الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 مـآذآ يـدور حولـﮯ 】✿.. > …»●[مثاليــة أفلاطــون للمجتمـع الواحد]●«…
 

…»●[مثاليــة أفلاطــون للمجتمـع الواحد]●«… { .. المجتمع احواله كل مايدور حولنا .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-07-2021
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ يوم مضى (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11618
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي عيب عليك.. أنت كبير!



كنتُ في الخامسة من عمري، عندما طلبتْ منًّا معلمة الروضة إحضار عَلَم أخضر لمشهد أنشودة الحفل الختامي. كنت متطلعة ومتحمسة جدًّا لذلك اليوم، ولا يزال بريق ذاك الشعور حاضرًا في ذاكرتي.


وقفنا على المسرح، وبدأت تصدح كلمات ذاك النشيد المهيب:

"بلادي بلادي منار الهدى

ومهد البطولة عبر المدى

عليها ومنها الســلام ابتـدا

وفيها تـألق فجــر الندى

حيـاتي لمـجـد بلادي فــدا

بلادي بلاد الإبا والشـمم"

وفي لحظة غير متوقعة سحبتْ مني المعلمة عَلَمي الأخضر؛ فقد كان أكبر من الحجم المطلوب، ثم طلبت مني أن ألوح بيدي فقط عوضًا عنه!

فانقلب فرحي بكاء وحزنًا؛ فكيف ستكون حركات يدي بلا عَلَم وطني مثل باقي زميلاتي؟!

أديتُ المشهد بتثاقل وعَبَرات أكفكفها. كنت طفلة صغيرة، أنتظر تلك اللحظة لتراني أمي على المسرح، وتشيد بأدائي وحركاتي البسيطة، والكبيرة في داخلي، ولكن ذلك السيناريو المأمول قد تغيَّر بسبب تلك المعلمة التي رأت في عَلَمي الكبير عيبًا يشوِّه المشهد أمام الحضور!

لم تعلم تلك المعلمة فرحتي بشراء ذلك العَلَم، وكيف جـلنا المحال بحثًا عنه، وأن مقاسه الكبير كان خيارنا الوحيد!

ما حدث في ذلك المشهد هو أن المعلمة سلبتني حق الانتماء؛ فصرتُ أقف وشعور الاختلاف يمطرني حياء وشعورًا بالنقص. وهذا هو مربط الفرس؛ فعندما نشاهد المواقف من وجهة نظرنا نحن الكبار، ونتناسى إحساس الأطفال الطري، وروحهم الشفافة التي قد تخدش بسهولة لأي عارض مقصود أو غير مقصود، يبقى أثر ذلك الخدش مدى الحياة.

أعزائي المربين.. دعونا نتفق على أننا في كثير من الأحيان نهتم بأمور شكلية خلال تعاملنا مع أطفالنا، ولا نعلم الوقع السلبي لها على نفوسهم وقلوبهم. نعم، قد تبدو تافهة في نظرنا نحن الكبار، بل سطحية جدًّا، ولكنها تعني الكثير لهم.

فكم أجبرنا أطفالنا مثلاً على ارتداء أزياء محددة، لا يحبونها؛ فقط لأنها تعجبنا.. وكم سلبناهم أدوارًا تعني لهم الكثير اعتقادًا منا أنها غير مجدية أو لا داعي لها.. وكم سلبنا منهم حق الشعور بالحزن أو الفرح أو الانزعاج والبكاء؛ لأنه -من وجهة نظرنا- مبالَغ فيه، أو لا يستحق.

"لا تصيح؛ عيب عليك؛ أنت كبير"، "بلا دلع تراها مجرد لعبة، عادي انكسرت نجيب غيرها"، "أحد يلبس جاكيت في هالحر"، "معقول هذا كبرك وتبين تلعبين، عيب كبرتي!"، "ليش لونت الشجر أزرق قد شفت شجر أزرق؟!"، "لا تلعب بالرمل بتوصخ ملابسك".. وهلم جرَّا..

ما أود طرحه هنا هو أن علاقتنا بأبنائنا وثقتهم في أنفسهم، بل قدرتهم على اتخاذ القرار، أهم من ذلك القميص ذي الأزرار.

لا يعني ما سبق أن نتنازل عن الذوق والترتيب والنظافة، ولكن عندما تصطدم الرغبات فالمصلحة الأولى هي ذات الطفل واعتباره ونظرته لنفسه تأتي أولاً، وما عداها يكون هو التالي.

وإن مشاعر الطفل يجب أن تكون محل اهتمام وعناية، ثم يأتي لاحقًا التوجيه بمنطقية الشعور من عدمها، وتصحيح طريقة التفكير، ولكن ذلك لن يكون -قطعًا- والطفل يغرق في مشاعر لا يمكنه أن يرى سواها.

في موقف قريب بجولة إشرافي المعتادة بين أصوات اللعب، وعفوية الأطفال، وروح الإبداع، في البقعة التي أنشأتها بحب @fkra_sa "مخيم فكرة الإبداعي"، حصل موقف بسيط مع "علي"، قد يساعد في تصوُّر الاستجابة بصورة مغايرة لموقف العَلَم الأخضر.

