الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-23-2019
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ يوم مضى (02:48 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11593
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ذات مقيدة حول عنق إمرأة / 40



بسم الله الرحمن الرحيم
تَوكلتُ على الله

الجزء الأَرْبَعون

تَوَقَّفت مُسْتَجيبة للمشاعر السَّاحِقة التي الْتَفَّت حوْل كاحليها تمنع قدميها من المَواصلة..صَوْته أضْرَم حَرباً بين تَخَبُّطات نَبْضاتها،و نُطْقِه لإسمها أعادها لماضٍ كانت مَسامعها تُطْرَب إذا ما ذاق لسانه حُلو حُروفه..لم تستدر إليه،بَقِيَت على وُقوفها مُقابِلة الجِهة المُعاكِسة له،هُو تَقَدَّم حتى تَجَاوزها ليقف أمامها و بينهما خُطْوة هي بمقدار ألف سنة ضَوْئية من الفِراق..نعم كان فِراق الذي بينهما..مُنذَ اللحظة التي قالت فيها نَعم ليَمْتَلِك أُنوثتها رَجُلٌ غَيْره..و الفِراق غَيَّر أحوالاً و أبْقى أُخرى كما هي..فرأسُها لا زال يقف عند صَدْره،فلو أُحِلَّ بَينهما الإحْتضان لكان قَلْبُه وسادتها..آآه،أُمْنية لازَمتهُ لرُبْع قَرْن،ثُمَّ هُدّمت أرْكانها لأنَّهُ هُو طَلال..اليَتيم من فَرَح..،كلاهما كان يُخَبّأ يداه في جُيوبه..يُخَبّأ مشاعر كُتِمَت على غَفْلة من روحين كان طَريق لقاءهما عَصِيَّاً على الزَّمن..و كلاهما كان يُعاين زَعيق نَبْضه..هُو و بعينيه المُشتاقتين لماضٍ أسْكَنها حُضْنهُ طفلة كان يُلاحق ملامحها،النَّاعِمة للحد الذي يُصَيّر حَواسه قَزَعٌ من سُحُب،تنتثر بانْتشاء وَسط سَماء هي قَمَرُها الغائب..،هَمَس ببَصَرٍ تَعَلَّق فوق مَشْذب أهدابها المُرْتَبِكة،:ابوش راح عنده شغل..و سارة رجعت الفندق
انْتَبَهَ لعُقْدة حاجبيها قَبْلَ أن تنطق باسْتنكار دون أن ترفع عينيها،:شلون يخلوني بروحي !
الاسْتنكار لازَمَهُ ليَهْمُس بحاجب مُرْتَفِع،:مو بروحش..انا اهني !
بَصَقَتْهُ بنَظْرة خالية من مَعْنى..نظْرة اتَّحَد فيها بُرود سَقيم طال بؤرة ذّاته التي تَخْشى اطّلاع ذاكرتها على ما غُيّب من تِلْك الليلة..مالَ كَتِفَها مُسْتَعِدَّة للاستدارة لكنَّ صوته المُتَعلّقة بهِ حدَّة لا تُشْبهه عارَضها،:نُور اوقفي "خَطى خطوة و هو يُخْفِض رأسه ليُبْصِر ملامحها المُحاولة إخفائها..أَرْدَف " إنتِ ليش قاعدة تتهربين مني ؟!
تَجاهلت سُؤاله و البَعْثَرة التي أَجَّجها في جَوْفِها المُتَّخِم بتَراكُمات من تَقَزُّز نَتاج ذلك الكَابوس..أكْمَلَ بنَبْرة مُنْخَفِضة و هو يَلْحَظ سُكون أهْدابِها و تَسَتُّر عَدَستيها أَسْفَل جفنين لم يَغِب عن حَواسه تَكَحّلهما بدَمْعٍ أحْمَر..،:طول ما احنا نتغدا ما رفعتين عيونش لعيوني..و لا حاولتين تشاركينا الكلام..ليش نور ؟!
انْتَظَر منها جَواب يُثَبّط عَزْمَ نواياه بالإعتراف..نواياه المُتَوَحّلة بذَنْبٍ أسَفاً أنَّهُ شَوَّه صَغيرته..بضُعْف نَفْس و باسْتسلامٍ تام لشيطانٍ أَرْعَن نَحَت الخِيانة فوق كَتِفَي أُنوثتها..كانت لعبدالله و لكن جَسَدها مَسَّ جَسده بلا حَواجِز تُرْعِد أوْصاله النَجِسة..كانت لعبدالله لكنَّ أنْفَاسها اتَّخَذَت من رئتيه مَباتاً لها..كانت لإبن أُخْته و هَمَسات وَلَهِها عانَقَت روحه..داعَبَت برِقَّة شَوْق قلبه المَتَهَضّم لفَقْدها..كانت لإبن أُخْته حَلالاً بينما كانت لهُ ذَنْبٌ مَعقود بهاوية الحَرام..،وَعَى فكْره لصَوْتِها المُتكالِبة عليه الغَصَّات حتى أَمْسى مَخْنوقاً،:بسألك مرَّة ثانية "ارْتَفَع صَدْرها مُلْتَقِطة نَفساً عَميق أتْبَعَتهُ بزَفْرة مُهْتَرئة لتُواصِل" ليش اختفيت طلال؟!
فَغَر فاهه و من حَلْقِه تَطَايَرت الحُروف بلا هُدى،تَبْحَث عن سطرٍ مُسْتَقيم تُقيم فَوْقه بُنيان من كَلِمات لا تنْدَثِر على إثْره ذكريات قد تَكون بَريئة بينهما..أَطْبَقهُ بتَيْه و بَصَره غادَر قمَّة أنفْها المُحْتَلَّة من قِبَلِ احْمرار يُنْذِر بمَوْسِمٍ من بُكاء روحه لا تَقواه..أبْصَرَ المَجال حَوْله يُناشِد الشَّجَر أن اهديني أوراقكِ لأُصَيّرها مَهْداً لكلماتي الكَهِلة،لعَلَّ وَجَعِها يُصْبِح أصْغَر،كَجنين يُسْتطاع إجْهاضه..هو ناجى السَّماء أن اسْبغي عَلي بكَرَمِكِ..لرُبَّما كان الغَيْثُ غُفْراناً تَتَوَشَّح بهِ روحها فتَقْبَل تَوْبتي..،نادتهُ بلَحن رَجاء تَصَدَّعت منهُ مَلامحه.،:طـــلال "تَنَشَّقت مثل طِفْلة تُجاهِد الشَّهقات ثُمَّ أرْدفَت" و اللي يرحم والديك جاوبني..رَيّحني أرجووك !
اسْتَجاب لنداء عَيْنيها المُتَرْقرق الدَّمْع وَسَطهما..عانَقَ تلك المُقْلَتين الجارفتان نَبْضاتِه لسَهْلٍ يَنِع المَنْبَت..غَنيٌ بزَهرٍ بَهي المَنْظَر،ما إن تَقْتَرِب منه حتى تُكَبّل أنفاسك رائحته النَتِنة..رائحة جنايته المُمتَزِجة مع تُرْبَته الطَّاهِرة..،هَمَسَ بحَدَقتين هما رَهْن الاضطراب..،:نُـور أنـــا..لأن كان..
قَطَع كَلِماته و هو يَلْتَفِت جانِباً بإغْماضٍ لَحْظي يَحكي ضياعه و تَرَدّده اللذان أَوْجَساها..أَضْرَما نيران الحَرْب الفاتِرة داخِلها..تَرَكَت يُمناه جَيبه لترتفع مُسْتَكينة خَلْفَ عُنُقِه..و مَسامعه مَشْدوهة لحَديثٍ دار قبل أيَّامٍ قَليلة..،

"لا تفكر و لو للحظة إنّك تعترف لها"
"بتكرهك طلال..بتكرهك أضعاف حُبها لك قبل لا يمتلكها عبدالله"
"لا تظن إنها بتسامحك..توقع منها أي ردَّة فعل اذا فكَّرت إنّك تعترف"
"اذا تبيها تكون حليلتك..انسى اللي صار بينكم"

اليَدان نُسِفَت حاسَّتَهما حتى بات الجَليد جُزْءاً من بَصَمات أصابعهما..لم تَعُد تَشْعُر بمَلْمَس معطفها الجلْدي..قدميها نالَت منهما رَجْفة مُوْجِعة..شَعَرت بها تَسْتَل قوَّتها ببطئٍ هو تَعذيبٌ لعضلاتها الوَهِنة..و بصَّوتٍ سَجَنَتهُ البَحَّات،:شنـــو طَلال ! تحَجَّى و ارْحَمنـــي
رَفَعَ كَتفه بخفَّة مُجيباً بنَبْرة حاول أن يُصْقِلها بالإعتيادية،:ما كنت ابي اخرّب بينش و بين عبدالله "أخْفَضَ يَده يُعيدها لمَخْدَعها و هو يُبَلّل شَفتيه قَبْل أن يُواصِل بتَوْضيح و عيناه مَعْقُودَتان بعينيها الرَّطبتين" أختي كانت تبي تتخذ قربنا من بعض قبل سبب عشان تفرق بينكم..فاضطريت انسحب
دَمعَةٌ مَحْنِيَّة أَسَفاً على ماضٍ كان يجمعهما هي و عُبدالله عَبَرَت بوَّابتها الفاغِرة جفنيها..هَمَسَت و رأسُها تَحَرَّكَ يُمْنَةً و شمالاً يَنْفي نَجاح قَرار انْسحابه،:انسحابك ما نفع طلال..كان لازم تبقى و تأكّد لهُم إن ما كان بيننا شي..انسحابك سَمح حتى لغيداء إنها تفكر فينا بسوء "مَسَّت صدْغَها بعدم اسْتِعاب تَجَلّى بين ناظريها و هي تُواصِل" ما توقعت في يوم إنها تفكر فينا بهالطريقة
بوَجْسٍ أَرْعَشَ ذاكرتها يُعيدها لأيّامٍ خَلَت،:من حَقها تفكر فينا بهالطريقة "مالَ رأسه بالتوالي مع مَيلان شَفتيه الكاشفتان عن ابْتسامة مَرَقَت الغشاء المُدَثّر ماضيها معه قبْلَ أن يُكْمِل بتساؤل ازدردت على إثْره ريقها المُتَحَجّر" صح ولا انا غلطان....نتفتي ؟!



الشَّمسُ تَبْتَسِم له..تُلَوّح بأشَعّتها لوَجْهه المُقْبِل عَليها باشْتياق اسْتَشْعَرَتْهُ من إغماض عَيْنيه الهائمتين..ابْتسامة تَلَوَّنت بالرَّاحة تَسْكُن شَفَتيه،و بين طَيَّات ملامحه غَفى سُكون يَحْكي عن مَدى اسْترخائه العابِر عُروقه..تلك العُروق التي تَجَمَّدت فيها الدّماء حتى ظَنَّ بعد فقده لبعض حواسه أنَّهُ قَد تَيَتَّم من مشاعِر..خَشي أن يَمسي أباً مَبْتور الفِطْرة،بعد أن أحالتهُ بَرْلين رَجُلاً يَخطو بنعلين من حَديد سَحَقَ بهما ثلاث قُلوب قد تَكون أحَبَّته ! أَزاحَ جفنيه بهُدوء شاعِري و كأنَّهُ يُمَهّد لعدستيه اسْتقبال أميرته..أميرة قَلْبه..سُخْرية تَلَقَّفت ابْتسامة شَفَتيه قَبْل أن تَفُر من حَنْجَرته ضِحْكة قَصيرة أنْطَقَت رَفيقه الذي كان يتأمَّل اسْترخائه،:شفيك تضحك !
أجابَ و هو يَتَقَدَّم من الطاولة المُطِلَّة على الشَّاطئ المَرْسوم بَجمالية ساحِرة على يُمْناه،:و لا شي..قاعد اسْتَشْعِر حرارة الشَّمس "مَسَّ جانب وجهه مُضيفاً بابْتسامة واسِعة" من زمـــان ما حسّيت وجهي متشنج من الشَّمس
غَلَّفَ نظراته بالسّخرية مُعَقّباً،:لا تقول لي تركت بَرْلين عشان شَمسنا ؟
هَزَّ رأسه بضحكة مُجيباً،:صراحة تستاهل تكون أحد أسباب تركي لبرْلين"شَبَكَ أصابعه ليَقول بنَبْرة عَبَرت عَقل رَفيقه" بس إنت تدري شنو السبب الرئيسي اللي خلاني اسْتقر اهني
عَقَّبَ و هو يُرْسِل سِهام من نَظرات أرَادَ بها خَرْق رايات عَزْمه المُلَوّحة بين عَينيه،:عَزيز لا تَحاول..ما بخليك تتطلع على ملف القضية
قال و مَقْصَدَهُ تَنبيه عقله إن غَفَى،:رائد،تَرى اقدر أوصل للملف بطريقتي..بس مابي اتّبع طُرق غير قانونية قبل ما اجي اكلمك
اعْتَلى حاجبه قمَّة سُخْريته و هو يقول،:لااا ! يعني اذا انا جبت لك الملف يعتبر الشي قانوني ؟! إنت من الأساس مو مؤهل إنّك تتطلع عليه..شغلك في برلين مو اهني عَزيز
فَرَّق أصابعه ماسَّاً برأس سَبَّابته الطاولة الزُجاجية مع انْسِلال كلماته من بين أسْنانه،:قَدَّمت أوراقي اهني رائد..أكيد بيقبلوني..يعني كلها إجْراءات بَسيطة و بكون حالي من حالك
اقْتَرَب رائد من الطاولة مُقَلّصاً المَسافة بين وَجهيهما ليهمس بحدَّة اشْتَدَّت منها نظراته،:حتى لو انضميت لقسم التَحقيق ما بخليك تشوف الملف
عُقْدَة اسْتنكار قَرَّبت حاجبيه و تَساؤل مَحشو اسْتغراب غادر لسانه،:و ليـــش هالتَكَتّم ؟! شنو إنت ماتبي نقبض على اللي قتله ؟!
أَفْرَغ زَفْرة مُثُقَلة بصور ماضية حَطَّت على صَدْره و هو يُجيب بنَبْرة هادئة عَلَّ عَقلَ عَزيز الصّنديد يَجْتَرِع مفاهيمها،:امْبَلى عَزيز..أكيد ابي نقبض عليه،بس إنت شوف شلون تتعامل مع الوضع..بكل تهوّر..با ولد الحلال عندك عيال و أهل لا تخليهم يخسرونك مثل ما أهل عمَّار خسروه في لحظة
رياح شَوْق لرُوح حَلَّقَت للسَّماء مَرَّت على أرْض أهْدابه تُناغي عَيْناً احْتَفَظَت بملامح وَجْهه المَطْبوعة فوق جُدران قَلْبه..هُو أيْضاً خَسرهُ في لَحْظة..بل و خَسِرهُ على غَفْلة و بين غُرْبة،هُم أَغْمَضوا عَينيه عن الحَياة بأيديهم الباكية..و هو عنهُ كانت يَدهُ بعيدة..غَسَّلوه بصَبيب المُقْلتين و غَزَلوا أرْواحهم كَفَناً يَحْتَضن جَسَده بين الظُّلمات،لعَلَّهُ لا يَشْعُر بالوحِدة إن تَناثر التُراب حاجِباً عَنْهُ سَقْفَ الحياة..هُم صَلُّوا عليه و قَرَأوا على قَبْره فاتحة لم يَتَلَفّظها لسانه إلا بعد مَضي ثلاث أيَّام..أتى ليُقابِل قَبْراً مُوْحِشاً جُفَّت تُرْبَته..أسْقاها بدَمْعٍ تَرَحَّم على فَقيد دَرْبه،ذاك الذي يَحكي الزَّمان عنه..صَديق العُمْر الذي خانهُ عُمره القَصير..كان عَيْشُكَ قَصير عَمَّار،كقُصْر قامَتك المُحَبَّبة على قَلْبي..كقُصْر المسافة بينك و بين الخَير..بل كُنتَ أنت الخَير نَفسه..فَلْيَرْحَمك رَبٌّ سينتقم من يدين أباحت دماءكَ الطَّاهِرة..،تَراجع للخلف و الصَّمتُ قد الْتَبَسَهُ مُغادِراً بحواسه لمَشاعِر لا تُتَرْجَم إلا بالسُكوت..رائد واصَلَ حَديثه و هو لا يزال مُتَقَلّداً بالأسلوب ذَّاته الذي تَوَضَّح نجاحه مع عُسْر عَزيز،:صدّقني اذا تركت عنك التهور و التزمت بالحَذَر بعطيك الملف تتصرف فيه مثل ما تبي " أَرْخى حاجبيه يَسْتَدِر عطفه مُرْدِفاً برَجاء" لا تتهور و تتصرف بدون علمي..حتى عمَّار نفسه ما بيرضى إنّك تضر نفسك
عَقَد ذراعيه على صَدْره و خيالٌ من جُمود بدأ بمُزاحمة ملامحه..نَطَقَ بنبرة ترفض الجِدال،:بخَبّر زوجته "رَفَع يَده أمام وجه رائد الذي أراد الإعتراض ليُرْدِف" بطاوعك و ما بتهور على قولتك..بس زوجته بكلمها..من حقها تطالب بدم أبو عيالها

