الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 مـآذآ يـدور حولـﮯ 】✿.. > …»●[قصايد ليل للتربيهـ والتعليــم والاجتماعيات والتنمية البشرية]●«…
 

…»●[قصايد ليل للتربيهـ والتعليــم والاجتماعيات والتنمية البشرية]●«… { .. يختص هذا القسم بتعليم كل المواد واللغات ولجميع المستويات للطلاب والمعلمين والاهتمام بالتطور التعليمي .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-11-2010
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
‏لأنْ تُحسِن ويسيئون،
خير من أن تُسيء ويسيئون.
لوني المفضل Silver
 عضويتي » 1216
 جيت فيذا » Oct 2010
 آخر حضور » 12-14-2021 (04:47 PM)
آبدآعاتي » 54,098
الاعجابات المتلقاة » 9
الاعجابات المُرسلة » 1
 حاليآ في » وَسقْ آلنُورْ .
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » توّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
في نشأة علم البديع .. والبلاغة بشكل عام




ــ فى نشأة علم البديع :-
"العلماء غرباء لكثر ة الجهال "
ابن المعتز
وإن هناك من يظن ذلك ، فليقرأ ما ذكره الأصمعى من وصية الخنساء لأولادها الأربعة حين ذهبوا للقتال فى " القادسية" قائلة :- " يا بنى إنكم أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ،ووالله الذى لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد ، كما أنكم بنو إمرأة واحدة . ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا غيرت نسبكم ، وقد ترون ما أعد الله للمسلمين من الثواب على حرب أعدائه الكافرين ، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية ، يقول الله تعالى : " يا أيها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها ، وحملت ناراً على أوراقها ، فتيمموا وطيسها ، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها . . . . . . . . . . " (1)
وعلى هذا تجد الأثر القرآنى فى البلاغة الجديدة واضحاً ظاهراً وإن طال بنا الحديث فى تعريف البلاغة ومدى ارتباطها بالقرآن الكريم فقد آن لنا أن نشير- فى عجالة شديدة- إلى نشأة علومها الثلاثة وأولها نشأة البديع وقد ظهر المصطلح فى القرآن والسنة وأقوال الصحابة وآراء النقاد ، حتى قصره الجاحظ على العرب " (2) ولقد توقف الجاحظ أمام آيات القرآن الكريم ، كوقفته أمام قوله تعالى :- " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون فى بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً " النساء (15)
إذ قال إنها من باب المجاز ويرى فى قوله :- " أكالون للسحت " أنها تشبيه – سورة المائدة أية 42 . ولهذا فقد نص ابن المعتز – مؤسس هذا العلم – على أن الجاحظ هو الذى سمى لون من ألوان البديع الخمسة بهذا الاسم " (3) .
وقد تصادف فى " مجاز القرآن " لأبى عبيدة معمر بن المثنى ( ت 208 هـ ) والأصمعى المتوفى سنة 211هـ والمبرد المتوفى 285هـ وأبى العباس أحمد بن يحيى ثعلب ( ت 291هـ) ولغيرهم اسهامات طيبة نبهت ابن المعتز لوضع كتاب " البديع" ، وهو كتيب لا يتجاوز المائة صفحة شاملة الفهارس والتعليقات والمقابلات والمراجع وخلافه وضعه خليفة عباسى ولى الخلافة يوماً وليلة ، ثم مات مقتولاً سنة 296هـ . هو الخليفة أبو العباس عبد الله بن المعتز .
1- الآية من سورة آل عمران رقم 200 والخميس هو الجيش المكون من خمسة أقسام والقصة إختصرناها من " فاكهة الصيف" سابق- صـ64-65 .
2- الرأى للجاحظ فى " البيان والتبيين" وقد عارض الدكتور شوقى ضيف مبرراً أن الجاحظ لم يكن جاداً كل الجد فى رأيه . انظر البلاغة : تطور وتاريخ – دار المعارف – مصر- 1965م صـ56 .
3- د/ عبد الرازق أبو زيد – علم البديع- المكتبة العلمية- عام 1987م- صـــ25 .

علم البلاغة في أول الأمر بلا تحديد ولا تمييز وظل الأمر كذلك حتى جاء عبد القاهر الجرجاني في
القرن الخامس الهجري . اشتهر في النحو من قبل أن يضع علم البلاغة واشتهر عند المتأخرين بالبلاغة لأنه وضع نظرية علم المعاني في كتابه ....
العلوم كالكائنات الحية تبدأ صغيرة ثم تنمو وتبلغ أشدها فعلوم البلاغة لم توجد كاملة كما نراها الآن، وإنما مرت بالأطوار التي يمر بها كل علم، تبدأ في أول نشأتها صغيرة ثم تنمو وتطور بين المراحل كمرحلة النقد والتأليف (محمد حسن،1967: 5)
وفي مرحلة النقد نجد أن في كل مجتمع شاعرا أو كاتبا أو خطيبا، يوجد من يستحسن الكلام، ومن يستهجنه، وقد يعبر عن هذا ما يسمى بالنقد وقد وجد هذا لسبب استهجانه، وهذا ما يسمى بالنقد، وقد وجد هذا مبكرا في الجاهلية، ووصلتنا روايات فيها نقد لطائفة من الشعراء. وقد كان العرب في الجاهلية يفدون إلى سوق عكاظ يتناشدون بالأشعار ويتحاكمون فيها إلى بعض شعرائهم، وكان النابغة الذبياني الشاعر المشهور أحد حكام العرب في عكاظ.
ولم يكن الإسلاميون أقل إدراكا لجيد الكلام من الجاهليين، رووا أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – كان يقدم زهير بن أبي سلمى، وكان يعلل بأن زهيرا بن أبي سلمى ( كان لا يتبع الغريب الحوشي، ولا يمدح الرجل إلا بما هو فيه) فنرى أن سيدنا عمر حكم وعلل، فأحسن التعليل (محمد حسن،1967: 5)
أما في عهد بني أمية فقد كثر النقد، وكانت مجالس الخلفاء والأمراء ميدانا واسعا له ، ولا سيما مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان. وفي أوئل العصر العباسي رأينا ألوانا من النقد، وكان الخلفاء والأمراء والأدباء ينقدون فيصيبون في كثير من الأحيان. ولا شك أن النقد والبلاغة يجريان في مضمار واحد، لأن موضوعهما واحد ، وهما بيان وجوه حسن الكلام وأسباب ردائه، وكثير من مسائل البلاغة بني على أصول وردت في النقد، ويحق لنا أن نقول: " إن الأصول البلاغية التي وضعت في عصر التدوين استفادت كثيرا من مسائل النقد التي سبقت ذلك العصر (محمد حسن،1967: 8). وبعد ذلك اتخذ التأليف في البلاعة صورا متعددة، منها الصورة الأدبية، وفي هذا الدور كان الحديث في البلاغة يجري في كتب التفسير أو كتب الأدب ، ككتاب " المجاز " لأبي عبيد معمر بن المثنى، والكتاب أقرب إلى التفسير منه إلى البلاعة. ولكن وردت فيه إشارات بلاغية لها أهميتها ومن ذلك حديثه عن ألم فكان بمعناه العام، وهو الانتقال في التعبير من وجه لآخر (محمد حسن،1967: 8). وكتاب " البيان والتبيين " لأبي عمرو عثمان بن بحر الجاحظ، وقد دعاه إلى تأليفه للدَفاع عن العرب، لذلك نجده يمتدح طرق العرب في التعبير، والكتاب غير مرتب، ولكن فيه لفتات خدمة البلاغة العربية من وجوه :كاستعمال الألفاظ والمصطلحات محققة إلى حد ما كالمجاز والبديع والسرقات الشعرية، والإشارات إلى قضية اللفظ والمعنى، هذه القضية لم تدوَّن قبله. ورد في الكتاب مسائل بلاغية حققت فيما بعد كمطابقة الكلام لمقتضى الحال، وكالإيجاز والاستعارة. وبالتالي اتخذت البلاغة صورة بلاغية أدبية (محمد حسن،1967: 9). وفي هذا الدور تتخذ شكلا علميا إلى حدٍّ ما، ولكنَّ الطابع الأدبي لا يزال يغلب عليها ، فالمؤلفون يكثرون من الشواهد ومن تحليلها والموازنة بينها. وخير ما نتمثل به لهذا الدور : كتاب " الصناعتين " لأيى هلال العسكري المتوفى سنة 395 هـ، وكان الغرض من الكتاب – كما يفهم عن عنوانه – تعليم الكتاب صناعة النثر والنظم، والمؤلف يقول في ختامه " على أن الكتاب يجمع من فنون ما يحتاج إليه صناعة الكلام ما لم يجمعه كتاب آخر. وكتابا عبد القاهر الجرجاني " دلائل الإعجاز " و " أسرار البلاغة " هما من خير ما ألف في علوم البلاغة ، وقد ضمن الأول أبحاثا كثيرة من مباحث العلم الذي أطلق عليه فيما بعد علم " المعاني " كالتقديم والتأخير والحذف والقصر والفصل والوصل .
أما أسرار البلاغة فقد ضمنت مباحث كثيرة من علم البيان، وبعض ألوان البديع، وتغلب على عبد القاهر المسحة الأدبية، وتحليل النصوص واستقصاء الحجج فيما يعرض له من آراء، ويمكن أن نقول إنه وضع في البلاغة ما يشبه القواعد. وجمهور الباحثين يعتبرون أنه هو الواضع الحقيقي لعلوم البلاغة واشتهر عند المتأخرين بالبلاغة لهذا تريد الكاتبة أن تبيَن نظرية عبد القاهر الجرجاني في علم البلاغة .
البلاغة قبل عبد القاهر
عرفنا من قبل أن البلاغة قد وجدت منذ العصر الجاهلي، كما وجدنا في شعر امرئ القيس (انظر إلى علي الجارم ومصطفي أمين، 1961 ) :
وليل كموج البحر أرخى سدوله
علي بأنواع الهموم ليبتلي
فهو يصور الليل بسواده وهمومه كأنه أمواج لا تنتهي، وفي هذا البيت نرى أن الشاعر يستعمل التشبيه في إلقاء كلامه .
وكذلك في عصر صدر الإسلام كان الناس قد استعملوا البلاغة في كلامهم حينما هاجر النبي ص م إلى المدينة فا ستقبله أهل المدينة. ومعهم النساء والصبيان فقلن :
طـلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
إنَ أهل المدينة يصوِّرون النبي ص م كأنه بدر، ولكنهم لا يصرَحون لفظ المشبه وهو النبي، واستعاروا لفظ المشبه به وهو البدر للمشبه على سبيل الاستعارة التصريحية .
وفي العصر العباسي الأول تتسع الملاحظات البلاغية (شوقي ضيف: 19). وقد أعدت لذلك أسباب مختلفة منها ما يعود إلى تطور النثر والشعر مع تطور الحياة العقلية والحضارة، عنيت إحداهما باللغة والشعر ، وعنيت الأخرى بالخطابة والمناظرة .
أما متى تطور الشعر والنثر عندنا فظهر إلى أن كثيرين من الفرس والموالي اتقنوا العربية وحذقوا فيها. نستطيع أن ننظر في النثر فسنراه يتطور تطورا رائعا، إذ نشأ فيه النثر العلمي ، واستوعب آثارا أجنبية نقلت إليه، ويكفي أن نذكر في هذا الصدد ابن المقفع المتوفى سنة 143 هـ، فقد ترجم عن الفارسية كتبا تاريخية مختلفة وأخرى أدبية وسياسة ، كما ترجم كليلة ودمنة وأجزاء من منطق أرسطو .
والشعراء يعنون عناية شديدة بالعربية، يروى عنهم الشعر القديم، فحياة تلك الحواضر تلتقي جميعا هذا اللقاء الحي المثمر الذي كان يتحوَّل فيه كل معنى قديم إلى صورة عباسية جديدة، ومن خير ما يصور ذلك قول بشار ما زالت أروى في بيت امرئ القيس :
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدي وكرها العذاب والحشف البالي (أحمد الهاشمي، 1960 :192).
إذ شبه شيئين بشيئين حتى صنعت ((انظر إلى شوقي ضيف: 19) وكقوله :
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
وهو إنما يريد مجرد تشبيه شيئين بشيئين . إذ التشبيهان مختلفان . وهذا دليل على أن الشاعر العباسي كان يحاول محاكاة الشاعر القادم في وسائله البلاغية من تشبيه وغير تشبيه مستعينا بفكره الدقيق ولطف مسالكه إلى المعاني والأخيلة .
كانت البلاغة منذ نشأتها الأولى مختلطة غير مستقرة أو محدودة (خلف الله ومحمد زغلول: ) وكان المجاز مثلا في أوائل القرن الثالث الهجري يتوسع في الاستعمال وأخذت في بحوث العلماء وأهل البيان. وفي القرن الخامس الهجري جاء عبد القاهر الجرجاني بنظريته البلاغية تكميلا لما قبله، ووضع نظرية علم المعاني في كتابه دلائل الإعجاز ونظرية علم البيان في كتابه أسرار البلاغة .
عبد القاهر الجرجاني
ليس بين أيدينا معلومات واضحة عن حياة عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني (السبكي : ) . وكل ما نعرفه عنه أنه ولد بجرجان إحدى المدن المشهورة بين طبرستان وخراسان، وأنه كان فقيها شافعيا ومتكلما أشعريا .
وأنه لزم نزيل بلدته أبا الحسين محمد بن الحسن الفارسي، وكان يعدَ إمام النحاة بعد . فعكف على دروسه وأخذ عنه كل علمه. ولعل هذا هو الذي جعله يؤلف في النحو كتابه " العوامل المائة " غير أن شهرته إنما دوَت في الآفاق بكتابته البلاغة . ويقولون أنه ظل ببلدته لا يبرحها حتى توفي سنة 471 هـ .
وقال علي محمد حسن في كتابه " أسرار البيان " عبد القاهر الجرجاني هو الإمام الجليل أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن النحوي، المتكلم على مذهب الأشعري، الفقيه على مذهب الشَافعي التقي الوارع. وكانت شهرته بالنحو، فقد ألف فيه كتبا، منها شرح لـكتاب " الإيضاح "الذي ألفه أبو علي الفارسي وهو مبسوط يقع في ثلاثين مجلدا، واسمه " المغني " ثم لخصه في ثلاثة مجلدات ويسمى الملخص " المقتصد " وشهر عند المتأخرين بالبلاغة وقد اختلفت الآراء في سنة وفاته، فقيل 474هـ، وقال صاحب النجوم الزاهرة في حوادث 471 هـ، (وفيها توفي عبد القاعر بن عبد الرحمن أبو بكر الجرجاني النحوي اللغوي، شيخ العربية في زمانه، وكان إماما بارعا مفتنا، انتهت إليه رياسته للنحاة في زمانه ) (محمد حسن،1967: 1)
وقال الحافظ الذهبي في تاريخه " دول الإسلام " : وفي سنة 471 ه مات إمام النحاة أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني صاحب التصانيف (الذهبي: ).
وقال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى : عبد القاهر بن عبد الرحمن الشيخ الكبير أبو بكر الجرجاني النحو المتكلم على مذهب الأشعريالفقيه على مذهب الشَافعي . أخذ النحو بجرجان عن أبي الحسين محمد بن الحسين الفارسي ابن أخت الشيخ أبي علي الفارسي، وصار الإمام المشهور من جميع الجهات مع الدين المتين ، والورع والسكون (محمد شاكر: 15)، وقال السلفي : كان ورعا قانعا، دخل عليه اللص وهو في الصلاة فأخذ ما وجد وعبد القاهر ينظر ولم يقطع صلاته .
وكتب أحمد الهاشمي في كتابه " جواهر البلاغة " وقد اختلف الآراء في سنة وفاته، فقيل سنة 374 ه . وقال صاحب النجوم الزاهرة في حوادث سنة 471 هـ : وفيها توفي عبد القاهر بن عبد الرحمن أبو بكر الجرجاني النحوي ، شيخ العربية في زمانه كان إماما بارعا مفتنا، انتهت إليه رياسة النحاة في زمانه (أحمد ألهاشمي: 50).
مكانة عبد القاهر الجرجاني في البلاغة
أولا : وضع عبد القاهر لنظرية المعاني
ولعبد القاهر مكانة كبيرة في تاريخ البلاغة، إذ استطاع أن يضع نظريتي علمي المعاني والبيان وضعا دقيقا، أما النظرية الأولى فخص بعرضها كتابه " دلائل الاعجتز" وأما النظرية الثانية فخصَّ بها بمباحثها كتابه " أسرار البلاعة "وينبغي أن نلاحظ منذ أول الأمر أن قسمة البلاغة إلى علوم ثلاثة هي المعاني والبيان والبديع لم تكن قد استقرت حتى عصر عبد القاهر (شوقي ضيف، 1965: 160).
ويتضح من ذلك أن عبد القاهر كان يرى أن علوم البلاغة علوم واحد، تتشعب مباحثه. وكتب شوقي ضيف في كتابه "البلاغة تطوَر وتاريخ " أن عبد القاهر هو أول من تنبَه إلى تعليل الإعجاز القرآني بتركيب الكلام وصياغته وخصائصها التعبيرية، والشواهد على ذلك كما قدمه شوقي ضيف في كتابه البلاغة تطوَر وتاريخ (شوقي ضيف، 1965: 16):
1 – كان عبد القاهر في مواطن كثيرة من الدلائل يبدئ ويعيد في إبطال أن يكون مردَ الفصاحة إلى اللفظ أو المعنى كما زعم الجبائي المعتزلي وإن كان لم يصرح باسمه. وبذلك نستطيع أن نفهم موقف عبد القاهر من مدلول كلمة الفصاحة في الكتاب، وإذن ففصاحة الألفاظ وبلاغتها لا ترجع إلى الألفاظ بشهادة الصفات التي توصف بها، وإنما ترجع إلى صورتها ومعرضها الذي تتجلى فيه .
2 – ويعقد عبد القاهر بعد ذلك فصولا يصور فيها نظريته في المعاني الإضافية، ويبدأ بالتقديم والتأخير لأجزاء الكلام، ويشير إلى ما قاله سيبويه من أنهم يقدمون المفعول على الفاعل أحيانا إذا كان بيانه أهمَّ وكانوا بشأنه أعنى ، ويلاحظ هذا أن النحويين لا يتغلغلون إلى معرفة دقائق الكلام، سواء في التقديم أو في التأخير أو في الحذف والتكرار، أو في الإظهار والإضمار، أو في الفصل والوصل أو في غير ذلك من صور العبارات. فإن التقديم والتأخير في الكلام البليغ عند عبد القاهر ترتيب معاني الكلام الإضافية في نفس صاحبها .
3 – ويعرض أمثلة كثيرة لصياغات مختلفة مع همزة الاستفهام ، تارة يليها فيها الفعل وتارة يليها الاسم، مبينا ما بينها من دقائق بلاغية، وذلك إذا سألت شاعرا : أ أنت قلت هذا الشعر ؟ مقدم الضمير على الفعل كان الشك في قائل الشعر أو هو المخاطب أو غيره. أما الشعر فلا شك فيه . وإذا سألته :
أ قلت هذا الشعر ؟ كان الشك في الفعل نفسه وهل نظم الشعر حقا أو لم ينظمه. فالتقديم والتأخير لا يأتيان للاهتمام أو العناية. وإنما يأتيان لتحرير المعاني وضبطها .
4 – وينتقل إلى الحذف. ويبدأ عند تعيينه وقيام القرينة ملاحظا أن حذفه حينئذ يكون أفصح من ذكره، وأن ذلك يكثر في الشعر حين يذكر الشاعر شخصا ويقدم بعض أمره، ثم ينقطع ويستأنف الكلام كقول الشعراء :
سأشكر عمرا إن تراخت منيتي
أيادي لم تمنن وإن هي جلت
فتى غير محبوب الغنى عن صديقه
ولا مظهر الشكوى إذا النعل زلت
ويقول إن النفس تحس في مثل هذا بحذف أنس، وفي الوقت نفسه قد تستثقل الذكر حتى كأنما تريد أن تتوقاه وتتحاماه. ويمضى فيفصل القول في حذف المفعول قائلا : إنه يحذف حين يريد المتكلم إثبات الفعل للفاعل أو نفيه عنه على الإطلاق دون ملاحظة تخصيصه بمن وقع عليه كالآية الكريمة : قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون. وهذا النوع من الحذف على لونين : لون يراد فيه أصل الفعل كالآية من غير أي إشارة إلى شيء آخر .
5 – ويقارن عبد القاهر بين قولك " زيد المنطلق " وقولك " المنطلق زيد" ويلاحظ أن العبارة الثانية أقوى في القصر. وذلك أن المنطلق فيها أعم، إذ الألف واللام فيها لاستغراق الجنس، بخلاف المنطلق في العبارة الأولى. ويتحدث هنا أن المسند إليه إذا كان اسم موصول، ويقول إنه يأتي كثيرا إذا كان المخاطب لا يعرف من أحوال المسند إليه غير الصلة كقولك " الذي كان ينشد الشعر قادم "
6 – وبالتالي ينتقل إلى الفصل والوصل، وينوه بأهميتهما في البلاغة. وهو يبدأ ببيان فائدة العطف في المفرد وأنه يعود إلى إشراك الثاني في إعراب الأول وحكمه. ثم يأخذ في درس الجمل المتعاطفة قائلا: " إن الأولى إذا كان لها موضع في الإعراب كان حكمها حكم المفرد. ومثلها الثاني، وإذن فالواو ضرورية، لأن الجملتين تجريان مجرى عطف المفرد على المفرد. أما إذالم يكن للأولى محل في الإعراب فإن المسالة تشبه مشكلة حين نريد أن نعرف متى نصل بالواو، ومتى نفصل، على أنه ينبغي أن نعرف أننا لا نعطف جملة على جملة إلا إذا كان بينهما مناسبة. ويقول عبد القاهر إنك تقطع وتفصل حين تكون الجملة الثانية بيانا أو تأكيدا للأولى كالآية : " ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم " .
ثانيا : وضع عبد القاهر لنظرية البيان
على نحوما وضع عبد القاهر نظرية المعاني وضع أيضا نظرية البيان لأول مرة في تاريخ العربية. وحقا أن كل الفصول التي بحث عنها قد بحث عنها من سبقه إليها من البلاغيين بالبحث. ولكنهم لم يحرروها ولم يبحثوا عن دقائقها على نحو ما بحثها وحررها عبد القاهر في كتابه " أسرار البلاغة " فقد ميز أقسامها وفروعها وحلل أمثلتها تحليلا بارعا في النحو أربعمائة صحيفة. والذي دفعه إلى ذلك أنه رأى في مقدمة الكتاب ينوه بالبيان مقدما لذلك بالآية القرآنية: " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان " ويقول إن فضيلة البيان لا تعود إلى اللفظ من حيث اللفظ، وإنما تعود إلى النظم وترتيب الكلام فوق ترتيب معانيه في النفس. وهو استهلال لمباحثه في الكتاب وإنه سيحاول بيان الفروق الدقيقة في التركيب، غير أنه لا يتسع بهذه الفروق على نحو ما اتسع بها في الدلائل، إذ حصرها في الصورة البيانية وفي لونين من ألوان البديع (السجع والجناس) طالما سابقوه إلى أن جمالهما حسي لفظي. وتدل مباحثه فيها وفي الصور البيانية جميعا أنه صنف هذا الكتاب بعد الدلائل .
ويعرض عبد القاهر لبعض أمثلة الاستعارة مبينا على أن جمالها إنما يرجع قبل كل شىء إلى حسن الصياغة والتأليف. ويعقب على كل ما تقدَم بقوله :
"واعلم أن غرضي في هذا الكلام الذي ابتدأته والأساس الذي وضعته أن أتوصل إلى بيان المعاني كيف تختلف وتتفق ومن أين تجتمع وتفترق، وأفصل أجناسها وأنواعها
ويقف وقفة قصيرة عند التشبيه والاستعارة والتمثيل، ويقول إنه كان ينبغي أن يبدأ بجملة من القول في الحقيقة والمجاز، ثم يتبع ذلك القول في التشبيه والتمثيل، ثم يتحدث بعد ذلك عن الاستعارة، وذلك لأن المجاز أعم من الاستعارة، والواجب أن يبدأ بالعام قبل الخاص، والتشبيه كأصل في الاستعارة وهي فرع له. وعبد القاهر بذلك يضع لمن يؤلفون في البيان رسوم التأليف فيه والمنهج الذي ينبغي أن يتبع.
ويفصل عبد القاهر القول في الجامع بين طرفي الاستعارة، فيلاحظ أنه إما أن يكون جنسا شاملا لهما كاستعارة الطيران للعدو الشديد، فإن الجامع بينهما السرعة في قطع المسافة. وإما أن يكون صفة مشتركة في جنسين مختلفتين كالشجاعة في الأسد والإنسان. ويقول إن أجمل صور الاستعارة ما كان الجامع فيها عقليا، وهو يأتي على ثلاث صور: إحداها أن يؤخذ الشبه من الأشياء المشاهدة المحسوسة لمثلها على شاكلة قول الرسول ص م :" إياكم وخضراء الدمن" فقد استعيرت خضراء الدمن للمرأة الجميلة تنبت منابت السوء بجامع حسن الظاهر في رأى العين مع فساد الباطن. ويقرن هذه الصورة إلى صور من التشبيه الحسي وجه الشبه فيها عقلي. والصورة الثالثة: أن يؤخذ الشبه من المعقول للمعقول كاستعارة الموت للجهل والعدم للوجود. وينتقل إلى التشبيه والتمثيل, ويلاحظ أن التشبيه على ضربين: ضرب عادي لا يحتاج إلى تأويل كتشبيه الخدود بالورد والشعر بالليل وبعض الفواكه بالعسل وبعض الأقمشة بالحرير. وضرب غير عادي وهو الذي يفتقر إلى شيىء من التأويل كتشبيه الحجة في الظهور والوضوح بالشمس. ويتفاوت هذا الضرب تفاوتا شديدا، إذ منه ما يقرب مأخذه مثل قولهم :" الألفاظ كالماء في السلاسة " يريدون أنها سلسلة لا تكاد اللسان تكون كالماء السائع في الحلق، ومنه ما يفتقر إلى فضل من فطنه وتأمل كقول بعضهم وقد سئل عن بني الملهب: " هم كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفاها " يريد أنهم متسائلون في النيل والجود والشجاعة. ويقول إن التشبيه عام والتمثيل أخص منه، فكل تمثيل تشبيه وليس كل تشبيه تمثيل، وينشد أبياتا تحمل تشبيهات مركبة، ولكن وجه الشبه فيها حسي من مثل قول ابن المعتز :
وأرى الثريا في السماء كأنها قدم تبدت من ثياب حداد
ويؤخذ من مجموع كلامه هنا أن التمثيل يختص بالتشبيهات المركبة التي يكون فيها وجه الشبه عقليا منتزعا من عدة أمور يجمع بعضها إلى بعض، ثم يشستخرج من مجموعها كالآية الكريمة : " مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمـــار يحمل أسفارا " فإن وجه الشبه هذا حرمان الانتفاع بشيء نفيس مع التعب والعناء في استصحابه .
وبالتالي يعمد عبد القاهر إلى بيان فرق دقيق بين التشبيه التمثيلي والتشبيه العادي، ذلك أنك في تشبيه المفردات تستطيع أن تعكس التشبيه للمبالغة، فتجعل المشبه مشبها به، والمشبه به مشبها كتشبيه النجوم بالمصابيح والورود بالخدود، والصباح بوجه الممدوح إلى غير ذلك .
ويقول عبد القاهر أنك لا تستطيع أن تعكس التشبيه أو تقلبه إذا لم يقصد فيه إلى ضرب من المبالغة .
ويبحث عبد القاهر عن الفرق بين الاستعارة والتمثيل ويلاحظ أن الاستعارة ينقل فيها اللفظ عن أصل وضعه اللغوي، وأنها تقوم على التشبيه المقصود به المبالغة كما يلاحظ أن التشبيه يدخل في الحقيقة، أما الاستعارة فتدخل في المجاز. ويتحدث عبد القاهر عما سماه تناسي التشبيه في الاستعارة أو ما سماه البلاغيون بعده باسم الترشيح، وهو قرن الاستعارة بالأوصاف التي تلازم المستعار منه حتى يصبح المستعار له كأنه نفس المستعار منه، ويعرض ذلك في صور مختلفة منها قول أبي تمام في رثاء خليد بن يزيد الشيباني:
ويصعد حتى يظن الجهول بأنه حاجة في السماء
فقد استعار الصعود لعلو المنزلة والارتقاء في مدارج الكمال، وبنى على ذلك صعودا حقيقيا، إذ جعله من طريق المكان في مراقي السماء، ومن الصور التي يتسع فيها الترشيح وادعاه تناسي التشبيه صورة التعجب في قول ابن العميد :
قامت تظللني من الشمس نفس أعز على من نفسي
قامت تظللني ومن عجب شمس تظللني من الشمس
وينتقل عبد القاهر إلى البحث عن حد الحقيقة والمجاز، ويبدأ بحدهما في المفرد، فيقول إن الحقيقة : كل كلمة أريد بها ما وقعت له في وضع واضع وقوعها لا تستند فيه إلى غيره. ويقول إن في هذا ما يدل دلالة واضحة على أن قوانين هذا العلم عقلية عامة، وربما كان من أسباب إقناعه بذلك أنه رأى قوانين أرسطو البلاغية في كتابه " الخطابة " قوانين عامة يمكن تطبقها على العربية وغير العربية، ويعرف المجاز في المفرد بأنه " كل كلمة أريد بها غير ما وقعت له في وضع واضعها للملاحظة بين الثاني والأول. ويقول إنه يريد بالملاحظة العلاقة المنعقدة بين الكلمة في أصل معناها وما نقلت إليه كا لشجاعة في الأسد .
الخلاصة
واتضح من كل ما سبق أن عبد القاهر الجرجاني استطاع في الدلائل أن يفسر نظرية النظم تفسيرا ردها إلى المعاني الثانية، أو كما قدمت سابقا إلى المعاني الإضافية التي تلتمس في ترتيب الكلام حسب مضامينه ودلالته في النفس، وهي معان ترجع إلى الإسناد وخصائص مختلفة في المسند إليه والمسند، وفي أضرب الخبر وفي متعلقات الفعل وفي الفصل بين الجمل والوصل، وفي القصر وفي الإيجاز والإطناب، وهي نفسها أبواب ألف منها من خلفوه علم المعاني، فالحق أنه ابتكر هذه النظرية، نظرية نشأ عنها فيما بعد علم مستقل من علوم البلاغة وهو علم المعاني الذي ابتكر عبد القاهر أصوله وصور فصوله تصويرا دقيقا. وإذا كان قد فاته فرع أو شعبة كبعض شعب بعض الإنشاء فحكم أنه كان مبتدئا في وضع نظريته. ومن جاءوا بعده أضافوا إليها إضافات فإن كتابته فيها ظلت المنارة الهادية بأضوائها الكثيرة .
وواضح أيضا أن عبد القاهر استطاع فيه أن يضع نظرية البيان العربي وحقا لم يتوسع في البحث عن الاستعارة التمثيلية والمثل، إذ راى أهما صورتان من صور التمثيل. وأيضا أنه أهمل الحديث في الكناية بهذا الكتاب وكأنه اكتفى بما تحدث عنها في ( الدلائل ). وقد لاحظ بعض الشعب هنا أو هناك لم يستقص فيها الحديث. ولكن من الحق أنه وضع قوانين المعاني لأول مرة في العربية وضعا دقيقا، كما وضع أيضا قوانين البيان لأول مرة. وإذا كان قد شغل في" الدلائل" ببيان خواص الصيغ الذاتية، فقد كان همه في " الأسرار" أن يكشف عن دقائق الصور البيانية بنظرات نفسية وذوقية جمالية .
استطاع عبد القاهر وضع القوانين لنظرتي المعاني والبيان أن يجعل منهما بنيتين حسيتين، تخلوان خلوا تاما من جفاف النظريات وقواعد العلوم، كأنهما روضان مونقان بالنضر والضياء، وواضح أنه لم يحاول وضع نظرية في علم البديع، وإن كان فصل القول في أسرار البلاغة عن الجناس والسجع، ولكنه لم يحاول على وضع نظرية عامة له .
المراجع
أحمد جمال العمرى، المباحث البلاغية في قضية الإعجاز القرآني"، نشأتها ونطوّرها حتى القرن السّابع الهجري، الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة
أحمد خليل، المدخل إلى دراسة البلاغة العربية، بيروت : دار النهضة العربية، 1968 م .
أحمد مصطفي المراغي، علوم البلاغة العربية، مكّة المكرّمة : دار إحياء التراث الإسلامي ، الطبعة العاشرة، 1992 م .
الأزهر الزنّاد، دروس البلاغة العربية نحو رؤية جديدة ، بيروت : المركز الثقافي العربي ، الطبعة الأولى سبتمبر 1992 م
بكري شيخ أمين، البلاغة العربية في ثوبها الجديد، بيروت: دار العلم للملايين ، الطبعة الخامسة ، أكتوبر، 1999 م
عبد الفتاح لاشين، البديع في ضوء أساليب القرآن، القاهرة: دار المعارف، الطبعة الأولى، 1979 م
علي محمد حسن، أسرار البيان، القاهرة : مكتبة الجامعة الأزهرية، 1967 م
شوقي ضيف، البلاغة تطوّر وتاريخ، القاهرة : دار المعارف، الطبعة الثانية 1965 م .
يتبع



