بي إم دبليو إم٢ ليست مجرد نسخة أخرى من الفئة الثانية لدى الصانع البافاري.

بي إم دبليو إم٢ ليست مجرد نسخة أخرى من الفئة الثانية لدى الصانع البافاري. كلا، إنها ربما السيارة الرياضية التي انتظرها الكثيرون من عشاق بي إم دبليو، ليس لقدراتها وأدائها (لن تخيب الآمال!)، ولكن اعتقادا بأن هذه السيارة ربما تكون التعبير الأمثل هذه الأيام عن الروح الحقيقية لسيارات M الشهيرة لدى بي إم دبليو. وبعد انتظار طويل، وأشهر من الإشاعات والتسريبات والصور التجسسية، ها هي بي إم دبليو إم٢ تظهر رسميا، ولحسن الحظ، بالروعة التي كنا ننتظرها، مع تصميم رياضي قوي ومميز، ومحرك قوي يعطي السيارة أداء رياضيا يجعلنا نتسائل إن كان هناك داع للتفكير في طراز M4!


فهذه الأيام، وبعد سنوات “التضخم”، التي شهدت وصول محرك بي إم دبليو إم٥ إلى ١٠ اسطوانات في جيلها السابق، ووصول سيارات مثل بي إم دبليو X5 M، بدأت بي إم دبليو مسيرة عكسية عبر تصغير حجم المحركات وتعويض نقص السعة بهواء أكثر عبر شواحن التيربو. النتيجة سيارات أقوى وأسرع، ولكنها حتما أكبر وأصقل، افتقرت إلى حد ما لذلك الشعور بالخفة الذي لا يتأتى إلا عند قيادة سيارة صغيرة خفيفة بتحكم ونظام تعليق رياضية. لهذا ظلت سيارات مثل إم٣ من فئة E30 في الذاكرة، ولهذا السبب كانت الفئة الأولى M كوبيه من الجيل السابق واحدة من أنجح سيارات بي إم دبليو خلال السنوات القليلة الماضية.

وطراز بي إم دبليو إم٢ هو الخلف المباشر للفئة الأولى M. فالفئة الثانية ما هي إلا بديل الفئة الأولى كوبيه. ولكن وبينما لم تحصل الفئة الأولى M كوبيه على “شرف” الانضمام رسميا إلى سيارات فرع بي إم دبليو الرياضي (لم تدعى M1، من جهة لعدم حصول تضارب مع طراز M1 الكلاسيكي العريق، ومن جهة أخرى لأنها لم تحصل على كافة التعديلات لتصنع طبقا لمواصفات فرع موتورسبورت)، فإن بي إم دبليو إم٢ الجديدة هي كل ما نتوقعه من هذه السيارة.

أولا، هناك طبعا التصميم. إن كان من أمر يعاب على سيارات بي إم دبليو M الجديدة هو أنها تفتقد لذلك التميز الذي يجعلها مختلفة حقا عن الطرازات القياسية. نعم، هي أعرض ومنخفضة وكل ذلك، ولكنها تفتقد لتلك اللمسة المميزة التي تجعلها تبدو، من النظرة الأولى، سيارة إم٤ مثلا، وليست مجرد نسخة من الفئة الرابعة بعجلات كبيرة. مع بي إم دبليو إم٢ هناك تغيير واضح، ليس فقط في المقدمة بفتحات الهواء الكبيرة و”الأنياب” البارزة فيها، ولكن في الأجنحة المنفخة فوق العجلات، والمؤخرة الرياضية التي تعطي بي إم دبليو إم٢ وقفة رياضية مميزة.

المحرك مبني على قاعدة محرك طراز M235i، من ست اسطوانات متتالية مع جهازي تيربو بسعة 3.0 ليتر، ولكن بتعديلات ترفع من قوته إلى 370 حصانا عند 6500 د/د، مع عزم دوران يصل إلى 465 نيوتن متر، ترتفع إلى 500 نيوتن متر مع (Overboost) لفترات محدودة عند الضغط الكامل على دواسة الوقود. هذا المحرك يتصل قياسيا بعلبة تروس يدوية من ست نسب، أو اختياريا بالعلبة الأوتوماتيكية من سبع نسب، وتنقل قوته إلى العجلات الخلفية عبر محور M المتفاعل، والذي يمكن التحكم إلكترونيا بمقدار “الغلق” فيه، بنسبة تتراوح بين صفر 00%. النتيجة أداء رائع، مع تسارع إلى 100 كلم/س في 4.3 ثانية (4.5 للعلبة اليدوية)، وسرعة قصوى محددة عند 250 كلم/س، يمكن رفعها إلى 270 كلم/س عند اخنيار رزمة M الاختيارية لأداء أعلى.
طبعا التغييرات تشمل جميع مناحي السيارة الأخرى. فهناك مقصورة رياضية مميزة مع مقاعد تحتضن السائق بقوة، عجلات معدنية كبيرة بقياس 19 إنش، ونظام تعليق معدل بالكامل مصنوع من الألمنيوم، تعدنا الشركة بأنه سيوفر لطراز بي إم دبليو إم٢ تجربة قيادة رياضية تعيد إلى الذاكرة روعة سيارات بي إم دبليو M الكلاسيكية. وصورة السيارة الرسمية وهي تنزلق وتبعث الدخان من عجلاتها الخلفية هي ربما أكبر دليل على نوايا بي إم دبليو الحقيقية!

السيارة، والتي تتوفر بأربعة ألوان فقط، هي الأزرق والأسود والرمادي والأبيض، لم يعلن رسميا عن سعرها بعد، ولكن الإشاعات تقول أنه سيدور في فلك 51,000 دولار في أسواق الولايات المتحدة