،

الوقت الحالي

تَعَجُّب عَقَد مابين حاجبيها تعاضد مع نُطْقِها المُسْتَنْكِر،:عَفْواً !
حَرَّك كَتفيه بلا مُبالاة و هو يقول،:مو شي مُهِم "أظْهَرَ ذراعه من خلف ظهره مُضيفاً بجديَّة" أنا عبدالعزيز..صديق عَمَّار الله يرحمه
أُحِلَّت عُقْدة حاجبيها بعد أن زار اسْمه الحَبيب مَسامع جَواها..أبْصَر بحدقتيه الدَّقيقتين وَميض دَمْعٌ اخْتَنَق شَوْقاً للقيا حَبيب..هَمَسَت و هي تُخْفِض بَصَرها تُنَحّي عن مَجال رؤيته شَعْب البُكاء المُزاحِم أرْض مُقْلتيها،:الله يرحمه
واصَلَ هُو دون أن يَقف أكْثَر عند باب الحُب و العشق المُتنافِران مع مَنْطقه،:جاي اكلمش بخصوص موت عَمَّار "عادت تُناظره و اهْتمامٌ تَجَلَّى لهُ يُدَثّر ملامحها..أكْمَل بنَبْرته الخاوية من مشاعر قد تُلَيّن قَساوة الحقيقة التي سيذبحها بها" أو بعبارة أصَح بخصوص مَقْتل عَمَّار
ارْتعاشة ساحِقة عَبَرت أوْصالها مُزَلْزِلة أصْغَر خَلاياها..شَهْقة حادَّة العُمْق تَكَوَّمت وَسَط صَدْرها داقَّة ناقوس هَلَع أَجْبَرها على كَتْمها..نَبْضُها اعْتَلى صُراخه و من أطْرافِها بدأت تَذوي قواها شَيئاً فشيء..تَرَدَّدت جُمْلته في عَقْلِها المُصْمَت عن تَفْكير..مَقْتَل عَمَّار ! جالت حدقتاها المُتَوَسّعتان بصَدْمة ساِحقة على وَجْهه المُحْتَكِرَته ملامح طَبيعية يَبدو أنَّها لا تَعْبَأ بالنّيران التي أَضْرَمتها وسط روحها كلامته الذَّابِحة فؤادها..كان يَتَحَدَّث باسْترسال بارد لَسَع جلْدها الفاغِر مَساماته مُسْتَفْرغاً عَرَقاً لم يَحْتَمل براكين جَوْفِها الزَّاعِقة بحَرارة..ارْتَعَشَت مَرَّة و ثلاث و يَدُها القابِضة على عَباءتها بدأ ينْحَسِر الإحساس عنها..،أُصْمُت..بالله عليك اقْطَع سَيْلك الجارِف حَواسي للاوعَي..ألا تَلْمَح بَصَرٌ هُو حَسيرٌ من احْتلال دَمْع ؟ ألم يَصِلُك نَحيب نَبْضي و تَنَشّقات أنْفاسي المُتَخَبّطة ؟ جَسَدُ عَمَّار المَسْلوب الملامح ألا تَراه يَطْفو بين عَيْني بُكائي ؟ أيُّ قلبٍ ذاك الذي اسْتطاع أن يُعيد نَعْي مَوته على مَسْمع شَوْقي ؟ أُصْمَت لقد تَقَطَّعت أوداج بَقائي بأنْصال حَديثك..أُصْمُت فالرُّوح ها هي تَنْحَني و الضّعف عُكَّازها..،
،:عُذْراً على الإزعاج و اذا بغيتين تستفسرين عن القضية تقدرين تكلمين رائد " تَرَاجَع للخلف رافعاً يده بتلويح" سَــلام
اسْتَدار مُغادِراً بعد أن خَلَّفَ بلايا من صَدَمات لَطَمَت عَيْشَها..مَقْتَل عَمَّار ! من ذا الذي اسْتباحَ دَمَك ؟ بل من ذا الذي قَوى على طَمْس ابْتسامتك البَهِيَّة ؟ قُل لي حَبيبي..هل نَحَروا أَنْفاسك قِسْراً؟ هل طالبوك بحَفْر قَبْرك بأنامِل ضعفك ؟ أدْموا جَسْدك و أَدْموا روحك النَقيَّة..هَشَّموا وَجْهاً كان قَمَراً لليالٍ أمْسَت بعد فَقْدك سَرْمَدية في ظُلْمَتِها..أَوْجَعوك،بالتَّاكيد أّوْجَعوا قلْبك حَبيبي..كم آه ارْتَطمت بِشَفَتِيك بالله أَخْبرني ؟!
،: غَيْداء شيبي الرَّجال ؟
شَهْقَتَها المَسْجونة فَرَّت حَمامة بلا جنحان هَوَت بسُقوطٍ مُدْوي أَفْزَعَ والدتها الهامِسة بصَدْمة،:غَيْــداء!
كانت ترتجف بهستيرية و وَجْهُها قد امْتُصَّ اللون منهُ حتى بات يَباباً يَخْلو من حَياة..شُحُوبٌ مُخيف عانَقَ ملامحها و شَفتيها تَرْتَعشان كَمَن حُبِسَ بين طَبَقاتِ من أَرْض جَليدية..سَيْلٌ من دُموع خَرَّ من عينيها الجاحظتين و حَلْقُها يَكاد تَمْرَقه شَهَقاتها المُعْتَلية بعُنف..،قَبَضَت على كَتِفَيها مع سُقوط العباءة عن رأسها مُتسائلة بوجهِ تَجَهَّم،:غيْــداْ يُمَّه شصــار !
رَفَعت ذراعيها بتَيه وَهِن و الإرْتجافة لَبَّاسَهما..تَهاوت السَّماء في عَيْنَيها و الأرْضُ قد اسْتَوَت هُلاماً لا يَقْدر على حَمْلِ اضطّراب جَسَدِها..غارت عَدَستيها وسط مُقْلَتيها مع اضْمحلال القوَّة من أَطْرافها،و في ثوانٍ هَرَبَ الوَعيُ منها لتَنْهار بين ذراعي والدتها التي صَرَخت باسْمها هَلِعة،:غَيْـــــداااء



أعْتَرِف..لا زلتُ مَريضة بَك،يُحادِثَني السَّهَرُ عنك و تُداعب وسادتي أحلامٌ لا تخلو منك..و القَمَرُ دوماً كان و لا زال رَفيقاً لذكرياتي مَعَك..و كأنَّهُ مع كُل فَجْر يَتَحَسَّر على فِراقٍ "كبريائيّ" قد عانَقَ أرْواحنا..يَنوح،و لَعَلّي ألْمَحُ بُكاءَهُ المُصَيّرَهُ الشَّوقُ دَماً تَلْتَحِف بهِ السَّماء للحين الذي يَسْتَسْلم فيه بَريقه المُتلاشي..فتأتي الشَّمس لتَلِدَني من جَديد،حُرَّة من ضَعف و مَسْجونة خلف قُضْبان حُب..لكن أعِدُكَ عَزيزي..أَعِدُك يا مَن خَبت آلامي بين أَحْضانِك..و اضَّجَعَت حَواسي أسْفَل عَيْنيك..أَعِدُك أنّني سأَكون أَقْوى للحد الذي يَجْعَلني أُنْفي كبرياءَك العَتيد..،أَرْخَت باطن يدها اليُسْرى فوق مِرْفقها و هي تَنْطُق بنَبْرة بارِدة تَحُفُّها سُخْرية كانت دَيناً تَرُدُّهُ له،:قبل جم ساعة كنا مع بعض..ليش توك تقول بتجي تاخذها ؟!
على الجِهة الأُخْرى كان يَسْتَنِد بمِرْفَق ذراعه على النَّافِذة و الأخْرى مَرْفوعة لتقبض يَدُها على المِقْوَد..بَلّلَ شَفَتيه مع ارْتفاع زاوية فَمَه كاشِفاً عن نصف ابْتسامة تَعي مَقْصَدَها..أجاب بهمس ضَعَّف من بَحَّة صوته،:توي قَرَّرت اجي اخذها "مال رأسه بخفَّة و عيناه تُراقِبان المَجال أمامه من خلف زُجاج السيَّارة و كَأنَّها أمامه فعلاً..أَرْدَفَ بسُؤال و نَبْرَته تَنْخَفِض أكْثَر" ليش ممنوع اشوف بنتي وقت اللي ابي ؟
ارْتَفَعَ حاجبَها يُتَرْجِم أَحْوالَها الداخِليَّة..أجابتهُ و الكلمات لَسَعَت جَواه المُتَحَجّر،:ماني قاسية قلب عشان امنع البنت عن ابوها
الْتَقَطَ شَفته السُفلى بأسنَانه و عيناه تَضيقان تُسْبران فَحوى هذه الكلمات..تُريدين جَلْدي جِنان ؟ تَطْمَحين لإيقاظ ضَميري،تَلطمينه بكلماتكِ و تَفْتَحين جِراح لا تَهْوى البَقاء بين َجَنباتي..لستُ ابناً للنَّدَم أنا،و إن ظَنَنتُ ذات يَوْم أنّي آسِفٌ فأنا اعتذر لكبريائي،فقلبي كان غائبٌ بين تَخَبّطات دَمع رأيته يَسْكُن عَيْنيكِ..قارَّتا الطَرف الناعس الغافي نَبْضي بين أَجْفانهما..،أَرْخَى قَبْضَتيه ليُخْفِضَ يده ضاغِطاً بسَبَّابته زِر تَشغيل السَيَّارة و هو يَقول مُتَجاهِلاً ما ترمي إليه،:انا ربع ساعة و جاي
ببرود صَعيقي باغَتَ تَوتُّره،:حَيَّـــاك
أَبْعَد الهاتف يَنْظُر لشاشته و هو يُبْصِر إنهاء المُكالمة..هَمَسَ بحاجب أرْفَعَهُ الاسْتنكار مع انْفتاح باب الراكب،:شهالأسلوب الجَديد بَعد !
جَلَست ثُمَّ أغْلَقَته مُتسائِلة،:تحاجي من ؟
مَرَّرَ لسانه على شفتيه و هو يُغْلِق الهاتف ليُجيب بعد أن أسْكَنَهُ بين فخذيه على المقعد،:جنان..اعطيها خبر إني باخذ جَنى عشان تجهزها
حَرَّكَ السِيَّارة و هي واصلت تَساؤلاتها المُناضِلة لهَدْم كبريائه بلحن حَنون،:ما تمنيت إنها تكون معاكم ؟ ثلاثتكم مع بعض عايلة صغنونة
أجابَ بعينان على الطَريق و الحَزْمُ مِدْفعاً لكلماته،:لا يُمَّه ما تمنيت و لا بتمنى..انا جذي مرتاح بدونها..و عايلتي الصغنونة على قولتش بَكَوّنها بعيد عنها
بوَجْسٍ أَغْرَقَهُ الاسْتغراب،:ليــش ؟!
الْتَفَت إليها للحظات ثُمَّ عاد مُواجِهاً الطَريق بعد أن كَوَّنَ سؤالها عُقْدة بين حاجبيه و هي أكْمَلَت،:ليش هالكثر شايل في قلبك عليها ؟ شسوت جنان و خلتك قاسي بهالطريقة ؟
فُكَّت عُقْدَتُه و ارْتخاء هَدَّلَ بحبال الخُذْلان ملامحه مُوَجّساً بذلك قَلْبَ والدته..أجَاب و الكَلِمات تَنْحَشِر وسط حَلْقه رافِضةً فَضْحَ انْكساره،:خليها على الله يُمَّه..لا تفكرين في الموضوع و تتعبين قلبش
سُؤال آخر صَلَّبَ عُنُقِه و ضَعَّفَ من ضَغْطِ يديه على المِقْود،:أحمد صح ؟ "لم تنتظر منهُ جواب فمنظره و احْتِداد عينيه كانا كافيين لإيصاله إليها دون نُطْق..زَحَفَت يُسْراها لتَحُط على فخذه القَريب ضاغِطة بمَلَقٍ حَنون و هي تُرْدِف " اسْمَعني يُمَّه..انا سبق و قلت لك مابي اعرف شي عن اللي صار بينكم..و للحين مابي اعرف،الا اذا انت جيتني من نفسك تبي تتكلم وبسمعك لين ما ترتاح "زادت من ضغطها مُواصِلة بصوت احْتَضَنَ الكلمات بنُصْحٍ حَنون" لكن يا فيصل جنان ترَبَّت قدام عيوني..اعرفها من يومها بنت يوم و اعرف معدنها..و لو صار و غلطت فحالها حال أي انسان و ما يعيبها الغلط..و ادري ان عندها اللي يوضح موقفها بس انت مو راضي تسمع..اسمعها يُمَّه و لا تخسرها
عَقَّب و العِناد جزءٌ لا يتجزأ منه،:مابي اسمعها يُمَّه،مابي..ما في اي شي ممكن تقوله و يغفر لها عندي
اسْتنكار أَنْفَر يدها عن فخذه لتَنْطُق بحاجبان ارتفعا بعدم تصديق،:لا تتكبر فيصل..الله بجلاله يغفر لعبيده أكبر الذنوب و انت ما تبي تسمع هالفقيرة و تسامحها ؟!
برَجـاء نال من صوته،:يُمَّه أرجــوش..أرجوش خلاص إنهي الموضوع "نَظَرَ لها للحظات و هو يُرْدِف بتوضيح" و ترى خلال هاليومين بكلم ابو ياسمين يعطيني رقم زوجته عشان تخطبينها لي

،


يتبع




 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس
قديم 10-23-2019   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ يوم مضى (02:48 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11593
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




أَلْقَت الهاتف بلا اهتمام على السَرير و عَقْلُها بدأ يَسْتَجيب للتدريبات المُبْتَدِئة التي دَرَّبتها عليه..إفْراغه من محور تفكيرها مُباشرة بعد انتهاء أي تَصادُم بينهما..فلا داعي لتضييع دقائق من يومها للتَّفْكير بمَغرور يراها ناقِصة،حتى و لو هامَت حواسَها قَبْلَ ثوانٍ لبَحَّة صوته ! مَسَّت بخفَّة لمَرَّات مُتتالية صدغها بباطن أصابِعها و هي تَهْمِس لذّاتها حَديثة التوازن،:اعقلي جنان اعقلي..بلا أفكار تافهة
خَطَت خارج الغُرفة مُتَوَجّهة للطابق السُفلي..حيثُ هُناك تَرَكت جَنى مع أخيها عَلي و جُود..نَطَقَت بابتسامة مُحِبَّة و هي تقترب من صَغيرتها المُسْتَقر جسدها بينهما،:تعالي ماما اجهزش عشان البابا بعد شوي بيجي ياخذش
قَفَزت بحماس من على الأريكة لتتساءل بسَعادة تَبْرُق وسط عدستيها،:ويــــن بنروح ؟
اسْتَقَرَّت برُكْبتيها على الأرض و يديها حَطَّتا فوق كتفي جَنى لتَقول بعد أن قَبَّلت وجنتها القُطْنية،:مــادري حبيبتي بس أكيــــد بتروحون مكان تستانسين فيه
تَلَقَفَّت كف والدتها القَريبة بكلتا يديها الصَغيرتين ناطِقةً و الرَّجاء الْتَبَسَتهُ ملامحها البَريئة،:مــاما تعالي ويانا بليـــز
مَسَّت شفتها السُّفلية بأسنانها قَبْلَ أن تكشف عن ضحكة قَصيرة لتَقول بحُب عَميـــق بان في عينيها،:عُمْري البليــز "اقْتَرَبت مُوْدِعة قُبْلة أُخرى ثُمَّ أرْدَفَت و هي تُزيح غُرَّتها الناعمة لخلف أُذنِها" ما عليه ماما خليها مرة ثانية..وعد
زَفَرت بقلَّة حيلة و هي تُومئ بالإيجاب هامِسةً بتسليم و الأهداب أَخْفضَهن حُزْنٌ اتَّخَذَ من غُصْنها الضَئيل مَسْكناً له،:اووكي
عَطْفٌ مُتَألّم أرْخَى ملامح أُمومتها و هي تَلْمَح الضّيق المُحاصِر حياة طفلتها..يُوَشْوِش ليَنَعِها بخَبَثٍ يَعِدُ بخَريفٍ يَسْتَل رَبيعها..و يُصَيّر أَرْضَها يَباباً يَفْتَقِر لرائِحة سَعادة..يَخْلو من حُضن أمان تلتمس منهُ دفْئان..أم و أب باعَدَ بينهما فِراق مُعَقَّد لا يَسْتَوعب جُنونه عَقْلها المُقْتات على اللَّعِب و النَّبشِ عن الحَلوى..،عُذْراً صَغيرتي على فَجْوة خاوية أنْبَتَتها يدانا أنا و ذاك المَغرور وسط قلبكِ الصَغير..عُذْراً لرَمادية كَئيبة بَصَقَتها أنانيتنا طامِسةً بياض عَيْشِكِ ذو الإنْعكاس البَهي..و عُذْراً لزَهْرٍ اقْتلعتهُ أصابعنا القاسية من أَرْضِك النَقِيَّة..الشَريفة من دَنس آدمي يَعْشَقُ الأنـا..،رَمَشَت بخفَّة مُنْتَبِهة لِصَوت علي الذي عَلَّق على فِعْل جَنى،:لااا و بعد تعرف تتنهد هالمَغْرورة !
وَقَفَت و هي تحتضن صغيرتها لساقيها بكلتا ذراعيها مُعَقّبة و عَدَمُ الرضَّا يتَلَصَّصُ على صوتها،:لا تقول مغرورة..بنتي مو مغرورة
أكَّد و هو يعتدل جالساً بعد أن كان نصف مُسْتَلْقٍ،:إلا مَغرورة..فيصلووه صَغير قاعد قدامي "مَسَّ طرف إبهامه بطرف سَبَّابته يُتَرْجِم ما يَقوله و هو يُكْمِل" نفس الأسلوب بالضبط..ما نسى ولا شي يعلمها إياه!
زَمَّت شَفَتيها و كلامه هذا فَتَح مَجال لهُبوب رياح عَدَم راحة تُعَكّر هدوءها الإنسيابي،ضَيف ذَّاتها الجديد..لا تُريدها أن تَسْتَنسِخ طباع والدها العَوْجاء..تَخشى أن تَراها يَوْماً تَسْتَل سَيْفَ الكبرياء لتَغزو قَلْباً ضَعيفاً عَبَدَ أُنوثتها..تَخشى عليها من تَصْعير خَد يُحيلها بلا أَحْباب..وَحيدة تَرْقُص على جِراح فَقْدها..أليس هذا ما تفعلهُ فيصل ؟ تَرْقُص على جراحَك لعَلَّك تَفوز بلحنٍ يُعيد أُغْنية ذَّاتك للوجود..لحنٌ يُعيد رَسم خارِطة ذاتك المفقودة..مَفقودة بين مدائِني..بالطَّبع !
أَرْخَت شَفَتيها مع تَداخُل صَوْت جُود في الحَديث..صَوْتٌ تعاضد مع نَظرات ماكِرة تَعْبُر عينيها الضَّيّقتين،: من بعد ما طلبتين رقمه صار بينكم مُكالمات يَعني ؟!
هَزَّت رأسها و ابْتسامة لم تَصِل لعينيها شَدَّت شفتيها بعبوس،:ايـــه مدام جُود بينا مُكالمات
اسْتدارت جُود لعَلي تُناقِشه و هي تُدَثّر ملامحها بالإندماج،:الحين مُكالمات و بعدين رسايل وبعدها مُكالمات آخر الليـل
ارْتَفَعَ صَوْتَها و الحَنَق يَغزو نبرته..و بعينين تَوَشَّحتا بالتهديد،:علـــي سكت زوجتك لا بتشوف هالهبلة
ارْتَفَعت ضحكة الإثنان لترتخي ملامح جِنان باهْتِراء مُتَعَجّب منهما..أكْمَل علي عاقِداً أَفْكاره بأفكار زوجته الرَّعناء،:والله و هي صادقة "حَرَّكَ حاجبيه بمُشاكَسة و هو يُرْدِف" يقدر فيصل يكلمني أو يكلم أخته أو حتى يتصل على البيت يقول يبي يجي ياخذ جنى..ليش يتصل لش؟
اتَّسَعَت حَدَقَتيها باسْتنكار من هذا التَفْكير الأبْلَه..نَطَقت تُوَضّح الأمر،:انــا امها....انا اللي لازم يعطيني خَبَر مو أحد غير
عَقَّب ببساطة و ذراعه تَلْتَف حَوْل كَتِفَي جُود ليُقَرّبها منه،:عـادي مو شرط..مثل ما قلت يقدر يتصل لأي أحد "أَخْفَضَ نَبْرَتَهُ بخَبَث مع تَحَرُّك عدستاه للأعلى و انحناء رأسه بخفَّة" إلا اذا كنتوا ماخذين جَنى حجَّة عشان تكلمون بعض
أَيَّدَتهُ جُود مُتَجاهِلة فم جِنان الفاغر بصَدْمة و ملامحها المَدْهوشة،:ايـــه اكيـد ماخذينها حجَّة عشان تكلمون بعض
بَقِيَت تنتقل بنظراتها على وجهيهما و الفَمُ يَعْبِرهُ الهواء عَلَّها تستوعب كلماتهم الضَّحِلة من معنى..أيُّ عَقْل يَسْكُن رأسي هذان الأحْمقان ؟! تَراجعت نظراتها لجَنى التي نَطَقت بحاجبان مَعْقودان بدفاع طُفولي حَقَنَ وجه جِنان بالإحمرار،:اصـــــلاً عادي..ماما وبابا يكلمون بعض كل يوم..و قبل لا ننام ماما تتصل حق بابا عــااادي
تَبادل جُود و عَلي النَظَرات للحظات قَبْلَ أن تَنْفَجر من حَنجَرتيهما قَهْقَهة أَشْعَلَت حَواس جِنان بحرارة شَعَرت بها تَعبُر أَوْصالها..و من بين ضحكته نَطَق عَلي يُحادِثها،:نصيحة أختي..لا تسوين شي قدام الاطفال تراهم فضيــــ ـحة
انْخَرَط في قهقهة اَطْول و جُود تلك تُسانِده بيد اسْتَقَرَّت على بَطنها النابِض من شدَّة الضحك..وجه جنان المَخسوف كان كافِياً لإثارة ضحكتهما..،أطْبَقت شَفتيها قَبْل أن تزدرد ريقها بصعوبة لتهمس بحَنَق تَعاظم في نفسها،:تافهيـــن
،:شعندكم ؟ ضحككم واصل لين فوق !
اسْتَدارت لصَوْت والدتها ليَحْتَل الهُدوء المَوْقِف و هم يَرونها تُقْبِل بأناقتها المُعْتادة و من خلْفها والدها المُرافقتهُ حَقيبة سَفَر..عُقْدَة اسْتنكار أَشْغَلَت الحَيّز بين حاجبيها و سؤال واحد عَلا صَوْته وسط جَوْفها..سَيُسافِر من جَديد ؟!تَصافَقت أهدابها و نَبْرة عَلي المُتَعَجّبة تَصلها،:يُبه بعد بتسافر؟
أجابَ بهدوئه المُعْتاد و كَفّه تنحشَر في جيب ثَوبه الأبيض،:ايــه يُبه مسافر "نَقَل بَصره بينه و بين جنان ليُرْدِف بتساؤل" تآمرون على شي ؟
عَقَّبَت و بَصَرُها يُلاحِق والدتها التي جَلَست على إحدى الأرائك الفَرْدية بساقٍ فَوْق الأُخْرى و البَرود يَتَوَشَّحُها،:سلامتك
كان لعلي ردَّة فعل أخرى،:يُبه مُمكن اكلمك شوي ؟
هَزَّ رأسه بابتسامة خَفيفة،:أكيد يُبه " أشار للباب" تعال برا
انْتَظَرَت حتى خَرجا معاً ثُمَّ اسْتدارت مُوَجّهة السؤال لوالدتها،:وين بيروح ابوي ؟
أجابت و هي تُشيح للتلفاز وَجْهُها المُتَخَثّر بالجُمود،:مـــادري عنه
أَفْرَجَت عن زَفْرة أرْعَشَها قَلَقٌ بات بين حُجْرات قَلْبها لرُبع قَرن أو أكثْرَ..قَلَقٌ يَخْشَى أن تَشْرُق عَينيها ذات صَباح و السَّماء مُظْلِمة من عائلة "مُفَكَّكة" لا تجري بينها دماء لها مَوْسِمٌ من شتاء قاسٍ يُجَمّد المشاعر و الذّكريات..أن تَحْيا بين عائلة مَبْتورة الوِصال خَيْرٌ من أن تَعيش الروح وَحيدة من شَذرات جَليد تتراشق من عيني والدتها ناحِية ذَّات والدها التائِهة..،

،

مُتَقَابِلان أمام عَيْنَي لَيْل اعْتادَ أن يَبْتَلِع مواقف تُنَحّيها الذَّاكِرة عن جَمالية قَد يُشَوْهها بُؤسَها..هَوَ لَيْلٌ مُظْلم و البَشَر أَقْسَموا أن يَرِثون ظُلْمَتِه لتلتبسها مَشاعِرَهم،أهْواؤهم الخَبيثة و نُفُوسَهم المُقتاتة على الكآبة و لا غَيْر..،تَساءَل و اسْتنكار ضائِق يَعْبُر ناصِية وجْهه،:يُبه ليش بتسافر بعد؟ حتى ما صار لك شهر من رجعت !
بجوابه المُعْتاد و الكَفُّ لا زالت تَسْكن الجَيب..تُخَبّئ إفْصاح خُطوطها و تُصْمِت بَوْحٌ تآكَلت على إثْر تَكَلُّسِه روحه المُقَيَّدة بالحُرّيَّة !،:شغل يا ولدي
ضِحكَة قَصيرة المَوْجات و بَعيدة المَدى فَرَّت من حَنْجَرته قَبْل أن يُعايش حاجباه ارْتفاع يُتَرْجِم عَدم إقتناعه بالحُجَّة الواهية..،:يُبــه ترى كَبرنا..مو للحين صغار عشان نصدق هالحجي
صَمَت للحظات و عيناه تَعْبُران ملامح عَلي المُنْطوي الضيق بين طُرُقِها..عَقَّب و ابْتسامة مائلة بميلان سنوات زواجه الحَدْباء،:و ما دامكم مو صغار يعني تقدرون تستوعبون ليش انا اهرب من البيت صح ؟
أغْمَضَ للحظات ماسَّاً جبينه بباطن يَده مُنادِياً برجاء،:يُبــه
اتَكأ في وقوفه على الحقيبة و هو يقول،:تحجى علي اسمعك
أخْفَضَ يده يُحاول أن يشْرَح لهُ الأمر..و الأُخرى بتردد بَقِيت وسط جيبه،:يُبه اعط امي فرصة..هي قاعدة تحاول تعوضنا كلنا..شوفها من يوم رجع محمد قبل ثلاث سنوات لين اللحين و هي تحاول تعوضنا
ببرود عَقَّب،:تحاول معاكم..انا مو من ضمن قائمتها..ما شفت شي تغير من يوم اختفى محمد لين اللحين !
بتَرَدّد حَذِر قال،:بعد إنت يُبــه ما حاولت تتغير..يعني محمد يالله تكلمه،ما كأنه ولدك..و هالشي أكيد مضايق أمي
عُقْدة اسْتنكار حانِق زادت من قَسْوة ملامحه،:اكلمه شقول له ؟ يوم كلمته ابي اعرف ليش اختفى كل هالسنين حصلت جواب ؟ قول لي حصلت منه رد مقنع ؟ "أشار لصَدْره بقَهَر تَعَلَّق بأطراف كلماته" انت ما تدري بشنو احس اذا شافني واحد و سألني وين كان وليش اختفى..يا علي هو حتى الشهادة رجع لي بدونها..شلون تبيني اعامله حاله من حالكم و انا مادري شنو من بلوة مسوي !
بدفاع مُسْتَميت،:صحيح إنه اختفى و رجع بدون ما يعطينا سبب بس يُبه محمد تربيتك..ما شفنا منه سوء حتى بعد رجعته..و اذا على الشهادة قدر يقنعنا إنه ما يحتاجها..الحمد لله شغله ماشي تمام و متوفق
زَمَّ شفتيه هازَّاً رأسه بالنفي رافِضاً أي حَديث يُحاول به أن يشفع لأخيه..،:كل هذا ما يهمني علي..اللي يهمني بجْري ليش اختفى ثلتعش سنة "اعْتَدَل في وقوفه ليتراجع للخلف مُرْدِفاً ليُنْهي النّقاش السَّقيم" انا رايح..ما باقي شي على الطيارة
نَظَرَ إليه وهو يستدير مُبْتَعِداً بعيني قِلَّة الحيلة و الحُروف تَذوي منه بلا قُدْرة..لا يدري ماذا يفعل ليسد الفَجْوة المُسْهبة في اتّساعها بين والديه..يَلوم من على ذلك ؟ يَلوم مُحَمَّد الذي عاد بروح لا تعرف الابتسامة ؟ روح يَبْدو أنَّها جُرِحت بنَصْلٍ خَفي لم تَستطع أسئلَتهم كشف أغواره..أم يَلوم حُبَّاً فَشِلَ في أن يَرْبط بين قَلْبيهم ؟ حبٌّ يَرْفض ابْتعادهما لحينٍ من زَمَنٍ تفتر فيه حَرارته ليُمْسي مشاعر بارِدة تُسيّر الباقي من حياتهما على مبْدأ العِشْرة !
شَعَر بالتفاف ذراعيها حَوْل خصره قَبْلَ أن تَغفو فوق كَتفه الأيسَر شَفَتَيها مُوْدِعة قُبْلة دافِئة تُحاول امتصاص ضيقه..هَمْسُها اسْتَقَرَ في أذنه،:حبيبي لا تتضايق
اسْتَدار يُقابلها ليَتَّضِح لها الإنْكماش المُقتات على ملامحه المَرِحة..نَطَق بهَمْسٍ خاوٍ من راحة،:ما اقدر جود..ما اقدر ما اتضايق..انتِ شفتين الوضع بينهم شلون صاير
مَرَّرت أناملها على خدّه و هي تَقول،:ما عليه حبيبي..كل الأمور بتنحل ان شاء الله
أَفْرَغَ من صَدْره تَنْهيدة مُثْقَلة،:ان شاء الله..على الله
داعَبَت بإبهامها شفتيه العابستين مُضيفة برِقّة،:مُمكن هالحلوين يبتسمون ؟ ترى قلبي ما يتحمل يشوفهم زعلانين



