سبب نزول سورة سبأ

سورة سبأ هي السورة الرابعة والثلاثون في ترتيب سور القرآن الكريم، وعدد آياتها أربعٌ وخمسون آية، وهي من السور المكيّة ما عدا الآية السادسة فهي مدنيّة، وقد نزلت بعد سورة لقمان، وتبدأ سورة سبأ بذكر قدر الله -سبحانه وتعالى-، وعلمه المطلق بكل شيء، سواء في ما يُزرع في الأرض وما ينبت فيها، كما تذكر تهديد الله للمشككين والمجادلين بآيات القرآن الكريم بعذاب يوم القيامة، وضرب المثل بالسيئين الذين كانوا يعبدون آلهةً غير الله، وتذكر السورة حادثة انهيار سد مأرب، وتذكر داوود وسليمان -عليهما السلام-، وبعض المواضيع المتعلقة بالحياة بعد الموت والبعث، وفي هذا المقال سيتم ذكر سب نزول سورة سبأ.
سبب تسمية سورة سبأ

لم ترد أي أحاديث نبوية شريفة في تسمية معظم سور القرآن الكريم، وقد سُميت باجتهاد من الصحابة -رضوان الله عليهم- بهدف التمييز بينها في المصحف الشريف، أما سورة سبأ فقد سُميت بهذا الاسم لأنّ الله -سبحانه وتعالى- ذكر فيها قصة سبأ، وسبأ هي مملكة في اليمن في جنوب الجزيرة العربية، كان أهلها يعيشون في رخاء ونعمة وسرور وهناء، كما كانت مساكنهم مثل الجنات والحدائق، لكنّهم كفروا بنعمة الله تعالى فدمّرهم وأرسل إليهم السيل العرم، وجعلهم عبرة لمن خلفه، وقد ورد اسم سبأ أيضًا في سورة النمل.
سبب نزول سورة سبأ

سبب نزول سورة سبأ هو حدوث قصة بين رجلين شريكين، حيث خرج أحدهما إلى الساحل وظلّ الآخر فلما بعث النبي، وبعد أن يعث الله نبيّه -عليه السلام-، بعث بمكتوبٍ إلى صاحبه، فردّ إليه: "إنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذالة الناس ومساكينهم" فترك الرجل تجارته وأتى صاحبه فطلب منه أن يدلّه على الرسول -عليه السلام- فقال له: دُلَّنِي عليه، وكان يقرأ الكتب فأتى النبي فقال: "إلام تدعو؟ قال: إلى كذا وكذا قال: أشهد أنك رسول الله قال: مَا عِلمُكَ بذلك؟، قال: إنه لم يبعث نبي إلا اتبعه أراذل الناس ومستضعفيهم ومساكينهم؛ فنزلت هذه الآيات فأرسل إليه النبي: إن الله قد أنزل تصديق ما قلت "، أمّا الآية المدنية في السورة، فقد نزلت في قتلى المشركين في غزوة بدر الكبرى.
فضل سورة سبأ

تضمّنت سورة سورة سبأ العديد من المقاصد التي تُبين فضل السورة الكريمة، ومعظم هذه المقاصد تخص العقيدة الإسلامية مثل: الإيمان بالوحي وتوحيد الله تعالى والاعتقاد بالبعث والنشور، اما فضل سورة سبأ فيمكن تلخيصه بما يأتي:
إبطال قواعد الشرك وأهمّها الشرك بالله تعالى، كما أبطلت إنكار البعث، وبدأت بنفي الألوهية عن الأصنام.
التركيز على البعث والنشور والجزاء.
إثبات علم الله تعالى المطلق بما في الأرض والسماوات.
إلزام الحجة على كل من يُنكر نبوّة الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
ذكر معجزات النبي داوود -عليه السلام-.
تذكير العباد بأنّ النعم تدوم بالشكر، وهو شكر الله تعالى، وتهديد المشركين بمصير الأمم السابقة ومن بينهم قوم سبأ.
بيان جزاء عباد الله المتقّين وأن عبادة الله تعالى والعمل الصالح هما رأس الحكمة.