دربِك وين وداني

أنا والليل وأحزاني وظُلمة صدري المقهور
وذكرى ألهبت وجدان خافق صدري الحاني
تبادلنا الكلام بصمت حروفاً نطقها محظور
تأجج نار أحزاني وتطلق سرها الآني
أنا ما أقدر على النسيان وقلبي آسر ومأسور
ولا كان الهرب أبداً طريقي بين خلاني
إذا جاني الزمان عكوس بأغير وجهه المغرور
وإذا إتحدتني أيامه بأجيها في قدر ثاني
عرفتك غيث يتحدى غُبار الواقع المأثور
وسيلاً يجرف آلامي يطهرني من أحزاني
وكانت ضحكتك دربي إذا غاب القمر والنور
أنا ما أعرف سوى دربك ودربك وين وداني؟
أخذني من لهيب النار وتركني في لظى مسعور
صحيح إنه نجدني من لهبها ... بس كواني
جيتيني مثل مزنه تهادت بين رعد ونور
تِبشر بالمطر وأنا فرحت بهطل الأمزاني
ولكن راحت المزنه وخلت كل أرضي بور
ورحلت كُل أحلامي ودربي راح وخلاني
أعاني من الألم لحظات وأقاسي من الفراق إدهور
أعاني أصعب اللوعات وأسامر طيفاً أعياني
أريد أسأل عيونك هل بكتني يا شبيه الحور؟
وهل هزّت مشاعر قلبك الجبار ألحاني؟
وهل يشفع لديكم قلب في ظِّل الهوى مسحور؟
يرتل من ترانيمه لحون للعشق وألوانِ
بكيتك من تقابلنا قبل يعرف هوانا النور
قبل يجمع حروف العشق قيس ويقول وا دانِ
بكيتك نايح(ن) وبصمت جمع كل الحكي المنثور
تجمّع في قصيده صغتها بدموع وجداني
أخربط في كتابتها وأرفع وأنصب المجرور
ويوم إنك تزوري خاطري أبدأها من ثاني
لأجل عينيك أنقب عن دُرر وأغطس عميق بحور
أفتش في بحور الشعر عن بيتٍ من أوزاني
يخاطب قلبك الجلمود عن أنة قلب مكسور
شرد للّيل وحروفه تروح وترد لك عاني

وسلامتكم

سامي الخنقي