ماضٍ

عَقْلُها بَعيد كُل البُعد عن تَراشُق الحَديث فيما بَينهن..هي حتى النَّظرات وَزَعتها على ساعة معصمها أكْثَر مما عَقِدتها بذلك الصَّغير..عبد الله..،كانت السَّاعة تُشير للثامنة و سَبعة و أرْبعون دَقيقة..قُرابة الرُّبع ساعة مَضَت مُنْذُ أن عاد من بَحْرِه..تُريد أن تَراه..اشْتاقتهُ للحد الذي أَفْقَدَها النَّوْم..لم تُعانق عيناه المُرْمَدتين مُنْذُ أُسْبوعان كانت فيهما مَحْشورة بين كُتُبٍ سَجَنتها عنه..كيف حاله يا تُرى ؟ و كيف حال جِرْحٍ نام أَسْفَل شَفَتيه ؟ مالت شفتاها الصَّغيرتان بابْتسامة ناعِمة و صَوْته المُشاكس يُناغي مَسامع ذاكرتها "ما هدأ وجع هالجرح الا بعد ما عالجتيه" ذلك العِلاج أثَار فُضولها..هو يُرَدّده عليها بين الحين و الآخر رافِضاً الإفْصاح عن ماهيته..يُعاندها و بهذا الفِعل يُرْضي ذّاته الهاوية إثارة حَنَقِها..،عَبَرَت صدرها تَنْهيدة لها لحن حُب تَراقصت على إثْره نَبْضاتها الوالِهة،و أمام بَصَرِها المُغَيَّب عن الوُجود نُحِتَت ملامحه الوَسيمة..اشْتَقْتُكَ طَــلال..،أَلْقَت نَظْرة أخيرة على السَّاعة قَبْلَ أن تَتَلَصَّص عليهن بدقَّة تُقيس مَدى انْشغالهن عنها مع غَيْداء و طفلها الأوَّل..بحَذَر الْتَقَطَت عباءتها المَرْخية بجانبها على الأريكة..و ببطئ شَديد بدأت تَتَسَلَّل من بينهن حتى غادرت الغُرْفة و بسرعة تَوَجَّهت للأسْفَل قبْلَ أن يَلْحَظ غيابها أحد و يَلْحَقَها..ثوانٍ و كانت تَطوف الحَديقة الواســعة بعد أن ارْتَدَت عباءتها و ثَبَّتت حجابها على رأسها..كانت تُلْقي نَظْرة للخلف و هي تَمشي خشية مُراقبة أحد لها،فضميرها يَعْلُم يَقيناً بخطيئتها.. ولكن صَوْتُ الحُب الذي كانت تتمنى أن لا يُنَجّسهُ حرام قد تعاضد مع صوت إبْليس مُصْمتين ذلك الضَّمير..،زَفَرَت براحة بعد أن وَصَلت لمَقَرّه بنجاح..اقْتَرَبت من الباب المُوْصَد بإحكام..رَفعت يَدها طاوية سَبَّابتها و طَرَقَته طَرْقات مُتتالية..خَفيفة و رَقيقة..انتظرت رَد قَبْل أن تُعيد الكَرَّة من جديد و لكن دون جَواب..،تَراجعت خُطْوة للخلف و من فَوْقها تَرَبَّعت السَّماء تُراقِب سَكَناتها المُسْتَسْلِمة لأوامر الإشْتياق..مال جَسَدها بخفَّة تُطِل على الجهة الأُخرى من غُرْفَته..خَطَت بهدوء مُتَجاوزة الباب إلى النَّافِذة المُقابِلة المَنْزِل المُسْتَقِر بشُموخ بمسافة بعيدة نسبياً..طَرَقتها هي الأخْرى عدَّة مَرَّات و كان الصَّمْتُ جَوابها..عَبَسَت شَفَتيها و خَيْبة عَميقة اجْتَرَعت الْتماع كان يَهْتُف وَسط عَدستيها..اسْتدارت و الضّيق حذاؤها،خُطوتان من قَهر و من ثَمَّ..،:هــــلا بالغايبين
ارْتعاشة لَذيذة تَعَلَّقت بقَلْبها جَناحان حَلَّقا به لسماء مَبْنية بيدي الحُب..هَمْسُه عَبَثَ بوَجْس الليل المَسْكوب خَمْراً في كؤوس العاشقين،و هي منهم..فصَوْته هذا أَثْمَلَ حَواسها للحد الذي أنْساها طَريق الكَلِمات..قابَلَته و قَشْعَريرة لها وَجَعٌ تَسْتَلِذ بهِ نَبْضاتها عَبَرَت مدائن جَسَدِها مع إلْتقاء العَين بالعَين..مَرَّ وقتٌ طَويل مُذ اسْتَظَلَّ بَصَرُها باخْضرار عَدَسَتيه..اقْتَرَبت منه هو الواقف بمَيلان مُسْتَرخٍ سانِداً ذراعه بإطار النَّافِذة المُشَرَّعة..يَداه في جَيْبه و فوق كَتِفه اسْتكانت منشفة صَغيرة من الواضح أَنَّهُ كان يَجْترع بها المياه المُغْرِقة خصلاته القَصيرة..نَطَقَت بخَيْبة بعد أن تَوَقَّفت أمامه،:تسَبَّحت !
عُقْدة اسْتنكار بانت بين حاجبيه و فوق شَفتيه ظَهَرَت ابْتسامة خَفيفة و هو يَقول،:ايـــه تسَبَّحت..وين المُشْكِلة !
هَرَبت ببصرها عن نظراته السَّابِرة ملامحها المُتَّضح عليها الارْتباك..بهمس يكاد يتلاشى،:لا و لا شي
غَبيَّة..غَبيَّة نُور..كيف تنطقين بها؟! أيُّ تَبرير غَبي كُنتِ ستُواجهينه به إن أصَرَّ على معرفة مقصدكِ ؟! أم أنّكِ ستُخْبرينه بوقاحة أنّكِ انْتظرتِ لقائه لتُداعب أنْفَكِ رائحة البَحْر المُتَجانس مع عِطر جَسده الرُّجولي..!انْتَبَهت من تَوْبيخها لنفسها لسؤاله المُسْتَفْسِر،:شخبار الامتحانات ؟
اقْتَرَبَت مُلْغِية المَسافة بينهما..جَلَست على إطار النَّافِذة لترتفع قدماها عن الأرض بمسافة بَسيطة أَضْحَكت طَلال لتُعَقّب هي كعادتها،:مااا يضحك
اسْتقام في وقوفه و هو يَقول و الابْتسامة الجَميلة تُزَيّن شفتيه،:ضحكتي كانت بَريئة..بس لأنش تتحسَّسين من طولش ظنيتين فيني بالسوء
ارْتَفَعَ حاجباها ببرود تَدَثَّرت بهِ مُدَّعية اللامُبالاة و هي تَراه يُخْرِج لها لسانه بمُشاكَسة طفولية لا تُناسب عُمْره المُقْبِل على الثَّالثة و الثَّلاثون..فأفْعاله هذه يَعي قَلْبُها جَيّداً أنَّها مُتَفجّرة من عَيْن رُدِمَت بأثْقالٍ من أَتْربة كانت وَليدة من رَحْم دُنيا لم تَعْطِف عليه..فبَدأت ذَّاته تُنَبّش عن حَنَانها القاسي،جُنونه و تصرفاته المُنْطَلِقة من اللامَبْدأ كانت حَصاد رحْلته للبحث عن حُلو الحَياة..إن وُجِد..،
،:ما جاوبتين..شخبار الامتحانات ؟
مالَ رأسها بنُعومة مُجيبةً بابتسامة رَقيقة سَلَبت حواسه المَشْدوهة لها،:الحمدلله..احس إني حليت زين فيهم كلهم
عَقَّب بهمس و هو يَحني ظَهْره مُتَّكِأً بباطن يديه على الإطار،:الحمد لله "أرْدَفَ بعد ثوانٍ بثِقة أَضْحَكَتها" شفتين عَبود اليديد..يشبهني صح ؟
باعْتراض،:طـــلااال عاد واضح كلش إنه نسخة غيداء..لا تجذب أرجووك
بثقة،:زيــن غيداء تشبهني..فيعني هو يشبهني
فَغَرَت فاهها بعدم اسْتيعاب قبْلَ أن تتساءل،:غَيْداء تشبهك"هَزَّ رأسه مُؤكّداً بثِقة الْتَبَسَت ملامحه لتُرْدِف هي باسْتنكار" ابداً ما تتشابهون..إنت خواتك ما تشبهم..مو بعد غيْداء !
صَمَتَ للحظات يُحَلّل جُمْلَتها في عَقْلِه المَسْموم من إجْحاف أَسْقَمَ روحه..هَمَسَ بسُخْرية على حاله و بصره يُغادر وَجْهها للمَجال حَوْله،:عيل يمكن ما يحبوني لأني ما اشبههم
زَمَّت شَفَتَيها بضيق و في جَوْفها بدأت تَلْطُم ذّاتها البَلْهاء..لا تعرف كيف تنتقي الكلمات عندما تُصْبِح أمامه..هي تَجْرحه من غير قَصْد و وَجَعهُ و إن ارْتَدى عَباءة السُخرية فهو يُغْشي روحها المُتَيَّمة به..روحها الساعية لإسْعاد ذَّاته المَثْلومة بسيف دَم..،هَمَسَت و بحديثها أرادت أن تُزيح تلك النَّظْرة المُنْكَسِرة فوق باب عَينيه،:لا يهمك طَلال..احـنا نحبك
عادَ مُوْزِعاً عليها نَظَرات عَبَرت من بين أجفان ضاقَت لتُراقِب بدقَّة ملامحها المُتَفاعِلة مع ما نطقته..و كأنَّهُ لَمَح بين مُقْلتيها أبْيات شعرٍ مُتَخَبّطة تَبْحثُ عن قافِية تُصَيّرها قَصيدة حُب تَهديها إليه فوق سَحابة خَجَلٍ فطْري..،هي الْتَفَتت حَواسَها للتَغَيُّر الذي طَرأ عليه..صَمْته بتناقُض قَرَع طُبول قَلْبها مُثيراً شَعب نَبْضها..و السُكون المُلْتَبِس ملامحه بجاذبية صَعَّب عليها اجْترار الأنفاس..زاغَت عَدستاها بارْتباك بعد أن اهْتَدَت لسقيفة عَيْنيه..لم تَقْوَ على التَشَبُّث بأطرافها،فمشاعرها تَذوي أمام اكْتساح رُجولته..،هَمَسَ بتساؤل مُبَعْثِراً أهْدابها،:انتوا من ؟
تَنَشَّقت بوُضوح عندما اقْتَرَب أكْثَر مُتَعَدّياً على المَسافة الفاصِلة بينهما بـ"أدب" بُحَّ منهُ اجْتماعَهما الشَّاذ..،مالَ رأسه بالتطارد مع رَسْو الإبْتسامة عند مَرْفأ شَفَتيه..مُبْهِرة و هي مُتَزَيّنة بإكليل الخَجَل..بلا سحره تَجْذبها إلى حُصونها النَّاعِمة..و بارْتدائها إليه هي تَهوي بهِ أَسْفَل قَدمي أُنوثتها..هَمَسَ من جَديد و أُذّنه مُطْرَبة لمعْزوفة أَنْفاسها،:قوليها..قولي أَحِبْــك..ابي اسمعها بصوتش
حَاوَلت..و بجَدارة فَشَلت أن تَزْدَرد ريقها المُتَكَوّم وَسَط حَلْقها،فَغَرَت فَمَها..أَطْبَقَته و نَسَمات الهواء تَرْفُض أن تَقَع رَهينة خَلْفَ أَضْلاعها الرَّاجفة..هي صَمَدَت مُتَشَبّثة بكامل قوّتها بأنامل المشاعر الرَّقيقة التي امْتَدَّت من بين مَلَق حُروفه..نَقَلَت بَصَرها بين عَيْنيه تُطالب باسْتعطاف أن ارْحَمْني..ارْحَم خَجَلاً اشْتَعَل صَياخيد وسَط أوْردتي..ارْحَم كلماتٌ ذّوَت زَهْراً و لم يَشْدو منها سوى عَبَقٌ هُو مَزيج نَبْضٌ و شَذا روح عَشَقَتك طِفْلة..،رياح اضطّراب تصافقت على إثْر هُبوبها أهْدابها العَنْقاء..مَرَّرَت لسانها على شَفَتيها قَبْلَ أن تَسْتَل صَوْتَها من قُعْر صَمْتَها هامِسةً ببحَّة مُتَقَطّعة،:طَــ ـ "نَفَس عمَيـــق" طَـــ ـــلـ
،:شنــــوو تسوون ؟!
مائِلة في وُقوفِها،يَداها مُسْتَقِرَّتان على خصْرَها مُتَرْجِمة اعْتراضها على لَوْحة الغِيـاب المَرْسومة بريشة كان حِبْرها الحَرام..نادَتهما من جَديد بعد أن فَشِل صَوْتها في اخْتراق غشاءَ العَمى المُحيط بروحيهما..،:نُـــوور و طلال..اكلمكم
تَرَاجَع طَلال بخفَّة يُخَيَّل للناظر أنَّهُ لا أساس للإقتراب..أدارَ رأسه مُسْتَجيباً لها هامِساً،:نعم جُــود !
اقْتَرَبت و ذراعي الإسْتنكار تُعْقَد فوْقَ صَدْرها و هي تَتَساءَل بلحن شَك،:شنو تسوون ؟
رَفَعَ ظَهْره واقفاً باعْتدال قَبْل أن يَمس الإطار العلوي للنافِذة و هو يَحْني رأسه،:اسألها عن امتحاناتها..شنسوي يعني !
هَمْهَمت بعدم اقْتناع ثُمَّ نَطَقت تُحادِث نُور المَغْشي على حَواسها،:امي تَبيش..من زمان تدورش
هَزَّت رأسها مَرَّات مُتتالية تَحكي تَخَبّطها قَبْلَ أن تتَحَرّر من جلوسها مُتَوَجّهة لجنان دون أن تُلْقي بنصف نظرة للذي زَلْزل كَيانها..مَشَت مُبْتَعِدة مع شَقيقتها بصَمْت مُوْحِش أَيْقَظَ خَوْفَها،ذلك الجُلوس المُنْزوي قد تُوَبَّخ عليه لمَرّات إن فُضِحَ أمْرُه..هَمَست و هُما تقفان أمام الباب،:جُود لا تقولين لأحد إني كنت مع طلال
ببرود لَسَعَ ضَميرها الغافي،:يعني تدرين إنه اللي سويتيه غَلط..و رغم هذا سويتيه !



حاضر

أَحاطت وَجْهها بشالها الأسْوَد مُخَبّئة مَوْجَها عن أَعْيُن قَد تَطال زينتها..ثَبَّتت حَقيبتها ذات السَّير الطَويل فَوْق كَتَفِها قَبْلَ أن تترك غُرْفتها قاصِدة الطَّابق السُّفْلي،حيثُ هُناك كُن يَتسامرن والدتها..جُود و أم فيصل..تَقَدَّمت منها و ابْتسامتها النَّاعمة امْتَطَت شَفَتيها العاريتين من زينة..قَبَّلت خَدَّيها بتَرحيب هامِسةً،:شخبارش خالتي
أجابتها بحُب عَميق انْطوى بين التَّجاعيد الخَفيفة المُحيطة بعيْنَيها،:أنــا الحمد لله بخير "يَد عانَقت خَدَّها و يَد اسْتَقَرَّت برقَّة على كَتِفَها مُرْدِفة باشْتياق آسِف" يا ليــتها عَمّتي
بصعوبة اسْتطاعت أن تَحْتَفِظ بابْتسامتها المُهَدَّدة بسوْط الارْتعاش..تَراجعت بصَمْت أُغْدِقَ ببرد ملامحها..جَلَست على الأريكة الجانبية و هي تستمع لحَديثها،:والله يا يُمَّه أُمْنيتي اشوفكم في بيت واحد مع بنتكم
بعينين كانت أَجْفانهما مَهْدَاً لقوَّة وُلِدت وسط عَدستيهما حَديثاً،:خالتي أنا و فيصل انتهينا..مو نَصيب بَعض
عارضتها،:لا تقولين جذي يا بنتي
جُود التي كانت حَريصة على ارْتجاع علاقتهما..أضافت،:لا تكابرون يا جنان..اثنينكم مبين شوقكم لبعض في عيونكم
بحدَّة اتَّقَدت منها كلماتها،:قلبي خالي جُود..ما يحب و لا يشتاق لأحد
وَالدتها بنَبْرة تَوَشَّحت بلَحْنٍ يعرف طريق أزِقَّة ذّاتها المُنْطوية فيها بتَوَحُّد مشاعرها،:لا تنكرين يُمَّه..يكفي دمع شُوقش اللي تشَرَّبه صَدْري
عَقَّبت و ملامحها تَصْرُخ قَهَراً على حُب أَحالها مُفْتَضَحة،:كنت غبية..كنت ضعيفة بس اللحين لا..لا تظنون إنّي جنان الأوَّلية
برجاء تَعَلَّق بأسْتار قَلْب جنان المُوْصَد،:حاولي تكلمينه مرَّة ثانية يمكن قلبه يحن عليش..عشان بنتكم عالأقل
وَقَفَت و حدقتاها ابْتَلَعهما اتساع مَصْدوم كَوَّم في حَلْقها شَهْقة مَكْتومة..تُريدها أن تَجْثو على رُكْبَتي عِشقها أمامه ؟ هي بالطَّبع تُريدها أن تَنْسَلِخ عن كَرامتها لأجْل حُبُّه..أن تَتَشَبَّث بيد كبْريائه..تَلْثمها بعُبودية تُصَيّرها تُراباً يُداس بقَدَمي انْتقاصه..هي ناقِصة،ناقِصة في مَنْطِق غُروره..و سَتَقْبَل بذلك..سَتَقْبَل بلَقَبِه الغابِر..ستَرْتَديه تاجاً عَلَّهُ يَجْتَرِع أَحاسيساً هَوَته..سَتَكون فعلاً ناقِصة إن أَراد و لكن مُتَمَّمة الكَرامة..،بفَحيحٍ أَطْلَقَت حَديثها،:مُسْتَحيــــل "عَلا صَوْتها" مُسْتَحيــل خالتي..ماني منزلة نفسي له "تَصَدَّعت ملامحها المَحْزونة و دَمْعٌ يُرَفْرف وَسط سَماءها الواسِعة مُرْدِفَة ً" يا خالتي ترى عفته..صدقيني عفته و قلبي مايبي قُرْبه
،:جُـــود
تَوَجَّهَت أنْظارهن جهة السُلَّم حيثُ أَقبَل صوت علي قَبْلَ أن يَتَراءى لهن جَسده..اقْتَرَب من مكان جُلُوسهن يُحادِث زَوْجته،:انا ماشي اللحين..تبين شي ؟
هَزَّت رأسها بالنَّفي و عَيْناها تُلاحِقان وَجْه جِنان المُحْتَقِن بوضوح..هَمَست،:لا مشكور
حادَثَ والدته و والدة جُود،:يُمَّه و عمتي تبون شي ؟
كلاهما نَفَى حاجته لشيء و والدته أَضافت،:سلامتك يُمَّه و سَلّم على أخوك
هَزَّ رأسه،:يَوصّل ان شاء الله "نَظَر لجنان مُتسائلاً" ها نمشي ؟
تَقَدَّمتهُ بخطوات سَريعة هامِسةً ببحَّة،:ايــه مشينا
و هُناك خارج المَنْزل تَساءَل بشك و هو يُبْصِر بَعْثَرَتها،:فيش شي ؟
اسْتَنْشقَت بعُمْق..ناشَدت السَّماء تَلْتَمِس منها سُكون يُشْفي مَرَض قَلْبها..زَفَرَت بارْتعاش ثُمَّ ارْتَدت ابْتسامة خفيفة و هي تُناظره،:لا حبيبي ما فيني شي..يله خل نركب السَيَّارة

