ليس بهار الحياة الزوجية وتأثيراته مدمرة .. نصائح للزوجين للتوقف عن الشجار الزوجي

"بهار الحياة الزوجية" مقولة تكررت كثيراً للتركيز على فوائد الشجار الزوجي، وكيف أنه يجعل الحياة الزوجية أكثر شغفاً، وأرى أنها مقولة ليست صحيحة على الإطلاق، لأن أثناء الشجار يصدر العديد من الأخطاء من جانب الزوجين وقد تكون أخطاء قوية ممثلة في التفوه بعبارات جارحة أو القيام بأفعال قد تتسبب في حدوث فجوة كبيرة بينهما، ولذلك لا يمكن أن يكون الشجار الزوجي بهار الحياة الزوجية، وخصوصاً مع تأثيراته المدمرة، فما هي هذه التأثيرات، وكيف يمكن مساعدة كل من الزوجين للتوقف عن الشجار؟

نقدم اليوم طرقاً فعالة للزوجين للتوقف عن الشجار، ليسود التفاهم والهدوء، وليعم السلام والاستقرار، وتحل السكينة على الحياة الزوجية، ولكن قبل ذلك يجب أن نذكر أولاً التأثيرات المدمرة للشجار الزوجي.

يمكن التوقف عن الشجار من خلال التريث وتجنب النطق بكلمات وعبارات جارحة

تأثيرات مدمرة للشجار الزوجي
يؤثر الشجار الزوجي بشكل سلبي على الحياة الزوجية، وخصوصاً مع التكرار، ومن هذه التأثيرات ما يلي:

خلق فجوة كبيرة بين الزوجين تتسع في كل مرة شجار.
التأثير سلباً على نفسية كل من الطرفين، ومن ثم التأثير على حافز كل منهما على الاستمرار في العلاقة أو بذل أي جهد فيها.
خلق بيئة متوترة وغير صحية تحول دون تفاهم وراحة كل من الزوجين.
انعدام الهدوء وزعزعة استقرار الحياة الزوجية.
التأثير على نفسية الأطفال حال وجدوا، والتسبب في معاناتهم من العديد من السلبيات، وانعدام شعورهم بالأمان.
في بعض الحالات يكون تكرار الشجار الزوجي بين الزوجين سبباً في فشل الحياة الزوجية، وحدوث الطلاق.
كيف يمكن التوقف عن الشجار الزوجي؟

يستطيع كل من الزوجين التوقف عن الشجار الزوجي من خلال تطبيق الطرق الفعالة التالية:

تجنب الإصرار على كسب المواقف
إن كسب القلوب أكثر فائدة من كسب المواقف، وكذلك عند الشجار قد يكون فوز الزوج أو الزوجة في الشجار فوزاً للموقف نفسه ولكنه يعني خسارة أكبر وهي خسارة قلب الطرف الآخر، لذا يجب أن يختار كل من الطرفين ما بين كسب المواقف أو كسب القلوب، وقتها سيفكران كثيراً قبل بدء الشجار بينهما، وربما حرص كل منهما على تهدئة الأحوال، وتجنب الشروع في الشجار.

التخلص من عبارة "أنا على حق"
تقوم الحياة الزوجية على مبدأ المشاركة، ولكي تستمر بهدوء واستقرار، يجب أن يهمل كل من الطرف الحديث عن "الأنا" والتفكير في صالحهما معاً، لأنه كثيراً ما يبدأ الشجار بسبب إصرار كل منهما على أنه على حق، وأنه على صواب، والطرف الآخر هو المخطئ، ويعد ذلك أمراً سلبياً للغاية لأنه يزيد من حدة الشجار بين الزوجين، وخصوصاً في ظل التمسك بالرأي، ولذلك لتحسين الهدوء والراحة في الحياة الزوجية، يجب على الزوجين التزام الهدوء، وتجنب الاصرار على الخطأ، وتقديم بعض التنازلات لتستمر الحياة بينهما على النحو الذي يرضيهما ويحقق نجاح زواجهما، وسعادتهما، وكذلك سعادة أطفالهما.

عدم استحضار ذكريات من الماضي أثناء الشجار الزوجي
عدم استحضار ذكريات من الماضي أثناء الشجار الزوجي
الانسحاب في الوقت المناسب
يجب على الزوجين الانسحاب سريعاً عند الشعور ببدء الشجار، وأن يجلس كل منهما بمفرده ليفكر بعمق في كل ما يحدث الآن، وليعيدا النظر جيداً في الموضوع محل الشجار، لأن ذلك يساهم في خمد نار الخلاف، وقتل أي فرصة للشجار الزوجي.

تجنب استرجاع الخلافات الماضية
من الخطأ استرجاع الخلافات الزوجية الماضية عند بدء الشجار بين الزوجين، لأنها تزيد من حدة الشجار وتشعبه، ولذلك وبدلاً من استرجاع الماضي، يجب على كل منهما التركيز على اللحظة الحالية، والالتزام بالموضوع محل النقاش، والتزام الهدوء، والبحث عن نقطة للتلاقي في ما بينهما.

تجنب اللوم
يجب تجنب إلقاء اللوم على الشريك في كل شيء لأن ذلك يسبب شعوره بالاحباط، وسيشعر أنه متهماً طوال الوقت، ومن الطبيعي أن يحاول الدفاع عن نفسه، ولذلك يجب التركيز بشكل أكبر على المراد تحقيقه من العلاقة بدلاً من الانشغال بأمور سلبية مثل القاء اللوم على الطرف الآخر.

التحكم في الانفعالات
من الخطأ التسرع في التفوه بعبارات جارحة لها أن تزيد من حدة الشجار، لذلك من الحكمة التمهل وأخذ نفساً عميقاً والتريث قبل النطق بكلمة واحدة، لأن هناك كلمات ليست بكلمات، إنما هي سهام قاتلة لن تعود أبداً إذا اخترقت المشاعر وجرحتها، لذا يجب التحكم في الانفعالات أثناء الجدال حتى لا يتحول إلى شجار.

وبوجه عام يجب على الزوجين الالتزام بالنصائح التالية لتجنب حدوث الشجار الزوجي في ما بينهما:

الانصات بدقة للطرف الآخر.
التزام الهدوء.
تجنب الإصرار والعناد.
التفكير بموضوعية ودون تحيز.
الذكاء العاطفي.
الصبر وعدم الانجراف وراء العصبية والانفعال.
تجنب استخدام العبارات الجارحة.
التعبير عن الرأي بطريقة إيجابية وفعالة.
عدم استحضار أشياء سلبية من الماضية أثناء الشجار.
وأخيراً، يجب على الزوجين تجنب الشجار الزوجي بتعزيز التفاهم، وتجنب كل مثيرات الشجار، والتفكير في تحقيق هدوء واستقرار الحياة الزوجية بدلاً من تكرار الشجار الذي قد يحول دون ذلك.