شكسبير والملكة اليزابث

كانت الملكة إليزابيث و الحاشية المرافقة لها ، يقيمون في القصور الملكية حول لندن في وايت هول، ريتشموند و جرينتش ، وكانت القوارب الملكية تحمل الملكة عبر نهر التيمز لتزور انحاء المملكة ، وقد احاطت اليزابيث نفسها بالمعجبين الذين كانوا يتسابقون في مابينهم لنيل رضاها. وكانوا يطلقون عليها أسماء مثل ديانا ربة القمر ، او جلوريا و معناها صاحبة المجد. وكان سكان لندن يعشقون أخبار اليزابيث، تلك الأخبار الملكية التي أشار إليها شكسبير بأخبار البلاط ، يقول الملك لير لابنته في نهاية مسرحية” الملك لير” ، : سنسمع ماذا يقول العوام علي النبلاء ، و أهل البلاط، من الخاسرون؟ من الرابحون؟ و من طردوه و من بقي؟. كانت النساء في بلاط الملكة إليزابيث جميلات ، يقمن بأعداد كريمات و سوائل لغسل الوجه ، عن طريق عمل تركيبات مختلفة من الأعشاب و النباتات ، وكان يعتقدن ان هذه التركيبات تزيل البقع والنمش ، و غيرها من الأمراض الجلدية. ، وكانت الأعشاب و التوابل و الخمور من أشهر مكونات هذه التركيبات، إلا أن بعض المكونات مضرة بالصحة بل سامة في بعض الأحيان، فكان يتم خلط عصير الليمون بالزءبق السام لإعداد خليط لغسل الوجه ، و كانت الأعشاب و التوابل تستخدم كاوصفات لعلاج النمش ، و كانت قطرات من زيت ست الحسن ، تستخدم لتضفي لمعان علي العيون. الممثلون في بلاط المملكة ، كانت الملكة إليزابيث تحب مشاهدة المسرحيات كثيرا ، إلا انها لم تذهب ابدا الي مسرح. بل كان الممثلون يقدمون عروض خاصة لها ، و للبلاط داخل القصور الملكية المحيطة بلندن ، وربما تكون الملكة عرفت شكسبير في تلك العروض ، كممثل قبل أن يشتهر كمؤلف مسرحي بارع. الملكة البجعة في رسمة رسمها “نيكولا هيليارد” للملكة اليزابيث عام 1574، كانت الملكة في عامها الواحد والأربعين ولقد كانت ترتدي دبوس علي شكل بجعة ، كان الإنجليز يعتقدون أن صغار البجع ، يتفذون علي دماءها و لهاذا كانت الملكة تضع شكل البجعة كرمز لامومتها للمملكة ، و لتضحيتها بنفسها لأجل شعبها، وكان اللؤلؤ الأبيض يرمز الي نقاء الملكة و صفاءها. كانت الملكة إليزابيث تعشق القراءة وكانت تحمل معها في رحلاتها الكثير من الكتب أثناء السفر ، وكان رجال الحاشية الملكية المحيطين بها يحبون قراءة الأدب ، و الشعر بل كان أحدهم شاعر موهوب ، و قد كتب في مدح الي الملكة قصيدة طويلة أسماها ، (كيف احب البحر القمر)، وكان يشير الي نفسه بالبحر والي اليزابيث بالقمر. كان كل من الرجال و النساء من حاشية الملكة ، يتنافسون في ما بينهم علي الظهور بكل ما هو غالي ، و ثمين و كانوا ينفقون أموالا طاءلة ، علي الحلي و المجوهرات التي كانت تزين كل قطعة من ملابسهم من القبعة الي الحذاء. كانت لهذه الحلي احيانا دلالة رمزية كالاحجار الثمينة ، المصممة علي هيئة هلال تعبر عن الحب و الولاء للملكة التي اشتهرت باسم ربة القمر ، هذه بعض أسماء الاحجار الكريمة: العتيق الاحمر ، جمشت و هو معدن اخضر اللون يستخدم في صناعة الحلي، الياقوت و غيرهم ، وكان رجال الحاشية الملكية يحملون الملكه اليزابيث على محفة ، ذات سقف ويسيرون بالموكب في الطرقات حتي يستطيع العامه ، روءية ملكتهم ، وقد اخذت صورة لحفر خشبي يعود الى القرن التاسع عشر ، وهو نسخة طبق الأصل من لوحه رسمها روبرت بيك عام 1601 ، كانت الملكه حين اذن في الثامنة والستين من عمرها ولكن الفنان صورها ، كما لو كانت آلهة شابة محاطه بالمحبين لها.

[/QUOTE]