،,

يتبع





رد مع اقتباس
قديم 10-23-2019   #3


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ يوم مضى (02:48 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11593
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




تَغْرف المَلْعقة بشُرود كانَ بَحْراً مُسْتَسْلِمة مُقْلَتيها لتَلاطُم أَمْواجه..تَرْفَعها لفَمَها،تَلْعَقها ببطئ بطَرَفِ لسانها..لا مَذاق ! تَحْشرها بقَسوة في فمها لتُحاصِرها بُرودة مُنْبَعِثة من المُثَلَّجات الجامِدة من حياة..عَلَّها تُجَمّد بُؤرة الوَجَع المَنشورة غَوْغاؤه وَسَط بلْقَع روحها..لكنَّ الأَلَم كان أَقْوى،لهُ براكين من نيران تَصْهُر ذاك الجَليد المُهْتَرئ لتُصَيّره حُمَماً تُرْمِد عَيْشَها..،على الطاولة المُتَوَسّطة غُرفة الجُلوس أمامها تناثرت أكياس شُوكولاتة اتَّخَمَت مَعِدَتها من مُحتَواها..كَعَادَتها حينما يَهِلُّ شَهْرُ حُزْنِها..تَبْدأ بمراسيم بؤسِها،تَعْتَكِف عن الإبْتسامات و تَرْتَدي عَباءات النَّحيب،تَتَزَيَّن بكُحْل البُكاء و تَلتَحِم مع ذَرَّات عِطْرٍ آسِن..لهُ رائحة مَوْت سَرَقَ أَحِبَّاءَها و أشاحَ يَدُ نَهْبِه عن روحِها..لَيْتَهُ طالها..لَيْتَهُ وَسَّدها جُثَّة بالِية أسْفَل أقدامهم..لا تُريد قَبْراً و هي عن الكَفَن مُتَنازِلة..تُريد أن تُصْبِح شَبَحاً لهُ تَجْويف يَقْفُر من مشاعِر،تُريد أن تَنْسَحِب من حَياة ابْتاعَت سَعَاداتها بمَبْلَغٍ بَخْس أحالها فقيرة بُتِرَت يَدُ سُؤالَها..،هُو كان يُراقبها بعيني عَطْفٍ تُبْصِرها طِفلة سُلِبَت منها البراءة عُنْوة..سَتَروا عُرِي ذَّاتها بقوَّة مَشْروخة،تَذوي عند مَوْضِع ثُلْمَها إنْسانيتها..لولا رَحْمَةُ رَبٌّ لا تَنْم عَيْنه عن عَبيده لكانت الآن تَتَجَوَّل بين طُرق البَشَر..تَقْتَني أرْواحاً بدمائها هي تُسْكِن رَوْعَ نَفْسٍ كادت أن تَجُن..نَفْسٌ أبْصَرَت أَجساداً كانت الدّماء خِضابها،نَفْسٌ زَفَّت رَفيقة طُفولتها بهلاهل الدُموع،و دَثَّرت طُهْرَ جَسَدَها بكَفَنٍ كان أبْيضاً كَفُسْتان زَفاف..ليْلَتها كان الذَّبحُ عُرْسَهم و صَوْتُ تَقَطَّعُ الأوْداج مَعْزوفتهم الكَئيبة..،وَقَف مُقْتَرِباً منها..جَلَسَ بجانبها مُتناولاً عُلْبة المُثَلَّجات و هو يَقُول بحَزْم لائِم،:بــس خَــلاص..شنو إنتِ تبين يجيش السُّكَّر !
أَرْخَت وَسَط حُضْنها يديها الغافي بين طَيَّاتَهما بضع قَطْرات أُذيبت من قاع العُلْبة..كانت تَجْلِس على الأريكة بساقين مَطْويتين،ذراعيها مُسْبَلَتان بتَبَلُّد و حَوْل أَجْفانِها اسْتَراح احْمِرار يَحْكي إعياء لازَمَها مُذ صُمَّت حَوَاسها من بُكاء تلك الطّفلة..لم تُشْفَ بعد من الذّكرى..لم تستطع أن تتَبَرأ منها..لا زالت ضَعيفة ليس لها القُدْرة على كَسْر قُيُودِها..،امْتَدَّت يده يُزيح بأنامله خصْلات لامَسَت أَهْدابها و ذّاته مَشْدوهة لسَكَناتها..غَريبٌ ذاك الشُّعور الضّائق الذي يُخالج قَلْبُك حينما تُبْصِر الوَجْهَ الحَقيقي لحَبيبٌ كان يَخْتَبئ خلف أَقْنعة قُوَّة بالية..مثْلَ جَبَلٍ شامِخ بُلِي كبْريائه من سَحابة عابِرة أَلْقَت عليه رُعودها..،هَمَسَ يُطَبْطِب على جرْحِها دون أن يَعْلَم أنَّه يَنْكأها..يَذر الملح فَوْقها،:فاتــن انتِ اقْوى من جذي..لا تخلين الذكريات تسيطر عليش..ما بتقدرين تاخذين حقش ما دامش مستسلمة للماضي
بارْتعاش ارْتَفَعت ذراعها ماسَّة جَبينها برسْغها و هي تَهمس بتَقَطُع و الدُموع تَحْفُر وجنتيها،:ما اقــ ـدر..الماضي يباغتني و كأنَّه حقيقة..ينعاد قدامي بكل تفاصيله "أَغْمَضَت و نَوْحٌ تَعَلَّقت بأطْرافه أُمْنيات سَقيمة عَبَرَ حَنْجَرتها" يا ليتني مت قبل لا افقدهـ ـم..يا ليت الموت اخذني قبل لا ياخذهم
أحَاط كتفيها بذراعي حَنانه لكنَّها دَفَرَتهما برَفْض،و بوَهْن حاولت أن تُبْعِد جَسَدَها عن داوَّمة مشاعره..باعْتراض مُهْتَرئ،:لا تقرب مني..لا تلمسني..مابي افقدك رائد،مابي اتعلق فيك و افقدك مثل ما فقدتهـ ـم..روو آآآه روح عنـ ـي
هُو كان لهُ كَلِمَته..و عَزْمه لم يُحَطّم مَجاديفه طَلباتها المُتَذّيّلة باحْتياج مَخفي اسْتطاع أن يَلْمَح سرابه..عاد و احْتَضَنَها راسِماً ملامح بؤسها على صَدْره..مُشَرّعاً أبْواب قَلْبه لاسْتقبال فَيْضها و مُوْدِعاً آهات مَكْسورة بين أضْلاعه،عَلَّهُ يُصَيّرها ضحكات يُرَشّح بها حَنْجرتها من الغَصَّات..هَمْسه اخْتَلَط مع صوت بُكائها وسط أُذْنها ويده تَعْبُر مَسالك شَعْرها بحَنان،:خل لسانش يقول ما يبيني مني لين باجر..بس قلبي اذا شاف الحاجة تصرخ في عيونش اسمحي له..بيتصرف مثل ما يبي "أسْكَن قُبْلة دافِئة قمَّة رأسها ثُمَّ أَرْدَف بحُب" و سعادتش و راحتش اللي يبيها قلبي



عَيْنٌ تُناظِر رَجُلاً فارَقَهُ و كان لا يَزال يَخْشى النّوْم و الظَّلامُ يُحاوطه..و عَيْنٌ تُبْصِر أُنْثى وَدَّعها و الطُّفولة إكْليلها..هَا هُما أمامه و اللّقاء كانَ مُفْتَرَق طَريق أَراد أن يَخْتَبِر صَلاحية الدَّم الرَّابِط بينهما..لوَهْلة ظَنَّ فيها أنَّ اللقاء انْتَصَر و أنَّ الدَّم لم يَكُن سوى سائلٌ لَزِج تَتَجَمَّد مشاعره من غياب اقْتراب..لكنَّهُ أَيْقَن حَديثاً،أنَّ الأُخوَّة قنْديلٌ يُشْعِل لَيْلاً أَدْعَج يُسْتَحال أن تَكون ظُلمته أَبَدِيَّة..،يَذْكُر أَنَّهم أَنْكَروه حينما جاءَهم و الغُرْبَة قد اقْتاتت على ملامحه ، تلك التي حَفَظَتهُ بين ظُلماتٍ ثلاث لم تَتَعَرَّف عليه..أنْساها البُعْد يَداً تَشَبَّثت بأطْراف ثَوْبها ذات طُفولة..و أَغْشى الفِراق بَصَرها عن عَيْنِي لطالما تَدَثَّرتا النَّوم بين أَحْضانها..و فَقْدُ ذَّاته..ذاكَ البلاءُ العظيم كان سَدَّاً منيعاً بينها و بين رُوحه التي بُثَّت في جَسده المُنْطوي وسط رحمها..،اللّقاء سَعيد..و اجْتِماع الأشّقاء لهُ حَميميَّة فَريدة لا يَتَذوقها سوى السَّليم من عُلَلِ زَمَن..،نَطَقَت بابْتسامة بعد أن اسْتَطاعت أن تَتَجَرَّد من سَطْوة ذكر ذاك الرَّجُل،:احسّك مشْتـــاق بس مو عارف تعبّر عن شوقك
ابْتسامة لها رائحة شتاء طَويل تَلَقَّفت شفتيه مُعَقّباً،:تقدرين تقولين نسيت شلون اعبّر عن شوقي
وقفت مُقْتَرِبة من مكان جُلوسه..شارَكَتهُ الأريكة و هي تَقول بحُب،:لا تحاتي..أنا اذكرك
أنْهَت جُمْلَتَها ثُمَّ احْتَضَنته مُحيطةً كَتِفه بذراع اشْتياقِها..و كأنَّ الإحْتضان كان سَحَابة أفْرَغت عليه جلَيداً ضَعَّف من بروده المُسْتَميت..هي شَعَرت به،شَعَرت بخوائه من دفئ كان يَسْكُن مسامات جلْده..قَلْبه لم يَصِلُها هتاف نَبْضه و يده التي بَسَطَها على ظَهْرِها كانت يَباباً من حَنانٍ أَغْدَقها ذات ماضٍ..حينما أتتهُ قبل أيَّام تَجُر ضّياعه لم تستشعر هذه الغرابة..فهي كان تتخبّط وسَط دَوَّامة من مشاعر أَضْنت حَواسَها..لكن الآن هي يَقِظة،و فؤادها قد أَوْجَسَهُ التَبَلُّد المُقَيّد أخاها..،
،:من هالمشهد الدرامي تأكَّدت إننا رجعنا مثل قَبِل "بابْتسامة واسِعة طالت عينيه" الحمــد لله
ابْتَعَدَت عنه مع مُعانقة يدها لخَدّه..تَساءَلت بحَنو رَقيق و عيْناها تُراقِبان غَبَشَ عيْنيه،:حبيبي في شي في قلبك تبي تقوله ؟
شَيء ؟ هل يُصَنَّف حُطامه على أَنَّهُ شيء ؟ تلك الذَّات الهاربة..هل هي شيءٌ يُسْتَطاع أن تُعَوَّض حينما تَقْتَلِعها يَدُ الزَّمان ؟ واصَلت و لسانها يُفْصِح عن هواجسه..،:على الرّغم من رجعتك إلا إنّي احسّك فاقد شي ياخوي



يَجْلُد ذَّاته،يَلْتَقِطَها بأسْنان قلَّة الحيلة..يَمْضَغها بقَهَرٍ و الدَّمْعُ نَكْهَتَها..يَلوكها للحد الذي يُفْقِدها المَذاق حتى تُمْسي عَلْقَماً لا يُسْتَساغ ليُبْصِقها باحْتِقار..لمَرَّاتٍ و مَرَّات يُبْصِقها لتُداس بحقْدٍ دَفين وُجّه رصاصه لها و لا لغيرها..لذاته المَنْسِيَّة بين دماءٍ لا يَدري هل خانت أم تَمَّت خيانتها ! هُو ضَعيف..للحد الذي يَجْعَلَهُ يَنْظُر لنفسه بعيني اسْتصغار وَرَثَها من ثِقة مُهْتَرِئة وُلِدَت من رَحْم طُفولة مُنْتَهَكة..قَيْدُ تلك الليلة صَلَّى بين أَضْلاعه داقَّاً ناقُوس وَجَع يُزْعِج طمأنينة القَلْب..هو باتَ لا يَعْرِف الرَّاحة،نَسِيَ كيف تُؤكل بتَرَيُّث مُتَلَذّذ..بين عيني والده الشَّاخصَتين ذُبِحَت راحته و ارْتَدت التَعَبُ كَفَناً أسْوَد تَتَوَسَّع خُيوطه كُلَّما زاد في العُمْرِ رَقماً و في الجَسَدِ حَجْماً..إنَّما الرُّوح بَقيت كما هي،طِفْلة أُطْبِقَ فَمَها على إبْهام ماضٍ سَعيد..،اللَّيْلُ لم يُنْهِ مَسيرَ قافلته وهو لم ينم بَعد..لم يَنم و دَمْعُها سُهادٌ رَسَم ظلاله أسْفَل عَيْنيه..أنَّاتها المُتَعَرّجة على سُفوح الشَّهقات أنْهَكَته،أنْحَرت وَميض رُجولته المُتَرَنّح..كَسَرَته..كَسَرت الباقي من ذّاته المُهَشَّمة..بُكاءكِ أحْنى كاهلي أُخْتاه..فَرَّقَ قلبي لنصفين،اقْتَلَعَ نبْضي و هوى بهِ صَريعاً بلا قُدْرة ليُمَرّغه بوَحْل الخُذلان..بَصَري مُوْقِن أنَّهُ لَمَح تابوت أُخُوَّتنا يَطْفو وسط بَحْرِ مُقْلَتيكِ..تَنْعاه ذكرياتنا و تَنْدِبهُ طُفولة أَقْسَمت ذات وَعْدٍ أن تَحْفَظَكِ بين روحٍ و قَلْب..تاهت الرُّوح أُخْتاه..تاهت و القَلْبُ قد باعد المَرَض بينه و بين جواكِ المَظْلوم،المَقتول مرَّة و عَشْرة..قُتِلَ يوم شُوّهَ فُسْتانكِ الأبيض بدمٍ يبدو أنَّ نُجْسَهُ طال حاضركِ حتى قَتَل مُسْتَقْبَل أُنوثَكِ..عُذْراً أختاه..عُذْراً يا مَلاكاً وُطِئَ على غَفْلة من أخ..،بين يديه يَغْفو رأسَه الصَّخْر..المُتَصَلّب من قَهَر..يَضْغَط بكلتا يديه يَبْحَثُ عن الألم..تَحْتَك أسْنانه مُصْدِرة صوت تنزعج منهُ حواسه ولكنه يُواصِل..يواصِل مُمارساً أصْنافاً من تَعْذيب على نفسه..يقف ليَرْكل الأرْض..يَدُق الحائط بمطْرَقة رأسِه المَصْهور حَديدها بنيران اغْتصاب نَهَب طُهْر شقيقته..يَدور و يَدور..وسط حَلَقة مُفَرَّغة يتَخَبَّط..لا زوايا لينْطَوي و يَبْكي..و لا ظُلْمة تَبْتَلِع آه مَحروقة تَفُر هاربة بعد أن تُرْمِد روحه..آهٌ و آه شاخت منها حَنْجَرته النائحة..يعتلي صَوْته بصَرْخة تَضُج منها نُجوم ليل اعْتادت أن لا تُنير عَشْواءه..يَصْرُخ و الصُّراخ منه قد اعْتَذَر حتى أمْسى بَحَّة مُرْتَعِشة تَحْكي انْكسار الرّجال..نادتهُ أَرضٌ مَسيكة،تَرْفُض احْتواء دُموعه المَخنوقة بين جفنٍ و هُدْب..و بوَجْسٍ مُنْهَك،حَدَّ اعتناق دين اليأس مُنْهَك،:آآآه آه يُبــــه "بَسَط كَفّيه على الأرض ضاغِطاً بقوَّة و كأنَّهُ يُناشِد أهْلَها" رجّع لي يُوســف يُبــه..رجعه اللي حلف يحميها..رجعه لي يُبـه