اجتمع ثلاثة أولاد في عمر السابعة تقريبًا على طاولة الرسم والتلوين، كان الأول يلون بدقة وتركيز وانسجام، وخطوطه تملؤها ثقة ومتعة. شجعتُ عمله، وانتقلت للثاني وقد كان يلوّن بعشوائية أقل إتقانًا من صاحبنا الأول، ولكنه كان مستمتعًا وواثقًا، واستمع لتعليقي بصدر رحب، واستأنس بالإطراء.

أما الثالث (علي) فما إن استشعر قدوم دوره حتى بدا الارتباك على محياه، وقد تناثرت الألوان أمامه، ولا وجود لأي ورقة!

سارع متلعثمًا بقوله:

"أنا ما أعرف ألوّن ولا أحب أرسم".

ولمحت الورقة وقد كوَّرها في يده، ولغة جسده وتعابير وجهه كلها كانت تنطق بالإحباط والإحساس بالفشل. سارعتُ بأخذ الورقة منه، وفتحتها، وحاولت أن أعيد لها الملامح بعد أن تمزقت أطرافها، وتكرمشت!

رمقني بنظرة قلقة، سرعان ما تلاشت عندما نطقت:

"يا سلام الورقة المعفطة صارت تشبه سطح موية البحر، أعجبتني فكرتك المبدعة يا علي، تسمح لي راح أعلق رسمتك".

طلبتُ منه أن يكتب اسمه، وسألته إن كان يريد إضافة أي لمسة قبل التعليق، فأجابني بالنفي. وما إن انتهيت من تعليقها حتى وجدت محياه يتدفق فرحًا، وجلسته تنطق فخرًا؛ فالتقطت له صورة لأوثق اللحظة، ثم تناولت قطعة مفرغة لأبسط له الرسم، فأخذها وبدأ يرسم شكلاً تلو الآخر بكل حماس وثقة.

جملة واحدة غيَّرت مسار علي في ذلك اليوم، وربما لبقية حياته!

فقد نقلتُه من إحساس الفشل للفخر، عندما أدرك أنه ليس أقل منهم، وأن لديه ما يميزه من أفكار، عندما اخترتُ التركيز على الفكرة الإبداعية، والتغاضي عن الشقوق والشخبطة..

فلم يكن لدي خيار حينها سوى انتشاله من كومة الاستياء تلك.

ابتسامة علي، الوهج الذي ملأ كيانه ثقة، والتحوُّل الذي لمسته في حالته النفسية، كل ذلك جعلني ألمس حقيقة الكلمة الطيبة، وقوة الإيحاء في صنع الإرادة أو تحطيمها!

شَعرة دقيقة بين أوصاف الكلام؛ فاختر أطيبه، ولاسيما مع الطفل الذي يعيرك كل آماله، فساعده في رسم أفضل صورة عن ذاته.

أتساءل الآن:

ألم تملك تلك المعلمة أي مهارات بديهية لتجعل صاحبة العَلَم الكبير في المقدمة مثلاً، أو أن تتركها ترفرف فرحًا وزهوًا كباقي الأطفال على المسرح؟! أو أن تشكر محاولاتها الكبيرة وحرصها؟!..

ماذا لو وقفت بعَلَمي الكبير في مقدمة المسرح؟

هل سيغدو وهج خاطري مشابهًا لوهج علي أم أكثر؟

وكيف كنت سأنقل الصورة اليوم لكم؟

اخلقوا وهجًا لا ينطفئ في قلوب وعقول أبنائكم، وطلابكم، وكل من لكم سلطة عليه، فلا تدري سِحْر كلماتك لأي مبلغ سيؤول مداها.



 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ابن كثير المكي , اصحاب القراءات , سيرة التابعي ابن كثير إرتواء نبض …»●[قصايد ليل للتربيهـ والتعليــم والاجتماعيات والتنمية البشرية]●«… 30 07-23-2017 01:15 AM
سالوني كتير قابلت كتير.. فرشولي عشاني الأرض حرير.. منتديات قصايد ليل طيف …»●[عـــــــــالــم آدم ]●«… 17 09-02-2015 07:55 AM
انا من حقي اغيرر حولك العالم كثير كلهم يبغون قربك لكن ادري قدري في قلبك كبير نظرة الحب …»●[قصايدليل لعالم الجوالات بجميع انواعها]●«… 18 01-11-2012 05:16 PM
ازعل عليك احيان وأزعل على نفسي قبل ما أزعل عليك the angel …»●[قصايدليل لعالم الجوالات بجميع انواعها]●«… 10 12-02-2011 01:35 AM
ربي كبير وعارف أن قلبي كبير ...، تصميمي جنــــون …»●[ريشهـ خلفهــا أنامــل ذهبيــهـ ]●«… 17 08-20-2011 04:21 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية