الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-30-2019
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
لوني المفضل Azure
 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 15 ساعات (01:17 PM)
آبدآعاتي » 3,247,293
الاعجابات المتلقاة » 7380
الاعجابات المُرسلة » 3672
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي لطالما كان الإنسان يصارع عقله وقلبه .



الجُـزء الـعُـشـرون


"ظَـل يخَـشـى أن يكُـون
تَحــت الأزهـارِ أفـعَـى."
-دوستويفسكي.


السَاعـة العَاشِـرة صًباحـاً
تَقدمَـا نحَوهـم

الطَبيبـان المُشرفان عَلى حالتها

وجوههَم شَاحبـة

مازَالوا يتهامسُون

توقفا عِندهم
إبتَلع الطَبيب مُحمد ريقه : بالنسبة لحالة أختكم غـادة

الحَمدلله هِي صَحت ... هِي بخِير لَكن مِثل ماقلت لَكم جَسدهـا ضَعيف وإنتحَارها " نَظر للطَبيب سَامي وكأنه خائف مِن أن يقع في الخَطأ فِي كَلامـه" زاد تعبهَـا سُـوءًا
لذَلك ماتكَلمت معانا ونامَت ..

حَمدوا الله وشَكروه ..
قَيـس بخَوف: رجـاءًا إذا فيها شيء خَبرونا ولا تخُفوا أسرار عنها
تَوقفوا عَن الكَــلام.. نَظروا إليه وقَد إعتراهِم الشَك والخَوف
الطَبيب سَامي بتفَحص: هِي بخير بس نامت لا تخَاف
قَيس: وهَل راح تصحَى مِن نومها هذا ؟
الطَبيب سَامي: نوم عادي بس لأنها تعبانة لا تخَاف
قَيس: وهَل راح تصَحى طَبيعية؟
الطَبيب سَامي بتفَحص: وش تقَصد بطبيعَيـة بالضبط؟
قَيس : هل بتُكون طبيعية جسدياً بعد ماتصحَى ؟
ونَظر نَحو الطَبيب مُحمد مُنتظراً إجابة مِنه..

أشَار لهُ الطَبيب سَامي بأنهُ هُو مَن سيقَوم بالتَحدث
:الآنسـة غـادة بخِير .. لَكن أنا مِحتار بصَراحـة بشيء هَل أقوله أو لا لكم لأني مابي هالخَبر يوصَل لغادة اللحين
رَيان بخوف: وشو هو؟!
الطَبيب سَامي : أنا راحَ أكُون صًريـح معاكُـم .. لَكن أبيكم توعدُوني إنكم ماتقولون لها حَتى أنا أقول لها بنفَسي ..وأتمنى إن ماتعاتبونَها ولا تُذكرون الموضوع الي راح أقوله لكم اللحين .. أهم شيء الآن نفسيتها ... حَالتها النفسية مُهمة جِداً.
هَزوا رؤوسهم بالمَوافقة والخَوف يعتريهم..
أردَف: إذاً... الآنسة غـادة لِمـا جَرحـت فخذهـا
كَان هَدفهـا الشِريـان .. وأصابتـه
لَكن ... الأعصًاب قَريبة مِن الشريـان ..وأصًابتهم أيضاً
ممِا يعَني .. إنها ممكن ماتمشي مؤقتاَ عليها ... أو دائماً.

تضايقوا...عَانق الحُزن قلوبهم .. وكَان ذلك واضحاً عليهم جداً.

أردَف: بصَراحـة .. أنا مابِي أعطيكُم أمَل زائف أو أوعِدكم بشيء.. لَكن غَالبـاً الأعصاب تتعافى بنفسهَا ومَع العِـلاج الطَبـيـعي .. لَكن إذا كَان الجُرح والضرر شَديد ممُكن يؤدي للإعاقة الدائمة .. وهَذا غالباً يكُون في الحَوادث الشديدة ولَيس مِثل حالة الآنسة غَـادة
لَكن أحَنـا ماراح نعرف حَتى تصحى الآنـسـة غــادة ونبدأ معها كُورسات العلاج الطَبيعي ونحاول معهـا.. لكـن رجـاءًا لِما أخَبرهـا بحَالتهـا أتمنى منكم تتفائلوا وتبثوا فيها التفاؤل وتحثوهـا وتشجعوهـا وتدعمونها على العِـلاج الطَبـيعـي وبإذن الله تقدر تمشي وترجع لحالتها الجسدية والنفسية الطبيعية.

رَيـان : ومتى نقدر نشوفها؟
الطَبيب سَامي: تقدروا تدخلون لها بالتناوب .. لَكن رجاءًا شخص واحد فقط يُكون متواجد فِي غرفتها حالياً.. ومثل ماقِلت لَكم ممنوع تكون وحيدة فمعاهـا مُمرضـة مُشرفة دائماً
قَيس بتردد : و...
نَظر لهُ الطَبـيب سَـامي ليسَتمع لمَا سَيقولـه
قَيس أكمَل : وهَل .. بتعطونـها أدويـة؟
صَمت الطَبيب سَامي وهَو ينظر لقَيـس..
قَيس موضحـاً سؤالـه: أقصد.. أدوية لنفسيتها ؟
الطَبيب سَامي : للأســف غالباً نعم .. لَكن للأن ماحددت شيء لأني ماجَلست معاهـا وشخصت حَالتهـا بالضبط .. لَكن غالباً نعم بتكون من خطة علاجهـا.
وضَح عَلى وجـه قَيـس الضيـق ..
:مو الأدويـة أضرارهـا أكثر من محاسِنها ؟
الطَبيب سَامي : فاهِم وجهة نظرك .. لَكن إستخدامهم مو شيء قَطعي .. مثل ماقلت لك لازم أشخصها أولاً.. لَكن قلت غالباً راح أستخدمها لأن الآنسة غادة حالتها شديدة
لكن غالباً لا تفَيد التأكيـد.
هَز رأسـهُ وهَو ينظرُ للأسفل بقلق.. رَفع رأسـه لينظُر للطَبيبـان :مُمكـن أدخِل لها ؟
الطَبيب مُحمد هَز رأسَه بالإيجاب ونطق الطَبيب سَامي بذلـك..

##

دَخـل بخطُوات هادئـة .. نَظر لتلك المُمرضـة الجالسـة على كُرسي لا تُبارحـه حَتى يكُون هناك غيرها
ثُم إنتقَلت نظراتـه لهَـا..
مُمـدة عَلى سَريرهـا الأبيض خاليِة مِن الحَيـاة..

تَوقف عِندهـا ..تأمَل وجههَـا المُتعب.. أبَعد خصلات شعرهَـا عَن وجههـا
الممُرضـة وقد وقفَت مِن على الكُرسي .. باللغة الإنجليزية : أي طَبيب أنت؟!!!
قَيـس نَظر لهَـا ..ثُم نَظر لملابسَـه ليستوعَب سَبب سؤالهـا : لست طَبيبـاً ..
الممُرضـة بُسرعة : إذاً مَن أنت ؟!
قَيس: أخيهـا
صَمتت وعَاودت جُلوسـهـا عَلى كُرسيها
نَظر لها بحذر وهي تجَلس .. يبدو عليها الصًرامـة

عَـاود النَظر لغادة .. أخـذً نفسـاً عميقـاً
إستعـاد رباطـة جأشـه ..
أبعَد الغِطـاء مِن قدمهـا حَتى وصًـل لفخذِهـا ..
كَـان يخَشـى أن يراهُ مايزال مُغطى بالدِمـاء..
لَكن كان مُضمداً بضِمـاد أبيضاً نظيف ..

زمَ شفتيـه بضيِق وهَو يرى طُول الضِمـاد .. لأي مّدى جَرحتـي نفسكٍ بتلك الأداة غـادة ؟
##

