|
…»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… { .. لنصره حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاه وأتم التسليم .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
غزوة بدر الكبرى
غزوة بدر الكبرى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد: فكان يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، يوم بدر الأغر، اليوم الذي دارت فيه رحى الحرب بين حزب الله وحزب الشيطان، وكان أصل خروج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنهم يتعرضون لعيرٍ خرجت مع أبي سفيان بن حرب لقريش إلى الشام، قافلة كبيرة، فلما سمع برجوعها من الشام ندب النبي صلى الله عليه وسلم الناس، فخرج معه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلًا معهم سبعون بعيرًا، يعتقبون عليها ويحملون عليها متاعَهم، فسمعت بخبرهم قريش، فخرجوا لمنع عِيرهم في عددٍ كثير، وعدة وافرة من السلاح والخيل والرجال، بلغ عددهم قريبًا من الألف، فوعد الله المؤمنين إحدى الطائفتين إما أن يظفروا بالعير، أو بالنفير؛ أي الجيش، فأحبُّوا العير لقلة ذات يد المسلمين، ولأنها غير ذات الشوكة، ولكن الله أحبَّ لهم، وأراد أمرًا أعلى مما أحبُّوا، أراد أن يظفروا بالنفير الذي خرج فيه كبراءُ المشركين وصناديدهم؛ قال تعالى: ﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ * وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [الأنفال: 5 - 8]. ونصر الله نبيَّه في هذه الغزوة المباركة، وفرَّق الله بين الحق والباطل، فخذل الكفر وأهله، وقَتل فيها صناديد قريش ومجرميها، وكانت البوابة الأولى لغزوات متتابعة أدت في النهاية للفتح الكبير فتح مكة؛ قال تعالى: ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ [الإسراء: 81]، وقد حصلت فيها الكثير من المعجزات والكرامات، أكتفي باثنين منها: الأولى: نزول المطر عليهم ليلًا بالقدر الذي يحتاجونه من غير زيادة ولا نقصانٍ؛ روى الإمام أحمد في مسنده من حديث علي رضي الله عنه وهو يحدِّث عن ليلة بدر، قال: أصابنا من الليل طش من مطر، فانطلقنا تحت الشجر والحجف - أي الترس - نستظل تحتها من المطر وبات رسول الله يدعو ربه[1]. قال ابن القيم رحمه الله: «أنزل الله عز وجل في تلك الليلة مطرًا واحدًا، فكان على المشركين وابلًا شديدًا منعهم من التقدم، وكان على المسلمين طلًّا طهَّرهم به، وأذهب عنهم رجس الشيطان، ووطَّأ به الأرض، وصلَّب الرمل، وثبَّت الأقدام ومهَّد به المنزل[2]. الثانية: سماع المشركين كلام النبي صلى الله عليه وسلم وخطابه وهم أموات في القليب؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي طلحة رضي الله عنه: «أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ، فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ[3]مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ، خَبِيثٍ مُخْبِثٍ، وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ الْيَوْمَ الثَّالِثَ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ، فَشُدَّ عَلَيْهَا رَحْلُهَا، ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ، وَقَالُوا: مَا نُرَى يَنْطَلِقُ إِلَّا لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ الرَّكِيِّ[4]، فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ، يَا فُلاَنُ بْنَ فُلَانٍ، وَيَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ: «أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟»، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لَا أَرْوَاحَ لَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ»، قَالَ قَتَادَةُ: أَحْيَاهُمُ اللَّهُ حَتَّى أَسْمَعَهُمْ قَوْلَهُ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا وَنَقِيمَةً وَحَسْرَةً وَنَدَمًا»[5]،[6]. ربَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلًّا للذين آمنوا، ربنا إنك غفور رحيم. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين |
05-02-2023 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
:
أطّروَحُة غّآمُرةَ سَلمْتمَ وِدٌمتْم كَماَ تّحبُوٍن وَتُرضّوٌنّ
|
|
|