قصتي مع القرآن الكريم / حصصري منتديات قصايد ليل

📿┈┅•༄❥❥•┅


قصتي مع القرآن الكريم

كانت حياتي كما انظر اليها الان اشبه بالسراب.. كنت كغيري من الفتيات في العشرينيات من عمري ابحث عن السعادة في مغريات الحياة التي تعرفونها والتي كثرت في زمننا هذا.. اي ان حياتي ذهبت دون اي انجازات عدا شهاداتي الدراسية في تلك الفترة والتي كنت اعتبرها اكبر انجازاتي.. حتى الصحبة الصالحة لم يرزقني الله اياها في تلك السنوات الطويلة..
قدر الله ان اتزوج و اتاخر في الحمل لعامين كنت خلالها ادرس الماجستير وكنت قد انتقلت خلالها الى مقر عمل جديد ولان الله اراد لي الهداية والعودة اليه رزقني بالصحبة الصالحة وكانت بداية الطريق الى النور.. قررنا خلالها انا وزوجي الذهاب لاداء العمرة والدعاء في اطهر بقاع الارض لعل الله ان يرزقنا بالذرية الصالحة.. بعد عودتنا من هناك ومع كثرة الدعاء والاستغفار استجاب الله لنا ولله الحمد رزقت بالحمل فاتخذت قرارا ان ابدا بحفظ القران الكريم بعد انتهائي من دراسة الماجستير والحمدلله انجبت طفلتي الصغيرة وبعدها ذقت الامرين من تدهور صحتي بدون سبب واضح وصعوبة عنايتي بطفلتي..
كنت اتردد على المستشفيات الخاصة و الحكومية ولم اجد حلا لالامي سوى المسكنات..
مر عام كامل انهيت خلاله الماجستير بصعوبة بالغة وبعدها بدات بحفظ القران وكانت بدايتي ضعيفة جدا في عام 2015.. بداية ذلك العام حدث ما لم يكن بالحسبان لقد اكتشفت اخيرا سبب اوجاعي طوال عام كامل.. انه ورم.. ورم لا يعرفونه هل هو حميد ام خبيث... كان في خاطري فكرة واحدة انني قررت العودة الى الله فاراد الله ان يختبر صدق ايماني وثقتي به وصدق الله العظيم الذي قال :.. أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ(3)..
مرت اشهر من المعاناة للبحث عن موعد لدى الطبيب المناسب والوصول الى المستشفى المناسب كانت تواجهني خلالها عثرات وصعوبات يفرجها الله علي.. ( ان مع العسر يسرا) صدق الله العظيم...
حتى تم تشخيص المرض و يالهول الصدمة.. انه ورم سرطاني من نوع نادر جدا وفي مرحلة متقدمة لا يضمن استجابته للعلاج الكيماوي او الاشعاعي حسب ما اخبرني الاطباء...
قررنا ان نبدا العلاج الكيماوي مباشرة وبدات بالجرعة الاولى ثم الثانية ثم الثالثة ولا استجابة للعلاج سوى استجابة بسيطة ناهيكم عن الآثار الجانبية للعلاج من ضعف للجسد وتساقط للشعر والالام التي كانت تظهر فجأة ثم تختفي... كان جسدي يحترق وروحي تذبل ولا امل الا بالله .. وقفت حينها مع نفسي وقلت ها قد وصلت الى النهاية فاين اريد ان اكون في الجنة ام في النار...
ماذا افعل وقد فرطت في حياتي عندما كنت ارفل بنعمة الصحة والعافية .. ماذا افعل والقائمة تطول بالكثير الكثير من الهموم والذنوب...
وهنا جاء دور الصحبة الصالحة فقد ارسلت لي احدى الصديقات اعلانا لحضور الدورة الإبداعية لحفظ القرآن الكريم في أقل من 100 يوم.. نعم هذا ما اريده فليس لدي الكثير من الوقت ولازلت في الجزء الثاني عشر من القران لعل الله ان يجعله شفيعا لي ... اخبرت زوجي وتم التسجيل...
بعد الجرعة الرابعه من الكيماوي شاء الله ان اسقط في المستشفى من شدة التعب فرفضت البقاء لان لدي موعدا مع القران...
وكنت دائما اردد قوله تعالى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )
وادعو الله ان اكون منهم...
حضرت الدورة ويعلم الله ما مررت به من اجل ذلك وكم انارت كلمات الاستاذ ابو الفيصل البيماني طريقي الى الله وكم شعرت بالنعم الكثيرة التي كنت فيها برغم المرض ... بدانا انا وزوجي الحفظ وكنت اسبقه بحكم حفظي ل12 جزء قبل ان ابدا والحمدلله اتممت الحفظ في 55 يوما كنت خلالها اتاخر في الحفظ عندما اتلقى العلاج الكيماوي لشدته على جسدي المنهك ولكنه لم يهزم ايماني وثقتي بالله... تحسنت نفسيتي كثيرا مع القران الكريم وكيف لا وهو كلام ربي... وحان موعد التقييم الجديد للمرض عن طريق الاشعة وكان يوما لا ينسى عندما اقبل زوجي مع الطبيب قائلا ( انه لقران كريم) يارب... ماذا حدث تكلم!!... لقد اختفت اورام الرئتين وتقلص حجم الورم الرئيسي واصبح يمكن استئصاله بالجراحة.. يالله يالله ما اكرمك يالله ما ارحمك يالله ما احلمك... مرت سنوات طوال اغرقتها بالمعاصي والذنوب وها انت يارب تغمرني برحمتك وتمنحني فرصة اخرى للحياة... في تلك الفترة كنت ارى احلاما مختلفة فقد رايت مرة ان القران يعلو صوته في منزلنا ورايت الكعبة بجوار منزلنا ورايت امراة تهديني ماء زمزم ورايت نفسي اصعد سلما ثم امشي على الماء ورايت الملائكة تناديني الى الجنة... ولم اكن احسبها سوى علامات ورسائل انني اسير على الطريق الصحيح والحمدلله ..
وها انا ذا اكتب قصتي لكل من اغوته الدنيا بزينتها فحاد عن الطريق السليم ولكل من ابتلاه الله بمرض عضال او شيء من هموم الدنيا... ها انا قد تخلصت من المرض بعد عملية جراحية كبيرة حذرني فيها الطبيب من احتمالية النزيف حتى الموت او فقدان القدرة على الحركة ولكن ( ان رحمت الله قريب من المحسنين) صدق الله العظيم...
حتى في طريقي الى غرفة العمليات اخذوني على سرير ابيض بحواف سوداء وشاء الله ان ندخل المصعد وبه طبيب احسبه متدينا نظر الى نظرة خاطفة وقال حسبنا الله ونعم الوكيل فتذكرت قوله تعالى: (فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )... فجعلت ارددها حتى تمكن مني المخدر وصحوت بعد ساعات والجميع يبشرني بنجاح العملية... والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات...
وها انا اليوم وقد اصبح هدفي الفوز برضا الله تعالى ثم الجنة اصبحت انظر للمرض انه هبة من الله جعلتني منه اقرب فلا اخشى على نفسي من مصائب الدنيا وعثراتها... والحمد لله حق حمده .!!!....



┈┅•༄❥❥•┅┈