عَبـرت داخِـل الممَر .. نَظرت إلى وجوهَهـم
ثُم إلى قَيـس الذَي كان يشرب القهَوة بشرود ..
جَلست بجانبه وهَي تزيل حقيبتها عَن ظهرهـا : صًار شيء؟
قَطعت شروده .. نَظر إليهـا : صَحت ..
إبتسمت فأسَرع بإخبراهـا بانها مازالت مُتعبـة
عَلقت الإبتسـامة على وجههـا .. لَم تعرف .. هل يجب عليها أن تفرح أم تحزن .. لَم تستطع فهم شعور قَيس أيضاً .. كَان وجهه جامداً
لِين بتردد : طَيب أكيـد بتكون تعبانة بعد الي صار
قَيــس وهَو ينظر لسطح قهوته السَوداء : إحتمـال ماتمشي
ليـن نَظرت لقيس بصدمة دُون أن تتكلم
قَيس نَظر لليـن .. بضيق وبصوت منخفض حتى لا يسمعهما أحد : كِيف بتتحسن نفسيتها إذا عَرفت إنها ممكن ماتقدر تمشي للأبد ؟!
وش بتكون خطتهم العلاجيـة في هالحالة ؟! حبــوب؟! الحبوب كَان أبوي يستخدمها يفرح يومين ويكتئب شهر إذا تركهـا ..هَل بنعرضها لإكتئاب أحَد من إكتئابها بَس عشان حالتها شديدة ؟! هل بنعرضها لهالشيء وأحَنا شفنا تأثيره السيء على أبوي ؟
لِين بجديـة وهي تنظر نَحو عَينين قَيـس القلقتين : قَيـس إنتَ طَبـيـب ؟
نَظر لهـا ..لَم يفهـم ماتعنيـه : وشو تقصدين ؟
لِيـن : أقصد ليه تحمل هَم مو هَمك ؟!
قيس رفع حاجبه بإعتراض : هم مو همي ؟!
لِين : طبعاً هَـم مو هَمـك .. إنتَ مُو طَبيب عَشـان تجلس قلق بالخُطة العلاجيـة الي بتتطبق وهُم حتى تشخيص ماشخصوهـا .. هو طبيب دارس متمرس أكَيد ماراح يتخذ قرار عبط .. مايحتاج تحمل هُموم ناس فاهمين لهالهموم
قَيـس بإعتراض: ليـه تتكلمين بجدية كذا وكأنك تهزأيني ؟!
لِين : لأنك ماتسمع نفسك ولا تشوف نفسك .. قَيس وجهك شَاحـب وتعبان بطريقة مو طَبيعية
خاف على نفسك في النهايـة إنتَ وغـادة تتشاركون نفس الهَـم
قَيس بإستغراب : نفس الهم !؟
لِين : إيـه أكيد أثَر عليها إنها أول من شافت أبوك بتلك الحالـة الله يرحمه وإنتَ بعد من حمله بين ذراعيه في تلك الليلة
سكتت وهي تنظر له ..صامت وعلامـات الإستغراب واضحـة على وجهـه
لِيـن بهدوء: فهمت قصدي صح ؟ يعني لا تحمل هم زيادة على همك ، نفسية الكل مهمة
نَظرت لوجهه .. كَان مُتصنماً وكأن ثَلجـاً قَد ألقي عَليـه
أخَرج حروفه من فَمه ببطئ : وإنتِ كيف تعرفين إني من حمله في ذيك الليلة ؟!
إبتلعَت ريقهـا .. إتسعت عَينيهـا وهَي تنظُر له بتَوتـر
نَظر لها مُنتظراً إجابتهـا ..
لَكنهـا لَم ترد ..
أخَرج ضحكة إستهزاء غَير مُصدقاً وهَو ينظر لها : قرأتي الدفتر ؟!
لِين هَزت رأسها بالنفي بسرعة : لا لا
هَز هو رأسه بالإيجاب : بلى ... قرأتيه
لِين : أي دفتر تقصد أصلا ؟!
قَيس رفع حاجبيه بعدم تصديق: أي دفتر؟!
لِين : لا يكون تقصد دفترك الجلدي الكحلي البايخ ذا مستحيل أقرأه..
قَيس أبعد وجهه للأمـام بضيق : يا الله ليـن !!
لِيـن : شفيك مـا قرأته ..
قَيس نَظر إليها : لا تكذبين لأنك فاشلة في الكَذب ولا شعرفك أي دفتر كِنت أقصَده ..
سكتت وهَي تنظُر لهُ بندم..
قَيس صَك على أسنانه هامساً بُمعاتبة: أنا ماتدخلت في خصُوصياتك أبد لين كِيف تسمحين لنفسك تفتشيِن فِي أغَراضي ؟
لِين بغضَب: أوه اللحَين صًار بينا " كيف تسمحين؟!" خليني أسألك أنا بالأول كيف سَمحت لنفَسك إنك تزوجني وإنت تحب غيري ؟ ولا خليني أسألك كيف تطلع مع غيري وإنت متزوجني ؟!!
قَيس : لا تقلبين الطاولة عَلي وإنتِ غلطـانة
لِين : إيه صًحيح أنا غلطـانة .. بس مستحيـل أعادلـك بغلطـك
تقارَن فتحي لدفترك الغَبي بخيانتك المُستمـرة
نَظر إليها مُتسـع الحَدقتيـن : اللحَيــن صرتي تهتميـن يعني ولا شسالفتك!!
لِيـن بتقرف: لا طبعاً ما أهتم بك .. بَس أكَيد بهتم بمشاعري ..
قَيس: ليـ..
لِين قاطعـته قاطبتاً جبينها : ليه نتهاوش اللحين وأحنـا ندري إن ماباقي شيء وراح ننفصل ؟!
وَفـر علينــا هواش المتزوجيـن ذا الي مالـه داعِ.
ما كأننـا نحب بعض ولا زواجنـا طَبيعي عشان نوجع روسنا
نَظـر لها بصدمـة بينَما هِي وقفت مُتجهة لأم فهد..

###


إبتلعَت رِيقهـا مُحاولة كَتم دُموعها العالقة في وسَط عَينيها وهَي تنظر لغَـادة
إقَتربت يديهـا بتردد ناحيِة الغطَـاء .. ناحية قَدميهـا
لتَزيـل من عليها الغطاء ببطء ورِفق..

مَسكت برجِلهَـا السَليمة ..
حَركتها برفق وكأنهَا تُحرك زُجاجـاً..
كَانت تُحاول تذَكر ما كَان يفعلهُ أخصائي العِلاج الطَبيعي لها حِينما
كُسرت ساقِهـا .. كَان كُل تفكِيرهـا بكَيف سًوف تستطيع صَديقتها
وإبنة عَمتهـا السَيـر بطريـقـة طَبيعية مُجدداً
كَانت تُحاول تحريكها حتى لا يُصيبها الضُمور والضُعف ، ليسهَل عَليها الحَركة
لتحَمي قَدمهـا
: مالذي تفعلينه ؟
نَظرت غَـلا للوراء لترى وجـه المُمرضـة مُتجهم ..
أجَابت باللغة الإنجليزية : أحُرك ساقيها حَتى تسهل عَليها الحَركة حِينما تستيقَظ
المُمرضة بجدية : أخصائي العلاج الطبيعي يتكفل بهذا كُل يوم
أدارت رأسها مُجدداً لتنظر لقدَم غَـادة المَجروحـة ..
أردَفت الممُرضة : دَعي هذا الأمر للأخصائي رجاءًا .. الآن .

وَضعت قَدم غَـادة على السرير مرة أخُرى بحذر وهدوء .. وضَيق.

وضَعت عليها الغِطـاء مُجدداً
وقَبلت جَبينهـا.
###

العَصر..

إقَترب لهَـا بحَذر.. لا يـعَـلـم لِمـا هُدوئها يُخيفـه إلى هذا الحَـد
تَوقف عِندهـا .. جَالسـة عَلى الكُرسي دُون أن تتحَدث مع أي أحَـد.. بيديهَا كأس شَاي لم ينتهي

إبتسًم وهَو يشير لَهـا : ما بتدخلين لغـادة ؟!
رفعَت عدستيهَا بتثاقَل شديد لتنظر إليه ببرود واقفاً أمامهـا: لا
يعقوب بإبتسامة أشَار : بتخلصين الشاهي حقك وبتدخلين ؟
مَرام ببرود : لا
يعقوب بإستغراب: ليه؟
مَرام : بشَوفها لما تصحى
يعقوب: ليش مو اللحين إذا سَمحوا لنا نشوفها ؟!
مَرام ببرود : لأني مابي
يعقوب بإستنكار رافعاً حاجبه : ليه؟!
مَرام بجدية : يعقوب مالي خلق روح واسِي أمي أنا أبي أجَلس أشرب الشاي بهدوء وبلحالي
إستَغرب نبرتهـا ... إستغرب كَيف إنها رَفضت وجوده بجانبها لأول مَرة
إعَتـاد منها حُب الجُلوس معه.. وإعتاد هُو بدوره إبـعـادهـا..
وجَد سبباً لذلك ..
عّذرهـا..
رُغـم إنهُ شَعر بشعور إنكسار لَم يعلم أي غَباء قد سبب له الشعور بذلك ..

رُبما مَن تعتـاد منه المعاملـة الطَيبة والحَنـان .. إذا صابهُ الجفاء حَتى لَو كَان رَغماً عنه
سيجعلُكَ ذلك تشعَر بالألـم .

خَرج مِن عندهـا رَيـان مُنكسراً ..
إنهُ حَي بجسده لا بُروحـه .. فروحـه قد إرتبطت معهـا
جَلس في أقَرب كُرسي خَالـي وكأنهُ يحاول أن يسند نفسه على شيئاً
قَبل أن يتدمر كُل مافيـه .

إسَتغَـل عَدم دُخـول أحَـد إليها في هذا الوَقـت ..
سَحب نفسهُ من مكانه بينهم في ذلك الممَر الكئيب ..
مُقرراً أن يدخل ما هَو أكثر كئابـة ..

فَتح بابهَـا ..
نَظرت إلِيـه المُمرضـة: أريد الذهاب إلى دَورة المياه من الجيد أن هناك واحد منكم قد جاء إلى هنا الآن
إجلس هنا ولا تخرج حتى يأتي أحد غيرك .. وفقاً للقانون
أومـأ برأسـه وهَو ينظر لكُرسي الممُرضـة المَوضوع بجانب الباب ..

خطـا خُطوتـه الأولـى ..
وقَلبهُ يتَمزق إلى أشَلاء
مالذَي فعلتِه بنفسكِ غـادة ؟ أقطعَتي شِريانك أم قَطعتي فؤادي..

وقَف عِند جسدهَـا الذَي قَـد تغَلب عَليه إنتحَارهـا .. الذَي قَد أُنهك وإنتهك تماماً عَلى يديها
أزَال الغطاء من عَلى يدَهـا ..
نَظر لذراعِهـا الضَعيف ..
خَط أطَراف أصابعهُ الدافِئـة عَلى جُروح ذِراعَها البَاردة
كَان كُل جُرِح يرَسمُه .. يؤلمه كالطَعنة فِي قَلبـه
تّذكر حِينما رأى جُروحها لأول مَرة ..
ولَكنهُ لَم يرى جُروح قلبهـا .

تنهَد وهَو ينظر لجروحها .. أعَاد الغطـاء على ذراعها مُجدداً
إبَتعـد عَنهـا .. إستندَ على الجدار متكتفاً ينظُر إليهَا بضِيق وإستيـاء
تَنهـد مَرةً أُخرى.. يَحس بثقل فِي رُوحـه .. يَود لَو كَانت تنهيداتهُ تبعد هّذا الثُقل

أحَس بالسَواد فِي نَفسِه ، أحسَ بالكئابِـة
إبتعَد عَن الجِدار مُقرراً الخُروج ومُنـاداة الممُرضـة



سَمـع صَوت نفسـاً طويـلاً ..

إستدار

نَظر لهَـا ..

عَينيهَـا العسليتـان مفتوحتَين بإرهـاق..
تنَظر للسَقف دُون تَركيـز..
تأخّــذ نفسـاً عميقـاً مِن فَمهـا... وكأن القُنيـة الأنـفَـية لا تُزودهـا بالأُكسجين الكَافي
وكأنها تعَود للحَيــاة.

تَجمدت عَينيـهُ عَليـهـا ..
تَجمد دَمهُ فِي عُروقِـه..

رَفعَت يديها ببُطئ .. صَوب عينيهَا
تشَوشَت رؤيتها فِي البدايـة..
حَتى إتضحت صُورة يدها الموصَلة بالمُغذي وسِوار المستشفى عَلى معصمها أمَامهـا..
إرتجَفت .. إخَذت نفساً عميقاً من فَمهـا مُجدداً
أسقطت يدهـا المَرفوعة عَلى غطائِها ..
تأخَـذ أنفاسـاً ممُتتالية وكأنها تَمنع نفسهـا مِن البُكـاء..
سَمعت صَوت حِذاء عَلى الأرضيـة ..
حَاولت أن تُهـدأ صَوت أنفاسها..
حَاولت أن تثحرك باقي جسدهَـا لكنها مُتعبـة ..

وقفَ بجَانب سَريرهـا .. وقَد إجَتمعـت الدُموع فِي عَينيـه الحَادتين
نَظرت إلِيه بتعَب وبُرود..
ينَظُر لها كطُفل قَد لقَى الأمـان بَعد أن فقَده ..
كطُفل قَد لقى مــلاذهُ بعَد الضِيـاع ..
أتفهَمون شُعور أوَل لِقـاء ..
شُعور النَظر لعَينين مَن كُنتم تَظنون إنكم قّد فقدتموه ..مَفتوحتَين
سَمـاع صَوت أنفـاســه .. تتخلل أُذنيكَم
وكَأن رُوحكم قَد عَادت لأجسادكم ..
خَوف قلوبكم قَد عانقه السَلام ..
والسَـلام بَعد الَحرب .. أشَد لِذة.

كَانت تَنظُر لهُ بجُمود ..
وهَو ينظُر لها بُحرقـة..

خُط خطاً تحت شفَتيها السُفليـة ..
إمتدَت شفتيها للأسَفل ..وإرتجَفت.
إجَتمعت الدُموع فِي عَينيهَـا ..

بَينماً هُو قد تتابعَت أنفاساً صغيرة إلى رئتيه وراء بعضهَا ..
وكأن هاهُنا روحه تعود إلِيه .. وكَأن هاهُنا يشَعر ببرودة قَلبِه تتلاشَى

ينَظران لبعضَهِما بألَم .. بعَينان قَد إحتضنتهما الدُموع
يكُتمان حُزنهَما .. يمَنعان دُموعهم مِن الإنسِياب عَلى خَدهم
الغَصة يحَتدُ ألمهَـا ..

سَقطت الدموع مِن عَينيهَـا ..
رَفعت ذراعَهـا بُسرعة لتغطَي عَينيهـا بِهَـا
جسدهَـا يرتجف بِشدة .. شهقَاتُها تُحاول كُتمانهَا لَكنها لا تستطيع

إقَترب لهَا ..
مَد يدهُ نَحو ذِراعِها..

دَخل الطَبيب سَامي مَع المُمرضـة
توقف الطَبيب سَامي مُتفاجئاً بإستيقاظها..

إبتعَد عَنهـا..بَينمَا إقَتربا الطَبيب والممُرضة لَها
لَم تتلامسَ يدهُ مع ذراعها حَتى ..
لَم يتبادلاَ الحَديث..

فقَـط نَظرا لبعضِهمـا لدقائِق بسيطَة ..
فقَط إستطَاع الشُعور بدفء في قلبِه لرؤيتَهـا..
دُون أن يستطيع الجُلوس بجَانبها .. دُون أن يتبادلا الأحاديث
دُون أن يواسِيها... دُون أن يمسَح دُموعها عَن خديهَا الرقيقين

رأى ضُعفهـا... كَان أول وجِـه تعَرفـه تَراه ..بَعد مُحاولتها لقَتل نفسَها

كَانت مُمدة عَلى سَرير بَارد .. تَحيطُ بهَا أنابيبُ صَغيرة مِن كُل جانب
كَف الضغَط لا تُفارق ذِراعها.. القُنية الأنفيَة لا تُفارق أنفهَا .. وعَديد من الأنابيب قَد إتصلت بجسدهَـا لَم تستطع مُلاحظتهم جيداً بعد
تشَعر بألـم فظيع فِي جسدهـا .. ألَم روحها أعَظم

قَد فعَلتهـا... قَـد حَـاولت قَتــل نَفـسهـا .. قد أذت نفسهـا
قَد قطعَت شِريانهَـا .. فِي مَنزل عَائلتها .. بيدَهـا .. كَانت قَاتـلـة نَـفَـسهـا
كَانـت هِي مَن تَريـد مَوتهـا .. لَيس لها قَاتِـل سُوى نفسَهـا

كَانـت هِـي المُـجـرِم .. وهَـي الضَـحَيـة.

فَهمَـت إنهَا عادت للحَياة حِينما رأت يدَها الموصولة بالمُغذي وسِوار المشفى على معصمها
لَكنها تَذكَرت .. إنهَا لَم تُحاول.. لَم تدعُو ربها .. لَم تُطالب بالنجَاة .. لأنهَا هِي مَن غَرس الأداة الحـادة فِي فَخذهِــا.
وإنَ ... كُل عائِلتهَـا .. وجَراح ..قَد فَهموا كُل شيء
قَد حَملوهـا بيَن ذِراعيهم .. مُغطَيـة بدمائِهـا
دُموعهم تتساقط... أصَواتهم تتَعالى ...قُلوبهم تَفزع
غَـادة إنتَحرت!

سُرهـا الذَي غَطتهُ بَين كُل تفصَيل من تفاصِيل جسَدهـا ورُوحها ..
لسنين عَديـدة... أُكتشف بعَد تنفَيذهَـا لُخطتَهـا الفَاشِلـة..
للخَـلاص مِن الحَيــاة.

###

خَـرج مِن غُرفَتهـا تائِهَـا ..
كَان رَيـان واقِف أمَامـه ببطَانيـة لغَـادة ..
تلاقَت أعَينهَـم ..
أحَس بالرَهبـة .. بإحـسَـاس غَريـب وهَو ينَظر لعَينين صَديقه
فضهَم إن هُنـاك شيئاً قد حَدث..

مـسَـك ثِياب جَراح بَوهن .. ناظِراً نَحو عَينيـه الحَادتين..
: ياربَ .. قُولي صَحت ما ماتت..

هَز رأسهُ إيجاباً : الحَمدلله
أخَرج رَيـان زفيرُ عَميق .. مُبعداً يدهُ عن ذِراع صَديقه
إرتسَمت البسَمة عَلى وجهه.. بعَد أن كَان الحُزن الذي قَد خط كُل تقاسيم وجهه
###

يقُول د. رِنك فِي إحَدى أبحَاثِه ، إن شابـاً قَد قَـال بَعد نجَاتِـه مِن مُحـاولة إنتحار:
" إن الشَيء الوَحيـد الذَي أسَتطِيع أَن أتذَكره، ذَلك اللون الرَمـادِي، كَما لَو أنَني كُنت فِي مَـاء
رَمـادي أو شيء مَـا، فِي الوَاقع لَم أكُن أرَى شيئـاً ما ولَم أسَتطع رُؤية نَفسِي أيضاً كَان الحَال كَما لَو كَان ذهني هُناك فَقط ، مِن دُون جَسد."


كَـان جالساَ عَلى كُرسي بجَانبها.. واضعاً قَدم عَلى قَدم وبيدهُ مَلفها
إبتسَم الطَبيب سَامي وهَو ينَظر لغَـادة التي قد جعلها مُستندة عَلى ظهر السَرير
: وش الي رَاح يريحك أكَثر؟ إن يدخلون لِك أهلك جَميع ولا يدخلون لك على دفعات؟
: إنك تطلع من هنا
نَظر لهَا بصَمت .. عَينيهَا تنظُر لهُ بِحدة .. غَير مُستسيغة لوجُوده

الطَبيب سَامي : لِيه ؟
غَـادة بنظَرات حَادة وبُرود في نبرة صَوتها: لأن مَالي خلق أي مُحاضرات نفسَية ..
نَظر لهَا قاطباً جَبينه ..
فأشَارت بعَينيهَا لُبطاقتـه المُعلقـة عَلى صَدره ..

إبتَسم لدهَائها مُمسكاً بُطاقته ليقُلبها وهَو ينظَر لها
غادة : فَات الأوان قَريت تخصصك ، كان مفروض تقلبها قبل
إبتسم: السُموحة منك

واللحَيـن مُمكن تعطيني جَوابك على سؤالـي؟

نَظَـرت إلِيه .. نَظرة مُريبـة .. كأنهَا جُثة مفتوحَة العَينين .. بُبرود أجَابت :
مايهَمني شَيء
ولا عِندي جَواب لشيء.
الطَبيب سَامي بهُدوء: وش تبين تسَوين اللحين ؟

غَـادة بنفس الحالة:
أبَي أنـام ..

هَـز رأسـهُ إيجـاباً وهَو ينظَر لهَا ..

:كُلهم يَبـون يدخلون لِك ويشوفونك .. راح أدخلهم لك على دُفعتين

نَظرت لهُ ببرود بَينما هُو خَرج ..

شَدت قَبضتها عَلى غِطائَهـا .. وكانها تُحاول أن تلَم شتاتهُا

دَخلوا أربعَة ..

تسَارعت خُطواتهم نَحوهـا بينما أخفضت نظراتها نَحو الأسفل
هَل العَـار هُو شُعوري.. أم العَار هُو مافعَلتـه.. أم العَـار هُو مَرضي.

جَلست والدَتها على السَريـر لتحَتضنها بُسرعة إلى حُضنها وبشِــدة..

بَينمَـا وَضع توأمَهـا يده عَلى رأسـهـا .. حَتى تبتعد أمه ويُعانقهـا ويخُبأها بروحِــه.
حَالما إبتعَدت وَالدته إحتضَنهـا ..

أغَلقت غَـادة عَينيها بشدة حِينما عَانقهـا رَيـان ..
كَـان جَسدهُ دافِئـاً جِداً على عَكس جسدهَـا ..
كَانت تشعُر وكأنهَا تختبأ بَين صَدره وذِراعَيـه ..
كَانت تشعُر وكأنهـا تُعانـق رُوحـهـا ..

أخَفضَت رأسَهـا نَحو صَدره أكَثـر... تُخبأ نفسَهـا بِه أكَثـر
أحَـس بذَلـك .. وضَع يدهُ اليُمنى على رأسهَـا وكأنه يُغطيهـا

هُو أيضـاً شَعر وكأنُه يُعـانق رُوحـه ..
كَـانت بُرودة جسدها ولأول مَرة.. برودة لقَلبـه لا خَوف .

سَمعت صَوت فهد : الحَمدلله على السَلامة
وكَأنه يُنبه رَيـان بُحصته بالسَلام والإطمئنان عَلى أخُته ..
وإلا مالذَي سيقطع عِناقهما ..

غاصَت برأسها فِي صَدره أكثَـر .. بينمَـا هُو إبتعَــد عَن توأمـه تدريجيـاً

حَتـى إبتعَــد صَدره عَن رأسـهـا ..
أخفضَت رأسـهـا ..
أمسكَت بقبضتهـا رداء رَيـان الذَي عَلى صَدره .. تشبثت بِه بكُل قُوتها

وضَع يـدهُ عَلى قَبضتها ليزيلهـا عَن رداءه ..
ويحَتضنهـا بَيـن يديـه ..
مُفسحـاً المَجـال لفهـد ..
الذَي أعَـاد ترتيب وضَع قنيـة أنفهـا التي تباعدت قليلاً بعد إحتضان والدته وريَـان لَها
وهَو يسألهـا عَن حَالهـا : طَمنينـي عَليك وسَمعيني صُوتـك
هَزت رأسها بتثاقل بالإيجـاب ..
رَفع وجههَـا بوضعه ليدهَ أسفل ذقنهـا ينظر نَحو عينيهـا
نَظر لهُ بإرهـاق : أنا مَوجودة

نَظر لهـا بإستيـاء ..
هَل تَظن إخبارهُم بوجودها مُطمئنناً حقاً ؟ .. أوجود جسَدهـا كَافــي؟
إذاَ أين تُوجـد رُوحهـا .. بَل أين تُوجد سعادتها ؟

يعَقوب أشَار لهَـا مُبستماً: الحَمدلله على السلامة غـادة.. الله يخليكِ لنا
نَظرت له غـادة .. مَثلت الإبتسـام... وكَان ذلك مُنهكاً لروحها بشدة : الله يسلمك

غطتهـا والدتهـا بالغطـاء الذي كان ريان يحمله حين دخولهم ..
تأكدت بيدهـا بوصوله لجميع أنحـاء جسد غـادة بينما كانت هي تشعر بإحساس غَريب..كَريه

نَظرت والدتها لوجههـا مٌبتسمة.. يدهـا على خد غـادة بحَنــان
: إنتِ تدرين إني أحبك وأموت فيكِ حتى لو ماقلت لك صح؟ خَوفتيني عَليك..
فَهد قاطع والدته فوراً بعد سماعه لآخر جُملة بصرامة: يُمـه
كَان يُطبق كلام الطَبيب حَرفيـاً..
كُل كَلمة تَخرج من أفواههم حالياً .. تُحسَب على حالتها النَفسية
أم فهد : يلا حَبيبتي أحنا بنطلع عشان الباق يدخلون يشوفونك
تبين شيء؟

غـادة : أبـي رَيـان يظـل

قَالتها ومازال رَيـان يحتضن يدهـا بَين يدَيـه
: من عيوني

فهد : لا ماينفع لازم يطلع معانا
رَيان رفع حاجبه: ليه ماتسمع طلبها و
فهد قطب جبينه : رَيان اللحين بتدخل غلا مايحتاج تقول أشياء غبية قدامها .. إطلع وسهل الأمور
نَظرت غـادة لفهد بُسرعـة : غـلا هنا؟
فَهد بهدوء: إيه

"غلا هنا"... كَـان ذَلك كالنُور البسيط فِي قَلبها ..
لَم تتركهَـا الآن .. كَان ذَلك شُعوراً لطيفاً..

تأفـف رَيـان مُعترضـاً
نَظر له يعقوب لينظر له هو بدوره ..
نَظر لغـادة بعَينيه مُشيراً إليها ..
أي أُنظر لتغير ملامح غـادة بعد سماعها لإسم غَـلا
نَظر لوجههـا.. تنهد

قَبل يدهـا التي إحتضنها ..
: إهَتمي بنفسك

###

أشترتَ باقة روز أحَمر من محَلِ بجانب المشَفى .. حَالمـا أخَبروهم بالدُخول لهَـا
إبتسَمت وهَي تستنشق رائحتهِا العَبِقـة قَبل أن تدخُل وتسَلمهَـا إيَاهَـا..

أوقفَهـا مُمرض على الباب ، نَظرت لهُ بتساؤل
أجَـاب: مَمنوع الورد
نَظرت إلى قَيس بإستغَراب
فَنظر لهَـا بمعَنى أن تُنفذ كَلامـه
لَم تفَهم.. ماعِلاقـة الورَد بالمَمنوعات

أنا أمَرت بإزالـة أي شيء حاد مَوجود في غرفتهـا .. حَتى لو صحت ..
ممَنوع لها إن تبقى بوحدهـا .. مَمنوع لها مسك أي آلة حادة ممكن تضرهـا
ممَنوع لأي أحَد منكم زيارتهـا بوجود شيء حاد عنده ممُكن تاخذه وتضر فيه نفسهـا
إذّا صًحـت .. بإذن الرَحمـن .. رَاح تتعالج عندي علاج مكثف

إلَى أيَ مدى هُو خائِف .. إلى أي مَدى الحَالة النفَسية مُعقدة ومُخيفـة

نَظرت لهُ لِين بجدية :يَـلا ندخل
تَركت غَـلا الباقـة بجَانب الباب ..
ليدخَلوا جَميعاً..

حَالمـا فَتح البـاب قَيـٍس..
إرتَسمت الإبتسَامة عَلى وجهه تدريجياً وهو يَنظر لغَـادة التي كَانت مُستندة على ظهَر السَرير ..كَانت تنظر للمُمرضة التي تُراقبها طُوال الوقَت بحِدة
أبعَدت حَدقتيها لتنُظر لِمن فَتح البَاب ..
لتبتسَم تدريجيـاً هي الأُخرى

حُب الأخت للأخ .. وحُب الأخ للأُخت .. لَطيف جِداً ..
العِلاقـة الأخَويـة .. رِبـاط مَتين .. سَميـك .. لا يُقطعَ حَتى لَو تلف
أكَثر أشَخاص يَشبهُونك فِي هَذا العَـالم ..
هُم أشقـائَـك .
يَمتلكُون نَفس العَائِلة .. نَفس اللقَب..

نفس الَدم.

لذلـك .. حِينما يتأذى شخص يتأذى الشقيق أيضاً .


إجَتمعت الدُموع فِي عَينيهـا ليقترب بُسرعة نَحوها ويقبل خدها
: الحَمدلله على سلامتك.. الحمدلله إنك هنا

نَظرت نَحو عَينيـه المُرهقتين بُحَب
تَحركت عَدستيها لِمن تبعوه لداخل الغُرفـة

غَلا .. لِين .. مرام .. جراح

وقَفت غـلا أمام سرير غـادة مٌبتسمة والدموع تجتمع في عينيها .. بَينما سَلمت لِين على غـادة وعانقتها
لِين: الحمدلله على السلامة
إبتسمت غادة : الله يسلمك حبيبتي

حَركت عدستيها نَحو غَـلا ..مُبتسمتاً
مَدت يديهَـا ..تريد مُعانقتها
إقتربت نَحوها غلا لتعانقها بشدة ..

:آسفة..آسـفـة..آسـفـة .. ماراح أتخَلى عنك أبَد
إبتسمت غَـادة بإستيـاء..
هِي تريد التخَلي عَن نَفسـهـا..

إبتعدت عَنها غَـلأ
حَركت عدستيها نَحو جَراح
الذَي كَان يَنظر لهَا بجُمود.. وضيق
يحَاول كَتمـهُ... لَكنهُ واضح

بهُدوء..
وأخيراً سَمعت صَوتـه : كيف حالك ...غـادة؟
نَظرت إلِيـه .. إبتَسمت إبتسَامـة صَفراء ..عَبس .. إعَتـاد إبتسامتها المُرهقة هَذه
إشتاق لإبتسَامتها الحقيقيـة .. إشتاق لرؤيتها سَعيدة حقاً.. وقدَ مَل من تزييفها للإبتسامة.

تسأل عَن الحَال وأنتَ أدرى .. بأنَي نفسي لا أعلَم عن حالي.

وضَع قَيس يده عَلى كتف غـادة ، مُبتسمـاً: غَـلا جابت لك ورَد بَس مايسمحون بدخوله يخافون من الحسَاسية
إبتسَمت غـادة..
نَظرت لهُ غـلا بإستغراب..
نَظـر لها نظرة لَم تفهمهـا.. هَل هِي مُسامحة أم عِتاب؟ هَل هي غُفران أم ضيق؟
لَيست مُتوقعة رِدات فعل قَيس.. لا تعَلم كَيف يكُون غاضباً جداً... ثُم يتحَول لتمام اللُطف
كَيف يكُون صَبورا مُتفهمـاً.. ويتضايق فجـأة
كَيـف يستطيع كُتمـان مشاعره لهَذه الحَـد ..
وتزييفهـا.

لَم تعَـلـم حَـقـاً .. هَل غفر لهَـا أم مازال مُتضايقاً..

تَحدثـوا بجَانبهـا.. بَينمـا عَيناهــ هِي كَـانت مُعلقـة ... وتركيزهـا كَان مُنصب
على شيء آخـر تمامـاً..

كَانت تتمثَل الإبتسامة لأحَاديثهم ..
بينَما عَينيهـا على أختهـا الصَغيـرة التَي كَانت هادئـة جِداً..
التَي لَم تنبس ببنة شَفة منذ أن دَخلت..
التَي لَم تُعانقهـا... لَم تمسهـا... ولم تُحدثهـا.

نَطقت وإيتسَامتها المُزيفة مازالت على وجهها : وإنتِ ؟ ... ماراح تسَلمين عَلـي؟

نَظرت لهَـا مَرام .. بوجِه شَاحــب تمامــاً

نَظر لهَـا جَراح .. مُتذكراً ماقالته عِند آلة القهوة

"
نَظرت إليـه ببُرود قاتِـل

:عِشت هالحَـــالة مَرتيـن .. كِيف تَبي يكُون حَـالي؟
صَمتَ وهثو ينَظر إليَها ..
أبعَدت نَظرها عَنه ببرود لترفع الهاتف ناحية إذنها
:صًدقني أصَعب شيء إنَك تصِير في مَوقف مَرتين.. المَرة الثانيـة ماتتوقع إلا الأسَوء
لأن المَرة الأولى ما إنتهَت بخِيـر.
ومو عَارفـة كِيف بتوقع الخِير فِي حَياتي .. بعَد كِل الي صًار."


قَيـس نَظر لمَرام : تعالي سلمي على أختك

هَزت رأسَهـا نفياً ببطء

نَظرت لهَـا غـادة بإستغراب مومازالت إبتسامتها عالقة على شفتيها: ليه؟ ... ماوحشتك؟
قيس صَك على أسنانه : يلا مرام تعالي
لِين إبتعدت عن مكانها : أخذنا عنك المكان ..تعالي بجنب أختك
غلا: إجلسي على السرير معاها

مَرام بهُدوء قاطعتهم :
لِيـه مُصريـن.. لِيه تًبونـي أسَـلـم عَلى جُثـة مانَدري متى ميعاد رحيلها كل فترة .. بين فترة وفترة ترحل

كَـان كَـلامـاً قوياً .. كَان كلامها قوياً جداً لدَرجـة إتساع حدقاتهِم جميعاً نحَوهـا
وعُبوس وجه غـادة وهَي تنظر لوجـه مَرام البَـارد .. المُتضايق

قَيـس بهدُوء.. لكن بنبرة غاضبة : مرام
تجاهلته

أمسَك بيدهـا ليُقربها نَحو غـادة لَنها أفلتت يدهـا بُسرعة
بغَبنـة :
مابِـي... تعبت أسَلم .. وأسَلم .. وعُمرهـا ما أحَيت السَـلام فِيني
إلى متى هي بتهرب وبتتركنا...

غـادة إبتلعَت ريقها.. مُحاولـة كَتم دموعها التي إجتمعت في عَينيهـا

قَيس :مرام أختك تعبانة اللحين

مرام : طَيب أنا بعد تعبت ... تعبت إنـي الي لازم أكُـون الأقـوى
ترا أنا الي أصغر منهـا
وهِي الي دايماً تختـار البُعـد عَنـي.

سَقطت دَمعتهـا وهَي تنظر لمَرام ..
إقرارهـا بصَحة كلامهَـا كَان كحِد السكين على عُنق الذَبيح..

تَحرك قَيـس من مكانها ساحبـاً مرام من ذِراعهـا بلُطف بقدر الإمكـان ليخرج من غُرفـة غادة

ويتوقف عِند البَاب
بهَمس: مَرام وش فيك؟!! نسيتي وصايا الدكتور ولا وشو ؟!!.. لِيه تعاتبينها وماتسلمين عليها ؟!! تدرين إن نفسيتها هي الي حَطتها على هذا السرير فليه تزودينها عليها

ليه ماتسَلمين وخلاص ..

مَرام بغَضب وحُزن في الآن نفسـه : لأنَــي أخــاف!
عَبسـت ..: صِرت أخـاف قَيــٍس... إن أفَرح .. إن يصيبني الأمَل .. ونرجع لنفس النُقطة اليائسة في حَياتنـا ..
صِرت أخاف أتوقع الأفضل .. لأني إنتركت أكثر من مرة .. أبوي .. وأختي الوحيدة ألف مرة تركتني .. أخاف إني أتأمل .. لأني تأملت بإن أبوي راح يُشفى من الإكتئاب .. تأملت إنه بيصحى بعد إنتحاره .. تأملت إن غادة بترجع من سفرتها .. بترد على إتصالاتنا على الأقل.. بتحضر عُرس فهد... بتتغيـر... وبتتغير علاقتـنا .. ووو
وأحس قلبي إنكسر لدرجـة إني ما قدر أصلحه أكثر وأتأمل إنها ماتقتل نفسها مرة ثانية .

إرتَخـت يدهُ عَـن سَاعدهـا وهَو ينظُر لعَينيـن أخته الصُغـرى ..
مَتى أصَبحت تٌفكر بهذه السَوداويـة .. ومَتى كَبـر هَمهـا قَبل أن تَكبـر هِي
صحيح عُمرهـا ثمانية عَشـر..
لَكنهـا تلقَت الألم مُنذ أن كَانت في التاسعِة تقريباً ..
مُنـذ أن رأت والدهـا مُصـاب بالإكتئـاب ..



 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون


رد مع اقتباس
قديم 09-30-2019   #2


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 15 ساعات (01:17 PM)
آبدآعاتي » 3,247,293
الاعجابات المتلقاة » 7380
الاعجابات المُرسلة » 3672
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





نَطقـت وهَي تنظر للأسفل تُحـاول كَبت دُموعها .. غاضبة من الدمعة التَي سقطت دُون إذن منها : مُمكن تتركوني لحَالـي

لَم تعَلـم لِمـا نَظرت غَـلا لجَراح ..
وكأنهـا تُخاطبه بنظراتها إنها من الممنوع أن تبقـى لوحدهـا...

وكأنهـا تسألـهُ عَن كَيفيـة إخبارهـا بذلـك

أبعَد جَراح نظراتـهُ عَن غلا ليُنظر لغَـادة ...
ببرود: ممنوع تجلسين بلحالك

ضَحكت مُستهزئتاً وهَي تضع باطَن يدهـا على جَبينهـا : طَبعـاً مثَل ما كَان أبوي ممنوع إن يبقى لوحده أحياناً

جراح بهدوء: مثل ماقلتي أحياناً... يعني إذا تحسنت حالتك راح يسمحون لك
غادة أبعدت يدها لتنظر إليه بعَينين مُجتمعة الدموع فيهما ..ضَحكت بإستهزاء:
ولِيه يمنعون غلا من إن تدخل الوَرد .. ماتمشي عَلي الحساسية الي قالها قَيس
جراح بهدوء: ما أعرف... لكنك ممنوعة تبقين لحالك وممنوع أي أداة حادة تكون بقربك

تَحولت ملامحهـا إلى ضيق ..
نَظرت غلا لجَراح بصَدمة من صراحته ..
لِيـن مُحاولة تحسين وتجميل خَبر جراح : مو مشكلة فترة وتعَدي .. مافي شيء الا ويمضَي

غادة وهَي تنظر لجَراح بحدة .. متمالكة نفسها .. مُحكمتاً على دموعها : وإنت شفيك ثلج كذا .. ممنوع إنك تتكلم معي ولا ....إنتَ بعد كارهني ؟؟
صَمت وهَو ينظر لهَـا بجُمود ..

فُتح الباب ..

كَان الطبيب سَامي مُبتسماً وبيده بعض الأوراق : السلام عليكم ... عُذراً على المُقاطعة بس إذا مُمكن أبَي أجلس مع الآنسة غادة لحالنا شُوي
أخَرجت غَـادة ضُحكة إستهزاء وهَي تستند على ظهر السَرير بفقدان صًبـر..

تركوهـا... جَـلس بجانبهـا
بإبتسامة : أخبارك آنسة غادة
غــادة بحدة: إن شـاء الله بتخَـلي هالمُمرضة الي مثل الصنم 24 ساعة تراقبني مثل ظلي.. باق يتدخل معي الحمام الله يكرمني
ضَحك وهَو يرتدي نظارتـه ..
غادة بحدة : وليه تبينا نجلس لوحدنا .. لا يكون بتتحرش
ضَحك وهَو يضع ساقاً على ساق ويستند على ظهر الكُرسي... نَظر لها مُبتسماً
:أنا أدري إنك فَطينـة كفاية وتعرفين ليه أنا هُنـا وأبي نجلس لوحدنا
غـادة بُبرود: للأســف فلهَذا أحَـاول أتـغـابــى
الطَبيـب سَـامي بجديـة : آنـسـة غـادة ، إسَمـحـي لـي أسَاعدك ، وساعَدي نفسك رجـاءًا
صَمت للحَظة .. وهَي صَمتت تتمالك نفسها وضيقها
أرَدف: لِيـه وصَفتي شُعورك إنك مُصابة بالإكتئاب لصديقتك؟
غَـادة :مين قالك هالكَـلام ؟
الطَبيب سامي: سألت عنك كثير قبل ماتصحين ..
صَمتت وهَي تنظُر له
بحدة: أبي هالغبـاء ينشال من أنفي (مؤشرة على القُنية الأنفية)
الطَبيب سَامي : حالما تكون نسبة تشبع الأكسجين الطبيعية وتهتمين بأكلك راح نزيله لا تقلقي..
لِيه وصفتي شُعورك بالإكتئـاب .. بالتحديد ؟

صَمتت وهَي تنظُر لهُ بضيق... كَان صًبـوراً .. هادئـاً .. ذكيـاً في إجاباته ..
وفطينـاً لمحاولاته المُستمرة بالهُروب..

: لأني كنت مكتئبـة
الطَبيب سامي: صفي لي الإكتئـاب..
صَمتـت ... وأطَالت صًمتهـا
الطَبيب سامي: طيب نغير السؤال .. متى قلتي لها هذا الكلام ؟
غـادة : بعد وفـاة أبوي بفَترة
الطَبيب سامي : ولِما حسيتي بالإكتئاب .. وش كَان قرارك ؟
غـادة بهُدوء.. بإرهاق من ذاتها :الهَـرب ..
دائِماً إختياري يُكون الهَرب.. لازم يكُون بين خَيارتي... ولازم ينتهي فيني المطاف بإختياره.
الطَبيب سَامي : وكيف كان هربك ؟
غـادة : بأنَي أنتحَر
الطَبيب سامي : آنسة غـادة ... حادثتك هاذي في هالفترة .. بينما إقرارك بإكتئابك كان قبل خمس سنين تقريباً .. كيف هربتي في تلك الفترة؟
غَـادة تأفَفت : إسمعني .. أبوي تعالج عند طبيب نفسي مدة طويلة ومابقى شيء الا وجربه وإنتهى فيه المَطاف إنه إنتحر لأنه طفش من حياته ومن إنه مو قادر ينزع هالشعور من قلبه لذلك مايحتاج نضيع وقتنا أنا وإنت في حالة ميؤوس منها
الطَبيب سامي : ليه ميؤوس منها ؟
غـادة : لأني مكتئبة من سنيييين مثل ماقلت .. ولأن الإكتئاب مايتعالج .. الأطباء النفسيين مَوجودين عشان يبلعون فلوس وبس .. وعشان يكُون عندنا أمل مبتور ... فقط لا غَير
المرض الجسدي يُشفى بس المرض النفسي مستحيل... نقطة.
الطَبيب سَامي : هل نظريتك هاذي مبنية على حالة والدك فقط؟
غـادة بنصف عَين : مين تبيني أشوف مريض نفسي بعد .. أنا بكبري قدامك مصابة بإكتئاب
الطَبيب سًامي : إذاً نَظريتك تظل نَظرية.
نَظرت لهُ غادة غير مصدقة للُتهرات كما تظن الذي يقولها
الطبيب سامي: مافِي حالة نَفسية ميؤوس منها .. المريض أحياناً ينجرف مع اليأس
غـادة : أقولك أبوي إنتحر !!! حالة ميؤوس منها !!! وأنا إنتحرت لكنهم لحقوا على جسدي فقط لا غير ولا روحي ميتة .. مو قادرة أحس بالحياة ليه أعيش
الطَبيب سامي : لأن أبوك إنجرف مع يأسـه ... ولأنك إنجرفتِ مع يأسك.. لكنك محظوظة إنك نجيتي .
غـادة بغضب: أي محظوظة ؟!!!! أنا إنتحرت لأني أبي أموت ! مو لأني أبي أدفن نفسي في مستشفى بين سبعمية أنبوب معلق في جسمي وممرضة تراقبني 24 ساعة .. أنا أبي أموت لأني أبي أتخلص من هالشعور الغبي الي مايفارقني
الطَبيب سامي بهدوء: لأنك تبين تتخلصين من هالشعور الغبي الي مايفارقك
غادة بغضب: ماني فاهمة تكرارك لكلامي شفايدته
كانت تفقد أعصابها ... أي جُملة أي كلمة أي حَرفُ يخرجهُ من فمه يفقدها أعصابها ..
كَان هادئاً جداً وهي غاضبة جداً ... كان كالجليد وهي كالنـار ... كان كُل شيء فيه يتلف أعصابها
وحقيقة إنهُ طبيب نفسي ..كَان أكثر مايتلفُ أعصابـها.

الطَبيب سَامي : محَد ينتحَر لأنه يبَي يمُوت .. الإنسان جُبِلَ على حُب الحَيـاة ،
ولأن الإنسان جُبـل على حُب الحَيـاة ... فهَو يتمنى إنه يعَيش الحَيـاة بدُون شعور الإكتئاب
ولَيس لأنه مايبي يعِيش .. إنتِ قلتي بلسانك ... أنا أبي أموت لأني أبي أتخلص من هالشعور الغبي الي مايفارقني... ماقلتي لأني مابي أعيش

غادة : وش هالفلسفة الفاضية ذي... إذا قتلت نفسي معناتها إني مابي أعيــِش طبعاً !
الطَبيب سامي : مافهمتي نقطتي صح ؟
لِيـه إنتي تبين تتخلصين من حياتك ؟ ، لأنك ما تبين تعيشين شُعور الإكتئـاب في حياتك أكثر صح ؟
لأنـك تبيـن تعيشين الحَيـاة ... ولأنك كأنسان جُبلتي على حُب الحَيـاة فلهذا ماتبين تعيشينها في تعاسة فقط وليس ماتبينها كُلياَ.

صَمتـت وتنفَـسهـا قد تسارع ، شًعـور وجع الغًصـة في حلقهـا يؤلمهـا .. تتجمع الدُموع في عينيهـا لكنها تحاول حبسهم

الطَبيب سَامي : صَفي لي الشُعور الي تبين تنزعيه من قلبـك

: الإقـــرار بأن حَياتك تهدمت .. ومُستحيل ترجع لك ..
إنَك تخـاف إنك تخسر .. لأنك دايمـا تخسـر..
إنك دايماً تعبان ومنهك ومُرهـق..
إنكَ دائمـا مُتذبذب...
مُمكـن تفرح طُول اليـوم .. وبَس تستلقي على سريرك تكتئب ..
وهالشعور الغَبي مايتركك ..
يلازمك طُول الوقت ...
تنسـاه ... ويرجع لك ...
وإذاً فكرت فيـه ... تكتئب أكثـر لأنك تتيقـن إنك في وضع مزرِ وسيء وخطر وإنك كان ممكن تقدر تعيش حياة طبيعية مثل باقي الناس الي عايشين حياتهم بطولها وبعرضها وبحلوها ومرها " إعتلت نبرة صوتها بدأت دموعها تنهمر من عينيها" وإنت بس محصور في مُرها .. وتشفق على نفسك والشفقة على النفس أسوء شعور ... وهنا تكتئب أكثر وأكثر وتكون في دوامة إكتئاب ماتنتهي لأنك في النهاية نكرة لا تٌعرف إلا بالإكتئاب ..
شَهقـت وصدرهـا قَد عَلى وهَبـط ..
أغمضت عينيها لتسقط دموعهـا وتنظر للطَبيب مُجدداً بضيق: وهُنا تقرر تهرب هرب دائم
هَز رأسهُ .. صَمت قليـلاً وهو ينظر لها ... أخيراً فتحت له قلبها قليلاً .. أكمل:
صِفـي لك موقعك في وفاة والدك
غَـادة وضعت أناملهـا على رأسها :
في البيت كنت في البيت معاه لوحدنـا
الطَبيب سًـامي : أقَصد كِيف تلقيتـي الخَبـر
نظرت له وهي تزم شفاهـها .. إبتلعت ريقها : أنا الي ألقي الخَبـر ..
أنا أول وحَدة شفـت جُثـته

الطَبيب سامي : كيف كانت الفَترة الي قَبل وفـاة أبوك؟
غـادة : بَشعـة ... إن رَب الأسرة يكون مُكتئب يعَيش الكل في حـالة إكتئاب وقلق وتوتر
طوال الوَقـت .. تخَيـل إن الي مَفروض تتطمأن عِنده ... تخَاف عليه
تخيل إنك تَعرف إن أبوك يكره حياتـه .. وهُو الي مفروض يحببك في حياتك
تخيـل إن أمك توصيك على أدوية أبوك ... وهُو الي مفروض يعطيك أدويتك
وتخَيـل
إنك تصَحـى الليـل أحيانـاً..
على صُوت إنهيـاره ..
وتخيل تكون متعلق فيه لدرجـة ..

وتعيش مع إكتئابه سنين..
وخاتمة إكتئابه تُكون إنتحار فيخُلد إكتئابه للأبـد..

:آنـسـة غـادة..

نَظرت إليــه ..

الطَبيب سامي أخذ يدهـا من على رأسها ليضعها بهدوء بجانبها : خذي وقتك وخذي نفس

فَتحت قبضتهـا لتنُظر بصدمة لخُصـل الشعَر التي بداخل يدهـا ..
الطَبيب سامي :هاذي تُعتبر من عادات التوتر .. لا تخافي كل شخص عنده عاداته لمقاومة التوتر لكن المهم إنه يحاول يتغلب عليها

آخر سؤال وبخليكِ ترتاحين .. وإذا تبين بنخلي معاك أحد من العائلة بدون وجود الممُرضة بعد
تكلمتي عَن الهرب كثير .. كيف هربتي بعد وفـاة أبوك وإعترافك لصديقتك إنك مكتئبة ؟
غادة : سافرت أدرس برا
الطَبيب سامي : إنك تغيرين المكان الي انت فيه أحيانا يعني بداية جديدة وشعور جديد
غادة صمتت وهي تنظر للطبيب
أردف: هل كنت تشوفين أهلك خلال إجازاتك؟
غـادة بهدوء: قطعت علاقتي معاهم
الطَبيب سَامي صَمت قليلاً ثم أردف..
:هل هذا يندرج تحت كلامك بأنك خسرتي الكثير؟
غـادة : خسرت عائلتي وعائلتي دايماً يعاتبوني على هالشيء.. لكني فعلاً كنت أبي أهرب ..حياتنا تغيرت كليا بعد انتحار ابوي
الطبيب سامي: من أي ناحيـة؟
غـادة ببرود: مو إنت قلت بس سؤال وبتمشي ؟
الطَبيب سَامي إبتسم وهو ينظر لغـادة ..
وضَع أوراقه في الملف وأزال نظارته ليٌعلقها على جِيب معطفه مٌبتسماً: معاكِ حق
شُكراً لوقتـك

وقف وهَو ينظر لغـادة : تبين أحد يدخل من عائلتك .. أو الممرضة؟
غـادة : الممرضــة

نَظر لهـا لفترة... ثُم أومأ رأسـهُ بالإيجاب : متى ماتبين شخص منهم قولي لها
##

ليـــلاً..

ودَعتهُـم جميعـاً ، أخَذت حقيبتهـا وضعت هاتفها بداخـلهـا
وقفَ وتقـدم نَحوهــا

همس: شُكراً لـين .. فعلاً وقفتك معانا على راسي
نَظرت لقَيس .. بهدوء: سَويت شيء أي إنسان مكاني راح يسُوي نفسي
قَيس وهَو ينظر لعيني لِين : مو إذا كَان بنفس مكانك
لِيـن : لازم الشخص يفصل بين مشاعره وإنسانيته
قَيــس نَظر لهـا بضيق وأومأ برأسـه

أبعدت نظرهـا عَنـه ومضَت في طريقهـا إبتعدت عَن الممَر..

لحق بهـا ..
أمسكَ طرف كِم عبائتهـا..
إسَتدارت تنظُر إليه بإستغراب..

قيس ناظراً نحو عينيهـا: آنا آســف..وأنا أقر إن قراءة دفتر ماتتساوي بالي سويته فيك
زاد بقبضتهِ على كُم عبائتهـا..بُتردد:مُمكـن .. تجين ... بُكـره ؟

نَظرت لهُ لِيـن بإستغراب .. ماهذهِ النظرة التَي تعلو وجهه ... ولماذا يقبض على كِم عبائتها إلى هذا الحَـد
أومأت رأسهـا بالإيجـاب ..
وسَحبت كَم عبائتهـا من يدهُ ...
لكن قَبضـته كَانت شديدة ..
لِين ضحكت بتوتر:شفيـك قَيس أترك عبائتي عشان أقدر أمشي ليه ماسكها كذا
قَيس وهَو ينظر لكم عبائتها : لأني أحَس بالإطمئنان بوجودك

نَظرت إليـه بصدمة ... البُرودة تسري في عُروقهـا وأطرافهـا
نَظـر لهَـا وإبتسَم بلطـف..

قَطبت جبينهـا وأبعدت كُم عبائتها بعنف
تاركتـاً إياهـا ورائهـا

تمُر في أرجـاء المشفى لتخرج منهـا : الله يلعنـك قيـس ...
الله يلعـن هالإبتسـامة الي على وجهـك


بينمـا هُو إستوعَب للتـو ما قالـه ..
حينمـا مضَت في طريقهـا

:وش قلت أنـا ؟!!! إطمئنان إيييش؟!! كيف طلع هالكلام من فمي بدون ما أحس!!!


إقتَربت نَحوه ... يداهـا وراء ظهرهـا... تدفع قدم وراء قَـدم
: أتمنى إن ذكرك للورد عند غـادة معناه إنك سامحتني
إستدار لها لينظر لغـلا .. أردف بهدوء:ما أدري
إنك تخبين معرفتك بإكتئابها .. صعب غُفرانه ... بس بنفس الوقت
ما أدري ليه حُبي لك صعب كسره لهالدرجـة

إبتسَمت هي ..

لكنهُ هُو حالمـا نطق بذلك ..
أحس بشعُور غَريب بصَدره ، شعَر وكأنه فِي منطقـة رماديـة بحتـة
إزادادت رمـاديتُهـا في هذه النُقطـة بالذَات ، لا يعَلـم مابه
ينطقُ مابقلبـه دُون عقلـه ..
وليس بعادته ذلك ..

لا يعلـم لماذا إلتفَت لـلوراء...
للمكَـان الذي مضت فيـه لِين طريقهـا..
ثُم إلتفـت لينظُـر لغـلا ..

أحَـس بالضيـاع .

مَامعنى أن تنطق بُحبـك لشخص .. وتنطقُ بإطمئنانك بوجود شخص آخـر؟

##

سَمعت صُراخهـا فَتحـت البـاب بُسـرعـة دُون وعَـي
لتراهـا تضرب بقبضتهـا سريرهـا وتبكي صارختاً في وجه الطَبيب سًامي بينما ريان يحتضنهـا من الخلف بشدة : قلت لك مابي أعيـش !!! قلت لك مابي أعيش بس ما فهمتنـي !!
الطَبيب سَامي : آنسة غـادة تطمني .. أكَيد بتقدرين تمشين لأن رجل وحدة الي مُصابـة فقط ..
غـادة صارختـاً: وعــادي مفروض أنبسـط إني ممكن أمشي على قـدم وحدة طول حيـاتي ؟!!!
الطَبيب سًامي : معـاكِ كل الحق إنك تعبرين عن غضبك .. لكنا معانا الحق إنا نواسيكِ
غـادة : إطلع برا ..مابي أسمع كلامك عن الحالات النفسية الغبية أكثر إطلع برا أنا مو متحملة نفسي عشان أتحملك
شَد ريان بحُضنها إياها مُطمئناً إياها

نَظرت للكُرسي المُتحرك والعُكازات التي قَد جلبتهـا الممُرضـة لغرفتها بغضب .. صكت على أسنانها لتسقط دموع القهر على خديها
قيـس: غادة حبيبتي .. راح تتعالجين علاج طبيعي وتمشين
غـادة وهي تبكي : مو قادرة أحس فيها كيف بتحرك .. كيف بقدر أرجع أمشي طبيعي
نظر قَيس لمرام الواقفة عِند الباب حالما سمعت صراخ غـادة .. لم يناد والدته لأنه لا يريد لحزنها أن يزيد على حزن غـادة

أغَلقـت الباب من ورائهـا

نطق فهد وهو يقترب نحو مرام : يلا مرام نرجع البيت عشان وراك بكره مدرسة
أومأت برأسها بإرهـاق ..

حتى أن تومأ برأسها أصبح ثقيلاً على قلبهـا.
##

السَـادسَـة والنصف صباحَـاً..

كَانت نائِمة بينما المُمرضة المناوبة عَليهـا جالسة على الكُرسي بإرهاق
تثاوبت ... وقفت من على الكُرسي وإتجهَت لغـادة بخطوات هادئـة لتتفقد إن كانت نائمة
خَرجت لتشتري لها كُوباً من القهَـوة..

تظاهرت بأنهـا نائمـة .. حالمـا خرجت المُمرضـة إعتدلت بجلستهـا
نَزعت عَنهـا القنية الأنفيـة ..

فَتح البـاب ..

رأهـا تنزع إبــرة المُغذي بقوة عَنهـا .. لينتجُ عَن ذلك نزيف دَمهـا

صَرخ بصوت عال بينمـا توجـه نحوهـا ليمسك يدهـا بسرعة : غــادة وش هالغَبــاء الي تسـويه!!!!؟؟؟

نَظرت إليـه بغضب : وش تبي إذلف مُو إنت كارهني لا تدخل في شي مايخصَك
جراح بغضب وهو يسحَب كمية كبيرة من المناديل ويضعهـا على مكان الإبرة : تفَكرين إنها بتتركك وحدك ياغبية !!!؟؟؟؟
غـادة بغضب: وليه إنت الي دخلت ؟!! أنا موهامتنك ليه تدخل وتضيع علي فُرصي
جراح صرخ في وجههـا وهو ينظر نحو عينيها مٌباشرة: فُرص إيــِش؟! إنـك تنتحريــن ؟؟؟ هاذي تسمينها فُرصـة ؟؟؟!!
غــادة بصراخ : إيــه فُرصــة ليه تبين أعيــِ على هذا الزفت الكُرسي ولا أستخدم هالعكازات الغبية طول حياتي ؟!؟!!! ليه أعيش إذا أنا حياتي من أسوأ لأسوأ
جراح وهَو مايزال يضغط على جُرح غادة : إنت سامعة الهبال الي تقولينه ؟!! إنتِ حتى أول جلسة علاج طبيعي بعدك ما أخذتينها كيف تيأسي قبل ماتحاولي حَتى ؟!!
غــادة بصراخ جنوني: إسمع مين يتكلم عَن اليأس !!! مييين الي يتكلم ؟! الي صار له سنين مشخص بإضطراب الغضب ولا تعالج
جراح مسك فكَي غـادة بقوة بغضب: لا تتكلمين عن مرضي وكأني أتفشل منه أنا من زمان تعديت هالمرحلة لا تعَليـن صوتك علي عالفاضي .. إنت ليه ضارب عليك الجنون لهالدرجة من صبح الله
تناولت خلسة الإبرة بأطراف أصابع يدهـا الأخرى
رمق جَراح يدهـا ... ضَرب يدهـا بُسرعـة لتسقُط الإبرة على الأرض بعيداً عنهــا
صرخ بها: شفيـــكِ إنـــت من جـدك تحاولـــين تنتــحريــن قــدامي ؟؟!!!
لأي درجــة وصل فيك اليــأس؟!
إنتِ شربتي أدويتك ؟!! وصف لك الدكتور أدوية لفترة مؤقتة شربتيهم ؟!؟!
لا طبعــاً
أخرج مفتاح من جيبــه ليفتح به إحدى الأدراج ويتناول منه الأقراص
نظرت له بصدمة
جراح : لا تناظرين كذا لا تفكرينها بتتركك وبس ... قلت لها تمشي وتعطي مفتاح الدرج الي فيه دواكِ .. قلبي حاس إنك بتنجنين
غادة بعصبية: لا تكلمني كأني مجنونــة !
جراح بغضب: أجل لا تتصرفين مثلهم!
وضع القُرص بعنف في فمهـا وتبعهـا بسرعة قنينة الماء ..
أبعد القنينة ليغلقهـا ..
وسُرعـان ما بـصـقـت المــاء وحبة الدواء على وجهه ورقبته ..

أغـلـق عَينيــه وتنفسـه قد تسـارع يُحــاول التحكـم بأعصابه
غــادة : أدويــة الإكتئاب الغبيـة هاذي الي ماتجيب نفع مابيهــا لا تفكَر تجربني على هالشيء
مَســك ملابسهـا بقبضتيـه بشدة مُقربا نفسهُ لها بغضب: ليـه فاقدة الأمــل لهالدرجــة وإنتِ في بداية العلاج ؟؟؟ ليش ماتعطينا فرصة نساعدك وماتعطي نفسك فرصة ياغبيــة؟!
غــادة صرخت وهي تبكي حالما أبعد عنها كل الوسائل: لأنك ماتفهـــم ..أنـــا ما أحــب حياتــي ... ما أحـــب نــفـــســـي !...أكـــره نــفــســي !!

ضَعفت قبضتهُ على ملابسهـا وهَو ينظر نَحو عَينيهــا بضيـق شديـد

أحَس بزَوبعَةِ مِن السواد تنبثُ فِي رُوحـه ..
كُره الذات لَيس بأمراً عاديـاً مُطلقـاً ..
بَل كُره الذات يَعنـي اليأس التــام مِن الذات والحَياة .
كُره الذات يؤثـر على الإنسـان فيصبح هُو أشد خَطراً على نفسـه من أي شيء أو شخـص آخـر.
يٌعاقـب نفَـســه مِراراً ... يشعٌر بالراحـة بعقاب نفسـه
لا يحَزن على نفسـه... ويفقد لذة أي شُعـور آخـر..

أجَـاب بهدُوء ويداهَ مازالت على ملابسهَـا : فلهـذا تحاوليـن تنتحريـن ؟
غـادة بغضب ودُموعها تنساب على خَديهـا: إيـه وياليــتك مادخَلـت وخَربت كُل خُططي
صَك على أسنـانــه وهَو ينظُر نحَو عَينيهــا الممُتلئتين بالدُمـوع ..
أبعـد قَبضتيـه ليضع ذِراعـاً تحت ظهرهـا وذِراع تَحـت ركبتيهـا

ويضعهـا بُسـرعـة على الكُرسي المُتحـرك
غـادة بغضب: تستعبــط ؟ لا تخليني أصرخ ويشوفوا أهلي المهزلة هاذي الي صًايرة
جَراح : أهَلك عِند الطَبيب ياحلوة
غـادة : وش هالعائلـة ذي الي يأمنون بنتهم على شخص عنيف مثلك
جراح : أنا إتفقت مع الممرضة كم مرة لازم أكرر عشان يستوعب عقلك الغبي
بس طبعاً شخـص يحاول ينتحر وين مايكون غًبــي
غــادة : إنتبـه لكلامك .. ولا تستحقر الإكتئاب أبداً
وإذا ذاك اليـوم قَدرتوا تلحقوا علي....
وإذا اليــوم قدرت تلحـق عـلـي...
مو معناهــأ إن بُكـره بتلحَق عَـلــي.

نَظــر لهــا بجُمود بعد أن إنتهَت من كلامهـا
غـادة بغضب :شفيك؟!
وضع يديــه بقوة على كُرسيهـا ليحركهـا خارج الغُرفـة

غــادة : وين بتوديني إن شاء الله ؟ مو ممنوع إني أطلع من الغرفة ؟!
جراح : اللحين صرتي تلتزمين بالممنوعـات ؟
ويدك الي كلهـا دَم ؟
غــادة بغضب: بترجع المُمرضة ترا مابتجلس تشرب قهوتها برا طول الوقت
جراح وهُو يقود بكُرسي غادة في المَمرات: تفهمين وش معنى " متفق معهـا"؟ ولا لازم أحط مسجل لك يعيد الجُملــة ألف مرة فوق راسك .. راحت تفطر وأنا بكون مسؤول عنك .. مبروك

دخـلاً المصعــد ..

غــادة بغضب: وين مودني إن شاء الله تتمشى فيني وكأنه مستشفى أبـوك ؟! رجعني غرفتي بسرعة لا أرفع عليك دعوى تحرش
جراح: الي يبي ينتحـر ماله خـلـق يرفع قضــايــا
نظَرت لهُ بنظـرة حــادة

وصلاً نحـو مَمـر غَريب
وهَو يحك كُرسيهـا بعجلة
غــادة : جراح يازفت بطيح من تحريكك الغبي لهالكرسي الغبي
جراح : الي يبي ينتحـر ما يتذمر

فَتــح البــاب ..

نَظــرت للمكــان بصَدمـــة ... مُتسعــة العَينيــن
: جَراح ليه جبتني هِنـا؟!

نَظــر إليهــا ببــرود ..
بينمــا هِي كانت تحتـــرق ..

إبتعــد عَنهـا بخطوات بــاردة بينمــا هِي خـلفــه تتسائــل عما سيفعلهُ

غـادة : جراح يا متخـلف !!! ليه تتركني هنا في هالجَو البارد
تابع خُطواتـه مُتجاهـلاً إياهـا..

غـادة بصوت عالِ: إنت فعــلاً مجنـون وين رايح خلصني رجعني للفلم الرعب الممرضة ولا اجلس معك يامجنون

شهَقـت حَالمــا رأتهُ

يصَعـد عَـلـى حافـة السـطــح ..
شعرهـُ البُنـي يتحَرك طَوعـــا للهَــواء ..

مــد يديــه بعيداً عَـن جــســده مُتأهبــاً للـســقُــوط ... مِن أعـلى المشَـفــى

إرتجـفـت ... نطقت رُغمـا عن شفتيهـا اللتان تتطابقا من الإرتجاف رُغما عنهـا: جـــــراح!!!!
إنــزل بُســرعة بلا غَبـــاء ...

تَجـاهلهــا...
كُلمـا هَب الريـح بشكـل أقَــوى .. إرتجفَت وغَلف الخَوف قَلبهـا أكثــر
تُحـاول أن تُحــرك الكُرسي لتتجـه ناحيتـه لكنهُ غـير متطور إطلاقـاً ولم تعرف كَيف تجعلـهُ قابلاً للحركــة مُجـدداً..

قدمهـا السَليمــة مُصابــة بضمـور .. لا تستطع تحريـك أي منهمــا حتى الآن
صَرخــت بإسـمـه حَالمـا هبت ريحُ قـوية جداً بعثرت شعرهـ وحرك قدمه إزاء ذلك ..
أغمضت عيناهـا وصرخت بإسـمـه محاولـة الوقوف على قدمهـا

لكنهــا سـقـطـت دُون أن تتقـدم أي خُطــوة ..
بكَــت بصُوت عالـــي وهَــي تصَرخ بإسمهُ محاولتاً رفع جسدهـا بيديهـا اللتان سقطتـا على الأرض المليئة بالحصي

قبضَ على ذراعيهـا بيـديــه .. رافعــاً إياهــا من عـلـى الأرض
كَانت هزيلــة جداً ... حملهـا بإمساكـه لذراعيـهـا ورفعهـا للكُرسـي بُسـرعـة ليجعل جسدهـا يرتطـم بالكُرسـي عـمـداً ..

جـالـسـاً عـلى رُكبتيـه أمامـهـا .. ممُسكــاً بذراعَيهــا .. يهـز ذراعيهـا بشـدة صارخـاً في وجههـا بينما هِي تبكي بصوت عالِ وقد إحَمــر وجهـهـا
:يــلا فــهــمــينــــي كِيـــف تـــاخذيــن منـــي فُرصتـــــي ؟؟؟!! كِيــــــف كـــان الـــشــعـــور ؟!؟ إنــــك تشوفيــــنـــي أحــــــاول انتـــحـــر ؟
شعُـور بــشــع يخليــك تلفظيــن روحـــك صـــح؟!!
إنــتِ عاجــزة ومع ذلــك حاولتــي ووقفــتــي تحاولــين تنقــذينـــي..
تخــيلـــي شُــعــوري وأنـــا أشــوفــك مليانــة دَم على حُضـن توأمــك ومـع إنــي مافيني شـيء إلا إنــي عاجــز أنقــذك لأنــك نــفذتــي خطتــك الإنتحــاريــة الغـبيــة وخـلصـتي ؟!!
إنــتِ ما تحبيــن نــفــســك بــس تــحبـينــي وتحــاوليـن تنقــذيني من الي كنتــي توك بتسويه قدامـــي تمــزحــين ؟؟؟!
أنـــا بــعــــد نــفـــس الــشــيء ..

بتعَــب : أنــا بــعـــد أحبــك يا مُتخـلفـة وحَيــاتــك مُو ملـك لك عـشـان تتصرفين فِيهـا

صَفعــه على وجهه وهي تبكي وتصرخ: غـــبــي أحنـــا مو نـفــس الشيء لا تـقــارن بيناتنــــا!
جَـراح ماسكـا معصمهـا : وش الفــرق؟؟؟؟ إثنينـــا مَرضــى غــادة
أنا خـســرت كثيـــر وإنتِ خـسـرتِ كثيــر ...
أنا هَربـت بأسلوبي... وإنت هربتي بطريقتــك
الفَرق إنك قررتي الإنتحــار.... وأنـا سمحت لكُم تساعدوني وتعالجت قَبل ما اخسَر نفسي أكثر

نَظرت لهُ وهي تبكي .. صدرهـا يعلو ويهبط تنفسها غير منتظم ..
بهدوء وصَوت مبحوح : بَس أبوك ما أنتحــر جـراح .

: مُو إنــتِ الـي قـلـت لـي الأبنــاء مُو لازم يُورثــوا كــل شــيء من الأبـــاء؟

قالهــا والدُمـــوع تـسـقــط من عَينيـــه
بصوتِ مبحُوح قَد تقطـعت حُنجرتــه من الصَراخ وكتم الدُموع مُنذ الحَادثـة

تَوقفـت عَن البُكــاء وهَي تـنـظـرُ لـهُ بصَدمــة ووجهها مُحمـر

أخفَض رأسهُ تدريجياً وشهقاتهُ تتمرد طليقةُ من حنجرته رُغماً عنه .. تمامـاً كَدموعـه
حَتى وضـع رأسـهُ عَلى رُكبتيهــا ..

رفعت يدهـا ببطء ..

ومسحـت على شعرهُ المبعثــر بهدوء..


"لَيـس عَـلـي إلا أن أترك نَفـسـي أحَـس هذا الألـم ، لأنني إذا لَم أفعل ذلك ، إذا بقَيتُ أُخـدر الألـم ، فَـلـن يَزول مِنـي أبـداً."


يُتبـع فِي الجـزء القـادم ...



مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 09-30-2019   #3


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (12:03 AM)
آبدآعاتي » 658,343
الاعجابات المتلقاة » 935
الاعجابات المُرسلة » 351
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



طرح رائع قلبي


 توقيع : نظرة الحب




رد مع اقتباس
قديم 09-30-2019   #4


الصورة الرمزية مجنون قصايد

 عضويتي » 27626
 جيت فيذا » Jul 2014
 آخر حضور » منذ 18 ساعات (09:36 AM)
آبدآعاتي » 265,604
الاعجابات المتلقاة » 1857
الاعجابات المُرسلة » 8776
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 51سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » مجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد


 توقيع : مجنون قصايد






رد مع اقتباس
قديم 10-01-2019   #5


الصورة الرمزية نجم الجدي

 عضويتي » 134
 جيت فيذا » Feb 2009
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (12:04 AM)
آبدآعاتي » 273,717
الاعجابات المتلقاة » 2158
الاعجابات المُرسلة » 5719
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 48سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع naser
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي


 توقيع : نجم الجدي





رد مع اقتباس
قديم 10-01-2019   #6


الصورة الرمزية لا أشبه احد ّ!

 عضويتي » 28327
 جيت فيذا » May 2015
 آخر حضور » 03-12-2024 (05:41 AM)
آبدآعاتي » 442,833
الاعجابات المتلقاة » 5765
الاعجابات المُرسلة » 4205
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » لا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  مبسوطه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي








آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك


 توقيع : لا أشبه احد ّ!





رد مع اقتباس
قديم 10-01-2019   #7


الصورة الرمزية ضامية الشوق

 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ يوم مضى (02:03 PM)
آبدآعاتي » 1,056,132
الاعجابات المتلقاة » 13857
الاعجابات المُرسلة » 8037
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت يمناك
طرح جميل جدا


 توقيع : ضامية الشوق




رد مع اقتباس
قديم 10-01-2019   #8


الصورة الرمزية ملكة الجوري

 عضويتي » 29073
 جيت فيذا » Sep 2016
 آخر حضور » 03-10-2024 (03:13 PM)
آبدآعاتي » 601,601
الاعجابات المتلقاة » 6636
الاعجابات المُرسلة » 6081
 حاليآ في » فديټ قـ❤ـڵبا اהּـآ فـيـہ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  لااله الا الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
جـميلة
محيا وسمحة خلق ،
ودقيقة عود
غزالن تقود البـيض
ماهيب تنقادي


мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



تسسلم يمينك على رووعه طرحك~
الله يعطيك الف عاآآآآآآفيه ...
ولاتحرمنا من جديدك وفيض ابداعاااك ..
دمت بخير..~
..::..


 توقيع : ملكة الجوري



رد مع اقتباس
قديم 10-02-2019   #9


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 15 ساعات (01:17 PM)
آبدآعاتي » 3,247,293
الاعجابات المتلقاة » 7380
الاعجابات المُرسلة » 3672
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



يسلمو ع المرور


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 10-02-2019   #10


الصورة الرمزية البرنسيسه فاتنة

 عضويتي » 28643
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » 02-10-2021 (07:44 PM)
آبدآعاتي » 281,584
الاعجابات المتلقاة » 535
الاعجابات المُرسلة » 120
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



راقني انتقائك الماسي
تسلم يمينك
ودام عطائك العذب
پآقة ورد


 توقيع : البرنسيسه فاتنة






رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
., لطالما, الإنسان, يصارع, عقله, وقلبه, كان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صورهـ حقيقيهـ لمحمد - صلى الله عليه وسلم - متع ناظريك ! لذهـ غرآآآم …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… 14 05-25-2009 04:13 PM
الملوك الأربعة الذين حكموا الأرض .. نادر الوجود …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 4 03-19-2009 10:02 PM
نبذة عن الشاعر :: زهير بن أبي سلمى a7med …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… 0 02-09-2009 11:42 AM
موسوعه قصايد ليل المعلوماتيه ...؟ البرق النجدي …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 12 01-12-2009 08:18 PM
هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم النصر العالمي …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… 2 12-05-2008 12:15 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية