إليكم بحرفي أضرع وأرجو أن لا أشق عليكم

في قرطبه مجاهرين بالهوى لا يردعهم لوم ولا يخافون إستهجان الوشاة ولا عيون اللصوص فيباري المحبوب من يهوى على الملأ ويستنطقه ومما ذكرت ولاده وحبها لأبن زيدون ورسائل وجدها وصلت إلينا وقد صفى لها جو الأدب وبلغت في هوى حبيبها الأرب ترقب إذا جن الظــــــــلام زيارتي فإني رأيت الــــــليل أكتم للسر وبي منك ما لو كان للبدر ما بدا وبالليل ما أدجى وبالنجم لم يسر انا والله أصلح للمــــــعالي وأمــــشي مشيتي وأتيه تيها أمكن عاشقي من صحن خدي وأمنح قبلتي من يشتهيها أما وقد ذكرت جنونها غيرة عليه فاأعلم أن كل النساء بها شبيهات لو عشقن مشغوفات وأصبحت أوردتهن لصاحب الأمر فيهن مرهونات فسلمن القياد وصرن في لوعة وإتقاد وصياح لا ينقطع وجنون مندفع يحرقن أخضر وجاف ولا يتذكرن سالف العطاف ودوما بالندم ينتهي بهن المطاف. وماأبرئ نفسي لو كنت أملك القمر ما جعلتهم يرونه سأثقل السماء بالغيمات وأسد كل كوه منها يستميلون نوره وأسقط من ودق الجنون مارج يحرق كل متطلع لحسنه ,, هذا مايسمونه غيرة النساء بوح من ليالي شهرزاديه