،

بيدين تَلْتَحِفان بُرودة المَوْت الكَئيبة احْتَضَنَ وَجْهُه..قَرَّبهُ منه عاقِداً عَيْنَي الوداع بعيني براءته..هَمَسَ و الكَلمات تَرْتَعِش بغَرابة أخافت قَلْبَه الصَّغير،:اسمعني يُبـه يُوسف
أجابَ بحَدَقتين تائِهَتين بالحُزْن الغائر بين طَيَّات ملامح والدُه..بطله،:نعم يُبــه
قَرَّبهُ أكْثَر ضاغِطاً على وَجْنتيه،:مـلاك يا يُوسف..إختك،اوعدني تحميها
تَساءَل بلسانٍ لم يُكْمِل العاشرة،:أحميــها !
هَزَّ رأسه مؤكّداً،:ايـــه..ايـــه تحميها..مو إنت بَطل ؟ إنت الكبير و إنت الرَّجال صح حَبيبي ؟
أَيَّدهُ بإيجابٍ مُتَرَدّد اسْتَشْعَر ثِقْلَ هذا الحِمْل،:ايــه..أنا رَجَّال
برَجاءٍ مأهول بالغَصَّات،:قول يُبــه..قول وعد احميها..قولها يُوسف خلني اتطمن
نَطَقَ بطاعةٍ لطَلَبٍ أبْواب عَقْله الطُفولي مُوْصَدة عن اسْتقباله،:وعد يُبـه..وعد بحميها..بحمي ملاك..أختي
تَعَثَّرت أنْفاسه بقَسْوة حاضره المُتَوَشّح بعباءة الفِراق..فراق لا طَريق لقاء له..أرْخى جَبينه المَنحوتة فوقه أوْجاع لم تلتقطها مسامع بَشَر فوق جبينٍ للتو يُلَوّح للحياة..غابَ هُناكَ لثوانٍ يَجْمَع مشاعر أُبوَّة سوف تُنْحَر قِسْراً..يجمعها ليَحْتَفِظ بها وسط قَلْبٍ قد يَنْجو من ضيق كَفَن..،رَفَعهُ و الْتماع دَمْع عانَقَ مُقلتيه..تساءل ذلك البريء و عُبوسٌ طالَ ملامحه،:يُبـه ليش تصيح ؟
عَبَرت الدَّمعة و كأنَّها كانت تنتظر إذْناً..اسْتعان بابْتسامة مُتَهَدّلة يُحاول بها زَرعَ أمان وسط صَدر طفله..تَرَكَ وجنته اليُمنى ليَمسح برسْغِه مَسير الدَّمعة البائسة..هَمَسَ بعد أن عاد لاحتضانه،:بشتاق لك بابا يُوسف
بخَوْف اقْتات على فرَحِه،:ليش يُبه وين بتروح ؟
أحاطَهُ بذراعيه مازِجاً جَسَدَهما..جَسَدان كان لُقاءَهما الأوَّل قَبْل عَشْرة أْعوام..كان تَرْحيبه أذاناً أوْدَعَهُ وسط مَسامعه النَقِيَّة من دَنس..و اليوم الوِداع بُكاءٌ يُصَعّد أوْجاعاً لا يَتَوَقَّف نُموها لحين المَمات..شَدَّ عليه هامِساً بنَبْرة اخْتَلَطت فيها الغَصَّات بالبَحَّات،:رايح للي بيرحمنـ ـي

،

أبي..وَدَّعتني بعد أن أَثْقَلت كاهِلي بُبكاء قَهَرِك..غار فيّ هذا البُكاء..تَمَلَّكني و اسْتَحْوَذَ على بؤرة الرَّاحة المُشَوَّهة في جوفي..لم أعُد سَويَّاً أبي،تَبَرأَت الإنسانية مني و أمْسَيتُ بلا تصنيف،أُناظِر الحياة من خَلْف نافِذة اللاوجود..،طَرْقٌ مَتَوَجّس أَرْفَع رأسه بإعياء و صَوْتُها المَخْنوق عَبَرَ الباب ليَصِلَه برَجاء..،:يُوسف الله يخليـ ـك افتح الباب
أزاحَ يَديه عن الأَرْض البَكْماء باسْتفزاز..تَسْمَع و لا تُجيب،فهي تُسانِد مُهِمَّة الحياة لرَدْع قَبائل الفَرَح عن بلْقَع وَطَنِه..رَفَعَ ظَهْرِه،اسْتَنَدَ على رُكْبة و بثِقْلٍ وَهْن وقف بلا اسْتقامة،طِفْلٌ للتو يَخْطو..تَقَدَّم من باب غُرفتهما المُقْفَل..الحُصْن الذي فَصَل بين جُنونه و بينها..هي الرَّافِضة ابْتعاداً يَحْميها..أحَلَّ القِفل لتفتحه بسُرعة و كأنَّها خَشِيت أن يَتراجع عن قَراره و يُعيد منعها عنه..فَرَّت منها شَهْقة مُتَهَدّجة عنْدما أَبْصَرَت تَخَثُّر الدّم المُتَفَرّق فوق جبينه..دَلَفَت و الدَّمْعُ سَلَبَ منها رؤية صافية..احْتَضَنت وجهه المُتْعَب،المُنْهَك حَدَّ اقْتراب المَوْت..كَفٌّ على خدّه و كَفٌّ لازمت كَتِفاً يَصْرُخ من ألَمِ انْكسار..نادتهُ بعِتابٍ يَخْشَى عليه من ضُعْفٍ يَنْهَش وَعْيه،:يُوسـ ـف ليش تسوي في روحك جذي !
و كأنَّ الأَمَل قد انْتَحَر و لم تَعد حُروفه تَطْفو فوق نَهْر حياته الآسِن..بؤسٌ عَظيم ذاك الذي كان تلتبسه حَواسه،و عيناه مَغْشيتان برمادية مُطْفَأة الإلمتاع..فاقِدٌ هُو و فَقْدُهُ لا يُعَوَّض..،أزاحَ يَديها عَنه مُبْتَعِداً بنُفور واضِح..لا يُريد اقْترابها،لمساتها تُحْرِقه و امتزاجها به يُرْهِق روحه الوَهِنة..لا يستطيع أن يتجانس مع رقّتها..هو إن تلاحم معها سيَكسُرها و يُحيلها أُنْثى مَحْنية القَلْب..،انْطوى فوق السَرير مُطأطئاً رأس خَيبته و على كَتفيه مَرَّت قوافِل الإنهزام تَزْرع ثَمَرة فَشَله المُرَّة..هُو فاشِل و لا يَسْتَحِق بقاءً فوق هذه الأرَض..،هي تَبَعته..و بين عَيْنيها ناحَ عَطْفٌ يُوْقِن أنَّ هذا الرَّجُل يُصارع طفلاً مَسْجون في ذاكرته..يَلوم ذَّاته البريئة من جُرْمٍ طال عائلته الصَّغيرة..وَقَفت أمامه تُشاهِد الأسى يَنْحَت جِراحه وسط عَدستيه المُغَيَّبة سَعادتهما..ثار دَمْعُها رافِعٌ غَوْغاءه فوق أرْض وجنتيها..هُو هَمَسَ راجياً بصَوْتٍ مَسْلوب القوى و بصَره لم يُعانِق وجهها،:حُور اتركيني و روحي..اطلعي من حياتي،كفاية اللي صار فيش بسببتي..مابي يجي يوم و تفقدين سعادتش و السبب انا،كفاية وجع ملاك..لا تتعبيني فوق تعبي يا حُور
مَسَحَت بكلتا يديها صَبيبها المالح قَبْل أن تنتقلان لاحتضان وجهه..حاوَل أن يُبْعدها لكنَّها شَدَّت عليه هامسة ببحَّة،:يُوسف هذا مكتوب و مقدّر لها..أمر الله
باعْتراض يُواصل به نكأ جراح ذَّاته،:بس لو أنا مـ
اعْتَرض إبهامها هُبوب رياح كلماته المؤنّبة ذاته لتَقول و عيناها تَغْرسان بُذور قوَّة عَلَّه يتَعَلَّق بجذورها فينهض،:ما يجوز نعترض على أمره..ربي أرحم عليها منا كلنا ما بيظلمها "مَسَّت طَرف جفنه المُضطرب مُرْدِفة" حبيبي انت لازم تكون قوي عشانهم..محتاجينك هم اكثر من أي وقت
أغْمَضَ عينيه مُسْتَسْلِماً لضعفه،:ما اقدر حُور ما اقدر
أكَّدت بتصميم أجْبَرَ بَصَره على التَعَلُّق بحدقتيها الجادّتين،:بلى تقدر..ادري انك تقدر..و من باجر الصبح بتصل لعمتي بقول لها يجون يعيشون عندنا..قعدتهم بروحهم أبداً ما تنفع



الْتَقَطَت كُوب القَهْوة بعد أن امْتَلَأ حتى تَجاوزت الرَّغوة فَوَّهته،تَراجعت للخلف بهدوء ثُمَّ اسْتدارت عائِدة للمقعد الذي كان يَحْتَضِن جسدها قبل دقائق،ضَمَّت الكُوب الوَرَقي لصَدْرِها و هي تُحيطه بيديها الإثْنَتين،تَلْتَمِس دفْئاً هُو دوماً غائِب عن هذه الغُرْفة التي عادةً ما يَجْتَمعون فيها الأطِبَّاء عندما يَحِلُّ الهُدوء ضَيْفاً على مَوْضِعٍ لا تَبْتَلع جُدْرانه سوى خَرير الأنَّات و الآهات الغاصَّة بها أَرْواح سيقَت عَبيداً للمَرَض..،كانت مُنْتَبِهة للحَديث الجامِع بين فَلْسَفَة بعض من الاسْتشاريين و الاسْتشاريات..و آخرين من الأطِبَّاء الأقَل رُتْبة..كُل واحد يُطْلِق سَفاسفه بثِقة تَكاد تَقْطَع عُنُقِه المُناشِد السَّماء..يَرْجو منها عَوْناً لترفعهُ إليها..حَيث هُو عند نَفْسه أعْلى مَنْزِلة من هَؤلاء ! كان غَسَّان اسْتشاري القَلب ذو الخامسة و الأرْبَعون يَتَسَيَّد المَجْلِس بصَدْرٍ مَنْفوخ و كلمات مُبَهْرَجة لو تَلَقَّفتها مَسامِع مَريض لازدادت علَّته من حَجْمِ أهوالها،:انـــا انسان من أول يوم لي في المُستشفى و انا ماشي سيدة "رفع ذراعه يُشير بسَبَّابته و هو يُحَرّكها دلالة على تأكيده" عُمْري..عُمْري ما أهْمَلت مَريض أو تعاملت معاه بسُوء "بَسَطَ يده مُشيراً للجَميع بخَيْلاء بانت ملامحها على وجهه و هو يُرْدِف"و طبعاً انتوا أكيد تعرفون إن شخصيتي حَديثة التَفكير و مَصْقولة من لُنْدن لذلك اعرف اتعامل مع المريض باحتراف و اقدر افهمه من غير ما يتكلم..و بالتالي أكون الطَبيب المُفَضَّل لكُل مَريض
أثْنَت عليه إحْدى الطَبيبات المُتَدَرّبات بلَحْنٍ حَوى مَقاصِد شَتَّى يَعيها الرَّجُل الحاذِق،:أكيـــد دكتور ما يحتاج تقول..كلنا عارفين أي كثر انت حريص على شغلك
آخَر بإعْجاب يبدو أنَّهُ يَعْشَق الشَّخْصيات المَرْسومة بأصابِع خيالية مَهْووسة بالكَمال،:صراحة انت قدوتي دكتور..و مو بس المرضى يفضلونك حتى احنا
مالت شّفتاه بابْتسامة مُبَطَّنة بسُخْرِية و هو يَرى كَيف اعْتَلَت ضِحْكة الاسْتشاري غَسَّان..بتباهٍ مُنْفِر يُشْعِركَ أنَّ غُرور العالم أجْمَع اجْتَذَبَهُ هذا الآدمي..و أسَفاً أن بَعضاً من العُقول الغافِلة تَهْوى النَّفْخَ وسط القِرْبة المُصَنَّعة لهؤلاء، و التي ما إن تَطالها ألْسُن النيران حتى ترتفع رائحة خانِقة تَشْمَئز منها تلك العُقول التي صَعَّدت اللَّهب ! كان يَسْتَنِد لأحَد المكاتب المَرْكونة جانباً..مُمَدّداً ساقيه على الأرْضِية الرُّخامية،و كاحل يُمناه مُرْتَخٍ على اليُسْرى..بين يديه تَقْبَع قنَّينة ماء كان يَعْبَث بغطائها،يَفتحه و يغلقه و كأنَّهُ بهذا الفِعل يُفْرِغ الشَّحنات السَلْبية المُأجّجها هذا العَبث العابر أَفْواههم..انْحَرَفَ بَصَره يَميناً حَيثُ كانت تَجْلُس..تَوَقَّفَت حَرَكَة أهْدابه لثوانٍ مع اعْتلاء حاجبه الأيْسَر..فنُسْخة من ابْتسامته كانت تَتَوَسَّد شَفَتيها،اذاً هي أيْضاً تَسْتَصْغِر هذه العُقول،لم يتَوَقَّع مُطْلَقاً ! طالَ تَأمُّله إليها..تَأمُّلٌ لسَكَناتِها مُتَجاهِلاً ملامحها الصَّارِخة..فهي أَثْبتت و عُودها.. وإن كان الذي نَطَقَت به لا تَفوح منهُ رائحة الوُعود..إلا أنَّها فعلاً لم تَعُد تَعْتَرِض طَريقه،تَجاهلتهُ للدرجة التي جعلت لقاءهما نادِراًعلى الرَّغم أنَّهما يَتَقَلْقلان في المَبنى نَفْسه..نَسِيَها لفَتْرة و يَظُن أنَّها نَسَتهُ كذلك..و هذا مُريحاً و جدَّاً بالنسبة له..فحواسه لا وقت لها لتَنْجَرِف مع غَرابة تَبُثُّها هذه الأُنْثى..،عُقْدَة خَفيفة بانت بين حاجبيه و هو يَلْحَظ الجَمود الخاطِف الذي حَطَّ على أرْض وجهها..تَصَنُّم أَهْدابَها و اضْمحلال ابْتسامة السَّخرية..و لَعَلَّهُ لَمَحَ الارْتعاشة المُباغِتة التي تَسَوَّرت بها يديها حتى طالت أصابعها المُرْتَبِك على إثر اضطرابهم كوب القَهْوة..،
،:كانت دكتورة يعني ؟
التَفَتَ لصوْت زَميله الواقف بجانبه ثُمَّ تَحَرَّكت عدستاه للطبيبة سُعاد التي أجابت،:لا..صيدلانية مو دكتورة
عاد زَميله مُعَقّباً بنَبْرة غارِقة بالتَّعَجُّب،:غَريــبة ما سمعنا ؟!
أحد الأطّباء وَضَّحَ وبين كلماته انْحَشَرَ عِتاب للطبيبة سُعاد،:لأن اللي كان يعرف بس عدد قليل منا..سترنا عليها..ما حبينا نكبر السالفة
قال آخر باشْمئزاز،:أكيــد راشيينها..و لا ليش خانت شغلها ؟!
أضافت سُعاد تُزيح غَشاوة الأسرار عن المَوضوع،:يقولون إنها كانت تبيع هالأدوية..البعض يستخدمها كمُخدَّرات أو قد يستخدمها لأشياء ثانية
نَطَقَ ذاك المُعاتِب بحَزْمٍ تَقَلَّد بالحِدَّة مُنْهِياً الحَديث،:خـــلاص..المرأة ماتت الله بيحاسبها..غيروا الموضوع
دَعَكَ صدغه بطرف إبْهامه و عيناه تَزْحَفان للأرض..لم يَسْتَطع أن يفهم مَقْصَدهم و عن ماذا يَتَحدَّثون..إنَّها المرَّة الأولى التي يسمع بها بأمر كهذا..صيدلانية و أَدْوِية..و أيضاً مُخَدَّرات ! حَرَّكَ كتفه بعدم اهتمام فالأمر لا يَعنيه أبَداً..و بما أنَّها قد عادت للذي بَعَثها فواجبه أن يطلب لها الرَّحمة و المَغْفِرة و لا غير..أمَّا حَديث هَؤلاء فكما سيَنْحَشِر وَسَط مسامعه الآن..فهو سيُثْقِل كاهِله يَوم لا يُنْفَع فيه لا مال و لا بَنون..،اسْتقام في وقوفه مُسْتَجيباً لصَوْت هاتفه،مُنْقِذه من هذا الهُراء...أخْرَجَه بعد أن اسْتأذن تاركاً الغُرفة..كان مُحَمَّد،أجابهُ و ابْتسامة مُتلاعِبة تَزور شَفتيه،:السَّاعة قَرَّبت من الثّنتين و إنت بعدك سهران..كل هذا شُوق للحَبيبة ؟!
جاءَهُ صَوْته مُحَمَّلاً بجليد تَقشعر لهُ الآذان،:أي حَبيبة بعد !
وَضَّحَ و الخَبَثُ يَلوك كلماته و هو يتَجاوز باب الطوارئ للخارج،:البنت..تَبَع كرت الكَراج
زَفْرَة اسْتَطاعت حَواسه أن تَزِن ثِقْلها ما وَصَلهُ منه..تساءلَ و الجِدّيَّة تُدَثّر ملامحه قَبْلَ صَوْته،:محمد شفيك ؟ ليش احسّك شايل في قلبك أشياء و أشياء ؟! تحجى تراني بسمعك
نَطَق مُنْحَرِفاً عن سؤاله،:اليوم جوني جنان و علي البيت
مَرَّرَ لسانه على شفتيه مع ارْتِفاع يَده لشعره ماسَّاً خصلاته عند مُقَدّمة رأسه مُعَلّقاً بعد أن اسْتَقَلَّ قِطار الانْحراف نفسه،:زيـــن..الحمد لله إنَّ علاقتكم بدت ترجع مثل قبل
عَقَّب بهمس،:الحمد لله "صَمَت للحظات قَبْل أن يُرْدِف بلا مُقدّمات" بخطبها
تَساءَل عبدالله مُدَّعياً عَدَم الفَهم و ابْتسامة خَفيفة تُزَيّن شَفتيه،: من هي ؟
أجاب بتوضيح،:البنية
واصَل مُزاحه،:أي بنية ؟
ناداهُ بتحذير،:عبــدالله
أَفْصَحَ عن ضِحكة قَصيرة ليَنْطُق بعد أن تحَوَّلت لابتسامة واسِعة،:عشان مرة ثانية تعرف شلون تفتح مثل هالمواضيع مو "واصَلَ مُحاِولاً تَقْليد نَبْرة بروده الفَريدة " بخطبها "ثُمَّ أرْدَفَ بصوته الطبيعي" والله كأنّك تقول بقتلها مو بخطبها !
باسْتنكار،:شنو هالهذرة عبدالله ! تحب تطول السالفة
عَقَّبَ بثِقة،:احسن من كلماتك المتقاطعة..نسحب منك الكلمة
نَطَقَ يُنهي الإتصال،:اقول تصبح على خير
بمُشاكَسة تُناسبه،:و إنت من أهل الخير يا عَريس
أَغْلَق الهاتف ثُمَّ حَشَرَ يداه في جيبا سرواله المُصْطَبِغ بلون كالبَحْر..ملابسه الخاصَّة بالعَمَل..عانَقَ بَصَرهُ السَّماء و تلك الابْتسامة الخَفيفة ازْدادت أَلَقاً يُتَرْجِم فَرْحة عارِمة تَضُج بين نَبْضاته..سَعيد هُو بهذه الخطوة التي سَيَتَّخذها مُحَمَّد..فروحه في أمَسّ الحاجة لأُنْثى بين يَديها تَقْبع حَياة جَديدة تُزيح أسْبالَ ماضٍ نَسَفَ ذاك الشَّاب الذي عَرفَه لثمانية عَشَرَ عاماً..ذهب و عاد بعدَ غُرْبة مُبْهَمَة الأسباب..ذهب بجناحين طَيرٍ حالم،ثُمَّ عاد و هو لا زال طَير..لكن أعْرَج،يتَعَكَّز على بقايا ذَّاته المَفْقودة..طَيرٌ طَمَسَ بياض جَناحيه أسْفل أَرْضٍ اجْتَذّبَتهُ بقَسوة مُقْتَطِعة أحلامه من خِلاف..و هو أسْوأ شُعور..أن يَبْقى الحُلم حَيَّاً ولكن بروح مَفْقودة..،أَخْفَضَ رأسه و تلك الابْتسامة حَلَّقت هارِبة من ضيقٍ اسْتَحْوَذّ عليه..ليت قلبي يَتَّسِع قَبْراً لفَقْدك..لاقتلعتهُ زارِعاً الأمَل بين ضلْعي أُخُوَّتِك..،اسْتَنْشَقَ بعُمْقَ قَبْل أن ينْفث زَفْرة تَلَقَّفَتها يَد الفَجْر بصَدْرٍ رَحْب..أدارَ نصف جَسَدِه مع ارْتفاع عينيه بعَفَوية لتَصْطَدِم بها واقِفة على قِمَّة تَجَمُّدِها..عاقِدة ذراعيها فَوْقَ صَدْرها الواضِح أنَّ في جَوْفِه تُعْقَد أَحاديث تهمس بها النَّفْس بغَوْغاء تُنْهِك مَسير دمائها للحد الذي يُسْقَمها..فتَتَباطئ بانْهِزام حتى تَتَخَثَّر مُصَيّرة الحواس جَليداً لو سَقَطَ لتناثَرت قطعه القاسِية،المُفْصِحة عن حَقيقة الذي يَضطرم داخلها..لم يَكُن يَحْتاج لأن يعرفها عن قُرْب ليعلم أنَّها تُعاني من شيء ما..شيءٌ يُباغِت شخصيتها القَويَّة على ما يبدو ! مَسَّ أَنْفه بطرف سَبَّابته و هو يَقْتَرِب من مَكان وُقوفِها..تَوَقَّفَ على يسارها تارِكاً خطوتان بينهما..تَحَرَّكت يده داعِكاً جانب عُنُقِه و هو يَقول جاذِباً وَعْيَها،:الواضح إنّش ما تحملتين كلامهم
رَمَشَت بخفَّة مُسْتَلَّة عَقْلَها من دَوَّامة السَّواد القابِضة على أَنْفاسِها،بل سَعادَتِها..لا زالت سَجينة رياحها المُزَعْزِعة عَيْشِها..لا زالت رَهْنَ صَخَبِها العابث بابْتساماتها..رَخَائِها و نقاء روحِها المُشْتاقة..أَصْبَحت مُنقادة لخرائطها ذَّات الإتّجاه الواحِد..اتّجاه الإنتقام و لا غَيْرُه..،عَقَّبت و الصَّوتُ قد الْتَمَسَ من بَعْثَرَتِها الكَثير،:نفوس ما تخاف الله..تاكل في لحم المَيّت
تَعَلَّقت عَيناه بوجهها مُحَدّقاً و لسانه اسْتَقَرَّ عند زاوية فَمَه يُخفي ابْتسامة يَشوبها الإسْتِغْراب..ثوانٍ و مَرَّرَهُ على شَفَتيه قَبْلَ أن يَنْطُق و ذراعاه تَنعَقِدان فوق صدره،:كنت اقصِد تفاخرهم و مجاملاتهم "مالَ رأسه جانِباً و هو يُرْدِف" بس يَبدو إنَّ مَوضوع المرأة هو اللي ضايقش !
لاحَظَ و بدِقَّة كيف عاثَ الإرْتباك بملامحها..حاوَلتَ و بامتياز نَجَحت أن تُلَمْلِم تَخَبّطَها..حَلَّت عُقْدَة الذّراعين ثُمَّ عادت و عَقَدتْهُما بشِدَّة،رافِضة تَلَصُّصِه على أسْرارها..لكنَّهُ لم يَكْتفِ عند هذا الحَد و فُضول نادِر يجول بخاطره..تَساءَل باسْتفسار،:تعرفينها ؟
صَمْتٌ أَشْبَهُ بمَوْتٍ انحَنَت لهُ الرّوح تَمَلَّكها فارِضاً سَيْطَرَتِه على حواسِها..سَكَنَت الأَهْداب و النَّفَسُ اصْطَدَم بحجابٍ حاجِز جُفَّ من شَهَقات جَرَّحت حَلْقها لليالٍ و أيَّام..أطْرافها دَثَّرها تَبَلُّد ساحِق حتى باتت لا تَسْتَشعر مَسَّها..نَبْضُها شارَف على الجُنون و القَلْبُ بين هذا الوطيس كان يَنوح..نعم يَنوح و الذّكرى منديله الحَنون..،صَوْتٌ من لَظى غَصَّاتٍ غادَر حُنْجرَتها،:ايـــه اعرفها "التَفَتت باعِثة عُباباً من نظرات ذات سُقْيا مالِحة" أُمّــي




يتبع





رد مع اقتباس
قديم 10-23-2019   #4


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ يوم مضى (02:48 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11593
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




السَّماء بوسْعَها تَبْعَثُ لهُم نَسائم دافِئة يَمْتَطي سرْجَها انْتعاش جَرى بهم مَجْرى الدَّم في الوَريد،زُرْقَة رَقيقة غادَرت البَحْر لتَغْزِل خُيُوطَها لِباساً بَهي تَتَحَلَّى بهِ السَّماء مُبَشّرة الوُجود بصباحٍ جَديد..غَيمٌ و بضع أشِعَّة داعَبت ذلك الإمْتزاج الخَلَّاب المُتَسَرْبِلة بهِ تلك السَّماء..سَيّدة الكَوْن و لوْحة إبْداع تُسَبّح الألْسُن لعَظَمة خالِقَها..،رَفَع السَّاعة المُؤقتة المُحيطة عُنُقِه مع اعْتلاء صَوْته الجَهور،:باقي عشرين ثانية
تلك الصَّغيــرة صَرَخت بتَشجيع و هي تَقْفز بحَماس تطايرت على إثْره خصْلاتها،:بســــرعة فـــرررح..يلــه فووزي
أَخْفَضَ بَصَره لها و ضِحْكة جَميلة فَرَّت من حَنْجَرته ليُتْبعها،:بابا جوجو انتِ دورش بعدهم تمام؟
هَزَّت رأسها بذات الحَماس اللَّامع وسط عَدَستيها،:اووكـــي
عاد مُوَجّهاً انتباهه لهُم مُرْفِعاً صوته،:عَشر ثواني
مَرَّت الثواني سريعة..اذا ما قارنها بسُرْعَتِهم فلقد كانت أسْرَع،رُبَّما لَحَظاتها كان أرْشَق من عضلاتهم الكَسُولة.. اقْتَربوا منه و الإحْمرار يَسْري بوضوح على وُجوهِهم ..لُهاثَهم اخْتَرَق هُدوء الشُّروق و أجْسادهم قد نال منها إرْهاق احنى كاهلها..نَطَقَ و هو يُقَلّد كلماته بحَزْمٍ لا يَقْبَل النَّقاش،:آخر مرة اعطيكم إجازة أسبوع..يومين بس..و اذا شفتكم على نفس هالحال بلغي الإجازة نهائياً
مُحَمَّد باعْتراض و يده تَسْتَقِر على خاصرته عند موْضِع الألَم،:يُبه واجــد مئة متر مـا يصيــ
رَنا لهُ بحدَّة جَعَلته يَبْتَلع الباقي من حَديثه..اسْتدار يَنظر لجُمانة التي كانت تُحادِث فَرح المُنْزوية على المقْعَد الخَشبي تجْترع الماء..ناداها مع ارْتفاع رنين هاتفه،:جُمانة بابا تعالي
قَدِمَت إليه بطاعة..أشارَ لها بالانتظار و هو يُجيب،:هلا رائـد
،:هلا صباح الخير
و هو يَخطو بهدوء مُبْتَعِداً عنهم،:صباح الخير..بغيت شي متصل هالحزَّة ؟
أجاب،:كنت ابي اسْألك عن زوجة عَمَّار
تَساءل،:كلمتك ؟
باسْتنكار،:كلمتني ! ليش تكلمني ؟
وَضَّحَ وهو يَعْبث بالأرض بأطراف قدمه الأمامية،:لأن قلت لها اذا تبي تستفسر علن الموضوع تكلمك
اسْتَفْسَرَ،:انت شنو قلت لها بالضَّبط ؟
بهدوء طَبيعي،:قلت لها اني صديق عَمَّار الله يرحمه و جاي اخبرها بمقتله
صَمَت للحظات يُعاين الجُمْلة الصَّادمة التي خَرَقَ بها مسامعه..نَطَق يُحاول أن يَفْهَم،:لحظة لحظة..انت قلت لها جذي مُباشرة ان عَمَّار انقتل ؟
أكَّد بذات الهُدوء المُثير اسْتفزاز رائد،:ايــه..قلت لها جاي اكلمش بخصوص مقتل عَمَّار
بهَمْس لا مُسْتَوْعِب،:بدون مُقَدّمات !
عُقْدة اسْتنكار بانت بين حاجبيه مُعَقّباً،:مُقَدّمات شنو رائد ؟! " أَرْخى العُقْدة مُرْدِفاً بابْتسامة سُخْرية" ليش انا بعقد ويَّاها اجْتماع لو مؤتمر عشان ببدا كلامي بمُقدّمات !
تَعَجُّب ارفَعَ حاجبيه من الصَّرخة المُدْوية الفارَّة من حَنْجَرة رائد و قدمه أوْقَفَت عَبَثِها،:انت شنــوو عَزيـــز ! شقول عنّك ؟! متى بتعرف تتعامل وياهم..لين متى بتظل تستخدم هالأسلوب الحقير ؟!
بحدَّة وَجَّهَ لهُ سهامه،:رائد أرجوك عن الغلط..شفيه أسلوبي عشان تقول عنه حقير ؟ "أكْمَلَ يدق ناقوس ضَميره" عالأقل ما تسترت على الجريمة مثل الجبان
و غضَبه يُرْشِق كلماته،:انا ما تسترت..بس اعرف متى اتكلم و عارف من المجرم اللي قدامي و شلون اتعامل وياه
تَساءل بعدم فهم،:زين اللحين ليش قاعد تلومني ؟ماني فاهم سبب عصبيتك هذي..انا قلت لك اني بعطيها خبر
حاوَلَ أن يُهَدّأ من اشتطاطه لعَلَّهُ يستوعب،:يا عزيز افهم،افهم..هذي مرة،أُنثى..ما يصير تعاملها مثل ما تعامل المُجرمين اللي تحقق وياهم..الرَّجال لو جيت وخبَّرته بعد سنة إن عَزيزه مات مقتول يمكن يطيح من طوله..فما بالك بأنثى تسَيّرها مشاعرها ؟!
صَمَت للحظات يُقَلّب كلماته وسط عَقْله..و ذاكرته عادت للقاء القريب بينهما..لم يَلْحَظ علامات صَدْمة تُلَوّح من وَجْهها المُهَطَّم بإبداع..هو لم يَصْطَدم بدمع أَغْرَقتهُ بهِ أعْيُن طليقاته من قَبْل..هي حتى لم تَصْرُخ أو تستنكر..ظَلَّت بَكْماء بغرابة للتو يستشعرها.. وهو كان المُتَحَدّث الوَحيد..،تَساءل بغباء و هو يَدْعَك خَدّه،:زين اللحين تتوقَّع شصار فيها ؟