 توقيع : توّآقه

[
مواضيع : توّآقه


رد مع اقتباس
قديم 12-11-2010   #2


الصورة الرمزية توّآقه

 عضويتي » 1216
 جيت فيذا » Oct 2010
 آخر حضور » 12-14-2021 (04:47 PM)
آبدآعاتي » 54,098
الاعجابات المتلقاة » 9
الاعجابات المُرسلة » 1
 حاليآ في » وَسقْ آلنُورْ .
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » توّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~
‏لأنْ تُحسِن ويسيئون،
خير من أن تُسيء ويسيئون.
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




من "البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها"


قالوا: إنّ أوّل من دوَّن في هذا الفنّ "عبد الله بن المعتزّ العباسي" المتوفى سنة (274 هجرية) إذْ جمع ما اكتشفه في الشعر من المحسنات وكتب فيه كتاباً جعل عنوانه عبارة: "البديع". ذكر في كتابه هذا سبعة عشر نوعاً، وقال: ما جمع قَبْلي فنون البديع أحد، ولا سبقني إلى تأليفه مؤلف، ومن رأى إضافة شيء من المحاسن إليه فله اختياره.
وجاء من بعده من أضاف أنواعاً أُخَر، منهم على ما ذكر البلاغيون:
(2) "جعفر بن قُدَامة" أديب بغدادي من كبار الكتّاب متوفي سنة (319هـ) ألَّف كتاباً سمّاه "نقد قُدامة" ذكر فيه عشر نوعاً من أنواع البديع، إضافةً إلى ما سبق أن اكتشفه من قبل "عبد الله بن المعتزّ العبّاسيّ".
(3) ثم "أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري" المتوفي سنة (395هـ)، فقد جمع سبعة وثلاثين نوعاً من أنواع البديع.
(4) "ابن رشيق الحسن بن رشيق القيرواني" فجمع في كتابه "العمدة" قرابة سبعة وثلاثين نوعاً من أنواع البديع.
(5) ثم "شرف الدِّين أحمد بن يوسف القيسيّ التيفاشي" من أهل "تيفاش" وهي إحدى قرى "قفصة" بإفريقية، ولد فيها، وتعلَّم بمصر، وولي القضاء في بلده، له عدَّة مؤلفات، ولادته ووفاته في (580 - 651هـ).
(6) ثم "عبد العظيم المشهور بابْنِ أبي الإِصْبَع العدواني" البغدادي ثم المصري، شاعر من العلماء بالأدب، له تصانيف حسنة، منها كتابة "بديع القرآن ط" في أنواع البديع الواردة في القرآن، ولادته ووفاته (595 - 654هـ) وقد أوصل الأنواع إلى تسعين نوعاً".
(7) ثم "صَفِيُّ الدين عبد العزيز بن سرايا السَّنْبسي الطائي الحِلّي" وهو معروف باسم "صفيّ الدين الْحِلّي" وُلد في الحِلَّة "بين الكوفة وبغداد"، ولادته ووفاته: (677- 750 هـ) فأوصل الأنواع إلى مئة وأربعين نوعاً، يمكن جمع بعضها في بعض.
البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها - (1 / 748)
(8) ثم "عزّ الدّين علي بن الحسين الموصلي" شاعر، أديب، من أهل الموصل، سكن دمشق وتوفي فيها في (789هـ) له مؤلف سمّاه "بديعيّة" وشرحه، فذكر في كتابه ما ذكر صفي الدين الحلّي، وزاد زيادة يسيرة من ابتكاره

يتبع


مواضيع : توّآقه



رد مع اقتباس
قديم 12-11-2010   #3


الصورة الرمزية توّآقه

 عضويتي » 1216
 جيت فيذا » Oct 2010
 آخر حضور » 12-14-2021 (04:47 PM)
آبدآعاتي » 54,098
الاعجابات المتلقاة » 9
الاعجابات المُرسلة » 1
 حاليآ في » وَسقْ آلنُورْ .
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » توّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~
‏لأنْ تُحسِن ويسيئون،
خير من أن تُسيء ويسيئون.
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




أضحى علم البلاغة من العلوم التى يلتقطها الطلاب فى يسر ويتداولونها دون تعقيد بعد أن أرسى دعائمها جهابذة من أقطاب اللغة والأدب على مر العصور، ذلك النفر الذى غاص فى أعماق هذا العلم ودقق فى محيطه اللجب واستجلى أخباره من خطفات الأحاديث ونتاف الكتب التى تحتوي على الفكر المشرق والبيان الجميل. فالبلاغة دوحة سقاها النبل الخالص وغذاها الكرم المحض وتعهدتها اليد الأمينة ورعاها الكتاب الحق الذى فصل من لدن حكيم خبير فلقد ألهم الأدباء واستهوى الشعراء وتكالب على مرعاه الخصب وبستانه النضر وفود الفقهاء، ونجد أن البلاغة التي نطق بها أناساً لم تثبت لهم قدماً فى أرض ولم تطمئن لهم نفس فى بقعة أتخذت مفهومين لا ثالث لهما هما المفهوم الأدبى للبلاغة كما فى العصور المنصرمة والمفهوم العلمى الذى تبلور نتيجة لتعاقب الحقب فى عصرنا الحالى.

المفهوم الأدبى للبلاغة:

ومالا يند عن ذهن أو يغيب عن خاطر أن البلاغة كانت فى بداية نشئتها عبارة عن صفة تلازم الأديب أو البليغ الذى كانت له جلالة تغشى العيون وقداسة تملأ الصدور لأن الكلام الذى يتفوه به تنزه عن شوائب اللبس، وخلص من أكدار الشُبهات، وبرئ من وصمة التعقيد. فالبلاغةلم تكن تدل على معنى اصطلاحى كما هو شائع الان، وذلك لأن العرب الأقحاح أساطين الفصاحة قد طبعوا على جزالة الألفاظ وفخامة الأساليب ولم يتلقوا هذه الأفانين من النثر المشرق الإسلوب، والشعر المحكم الأداء، والزجل الجيد الحبك، والخطب الناصعة البيان، من أساتذة يظهرون مكنونها، أو يفصحون لهم عن مضمونها، وإنما أدركوه بفطرتهم التى ليس فيها كدر ولا عيب ولا إفك ولا ريب، وبسليقتهم التى لم تطبع على ضعف أو تعكس على كلال، أو تدل على ركاكة. ولعل الدلائل التى تؤكد صحة هذا الزعم تفوق الاحصاء ولقد نقلت إلينا مدونات الأدباء تلك الجواهر النفيسة التى لا تخلق ديباجتها ولا يخبو بريقها العديد من هذه الصور والعوالم التى لا تضاهى فى حسن رونقها وشدة طلاوتها، ومن ذلك "ما يروى عن طرفة بن العبد أنه استمع وهو فى معية الصبا ولم يبلغ بعد مبالغ الرجال إلى المسيب بن علس ينشد احدى قصائده وقد ألم فيها بوصف بعيره على هذا النحو:

وقد أتناسى الهم عند ادكاره *** بناج عليه الصيعيرية مكدم

فقال طرفة: استنوق الجمل. وذلك لأن الصيعرية:سمة خاصة بالنوق لا بالجمل وتكون عادة فى أعناق النوق".[1] وعندما جاء الإسلام ومعه معجزته الخالدة القرآن الكريم، ذلك الكتاب المحكم النسج، الدقيق السبك، الجزل العبارة، المتناسق الأجزاء، الذى يأخذه بعضه برقاب بعض، ووقف حيال فصاحتة وأية براعتة من خلعت عليهم الفصاحة زُخْرفها مبهورين مبهوتين لا يلوون على فعل شئ رغم أن حروفه وألفاظه نظمت من تلك اللغة التى استقامت لهم وجرت على ألسنتهم ولكن فى تراكيب لم يألوفوها وأساليب لم يعهدوها الأمر الذي جعل الوليد بن المغيرة صاحب الذوق المصقول والذي لا يباري فى مجافاة الحق الذي قُدِم له بصادع البرهان، ذلك الشيخ الذي كان يخاصم الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم ويغالى فى خصومته و يعمل على تأريث تلك الخصومة بين بهاليل قريش وسادتها يقر فى عجز وصغار ببلاغة هذا الكتاب الذي أنعش الذاوى من قيم وجدد البالي من عدم وأحيا موات الأنفس التى تضطرب فى الحياة، فقال بعد أن أفحمته آيات من سورة "فصلت" وأعيته قوة سبكها وحسن نظمها وسلاسة معانيها لصناديد قريش:"والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن، أن له لحلاوة، وأن عليه لطلاوة، وأن أعلاه لمثمر، وأن أسفله لمغدق، وأنه يعلو ولا يعلي عليه".[2]

لقد كانت البلاغة فى القرون الغابرة والعهود المندثرة لا تخرج عن كونها مجرد مهارات للإبانة والإفصاح عما يجيش فى نفس المتكلم من معان، بحيث يتم توصيلها إلى نفس السامع على نحو محكم محسن، يبرهن على ذكاء المتكلم، وإدراكه لمتطلبات الموقف، بالإضافة إلى مؤثرات شخصية أخرى، تتعلق بشمائل المتكلم وسنه وسمته، وجماله وطول صمته".[3] ونحن إذا استفرغنا الوسع فى معرفة كنه البلاغة لأدركنا الصلة الوثيقة التى تجمع بين مفهوم البلاغة ومفهوم التوصيل، فلقد قرر بعض القدماء فيما رواه ابن رشيق فى كتابه العمدة فى محاسن الشعر وآدابه ونقده:"قيل لبعضهم:ما البلاغة؟ فقال:إبلاغ المتكلم حاجته، بحسن إفهام السامع، ولذلك سميت بلاغة".[4] إذن البلاغة هى "تحبير اللفظ وإتقانه، ليبلغ المعنى قلب السامع أو القارئ بلا حجاز، كما أنها إهداء المعنى إلى القلب فى أحسن صورة من اللفظ".[5] ونجد أن عبدالله بن المقفع أجرى الكُتاب قريحة، وأغزرهم مادّة، وأطولهم باعاً والذي يرجع إليه الفضل فى إقرار الحقائق اللغوية والأدبية زعم أن البلاغة:"اسم جامع لمعان تجرى فى وجوه كثيرة، فمنها ما يكون فى السكوت، ومنها ما يكون فى الاستماع، ومنها ما يكون فى الإشارة، ومنها يكون فى الحديث، ومنها ما يكون فى الاحتجاج، ومنها ما يكون جواباً، ومنها ما يكون ابتداء، ومنها ما يكون شعراً، ومنها ما يكون سجعاً وخطباً ومنها ما يكون رسائل".[6] و البلاغة فى السكوت التى أشار إليها ابن المقفع الكاتب المترسل فى فنون الإنشاء ليست هى البعد عن المناقشات الفجة والأصوات الناشزة بل فى الصمت الذى يعد أحياناً أبلغ من الكلام كما قال الشاعر رياض الحفناوى:

ولربما سكت البليغ لحاجة*** وسكوته ضرب من الإفصاح

فالبلاغة فى أوضح صورها وأدق معانيها كما ذكر أبوهلال العسكرى الذي يعد من أوائل البلاغيين الذين تناولوا هذا اللفظ تحديداً لمفهومه وتعريفاً لمعناه أنها تعنى: بلوغ الغاية والإنتهاء إليها، فمبلغ الشئ:منتهاه، ثم ذكر أنها سميت كذلك لأنها: تُنْهِى المعنى إلى قلب السامع أو عقله. ولو أتى هذا المعنى عن طريق الصمت المطبق وعدم تحريك اللسان بالكلام. "فالبلاغة كلّ ما تبلغ به المعنى قلب السامع فتمكنه فى نفسك كتمكنه فى نفسك مع صورة مقبولة ومعرض حسن".[7] وعرفها الآمدى صاحب الموازنة أنها:إصابة المعنى وإدراك الغرض بألفاظ سهلة عذبة، سليمة من التكلف، لا تبلغ الهذر الزائد على قدر الحاجة، ولا تنقص نقصاناً يقف دون الغاية...فإذا اتفق مع هذا معنى لطيف، أو حكمة غريبة، أو أدب حسن فذاك زائد فى بهاء الكلام، وان لم يتفق فقد قام الكلام بنفسه واستغنى عما سواه".[8]

المفهوم العلمى للبلاغة:

إن البلاغة علم قديم ضارباً بأطنابه فى عمق التاريخ منذ أن تهيأ النابغة الذبيانى للفصل بين الشعراء بعد أن يصغى لأشعارهم فى خيمته التى نسجت حبالها من الادم الأحمر ثم يفصح عن رأيه فى كل بيت نظمه جهبذ وفى كل قصيدة دبجها قطريف، فالبلاغة كانت شائعة فى المدن والأسواق وفى القرى والطرقات، وظلت على تلك الهيئة إلى أن جاء العهد العباسى التى كانت ممتزجة فيه بمسائل علم النحو واللغة والنقد فهيأ الله لها رجل لا تعزب عنه مادة فى اللغة ولا معضلة فى الأدب ولا مبهمة فى النحو فأماط عنها اللثام وجردها عن عزلتها وإن كانت تدب بين الأنام حين سطر أبوعبيدة معمر بن المثنى كتابه الذى يعده البلاغيون قاطبة أول كتاب فى البلاغة أسماه"مجاز القران" الذى ألفه عقب سؤاله عن سر بلاغى يتعلق بإحدى آيات القرآن الكريم وهى قوله تعالى: ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﭼ الصافات: ٦٥ فى تشبيه طلع شجرة الزقوم برؤس الشياطين التى لم يتسنى للبشر رؤيتها إلا فى يوم تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها، وبرر ابن المثنى السر فى ذلك، أن الله عزوجل أجرى كلامه الأزلى المقدس على غرار العرب فى كلامهم، ف امرئ القيس يقول:

أيقتلنى والمشرفى مضاجعى*** ومسنونة رزق كأنياب أغوال

والعرب لم ترى الغول قط إلا فى مخيلتهم وأساطيرهم".[9]

وكتاب ابن المثنى الذى انتظمت ألفاظه واتسقت عباراته"مجاز القرآن" لم يكن يرمى من كلمة مجاز الوصف البلاغى الذى تعارف عليه علماء البلاغة فيما بعد، وإنما كان ينشد "طريق الوصول إلى فهم المعانى القرآنية، يستوى عنده أن يكون طريق تفسير الكلمات اللغوية التى تحتاج إلى تفسير بالجملة الشارحة، أو بالمرادف المفسر من المفردات، وما كان عن طريق الحقيقة بمعناها، أو طريق المجاز بمعناه عند البلاغيين".[10] ثم تقاطرت مؤلفات العلماء كوكف المطر تحمل فى ثنياياها أسرار البلاغة وقد دمجت خيوطها الموشية مع اللغة والأدب كما فى "الكتاب" لسيبويه المتوفى عام 180هـ، وكذلك كتاب "البيان والتبيين" للأديب الذى كان يحرص على الأدب حرص الشحيح على المال واللغوى المتصرف بأعنة الكلام والمتفنن فى ضروب الخطاب الجاحظ المتوفى عام 255هـ، ثم أعقبه فطحل من صاغة الكلام وعلماً من الأعلام مازال كتابه "الكامل فى اللغة والأدب" تتهافت لإقتنائه الأنفس وتشرئب لمطالعته العيون، محمد بن يزيد المبرد المتوفى عام 285هـ صاحب السمع الواعى واللسان البليغ، وكتاب "البديع" الذى سطره يراع بن المعتز يعد باكورة التأليف المقنن فى البلاغة حيث تحدث فيه مؤلفه باسهاب عن سبعة عشر فناً من فنون البلاغة.

ولعل الحقيقة التى لا يمارى فيها أحد أن القرن الرابع كان من أزهى عصور البلاغة فلقد راجت فيه أنماطها بعد أن أجلى عنها الواغش رجال ذو عقلية فذة وعزيمة شماء، تعهدوا ألفاظها و تدبروا معانيها، الأمر الذى أكسب مؤلفاتهم التى اتسعت آفاقها وتعددت معانيها مذاق يلذ العقل ويغذى الوجدان على نحو ما نقف عليه فى "عيار الشعر"لابن طباطبا المتوفى عام322هـ، و"نقد الشعر" لقدامة بن جعفر المتوفى عام337هـ، والموازنة بين أبى تمام والبحترى للآمدى المتوفى عام 371 والذى وازن فيه بين شاعرين قرظوا الآذان وشنفوا الأسماع بعقود بعيدة الغاية، رفيعة الطبقة، وكذلك كتاب الوساطة بين المتنبى وخصومه لعلى بن عبدالعزيز الجرجانى المتوفى عام 392هـ، ثم كتاب الصناعتين لأبى هلال العسكرى المتوفى عام 395هـ الذى فصل فى سفره بين موضوعات النقد ومباحث البلاغة.

وبلغت البلاغة أوج عظمتها وحققت أسمى غاياتها على يد العالم الثبت واللغوى النحرير صاحب"أسرار البلاغة" و"دلائل الإعجاز" الذى زلل العقبات التى تكتنف هذا العلم وأنار ليله المدلهم ببوارق من ضياء قلمه وأرسى قواعده بعلمه الغزير الذى تجلى فى تحليله للشواهد والأمثلة التى تجعلنا نقف على ينبوع يضخ الجمال ويورد الفتنة، يقول الشيخ المراغى عن فضل "عبدالقاهر" على البلاغة:"الذى جمع متفرقات هذا العلم، وأقام بناءها على أسس متينة وأملى فيه كتابيه "أسرار البلاغة، ودلائل الإعجاز" وأحكم بناءها بضرب الأمثلة والشواهد، مع التحقيق العلمى البديع الذى حاكه بلسان عربى مبين، وقرن فيهما بين وضع القواعد الفنية، وصوغها بالأساليب الأدبية، فجمع بين العلم والعمل، إذ هو جد عليم بأن مسائل الفنون إن لم تؤيد بالأمثلة والشواهد لا تتضح حق الوضوح، ولا تتمثل فى الأذهان تمام التمثيل".[11]

ثم بدأ هذا الوهج يخبو ويتداعى البنيان الوثيق الأركان الذى شيده الجرجانى بذهنه المتقد، ونظره الثاقب، وساعده المفتول على"يد علماء غير أدباء ركزوا همهم فى جمع قواعدها وتحديد مصطلحاتها على حساب النص العربى والذوق الأدبى وقد بدأت هذه المرحلة"بنهاية الإيجاز فى دراية الاعجاز للرازى المتوفى عام606هـ، وبلغت غايتها فى"مفتاح العلوم"لأبى يعقوب السكاكى المتوفى عام 626هـ والذى جرى الدرس البلاغى فى فلكه فترة من الزمن غير قصيرة".[12] ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا الأصالة وذبل فى عهدهم محيا البلاغة بعد أن كان يتلألأ كفلقة البدر على صفحة الماء، والسر لا يكمن فقط فى القرائح التى جهدت أو العقول التى تراجعت، بل لأن مدونات ذلك النفر قطع جامدة لا صخب فيها ولا حياة، لقد كانت البلاغة فى عصر الجرجانى وأصحابه الغر الميامين دوحة باسقة الأفرع، ريا الأماليد وأمست فى عهدهم مسخ لا يورق لها غصن ولا يخضر لها مرعى، ومما زاد الأمر ضغثاً على إبالة أن أدباء تلك المرحلة اتسموا بالغثاثة والهزال، فأضحت البلاغة على عهدهم أحكاماً يجترونها فى رتابة كما تجتر الدابة طعامها أو معارف تعاكفوا على صياغتها وحفظها" فلقد ابتدأ"الفخر الرازى" بتلخيص كتب الجرجانى تلخيصاً أخذ يبتعد بالبلاغة عن النصوص، ويقترب بها من الحدود والقوانين والأحكام والقواعد، ثم استكملت تقعيدها على يد"السكاكى" فى كتابه مفتاح العلوم".[13] ونجد أن ديدن العلماء الذين جاءوا من بعد السكاكى هو شرح العبارات الصعبة ووضع المختصرات حوله، لا ومضة من فكر تجول فى ذهن كاتب ، ولا صورة تتمثل فى مخيلة شاعر بل هو الابتذال ووضع الحواشى على المتون، والشئ الذى لا يغفل عنه الخاطر أن قبيلة الشراح كانوا من أطياف شتى، فمنهم الفقيه والمتكلم والنحوى، وقد ظهر جماع ذلك فى ما سالت به أقلامهم وجرت عليه تعليقاتهم على كتاب السكاكى"مفتاح العلوم" الذى ظل محور للتأليف البلاغى حقبة من الزمان.ونجد أن التلخيصات والشروح لهذه التلخيصات أدت فى نهاية المطاف إلى أن ينزوى مفهوم علم البلاغة حتى عصرنا الحالى فى ثلاثة أقسام هى علم المعانى وعلم البيان وعلم البديع.والقطوف التى نجنيها من خلال هذه الجولة السريعة بين حواشى البلاغة ومراتعها أن البلاغة مرت بعدة مراحل الأولى هى مرحلة الذوق والفطرة ثم مرحلة الصقل الأدبى والنضج البلاغى ثم مرحلة الاضمحلال وانزواء الأدب الذى غاب خلف أكداس الشرح وقراطيس الحواشى.


يتبع




مواضيع : توّآقه



رد مع اقتباس
قديم 12-11-2010   #4


الصورة الرمزية توّآقه

 عضويتي » 1216
 جيت فيذا » Oct 2010
 آخر حضور » 12-14-2021 (04:47 PM)
آبدآعاتي » 54,098
الاعجابات المتلقاة » 9
الاعجابات المُرسلة » 1
 حاليآ في » وَسقْ آلنُورْ .
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » توّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~
‏لأنْ تُحسِن ويسيئون،
خير من أن تُسيء ويسيئون.
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي






علم البديع


عند دراسة تاريخ نشأة (علم البديع)، يظهر أنه لم يكن يشكّل فنّاً مستقلاً، بل كان ممتزجاً بعلمي المعاني والبيان، ثم بدأ هذا العلم يتخصص في مسائل معينة، إلى أن استقر على يد بدر الدين ابن مالك(1) في كتابه (المصباح)، وأصبح يُطلق ويراد به: "العلم الذي يوشّى به الكلام بأوجه الحسن، وقد يكون ذلك الحسن من جهة اللفظ، وقد يكون من جهة المعنى، ومن هنا فلقد قسموا مباحث هذا العلم إلى قسمين: أولاً: المحسنات المعنوية، ثانياً: المحسنات اللفظية"(2).
والمحسنات المعنوية كالطباق، والتورية، والمشاكلة واللف والنشر، وغيرها، أما المحسنات اللفظية فهي كالجناس، والسجع، ورد العجز على الصدر.


و(علم البديع) تابع لعلم المعاني لا يُقدّم عليه؛ ذلك أن بلاغة الكلام ترجع إلى معناه، لا إلى لفظه، كما صرّح الشيخ عبد القاهر في أكثر من موضع في كتبه.


وإذا قُدّم تزيين الكلام وتحسينه على حساب المعنى، فإنه يخرج متكلفاً، لا يؤثر في السامع، ولا يتجاوز أذنه؛ لذلك قال الشيخ عبد القاهر في (أسرار البلاغة): "وعلى الجملة فإنك لا تجد تجنيساً مقبولاً، ولا سجعاً حسناً، حتى يكون المعنى هو الذي طلبه واستدعاه وساق نحوه، وحتى تجده لا تبتغي به بدلاً، ولا تجد عنه حوَلاً، ومن ههنا كان أحلى تجنيس تسمعه وأعلاه، وأحقه بالحسن وأولاه: ما وقع من غير قصد من المتكلم إلى اجتلابه، وتأهّب لطلبه، . . . "(3).


فليست المحسنات في الكلام البليغ مقصودة لذاتها، وإنما هي تبع للمعاني، تزيد الكلام حسناً إنْ كان صحيح المعنى، سليم التركيب.



_____________

يتبع








مواضيع : توّآقه



رد مع اقتباس
قديم 12-11-2010   #5


الصورة الرمزية توّآقه

 عضويتي » 1216
 جيت فيذا » Oct 2010
 آخر حضور » 12-14-2021 (04:47 PM)
آبدآعاتي » 54,098
الاعجابات المتلقاة » 9
الاعجابات المُرسلة » 1
 حاليآ في » وَسقْ آلنُورْ .
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » توّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~
‏لأنْ تُحسِن ويسيئون،
خير من أن تُسيء ويسيئون.
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




البديع عند ابن المعتز ـــ



استأثرت ( البلاغة بفنونها )"1" حديثاً بنصيب وافر من جهود المهتمين بالتراث العربي ، فمنذ القرن الماضي بدأت حركة تأليف تسارع نسقها حتى أصبح من العسير الإلمام بكلّ ما نشر في هذا الموضوع. وقد مسّت هذه المؤلفات معظم جوانب البلاغة، لكنها على كثرتها وتنوعها لم تستطع أن تُقْنع بفعالية البلاغة في ممارسة الأدب ونقده، فتّعود لها مكانتها السّالفة باعتبارها نظرية في فنّ القول تولّدت عن ممارسة النص لغوياً.‏



ربما يعود هذا القصور إلى غياب جدلية التراث والحداثة في المؤلفات وتصدّيها لدراسة التفكير البلاغي، في الغالب، من منظور أحاديّ البُعدْ يقع على هامش النقاش المطروح اليوم، في أغلب التيارات النقدية الحديثة والدّائر حول إمكانية إعادة قراءة البلاغة على ضوء المكتسبات المنهجية الجديدة ولا سيما مكتسبات اللّسانيات أو عدم إمكانية ذلك. فعلى الأغلب في معظم القضايا تجري مباشرة التّراث من منطق التّفاعل بينه وبين الحداثة بقصد فهمه في ذاته واستجلاء أبعاد النظرية الأدبيّة التي يتضمنها.‏



وإذا أردنا دراسة فن بلاغي فكيف الوصول إلى ذلك؟.‏



يزداد أمر البحث صعوبة في بداية أي علم للبعد الزماني وتشعب القضايا حتى في العلم الواحد، واختلاط كلّيات العلم بجزئياته. فلا نستطيع ضبط خصائص النشأة لقلّة الوثائق والمستندات (2)، كما لا يمكن تحديد أول إنسان (3) بدأ على يديه علم من العلوم، فالعلوم لا تتولّد عفوياً في لحظة من لحظات التاريخ. ولم تحدد الكتب التي وصلتنا مسائل البلاغة فجاءت على غير نظام، وكثيراً ما وقفت عند حدّ الإشارة واللّمحة.‏



ولعلّنا نستطيع القول إنّه لم يصلنا كتاب مخصص للبحث البلاغي على كثرة ما أشارت إليه كتب الطبقات والتراجم من مؤلفات قد نفهم من عناوينها أن لها علاقة بهذا العلم.‏



لذا يمكننا بدل الجري وراء أول من ألّف في البيان أو في المعاني أو في البديع أن نبحث عن العوامل التي يجوز أنّها ساعدت على تبلور التفكير البلاغي.(4)‏



يُعدّ الشعر (5) من أبرز خصائص اللغة فهو " علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه (6)، ونكاد لا نشك في أن العرب الأوائل كانوا مُدْركين، ولو عن طريق الانطباع والفطرة، لجُملة من خصائصه، يدلّ على ذلك المكانة المرموقة (7) التي حظي بها الشّاعر في المجتمع.‏



وتواصل الاهتمام بالشعر حتى العصور المتأخرة، واستغلته العلوم الناشئة فقام اللغويون والنحويون بتقييد ما سمعوا منه في نطاق ما يُسمى بحركة الجمع (8). وليس من المستبعد أن يكون الطابع اللغوي الذي أصبح سمة من سمات النقد العربي قد أتاه من هذه المرحلة.(9)‏



العامل الثاني هو القرآن، الذي اتّخذ من شكله اللغوي حجة لنبوة الرسول، فكانت معجزته من خصائص اللغة، وغدا القرآن القطب الذي تدور حوله مختلف المجهودات الفكرية والعقائدية للمسلمين، لكن أهم جانب فيه ساعد على ظهور التفكير البلاغي هو الجانب المتصل بقضية إعجازه (10)، وليس من المبالغة أن نقول إن هذه الدراسة أثمرت نظرية مهمة هي نظرية النظم.(11)‏



وما اضطر إليه المعتزلة (12) من تأويل لكثير من آيات القرآن فحملوا هذه النصوص على المجاز، لم يقوموا باختراعه، فقد وجد هذا المصطلح منذ المحاولات الأولى التي تعود إلى فترة ما يُسمى التفسير بالمأثور، مع أن القضية لم تطرح كمبحث لغوي، كما أنها لم تكتسب الأبعاد العقائدية التي ستلتصق بها فيما بعد.‏



ثم إن أبا عبيدة (ت210 هـ) من أوائل من أذاعوا هذا المصطلح واستعملوه، وكتابه (مجاز القرآن) أقدم مؤلف وصلنا بهذا العنوان، إلاّ أن مفهوم المجازفيه بقي عاماً تتحدد به مدلولات متعددة في النص نفسه أوضحها وأكثرها استعمالاً يُوافق ما جاء عند خلفه ابن قتيبة (ت276هـ) عندما عّرف المجاز قائلاً: "وللعرب المجازات في الكلام ومعناها طرق القول ومآخذه ". (13)‏



في هذه الفترة ارتبطت مباحث اللغة بغاية فهم النص القرآني والقدرة على تأويل مشكله (14)،والاشتغال بغريب الحديث النبوي.‏



العامل الثالث كان تقعيد اللغة (15): فكانت وظيفة النحو استخراج مبادئ اللغة ونُظمها استناداً إلى الاستعمال المشترك، وغايته حماية اللغة من الفساد، أما البلاغة فوظيفتها وصف الطّرق الخاصة في استعمال اللغة، وتجاوز الإبلاغ إلى التأثير في المتكلم. ويسترعي الانتباه تواتر مصطلح الفصاحة شرطاً أساسياً في الذين نُقِلَتْ عنهم اللغة. كما أنهم أشاروا- أي اللغويين - في ملاحظات بلاغية إلى الخصائص النوعية لكلّ من القرآن والشعر.‏



أما العامل الرابع فهو المؤثرات الأجنبية (16): تتأثر حضارات الأمم ببعضها ومختلف فروعها تأثيراً متبايناً، وغالباً ما يعود التأثير الثقافي إلى محورين، الأول عام والثاني يعود للنصوص. فالمحور العام ولأسباب تاريخية جعل البيئة الثقافية العربيّة غير خالية من عناصر فكرية أجنبية، فنذكر مثلاً أثر الترجمة ونقل الفكر الأجنبي، اليوناني خاصة إلى اللغة العربيّة. زد على ذلك أنّ التراجمة وقعوا على كتب لها علاقة مباشرة بمشاغل البلاغة وهما كتابا(الخطابة) و (الشعر) لأرسطو (17).‏



ولقد لقي هذان المؤلفان رواجاً كبيراً يومئذ وعكف العرب على ترجمتهما وشرحهما وتلخيصهما، وتواصل الاهتمام إلى زمن متأخر، معنى ذلك أنّهما صَاحَبَا جلَّ أطوار البلاغة العربية. فالبيئة الثقافية العربية لم تكن أجنبية عن تيارات في التفكير نتجت عن سياقات حضارية تختلف عن السياق العربي. أما المحور الثاني، والذي يتعلق بالنصوص فالجاحظ(18) مثلاً أشار أكثر من مرة، في مواطن متعددة وفي سياق اهتمامات متباينة إلى مصادر أجنبية.‏



وقد حصرت بعض الدراسات التأثر بالحضارة اليونانية، لكنها في معظمها تصدر عن تأويل خاص لحركة المد الحضاري فتضرب صفحاً عن وقوع الحاضر على الحاضر، فتجعل البيان العربي مَديناً لِما قد تسرب إلى البيئة العربيّة من أفكار أجنبيّة.(19)‏



وعلى الأغلب لا نستطيع اليوم البت تماماً في مثل هذه القضية، لكن بالعودة إلى النصوص يمكننا أن نتوصل لأحكام تؤكد التأثير والتأثر ونسبة كل منهما، ضمن شروط محددة لدى علمائنا.‏



أقدم مؤلف في البلاغة:‏



تمت الإشارة فيما سبق إلى أنّه لم يصلنا عن هذه الفترة (بداية نشوء البلاغة) مؤلفات صريحة الانتساب إلى البحث البلاغيّ، وتم ترجيح أن بعض العناوين التي احتفظت بها المصادر مثل (مجاز القرآن) المنسوب إلى قطرب، و (كتاب الفصاحة) للسجستاني، هي كتب أدب، لا كتب تحليل وتعليل لمسائل البلاغة.‏



وكتاب (مجاز القرآن)(20) لأبي عبيدة (ت 213هـ) هو من بين ما وصلنا، المصدر الوحيد الذي ينم عنوانه مبدئياً على ارتباطه بالبلاغة، وقد أثير حوله نقاش قديماً وحديثاً، ودارجلّ النقاش حول مسألة تصنيفه ضمن شجرة العلوم العربيّة، فقد عدّه بعض القدماء، وتبعهم فريق من المحدثين، كتاب تفسير، ومنهم من خصّه باللغة. وسبب هذا الاختلاف كامنٌ في خصائص الكتاب: فموضوعه قرآني، ومنهجه لغوي، وعنوانه والدّاعي إلى تأليفه بلاغيان.‏



ويمكن أن نستنتج رغم ما قيل فيه، وعي مؤلفه بقضايا جوهرية في الدّراسة البلاغيّة تتصل بمستويات اللغة، وخطوة مهمة في التأليف والتصنيف لم نلحظها عند من جاء قبله أو عاصره‏



كسيبويه والفّراء. كما يظلّ يتبادر إلى الذهن أن البحث البلاغي لا يزال في خطواته الأولى، وأن مصطلح المجاز استُعمل في غير معناه الاصطلاحي الذي سيتبلور مع الجاحظ (ت 255هـ)(21). ونلحظ أن البلاغة بدأت بحوثاً قليلة، وأجوبة مختصرة، لكنها ما لبث أن أصبحت علماً ذاكيان.‏



ونوجز في تصنيف الجهود البلاغية التي سايرت رحلة الأدب فنقول:.‏



مرّت البلاغة بمرحلة الوعي البلاغي الشفهي، وتمتد من العصر الجاهلي قبل الإسلام بثلاثمائة سنة إلى مشارف القرن الهجري الثالث تقريباً (22)، وترددت صفات البيان والفصاحة والبلاغة.‏



ونشطت في صدر الإسلام مع المحاورات الأدبية الناقدة، ضمن الجدل والمناقشات الفكرية، وساعد على ذلك بوجه أو بآخر الآثار اليونانية والهندية والفارسية.‏



مرحلة التصنيف البلاغي متضمناً إما في كتب الأدب العامة (23)، أو في كتب النقد (24)، وتمتد هذه الفترة من القرن الثالث إلى أواخر الرابع، وثمة مؤلفات في هذه الفترة عنيت ببعض أقسام البلاغة وهي كتب إعجاز القرآن. (25)‏



مرحلة فيها فرغ مؤلفون من النقاد لتخصيص الحديث بالبلاغة وتقعيدها وتسمية أجزائها، فظهرت كتب البلاغة الخالصة. (26)‏



عبدالله بن المعتز، مكانته‏



وقد أخرج القرن الهجري الثالث رجلاً من رجال البلاغة، بل لعلّه من أقدم رجالها وهو الخليفة العباسي عبدالله بن المعتز (ت 296هـ) (27)، الذي يحتل مكانة مرموقة في تاريخ الأدب العربي، بما خلّفه من آثار أدبية وعلمية تشهد له بشاعرية مبدعة وموهبة نقدية وبراعة في التأليف، الأمر الذي جعله موضع عناية فائقة من قبل الباحثين القدماء والمحدثين، وفي هذه الدراسة سنوجز الحديث عنه لنصل إلى أبرز مؤلفاته.‏



هو عبدالله بن المعتز بن المتوكل، من أسرة حاكمة مشهورة في تاريخ الدولة العباسية، تقلّب في ظلال الخلافة والنعيم مدة من الزمن، بيد أن الزمن قلب له ظهر المجن، كان حريصاً على مخالطة العلماء واختار له والده أبرع المؤدبين في عصره وهم: أبو جعفر الضبي وأبو الحسن الدمشقي(28) والمبرّد وثعلب شيخا البصرة والكوفة، وظهرت كثرة اطلاعه وسعة ثقافته في مؤلفاته التي خلّفها لنا، والتي لم يصلنا منها مطبوعاً إلا القليل، وبقي الكثير مزوياً.‏



فمن مؤلفاته: ديوانه، وكتاب طبقات الشعراء، وأرجوزة في تاريخ المعتضد الأمير والخليفة، وكتاب الآداب، وأشعار الملوك، ورسالة في محاسن ومساوئ شعر أبي تمام، وكتاب الشراب، وسرقات الشعراء، والجامع في الغناء، والجوارح والصيد، وكتاب الفصول الصغار الذي ذكره ابن المعتز نفسه في كتابه الذي اشتهر به ألا وهو البديع(29)، وهو موضوع البحث.‏



والبديع(30) لغة من بدع: أبْدعتُ الشيء قولاً وفعلاً، إذا ابتدأته لا عن سَابق مثال.‏



" والله بديعُ السّموات والأرض " (31)، والشاعر أتى بالبديع من القول، المخترع على غير مثال سابق. وهو لون من ألوان البلاغة العربيّة، وقد ظهر كمصطلح فني على ألسنة عدد من الشعراء والرواة في القرن الهجري الثاني تقريباً. منذ أن بدأ الراعي النميري (ت 90هـ) وبشار بن برد (ت 167هـ) (32) وابن هَرمة (ت 176هـ) ومنصور النمري (ت 190هـ) (33) وغيرهم، يتوسلون بطرائق جديدة للتعبير في أشعارهم، على أنه شيء جديد لفت إليه الأنظار وتناقلته الرواة، وكان يسمى قبل مسلم بن الوليد (34) باللطيف، حتى بلغ ذلك الجاحظ (ت 255ه) ولعلّه أول من ترددت عنده لفظة البديع في معرض النقد يقول: " وهذا الذي تسميه الرواة البديع... والبديع مقصور على العرب، ومن أجله فاقت لغتهم كلّ لغة وأربت على كلّ لسان، والراعي كثير البديع في شعره، وبشار حسن البديع، والعتابي (ت 220ه) (35) يذهب في شعره في البديع مذهب بشار " (36).‏



كانت هناك محاولات أولية لدراسة بعض فنون البديع سبقت ابن المعتز، مفتقرة إلى التنسيق والتبويب فنجد ألواناً منها مبثوثة عند المبرد في (الكامل)، وعند ابن قتيبة في (تأويل مشكل القرآن)، وعند الجاحظ في (البيان والتبيين)، وعند ثعلب في (قواعد الشعر)، فندرك أن مصطلح البديع (39) كان شائعاً على ألسنة الشعراء والرواة، بوصفه عَلَماً على هذه الوجوه الجديدة في التعبير، قبل أن يستخدمه ابن المعتز بعشرات السنين. وإن لم يكن مدلوله معروفاً على وجه الدقة لدى الجميع آنذاك، ذلك لأن البديع (اسم موضوع لفنون من الشعر، يذكرها الشعراء ونقاد المتأدبين منهم، فأما العلماء باللغة والشعر القديم فلا يعرفون هذا الاسم، ولا يدرون ما هو. وذلك لنفور أذواقهم مما مال إليه بعض المحدثين آنذاك من تكلف ألوان البديع والإغراق فيه. مما دفع أحدهم ليقول لأبي تمام عبارته المعروفة: لمَ لا تقول ما يُفهم؟ فأجابه الشاعر: وأنت لمَ لا تفهم ما يُقال؟!) (38).‏



وأغلب الظن أن اختيار المحدثين لاسم البديع - بمعنى الجديد المبتكر - قصدوا به إلى الإيحاء بأنهم قد أتوا في أشعارهم بما لم يسبقوا إليه (40).‏



وقد مرَّ تعريف البديع بأدوار متنوعة حتى جعله السكاكي (41) أحد علوم البلاغة الثلاثة، وعلى أي حال فقد استقر تعريف البديع عند البلاغيين المتأخرين على أنه " علم يُعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية المطابقة لمقتضى الحال ووضوح الدلالة، أي الخلو من التقيد لأنها إنما تعّد محسنة بعدها "( 42.)‏



أما البديع بوصفه أحد علوم البلاغة، فقد ظهر لأول مرة على يد ابن المعتز في كتاب (البديع) سنة (274هـ) وبذلك يُعدّ مؤسس هذا الفن، وإن لم يكن يقصد إلى ذلك. فالبديع الذي كان يعنيه هو ذلك الجديد المبتكر، وإن كان يرمي من تأليف كتابه إلى تحديد عناصر الخصومة بين المجددين من الشعراء وبين المحافظين منهم، غير أن الذي حصل فيما بعد أن عُدَّ كتابه الأساس في علم البديع، ونقطة تحّول مهمة في مسار الدّراسات البلاغيّة، وعلامة بارزة في مجال النظرية الأدبية عند العرب، فهو بإجماع الباحثين عرباً ومستشرقين أول كتاب اختص بهذا الفن البلاغي، فالذين سبقوا ابن المعتز كانوا يتعرضون للموضوعات البلاغية وهم بصدد أبحاث قرآنية أو لغوية، كما يُعدّ الكتاب محاولة لإرساء أصول البلاغة على أسس عربية صريحة مستعيناً بتناول الأدب تناولاً فنياً. (43)‏



وقد لا نكون مبالغين إذا قلنا أن كتاب البديع كان بمثابة مهماز لاستثارة حركة نقدية دارت رحاها حول مذهب (بشار بن برد، ومسلم بن الوليد، وأبي تمام ) (44) في البديع. يبدو ذلك مما ألف من الكتب في النقد والبلاغة بعد ابن المعتز.‏



وكتاب البديع، كتاب صغير الحجم يقع في مائة وخمس وثلاثين صفحة (135)، خصّه مؤلفه للحديث عن البديع (45)، وقسّمه إلى قسمين قسم أودعه أنواع البديع الخمسة، وقسم أفرده لمحاسن الكلام، فتمثل فيه بذلك نوع من التنظيم المنهجي، ووحدة الموضوع واللفتات النقدية النابعة من تذوق ابن المعتز البصير بمواطن الجمال في النصوص الأدبية، ولا نزعم أنه لم يكن إلاّ مرتّباً لما تناثر في كتب القدماء لأنه (استحدث بعض ألوان مما لم يكن موجوداً في كتب السابقين من مثل تجاهل العارف، وحسن الابتداء، وإعنات الشاعر نفسه في القوافي ) (46).‏



ومفهوم البديع عند ابن المعتز إنما هو اسم موضوع لفنون من الشعر، ولعلّ هذا المفهوم يتحدد أكثر إذا عرفنا أن ابن المعتز كان متوسعاً في البديع إذ جعله يشمل ألواناً من علم البيان كالتشبيه، والاستعارة، والكناية، وهو بهذا يختلف عما جرى عليه البلاغيون المتأخرون (47) في تعريف البديع، وتقسيمه إلى محسنات لفظية وأخرى معنوية، فكان مفهوم البديع عنده أوسع مما تعارف عليه المتأخرون.‏



قسّم ابن المعتز (48) كتابه- كما سلف- إلى قسمين، قسم خصه بفنون البديع الخمسة، وقسم لمحاسن الكلام، وكان نصيب الأول وهو البديع خمسة أنواع هي: الاستعارة (49)، والتجنيس (50)، والمطابقة (51)، وردّ أعجاز الكلام على ما تقدّمها (52)، والمذهب الكلامي (53). وليس فيها وجه واحد لم يُسْبق إليه بمصطلحه أو بمعناه (54).‏



وقد يكون ابن المعتز في باب ردّ أعجاز الكلام على ما تقدّمها، فضّل صياغة مصطلحه. وإن كان بعض من سبقه قد أشار إلى شيء شبيه به (55).‏



والقسم الثاني مخصص لما سمّاه محاسن الكلام والشعر وهي: الالتفات (56)، واعتراض كلام في كلام (57)، والرجوع (58)، وحسن الخروج (59)، وتأكيد مدح بما يشبه الذّم (60)، وتجاهل العارف (61)، وهزل يُراد به الجدّ (62)، وحسن التضمين (63)، والتعريض والكتابة (64)، وحسن الابتداء (65)، وحسن التشبيه 66، وإعنات الشاعر نفسه (67)، والإفراط في الصفة (68).‏



ويتضح مما ذكره أنّه لم يكن حريصاً على تجميع هذه الألوان وإحصائها بدقّة، وإنما أتى ببعضها ليدلّ به على بعضها الآخر. ففي مقدمة القسم الثاني من كتابه يقول:‏



" ونحن الآن نذكر بعض محاسن الكلام والشعر، ومحاسنها كثيرة لا ينبغي للعالم أن يدّعي الإحاطة بها " (69)، فهي إذاً علوم جارية في عصره يمكن اكتسابها عن طريق الرواية والتعلّم.‏



أما لماذا قسّم ابن المعتز كتابه هذا التقسيم فلا ندري على وجه التحديد، لعلّه لم يؤلف كتابه في وقت واحد (70)، لكن لا بد من الإشارة إلى أن ابن المعتز لم يكن ليقصد من هذا التقسيم التفريق بين البديع ومحاسن الكلام فكلاهما داخل عنده في فن البديع.‏



لفت هذا الجانب نظر الدارسين، ويمكن أن يكون الكتاب في الأصل رسالتين منفصلتين جمع بينهما رواة الكتاب، فالملاحظ بأن المؤلف نفسه لم يكن متشبثاُ بهذا التقسيم لأنه لم يبنه على سبب معقول. يقول: " فمن أحبّ أن يقتدي بنا، ويقتصر بالبديع على تلك الخمسة فليفعل، ومن أضاف من هذه المحاسن أو غيرها شيئاً إلى البديع ولم يأت غير رأينا فله اختياره " (72).‏



وقد رفع ابن المعتز بهذه الإضافة الحرج عن المتأخرين فكانوا يلهجون بفضله في السبق إلى التأليف، ولكنهم خالفوه في التقسيم (73). واعتباطية التقسيم هذه انعكست على ترتيب الوجوه داخل كل قسم، فليس لهذا الترتيب تعليل صريح أو ضمني، ويبدو أنه لا مقياس لترتيبها إلا فكرة الجمع من دون أي تخطيط مسبّق (74). فالعبارات الرابطة في القسم الأول تدلّ على معنى الزيادة والتشابه في الانتساب إلى الباب لا غير. ويمكن أن نلاحظ الملاحظة نفسها في القسم الثاني. فهي خليط من الأساليب، متعلقة بجملة من خصائص الخطاب، شكله ومعناه، إلاّ أنها جاءت على غير نظام.‏



وسنأخذ في عرض مادة الكتاب بإيجاز على هدى الهيكل التنظيمي الذي اختطه ابن المعتز:‏



أ- فنون البديع:‏



1- الاستعارة: بدأ ابن المعتز فنون البديع بالاستعارة فعرّفها بأنها " استعارة الكلمة لشيء لم يعرف بها من شيء قد عُرف بها " (75)، وأورد لها شواهد كثيرة من القرآن والحديث، وكلام الصحابة، وأشعار الجاهليين والإسلاميين والمحدثين، وأغلب شواهده من باب الاستعارة المكنية (76)، وهو لا يفرق بين أنواع الاستعارة فقد ترك ذلك لمن جاء بعده كالجرجاني والسكاكي والقزويني وغيرهم، وقد يورد من شواهد الاستعارة ما ليس باستعارة (77). وقد سلك في كلامه عنها نهج أستاذه ثعلب في (قواعد الشعر).‏



2- التجنيس: هو أن تجيء الكلمة تجانس أخرى في بيت شعر أو كلام، ومجانستها لها أن تشبهها في تأليف حروفها (78). ويظهر أنه قد أخذ التسمية من الأصمعي (79)، ويذكر الدكتور شوقي ضيف (80) أن ابن المعتز لم يقسم الجناس، لكن الواقع لا يؤيد ذلك فقد قسم التجنيس وذكر المعيب منه مستشهداً لذلك كلّه بأمثلة متعددة. على أن لقب الجناس كان معروفاً قبله، فقد عرفه الأصمعي في (الأجناس)، وثعلب في (قواعد الشعر).‏



3- المطابقة: لم يذكر ابن المعتز لها تعريفاً، وإنما اكتفى بذكر المدلول اللغوي نقلاً عن الخليل: " يُقال طابقت بين الشيئين إذا جمعتهما على حذو واحد " (81)، ثم يأخذ في سرد الأمثلة والشواهد محكماً في اختيارها ذوقه وحسّه. وإلى جانب ذلك يذكر المعيب من المطابقة في الكلام والشعر (82)، والمطابقة وردت عند الجاحظ (83) بمعنى إصابة الكلام، وعند ثعلب(84) باسم مجاورة الأضداد.‏



4- رد أعجاز الكلام على ما تقدمها: يبدو أن هذا الاصطلاح من استنتاج ابن المعتز، إذ لانكاد نقف له على مثيل في المحاولات السابقة، على أنّه لم يعرّفه، وإنما اكتفى بتقسيمه إلى ثلاثة أقسام، مستشهداً لكلّ قسم بما يلائمه من الشواهد، ومنبهاً على ما يعاب منها (85)... وأول أقسامه هو ما يوافق آخر كلمة فيه آخر كلمة في نصفه الأول (86)، وثانيها ما يوافق آخر كلمة منه أول كلمة في نصفه الأول (87)، وثالثها ما وافق آخر كلمة فيه بعض ما فيه (88). على أن هذا النوع يُعرف عند المتأخرين باسم رد أعجاز الكلام على الصدور.‏



5- المذهب الكلامي: لعلّ هذا النوع من البديع هو الوحيد الذي لم ينسجم مع منهج ابن المعتز، فتشعر بعدم ارتياحه إليه إذ يتنصل منه ويعترف مبدئياً أن الجاحظ هو الذي سماه، مشيراً إلى أنه مذهب ينسب إلى التكلف (89)، ويأخذ عليه العسكري (90) جعله المذهب الكلامي من البديع مع أنه ينسبه إلى التكلف. وقد أورد له ابن المعتز شواهد كثيرة، وأنهى قسم البديع بهذا المذهب.‏



ب- محاسن الكلام:‏



كأنه في تقديمه يشير إلى أنه لم يُحْص كلّ محاسن الكلام، وأن ما ذكره ليس إلاً جزءاً بسيطاً، وبإمكان المستزيد أن يقف على محاسن كثيرة.‏



1- الالتفات: يبدأ بتعريفه، فهو انصراف المتكلم عن المخاطبة إلى الإخبار وعن الإخبار إلى المخاطبة، وما يشبه ذلك، ومن الالتفات الانصراف عن معنى يكون فيه إلى معنى آخر (91)، وعلى عادته يورد شواهده من القرآن والشعر. ولعلّ ابن المعتز استفاد تعريف الالتفات ممن سبقه أمثال المبرّد (92).‏



2- الاعتراض: ويعرّفه بأنه (اعتراض كلام لم يتمم معناه ثم يعود إليه فيتممه في بيت واحد) (93).‏



3- الرجوع: ويعرّفه بأنه (أن يقول- أي شاعر- شيئاً ثم يرجع عنه) (94).‏



4- حسن الخروج: هو عند ابن المعتز (الخروج من معنى إلى معنى) (95)، وقد عدّه الدكتور إبراهيم سلامة (96) ضمن ما اختص ابن المعتز من محسنات البديع، لكن الواقع لا يؤكده فقد عرفه الإمام ثعلب (97)، وكان يعرف من قبلهما بالاستطراد (98).‏



5- تأكيد المدح بما يشبه الذم: وهو من تسمية ابن المعتز (99)، ويسميه أبو هلال وابن رشيق الاستثناء.‏



6- تجاهل العارف: وهو من المحسنات التي ابتكرها ابن المعتز (100).‏



7- هزل يُراد به جد: لعل ابن النعتز استفاد استفاد هذا المحسن من الجاحظ فهو من أبرز خصائص أدبه ، ولم يذكر له تعريفاً، وإنما أكتفى بإيراد الشواهد عليه (101).‏



8- حسن التضمين: لم يعرفه ابن المعتز ، ويظهر من الشواهد (102) التي ساقها له أنه يريد به تضمين الشاعر شيئاً من شعر الآخرين مع التنبيه عليه ، وقد أشار إلى مثل هذا المعنى السابقون لابن المعتز إلى ما يقارب من مفوم السرقة.‏



9- ااتعريض والكناية: دارت الكناية على ألسنة اللغوين والأدباء قبل ابن المعتز فنجد المبرد (103) يشير إليها ، والجاحظ (104) ،وثعلب (105) فيما سماه لطافة المعنى .ونستطيع أن نقول إن ابن المعتز استفاد مصطلحه من جهود السابقين، وأورد له الشواهد كعادته (106). على حين يعتقد الدكتور إبراهيم سلامة (107) أن هذا المصطلح ضمن ما اختص به ابن المعتز باختراعه من محسنات الكلام.‏



10- الإفراط في الصفة: لم يعرّف ابن المعتز هذا المصطلح، وإنما اكتفى بإيراد الشواهد والأمثلة عليه (108). على أن ثمة إشارات إلى الإفراط سابقة لابن المعتز نجدها عند ثعلب (109)، وعند ابن قتيبة (110)، وعلى أن قدامة يسمي الإفراط في الصفة مبالغة أو غلواً.‏



11- حسن التشبيه: يحفل القرآن والحديث وشعر العرب بصور كثيرة من التشبيه الحسن، وقد قام بعض اللغويين والأدباء قبل ابن المعتز بجمع صور منه في مؤلفاتهم المختلفة (111)، ثم جاء ابن المعتز فاختار ألواناً من أحسن صوره معتمداً في اختياره على ذوقه الأدبي (112). هذا وقد توسع البلاغيون في التشبيه بعد ابن المعتز توسعاً كبيراً يعرفه من يقرأ كتب البلاغة المتأخرة (113).‏



12- إعنات الشاعر نفسه في القوافي: لم يعرّفه ابن المعتز، ويمكن أن نستنتج من الشواهد التي ساقها له أنه يقصد به ما اصطلح المتأخرون على تلقيبه باسم لزوم ما لايلزم، وهو ألا يكتفي الشاعر في قصيدته بروي واحد بل يضيف إليه التزام الحرف السابق له، وغريب أن يسميه ابن المعتز إعناتاً ثم يعدّه من البديع (114).‏



13- حسن الابتداء: أشار الجاحظ (115) إلى هذا المحسن قبل ابن المعتز، لكن الأخير هو الذي أطلق عليه هذا الاسم، وأفاض في ذكر شواهده (116).‏



وعند حسن الابتداء يقف ابن المعتز منهياً كتابه البديع.‏



نلاحظ بعد استعراض الكتاب ومواده أنه على الرغم مما يظهر عليه من تبويب مرتجل، فإن حدود الباب الواحد وتركيبه الداخلي أكثر إحكاماً، ولا سيما في القسم الأول، وتعريفاته تحمل بصمات تلك المرحلة، ومالم يتمكن من تعريفه عبّر عنه بجملة كاملة كتأكيد المدح بما يشبه الذم مثلاً لعل في هذا ما يؤكد أن مساهمته الحقيقية لاتتمثل في المادة الواردة ،وإنما في كيفية ممارستها ، أما تبويب الأمثلة في نطاق المسألة الواحدة ، فهو خاضع لمقياس عقائدي وزمني (117)، ويمكن أن نلاحظ أن ابن المعتز قليل التدخل ، كثيراً ما يقتصر حكمه النقدي على مجرد الانطباع غير المعلل (118) ، ويتجاوز تعصب النحاة واللغويين على المحدثين ، فيكثر من إيراد شعرهم ، أحياناً يبدو قليل التثبت من مدى مطابقة الأمثلة المذكورة للباب (119) ، ولا يقتصر في شواهده على النماذج الشاذة ،فقد أورد عدداً من الأبيات غير القليل ، لشعراء من القرن الثالث. إلا أن الغريب في الأمر أنه سكت عن مواطن العيب ولم يعلق على شواهده إلا نادراً، ولم يطبق ما أورده في مقدمته من جانب نظري والقاضي بأن قيمة هذه الأساليب رهينة عدم الإسراف في استعمالها.‏



سيكون لهذا المقياس الذي ألقى به الجاحظ (120) في حلبة الصراع بين القدماء والمحدثين، وروّجه ابن المعتز، فتبعه فيه أغلب النقاد المتأخرين، تأثير عميق في موقف العرب من الصورة، ودور حاسم في تدعيم السلفية الغالبة على تأريخهم لمراحل الشعر العربي، وتطور وسائله.إذ صدّتهم قناعة الكمّ في الغالب، عن النفاذ إلى داخل القصيدة ودراسة التجديد من زاوية نوعية، وقد يكون السبب في عدم اعتماده على مقاييس الكمّ في تجلية العيب صعوبة تطبيقية في نقد لا يزال يقوم على البيت لا القصيدة أو القصائد. لذلك يمكن أن يكون ذوق الشاعر المترسّب عن ثقافته الواسعة وممارسته الشخصية للخلق الفني، هو المقياس الأسمى الذي جعله يقف هذه المواقف، لقد بحث لأساليب الشعر المستحدثة عن جذور تراثية، فرشّح مفهوم الكّم كمعيار فاصل بين ممارسة القدماء والمحدثين للبديع، وسيكون لهذا المقياس شأن في مراحل البلاغة والنقد اللاحقة.‏



كان موقفه واضحاً من الصراع فهو " دفاع عن القدماء، أو إرجاع الفضل إليهم فيما ادّعاه المحدثون لأنفسهم " (121)، والطّريف أن الدفاع انطلق من تبني تلك الأساليب وتأصيلها في التراث لا برفضها، ولهذا دلالته الخطيرة في تاريخ النظرية الأدبية وفي حالة ابن المعتز خاصة، فبهذا الموقف يعادل بين ممارسته الشخصية كشاعر وموقفه المبدئي من الصراع، فهو معدود من المولدين (122)، وكثيرة هي الأخبار التي تضعه في زمرة شعراء التصنيع وكثرة البديع.‏



وهويدلّ من جهة أخرى، على أن التجديد وصل بالشعر إلى نقطة اللاعودة، فاقتنع الجميع أنصاراً للمجددين أو خصوماً، بأن النهج الذي انتهجوه أليق بالوقت، فكان لا بد أن يواكب النقد حركة الإبداع والخلق. عند مفهوم الكم التحم النقد بالبلاغة في كتاب البديع، وهو التحام يُظهر مدى التطور الحاصل في مجال المصطلح ودلالته. فترى الروح التي أملت الكتاب كأنها روح نقدية لا بلاغية، بل لعلّها تعكس نماذج النشاطين بكيفية فريدة. وربما قيمة الكتاب تكمن من تحرّك صاحبه من رؤية واضحة نوعاً جعلت مادته خاضعة لتلك الرؤية، من أبرز ما يدلّ على وعي مؤلفه اشتمال الكتاب على نصوص نظرية، هي عون للدارس على إدراك بواعث التأليف وغاياته.‏



إن كتاب البديع يعدّ على صغر حجمه وقلّة ما أضاف إلى مادة العلم، منعرجاً حاسماً في التأليف البلاغي، وإسهاماً فعّالاً في بلورة حدود العلم وتخليصه من تبعية العلوم الأخرى، وخطوة مهمة في طريق نشأة هذا الاختصاص.‏



- فالدراسة التطبيقية لفنون البديع واسعة، إذ يشتمل الكتاب على (312) شاهداً من عيون الشعر العربي تبلغ حوالي (425) بيتاً، ولهذا أثره في دعم الفكرة ورأي المؤلف في نفس المتلقي، كما يشتمل على البليغ من شواهد القرآن، وحديث الرسول، وكلام الصحابة وبلغاء العرب (123). فندرك مصادره، بالإضافة إلى استفادته من جهود اللغويين والأدباء السابقين له ولا سيما الخليل والأصمعي وثعلب وغيرهم.‏



- يظهر موقف ابن المعتز من البديع، والدعوة إليه، فيقول:‏



" إنما كان يقول الشاعر من هذا الفن البيت والبيتين في القصيدة، وربما قرئت من شعر أحدهم قصائد من غير أن يوجد فيها بيت بديع، وكان يستحسن ذلك منهم إذا أتى نادراً، ويزداد حظوة بين الكلام المرسل " (124).‏



كذلك في حديثه عن أبي تمام وعقبى الإفراط، موقفه من هذا الأخير جعل بعض الدارسين (125) يرمونه بعدم التعمق في فهم وسائل التصنيع وزخارفه كما انتهت عند أبي تمام، ولا يستبعد القائل أن يكون ابن المعتز هو الذي انحاز بالبديع العربي إلى الزخرف المادي، وجعله لا يهتم كثيراً بالزخرف العقلي أو المعنوي الذي كان عند أبي تمام، فلم يعرض لألوان التصنيع القائمة عنده، ووقف بتصنيعه عند الجانب الحسّي وعني خاصة بجانب التصوير وما يتصل به من تشبيهات وأخيلة.‏



- تَظهر شواهد الكتاب سعة ثقافة المؤلف، وسلامة ذوقه، ويضفي عددها طابعاً أدبياً، ويؤكد خلو الكتاب من الاصطلاحات العلمية واعتماده الشرح الأدبي الموجز بُعده عن تعمّل الثقافات الأجنبية.‏



يتبدى في الكتاب نوع من نظام العرض، ومع أنه قد ألفه في وقت مبكر وبالتحديد في السابعة والعشرين من عمره مع ذلك جاء كتابه منظماً إذ لم تبد عليه آثار المحاولات الأولى التي نعهدها في غيره.‏



- للكتاب قيمة بلاغية فقد تحدث فيه مؤلفه عن بعض فنون البلاغة تحت عنوان البديع، من مثل الاستعارة والتجنيس والمطابقة، ولعلّنا لا نكون مغالين إذا قلنا إن كتاب البديع كان أساساً أولياً لعلم البديع به تحددت معالمه منذ القرن الثالث. فمّهد الطريق لمن جاء بعده، و تأثر به علماء النقد والبلاغة كالجرجاني والآمدي وغيرهما ممن بحث في نشأة البديع (126) وتطوره في الأدب العربي على مرّ العصور الأدبية.‏



- أما قيمته التاريخية، فتأتي من كونه أول مصدر اختص بجمع فنون كثيرة من البديع، وحدّد خصائصها ونسّقها، وإن كان هذا لا يعني أن ابن المعتز هو أول من تحدث عن البديع، فقد سبقته محاولات متعددة، لكنه يبقى أول مصدر استقرت فيه صياغة نظرية تطبيقية لبعض فنون البلاغة.‏



- ولا ننسى قيمته النقدية، فقد تناول النقد تناولاً فنياً، وفصل العناصر التي تضفي حسناً وجمالاً، و مرد ذلك كونه أديباً ذواقة، يتمتع بموهبة تصدر عن تذوق عربي أصيل لأدب العرب، فاتخذت مقاييسه النقدية طابعاً أدبياً فنياً، ونجد أثر مقاييسه في جهود النقاد الممتدة من قدامة إلى ابن الأثير.‏



ونشير إلى نقاش قديم متجدد دار حول مسألة تأثر ابن المعتز بالثقافة الأجنبية و اليونانية، لا سيما كتاب أرسطو (فن الشعر)، وذلك في تقسيم كتابه ومنهجه في إيراد مادته. لعلنا نستطيع أن نجيب من خلال استقراء التاريخ الأدبي وأثر الثقافات، وإشارات النقاد القدماء والمحدثين إلى عدم وجود التحليل للشكل الأدبي بصورة كاملة، وإن وجد على صورة ملاحظات، ومن المستبعد وجود كتب تتناول هذا الحقل وجدت بين يدي ابن المعتز. أما أرسطو (127) وأثره في تطور الشكل اللغوي والأسلوب الأدبي عند العرب فيصعب تحديد ما إذا كانت هذه الأعمال لم تعط دفعاً للفكر العربي، ولولا الخلاف الذي أثير حول ابن المعتز، والدائر حول استفادته من منهج أرسطو والأسلوب الشعري، يبدو من الصعب ذكر شعراء أشاروا إلى هذا التأثير، حتى أسلوب ابن المعتز بسرعة خاطره يتميز عما نجده في أعمال اليونان.‏



ربما نستطيع أن نعدّ ابن المعتز أول من ألّف في البديع بمفهومه الجديد، فأدخله في نقد الأسلوب الأدبي عاملاً من عوامل المفاضلة بين الأدباء. فقد كان القدماء- وهم لا يدرون ما البديع- ينقدون على أساس من اللغة والنحو والمعنى (128)، أما ابن المعتز فقد أرسى للنقد جانباً آخر، جانباً يقوم على تمييز الأسلوب الأدبي بما فيه من فنون البديع، فمثلاً أدخل الصورة بين عناصر النقد الأدبي، بعد أن كان معظم النقد قبله متجهاً إلى الكلمة وما يصيبها من خطأ أو لحن، وإلى المعنى وما يطرأ عليه من رداءة أو انحراف.‏



فالدراسات العربية منذ القديم قامت على المفردة (129) و حولها فاستهلكت الذهن العربي عبر كتب الألفاظ والغريب والمعاجم المتنوعة، كأن التراث الثقافي العربي قام على الكلمة ووظيفتها، فإذا بالشاعرية العربية ومنذ انطلاقتها الأولى قد اتبعت أسساً وقواعد لغوية.‏



وكان ابن المعتز (130) قاعدة نبتت منها أغصان وارفة تركت آثاراً يانعة في التراث الأدبي واللغوي، نرى تلك الآثار واضحة في عطاءات من جاء بعده، لكن من المؤسف أن معظم ورثته لم يرثوا عنه حسّه البديعي وقدرته على التغلغل في كيان الكلمة العربية، وظلّ كتابه للمتأخرين كأنما هو بوصلة تضمن استمرار السير في المنهج السليم.‏



وبقيت للكتاب تلك الأهمية التاريخية في الدراسات النقديّة والبلاغية قديمها وحديثها. فنون البديع ابن المعتز، ومن تبعه:‏



لقد تم لابن المعتز تحديد ستة عشر وجهاً من وجوه البديع- هذا بعد أن يُنفى منها ما ليس من البديع كالاستعارة والتشبيه، فلقد كان البديع يشمل كلّ أوجه الإبداع في الشعر، حتى كان تحديد السكاكي لأبواب البلاغة الثلاثة - وقد سُبق ابن المعتز إلى ثلاثة عشر منها، مسَتمداَ بعضها من الجاحظ مقتصراً على إبداع خمسة أوجه هي: رد العجز على الصدر، تجاهل العارف، تأكيد المدح بما يشبه الذم، هزل يُراد به الجد، إعنات الشاعر نفسه.‏



وقد أغفل ابن المعتز عدداً مما ورد عند الجاحظ من وجوه البديع خاصة، كان منها: السجع، والازدواج، والإرصاد، واللغز في الجواب، وحسن التقسيم، والتناسب بين اللفظ والمعنى، والقِران. ثم جاء قدامة بن جعفر (ت337 هـ) في (نقد الشعر) فبلغت وجوه البديع عنده واحداً وعشرين، اشترك مع ابن المعتز بسبعة منها، وأبدع واحداً فقط هو صحة التفسير.‏



أعقبه العسكري (ت395 هـ) في (الصناعتين) إذ بلغت أوجه البديع عنده أربعين وجهاً أبدع منها عشرة هي: المجاورة، والتشطير، والاستشهاد، والمضاعف، والتطريز، والتلطف، والمشتق، والخبر، والوصف بلفظ الاستفهام، وحسن الرد والتخيل.‏



ثم كان ابن رشيق (456هـ) في (العُمدة)، فجعل أوجه البديع أربعة وثلاثين، أبدع منها ستة هي: المثل السائر، والاستطراد، والتفريع، والاستدعاء، والتكرار والاتساع.‏



أما ابن سنان الخفاجي (ت466هـ) فقد اقتصر على واحد وعشرين، بالإضافة إلى ظاهرة جديدة تبدت في ميدان البديع عنده للمرة الأولى، هي تفريقه بين ما سُمي بالمحسنات اللفظية والمحسنات المعنوية.‏



وهبط العدد لدى الجرجاني (ت471 هـ) في (أسرار البلاغة) إلى ثمانية أوجه. أما ابن منقذ (ت584 هـ) فقد جمع من هذه الألوان في كتابه (البديع في نقد الشعر) خمسة وتسعين وجهاً. وحين تصدى السكاكي (ت626 هـ) إلى تصنيف (مفتاح العلوم) قام بعمل جديد هو إقامته علم المعاني بتلخيص عمل الجرجاني من جهة، وفصله البديع عن البيان من جهة أخرى. تلاه ابن الأثير (ت637هـ) في (المثل السائر) فوصل بها إلى ثلاثين وجهاً.‏



ثم ارتفعت إلى السبعين عند التيفاشي (ت651 هـ)، وزادت إلى مائة وعشرين في (تحرير التحبير) لابن أبي الإصبع (ت654 هـ). ثم قامت من حول(مفتاح العلوم) للسكاكي الشروح والتلخيصات، أشهرها ( التلخيص في علوم البلاغة) للقزويني (ت739 هـ) الدي اكتفى بذكر ثمانية وثلاثين وجهاً. وأخذت وجوه البديع تتزايد باطّراد، وتحولت هذه الزيادة إلى غاية في ذاتها، إلى أن وصلت عند بعض أصحاب البديعيات في القرنين الثامن والتاسع إلى مائة وستين وجهاً، معظمها متكلف، تكاد تنعدم قيمته في فن البديع.‏



مكانة البلاغة‏



وفي الختام نلاحظ أنه منذ عصر ابن المعتز (131) وفنون البديع التي سجّلها، كأن المسألة تحوّلت إلى تكاثر بالأرقام، وظهر أصحاب البديعيات النبوية، وكثرت شروحها من دون جدوى، في بيئة من العقم والجمود (132).‏



لقد تركزت عناية أسلافنا من قبل على الكلمة والجملة والصورة، متعارفين على أن كلّ بيت في القصيدة وحدة مستقلة، وهي أساس البلاغة والجمال الفني، على حين أن الغربيين في بلاغتهم عُنوا بدراسة الأساليب والفنون الأدبية، ربما لو اهتم شعراؤنا بتلك الأساليب لا ختلفت أمور كثيرة واستخدمت فنون أخرى.‏



ونحن اليوم قد نختلف عن أسلافنا إذ استحدثنا في مجال الشعر أساليب وفنوناً جديدة من الشعر القصصي والمسرحي، ومن الشعر الغنائي الوجداني، وما ابتكرنا من أنماط (الشعر الحر مثلاً)، أما في النثر فإن تجديدنا كان أبعد عمقاً إذ استحدثنا المقالة بصورها المتنوعة، والقصة والأقصوصة والمسرحية وحتى الخطابة.‏



الحواشي :



(1) انظر " أبو هلال العسكري ومقاييسه البلاغية "، د. بدوي طبانة، ص 13 وما بعدها.



" البلاغة تطور وتاريخ "، د. شوقي ضيف، ص19 (النشأة 9 -61).



"تاريخ علوم البلاغة والتعربف برجالها"، أحمد المراغي، ص9



(2) بداية نشوء أي علم تعدّ أقل المراحل وضوحاً، وأكثرها استعصاء على الضبط لأنها تمثّل طور نشأة العلم وبداية التّعر ض لمسائله، حتى إنه أحياناً في بعض المصادر المعتمدة يشترك علمان أو أكثر...



(3) يغلب على كتب التراجم قناعة تحديد الإنسان الأول في علم من العلوم، حتى إنهم قديماً أوجدوا كتباً تَسمى كتب الأوائل، ولكنها لا تَقنع الباحث لعدم إشارتها للعوامل والأحوال التي ساعدت على تبلور علم ما...



(4) يبرز التفكير البلاغي في مؤلفات المراحل المتأخرة، إذ تنعكس فيها عوامل النشأة.



(5) انظر - تاريخ البلاغة العربية، د. عبد العزيز عتيق، (الشعراء وأثرهم في البلاغة ص44).



(6) طبقات فحول الشعراء، ابن سلاّم، تحقيق وشرح محمود محمد شاكر، والقول لابن سلام ص22.



(7) الحيوان، الجاحظ (ط3، 69) ح 5 /290 - العمدة، ابن رشيق، ح 1/15.



(8) حركة في مختلف العلوم، وفي العلوم اللغوية فيها رحل العلماء إلى البوادي لجمع اللغة ضمن مقاييس محددة.



(9) القرن الهجري الثاني وبداية الثالث، إذ كان اللغويون ينتصبون حكاماً على الشعر والشعراء ويأخذونهم بمقاييسهم، فهم مثلاً من أقرّ فحولة الشعراء ( الموشح، المرزباني، ص63)، فأسهموا في تكوين الذوق العربي على مستويين على الأقل، الأول - في النسج على منهج القدماء في تحديدهم للفصاحة. والثاني- في أهمية التشبيه بوصفه قسماً من أقسام الصورة الفنية في تاريخ البلاغة والنقد.



(10) قضية إعجاز القرآن وفيما بعد برزت الحاجة إلى تأسيسها عقلياً وتحليلها وتعليلها، وقد تصدّى لذلك المتكلمون ولا سيما المعتزلة، من الكتب: (النكت في إعجاز القرآن) للرماني، (إعجاز القرآن) للباقلاني، (إعجاز القرآن) لعبد الجبار.



وللتوضيح انظر - البلاغة تطور وتاريخ، د. ضيف، ص 102 وما بعدها.



(11) انظر - البلاغة تطور وتاريخ، د. ضيف، ص 160 وما بعدها، ص190 وما بعدها.(صاحب النظرية الجرجاني ت471هـ).



(12) انظر - البلاغة تطور وتاريخ، د. ضيف، ص 32 كذلك - تاريخ البلاغة العربية، د. عتيق، ص 23



(13) ففيها: الاستعارة، والتمثيل والقلب والتقديم والتأخير، والحذف والتكرار وغيرها. تأويل مشكل القرآن، ص20.



(14) " إن أحق العلوم بالتعلم وأولاها بالتحفظ - بعد المعرفة بالله جلّ ثناؤه - علم البلاغة، ومعرفة الفصاحة ". الصناعتين، العسكري (القاهرة، 1971)، ص 7.



(15) - انظر تاريخ البلاغة العربية، د. عتيق، ص 32 (دور اللغويين والنحاة والرواة في البلاغة).



(16) انظر- علم البديع والبلاغة عند العرب، تأليف كراتشكوفسكي، ترجمة الحجيري ص 58، 121 وما بعدها.



(17) كتابا الخطابة والشعر كانا معروفين في نهاية القرن الثالث اعتماداً على رواية ابن النديم في الفهرست. كتاب الشعر نال عناية خاصة من الفلاسفة العرب، وقد وصلتنا جملة من الملخصات والرسائل متفاوتة القيمة في فهمها لجملة القوانين الشعرية التي يتضمنها مثل رسالة الفارابي (في قوانين صناعة الشعر)، وابن سينا (فن الشعر)، وابن رشد (تلخيص كتاب أرسطوطاليس في الشعر).



(18) فالجاحظ في كتابه (الحيوان) يذكر أرسطوطاليس وأفلاطون وبطليموس و ديمقراطس. وسياقات (الحيوان) لا تبلغ على أهميتها ما ورد في (البيان والتبيين) الذي تبدو فيه العناصر الأجنبية أكثر امتزاجاً وأوثق اتصالاً بأساليب البلاغة وفنون القول.يشير الجاحظ في (الحيوان) ح1 / 74 إلى تأثير تراث ثلاث أمم: الهند والفرس واليونان، في تأريخه لميلاد الشعر العربي، وأهمية الوزن فيه.



(19) لعلّ أبرز ما يعبّر عن ذلك قول د. طه حسين، متحدثاً عن تلك المدة: "فالبيان العربي نسيج جمعت خيوطه من البلاغة العربية في المادة واللغة، ومن البلاغة الفارسية في الصورة والهيئة، ومن البلاغة اليونانية في وجوب الملاءمة بين أجزاء العبارة ". من حديث الشعر والنثر، ص 87.



(20) انظر - البلاغة تطور وتاريخ، د.ضيف، ص 59 - تاريخ البلاغة العربية، د. عتيق، ص 36 وما بعدها.



- تاريخ علوم البلاغة والتعريف برجالها، المراغي، ص 11 وما بعدها.



(21) انظر - تاريخ البلاغة العربية، د. عتيق، ص51.



- البلاغة تطور وتاريخ، د. ضيف، ص46 - 57.



(22) إذ عُرفت قيمة الصورة في القصيدة، والإيقاعات النثرية في جمل خطب العرب.



(23) من هذه الكتب: البيان والتبيين للجاحظ، إذ وضع ركيزة الاهتمام البلاغي، ووجه إليه أنظار الباحثين والأدباء.



(24) منها: عيار الشعر لابن طباطبا، الوساطة للجرجاني، الصناعتين للعسكري، الموازنة للآمدي، الموشح وغيرها.



(25) كتب الباقلاني، الخطّابي، الرماني.



(26) نسجّل السبق الزمني لابن المعتز في علم البديع، أما الجانب البلاغي فهو للجرجاني والسكاكي وغيرهما.



(27) وفيات الأعيان، ابن خلكان ح 1 / 146 تاريخ بغداد (1/95) شذرات الذهب (2 /130).



(28) معجم الأدباء، الحموي، 1 /133.



(29) كتاب البديع لابن المعتز، يذكر بروكلمان في تاريخ الأدب العربي (2 /58) مخطوطات الكتاب فمنه نسخة في الاسكوريال تحت رقم (328) آداب، وهي نسخة وحيدة في جميع مكتبات العالم، وقد قام المستشرق الروسي كراتشكوفسكي بتحقيق النسخة مع مقدمة طويلة بالإنكليزية. وفهارس (في لندن 1935)، ويَعد بذلك أول ناشر لكتاب البديع، ثم تلاه د. محمد عبد المنعم خفاجي فعلّق عليه ونشره وخصّه بدراسة عن ابن المعتز وأثره في الأدب والنقد والبيان عام 1958م.



(30) مقاييس اللغة، ابن فارس، (ح1 / 209 - 210)، الوافي، البستاني، ص 31..



(31) القرآن الكريم، سورة الأنعام، الآية (101)..



(32) شاعر مخضرم عاش في العصرين الأموي والعباسي.انظر - الأغاني (ط دار الكتب) ح3 /135 والعصر العباسي الأول، د. ضيف، ص201 .



(33) هو منصور بن الزبرقان بن سلمة، تلميذ العتابي.انظر - الأغاني (ط دار الكتب) ح13 / 140 والعصر العباسي الأول، د. ضيف، ص 314



(34) عَرف بلقبه صريح الغواني، شاعر عباسي، غلب عليه شعر الغزل والخمرة انظر - العصر العباسي الأول، د. ضيف، ص 253



(35) كلثوم بن عمرو بن أيوب التغلبي من شعراء الاعتزال. انظر - الشعر والشعراء، ص839 الأغاني 13 / 109 العصر العباسي الأول، ص 419 .



(36) البيان والتبيين، الجاحظ، ح4 / 55، 56



(37) هو حبيب بن أوس الطائي.انظر - الأغاني، 16 / 383 . الموشح، 303 . الفن ومذاهبه في الشعر العربي، ص 219 . العصر العباسي الأول، ص 268.



(38) البديع، ابن المعتز (57، 58).



(39) انظر - علم البديع، د. عتيق، ص 3 (نشأة البديع وتطوره).



(40) وذلك استفادة مما تؤديه كلمة البديع في لغة العرب من إبداع بلا نظير سابق.



(41) من علماء البلاغة المتأخرين (ت 626 هـ) قسّم البلاغة إلى علوم ثلاثة هي: البيان والمعاني والبديع.



(42) إتمام الدراية لقراء النقابة، السيوطي على هامش المفتاح، ط1، ص 161.



(43) دراسات في نقد الأدب العربي من الجاهلية إلى نهاية القرن الثالث، (القاهرة، 1969)، ص 267 .



(44) انظر - العصر العباسي الأول، د. ضيف، (فصل أعلام الشعراء 201-289).



- الفن ومذاهبه في الشعر العربي، د. ضيف (فصل الصنعة والتصنيع 91 -187).



(45) لقد عودتنا الأزمنة السابقة على وضع كثير من الأساليب المذكورة تحت مصطلح (المجاز)، فلماذا فضلّ ابن المعتز مصطلح (البديع)؟، هل يدلّ ذلك على شعوره، وهو يذكر سبقه، بأن طبيعة عمله تختلف عن طبيعة عمل ابن قتيبة مثلاً في (تأويل مشكل القرآن). إن ابن المعتز يسلك طريقاً مختلفاً عن طريق ابن قتيبة، ولا سيما عندما يحدد المصدر الذي أخذ منه المصطلح، فيعترف بأنه ليس من وضعه، وإنما هو اسم موضوع لفنون من الشعر (البديع، ص58).. وإذا أدركنا الغاية التي حركته فزنا بسبب تفضيله مصطلح البديع.



(46) البلاغة عند السكاكي، مطلوب، ص 89 . زعم د. أحمد مطلوب أن ابن المعتز رتب ما تناثر من كتب الفّراء وأبي عبيدة، والجاحظ، وابن قتيبة، والمبرّد، وثعلب.



(47) قام السكاكي (ت626 هـ) في مفتاح العلوم بتحديد المحسنات وتقسيمها إلى لفظية ومعنوية.



(48) علم البديع والبلاغة عند العرب، كراتشكوفسكي، (فن ومصطلح كتاب البديع 35 - 44)، (الجماليات الأدبية 47- 51).



(49) البديع، ابن المعتز، 3 -24



(50) البديع، ابن المعتز، 25 - 35



(51) البديع، ابن المعتز، 36 - 47



(52) البديع، ابن المعتز، 47 - 53



(53) البديع، ابن المعتز، 53 - 57



(54) أشار الفّراء إلى الاستعارة (معاني القرآن 1 / 239، 2 / 91، 156)، وتناولها كل من ابن قتيبة (تأويل مشكل القرآن) ص 135 وما بعدها، وثعلب في (قواعد الشعر)، ص57، وللغويين الأوائل إسهامات في بلورة باب التجنيس أثبتها ابن المعتز نفسه، فهو يشير إلى كتاب الأصمعي (الأجناس)، كما يورد رد الخليل في الموضوع (البديع،ص25)، وثعلب (قواعد الشعر، ص64)، أما في ذكر المطابقة فيعتمد على الخليل (البديع،ص 36)، كما أشار إلى ثعلب (قواعد الشعر، 62) ، وأشار إلى الجاحظ كونه صاحب مصطلح المذهب الكلامي (البديع، 53) .



(55) البيان والتبيين، الجاحظ، 1 /116 .



(56) البديع، ابن المعتز، 58 - 59 .



(57) المصدر السابق، 59- 60 .



(58) المصدر السابق ،60.



(59) المصدر السابق ، 60 -62 .



(60) المصدر السابق ،62 .



(61) المصدر السابق ، 62-63.



(62) المصدر السابق ، 63.



(63) المصدر السابق ، 64-65.



(64) المصدر السابق ، 64 - 65 .



(65) المصدر السابق ، 65 - 68.



(66) المصدر السابق ، 68 - 74 .



(67) المصدر السابق ، 74- 75 .



(68) المصدر السابق ،75-77 .



(69) المصدر السابق ، 58 .



(70) يذهب إلى هذا د. طبانة في كتابه (دراسات في نقد الأدب العربي) ص 221.



(71) يؤيد ذلك ما قاله ابن أبي الإصبع في مقدمة كتابه (تحرير التحبير): " إني رأيت ألقاب محاسن الكلام التي نعتت بالبديع قد انتهت إلى عدد منه أصول وفروع، فأصوله ما أشار إليها ابن المعتز في بديعه ". انظر - تحرير التحبير، ص 82..



(72) البديع، ابن المعتز، ص 58.



(73) يشير ابن رشيق إلى هذا المعنى بوضوح فبعد ذكره وجوه البديع عند ابن المعتز قال: " وعدّ ما سوى هذه الخمسة أنواع محاسن، وأباح أن يسميها من شاء ذلك بديعاً، وخالفه من بعده في أشياء... ". انظر - العمدة، 1 / 265.



(74) يدلّ على ذلك عبارة ابن المعتز نفسها يقول: “ من الكلام البديع قول الله... وإنما هو استعارة...، ومن البديع أيضاً التجنيس والمطابقة... ". انظر- البديع، ابن المعتز، ص2.



(75) البديع، ابن المعتز، ص 2.



(76) البلاغة تطور وتاريخ، د. ضيف، ص 70



(77) "مثل قول المرار الفقعسي:



القوم قد طلعوا والعيس رازحة










كأن أعينها نزح القوارير ". البديع، 012









فهذا تشبيه ذكرت أداته.



(78) البديع، ابن المعتز، ص 25.



(79) قوله: " على السبيل الذي ألف الأصمعي كتاب الأجناس عليه "، البديع، ص 025



(80) البلاغة تطور تاريخ، ص 70.



(81) البديع، ابن المعتز، ص 36.



(82) عندما أورد قول الأخطل:



قلت المقام وناعب قال النوى



فعصيت أمري والمطاع غراب



عقب عليه قائلاً: " وهذا من غث الكلام وبارده "، البديع، ص 46.



(83) البيان والتبيين، ح1 /87-79 .



(84) قواعد الشعر، ص 62 .



(85) مثل قول الشاعر:



تلقى إذا ما الأمر كان عرمرما







في جيش رأى لا يفل عرمرم، البديع، ص 48.





(86) مثل قول الشاعر:



سريع إلى ابن العم يشتم عرضه



وليس إلى داعي الندى بسريع ،البديع، ص 48



(87) مثل قول الشاعر:



عميد بني سليم أقصدته



سهام الموت وهي له سهام ، البديع،ص 48



(88) يذكر قول ذي نواس البجلي:



يتيمني برق المباسم بالحمى



ولابارق إلا الكريم يتيمه، البديع، ص 53



(89) البديع، ابن المعتز، ص 53 .



(90) الصناعتين ، العسكري، ص 410 .



(91) من الشواهد قوله تعالى (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة) البديع، ص59 والآية من سورة يونس، 22.



(92) الكامل، المبرد 3 /22 .



(93) مثل قول بعضهم:



فظلوا بيوم دع أخاك بمثله



على مشرع يروى و لما يصرد ،البديع، ص60



(94) قول بشار:



نبئت فاضح أمه يغتابني



عند الأمير وهل عليه أمير ، البديع ، ص 60



(95) قول بشار:



خليلي من جرم أعينا أخاكما



على دهره إن الكريم معين ، البديع، ص60



(96) بلاغة أرسطو بين العرب واليونان، ص 142 .



(97) قواعد الشعر، ثعلب، ص 60 .



(98) أول من سماه استطراداً هو أبو تمام، (العمدة، ابن رشيق، 2 /32).



كذلك الحاتمي (العمدة، 2 /38).



(99) قول الذبياني:



لا عيب فيهم غير أن سيوفهم



بهن فلول من قراع الكتائب ، البديع،ص 61



(100) قول زهير:



وما أدري وسوف إخال أدري



أقوم آل حصن أم نساء ، البديع،ص 62



(101) قول أبي العتاهية:



أرقيك أرقيك باسم الله أرقيكا



من بخل نفس لعلّ الله يشفيكا، البديع، ص 63



(102) قول الأخطل:



ولقد سما للخرمي فلم يقل



بعد الوغى "لكن تضايق مقدمي"



فيقول: " لكن تضايق مقدمي " تضمين استعارة عن عنترة إذ يقول:



إذ يتقون بي الأسنة لم أخم



عنها ولكني تضايق مقدمي، البديع.



(103) انظر - الكامل، 2 / 290 .



(104) انظر - البيان والتبيين، 1 /180 .



(105) انظر - قواعد الشعر، ص 53 .



(106) قول بشار:



وإذا ما التقى بن أعيا وبكر



زاد في شبر وفي ذاك شبر، البديع، 65



(107) بلاغة أرسطو بين العرب واليونان، ص 142 .



(108) قول الصولي:



يا أخا لم أرفي الناس خلا



مثله أسرع هجرا ووصلا، البديع، 65 - 66



(109) قواعد الشعر، 49 .



(110) الشعر والشعراء، 99 - 106 .



(111) ثعلب في (قواعد الشعر)، 39 - 40 - المبرد، (الكامل)، 1 / 35 - الجاحظ، (البيان والتبيين)، 2 / 229، ابن قتيبة، (الشعر والشعراء)، ابن المعتز، (البديع)، 069



(112) من أحسن التشبيهات عنده قول امرئ القيس:



كأن قلوب الطير رطباً ويابساً



لدى وكرها العناب والحشف البالي



(113) مثل المفتاح، والتلخيص وشروحه وغيرها..



(114) أنشد الموصلي:



إذا ما كنت يوماً مستضافاً



فقل للعبد يسقي القوم برّا، البديع، 75



(115) البيان والتبيين، 1 / 92 .



(116) منها قول النابغة:



كليني لهم يا أميمة ناصب



وليل أقاسيه بطيء الكواكب، البديع 75.



(117) فهو عادة يبدأ بذكر الوجه في القرآن فالحديث فكلام الصحابة، وفي الشعر يراعي الترتيب التاريخي فيبدأ بالقدماء ليصل إلى المحدثين.



(118) تكثر عبارات (وهذا من الأبيات الملاح)، البديع، 029 (من أحسن التشبيه)، البديع، 72. (التشبيه الحسن)، البديع، 73 .



(119) البديع، ابن المعتز، 23 .



(120) البيان والتبيين، 4 / 55 - 56 .



(121) دراسات في نقد الأدب العربي، د. بدوي طبانة، ص 265 .



(122) ورد في العمدة أن بعضهم يرى " الشعراء ثلاثة: جاهلي وإسلامي ومولدّ، فالجاهلي امرؤ القيس، و الإسلامي ذو الّرمة، والمولّد ابن المعتز ". العمدة، ابن رشيق، 1 / 100.



(123) البديع، ابن المعتز، 1 .



(124) البيع، ابن المعتز، 1 .



(125) انظر - الفن ومذاهبه في الشعر العربي، د. شوقي ضيف، 172 -179.



(126) تعلّق بكتاب ابن المعتز، ومنذ وقت مبكر العلماء والدارسون وتأثروا به مثل قدامة بن جعفر (ت337 هـ) في (نقد الشعر)، والآمدي (ت370 هـ) في (الموازنة)، والعسكري (ت395 هـ) في (الصناعتين) و لاسيما حين درس أنواع البديع فنقل من ابن المعتز حتى الشواهد، إلا القليل للمتأخرين عن عصر ابن المعتز.وابن رشيق (ت456 هـ) في (العمدة)، نقل الكثير من شواهد (البديع)، وأشاد بقيمته وأثره، مثلما فعل علماء البلاغة المتأخرون.



(127) علم البديع والبلاغة عند العرب، كراتشكوفسكي، (أرسطو والتأثيرات اليونانية)، ص 58.



(128) هذه لفظة حوشيّة، وتلك مبتذلة، وهذه منصوبة وحقها الرفع وهذا معنى رديء.... إلى غير ذلك.



(129) ملاحظة في محاضرة للدكتور مسعود بوبو، دبلوم الدراسات اللغوية، 7 / 11 / 1989م. انظر - البلاغة تطور وتاريخ، د. ضيف، (118-119)، 276.



(130) علم البديع والبلاغة عند العرب، كراتشكوفسكي، 30 - 31.



(131) انظر - تاريخ البلاغة العربية، د. عتيق، (141‎‎‎‎‎‎--> 317).



(132) انظر - البلاغة تطور وتاريخ، د. ضيف، ص 271 وما بعدها.



(133) انظر - تاريخ علوم البلاغة العربية والتعريف برجالها، المّراغي، ص 41 وما بعدها



مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 67 - السنة السابعة عشرة - أيار "مايو" 1997 - محرم 1418




مواضيع : توّآقه



رد مع اقتباس
قديم 12-11-2010   #6


الصورة الرمزية توّآقه

 عضويتي » 1216
 جيت فيذا » Oct 2010
 آخر حضور » 12-14-2021 (04:47 PM)
آبدآعاتي » 54,098
الاعجابات المتلقاة » 9
الاعجابات المُرسلة » 1
 حاليآ في » وَسقْ آلنُورْ .
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » توّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond reputeتوّآقه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~
‏لأنْ تُحسِن ويسيئون،
خير من أن تُسيء ويسيئون.
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



أتمنى الفآئده للجميع


مواضيع : توّآقه



رد مع اقتباس
قديم 12-11-2010   #7


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 2 ساعات (03:36 PM)
آبدآعاتي » 3,247,227
الاعجابات المتلقاة » 7377
الاعجابات المُرسلة » 3669
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



يعطيك العافيه


 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 12-11-2010   #8


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (05:05 PM)
آبدآعاتي » 658,275
الاعجابات المتلقاة » 933
الاعجابات المُرسلة » 349
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



يسلمو ياقلبي عالطرح الاكثر من رائع

كروعة تواجدك وربي مايحرمنا منك ولامن

جديدك الراقي والرائع


 توقيع : نظرة الحب




رد مع اقتباس
قديم 12-11-2010   #9


الصورة الرمزية عـــودالليل

 عضويتي » 2
 جيت فيذا » Sep 2008
 آخر حضور » منذ 2 ساعات (03:36 PM)
آبدآعاتي » 749,989
الاعجابات المتلقاة » 1969
الاعجابات المُرسلة » 3987
 حاليآ في » فوق الكواكب والنجوم
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 28سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب
 التقييم » عـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك action
اشجع ithad
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
ياهلا باللي ينور

دنيتي صوته



كيف

لوجيتني

وش حالها الدنيا
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



لك كل شكري وتقديري اذا يكفون
وان ما كفى واجب علينا نزيدك

من بوحي اهداء لطرحك المتواضع
ورد بيسط احترامآ لك


 توقيع : عـــودالليل




مهم جدآ
قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل
بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات

تفضلوا بالدخول

طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل

قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل


رد مع اقتباس
قديم 12-11-2010   #10

:025:ليت حزني مجرد دمع وأبكيه:025:

الصورة الرمزية اخـــراحساس

 عضويتي » 435
 جيت فيذا » Aug 2009
 آخر حضور » 09-05-2014 (09:46 AM)
آبدآعاتي » 114,168
الاعجابات المتلقاة » 0
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » اخـــراحساس has a reputation beyond reputeاخـــراحساس has a reputation beyond reputeاخـــراحساس has a reputation beyond reputeاخـــراحساس has a reputation beyond reputeاخـــراحساس has a reputation beyond reputeاخـــراحساس has a reputation beyond reputeاخـــراحساس has a reputation beyond reputeاخـــراحساس has a reputation beyond reputeاخـــراحساس has a reputation beyond reputeاخـــراحساس has a reputation beyond reputeاخـــراحساس has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الله يعطيك العافيه
اختيار راائع وموفق
ماننحرم من جديدك المميز



 توقيع : اخـــراحساس



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
في نشأة ، البلاغة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الديوان المكتوب للشاعر / محمد بن فطيس المري "المقروءهـ" المكتوبه نادر الوجود …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… 23 07-03-2011 11:22 PM
العين والرؤيا ... موضوع طبي شامل . البرق النجدي …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 6 03-16-2009 01:04 AM
ااسماء الله الحسنى ضحكة خجوله …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 8 01-22-2009 08:13 PM
موسوعه قصايد ليل المعلوماتيه ...؟ البرق النجدي …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 12 01-12-2009 08:18 PM
ღღسلـــــةفواكـــــــه والخضـــرواتღღ نادر الوجود …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 6 12-13-2008 01:43 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية