أين تقع سدوم

مدينة سدوم كانت من المدن الواقعة في منطقة البحر الميت، والبحر الميت هو اسم يطلق على البحيرة التي تفصل ما بين دولة فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية وهو في منطقة غور الأردن، ويقع البحر الميت في جنوب بلاد الشام ومن هنا فسدوم كانت تقع في هذه المنطقة أي في منطقة بلاد الشام. ارتبطت سدوم بالديانات الثلاثة اليهودية، والمسيحية، والإسلامية، فهي التي كان قوم لوط – عليه الصلاة والسلام – يسكنون فيها، وقوم لوط هم من أكثر من عاثوا فساداً في الأرض فصفاتهم كانت قميئة إلى أبعد ما يتصوّره إنسان. لهذا فقد استحقّ قوم لوط ما حدث لهم من خسف في الأرض وعذاب شديد عذبهم الله تعالى به. ولكن لم يكن الله تعالى ليعذّب قوماً إلا بما أجرموا، ولا يكون عذابه لهم إلا بعد أن لا يبقي لهم حجة، فقد حذّرهم الله تعالى من مغبّة ما هم فيه من ظلم، وفسوق، وفجور وإجرام وأرسل لهم نبيه الكريم لوطاً – عليه الصلاة والسلام -، الذي حاول بأقصى ما يستطيع أن يثنيهم عما كانوا فيه من إجرام، إلا أنهم لم يرتدعوا، فقد كانوا غارقين فيما هم فيه من دناءة وخسة. امتاز قوم لوط بارتكابهم لجريمتين رئيسيتين جعلتاهم لا يتورعون من ارتكاب أية جريمة أخرى، فمن يفعل هذين الفعلين ليس من المستبعد أن يقوم بأي فعل آخر، فهما أقصى ما يمكن أن يفعله الإنسان. لقد كان قوم لوط – عليه السلام – ممن يمارسون المثلية الجنسية، فقد وصفهم الله تعالى في محكم كتابه العزيز بأنهم كانوا يأتون الذكران من العالمين وكانت ممارستهم لهذا العمل السيء الرديء ممارسة علنية ولم تكن في الخفية. أمّا الصفة الأخرى من صفات قوم لوط فقد كانوا يقومون بقطع الطريق وأخذ أموال الناس بالباطل وهذا ممّا جعل لهم مكانة رديئة في العالمين. أمّا عن قصة خسف الأرض بهم، فلقد أرسل الله تعالى ملائكته الكرام إلى نبي الله تعالى ورسوله إبراهيم – عليه السلام- تبشره بمولود جديد ونبي كريم يكون من سلالته الطاهرة الشريفة من زوجته سارة، وهذا النبي الكريم هو نبي الله إسحاق – عليه السلام -، بالإضافة إلى إعلامه بأن عذاب الله تعالى سيحل على قوم لوط في سدوم لما اقترفوه من معاصي. وبالفعل ذهب الملائكة الكرام إلى لوط على هيئة رجال في منتهى الجمال فتهافت الكفار عليهم وحاولوا أن يمارسوا الفاحشة معهم، فحاول لوط منعهم، إلى أن أخبر الملائكة لوطاً بأنهم رسل من عند الله تعالى، عندها خرج لوط وعائلته من المدينة، ونفذ الملائكة أمر الله تعالى في هؤلاء المجرمين.