رجال أصحى مني ومنكم يعرف مصلحته نواف بهدوء: بس اختفائه غريب و جواله مغلق من يومين حتى وليد مايدري وينه وفوق هذا له قضية مع مجموعة شباب مشكوك بوضعهم يحق لنا نخاف عليه عبير بتعب وهي تمسك مكان عمليتها برأسها و الصداع آحتل رأسها بثواني: وصلوني البيت برتاح ما أقدر اتحمل أمسكها نواف من يدها بقلق من هذيانها و ترنحها: تقدرين تمشين للسيارة والا أجيب لك كرسي؟ عبير بألم وهي تتقدم عليهم وتتجه للسيارة: أقدر بس استعجلوا لأني تعبانة ركبت السيارة بسرعة وهي تسترخي و تغمض عينيها لتطلب الراحة لمقلتيها قليلا .. أكملت خمس ليالٍ لم تنعم بسبات عميق و مريح و مكان عمليتها يؤلمها جداً و يؤلمها أكثر اذا أطالت التفكير او اذا أرهقت نفسها خلود وهي تلتفت لعبير التي بجانبها في المراتب الخلفية للسيارة ، وجهه عبير الأصفر يرعبها: تبين تستفرغين ؟ -أكرمكم الله- عبير هزت رأسها بتعب وهي تسحب الكيس من بين يد والدتها ، وتنزع طرحتها بقوة لترتاح و تستنشق الهواء خلود بحذر وهي تمد لها مناديل لتمسح بها فمها: ارتحتي ! سكتت عبير وهي تشرب من قارورة الماء التي مدها لها نواف و أبوها يسمي عليها نواف وهو يرفع عينه لها: لازم نروح البيت الحين عشان ترتاحين . عبير بقلق وهي تلتفت على والدتها: و سعود ؟ عبدالرحمن ابتسم لها رغم الألم الذي تشعر به بالها مشغول بسعود: يا عزتي للي ماعنده عبير , بنروح البيت عشان ترتاحين و نشوف وضع سعود في مكان هادئ \ • \ • \ • { منزل فهد بن عامر - جناح ترف } مستلقية كعادتها على السرير وهي تتصفح صفحتها بالانستغرام و بمواقع التواصل الأخرى وبجانبها صحن حب شمسي و عصير فراولة .. وهي تضحك على كل تعليق تستقبله بصفحتها شهقت بخوف من دخول زياد السريع عليها حتى بدون استئذان ترف بقهر: ما تعلمت الإستئذان ؟ زياد بتوتر وهو يبحث في أدراج تسريحتها: وينه وينه .. ترف وقفت باستنكار وهي تقف بجانبه: ايش تدور ؟ زياد بعصبية وهو يلتفت لها: والله لو أدري انه عندك ياترف ترف تأففت وهي ترتشف من عصيرها ببرود: ايش ؟ زياد بصرخة عالية جداً زلزلت زوايا المنزل من قوتها وهو يضرب التسريحة ب قبضته: فلاش الميموري حقي ترف شرقت بعصيرها وهي تضرب صدرها بخفه بكفها: أنا شدراني ! .. ماشاءالله كل ما عصبت حطيت حرتك فيني زياد بتهديد وهو يمسك بمقبض الباب و يرفع سبابته بوجه ترف: والله لو ادري انه معك بتندمين .. شغلي كله عليه ترف: ليش شكوكك علي دايم؟ يمكن مع مازن أو رتيل عيال عبدالإله أو مع حاتم ليه دايم تشك فيني .. زياد بغضب: لأنك جنية داهية من تحت الأرض طلعت لنا ترف بصراخ: بابا تعال شوف ولدك .. هيّن يا زياد خرج زياد من الغرفة وهو يغلقها بقوة و يتعوذ من ابليس زياد رفع رأسه لمازن الذي اتى يركض بخوف من صراخ عمته ترف: وش صاير ؟ زياد بتأفف: مدري فلاشي ضايع مو لاقيه - ألقى نظرة الشك على مازن - لايكون معك ! مازن بسخرية: ايه ميت على شغلك عشان يكون معي ، الحمدلله والشكر زياد بصدمة: ياوجه استح أنا عمك مازن بلا اهتمام: عمي على عيني وراسي بس مو كل من شفته رميت عليه البلاء مو مسؤولين عن أغراضك زياد: روح عني مو فاضي لك رتيل ضحكت وهي تتوقف عن الركض: وش فيهم الحلوين زعلانين ؟ زياد ابتسم بوجهها وهو يقرص خدها: والله انك أسنع من اخوك الخبل ، شفتي فلاشي ؟ رتيل: لا يمكن باللاب حقك مدري || • || { منزل حاتم بن فهد - مرسم غنى } جالسة على كرسيها الخشبي الفكتوري ، وبين أناملها فرشاة رسم مُلطخه بجميع الألوان وهي تنقل أنظارها بين زوايا رسمتها .. رسمتها اليتيمة من الحريّه رسمتها المُقيدة تماماً .. ماطلت بإكمالها كثيرا لأسباب هي لاتستطيع فهمها ، اتخذت اللون الرمادي عنوان لرسمتها و للصمت مجرى لها و لحكاية كفاح تُروى بين ثناياها بأريحية حكاية حروفها تجدها بين تعرجات الألوان و تحت مناطق الظل ابتسمت بهدوء وهي تكمل رسمتها متجاهلة نسمات الهواء البارد و صوت الرياح وهي تتسلل من النافذة المفتوحة وضعت الفرشاة الرفيعة على الصحن الخشبي وهي تلتقط فرشاة عريضة لتبدأ بإبراز المناطق المهمة بالرسمة و ابتسامتها تكاد تمزق وجهها و عينيها تذيب مشاعرها وهي ترسم ملامح ميتة ملامح تظن أنها دُفنت بالتراب بكل سذاجة ! اختفت ابتسامتها وهي تسمع صوت الباب يفتح ببطء ، لماذا لا يدعها و شأنها ! لماذا يحرمها حتى من أبسط الامور التي تسعدها غنى بحدة وهي ترفع فرشاتها الحمراء بوجهه وهي ملقيته ظهرها: لا تكمل خطواتك اطلع ما أبي اشوف وجهك .. ابتسم فارس بشحوب: افا ماتبين أخوك ؟ شهقت بصدمة من صوت فارس ، بل صدمة من رسمتها التي ما زالت مكشوفة للأنظار وقفت بتخبط وهي تدفع اللوحة بقوة حتى وقعت اللوحة على وجه الرسمة ضحكت غنى بتوتر وهي تركض لفارس و تسلم عليه: من زمان عنك .. فارس ابتسم وهو يلقي نظرة لمرسمها: شكلك كنتِ تنتظرين ضيف غير مرحب فيه ؟ ابتسمت بإرتباك وهي تدرك أنه يقصد كلامها قبل قليل: لا بس ماكنت أبي احد يدخل عندي وانا بنص انسجامي ، فيك شيء ؟ فارس بهتت ملامحه وهو يتصنع الإبتسامة في وجهها: لا بخير بس جاي أسلم عليك وعلى حاتم غنى ابتسمت: الله يسلمك يارب .. أخبار امي و ابوي ولمو ؟ فارس: كلنا بخير غنى رفعت كفوفها و تستقر على أكتاف فارس و بنبرة حنونة : فارس أنا اختك مو غريبة .. وجهك مو عاجبني من زمان و كأن في قلبك جبل من الحكي مختفي اذا الكلام يريحك تكلم معي .. فارس لمعت عيونه و نبرة صوت ماريا الحنونة ترن بإذنه و أحلامهم بتسمية ابنته أو ابنه رادوت مخيلته كَصفعة حارة توقظه من غفلته كيف سمح لنفسه أن يكون ضدها ؟ أخفاها عن عائلته حرمها من حقها يكون لها أهل مثله ، حرمها من إعلان زفافها و فرحتها بالفستان الأبيض مثل الأخريات ، حرمها من نسب إبنه له ! و صوت صاخب بداخله يصرخ: أنت أناني ! أنا اناني ؟ هي مثلي أنانية حرمتني منها و من ولدي ختم أفكاره ب ( استغفر الله العظيم ، الله يرحمهم ) غنى بهدوء: وين وصلت ؟ فارس ابتسم وهو يقبل رأس غنى: معك معك بس شردت شوي بالشغل لي كم يوم مأخذ لي راحة غنى ضحكت وهي تتقدم للوحتها و ترفعها قليلاً وغطيها بغطاء أسود بلاستيكي حتى لا تتعدم الألوان: يلا ننزل تحت نتقهوى شوي و نشوف أخبارك فارس ابتسم: حاتم بيذبحني قلت له ينتظرني تحت تآخرت عليه غنى انقلبت ملامحها بقهر وهي تمسك بيد فارس متجه للباب: ماعليك منه انت مع أختك هههههههه \ • \ • \ • \ { منزل عبد الرحمن بن خالد - مجلس الرجال } دخل المجلس بقدمه اليمنى وهو يلقي تحية الإسلام على أبيه و أخيه نواف عبدالله باستعجال أردفه بعد السلام: عرفتوا شيء عن سعود ؟ جواله مقفل للمرة الثالثة عبدالرحمن بقلق من خوفهم الزائد: مافيه الا العافية تلقاه مشغول بدوامه بس أنتم كبرتوا الموضوع عبدالله ابتسم لوالده وهو يقبل رأسه باحترام: يحق لنا ولدك كتوم حتى لو فوق رأسه مليون مصيبة مايهرج و على خبري ان فيه كم بزر متربصين له من شهور و ينخاف منهم - أكمل وهو يأخذ نفس عميق و يُربك راحة والده أكثر - و زود على كذا جواله مقفل من أمس وانا أتصل عليه مايرد كلمت وليد وقلت له يرفع بلاغ باختفائه بعد ما تأكدت تماماً انه ما راح يجيب على اي من اتصالاتي أو اتصالات وليد اذا تشوفون اهتمامي فيه خوف زائد لا أكثر ؛ فهو مو كذا ! نواف بهدوء وهو ينزل نظره على فنجان القهوة: عارفين شعورك ياعبد الله عارفين .. وسعود مافيه الا العافية إن شاءالله عبدالرحمن وقف وهو يحك رقبته بمفتاح سيارته: ما ارتاح لو مارحت القسم بنفسي رجال أطول مني وين بيذلف ؟ عبد الله وهو يبتسم بتوتر وهي يمسك بيد والده و ينزله حتى يجلس براحة على الأرض: ارتاح أنت .. ما أعتقد له داعي تتعب نفسك ان شاءالله بنعرف عنه خبر ومثل ماتقول رجال وين بيروح ماينخاف عليه ولكن هذا كله للإطمئنان وقف عبدالله وهو يشير لنواف ينتبه لوالده في ظل غيابه عنهم .. خرج مُسرع من باب المجلس وهو يتجه لسيارته ويصعد في مقعده الخاص و عيونه على شاشة هاتفه المفتوحة على برنامج خطوط الطيران بعد ماوصلت له رسالة بحجز تذكرة من مطار الدمام الى مطار الإمارات المتحدة / دبي .. ! صرخ بقهر ومافيه الا سعود ممكن يحجز بإسم عبدالله تذكرة أخذ هاتفه وهو يتصل على رقم سعود تنهد وهو يشعر بفرحة غزت قلبه مثل فرحة المسلمين بفتح مكة ، فرحة أُم بمولودها وهو يسمع سلام سعود عليه ! : وينك أنت ؟ اخذت عقولنا معك والله ياسعود لو تنعاد سكت عبد الله قبل يكمل جملته و تهديده الصريح ، و جملة سعود التي نطق بها صعقته و صفعت جميع حروفه ال28 لتمنعه عن النطق تحدث عبدالله بحذر وهو يضغط بشدة على مقود السيارة ويقف على طرف الشارع بسبب عدم تركيزه بالطريق من هول ماسمعه: نعم سيد سعود وش تفضلت ؟ سعود بهدوء ظاهري رغم النيران المُندلعه بصدره وهو يواجه عبدالله بكل صراحة برأييه: بسافر لمدة سنة سنتين ، كانت نيتي يومين و أرجع ولكن اكتشفت اني أحتاج مُدة اطول أرتاح فيها ! عبدالله بسُخرية وهو مو مصدق كل حرف تفوه سعود به ، وغير مستوعب لأي مدى وصل سعود له من اليأس !: ليش إن شاءالله ؟ لا يكون أنت أم متوفي لها خمسة أطفال بحرب والا قيسي خاينته حبيبته ! .. لو تعدت أسبابك شموخ الجبال ما بتقنعني إلى ان اشوفك يا سعود مافي سبب مقنع يسمح لك تسافر بمثل هذي الظروف و أعتقد والله أعلم سببك ماراح يقنعني نهائياً - أكمل بطلاقة وهو يسمع سعود يحاول يبرر له - تعال في الاستراحة نتفاهم و أشوف شعندك - بتهديد - ياويلك لو ما اقنعني سببك ! أغلق الهاتف بوجه سعود وهو يتنهد بعمق , يسحب الهواء لرئتيه ببطء و ينفذه ببطء أكثر لعل نار جوفه تخف انتظمت أنفاسه وهو يقف بهدوء و يكمل طريقه للاستراحة ينتظر سعود ويفهم منه مايحدث له .. سعود أخوه وبين عيونه و زاد قوة علاقته بسعود توصيات والده وثم والدته .. أردف أفكاره التي تتضارب برأسه بكلمة ( الله يهديه ) . \ • \ • \ • \ { المصنع التجاري القديم - البدروم } واقف بطوله الملفت أمام طاولة كبيرة و عريضة و قوية ، تحمل قنبلة كبيرة جداً وهو يركب و يضيف لمساته الأخيرة عليها و على شفتيه إبتسامة عريضة راضية تماماً عمَّ يصنعه وهو يدندن بجميع الأغاني التي حفظها تعبيرًا عن فرحه بمولوده الجديدة التي ستنضم لمجموعته الأخيرة و ستسافر معه على متن سفينته هذه المرة ! طلب من شركته باخرة كبيرة ليسافر عبر البحر إلى وجهته وهو مطمئن أن لا عبدالله ولا أمثاله يتبعونه .. و أن مهتمه ستتم بإذن الله ابتسم بشغف وهو ينزع قناعه الزجاجي ويمرر سبابته على قنبلته بفرحة وهو يسمي عليها و يحصنها ويكاد يرقص من شدة فرحه ..تقدم بهدوء للجدار وهو يضع اصبعه على وسط الخريطة بهدوء و يبتسم ابتسامة عريضة يكاد وجهه يتمزق منها و قلبه يرفرف فرحًا لما أنجزه وهو يجزم أنها أجمل قنبلة بتاريخ صنعته ! مدّد يديه وهو يتثاوب بنعاس شديد و تعب و أرق خرج من السرداب المُتهالك وهو يرى أنس صديقه أمامه يقف بغضب أنس بقهر وهو يصفق بقوة لحاتم وكأنه " مُعجب " من أصل 28 جمهوراً ! : مبدع تصدق ماعرفتك .. وش مسوي ياخبل؟ حاتم ببراءة وهو يبتسم في وجهه: وش سويت بعد .. أنس بصراخ وهو يشير على السرداب: قنبلة جديدة ؟ ماتبت! ولا فوق كذا تبي تهربها عن طريق باخرة عبر البحر الأحمر؟ مجنون أنت نسيت تفتيش الجمارك؟ حاتم بغرور وهو يقف أمام أنس ويربت على كتفه : ناسي أنت مع مين تتكلم .. محد يوقف بوجهي نهائياً واللي براسي بسويه ، واذا ماعندك خبر رحلة باخرتي بعد يومين تبي تخاويني؟ أنس بسخرية وهو يلقي ظهره لحاتم: مليت منك قلت مصيره يعقل غنى بتعقله , بس الظاهر انك جننتني و جنّنت بنت الناس معك من الحين أقول لك أنا مو مسؤول عن آي خطأ يصدر منك حاتم: ماطلبت منك تصير مسؤول عن أخطاءي ياعزيزي خلك بحالك خطتي أمشي من سواحل البحر الأحمر للأردن و أكملها ب طيارة خاصة لتايلاند .. تبي تسافر معي حياك ماتبي بكيفك أنس بسخرية: ناسي التفتيش ؟ حاتم: ماعليك أنا أدبرها ماتصعب علي أنس: مايصعب عليك شيء ماشاءالله حاتم بهدوء وهو يمشي خارج من المبنى و يرمي ردائه الأبيض على الارض بإهمال: قلتها مايصعب علي شيء عشان كذا لاتحط رأسك براسي - التفت لأنس بإبتسامة مُتكلفة ابتسامة لكاعة - عشان ما أكسره لك ! أنس رفع حاجبيه باستنكار لمقصده وهو يرفع سبابته بإزدراء بوجهه: توكل توكل ، لا تترمل زوجتك على يدي حاتم وهو يرفع صوته و يستفز أنس بضحكته: لا تحط رأسك براسي عشان ما تبكي أمك على فراقك بجوف الليل . \ • \ • \ • \ { في مشب الاستراحة - عبدالله & سعود } عبدالله جالس بهدوء وأمامه سعود وهو يُمعن النظر لشُعلة النار .. و يفكر بأمور كثيرة أرهقت فكره عبدالله تنهد بملل من الصمت الذي اتخذ له مجرى في جلستهم: تكلم قول أسبابك أنا اسمعك .. سعود رفع رأسه لعبدالله وهو ينبش عن كم كلمة ترضي عبدالله الذي بصعوبة يقتنع ب آي عذر : قررت أسافر عشان مهمة في عملي خاصة سكت سعود لثواني قليلة ثم أردف وهو يتنفس ببطء و ينفذ الهواء من فمه: الشباب اللي يلاحقوني نصفهم خارج البلدة و سبب سفري هو البحث عنهم بجو هادئ بعيد عن الأنظار لأنهم يراقبون بيتنا ! عبدالله رفع حاجبيه بصدمة آحتلت ملامحه وهو يردف بصرخة تعبر عن صدمته: يراقبون بيتنا ؟ .. لايكون نفسهم اللي سببوا مشكلة عبير ؟ سعود ابتسم ب بُهوت وهو يشعر بجبل ثقيل على صدره وهو يمسك بكتف عبدالله: صدقني السفر بينفعني أكثر من انه يضرني يا عبدالله سنتين بتمضي بلمح البصر و قول سعود ما قاله ، السنتين بسافرها لعمل مو لعب إكتشفت أن مجموعة الشباب اللي يلاحقوني مو هينين و وراهم سالفة طويله مالك فيها و عشان أمسكهم بالجرم المشهود عشان تثبت إدانتهم احتاج ابتعد عن أنظارهم .. فهمت علي ! عبدالله تنفس ببطء بعدم رضا بكلام سعود وهو يزرع على وجهه ابتسامة مُجاملة : قلت لأبوي ؟ و أمي ! سعود التزم الصمت وهو يفكر بالمستقبل و ب ردة فعل أمه أكمل عبدالله بنبرة جهورية ثقيلة وهو يُلقي و يزرع في قلب سعود " توصيات " نابعة من قلب أخوي صادق: انتبه لنفسك منهم في غربتك و إذا نقصك شيء كلمني أنا موجود ياويلك لو أدري أنك إحتجت شيء و ساكت ياسعود .. و الباقي تعرفه ماله داعي أعلمك \ • \ • \ • { منزل محمد " والد ضاري زوج لمياء " - المجلس } كان ضاري جالس بجانب " طارق " و والدهم أمامهم و بحضنه غزل ابنة ضاري محمد بهدوء وهو يمرر أنامله المُجعدة على ذقنه و شاربه: اي يا طارق متى تبي موعد عرسك ! طارق بنبرة خافتة وهو يزيح نظره عن والده: نفس موعده السابق ، بنفس التاريخ ! سكت محمد باستنكار لتشبث طارق بالماضي ، الماضي القديم آيام خطبته لغنى من شدة حماسه و ظنه ان غنى ستوافق عليه حدد موعد الزفاف دون علمه برأيها ! و هو سعيد جداً .. و ما لبث سوى يوم وليلته حتى صُعق ب ردها ( غير موافقة ) قبل أربع سنوات ، قبل خطوبتها ب حاتم بسنتين لايُنكر آنها حزت بخاطره و هو يفوق حاتم أخلاقاً ! ضاري بهدُوء: غيره التاريخ ما يناسبني ولا يناسب أهل أم غزل طارق: تقدرون تأجلون اشغالكم لليلة اللي بعدها التاريخ ماراح أغيره وهذا كلامي ؛ وعلى اهل زوجتك أعتقد مابيحضرون كلهم .. محمد بنبرة جهورية وحازمه: وليه إن شاءلله ؟ اترك عنك امور البزران اللي مالها داعي أهل عزام والنعم فيهم متأكد لو عزمتهم مايردوني طارق: اللي تشوفه || • || { منزل عائلة حمُود - الصالة } جالسة بنص الصالة على الأرض ورجولها ممدودة بطولها و أنس مستلقي على الأرض و رأسه على فخذ لميس .. كانت لميس تلعب بشعر أنس الكثير وهي تتأمل ملامحه بفرحة ، فرحة أنها وجدت بأنس شبه كبير بأمها وجدت ملامح تقريباً تُشبع جوعها لملامح والدتها و تروي عطشها بأهداب رموشها و ترفع رأسها ببطء لأثير الجالسة على الكرسي الأبيض على طاولة الطعام تذاكر لإختبارها غداً . لميس: أجيب لك شيء تأكلينه ! ، من الصبح ما أكلتِ بس على كتبك أثير وهي تحك رأسها بالقلم وتبتسم لِلميس وهي منغمسه بكتبها وتغرق بين كلماتها: مو مشتهية ياقلبي ، الله يعدي هالترم على خير لميس وهي تضحك بسخرية: محد قلك تأخذين ترم صيفي على غير سنع وبعدين مدري ليش مشقيه نفسك بهذا التخصص المُتعب أثير وهي ترفع رأسها الى لميس وهي ترسم على محيّاها ابتسامة مُتكلفة والتعب أخذ مجراه على عيونها: لأني أحب هذا التخصص " طب " مادخلته لعب ولا دخلته بمُسمى أو بدافع إني أكشخ فيه مثل بعض الشباب الله يهديهم هذي الفترة , ما اقول لك إن دراسته سهلة بالعكس صعبة ولكن اللي يحبه و يدرسه بمُتعه ما يلقى فيه صعوبة كثير غير اللي داخلينه ك إسم طبيب و طبيبة لا أكثر ابتسمت لميس بهدوء وهي تقف و تحمل أنس بين يديها و تضعه على الكنب: الله يوفقك انسحبت من الصالة تاركه أثير تدرس براحتها وهي تتجه للمطبخ تبحث لها عن أي شيء تأكله دون أن تسأل أثير من ممكن يكون متواجد بالمنزل غيرهم ! وقفت عند باب المطبخ وهي ترى والدها يقف بجانب الثلاجة يرتشف قطرات كأس مائه الأخيرة سكتت بهدوء وهي تقترب أكثر للجدار ولو كان هشاً لإخترقته من شدة رعبها منه بعد آخر موقف بينهم ابتسم حمود بحنيه حقيقة وهو يلمح ظل لميس: تبين شيء يابوي؟ لميس بنبرة مهزوزه: لا ما آبي تنهد بهمّ وهو يضع كأسه على الطاولة وعيونه على لميس بقهر يأكله و ندم ينهش جوفه: لمتى بتظلين خايفة مني , متى بتقتنعين اني ماراح اسوي لك شيء يضرك ترا انتي بنتي وبين عيُوني يا لميس لميس بعتب يخترق قلب حمود مثل سهم سدد بإتقان: حتى تفكيرك بالموضوع كسرني مُجرد تفكيرك بإنك تزوجني لشايب بس عشان علاجات أنس يقتلني العلاجات آمرها بسيط شوف بكل بساطة دبرناها .. \ • \ • { منزل عزام بن خالد - غرفة فارس } مستلقي بجانب حقيبته السوداء الصغيرة الممُتلئة بثيابه التي يحتاجها لمدة أسبوع على الأقل وهو مخطط يسافر لأوروبا من أجل أن يقابل " جولي " خالة ابنه المتوفي و أخيها " عاصم " السوريين ليُثبت لهم وفاة ابنه أو ابنته وآنه ليس لديه علم بحياته ! أغلق الحقيبة وهو يتأكد من جواز السفر و بطاقته الشخصية و بطاقة الفيزا خرج من الغرفة وهو يمشي على آطراف أصابعه مثل اللصوص خشية أن يراه أحد .. ضحك بسخرية وهو يشعر أنه بطل مسلسل بوليسي أو فيلم آكشن بطل و ضحية بنفس الوقت .. وقف على طرف الدرج باستنكار وهو يسمع صوت همسات صادرة من آسفل الدرج ! اقترب بهدوء وهو يُصغي بلا اهتمام ، ونصف اهتمام للهمسات الخافتة ! حور بقهر وهي تشعر أن الحروف قذائف نارية من النيران المشتعلة بصدرها: مو شغلي يابنت الناس مو شغلي ، ماقلت لك اهملوه انتم السبب ! أغلقت الخط بوجه صفيه مربية أبناء "عاصم" وهي تود أن تفرغ ما بداخلها وتبكي و تصرخ قائلة : عزام ابني .. هو لي ابتعدت عن الدرج وهي تعدل لثمتها بوشاحها تحسبًا لحظور فارس او غيره ! تفاجأت بظل غريب بجانب سور الدرج رفعت رأسها و شهقت بصدمة و خوف ، خشية أنه سمع حديثها من بدايته .. فارس وهو يخبئ حقيبته عن نظرها وعيونه بالارض: آسف يا أم عزام ان خوفتك نزلت بمر سيارتي أخذ منها غرض ابتعد عنها وهو يعود أدراجه لغرفته ناسياً حقيبته بالدرج .. حور أمسكت صدرها بتوتر وهي تتحسس نبضات قلبها التي بدأت بالتسارع ركضت بسرعة لقسمها هي و صهيب .. بينما هي دخلت القسم خرج فارس من الغرفة بسرعة و إلتقط حقيبته وهو يكمل خطواته تجاه باب المنزل و يتفقد جواز سفره للمرة المليون و تذاكر حجز مقعده أكثر من مرة .. خرج من المنزل ببطء وهو يقرأ دعاء السفر و يردده خشية أن يخلط بينه وبين دُعاء الخوف خوفٌ يعتريه من لقائه لعائلة زوجته السابقة ، خوف من خبر ممكن يفجعه بإبنه المتوفي ! تنهد بهدوء وهو يقرأ اذكاره و يقود سيارته ببطء ليعارض الزمن ، ليمنع إقلاع الطائرة فهو بذاته ليس مرتاحاً لموضوع سفره المفاجئ و سؤال واحد يدور في رأسه : " لو كان حي ، ماذا أفعل ! .. أخاف من دهشتي أنسى كيف اشكر الله سبعين مرة " بَنى عاصم و جولي في صدره أمل لِلقاء ابنه أو ابنته بسبب شكوكهم لوفاته و خصوصاً جولي || • || • { منزل عبدالرحمن بن خالد - مكتب عبدالله } يجلس بكامل هدوئه على كرسي المكتب المتحرك ، وهو ينقش حرُوف قصيدة الغزل الأدبي للشاعر - نزار قبّاني - وهو يغوص و يتخبط و يبحث عن طوق نجاة .. ليعيش ! يكتبها وهو مُقرر مُصمم أنه يكتبها و يرميها بأقرب صندوق قديم و يغلق على هذه الحكاية .. يغلقها تماماً و ينشئ له حكاية جديدة بسناريو جديد سناريو يبتدئ ب قصة خطبته الجديدة ليعتق أفكاره العقيمة قليلاً ، ليُوهم نفسه بالأوهام و المعقول و اللامعقول أكمل نقش حروفه وهو يهيم و يسبح بكل معنى ، بكل جملة ، بكل كلمة ، بكل حرفٍ و حرف : " لو لمْ تكوني فِي لوح القدر لكنتُ صورتكِ بصورةٍ من الصور كنتُ استعرت قطعةً من القمر و حفنة من صدف البحر .. و أضواء السحر كنتُ استعرت البحر , والمسافرين , والسفر كنتُ رسمت الغيْمَ من أجل عينيكِ و راقصتُ المطَر " رددّ في داخله بصوت خافت: لو لم تكوني! ، لو لم تكوني ياغنى لو لو أنني لم اعرفك ، لا أعرفك لن أعرفك ولا أريد .. ولكن الصاخب الموجع أنني اعرفك ؛ و أحفظك .. و استطيع أن أُسَمّع درسَ اليوم و درسُ اليوم أنتي أغلق دفتره وهو يواسي نفسه ، يكتبها رثاءً له وقف وهو يقاوم خمُول جسده و توقف ذهنه عن التفكير أكثر و مهمته التي آقسم على فعلها قبل سنة تراود ذهنه من خمس ليالٍ ( أقبض على حاتم , اكتشف سر قنابله أكثر , أُحرر حمامتي من قيُوده أُحررها من مشنقة ظلمه ) أحررها و أطلقها بعيداً عني و عنه عاود الجلوس على مكتبه وهو يفتح شاشة جهاز اللاب توب الخاص به وهو يدخل على ملفات أسهم شركته و على اخر الاسهم التي " اشتراها " من شركة حاتم دون علمه ! ابتسم وهو يعقد عقد جديد مع ( أنس ) بإسم وهمي له ولكن بإسم شركته الحقيقي و بإسم مساعده . \ ° \ ° \ { منزل حاتم بن فهد - جناح غنى و حاتم } واقفة أمامه وهي تُفكر ، وعيونهم متقابلة بمعنى آصح مُتجاذبة تربطهم كيمياء أخرى كيمياء الانتقام .. الندم .. الحسرة رفعت غنى هاتفها لمُحادثة بينها هي و لمياء في وجه حاتم وهي تكاد تنفرج غيضاً و تتحطم كالزجاج حاتم تخففت ابتسامته تدريجيًا وهو يقرأ مضمون المحادثة: عرفتي ! غنى بقهر وهي تطلق أحبالها الصوتية التي شكت أنها ستتقطع من حدة نبرتها: يعني أوهام .. موت عبدالله كله أوهام ! حاتم ابتسم بسخرية أكبر: برافو كيف عرفتي؟ غنى بصراخ وهي متحسرة على كل ليلة بللت وسادتها بدموعها على وهم على كذب: وش استفدت علمني وش استفدت ، لعبت بأعصابي؟ كذبت علي؟ مهمشني لأبعد درجة يا حاتم وتبيني أبقى على ذمتك ؟ اللي مهمشني و مايبيني ما أبيه واللي مو حاط لي اعتبار ولا ذرة قدر بسيطة بعيونه ما يلزمني تنهدت غنى وهي تحاول أن تهدأ قليلاً و تستعيد نفسها: اللي مو مقدرني ما يلزمني ياحاتم ما يلزمني حاتم وهو يمسك يديها كطريقة اعتذار و يقبّل باطنها: وش يرضيك؟ غنى بجمُود وهي تنظر للعدم إلى للاشيء: تطلقني .. حاتم قطب حاجبيه: تخسين و يتهنى فيك غيري؟ غنى وهي كرهت وجودها معه تمامًا: أطمنك محد بيتهنى فيني الزواج تجربة و رميتها ورى ظهري حاتم وهو يبتعد عنها و ينهرها بغضب شديد: انسي أني أطلقك يا غنى غنى ببرود وهي تسرح شعرها: عادي أخلعك حاتم: على جثتي يا بنت عزام .. خرج من الغرفة وهو يغلقها بقوة ويفرغ غضبه بالباب اتجه للصالة وهو يتصل على أنس و على طاقم السفينه كي يجهزونها له أخذ مايلزمه من ثياب و أدوات اخرى وهو يتجه لسيارته والفرح ينتشيه ، وهو سعيد صعد سيارته وهو يتأكد من " سَعدي " أن السفينة جاهزة تمامًا من جميع النواحي و مُحمله بقنابله جميعها كبيرة و صغيرة ليسافر بها إلى تايلاند و يبيعها وجهته الأولى الأردن ثم يحجز تذاكر طائرته إلى تايلاند ! \ • \ • \ • \ { منزل عبدالرحمن بن خالد - جناح عبدالرحمن & خلود } كانت جالسة الكرسي وهي تراقب ملامح زوجها المتوتر خلود تنهدت: سألت عن الرجال؟ عبد الرحمن: سألت الجيران و شيخ المسجد كلهم يمدحون بأخلاقه و سألت صاحب البقالة اذا كان يشتري سجائر أو لا والحمدلله طلع مايدخن خلود بهدوء و عقلانية: يعني رجال والنعم فيه ، الكلمة الاولى و الأخيرة لعبير مو لي ولا لك هي تستخير و تقرر اذا موافقة عليه وإلا لا عبد الرحمن: صعبة يخطبها بهذه الظروف أقصد ظروفها الصحية خلود وهي تبخر شعرها بعد ما انتهت من شماغ زوجها: حالتها بدت تتحسن واذا ما قلنا لها الحين متى بنقول اذا قررنا عنها؟ أفضل انا نقول لها الحين عشان تأخذ وقت كافي تفكر فيه - تنهدت وهي تشعر بوخز بصدرها بفرحة عقيمة - ياحبيبتي ياعبير كبرت ! سكت عبد الرحمن وهو يحك ذقنه بتفكير وين ممكن يسأل و يستفسر عن " أحمد " اكثر شهق عبدالرحمن بتذكر وهو يضرب كفيه ببعضهما: المستشفى || • || • { أمريكا / واشنطن - الفندق الذي يقيم فيه بتار } مستلقي بجانب النافذة الزجاجية وهو يلعب ب كرة صفراء صغيرة يرميها للأعلى و يلتقطها مرة أخرى و تفكيره محصور بدراسته و أهله اشتاق لوالدته كثيراً رغم أنه يكلمها في الصباح و المساء ولكن يظل مشتاق إليها رفع هاتفه وهو يفكر أن يتصل ب لمياء أو غنى ولكن يخشى أنهن نائمات لفرق التوقيت ! قرر أن يتصل ب لمياء ويطمئن على حالها ابتسم بقوة وهو يسمع صوت الرد على هاتفه بتار: السلام عليكم .. خايف تكونين نايمة و أزعجتك لمياء ضحكت وهي ترفع رأسها عن الوسادة بعد ما كانت مستعدة للنوم: لا ولايهمك حتى لو مشغولة أفضى لعيونك بتار: أخبارك طمنيني عنك و عن ضاري و غزالتي لمياء وهي تجلس على طرف السرير: بخير كلنا الحمدلله .. عاد غزالتك اليوم تسأل عنك وين خالو بتار مايجي بتار ضحك: ياحبيبة خالها تبشر بهدية اذا رجعت بالإجازة لمياء: كيف واشنطن معك ؟ بتار جلس على حيله وهو يحرك الكرة بيده: ماشي حالها تمام لو الود ودّي رجعت اليوم قبل بكره لمياء ابتسمت بهدوء: اصبر و إجتهد انت رايح تدرس مو تلعب و ثمرة هالتعب بتلقاها إذا طلعت نتيجتك يا بتار بتلقاها اذا أخذت شهادتك .. بتار ضحك: يازينك يا لمياء ياحظ الدب ضاري فيك لمياء ضحكت وهي تلتفت لضاري المستلقي بمكانه و ينتظرها تنتهي من مكالمتها: يسوي رجيم يا زعم ضاري رفع حاجبه: تحشون فيني يا عيال عزام؟ لمياء: محشوم يا أبو غزل هههههه بتار: مع السلامة يا أم غزل ما اطول عليك لمياء ابتسمت: اذا إحتجت شيء أنا موجودة ، مع السلامة انتبه لنفسك أغلق بتار المكالمة بعد ما أوصاها على نفسها و على والدته عاود الاستلقاء على الأرض و أشعة الشمس تدغدغ عينيه وقف وهو يتجه للدولاب و يخرج له بدلة زرقاء صيفية بما أن اليوم عطلة نهاية الأسبوع ، ارتدى البدلة بهدوء وهو يردد أذكار الصباح بصوت منخفض و يقرأ المعوذات خرج من الشقة وهو يتأكد من محفظته و هاتفه بجيبه و يكمل طريقه خارج الفندق و يستنشق الهواء ببطء ، ويدخله لرئتيه بهدوء و يخرجه ببطء و هدوء أكثر لتتشبع رئته بالهواء النقي أكثر وقف مكانه وهو يبحث بعينيه على "بائع الذرة" الذي يصبّح عليه كل يوم ! هز رأسه برويةٍ وهو مدرك سبب غيابه ، انتكاسة حالة ابنته الصغيرة أكمل طريقه متجه للمكتبة لينفذ أمر رباني أنزله عز وجل في كتابه قال تعالى ( إقرأ بإسم ربك الذي خلق )

ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي

آختيَآرَ جَميلَ جِدآ
سَلمتَ علىَ هذهِ الآطَروحهَ الآنيقَهَ
وَسَلِمتَ يُمنَآكِ المُخمليِهَ لِ جلبهآ المُتميزَ
جَزيَلِ شُكِريَ

آختيَآرَ جَميلَ جِدآ
سَلمتَ علىَ هذهِ الآطَروحهَ الآنيقَهَ
وَسَلِمتَ يُمنَآكِ المُخمليِهَ لِ جلبهآ المُتميزَ
جَزيَلِ شُكِريَ
..ْ~|

حضورك شرف لي
نورت أخي الكريم
مجنون قصايد

حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
ارتواء نبض

حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
لوزه الحلوه

حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
ملاك

- أنتقآؤكْ رَبيعٌ فاتِنْ ..
أروتني معرفتٌك حد الإكتفاء
لقلبك بياض لا ينتهي