كَمَدٌ مَرير أعادها لليلة التي لُطِمَت فيها روحها بخَبَرِ فَقْده..أعادها لصَوْمَعة الضَّياع تلك،و أسْكَنها بقسوة أكْواخ البُكاء المُخْتَرِق قَلْبها شَظايا تُأجّج النَّحيب..لم تَنَم و صَدْرُ والدتها صَيَّرهُ هوانها وسادة تَشَرَّبت فيضها المالح..بَكت حتى بُحَّ الصَّوتُ و الغَصَّات قد انْدَثَرت..و كأنَّ صَدْرها اسْتوى كَهْفاً نُحِتَت بين تَصَدَّعُات جُدْرانه حكاية فَقْدِها..،الشُّحوب كان الصَّباح المُشْرِقة به ملامحها..صَمْتٌ مُوْحِش غَلَّفَ حَنْجرتها للحد الذي أوْجَسَ صغيرها المُتسائِل،:ماما شنو فيش؟ ليش ساكتة ؟
نصف ابْتسامة باهِتة اسْتَعصى عليها إكْمالها مالت منها شفتيها الذَّابلتين..بهمس مَبْحوح أجابته و هي تَعْقِد رَبْطة عُنُقِه المُلْحَقة بزي المَدْرسة،:و لا شي حبيبي..بس تعبانة شوي
،:مريضة ؟
هَزَّت رأسها بالنفي و بباطن يدها مَسَّت خَدَّه القُطْني،:لا يا عُمري مو مريضة "مال رأسها برِقة و هي تُداعب أنفه الصَّغير مُرْدِفة" بس انام شوي و بصير زينة
ابْتَسَم بسِعة قبْلَ أن يَقْتَرِب ليُعانِقها بشدَّة ناعِمة تزاحَمَت على إثْرها الدُّموع في عينيها..ناغى قلْبُها المَحزون هذا الإحْتضان البريئ..بنبرة أصْدَق من الصّدق نفسه،:أحبــش ماما
احْتَضَنَته شادَّة على جسده الضَئيل بحَنو لتنطق بعينان مُغْمَضتان من ثِقْل المشاعر المَصفوفة على جفنيها،:حيــاتي و انا بعد أحبك و أموت فيك "قَبَّلت رأسه مُرْدفة بتنَشٌّق " يا بعد عمري
،:صَباح الخير
اسْتَدار للصَّوت المُحَبّب لقلبه ناطِقاً بسَعادة،:خـــالي عبوودي
اقْتَرَب و الإرهاق يَغفو أَسْفل عينيه و بين طَيَّات ملامحه الرُّجولية..تَوَقَّفَ أمامهما ثُمَّ انْحَنى مُقَبّلاً جبينه،:هلا والله عبودي الصغير..صباح الورد حبيبي "نَفَخَ صَدْره ليَتساءل بصَوْت مَضَخَّم" جاهَز للمَدْرسة يا بَطل ؟
بإيجاب مُتَحَمّس،:ايــــه
أَشار للخارج بيده،:ماما بلقيس تنتظرك تحت عشان تتريق و تروح مع جدي المدرسة
تَقَلَّصت ابْتسامته حتى تَبَعْثَرت و عيناه الواسِعتان قَصَدتا وجه والدته ليتساءل،:و ماما ؟ ما بتجي تتريق؟
رَدَّ بابتسامة مُطَمْئنة أراحت هَواجسه،:بلى حبيبي..بس بكلمها شوي و بعدين بتلحقك
هَزَّ رأسه برضا ثُمَّ تَوَجَّه بجري سَريع كعادته للخارج ثُمَّ للأسْفَل حيث ينتظره جَدَّاه..،هُو بعد أن تأكَّد من ابْتعاد عبدالله الصَّغير اسْتدار لشَقيقته،وَحيدته و وَحيدها..جَذَبت عيناه بَوْحُ مُقْلَتيها المَسْجون بين دَمْعٍ و ذِكْرى..تَقَوَّسَّت شَفتيها بارْتجاف و ذقنها اجْتَرَع تأتأة الحُروف المُنْزَلِقة بتَخَبّط من لسانها..أحاط وجهها المَخْنوق بالإحمرار بيديه الكبيرتين هامِساً بعَطْفٍ على أُنْثاه المُتَرَمّلة بعد مَوْت حُب..أو قَتل ! ،:حبيبتي غيْداء
نادتهُ حَبْلَ نَجاة هُو أَمَلُها الأخير للفرار من هذا الغَرَق المُبْهَم مَصْدَر هيجانه،:عـ ـبـ ـدالله
دَفَن وجْهُها بين كَتفه وقَلْبه و كلتا ذراعيه تحتضنان هَشَاشتها..ورقة حُرِقَ غُصْنَها و باتت تَجُوب الهَواء باحِثة عن ثُقْب يُعيدها للذي مَضى..لأيَّامٍ كانا فيها رَفيقي السَّهَر يُؤسّسان ذلك العُش الدَّافئ ..مَسَحَ على رأسها و لسانه يُسَمّي بهَمْسٍ عَلَّ لَفْظَ جلالةٍ يَنثر غَيْثاً على روحها المُشْتَعِلة من صَدْمة..للتو أَخْبَرَتهُ والدته بعد عَوْدَته من عَمَله،قَلَّبَ كلماتها في عقله مرَّة..اثنتان و ثلاث،حاولَ أن يُنَقّح الخَبَر من سُوء و لكنَّهُ لم يَسْتَطع..شذرات من شُرور شَعَر بها تَتَعَلَّق بأذْيال هذه العُقْدة التي ألْقاها ذاك الغَريب..تَساءَل بعد أن هَدَأ نَحيبها،:تعرفينه غَيْداء ؟
رَفَعت رأسها تنظر لهُ من خلف نافِذة صَبيبها مُجيبةً بضياع حَلَّقَ غُرْباناً بين عينيها،:ما اعرفه..و لا اذكر إن عمـ ـار جاب طاريه من قبل
باسْتنكار دَثَّرَ ملامحه المُتْعَبة،:ليـش بعد سنة من الحادث جاي يقول هالكلام..شمصلحته !
نَطَقَت بقَهَر حَفَرَ وديان فوق وجْنتيها احْتَضَنت دموعها،:قَهرني عبدالله..بكل بـ ـرود يقول لي مقتـ ـل عَمَّــار..كأنَّه شي عادي ..بكل بـروود
أَرْخَى شَفَتيه فوق جَبينها مُوْدِعاً قُبْلة بها يُسْكِن بَعْثَرتها،:خلاص حبيبتي..اهدي انتِ..انا بكلم رائد و بشوف شنو الموضوع



تُشاركه الصَّباح بحَديث هادئ لهُ مَذاق قَهْوة سَوْداء مُرَّة بحلاوة لاذِعة..كلمات والدها كانت تَحوم حَوْلَ ذلك المُنْحَشِر بين طُرقات دُبْلن البارِدة مُنذُ السادسة على حد قَوْل أبيها..،عَمَلُها يَبْدأ مَساءً و سارة مَشْغولة مع زوْجَها الذي فاجأها فَجْراً بقدومه مع طفليها بعد أن فاض شَوْقهم لها..فهي لم يَكُن لها سوى والدَها..خيْرٌ لها من وحْدة قد تَعْصِف بذاكرتها المَسْقومة..،أرْجَعَت خصلات شَعْرها خلف أُذُنِها و هي تستمع لحديثه الهادئ،:والله لو ما كلمناه أنا و رائد جان ما اقتنع..عَنيــد على أبوه الله يرحمه
هَمْهَمَت دون تَعْقيب..فزواجه هذا يَقِف شَوْكة وسط حَلْقها..لم تستطع اجْتراعه رُغم تَوبيخها لذاتها المُعاقة..ستظل بَلْهاء و غَبيَّة..،واصَل و عيناه تُراقِبان ملامح وجهها من الجانب،:هو صَحيح اقْتَنَع..بس وَكَّلني مُهمة اختيارها "و بضحكة" أخاف بعدين اذا ما عجبته يلومني
ابْتَسمَت بخفَّة ابْتسامة لم تصل لعينيها و لم يَمْسَسها قَلْبهُ المُتَيَقّظ..و ببرود ساحِق،:بالعكس يُبه..بتعجبه و بيشكرك
أفْصَحَ بصراحة،:انا خلاص اخترتها
قَبَضَت يدها تُخَبّىء عنهُ رَعْشة أصابعها مُتسائلة بوَجْسٍ لاهث،:من....هي ؟
حاجبه اعْتَلى قمَّة ثقته،:تعرفينها
تَعَثَّر عَقْلها باحِثاً عن اسم لأنْثى مُعَيَّنة و لكن فَشِلت..فالتوتُّر قد أحاط بفكْرها مثل قلنسوة صوفية شديدة الإنْعقاد..تَصافَقت أهدابها بارتباك لسؤاله المُنْحَرِف،:يُبه إنتِ شرايش في طلال ؟
مَسَّت أنْفَها بظاهر سَبَّابتها..الْتَقَطت صَوْتها من قَعْر صَمْتها لتُجيب بكلمة واحِدة،:زيـــن
ضَحَك و هو يُوَضّح،:لا يُبه..ابي رد عدل..يعني تحسينه يصلح للزواج ؟ ولا بيفشلنا ويا بنت الناس ؟
مَسَحت طَرف حاجبها لتُجيب بنصف ابْتسامة،:لا يُبه عاد موإلى هالدرجة "أَخْفَضَت بصرها لأصابعها التي تَصادمت ببعثرة مُضطربة و هي تُواصِل بعين داعبها الْتماع ماضٍ" يعني صحيح هو فيه جنون..متهور في أغلب الأوقات "مالَ رأسها و ابْتسامة ناعِمة تُلاطف شفتيها الصَّغيرتين" يتصرف بطفولة تحسسك إنَّه أبْرئ انسان في الدنيا..بس أبداً مو سيء
تَساءَل و فَحْوى كلماته طَرَق أبْواب هذيانها،:يعني متفهمة وضعه "هَزَّت رأسها و هو أكْمَل بسؤال هَوى بها من سماء سابِعة لقُعْر أَرْض تُرابها سُم اصْطَدَّ لمَسير الدَّمِ في عُروقها شالّاً حواسها" يعني اقدر اقول له انش موافقة على الزواج منه ؟



يَجُر من خلفه آخر حقائبهما و هُما تَتبعانه بتَسْليمٍ لأمر حياة كانت حاكِماً طاغياً عَمَلَ على تَسريحهم من بلاد الرَّخاء..كانت تحْتَضِن ذراع ابْنتها..أو رُفات ابْنتها..حُور أخْبَرتها مُنذ ساعات برأيها هي و يُوسف بأفضلية عيشهما معهما في المَنْزل مُعَلّلة "احسن من العيشة بروحكم و أأمن..أصلاً كان لازم هالشي يصير من زمان..بس للأسف تونا نوتعي" نعم للأسَف..وا أسَفي على فلذة كَبدي المُحَطَّمة الأحلام..و هل للأَسَفِ بابٌ يُرْتَجع من خلاله الشَّرَف ؟
غادرتا الشّقة التي حَوَتْهُم بالرُّغم من ضيقها إلا أنَّهما تلَحَّفتا بجُدرانها ذات شتاء و أسْقَتهم نوافذها بشُعاع شَمْسٍ لم يَخْترق روحيهما أمَلَهُا..،انْطَوت أجْسادهم في السَيَّارة..ثوانٍ و حَرَّكَها يُوسف الغافِل عقله عن تلك الشَّبَح المُسْتَرِقة طَريق مَنْزله..،



عَصْراً

عادت بعد ساعاتٍ قَضَتهما في منزل والدها..تَجاهلته بفم فاغِر..قَطَعت بعض اتصالات و تَرَكَت أُخْرى تَزْعَق بلا جواب حتى اسْتَسْلَم هاتفها لإهمالها المُتَعَمَّد و انْهارت بطَّاريته..عادت و معها حقيبة صَغيرة حَشَرت فيها والدتها الباقي من حاجياتها التي تكاسَلت على جمعها..تَرَكَت الحقيبة للخادمة لتُصَعّدها لجناحهما و هي اكْتَفَت بسُرَّها المَدْفون..كانت تحتضنه بذراعيها مُقَرّبتهُ لصَدْرها..خائفة عليه و خائفة منه..رَجَت أن تَكون عَوْدتها سابِقة لرجُوعه..لكنَّ غَضَباً فَجَّرتهُ أفعالها صياخيد في نفسه أرْغَمَه على الإسْتئذان من أَصْحابه..،دَلَفت للجناح لتلتقي مُباشَرة بعد أن تَجاوزت المَمَر ببُرْكانه المُتَهَيّئ لبَصْق حُمَمه..كان من الواضح أنَّهُ قَطَع غُرْفة الجُلوس جيئةً و ذهاباً مما زَرَع ابْتسامة انْتصار فوق شفتيها..فهو في الأيَّام الماضية جَعَلها تَتَقَلَّب فوق صَخْرٍ و نار..،فَتَحت فَمَها لتُسَلّم لكن يَدهُ التي قَبَضَت على ذراعها أَلْجَمتها و من حنجرتها قَفَزت شَهْقة مَصْدومة..اسْتَلَّ الكلمات من بين أسْنانه هامِساً بحدَّة عَقَدت ملامحه،:والله..والله اذا ما كان عندش تفسير غير إنّش تردين لي الحركة بتشوفين شي ما شفتيه
اَضطَّرَبَ فكَّها بحَنَق و نظراتها تَتَقَلَّد بقوسٍ منهُ تُطْلِق أسْهُم من جليد مَرَقت صَبْره،:ايـــه ما عندي تفسير..ابيك تحس بمثل اللي خليتني احسَّه
اتَّسَعت حدقتاها و ارْتعادة خَوْف طالت أوْصالها من صَرْخته المُفاجئة،:أطْفـــااال احنــا ؟ قولي لي أطْفال احنا عشان تلعبين هاللعبة التافهة ؟!
مالَ رأسها و القَهَر يَضطرم في صدرها،:ايـــه انت اذا لعبت ألعابك ما تصير مثل الأطفال..حلال عليك و حرام علي
خَطت خطوة تُريد تَجاوزه و هي تُحاول أن تَتَحَرّر من قُيود يده الصَلْبة..جَرَّها بعُنْف و صَوْته يَعْتَرضها،:مـــا خلَّصت كلامي
بصَرْخة مبحوحة،:مـــابي اسمع كلامك..اتركني
زادت في عنادها و هو ضَعَّف من عُنْفِه جاذِباً جَسَدها النَّحيف بقَسْوة هَدَّدت حُصْنَ ذراعها التي حَوَت سرَّها المَخْفي ليهَوي فاضِحاً أَحْلامها المُتناثِرة تحت أنظارهم على الأرْضية الخَشبية بالتوالي مع اعْتلاء شَهْقتها الهَلعة..،





رد مع اقتباس
قديم 10-23-2019   #5


الصورة الرمزية ملكة الجوري

 عضويتي » 29073
 جيت فيذا » Sep 2016
 آخر حضور » منذ 2 أسابيع (03:13 PM)
آبدآعاتي » 601,601
الاعجابات المتلقاة » 6636
الاعجابات المُرسلة » 6081
 حاليآ في » فديټ قـ❤ـڵبا اהּـآ فـيـہ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  لااله الا الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
جـميلة
محيا وسمحة خلق ،
ودقيقة عود
غزالن تقود البـيض
ماهيب تنقادي


мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلم ذوقك واختيارك
ربي يعطيك العافيه
وما ننحرم من جمال طرحك
لروحك الجوري


 توقيع : ملكة الجوري



رد مع اقتباس
قديم 10-24-2019   #6


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ يوم مضى (02:48 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11593
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



ملكه
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥




رد مع اقتباس
قديم 10-24-2019   #7


الصورة الرمزية البرنسيسه فاتنة

 عضويتي » 28643
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » 02-10-2021 (07:44 PM)
آبدآعاتي » 281,584
الاعجابات المتلقاة » 535
الاعجابات المُرسلة » 120
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



راقني انتقائك الماسي
تسلم يمينك
ودام عطائك العذب
پآقة ورد


 توقيع : البرنسيسه فاتنة






رد مع اقتباس
قديم 10-24-2019   #8


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ يوم مضى (02:48 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11593
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



البرنسيسه
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥




رد مع اقتباس
قديم 10-24-2019   #9


الصورة الرمزية ضامية الشوق

 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 7 دقيقة (04:05 AM)
آبدآعاتي » 1,054,832
الاعجابات المتلقاة » 13796
الاعجابات المُرسلة » 7946
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت يمناك
طرح جميل جدا


 توقيع : ضامية الشوق


أخي نساي
شكرا على إهداء ربي يسعدك


رد مع اقتباس
قديم 10-24-2019   #10


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ يوم مضى (02:48 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11593
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



ضاميه
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
/, 40, مقيدة, ذاب, يوم, عنق, إمرأة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضل يوم عرفة εϊз šαđέέм εϊз …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 14 02-15-2009 11:47 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية