اليوم العالمي للسكري.. اختصاصية تغذية تقدّم نصائح هامّة للالتزام بها

يُعرف داء السكري بأنه مرض استقلابي مزمن؛ حيث ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم (أو السكر في الدم) عن المعدل الطبيعي؛ مما يؤدي مع مرور الوقت إلى تلف خطير في: القلب، الأوعية الدموية، العينين، الكلى والأعصاب، في حال لم يتم التحكم فيه.. هذا وقد تمّ إنشاء اليوم العالمي للسكري عام 1991 من قِبَل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية؛ استجابة للمخاوف المتزايدة بشأن التهديد الصحي المتصاعد الذي يشكله هذا المرض.. وأصبح اليوم العالمي للسكري يوماً رسمياً عام 2006، ويتم الاحتفال به كل عام في 14 نوفمبر؛ إحياءً لذكرى السير فريدريك بانتينج، الذي شارك في اكتشاف الأنسولين مع تشارلز بيست عام 1922.
لهذه المناسبة العالمية المهمة، تطلعك اختصاصية التغذية نور في هذا المقال، على نصائح هامّة لإدارة ارتفاع معدل السكر في الدم، الذي يؤدي إلى الكثير من المشاكل الصحية.. فتعرّفي إليها، وتجنّبي الوقوع فيها؛ للمحافظة على صحة سليمة.
اختصاصية التغذية نور حرب
ما هي عواقب ارتفاع السكر في الدم على المدى الطويل؟
إن إرتفاع معدل السكر في الدم، قد يؤدي إلى الكثير من المشاكل الصحية، مثل:
- مشاكل في العين والنظر.
- أمراض في القلب.
- أمراض في الكلى.
- مشاكل في أعصاب الأطراف (خاصةً اليدين والقدمين).
لذلك، من المهم اتباع نمط حياة صحي يتضمّن الالتزام بنظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة، وأخد العلاج والأدوية المناسبة بعد استشارة الطبيب المختص.

ما هو دور التغذية في التحكم بمعدلات السكر في الدم؟
تلعب التغذية دوراً أساسياً في تقليل خطر الإصابة بالسكري، وتحسين التحكم في نسبة السكر، ونسبة الدهون في الدم لدى مرضى السكري.
ما هو دور التغذية في التحكم بمعدلات السكر في الدم؟
تلعب التغذية دوراً أساسياً في تقليل خطر الإصابة بالسكري، وتحسين التحكم في نسبة السكر، ونسبة الدهون في الدم لدى مرضى السكري.

هل من نصائح غذائية يجب على مرضى السكري اتباعها؟
كثيراً ما نسمع أنه يجب الابتعاد عن الأطعمة السكرية، وأن نستبدل بالسكر الأبيض مُحلياً طبيعياً أو اصطناعياً؛ للتحكم بمعدلات السكر في الدم.. على الرغم من أن هذه الخطوة تُعتبر أساسية في نمط حياة مريض السكري، إلا أن هناك عناصر غذائية أخرى ترفع من معدل السكر في الدم، ويجب أخدها بعين الاعتبار.
يجب الانتباه إلى كمية النشويات المتناوَلة خلال النهار مثل: البطاطا، الأرز، الخبز وغيرها.. ومن المفضَّل تناول نوع واحد من النشويات في كل وجبة.. وكذلك يجب الانتباه إلى أن الحبوب والبقوليات مثل: الفاصولياء، الحمص والبازيلاء.. تحتوي على النشويات أيضاً؛ لذلك إذا كانت وجبة الغداء من اليخاني؛ فمن الضروري التقليل من كمية الأرز المتناوَلة؛ لوجود النشويات في البقوليات أيضاً.. ويمكن تحديد كمية النشويات بأجمعها لتساوي حجم قبضة اليد لكل وجبة.
رغم أن الفاكهة تحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن، إلا أنها عالية جداً بالسكر الطبيعي.. لذلك، يجب الانتباه إلى الكميات المتناوَلة من الفاكهة لدى مرضى السكري.
يعَدّ تناول الفاكهة كاملة أفضل وأكثر منفعة من تناول عصائرها.. أولاً، لأن الفاكهة الكاملة تحتوي على كمية أعلى من الألياف؛ فعصائر الفاكهة تحتوي على الكثير من السكر والقليل من الألياف، وهذا المزيج يرفع من معدل السكر في الدم ويَزيد من نسبة الجوع.. بالإضافة إلى أن كوباً واحداً من العصير يتطلّب كمية أكبر من الفاكهة.. مثلاً، قد يتطلّب كوب واحد من عصير برتقال عصر ثلاث حبات من البرتقال؛ مما يؤدي إلى ارتفاع أكبر في معدل السكر بالدم؛ لذلك من الأفضل تناول حبّة برتقال واحدة كاملة غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن.
إضافةً إلى ذلك، يعَدّ الحليب ومشتقاته من الأطعمة التي تساهم في رفع معدل السكر بالدم؛ لاحتوائها على اللاكتوز وهو سكر الحليب؛ لذلك يجب الحدّ من تناول الحليب أو اللبن إلى كوب واحد يومياً.. أما بالنسبة إلى الألبان والأجبان، لا توجد ضرورة للحدّ من كميتها، ولكن من الأفضل تناولها خالية من الدسم؛ للحفاظ على صحة القلب والشرايين.
من الضروري الابتعاد عن الحلويات الجاهزة مثل الكنافة وغيرها من الحلويات؛ لأنها عالية جداً بالسكر والدهون.. ويمكن أن نستبدل بها حلويات من صنع المنزل؛ بحيث يمكن التحكّم بكميات السكر المستخدَمة في التحضير، واستعمال بدائل صحية.. مثال على ذلك، يمكن تحضير مهلبية صحية في المنزل من حليب خالي الدسم ومحلٍّ طبيعي مثل الستيفيا.
إن كل هذه العناصر الغذائية يجب تناولها بكميات معتدلة ومقبولة.
إضافةً إلى التحكّم بكمية الأطعمة الغنية بالنشويات والسكر، يجب أيضاً إدخال عناصر غذائية أخرى تساعد في خفض معدل السكر في الدم.
ما هي العناصر الغذائية الأخرى التي تساعد في خفض معدل السكر في الدم؟
- الأطعمة الغنية بالبروتين:
مثل: اللحوم، الدواجن، الأسماك.. ويفضّل دائماً اختيارها من دون دهون.

- الأطعمة الغنية بالألياف:
مثل: الحبوب الكاملة بدلاً من الحبوب المكرّرة، والخضروات غير النشوية والبقوليات.

- الدهون الصحية:
ضرورة أن نستبدل الدهون الصحية مثل (المكسرات غير المملحة والبذور وزيت الزيتون والأفوكادو)، بالدهون المشبّعة (اللحوم الحمراء والمصنّعة والسمن والزبدة).

- الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض:
وتشدد الاختصاصية على وجوب تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض.. يعتبر المؤشر الجلايسيمي أو مؤشر نسبة السكر، هو نظام لتصنيف الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات على مقياس يتراوح من 0 إلى 100؛ وفقاً لمدى رفع مستويات سكر الدم (الغلوكوز ) عند تناولها.. ومثال على هذه الأطعمة:

بعض النشويات مثل: خبز الحبوب الكاملة، الكينوا، الأرز البني، البرغل، رقائق النخالة، رقائق الشوفان.
بعض البقوليات مثل: البازلاء والعدس.
بعض الخضار مثل: البروكلي، الخس، والملفوف القرنبيط والفليفلة.
الألبان.
بعض الفاكهة مثل: الكيوي، الجريب فروت، الخوخ والتوت.
أما الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع، والتي ترفع من معدل السكر في الدم بشكل كبير بعد تناولها؛ فتتضمّن: المشروبات الغازية، الأطعمة السكرية، الخبز الأبيض، الأرز الأبيض، كيكة الأرز، رقائق الذرة، البطاطس، وعصائر الفاكهة وغيرها.

سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك