الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«…
 

…»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… { .. لنصره حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاه وأتم التسليم .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-10-2019
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ يوم مضى (10:45 PM)
آبدآعاتي » 1,057,633
الاعجابات المتلقاة » 13963
الاعجابات المُرسلة » 8086
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الاهتداء بهدي النبي والابتعاد عن الابتداع



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعود بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيّه، ومبلغ الناس شرعه، وصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين.



أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ - مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ - وَجِدُّوا فِي طَاعَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، مَهْتَدِينَ بِهَدْيِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ، عَلَيْهِ أَتَمُّ الصَّلاَةِ وَالتَّسْلِيمِ، مُتَجَافِينَ عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَالأَكْدَارِ، مُسَارِعِينَ لِدَارِ الْكَرَامَةِ وَالأَطْهَارِ؛ يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.

وَخُذْ حِصْناً مِنَ التَّقْوَى لِيَوْمٍ ♦♦♦ يَقِلُّ بِهِ الْمُدَافِعُ وَالنَّصِيرُ



عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ الإِنْسَانَ مِنْ غَيْرِ وَحْيٍ يَهْدِيهِ، وَلاَ عَقْلٍ يَنْتَفِعُ بِمَا فِيهِ، انما يكون أَضَلَّ مِنَ الْبَهِائم ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾.



وَلَمْ تَكُنْ حَالُ الْبَشَرِيَّةِ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ تَارِيخاً مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَضُرُوباً مِنَ الْمَعِيشَةِ البَهِيمِيَّةِ؛ حَيْثُ فُشُوُّ مَظَاهِرِ الْجَهْلِ، وَمُصَادَرَةُ الْعَقْلِ، وَضَلاَلاَتٌ جَرَّعَتْهُمُ الذُّلَّ، إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَقِلَّةً كَانُوا عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام، فَعَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ)) وَحِينَ بَلَغَ الضَّلاَلُ مُنْتَهَاهُ، وَسَادَ الظَّلاَمُ أَرْجَاءَ الْمَعْمُورَةِ، أَذِنَ اللهُ تَعَالَى بِصُبْحٍ قَرِيبٍ، وَذَلِكَ بِبِعْثَةِ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ، وَنُزُولِ الْقُرْآنِ العَظِيمِ؛ لِيُنْقِذَ الْبَشَرِيَّةَ مِمَّا أَصَابَهَا، وَيُطَهِّرَهَا مِنْ عِلَلِهَا وَأَوْصَابِهَا، وَيُخَلِّصَهَا مِنْ ضَلاَلِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَانْحِرَافَاتِ الْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ، فَكَانَ مَا أَرَادَهُ اللهُ تَعَالَى؛ حَيْثُ انْتَشَرَ النُّورُ، وَانْتَصَرَ نَبِيُّهُ صلى الله عليه وسلمعَلَى أَهْلِ الْكُفْرِ وَالْفُجُورِ، وَقَامَتْ بَعْدُ دَوْلَةُ الإِسْلاَمِ، وَكَانَ الْمُصْطَفَى لَهَا خَيْرَ إِمَامٍ، يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾.

إِخْوَةَ الإِسْلاَمِ:
لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَثَلاً أَعْلَى لِلْقُلُوبِ الطَّاهِرَةِ، وَقُدْوَةً حَسَنَةً لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، فِي شُؤُونِ الْحَيَاةِ كُلِّهَا؛ دِقِّهَا وَجِلِّهَا. كَانَ أَعْظَمَ النَّاسِ مُرُوءَةً، وَأَحْسَنَهُمْ حَيَاءً، وَأَطْيَبَهُمْ نَفْساً، ذَا صَفْحٍ جَمِيلٍ، وَعَفْوٍ فَضِيلٍ، مِنْ ذَلِكَ: عَفْوُهُ عَنِ الْيَهُودِيَّةِ الَّتِي وَضَعَتْ لَهُ السُّمَّ، فَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ أَرَدْتُ لأَقْتُلَكَ، قَالَ: ((مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكِ))، قَالَ: قَالُوا أَلاَ نَقْتُلُهَا؟ قَالَ: ((لاَ)) [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]، وَكَيْفَ لاَ يَعْفُو وَهُوَ القَائِلُ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْفِذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ الْحُورِ شَاءَ؟)).



وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الْعَفْوُ الْجَمِيلُ عَنْ ضَعْفٍ وَهَوَانٍ، بَلْ كَانَ نَابِعاً عَنْ قُوَّةٍ وَشَجَاعَةٍ نَادِرَتَيْنِ، فَحِينَ فَرَّ سَرْعَانُ النَّاسِ يَوْمَ حُنَيْنٍ، ثَبَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَالْجَبَلِ، لاَ يَتَزَعْزَعُ وَلاَ يَتَزَلْزَلُ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَهُ: يَا أَبَا عُمَارَةَ وَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ ؟ قَالَ: ((لاَ وَاللَّهِ مَا وَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنْ وَلَّى سَرْعَانُ النَّاسِ فَلَقِيَهُمْ هَوَازِنُ بِالنَّبْلِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِلِجَامِهَا، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ)) [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].

فَيَا لَهُ مِنْ إِمَامٍ مَا أَشْجَعَهُ!، دَكْدَكَ عَرْشَ البَاطِلِ وَصَدَّعَهُ، قَدْ كَمُلَتْ فِيهِ سَجَايَا الإِقْدَامِ وَقُوَّةُ الْبَأْسِ، بِثَبَاتِ قَلْبٍ وَسُكُونِ نَفْسٍ، وَهُوَ القَائِلُ عَنْ نَفْسِهِ صلى الله عليه وسلم: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ)) [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].

إِخْوَةَ الْعَقِيدَةِ وَالإِيمَانِ:
لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعَظَمَ النَّاسِ إِيمَاناً، وَأَكْثَرَهُمْ خَشْيَةً لِرَبِّهِ وَإِذْعَاناً، حَامِـيَ حِمَى التَّوْحِيـدِ، وَالْقَاهِرَ لِلشِّرْكِ وَالتَّنْدِيدِ، لَمْ تُثْنِهِ إِغْرَاءَاتُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَمْ يُوهِنْهُ تَخَاذُلُ الْمُنَافِقِينَ، وَلَمْ يَصُدَّهُ مَكْرُ الْيَهُودِ الْمُجْرِمِينَ، بَلْ صَبَرَ وَصَابَرَ، حَتَّى أَعَادَ لِلْحَنِيفِيَّةِ نُورَهَا وَضِيَاءَهَا، وَلَقَدْ سَطَّرَ مَعَ مُشْرِكِي مَكَّةَ أَعْظَمَ الْمَوَاقِفِ، فَلَمْ يَصْرِفْهُ عَنْ قَوْلِ الْحَقِّ أَيُّ صَارِفٍ، يَقُولُ ابْنُ إِسْحَاقَ وَهُوَ يَحْكِي مُحَاوَلَةَ إِغْرَاءِ الْمُشْرِكِينَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((فَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا جِئْتَ بِهَذَا الْحَدِيثِ تَطْلُبُ بِهِ مَالاً جَمَعْنَا لَكَ مِنْ أَمْوَالِنَا حَتَّى تَكُونَ أَكْثَرَنَا مَالاً، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تَطْلُبُ بِهِ الشَّرَفَ فِينَا سَوَّدْنَاكَ عَلَيْنَا، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِهِ مُلْكاً مَلَّكْنَاكَ عَلَيْنَا))، فَأَجَابَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكُلِّ قُوَّةٍ وَثَبَاتٍ: ((مَا أَدْرِي مَا تَقُولُونَ، مَا جِئْتُكُمْ بِمَا جِئْتُكُمْ بِهِ لِطَلَبِ أَمْوَالِكُمْ، وَلاَ الشَّرَفِ فِيكُمْ، وَلاَ الْمُلْكِ عَلَيْكُمْ، وَلَكِنَّ اللهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ رَسُولاً، وَأَنْزَلَ عَلَيَّ كِتَاباً، وَأَمَرَنِي أَنْ أَكُونَ لَكُمْ بَشِيراً وَنَذِيراً، فَبَلَّغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي، وَنَصَحْتُ لَكُمْ، فَإِنْ تَقْبَلُوا مِنِّي مَا جِئْتُكُمْ بِهِ فَهُوَ حَظُّكُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَإِنْ تَرُدُّوا عَلَيَّ أَصْبِرْ عَلَى أَمْرِ اللهِ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ)).

أُمَّةَ التَّرْبِيَةِ وَالأَخْلاَقِ:
لَقَدْ كَانَ صلى الله عليه وسلم سَيِّدَ الْمُرَبِّينَ، وَإِمَامَ الرُّحَمَاءِ وَالْمُؤَدِّبِينَ، مِلْؤُهُ الْعَطْفُ وَالرَّحْمَةُ وَاللِّينُ، زَكَّاهُ رَبُّهُ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾، جَلَسَ مَعَهُ غُلاَمٌ عَلَى مَائِدَةِ طَعَامٍ، وَيَدُ الْغُلاَمِ تَطِيشُ فِي الإِنَاءِ، فَمَا نَهَرَهُ وَلاَ زَجَرَهُ، وَإِنَّمَا قَالَ لَهُ بِرِفْقٍ: ((يَا غُلاَمُ: سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ))، وَدَخَلَ عَلَيْهِ الْيَهُودُ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ [يَعْنُونَ:الْمَوْتَ]، فَقَالَ: ((وَعَلَيْكُمْ))، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: ((السَّامُ عَلَيْكُمْ وَلَعَنَكُمُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْكُمْ))، فَقَالَ: صلى الله عليه وسلم ((مَهْلاً يَا عَائِشَةُ عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ أَوِ الْفُحْشَ، قَالَتْ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟، قَالَ: أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ؟، رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ، وَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ))، فَلَيْسَ فِي قَامُوسِ حَيَاتِهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَةٌ نَابِيَةٌ، وَلاَ فِي مُعْجَمِ أَدَبِهِ عِبَارَةٌ فَاحِشَةٌ، وَإِنَّمَا هُوَ طُهْرٌ وَنَقُاءٌ كُلُّهُ، رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ، وَنِعْمَةٌ مُسْدَاةٌ، وَبَرَكَةٌ عَامَّةٌ، وَخَيْرٌ مُتَّصِلٌ.



وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يُرَبِّي أَصْحَابَهُ بِالْقُدْوَةِ الْحَيَّةِ، فَيَدْعُوهُمْ إِلَى التَّقْوَى وَهُوَ أَتْقَاهُمْ، وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الشَّيْءِ فَيَكُونُ أَشَدَّهُمْ حَذَراً مِنْهُ، وَيَعِظُهُمْ وَدُمُوعُهُ عَلَى خَدِّهِ الشَّرِيفِ، وَيُنَادِيهِمْ إِلَى الْبَذْلِ وَالْعَطَاءِ ثُمَّ يَكُونُ أَسْخَاهُمْ يَداً، وَيَنْصَحُهُمْ بِحُسْنِ الْعِشْرَةِ مَعَ الأَهْلِ، ثُمَّ تَجِدُهُ أَحْسَنَ النَّاسِ لأَهْلِهِ رَحْمَةً وَعَطْفاً وَلُطْفاً، وَهُوَ القَائِلُ صلى الله عليه وسلم: ((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي)).



بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِهَدْيِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ، عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَالتَّسْلِيمِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانِه، والشكر له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنه، وأشهَد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللّهمّ صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.أَمَّا بَعْدُ:



فَاتَّقُوا اللهَ - أَتْبَاعَ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ -، وَاعْرِفُوا لَهُ قَدْرَهُ الْعَظِيمَ، فَوَاللهِ مَا تَقْدِيرُهُ إِلاَّ بِالْحُبِّ وَالاتِّبَاعِ، وَمُجَانَبَةِ الْمَعْصِيَةِ وَالابْتِدَاعِ، وَنُصْرَةِ دِينِهِ وَنَشْرِهِ فِي الأَصْقَاعِ. وَلَكُمْ أَنْ تُقَدِّرُوا مَحَبَّتَهُ صلى الله عليه وسلم لأُمَّتِهِ، فَفِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ الطَّوِيلِ: ((فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي، وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لاَ تَحْضُرُنِي الآنَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي)) ، وَتَكْفِيهِ شَهَادَةُ رَبِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ فَيَا لَهُ مِنْ شُعُورٍ عَظِيمٍ، أَنْ نُبَادِلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الوَفَاءَ وَالْمَحَبَّةَ، بِنُصْرَةِ دِينِهِ وَاتِّبَاعِ أَمْرِهِ، وَالدِّفَاعِ عَنْ عِرْضِهِ وَأَعْرَاضِ صَحْبِهِ!، لا كما يفعله من جهل حقيقة اتباعية بإقامة الموالد البدعية التي لم تكن من هديةصلى الله عليه وسلم ولا من هدي اصحابة رضي الله عنه فيَا سَعَادَةَ مَنِ امْتَثَلَ هذية!، وَيَا خَيْبَةَ مَنِ انْحَرَفَ وَضَلَّ!: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾.

اللهم وَفِّقْنَا لاتِّبَاعِ نَبِيِّكَ الْكَرِيمِ، وَسُلُوكِ صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَنْصَارِ سُنَّتِهِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الأَرْبَعَةِ الْخُلَفَاءِ، أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ، وَعَنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَنْ آلِ بَيْتِهِ الْمُطَهَّرِينَ، وَسَائِرِ الصَّحْبِ أَجْمَعِينَ.

اللهم اعز السلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعدائك أعداء الدين وانصر عبادك المجاهدين يا ارحم الراحمين اللهم من أرادنا أو أراد ديننا وشعائره أو بلادنا بسوء اللهم رد كيده في نحره اللهم واشغله في نفسه

اللهم أصلح أحوال المسلمين حكاما ومحكومين يارب العالمين اللهم اشفي مرضانا ومرضاهم وفك أسرانا وأسراهم واغفر لموتانا وموتاهم وألف بين قلوبهم يا ارحم الراحمين.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادن واجعل الدنيا زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر يا رب العالمين.

اللهم حبب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.

اللهم وآمنا في أوطاننا وأصلح أامتنا وولاة أمورنا اللهم وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة.

اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدرارا اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.



 توقيع : ضامية الشوق



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الابتداع, الاهتداء, النبي, تهدد, عن, والابتعاد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده مع النهي عن اتخاذ القبور مساجد εϊз šαđέέм εϊз …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… 5 03-20-2009 11:18 PM
من وصايا الرسول الكريم : مشـ حلوهـ ـكلتي …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… 11 02-13-2009 09:00 PM
ااسماء الله الحسنى ضحكة خجوله …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 8 01-22-2009 08:13 PM
ما لاتعرفه عن معالم مكه المكرمة a7med …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 6 12-23-2008 04:11 PM
هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم النصر العالمي …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… 2 12-05-2008 12:15 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية