الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > ... رمضـــــانيات ...
 

... رمضـــــانيات ... شهر الخير والبركه وكل مايتعلق به من نشاطات

إنشاء موضوع جديد  موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-29-2016
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (02:48 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11593
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي نفحآت رمضآنية (14) (15) (16) (17) (18) (19)



الحمد لله مجيب الدعوات وكاشف الكربات، والصلاة والسلام على أزكى البريات، أما بعد:

فإن شأنَ الدعاءِ عظيم، ونفْعَهُ عميم، ومكانتَه عاليةٌ في الدين، فما استُجْلِبت النعمُ بمثله ولا استُدْفِعت النِّقَمُ بمثله، ذلك أنه يتضمن توحيد الله، وإفراده بالعبادة دون من سواه، وهذا رأس الأمر، وأصل الدين. وإن شهرَ رمضانَ لفرصةٌ سانحة، ومناسبة كريمة مباركة يتقرب فيها العبد إلى ربه بسائر القربات، وعلى رأسها الدعاء؛ ذلكم أن مواطن الدعاء، ومظانَّ الإجابة تكثر في هذا الشهر؛ فلا غَرْوَ أن يُكْثِر المسلمون فيه من الدعاء.

ولعل هذا هو السر في ختم آيات الصيام بالحثّ على الدعاء، حيث يقول ربنا_عز وجل_: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ).
وإليكم _معاشر الصائمين_ هذه الوقفات اليسيرة مع مفهوم الدعاء، وفضله.
أيها الصائمون: الدعاء هو أن يطلبَ الداعي ما ينفعُه وما يكشف ضُرَّه؛ وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمةُ العبوديةِ، واستشعارُ الذلةِ البشرية، وفيه معنى الثناءِ على الله_عز وجل_وإضافةِ الجود والكرم إليه.
أما فضائلُ الدعاءِ، وثمراتُه، وأسرارُه _فلا تكاد تحصر،
فالدعاءُ طاعةٌ لله، وامتثال لأمره، قال الله _عز وجل_: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم).
والدعاء عبادة، قال النبي": (الدعاء هو العبادة) . رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، ورواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
والدعاء سلامة من الكبر: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين).
والدعاءُ أكرمُ شيءٍ على الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس شيءٌ أكرم على الله _عز وجل_ من الدعاء). رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وابن ماجة، والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
والدعاء سبب لدفع غضب الله ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من لم يسألِ اللهَ يَغْضَبْ عليه). أخرجه أحمدُ، والترمذيُّ، وابن ماجةَ، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني.
والدعاء سبب لانشراح الصدر، وتفريج الهم، وزوال الغم، وتيسير الأمور، ولقد أحسن من قال:
وإني لأدعو اللهَ والأمرُ ضيّقٌ *** عليَّ فما ينفك أن يتفرّجا
وربَّ فتىً ضاقتْ عليه وجوهُهُ *** أصاب له في دعوة الله مَخْرَجا
والدعاء دليل على التوكل على الله، فسرُّ التوكلِ وحقيقتُه هو اعتمادُ القلبِ على الله، وفعلُ الأسباب المأذون بها، وأعظمُ ما يتجلى هذا المعنى حالَ الدعاء؛ ذلك أن الداعيَ مستعينٌ بالله، مفوضٌ أمرَهُ إليه وحده.
والدعاء وسيلة لكِبَرِ النفس، وعلو الهمة؛ ذلك أن الداعيَ يأوي إلى ركن شديدٍ ينزل به حاجاتِه، ويستعين به في كافّة أموره؛ وبهذا يتخلص من أَسْر الخلق، ورقِّهم، ومنَّتِهِم، ويقطعُ الطمعَ عما في أيديهم، وهذا هو عين عِزِّهِ، وفلاحِه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وكلّما قوي طمع العبد في فضل الله، ورحمته، لقضاء حاجته ودفع ضرورته؛ قويت عبوديتُه له، وحريته مما سواه؛ فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديتَه له فَيأْسُهُ منه يوجب غنى قلبه)ا_ه.
والدعاء سلامة من العجز، ودليل على الكَياسة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعجز الناس من عجز من الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام). رواه ابن حبان، وصححه الألباني.
ومن فضائل الدعاء: أن ثمرته مضمونة_بإذن الله_قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كفّ عنه من سوء مثلَه؛ ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم). رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من مؤمنٍ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لله يسأله مسألةً إلا أعطاه الله إياها، إما عجّلها له في الدنيا، وإما ذخرها له في الآخرة، ما لم يعجل).
قالوا: يا رسول الله وما عَجَلَتُه؟ قال: (يقول: دعوت ودعوت ولا أراه يُستجاب لي). أخرجه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
ففي الحديثين السابقين وما في معناهما؛ دليل على أن دعاء المسلم لا يُهمل، بل يُعطى ما سأله إما مُعجلاً، وإما مُؤجلاً.
قال ابن حجر رحمه الله: (كلُّ داعٍ يُستجاب له، لكن تتنوع الإجابة؛ فتارةً تقع بعين ما دعا به، وتارةً بعِوَضِه). ا_ه.
قال بعضهم في وصف دعوة:
وساريةٍ لم تَسْرِ في الأرض تبتغي *** مَحَلاً ولم يقطعْ بها البِيْدَ قاطعُ
سَرَتْ حيث لم تَسْرِ الركابُ ولم تُنِخْ *** لِورْدٍ ولم يَقْصُرْ لها القيدَ مانعُ
تحلُّ وراءَ الليلِ والليلُ ساقطٌ *** بأرواقه فيه سميرٌ وهاجعُ
تُفتِّحُ أبوابَ السماء ودونها *** إذا قرعَ الأبوابَ منهن قارعُ
إذا أَوْفَدَتْ لم يَرْدُدِ اللهُ وفدَها *** على أهلها والله راءٍ وسامعُ
وإني لأرجو اللهَ حتى كأنني *** أرى بجميل الظنِّ ما اللهُ صانعُ
ومن فضائل الدعاء: أنه سبب لدفع البلاء قبل نزوله، ورفعه بعد نزوله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يغنى حذرٌ من قدرٍ، وإن الدعاءَ ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء ليلقى البلاءَ فيعتلجان إلى يوم القيامة) أخرجه الطبراني وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
ومعنى يعتلجان أي: يتصارعان، ويتدافعان.
والدعاء يفتح للعبد بابَ المناجاةِ ولذائذَها، قال بعضُ العُبَّادِ: (إنه ليكون لي حاجةٌ إلى الله، فأسأله إياها، فَيَفْتَحُ عَلَيَّ من مناجاتهِ، ومعرفتهِ، والتذللِ لَهُ، والتملقِ بين يديه ما أحب معه أن يؤخَّر عني قضاؤها، وتدومَ لي تلك الحال).
أيها الصائمون الكرام، والدعاء من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، قال_تعالى_ عن طالوت وجنوده لما برزوا لجالوت وجنوده: (قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا ً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين).
فماذا كانت النتيجة؟ (فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت).
ومن فضائل الدعاء: أنه مَفْزَعُ المظلومين، ومَلْجَأُ المستضعفين؛ فالمظلوم أو المستضعف إذا انقطعت به الأسباب، وأغلقت في وجهه الأبواب، ولم يجد من يرفع عنه مظلمته، ويعينه على دفع ضرورته، ثم رفع يديه إلى السماء، وبث إلى الجبار العظيم شكواه _نصره الله، وأعزه، وانتقم له ولو بعد حين.
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
وربَّ ظلومٍ قد كُفِيتُ بحربهِ *** فَأَوقعَه المقدورُ أيَّ وقوعِ
فَما كان ليْ الإسلامُ إلا تَعَبُّداً *** وأدعيةً لا تُتَّقى بدروعِ
وحسبك أن ينجو الظلومُ وَخَلْفَهُ *** سهامُ دعاءٍ من قِسِيِّ ركوعِ
مُرَيَّشةً بالهدب من كل ساهرٍ *** ومنهلةً أطرافها بدموع
ويقول:
أتهزأُ بالدعاء وتزدريه *** وما تدري بما صنع الدعاءُ
سهامُ الليلِ لا تخطي ولكن *** لها أَمَدٌ وللأمدِ انقضاءُ
وأخيراً: فإن الدعاءَ دليلٌ على الإيمان بالله، والإقرار له بالربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات؛ فدعاءُ الإنسان لربه متضمنٌ إيمانهَ بوجوده، وأنه غنيٌّ، سميعٌ بصيرٌ، رحيمٌ، قادرٌ، جوادٌ، مستحقٌ للعبادة دون من سواه.
اللهم يسرنا لليسرى، وجنبنا العسرى، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، واقرن بالعافية غدوَّنا وآصالنا، اللهم انصر المجاهدين، وفرج هم المهمومين، ونِّفسْ كربَ المكروبين من المسلمين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،أما بعد:

فقد مرَّ سالفاً الحديثُ عن فضائل الدعاء، والحديث ههنا سيكون حولَ شروطِ الدعاءِ وآدابِه على سبيل الإيجاز، ثم يُفصَّل الحديثُ عن مسألةٍ مهمةٍ في الدعاء، ألا وهي مسألة تأَخّر الإجابة، والحِكَم من وراء ذلك.

أيها الصائمون الكرام: للدعاء شروطٌ عديدةٌ لابد من توافرها؛كي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله.
فمن أهم تلك الشروط: أن يكون الداعي عالماً بأن الله وحده هو القادر على إجابة الدعاء، وألا يدعو إلا الله وحده؛ لأن دعاء غير الله شرك، وأن يتوسل إلى الله بأحد أنواع التوسل المشروعة كالتوسل إلى الله باسم من أسمائه، أو صفة من صفاته، أو أن يتوسل بصالح الأعمال، أو بدعاء رجل صالح حيٍّ حاضر قادر.
ومن شروط الدعاء: تجنبُ الاستعجال، والدعاءُ بالخير، وحسنُ الظنِّ بالله، وحضورُ القلب، وإطابةُ المأكل، وتجنُّبُ الاعتداءِ، هذه هي شروط الدعاء على سبيل الإيجاز.
وهناك آداب يحسن توافرها: كي يكون الدعاء كاملاً، ومنها الثناءُ على الله قبل الدعـاء، والصلاة ُعلى النبي صلى الله عليه وسلم والإقرارُ بالذنب، والاعترافُ بالخطيئة، والتضرعُ، والخشوعُ، والرغبةُ، والرهبةُ، والجزمُ في الدعاءِ، والعزمُ في المسألة، والإلحاحُ بالدعاء، والدعاءُ في كل الأحوال، والدعاءُ ثلاثاً، واستقبالُ القبلة، ورفعُ الأيدي، والسواكُ، والوضوءُ، واختيارُ الاسم المناسبِ أو الصفةِ المناسبةِ كأن يقول: يا رحمن ارحمني، برحمتك أستغيث.
ومن آداب الدعاء: خفضُ الصوتِ، وأن يتخير الداعي جوامعَ الدعاء، ومحاسنَ الكلامِ، وأن يتجنب التكلفَ، والسَجْعَ، وأن يبدأ الداعي بنفسه، وأن يدعو لإخوانه المسلمين.
هذه بعض آداب الدعاء على سبيل الإجمال، والأدلة على ذلك مبسوطة في الكتاب والسنة، والمجال لا يتسع للتفصيل؛ فالإتيان بشروط الدعاء وآدابه من أعظم الأسباب الجالبة لإجابة الدعاء.
ومن الأسباب _أيضاً_: الإخلاص لله حالَ الدعاء،وقُوة ُالرجاء،وشدةُ التحرّي، وانتظارُ الفَرَجِ، والتوبةُ، وردُّ المظالمِ، والسلامةُ من الغفلة، وكثرةُ الأعمالِ الصالحةِ، والأمرُ بالمعروفِ، والنهيُ عن المنكر، والتقربُ إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، وبِرُّ الوالدين، واغتنامُ الفُرصِ، وذلك بتحري أوقات الإجابة، واغتنامُ الأحوال، والأوضاع، والأماكن التي هي مظانُّ إجابة الدعاء.
أيها الصائمون الكرام: إن من البلاء على المؤمن أن يدعو فلا يُجاب؛ فيكرَّر الدعاء، ويلحَّ فيه، وتطولَ المدة فلا يرى أثراً للإجابة.
ومن هنا يجد الشيطان فرصته؛ فيبدأ بالوسوسة للمؤمن، وإيقاعه في الاعتراض على حكم الله، وإساءته الظن به _عز وجل_.
فعلى من وقعت له تلك الحال ألا يلتفت إلى ما يلقيه الشيطان؛ ذلك أن تأخر الإجابة مع المبالغة في الدعاء يحمل في طيّاته حِكَماً باهرةً، وأسراراً بديعةً، وفوائدَ جمةً، لو تدبرها الداعي لما دار في خَلَدِه تضجُّر من تأخر الإجابة.
ومن تلك الحِكَم والأسرار والفوائد التي يحسن بالداعي أن يتدبرها، ويجمل به أن يستحضرها ما يلي:
أولاً: أن تأخر الإجابة من البلاء كما أن سرعة الإجابة من البلاء_أيضاً_قـال _عز وجل_: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون).
فالابتلاء بالخير يحتاجُ إلى شكر، والابتلاءُ بالشر يحتاج إلى صبر؛ فإياك أن تستطيل البلاء، وَتَضْجَرَ من كثرة الدعاء؛ فإنك ممتحنٌ بالبلاء متعبَّدٌ بالصبر والدعاء؛ فلا تيأسنّ من رَوْح الله وإن طال البلاء.
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: (أصبحت ومالي سرورٌ إلا في انتظارِ مواقعِ القدرِ، إن تكنِ السراءُ، فعندي الشكرُ، وإن تكن الضراءُ فعندي الصبرُ).
ثانياً: من حكم تأخر إجابة الدعاء: أن يستحضر الإنسان أن الله هو مالك الملك، فله التصرف المطلق، بالعطاء والمنع؛ فلا رادّ لفضله، ولا مُعقّب لحكمه، ولا اعتراض على عطائه ومنعه، إن أعطى فبفضل،وإن منع فبعدل؛ فلا حقّ_إذاً_للمخلوق المربوب على الخالق الرب_عز وجل_.
ثالثاً: أن الله _عز وجل_ له الحكمة البالغة؛ فلا يعطي إلا لحكمة، ولا يمنع إلا لحكمة، وقد يرى الإنسان أن في ذلك الشيء مصلحةً ظاهرةً؛ ولكن الحكمةَ لا تقتضيه، فقد يخفى في الحكمة فيما يفعله الطبيب من أشياء تؤذي في الظاهر ويُقْصَد بها المصلحة، فلعل هذا من ذاك ، بل أعظم؛ فقد يكون تأخرُ الإجابة، أو منعُها هو عينَ المصلحةِ.
رابعاً: قد يكون في تحقق المطلوب زيادةٌ في الشر، فربما تحقق للداعي مطلوبُه، وأجيب له سؤلُه؛ فكان ذلك سبباً في زيادةِ إثمٍ، أو تأخيرٍ عن مرتبةٍ، أو كان ذلك حاملا ً على الأشَر والبَطر، فكان التأخير أو المنع أصلح.
وقد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الغزو؛ فهتف به هاتف: إنك إن غزوت أُسرت، وإن أُسرت تنصّرت.
قال ابن القيم رحمه الله : (فقضاؤه لعبده المؤمن عطاءٌ، وإن كان في صورة المنع، ونِعْمَةٌ وإن كان في صورة محنة، وبلاؤه عافية، وإن كان في صورة بلية.
وَلَكنْ لجهل العبدِ، وظلمِه لا يَعُدُّ العطاءَ والنعمةَ والعافيةَ إلا ما التذّ به في العاجل، وكان ملائماً لطبعه.
ولو رزق من المعرفة حظاً وافراً؛ لعد المنعَ نعمةً والبلاءَ رَحمةً، وتلذذ بالبلاء أكثرَ من لذته بالعافية، وتلذذ بالفقر أكثرَ من لذته بالغنى، وكان في حال الِقلّةِ أعظمَ شكراً من حال الكثرة. )ا_هـ.
وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله: (ولهذا من لطف الله _عز وجل_ لعبده أنه ربما طمحت نفسُه لسبب من الأسباب الدنيوية التي يظُن بها إدراكَ بُغْيتِهِ، فيعلـم أنها تضرّه، وتصدّه عما ينفعه؛ فيحول بينه وبينها، فيظل العبد كارهاً، ولم يَدْرِ أن ربه قد لَطَفَ به؛حيث أبقى له الأمر النافع، وصرف عنه الأمر الضار).
خامساً: الدخول في زمرة المحبوبين لله_عز وجل_فالذين يدعون ربهم، ويُبْتَلَون بتأخر الإجابة عنهم _يدخلون في زمرة المحبوبين المشرَّفين بمحبة الله؛ فهو_عز وجل_ إذا أحبَّ قوماً ابتلاهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن عِظمَ الجزاءِ مع عِظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السَّخطْ) أخرجه الترمذي وابن ماجة، وحسنه الترمذي والألباني.
سادساً: أن اختيارَ اللهِ للعبد خيرٌ من اختيار العبد لنفسه، وهذا سر بديع يحسن بالعبد أن يتفطن له حال دعائه لربه؛ فهذا يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الاختيارات، ويُفْرِغُ قَلْبَهُ من التقديرات، والتدبيرات التي يصعد منها في عَقَبَة، وينـزل في أخرى.
وإذا فوض العبد أمره إلى ربه،ورضي بما يختاره له_أمدّه الله بالقوة، والعزيمة، والصبـر،وصرف عنه الآفات التي هي عرضةُ اختيارِ العبدِ لنفسه، وأراه من حسن العاقبة ما لم يكن ليصلَ إلى بعضه بما يختاره هو لنفسه.
سابعاً: أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والعكس بالعكس؛ بل إن عامةَ مصالحِ النفوس في مكروهاتها، كما أن عامَّةَ مضارِّها وأسباب هلكتها في محبوباتها قال
_عز وجل_: (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً).
قال سفيان بن عيينة رحمه الله: (ما يكرهُ العبدُ خيرٌ له مما يحب؛ لأن ما يكرهه يُهَيِّجُه للدعاء، وما يحبه يلهيه).
ثامناً: أن تأخر الإجابة سببٌ لِتَفَقُّدِ العبد لنفسه؛ فقد يكون امتناعُ الإجابة أو تأخرها لآفة في الداعي؛ فربما كان في مطعومه شبهةٌ، أو كان في قلبه وقتَ الدعاء غفلةٌ، أو كان متلبساً بذنوب مانعةٍ؛ وبهذا ينبعث إلى المحاسبة، والتوبة، ولو عُجِّلَت له الإجابةُ لفاتته هذه الفائدة.
تاسعاً: قد تكون الدعوةُ مستجابةً دون علم الداعي؛ لأن ثمرة الدعاء مضمونة _بإذن الله_قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يدعو، ليس بإثم ولا بقطيعة رحم؛ إلا أعطاه الله إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها) قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذاً نكثر؟ قال: (الله أكثر) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
إذا تقرر هذا؛ فكيف يستبطئ الداعي الإجابة طالما أن الثمرةَ مضمونةٌ، ولماذا لا يحسنُ العبدُ ظنَّه بربه ويقول: لعله استُجِيب لي، وآتاني ربي إحدى هذه الثلاثِ من حيثُ لا أعلم؟!.
عاشراً: التمتع بطول المناجاة، فكلما تأخرت الإجابة طالت المناجاة، وحصلت اللذة، وزاد القرب، ولو عجلت الإجابة لربما فاتت تلك الثمرة.
قال سفيان الثوري رحمه الله: (لقد أنعم الله على عبد في حاجة أكثرَ من تضرعه إليه فيها).
حاديَ عَشَرَ: تكميلُ مراتب العبودية؛ فالله _عز وجل_ يحب أولياءه، ويريد أن يكمل لهم مراتب العبودية؛ فيبتليهم بأنواع من البلاء، ومنها تأخر إجابة الدعاء؛ كي يترقّوا في مدارج الكمال، ومراتب العبودية.
ومن تلك العبوديات العظيمة التي تحصل من جرّاء تأخر إجابة الدعاء_انتظار الفرج، وقوة ُالرجاء، وحصولُ الاضطرار،والافتقارُ إلى الله، والانكسارُ بين يدي جبار السماوات والأرض، ومجاهدةُ الشيطان ومراغمُته.
أيها الصائمون: هذه بعض الحكمِ والأسرار والفوائدِ المتلمَّسةِ من جرّاء تأخر إجابة الدعاء؛ فحريٌّ بالعبد أن يكثر من دعاء الله، وبعد ذلك يدعُ التقديراتِ، والتدبيراتِ للعليم الحكيم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.



 توقيع : إرتواء نبض



قديم 06-29-2016   #2


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (02:48 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11593
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



على المرأة المسلمة أن تستغل المواسم التي جعل الله فيها خيراً كبيراً في حصاد الحسنات، وإن مما يضاعف الحسنات لدى المرأة المسلمة تقوية عزيمتها في جوانب العبادة والطاعة، وأن تحرص على فعل الخير والطاعة من صدقة وصلاة، ونوافل، وتجنب كل ما يخدش الصيام، فعند ذلك لا يفوت أجرها بإذن ربها.

شكر الله على نعمة الأمن والسلامة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أيتها المستمعات المسلمات: السلام عليكن ورحمة الله وبركاته.
نحن في هذا اللقاء من وراء حجاب مع موضوع بعنوان "عبادة المرأة المسلمة في رمضان" وقبل أن نتكلم عن جوانب هذه العبادة في رمضان، أود أن أقول في بداية هذا الكلام: إن شهر رمضان لهذه السنة قد جاء بعد ظروف عصيبة، وأيام شديدة مرت علينا، وإن مجيء هذا الشهر بعد هذه المحنة مباشرة، وبعد انقضاء هذه الأيام العصيبة له مدلولات معينة، وإن طعم شهر الصوم بعد هذه الفتنة يختلف عن الرمضانات الماضية. أيتها المسلمات: ينبغي أن نتعلم من مجيء هذا الشهر مباشرة بعد الأزمة شكر الله سبحانه وتعالى على ما منَّ به علينا من السلامة، وعلى ما من به علينا من زوال الخوف الذي سلَّطه علينا في الأيام الماضية، ونتعلم بأن نعم الله يجب أن تشكر، وأن كفران النعم يؤدي إلى مثلما أدت إليه الأحداث الماضية، وما حل بأقوام من حولنا من المصائب العظيمة لهي دليل على أن نقمة الله تحل بالمكذبين والكافرين بنعمته عز وجل: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ [النحل:112]. وهذا الشهر الكريم، شهر تضرع إلى الله ورغبة إليه، فكيف إذا كان بالإضافة إلى الصوم، وبالإضافة لما ينبغي أن يكون في هذا الشهر من التبرع، كيف إذا كان الأمر يوجب تضرعاً خاصاً آخر مما حصل ومن نتيجة ما جرى: فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا [الأنعام:43] فينبغي أن تكون العبادة في هذا الشهر وشكر النعمة فيه أعلى بكثير من الأشهر الماضية؛ لأن الله قد هزَّ القلوب، ولأن الله قد ابتلى، ولأن الله قد أحل بأقوام من الكافرين والظالمين أنواعاً من نقمته، ونحن ينبغي أن نخاف الله عز وجل في أن يصيبنا مثلما أصابهم أو أشد. أيتها المسلمات: إن موسم العبادة عندما يأت في هذا الوقت بعد هذه المصيبة التي حصلت والتي لا زالت آثارها تتتابع حتى الآن، إننا نتعلم من خلال هذا أن الله سبحانه وتعالى يبتلينا بالشر كما يبتلينا بالخير، فينظر كيف نعمل، فلذلك إذا كنا نتوب إلى الله في الرمضانات الماضية فإن توبتنا في هذا الشهر ينبغي أن تكون أكثر، وإذا كنا نعبد الله في الرمضانات الماضية ونقوم فإن قيامنا وعبادتنا ينبغي أن تكون أكثر..
وهكذا.

إخلاص المرأة في رمضان
من أوجه العبودية التي تتمثل في حياة المرأة المسلمة في شهر الصيام أنها تتعلم الإخلاص لله عز وجل، كما قال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)، وقال: (يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي) فتتعلم المرأة أن تحفظ هذا السر الذي بينها وبين الله سبحانه وتعالى بالابتعاد عن هذه المفطرات، وأن ترعى الأمانة والعهد الذي بينها وبين الله في إكمال هذا الصوم من الفجر إلى الغروب، ولا تنقض عهد الله بأي نوع من أنواع المفطرات التي تفسد الصوم.
وكذلك فإن تعلم هذا الإخلاص من شهر الصوم وشهر الصبر ينعكس على الأعمال الأخرى التي لا بد أن يبتغى فيها وجه الله، سواءً كانت هذه الأعمال دعوة أو طلب علم أو أعمالٍ خيرية..
أو نحو ذلك.

المرأة المسلمة وتعلم أحكام الصوم
ومن الأمور المستلزمة للعبادة في رمضان أن تتعلم المرأة الأحكام الفقهية التي لا تستقيم عبادتها إلا بها، خصوصاً في هذا الشهر وهذه المناسبة التي تجتمع فيها أحكام كثيرة، وخصوصاً بالنسبة للمرأة المسلمة، فهي لا بد أن تتعلم من أحكام الحيض ما تعلم به متى يجب عليها أن تصوم، ومتى يجب عليها أن تفطر، ومتى تطهر من مثل نزول الطهر عليها، أو إذا انقطع الدم أن تحتشي بشيءٍ، فإذا خرج نظيفاً تعلم أنها قد طهرت بذلك، وكذلك أن تعلم الفرق بين الحيض والاستحاضة، وأن ما زاد عن خمسة عشر يوماً من العادة فإنه استحاضة، وأحكام النفاس، وأنه لا حد لأقله، فلو أنها طهرت بعد عشرين يوماً من الولادة فإنها تبدأ في الصيام إذا كانت في رمضان مثلاً، وكذلك لا يجوز الزيادة عن أربعين يوماً على القول الراجح، فإذا انتهت وكانت نهاية الأربعين في رمضان فإنها تغتسل وتصوم. وينبغي عليها أن تعلم أحكام النية، من تبييت نية الصيام من الليل ولو قبل الفجر بلحظة، فإذا طهرت قبل الفجر عليها أن تنوي لكي تأتي للصوم عبادة صحيحة، وتبدأ به كما أمر الله، قال عليه الصلاة والسلام: (لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل). وكذلك فإنه ينبغي عليها أن تتعلم -مثلاً- ماذا يجب عليها أن تفعل إذا حاضت أو طهرت أثناء اليوم في رمضان. وكذلك لا بد أن تعلم أنها لو كانت تتوقع الحيض في اليوم القادم فلا يجوز لها أن تنوي الإفطار غداً؛ لأن الحيض قد يتأخر، فتكون لم تبيت النية فتقع في إشكال كبير، فينبغي لها ألا تقطع نية الصوم حتى ترى الدم، فتعلم أن الصيام قد بطل وأنها الآن يجب عليها أن تفطر، وقد ذكرنا طائفة كثيرة من أحكام الصيام في محاضرة بعنوان "خلاصات لأحكام الصيام" يمكن الرجوع إليها إذا شاءت المرأة المزيد.

امتثال المرأة أوامر الله ورسوله في الصوم
كذلك فإن من العبودية في هذا الشهر أن تعلم المرأة أنها تأتمر بأوامر الله ورسوله في الصوم والإفطار، فإذا قال الله لها: صومي؛ فتصوم، وإذا قال الله لها: أفطري؛ فتفطر، وإذا حاضت -مثلاً- فإن الصيام ينقطع ولها الأجر على ما مضى من الصيام، ولم تذهب القضية هباءً منثوراً، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، ومن الإحسان أن تصوم، فإذا نزل عليها الدم أثناء النهار تفطر، ولذلك فإنها تؤجر على الإحسان في عملها، وبطلان الصوم شيء، وبطلان الأجر شيء آخر، فلا ينبغي عليها أن تخلط بين هذا وهذا، خصوصاً وأن بعض النساء يشعرن بالضيق من مجيء العادة الشهرية أثناء شهر الصوم، وقد تلوم إحداهن نفسها، أو تندب حظها، وتقول: يا ليت هذه العادة لم تكن، أو لماذا كانت؟ ونحو ذلك، ولماذا لا أكون مثل الرجل الذي يصوم الشهر كله، وأنا أضطر للإفطار ثم أقضي؟! فنقول: إن من أنواع الرضا بالقضاء: الرضا بالقضاء الشرعي، والله سبحانه وتعالى قد قدَّر على المرأة أن تحيض، وأوجب عليها أن تفطر، وتقضي بعد ذلك، ورضي لها بهذا ديناً، فينبغي أن ترضى بما رضيه الله لها، وما دامت لم تفعل محرماً فلماذا تلوم نفسها، ولماذا تندب حظها، ولماذا تعنف هذه الخواطر التي تأتيها في نفسها؟ فنقول: ينبغي أن ترضى بما رضي الله لها، وهذه قسمة الله ومشيئته، وله في ذلك حكمة عظيمة سبحانه وتعالى.

الرخص الشرعية للمرأة في رمضان
وإن من الأمور أيضاً التي تعبد المرأة ربها في رمضان، ما رخص الله من أنواع الترخيصات، وما يظهر من رحمة ربها بها في هذا الشهر كثيرٌ جداً، فمن ذلك: أنها إذا كانت حاملاً أو مرضعاً فيجوز لها الإفطار بعذر الحمل والرضاعة، والله خلق الرحمة في قلب الأم بالولد، ومن علمه سبحانه وتعالى بذلك فإنه قد أباح لها أموراً كثيرة، وخلقها باستعدادات طبيعية لتواجه ما فطرت عليه من الرحمة والشفقة بالأولاد، فإذا كانت حاملاً أو مرضعاً فإنه يجوز له الفطر وليس عليها إلا القضاء على القول الراجح من أقوال أهل العلم، قياساً على المريض الذي يشق عليه الصوم، والذي قال الله بشأنه: فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ [البقرة:184]، فإذا كانت لا تستطيع أبداً أن تصوم ففدية طعام مسكين، وإذا كانت تستطيع أن تصوم ولكن الحمل والرضاع عذر مؤقت كالمرض المؤقت فليس عليها إلا القضاء فقط. الخلاصة: أنها إذا كانت لا تستطيع الصوم أبداً كما قرر الأطباء وعلم من حالها ذلك، فإن الآية في حقها تنطبق كما انطبقت في حق المريض الذي لا يرجى برؤه، والكبير في السن، فالكبير في السن العاجز يطعم عن كل يومٍ مسكيناً، كما قال الله: فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ [البقرة:184].
وأما المريض الذي يرجى برؤه والحامل والمرضع التي يتوقع زوال عذرها فليس عليهم إلا القضاء فقط، بشرط ألا يتعدى رمضان الذي بعده إلا لعذر، كأن تكون المرأة حاملاً ثم تضع في رمضان وتصبح نفاساً، ثم ترضع وقد تحبل مرة أخرى مباشرة في رضاعها فيكون عذرها مستمراً لأكثر من سنة، فلا تستطيع أن تقضي ما عليها من رمضان الفائت قبل رمضان الآتي، فتكون معذورة في تأخير القضاء من رمضان الماضي إلى ما بعد رمضان الآتي؛ لأن الحمل استمر مرة أخرى، والرضاع الذي بعده قد استمر، وهذا من رحمة الله بها، فتحمد الله عليها. وكذلك فإن هذا التأخير في القضاء الذي وسع لها إلى رمضان القادم يراعى فيه أمر آخر وهو حق الزوج، وحق الزوج عظيم أوصت به الشريعة، وحث على أدائه الله ورسوله، كما حثَّ الله ورسوله على أداء الرجل حق زوجته عليه، ولذلك فإن عائشة رضي الله عنها كانت تؤخر قضاءه إلى شعبان من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنعها من القضاء إلا الشغل برسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا يبين الحق العظيم للزوج، فمن مراعاة المرأة لزوجها أن تحرص على خدمته، وعلى تهيئة جو العبادة الطيب في بيته، وأن تعينه على العبادة في ذلك؛ من إيقاظه للسحور، وصنع طعام السحور له، وكذلك تجنيبه نفسها، فإنه يجب عليها أن تمتنع عن زوجها، وأن تحرص على سلامة صومه، ولذلك فإن بعض الرجال يتمادون في الاستمتاع بالزوجات في نهار رمضان، بحيث يؤدي إلى إفساد الصوم من حدوث الإنزال أو الجماع ونحوه، وتكون الكارثة العظيمة والكفارة الشديدة لمن وقع في الجماع، والمرأة عليها من كفارة الجماع مثلما على زوجها إذا كانت مطاوعة له ومختارة، فأما إذا كانت مكرهة أو مهددة تهديداً تعلم أنه سينفذه فيها، فإن الإثم والكفارة عليه، وليس عليها إثم ولا كفارة، ولكنها مسئولة عن التحرز من الأحوال التي يقترب فيها منها زوجها أثناء اليوم من رمضان، ولذلك كان لزاماً عليها أن تتجنب التزين له مثلاً، والاقتراب منه إذا كانت تعلم أن زوجها لا يملك نفسه، وأن تهرب منه إذا حاول إفساد صومه بواسطتها. ولتعلمي -أيتها المرأة المسلمة- أن خدمتك في بيتك أمر عظيم، له أجر جليل، وإنني أعلم أن كثيراً من النساء يتعبن في هذا الشهر كثيراً بسبب حصول العمل الشاق في البيت، فالولد يحتاج إلى خدمة، والبيت يحتاج إلى تنظيف، والأكل والطعام يحتاج إلى طبخ، والزوج يحتاج إلى خدمة أيضاً، ووقت الإفطار قد يحين بسرعة، وهي مسئولة عن تجهيز الطعام للإفطار أو السحور ونحو ذلك.
ولذلك فإن المرأة تتعب في شهر الصوم ربما أكثر من غيره من الشهور؛ لكثرة الأعمال المتزاحمة فيه، والمشقة الزائدة والتعب الناتج عن ترك الطعام والشراب، ولذلك: "فإن المعونة تنـزل على قدر المئونة" وإن الله يساعد المرأة المسلمة ويعينها سبحانه وتعالى إذا كانت طائعة له في القيام بهذه الواجبات كلها.
إن تحمل انفعالات الزوج في رمضان التي تنتج من سوء خلقه وضيق نفسه نتيجة التعب والعمل والصيام، مع أنه يجب عليه أن يضبط نفسه..
إن تحمل هذه الأمور التي تصدر عنه من العصبية الزائدة مثلاً إنه أمر -فعلاً- محل تقدير، ومحل تسجيل من الملائكة الحفظة لأجر هذه المرأة التي تتحمل كل ذلك.

حضور المرأة صلاة القيام في رمضان ومجالس الذكر
ثم إن من أوجه عبادة المرأة المسلمة في رمضان، ما يحدث من صلاة التراويح والقيام التي تحضر المرأة إلى المسجد للصلاة، وكان عمر رضي الله عنه يخصص إماماً للنساء يصلي بهن، وإذا أتت إلى المسجد فصلت مع المسلمين فهذا أمر حسن، وإذا صلت في بيتها فهذا أحسن، وفي كل منهما خير، وفي حضور المرأة بالشروط الشرعية إلى المسجد من نزول الرحمة، وتغشّي السكينة، وحف الملائكة، ونزول المغفرة التي تحصل للمستمعين، والتأمين على الدعاء، والخشوع أثناء القراءة، وتعلم الصلاة، وتصحيح أخطاء القراءة التي كانت تقع فيها، فلما سمعت الإمام يقرؤها بشكل صحيح تعلمت أن ما كانت تقرؤه خطأ فتصحح الخطأ، أقول: في هذا فوائد، ولكن إذا صلت في البيت، وقرأت في المصحف فإن ذلك لا بأس به، [كان ذكوان مولى عائشة يصلي بها من صحائف في يده] رواه أبو داود في كتاب المصاحف بإسناد صحيح. كذلك يتسنى للمرأة من أنواع العبودية حضور مجالس الذكر في المساجد، فإن كثيراً من المساجد قد يكون فيها أنواع من الدروس التي يكون فيها تعليماً لأمورٍ من الشريعة ما تستنير به في أمور العبادة، وتتعلم به من أحكام الدين، فينبغي أن تحضر تلك المجالس بوعي، وتفتح ذهنٍ، واستعداد للتقبل، حضوراً شرعياً خالياً من الزينة المحرمة، والأطياب المحرمة، وأي مظهر من المظاهر التي لا يرضى الله للمرأة أن تظهر بها أمام الرجال، خصوصاً وأننا نرى من ذلك أموراً كثيرة من حضور بعضهن مع السائق بمفردها، أو أن تكون غير محتشمة معه، فإذا نزلت من السيارة فإنها تلبس وتستكمل حجابها لتدخل المسجد. واعجباً لها! إذا جاءت إلى المسجد فإنها تستكمل الحجاب، وفيما عدا ذلك تراها مقصرة فيه، إضافة لما كان يبدو منها من الزينة والمكياج أو العطورات وهي تسير، خصوصاً وأنه يحصل عند دخول المسجد وعند الخروج منه بالذات نوع من اختلاط النساء بالرجال، فينبغي الحذر من ذلك؛ لأن هذا يسبب فتنة، وقد أخبر عليه الصلاة والسلام أن من أشد أنواع الفتن فتنة الرجال بالنساء. وتتمكن في حضور مجالس الذكر من السؤال: فينبغي عليها أن تهتم به وتوجه ما يدور في ذهنها من الأسئلة إلى الموثوق بهم من أهل العلم وطلبة العلم؛ حتى يجاب عن سؤالها، وتزول حيرتها، وتستطيع كذلك من مجالس الذكر الالتقاء بالأخوات المسلمات الطيبات اللاتي هن زينة في الرخاء، وعدة في البلاء، التقاءً طيباً مفيداً قائماً على التعاون في تلخيص الأشياء المفيدة، وتبادل المنافع الشرعية، وإنني أنبه على ما يحصل في بعض المساجد من التشويش الدائم من قبل النساء في أقسام النساء في المساجد عند التقاء بعضهن ببعض، وكأن المسجد قد جعل مجلساً عاماً تحصل فيه هذه الجلسات التي يدور فيها الكلام بصوت عالٍ يصل إلى الرجال، فأقول: إن هذا الأمر ينافي العبادة المطلوبة من المرأة في رمضان.

حياء المرأة في رمضان
من الأمور المرتبطة بذلك أيضاً أن تعلم المرأة أنه لا حياء في الدين، وأنه لا ينبغي أبداً أن تجعل من الإحراجات التي تحصل لها بسبب الحيض مانعاً لها من أداء الصيام في هذا الشهر العظيم، فمثلاً: بعض النساء تتحرج من إخبار أهلها أنها قد بلغت فتستمر على الإفطار لتثبت لهم أنها لم تبلغ مثلاً، وهذا خطأ عظيم، وجريمة كبيرة، بل يجب عليها أن تصوم في وقت الطهر، وتفطر في وقت العادة.
وكذلك أن تستحي فتصوم في وقت العادة أمامهم؛ كي لا يشعروا أن العادة قد جاءتها، فتصوم من حيث يجب عليها أن تفطر؛ فتكون مخالفة لأمر الله سبحانه وتعالى، فالواجب عليها إذاً ألا تتحرج من هذا الأمر؛ لأنه شيء كتبه الله على بنات آدم (وإن حيضتك ليست في يدك).
ولذلك نقول لكثير من السائلات اللاتي يسألن عما مضى من الصيام ويقلن: إن الإحراج قد أدى بنا إلى أن نصوم أوقات العادة، ولم نقض فيما مضى من حياتنا المبكرة في فترة البلوغ؟ فنقول: إن هذا ذنب يحتاج إلى استغفار، ويجب المبادرة إلى قضاء ما مضى من أيام العادة التي لم تقض، وإذا مرَّ رمضان الذي بعده ولم تقض فإن عليها بالإضافة إلى قضاء ما مضى كفارة إطعام مسكين عن كل يوم لم تقضه من أيام الرمضانات الماضية التي جاء بعدها شهر رمضان ولم تقض. ومن الأمور المتعلقة بالحيض: أن بعض النساء يعمدن إلى أخذ الحبوب التي تؤخر الدورة لكي يتسنى لهن الصيام، ولكي يشعرن أنه لم يفتهن شيءٌ من شهر الصوم. فنقول: إن هذه الحبوب التي أفتى أهل العلم بأن أخذها جائز إذا لم تكن تضر، وإنني أشك بأنها تضر، والأمر عند الأطباء على العموم ..
أقول: بأن عدم أخذها هو الأولى والأكثر أجراً، وهو اللائق برضى المرأة بحالها، وهذا حال أمهات المؤمنين، ونساء الصحابة والتابعين، فإنهن لم يأخذن شيئاً من الأدوية التي تؤخر الحيض أو تمنعه، وإنما كانت إحداهن إذا طهرت صامت، وإذا حاضت أفطرت، وترضى بذلك وتقضي بعده، والحمد لله رب العالمين. ومن وجوه عبودية المرأة في شهر رمضان ما يحدث من مقاومتها لنفسها لامتناعها عن الطعام والشراب والنكاح، فيكون لهذا منعاً للنفس عن مألوفاتها، وهو تعويد وترويض لكف النفس عن الشهوات المحرمة في ليالي رمضان وأيام الشهور في غير رمضان، وذلك أنها إذا تعودت على الامتناع عن الطعام والشراب والنكاح في نهار رمضان فإنه يجب عليها بالتالي أن تمتنع عن المحرمات الأخرى كالغيبة، والنميمة، والغناء، وأنواع الفسق والفجور، والتكشف، ونزع الحجاب أو التقصير فيه، وسائر المحرمات، فهذا شهر تتعود فيه النفوس، ويسهل فيه ترك ما كان مألوفاً في السابق.

المرأة في رمضان والاقتصاد في الطعام
إن من أوجه عبودية المرأة في رمضان أيضاً -وقبل أن نقول: الصدقة نقول بالنسبة للطعام ما دمنا قد تكلمنا عن الطعام- إن إطعام الطعام من شعائر الإسلام، (أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) نقول: إطعام الطعام شيء طيب، ولكننا في نفس الوقت نقول: أولاً: لا يصلح أن تمكث المرأة في المطبخ طيلة الوقت لكي تعد أنواع الطعام والشراب في رمضان، وكأن رمضان هو شهر لاستعراض المهارات المتعلقة بالطبخ، وتنويع المطعومات والمشروبات، فليس لأجل هذا فرض الصوم، فإنما فرض لعل الناس يتقون، فرض: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183] وليس: لعلكم تشبعون، أو لعلكم تصابون بالتخمة، ولذلك فعلى المرأة أن تنصح زوجها بعدم التكثير من ألوان الطعام والشراب، وخصوصاً أن بعض الرجال قد لا يهمهم التنويع الشديد، وإنما مصدر التنويع يأتي من المرأة في الغالب، ولذلك نقول: اقتصدي واعملي ما يفي بالغرض، ولا تتعدي الحد، ولا تسرفي فإن الله لا يحب المسرفين.
ونقول أيضاً بالنسبة لإطعام الطعام: بعض الناس يطبخون طعاماً فيرسلونه إلى أناس عندهم طعام كثير، ولا يتحرون في إرسال الطعام إلى الفقراء حقاً أو المساكين، أو العزاب الذين لا زوجات يطبخن لهم من الجيران، بعضهم قد يكون أعزباً لا زوجة له، فينبغي أن يتفقد أحوال هؤلاء كالطلاب والموظفين العزاب وغيرهم، هذا أولى من تبادل الأطعمة مع الجارات، وكل واحدة تعرف من ألوان الطبخ ما تعرف، وأنا لا أقول: إن تبادل المطعومات مع الجارات شيء محرم! كلا.
إنه أمر ولكن انتبهن إلى إيصال الطعام لمن يستحقه ويحتاج إليه أكثر، بدلاً من إعطائه لأشخاص هم أغنياء عنه، وحرمان الناس الذين يحتاجون إليه حقاً.
وكذلك أنبهك -أيتها الأخت المسلمة- بأن حديث: (من فطر صائماً فله مثل أجره) أي: أشبعه، فمن أشبع صائماً فله مثل أجره، أقول: قد تتخيل بعض النساء أن الزوج الذي اشترى الطعام بنقوده هو الذي أخذ الأجر، وأنها مجرد طباخة، فأقول: كلا ..
ألست تعلمين أن الله يدخل في السهم الواحد ثلاثة نفر في الجنة؟ الذي يبريه ويناوله ويرمي به كلهم مأجورون، وأنت تساهمين في تفطير الصائم عندما يحضر لدى زوجك عددٌ من الضيوف، أو يرسل الزوج طعاماً لبعض الفقراء أو المساكين أو الذين ضاقت أمورهم، فتكونين أنت داخلة في هذا الحديث إن شاء الله من جهة عملك وخدمتك في إعداد طعام الإفطار: (من فطر صائماً فله مثل أجره). وكذلك فإنني أقول: إنه لا بد من مراعاة إيقاظه للصلوات، خصوصاً صلاة الظهر وصلاة العصر، وكذلك الفجر لمن ينام متأخراً، وفي رمضان يفوت الناس صلاة العصر أكثر من أي صلاة أخرى، فينبغي عليك -أيتها المسلمة- أن تراعي أهل بيتك من الرجال الذين تجب عليهم صلاة الجماعة في المسجد، أن يخرجوا إلى الصلاة، وأنك راعية في بيت زوجك ومسئولة عن رعيتك، ومن المسئولية حثهم على الصلاة وإيقاظهم لها، وإنني أعلم أن بعض الأزواج من الذين لا يخافون الله تماماً يمنع زوجته من إيقاظه، ويقول لها: اتركيني حتى أستيقظ ولا تقتربي مني أو تزعجيني..
ونحو ذلك، فنقول: عليكِ بالنصيحة والتلطف، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا تفعلين شيئاً فيه مفسدة أكبر من المصلحة، لكن عليك باستمرار النصيحة، وحثَّ الرجال على العبادة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
وأشدد وأكرر أيضاً على مسألة الإكثار من الطعام، ووضعه ورفعه، طوال الليل والمائدة موضوعة مثل البوفيه، الذي يأتي إليه الناس ويأكلون عدة مرات، كما قال ذلك الرجل معاتباً قومه الذين يكثرون الأكل في رمضان: إنكم تأكلون الأرطال، وتشربون الأسطال، وتنامون الليل ولو طال، وتزعمون أنكم أبطال؟!! كلا، كلا، فليست هذه ببطولة.

المرأة.. واستغلال تعمير الحلقات بذكر الله وإصلاح البيوت في رمضان
كما أن عليكِ -أيتها الأخت المسلمة- في هذا الشهر العظيم أن تجتنبي ما حرم الله من أنواع الحرام، كالغيبة والنميمة، وإنني أحذر من خطورة اجتماعات ما بعد صلاة التراويح، فإنني ألاحظ أنه يحدث في البيوت في الاجتماعات كثيرٌ من اللغط والأمور المحرمة، وقول الزور، وانزلاق اللسان سهل جداً، ولذلك فاجعلي من هذه المجالس مجالس ذكر وطاعة، لقد كثرت الكتيبات الطيبة، والأشرطة الطيبة، فلخصي، وقدمي، وانتقي، وانفعي غيرك، واملئي هذه المجالس بذكر الله عز وجل. وأقول أيضاً: إنه يجب انتهاز فرصة رمضان لإصلاح البيوت، فاستعيني بالله على إخراج وسائل المنكر من البيت، والحث على إخراجها، ومنع دخولها إلى البيت، لكي تكتمل العبادة، لأنه ما معنى أن يطاع الله في النهار ويعصى في الليل وهو رب الليل والنهار؟! ولذلك بما أن النفوس مشحونة بالعبادة وبالإيمان..
مشحونة بالزاد الأخروي الآن فانتهزي الفرصة في القضاء على وسائل الإفساد في البيت، وعلى تطهير البيت من جميع المحرمات، خصوصاً أن نفس الزوج قد تكون مهيئة، ونفوس الأقارب تكون مهيئة، فانتهزي هذه الفرصة لكي تحافظي على بيتك، وتخرجي ما يمكن إخراجه، أو كل ما هو من أدوات المنكر، وتدخلي فيه كل شيء طيب من الأشياء التي تزيد في إيمان أهل البيت، وتسبب الفقه في الدين، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين). وأقول كذلك: إن المرأة المسلمة قد تسأل مثلاً عن حكم ذوق الطعام أثناء طبخه في رمضان. أقول: إن ذلك جائز ولكن لا أجيز لك أن تبتلعيه، بمجرد ما تذوقين بطرف اللسان فإنك تلفظيه إلى الخارج.
أكتفي بهذه النصائح من بيان بعض أوجه عبادة المرأة المسلمة في رمضان، على أن نتابع الكلام في أمور أخرى تتصل بمواضيع النساء في مرة قادمة إن شاء الله، أسأل الله لي ولكن التوفيق والسداد والإخلاص، والأجر العظيم، والمغفرة والرحمة، والسلام عليكن ورحمة الله وبركاته.

صدقة المرأة المسلمة في رمضان
كذلك فإن من أوجه العبودية في رمضان: الصدقة، فإذا كان رسولك صلى الله عليه وسلم قد قال: (يا معشر النساء، تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار) فإذا كان الأمر بالصدقة عاماً، فالأمر به أو فعله في رمضان آكد وأقوم وأكثر أجراً، ولا شك في مضاعفة الأجر في مواسم الطاعة العظيمة كشهر رمضان، فإن الحسنة تتضاعف في المكان الفاضل، والزمان الفاضل.
فأقول إذاً: تحركي بما تستطيعين أو تجودين به من الصدقات في أنواع البر المختلفة، والذي حصل من النساء -ولله الحمد- الآن تفتح كبيرٌ لها، وإسهامات عظيمة في التجميع والإيصال والحمد لله، وأنبه في هذه المناسبة إلى أن على النساء تمحيص جمعيات البر؛ لأن بعضها جمعيات سوء، وبعضها جمعيات صلاح وتقوى..
بعضها أسس على تقوى من الله ورضوان، وبعضها أسس على شفا جرف هار، فعليك بتمييز الجمعيات الطيبة وإشهارها والإعلان عنها، والنصيحة بالتبرع لها، والمساعدة فيها، والتحذير من الجمعيات السيئة، وعدم إعانتهم بشيء إذا كانوا يريدون قصداً سيئاً، أو يخفون أهدافاً سيئة، واحذري من القيل والقال ..
وعليك من التأكد والتثبت ..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات:6]. أيتها الأخت المسلمة! إن زكاة مالك مهم، فإن الناس كثيراً لا يعتادون إخراج الزكاة في رمضان، فعليك بإخراج الأموال الزائدة عندك، وإذا كانت لديك أراضٍ معدة للبيع فأخرجي زكاتها، وإذا كان لك تجارة أو حصة في دكان أو عروض تجارة، فتقوم عروض التجارة عند حلول الحول، ويخرج (2.5%) من قيمتها الحالية في السوق، وما لديك من الحلي الملبوس والمدخر والمعار وغيره، فأخرجي زكاته على القول الراجح من أقوال أهل العلم المستند للدليل، وهو قوله عليه الصلاة والسلام للمرأة لما قال لها: (أتؤدين زكاة هذا؟ قالت: لا.
قال لها: أيسرك أن يسورك الله سوارين من نار يوم القيامة؟) فعليك معرفة ثمن الحلي عند حلول الحول بالتقريب، فأكثر، وكذلك إذا كان عندك حلي للبنات تخرجين زكاة كل بنت على حدة، تعامل كل بنت بنصاب منفصل، فلو كانت البنت عندها أربعين غراماً لا يجب عليها، والبنت الثانية عندها خمسون غراماً لا يجب عليها، لكن لو أن البنت الواحدة عندها تسعين غراماً مثلاً أو مائة يجب عليها، وأنت تلاحظين زكاة ذهب بناتك أنت، وتخرجينها بالنقود أو من نفس الذهب،
أو ببيع قطعة منه، أو يتبـرع الزوج عنك بعلمك، كل ذلك جائز والحمد لله. وبعض النساء اعتدن على إعطاء أسر قد أغناها الله، كانوا قبل ذلك أيتاماً وأرامل لكن الآن أغناهم الله، فلا يجوز الاستمرار في إعطائهم وقد أعطاهم الله، ولم يصبحوا من أهل الآية الكريمة، إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ [التوبة:60]، فينبغي البحث عن المستحقين الآخرين.




قديم 06-29-2016   #3


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (02:48 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11593
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر : 10]



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا لأقوام السبيل, ونسأله أن يمدنا بعزم لا يأخذه فتور ولا ملل, وأن ينفي عن قلوبنا اليأس ويقوي منا الأمل, والصلاة والسلام على نبينا محمد المؤيد بأجل آية وأستطع برهان , الداعي إلى الدين الحق بأقوم حجة وأبلغ بيان , وعلى آله وأصحابه السادة الأمجاد والذين فتحو بحكمتهم القلوب, وبأسنتهم الوهاد والنجاد.

أمّا بعد :

فإن رمضان شهر الصبر, ومدرسة الصبر, فالصوم تعويد على الصبر, وتمرين عليه, ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر, وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال :
«الصوم نصف الصبر» [أخرجه الترمذي].

ثم إن الصبر ثلاثة أنواع :

صبر على طاعة الله, وصبر عن محارم الله, وصبر على أقدار الله المؤلمة, وتجتمع هذه الثلاثة كلها في الصوم, فإن فيه صبراً على طاعة الله, وصبراً عما حرم الله على الصائم من الشهوات, وصبراً على ما يحصل للصائم من ألم الجوع والعطش, وضعف النفس والبدن.

وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه, كما قال تعالى في المجاهدين : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة : 120] .

بل إن الصوم يضاعف مضاعفة خاصة, ذلك أن الله عز وجل يتولى جزاء الصائمين, فقد ثبي في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف».

«قال الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأما أجزي به, إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي» .

قال ابن رجب - رحمه الله - في الحديث : " فعلى هذه الرواية يكون استثناء الصوم من الأعمال المضاعفة, فتكون الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلّا. الصيام فإنّه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد, بل يضاعفه الله عز وجل أضعافاً بغير حصر عدد, فإن الصيام من الصبر وقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر : 10] " ا هـ.

وهكذا يتبين لنا عظم الإرتباط بين الصوم والصبر وأن الصوم سبيل إلى اكتساب خلق الصبر ذلك الخلق العظيم الذي أمر الله به وأعلى منارة, وأكثر من ذكره في كتابه, وأثنى على أهله القائمين به, ووعدهم بالأجر الجزيل عنده.

قال تعالى : {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ} [النحل: 127], وقال: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: 43], وقال عز وجل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ} [آل عمران:200], وقال : {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة : 155].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه : «ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاءاً أعظم ولا أوسع من الصبر ».

وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " وجدنا خير عيشنا بالصبر " .

وقال : " أفضل عيش أدركناه بالصبر , ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريماً ".

وقال أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه : " الصبر مطية لا تكبو ".

وقال الحسن- رحمه الله -: " الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده ".

فالصائم المحتسب يفيد دروساً جمة في الصبر من جراء صيامه, فهو يدع الطعام والشراب والشهوة حال صيامه, فيفيد درساً عظيماً في الصبر, حيث يتعود فطم نفسه عن شهواتها وغيها.

والصائم المحتسب إذا أوذي أو شتم لا يغضب, ولا يقابل الإساءة بمثلها, ولا تضطرب نفسه, فكأنه بذلك يقول لمن أساء إليه : افعل ما شئت فقد عاهدت ربي بصومي على أن أحفظ لساني وجوارحي, فكيف أخيس بالعهد, أو أسيء إليك كما أسأت إلي, {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ...} [المائدة:28].

الصائم المحتسب لا يثور لأتفه الأسباب كحال لم يتسلحوا بالصبر, ممن يظنون أن الصوم عقوبة وحرمان, فيخرجون عن طورهم, وتثور نفوسهم, وتضطرب أعصابهم.

أما الصائم المحتسب فتراه هادئ النفس, ساكن الجوارح, رضي القلب.

والصائم المحتسب يطرد روح الملل, لأن صيامه لله وصبره بالله, وجزاءه على الله.

والأمة الصائمة المحتسبة تتعلم الإنضباط الصبر على النظام, والتحرير من أسر العادات.

وهكذا يتبين لنا أثر الصيام قي اكتساب خلق الصبر, فإذا تحلى الإنسان به كان جديراً بأن يفلح في حياته, وأن يقدم الخير العميم لأمته, ويترك فيها الأثر الكبير. وإن عطل من الصبر فما أسرع خوره, وما أقل أثره.

ثم إن الإنسان - أي إنسان - لابد له من الصبر إما اختياراً وإما إضرارا, ذلك أنه عرضة لكثير من البلاء في نفسه بالمرض, وفي ماله بالضياع, وأولاده بالموت, وفي حياته العامة بالحروب وتوابعها من فقدان كثير من حاجاته التي تعودها في حياته, فإذا لم يتعود الصبر على المشاق وعلى ترك ما يألف وقع صريع تلك الأحداث.

وكذلك حال الإنسان مع الشهوات, فهي تتزين له وتغريه, وتتمثل له بكل سبيل, فإذا لم يكن معه رادع من الصبر, ووازع من الإيمان أوشك أن يتردى في الحضيض.

ومن كان متصدياً للدعوة إلى الإصلاح, منبراً للدفاع عن الحق فما أشد حاجته إلى الصبر, وتطين نفسه على المكاره, فإن من ذلك السبيل عقبة كؤوداً لا يقتحمها إلا ذو الهمم الكبيرة, فإن في طوائف المبطلين أو المفسدين نفوساً طاغية, وأحلاماً طائشة وألسنة مقذعة, وربما كانت فيه أيد باطشة, وأرجل إلى غير الحق ساعية .

وإنّما تعظم همة الداعي إلى الحق والإصلاح بقدر صبره, وبقدر ما يتوقعه من فقد محبوب, أو لقاء مكروه, فلابد لأهل الحق من الصبر على دعوة النّاس, ولابد لهم من الصبر في انتظار النتائج, لأن استعجال الثمرة قد يؤدي إلى نتائج عكسية تضر أكثر مما تنفع, فالصبر إذا اقترن بالأمر كان عصمة للداعية من الإنقطاع, وتفجرت بسببه ينابيع العزم والثبات .

إنّه الصبر المترع بأنواع الأمل العريض, بمن بيده ملكوت كل شيء, ليس صبر اليائس الذي لم يجد بداً من الصبر فصبر, ولا صبر الخاضع الذليل لغير ربه جل وعلا.

وبالجملة فإن الصبر من أعظم الأخلاق, وأجل العبادات, وإن أعظم الصبر وأحمده عاقبة الصبر على امتثال أمر الله, والإنتهاء عمّا نهى الله عنه, لأنّه به تخلص الطاعة, ويصح الدين, ويستحق الثواب, فليس لمن قل صبره على الطاعة حظ من بر, ولا نصيب من صلاح.

ومن الصبر المحمود الصبر على ما فات إدراكه من رغبة مرجوة, وأعوز نيله من مسرة مأمولة, فإن الصبر عنها يعقب السلو منها, والأسف بعد اليأس خرق.

ومن جمل الصبر الصبر فيما يخشى حدوثه من رهبة يخافها, أو يحذر حلوله من نكبة يخشاها, فلا يتعجل هم ما لم يأت, فإن أكثر الهموم كاذبة وإن الأغلب من الخوف مدفوع.

ومن ذلك أيضاً الصبر على ما نزل من مكروه, أوحل من أمر مخوف, فبالصبر في هذا تنفتح وجوه الآراء وتستدفع مكائد الأعداء, فإن من قل صبره عزب رأيه, واشتد جزعه, فصار صريع همومه, وفريسة غمومه .

وكما أن الأفراد بأمس الحاجة إلى الصبر فكذلك الأمّة, فأمة الإسلام - كغيرها من الأمم - لا تخرج عن سنن الكونية, فهي عرضة للكوارث, والمحن. وهي - في الوقت نفسه - مكلفة بمقتضى حكم الله الشرعي بحمل الرسالة الخالدة, ونشر الدعوة وتحمل جميع ما تلاقيه في سبيلها برحابة صدر, وقوة ثبات ويقين بأن العاقبة للتقوى وللمتقين.

وهي مطالبة بالجهاد في سبيل الله, لإعلاء كلمة ونشر دين الله, وإزاحة ما يقف في وجه الدعوة من عقبات, فلابد لها من الجهاد الداخلي الذي لا يتحقق إلّا بمجاهدة النفس والهوى.

وهذا الجهاد لا يتحقق إلّا بخلق الصبر, ومغالبة النفس والشيطان والشهوات, فذلك هو الجهاد الداخلي الذي يؤهل للجهاد الخارجي, لأنّ النّاس إذا تركوا وطباعهم وما أودع فيهم من حب للراحة, وإيثار للدعة, ولم يشيد أزرهم بإرشاد إلهي تطمئن إليه نفوسهم ويثقون بحسن نتائجه عجزت كواهلهم عن حمل أعباء الحياة, وخارت قواهم أمام مغرياتها, وذاب احتمالهم إزاء ملذاتها وشهواتها, فيفقدون كل استعداد لتحصيل العزة, والسمو, والمنزلة اللائقة.

فلهذا اختار الله لهم من شرع دينه ما يصقل أرواحهم, ويزكي نفوسهم, ويمحص قلوبهم, ويربي ملكات الخير فيهم.

ومن أعظم الشرائع التي يتحقق بها ذلك المقصود شريعة الصيام في شهر رمضان.

فيا أيّها المسلمون هذا رمضان يعلمنا الصبر, ويربينا على خلق الصبر, فليكن لنا منه أوفر الحظ والنصيب, وليكن زاداً لنا فيما نستقبله من أعمارنا.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين.




قديم 06-29-2016   #4


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (02:48 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11593
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



مخادع ومخدوع

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه وسلِّم تسليمًا كثيرًا، وبعد:
روى أبو داود في سننه بسند صحيح من حديث أسماء بنت أبي بكر أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن لي جارة - تعني ضَرَّة - هل عليَّ جناح إن تشبَّعتُ لها بما لم يُعطِ زوجي؟ قال: ((المتشبِّع بما لم يُعطَ كلابس ثوبَي زور)).

إنها لعبة الخداع التي يُجيدها الكثير، الخداع بالقول أو بالمظهر أو بالشكل أو بالجسم، فكم أسرتْ هذه اللعبة مِن أناس! وكم أوقعت في حبائلها من ضحايا ومخدوعين! كم حطمت هذه اللعبة مِن قلوب! وكم أفسدَت مِن بيوت! وكم فرَّقت بين الأحبة! وكم وكم...!

قصة هذه المرأة ألم تكن صحابية؟! هي نموذج لقصَص كثيرة تعيش بيننا اليوم، وهم يلبسون هذه الأقنعة المزيفة ويتلوَّنون بالألوان البراقة الخلابة الساحرة، وهم في الحقيقة ذئاب في ثوب حمَلٍ - كما يقال - وليس الأمر وليد هذا الزمان؛ فمثل هذه الرواية ومثل هذا المشهد حصل لأبينا آدم - عليه السلام - يوم أن وقع فريسة للعبة الخداع التي أجادها ويُجيدها الشيطان وتلاميذه فقال: ? وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ? [الأعراف: 21] فألقى الشيطان خدعته فسقطتْ أولى ضحاياه.

واستمرَّت القصة - قصة المظاهِر الخداعة - حتى أخرج لنا الإمام أحمد بسند صحيح من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تُكلِّفه مِن الثياب أو الصيغ - أو قال: من الصيغة - ما تكلف امرأة الغني، فذكر امرأة مِن بني إسرائيل كانت قصيرة واتَّخذت رجلين مِن خشب وخاتمًا له غلق وطبق، وحشته مِسكًا، وخرجت بين امرأتين طويلتين أو جسيمتين، فبعثوا إنسانًا يتبعهم، فعرف الطويلتين ولم يعرف صاحبة الرجلين مِن خشب)).

وذكر لنا البخاري في "الصحيح" من حديث أبي هريرة مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((وكانت امرأة تُرضع ابنًا لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت: اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديَها وأقبل على الراكب فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديها يمصُّه (قال أبو هريرة: كأني أنظر إلى النبي - صلى الله عليه و سلم - يمصُّ إصبعه) ثم مُرَّ بأمَة فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه، فترك ثديها فقال: اللهم اجعلني مثلها، فقالت: لم ذاك؟ فقال: الراكب جبار مِن الجبابرة، وهذه الأمة يقولون: سرقتِ زنَيتِ ولم تفعل)).

وهكذا نرى أن الناس تُخدع بهذه المظاهر، حتى أصبح حال الكثير منا اليوم اهتمامه بالظاهر مع خراب الباطن، ونحن هنا لا نَقصِد أن يترك الإنسان العناية بمَظهرِه أو مَركبِه أو ملبسه أو مسكنه؛ بل نحن نعتقد أن الاهتمام بهذا مِن الإيمان إذا ما اقترن بالاهتمام بصلاح الباطن، وهو الأساس والأصل.

لقد أنزل الله - عز وجل - سورة عظيمة، وهي سورة الزخرف، والتي بيَّنت في تفصيلات آياتها خِداع المظاهر، فكشفت زيف ما قد يقع فيه الكثير، فانخدع البعض بكبار قومهم فقالوا: ? وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ? [الزخرف: 31]، وانخدع البعض بصاحب الملك والسلطان، فقال: ? وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ? [الزخرف: 51]، وانخدع الصديق بصديقه فقال: ? الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ? [الزخرف: 67].

ولن تنتهي هذه اللعبة - لعبة الخداع - حتى في آخر الزمان، فإن ضحاياها كثُر، كما صحَّ مِن أخبار عن الصادق المصدوق بأبي هو وأمي في شأن الدجال أن عنده جنة ونار، وأنه يقول للسماء: أَمطِري فتُمطِر، وللأرض: أنبتي فتُنبِت، وعنده ذهب وفضَّة سيقَع في شراك خدعته مِن كُتِب له أن ينخدع.

لقد أصبح المسلمون اليوم أسرى لهذه المَظاهِر الخدّاعة؛ فالكثير ممَّن نراه يُبالغ كثيرًا في شأنه، حتى أخذ يَخدع بعضُنا بعضًا، وتأمل في مبالغات البعض فلا يأكل إلا في المطعم الفلاني، ولا يلبس إلا مِن العلامة الفلانية، ولا يركب إلا سيارة فارهة مِن الوكالة الفلانية، وهكذا حتى أصبح حال الكثير منا أنه أسير لهذه المظاهر، بل إن الكثير من المسلمين وقعوا ضحية لخِداع شركات الإعلام والإعلان، حتى بيع لنا ما كان ضرره أكبر من نفعه، وهذا مُشاهَد ملموس، بل تعمَّدت بعض وسائل الإعلام الخِداع حتى على منظومة القيَم التي تَحملها الأمة، فالرِّشوة أسمتْها هدية، والربا فائدة، والضلال حرية فكرية، والنفاق دبلوماسية، والزنا تَجارِب عاطفية، والعرْي حضارة ومدنية، وهكذا..

إنها المظاهر الخداعة والأشكال المزيفة التي اهتم بها الناس اليوم على حساب قلوبهم وسرائرهم وبواطنهم، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))، فأين الاهتمام بالقلب وأمراضه، والروح وصفائها، والسريرة ونقائها؟!

يروي لنا أهل التاريخ أن كثيِّر عزّة، الشاعر المعروف - وكان نحيل الجسم قصير القامة - دخل على الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، فسأله الخليفة: مَن أنت؟ فقال: أنا كُثيِّر عزة، فقال: أأنت الشاعر؟ قال: نعم، فقال الخليفة - مستقبحًا شكله -: "أن تسمَع بالمُعيديِّ خيرٌ مِن أن تراه"، فردَّ عليه كُثيِّر عزة الشاعر، فقال:
يا أمير المؤمنين:
ترى الرجل النَّحيف فتَزدَرِيه
وفي أثوابه أسَدٌ هَصور
ويُعجبُك الطرير فتَبتليه
فيُخلِف ظنَّك الرجلُ الطَّريرُ

فقال الخليفة: لله درك، ما أفصح لسانَك!

فلا تغترَّ بجمال زهرة الخشخاش؛ فمنها تُصنع المخدِّرات والسموم، ولا تَنخدِع إذا رأيتَ حمارًا على ظهره كتبًا فتظنَّ أنه حمار مثقف، وتذكّر دومًا دعاء الخليل - عليه وعلى نبينا أفضل صلاة وسلام - يوم أن قال: ? وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ? [الشعراء: 87 - 89]، وصحِّح مفهوم المظاهِر الخداعة كما كان الفاروق - رضي الله عنه - يفعل؛ فيوم أن دخل بيت المقدس مرَّ على مخاضة مِن طين، فقال له أبو عبيدة - رضي الله عنه -: ما يسرني أن أهل البلد استَشرفوكَ - أي وأنت في هذه الصورة والطين قد أصابك وثيابك - فقال عمر - رضي الله عنه - مقولته المشهورة: "يا أبا عبيدة، إنا قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله".

افتخرْ بدينك، وأَصلِح سريرتك، ثم لا تنسَ أن تُصلح ظاهرك، حينها لن تقع - أيها المسلم - فريسة للخداع، أو تكون مخادعًا، والله الموفِّق لكل خير.






قديم 06-29-2016   #5


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (02:48 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11593
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



بقدر ما قد يكون في الصيام من مشقة، يكون فيه من صحة، أجمع عليها الأطباء المسلمون والأجانب؛ من يؤمنون بدين ومن لا يعرفون غير العلم دينًا وإلهًا. وفي سيرة الرسول وسنته إشارات ودلائل، تثير عجبنا وتثير إعجابنا؛ فذلك هو الدستور الطبي الذي ورد في الأثر: "صوموا تصحُّوا"؛ بمعنى لا تملئوا بطونكم؛ لأنه كما قال عليه السلام: "ما ملأ ابنُ آدم وعاءً قط شرًّا من بطنه، بحسب ابنِ آدم لقيماتٌ يُقمن صُلبَه، فإن كان لا محالة فاعلاً، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه".

فقد حدد المقدار الذي يجب أن نتناوله وهو ثلث لطعامك وثلث لشرابك، وثلث لنفسك؛ لأن اشتغال المعدة بالطعام يسبب كثيرًا من الأمراض، كما قال طبيب العرب الحارث بن كلدة: "المعدة بيت الداء". ولذلك قال بعض الحكماء: "الدواء الذي لا داء معه ألاَّ تأكل الطعام حتى تشتهيه، وأن ترفع يدك عنه وأنت تشتهيه".

ولكن لأن الإنسان في أغلب الأحوال أسيرُ شهواته، فقد فرض الله الصوم لكسر هذه الشهوات، سواء كانت شهوات النفس الأمارة بالسوء، أو الشهوات التي تأتي من وساوس الشيطان.

فالصيام علاج للشباب الذي لم يتزوج، أو لا يستطيع الزواج، من الانحراف؛ يقول : "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة (أي مئونة الزواج) فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء (أي وقاية)".

وكيف تكون الوقاية من الشهوات بالصوم؟

يوضح ذلك ما روي في الأثر: "عليكم بالصوم؛ فإنه محسمة للعروق، ومذهبة للأشر". فإن الصوم حسم للداء بالقضاء عليه بما يزيله؛ لأنه يقلل الدم في العروق، ومن كثرة الدم فيها تثور الشهوة على الإنسان؛ لذا كان الصوم يخفف المني ويكسر الشهوة التي تذهب البطر.

كما أن الصوم تضييق لمسالك الشيطان، فيقول عليه السلام: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم؛ فضيقوا مجاريه بالجوع".

وإذن يكون للصوم فوائده الصحية؛ لأنه يجفف العروق، وينظف الأمعاء، فيمنع ضغط الدم عن قوم، ويصلح المعدة لآخرين، فهو علاج لارتباك المعدة والتهاب القرحة، وكسل الكبد، ومرض السكر، كما أن الصوم علاج لمرضى السمنة؛ لأنه يمنعهم في نهار رمضان من تناول النشويات، وعلاج لمرضى البول السكري، والاضطرابات الهرمونية.

يقول د. عبد العزيز إسماعيل: إن الصيام يستعمل طبيًّا في حالات كثيرة، ووقائيًّا في حالات أكثر، وإن كثيرًا من الأوامر الدينية لم تظهر لنا حكمتها، ستظهر مع تقدم العلوم، فلقد ظهر أن الصيام يفيد طبيًّا في حالات كثيرة، وهو العلاج الوحيد في أحيان أخرى.

فللعلاج.. يستعمل في اضطرابات الأمعاء المزمنة والمصحوبة بتخمر، ويستعمل في علاج زيادة الوزن الناشئة من كثرة الغذاء، وكذلك في علاج زيادة الضغط، أما في البول السكري فلما كان ظهوره يكون مصحوبًا غالبًا بزيادة في الوزن، فالصوم يكون بذلك علاجًا نافعًا، ولا يزال الصيام مع بعض ملاحظات في الغذاء أهم علاج لهذا المرض، والصوم يعد علاجًا لالتهاب الكلى الحاد والمزمن، وأمراض القلب.

كذلك فإن الصوم يساعد على مقاومة الأمراض الجلدية، والمحافظة على نضارة الجلد وجماله؛ يقول د. محمد الظواهري: "إن علاقة التغذية بالأمراض الجلدية متينة"، والامتناع عن الغذاء والشراب مدة ما، يقلل من الماء في الجسم والدم، وهذا يدعو إلى قلته في الجلد، وحينئذ تزداد مقاومة الجلد للأمراض الجلدية المؤذية الميكروبية، وقلة الماء من الجلد تقلل أيضًا من حدة الأمراض الجلدية الالتهابية والحادة والمنتشرة بمساحات كبيرة في الجسم.

وقد كان من المعتقد أن صوم رمضان يقلل من عمر كرات الدم الحمراء، ولكن الدراسات العلمية أخيرًا أثبتت عدم وجود آثار سيئة لصوم رمضان على عمر كرات الدم الحمراء.

كما أثبتت الدراسات العلمية أن الحامل والمرضع ممن لهن القدرة على الصيام، لا تتأثر نسبة السكر في الدم تأثرًا ملحوظًا موازنة بالمرأة العادية، كما وجد أن نسبة الدهون نتيجة الصيام، قد ارتفعت في المرأة الحامل، ولكن في حدود المعدل الطبيعي. ومن هنا يقرر الطب أن لا ضرر على الحامل والمرضع من الصوم في شهر رمضان، كما أن الصوم علاج لمدمني المكيفات؛ يشحذ عزيمتهم للإقلاع عنها بعد رمضان.

ومع أننا -نحن المسلمين- لسنا في حاجة إلى شهادات تؤكد صدق إيماننا، إلا أن اقتناع غير المسلمين بأن ما نحن عليه هو الصواب يزيدنا يقينًا بأن الإسلام حق، ويزيدنا اقتناعًا بأنه لا شيء من أمور عباداتنا، بحيث لا غناء وراءه، وإن كانت الجدوى كل الجدوى في أن الله قد أمر وعلينا أن ننفذ أمره، وإلى المستهترين بفرضية الصوم مع قدرتهم عليه، أسوقُ هذه الشهادة لضعاف الإيمان، من طبيب أمريكي اسمه ماك فاردن، لعلّ ما عدَّده من فوائد الصوم يكون مقنعًا لبعض من لديهم عقدة (الخواجة)، فلا يفعلون شيئًا إلا إذا كانت عليه ماركة "مستورد من الخارج"، فماذا قال الطبيب الأمريكي عن الصوم؟

"إن كل إنسان يحتاج إلى الصيام وإن لم يكن مريضًا؛ لأن سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض، فتثقله وتقلل نشاطه، فإذا صام خف وزنه، وتحللت هذه السموم من جسمه بعد أن كانت مجتمعة، فتذهب عنه حتى يصفو صفاءً تامًّا، ويستطيع أن يسترد وزنه ويجدد جسمه في مدة لا تزيد على العشرين يومًا بعد الإفطار، ولكنه يحس بنشاط وقوة لا عهد له بهما من قبل".

وآخر ما حملته الأنباء عن الإفريقيين الذين يعيشون في أزمات المجاعة، أن كميات الطعام المحدودة التي تصرف لهم قد ساعدت على اكتسابهم صحة جيدة، وقللت نسبة الوفيات بينهم، وأنهم لو استمروا على هذا النظام من تناول كميات قليلة من الطعام، فإن ذلك سيقلل من الأمراض المنتشرة بينهم.

ويقول د. أليكسيس كارايل: "إن كثرة وجبات الطعام وانتظامها ووفرتها تعطل وظيفة أدت عملاً عظيمًا في بقاء الأجناس البشرية، وهي وظيفة التكيف على قلة الطعام؛ ولذلك كان الناس يلتزمون الصوم في بعض الأوقات".

وحتى لا يحرم الإسلام أتباعه من كل هذه الفوائد الصحية للصوم، إلى جانب كونه أساسًا عبادة وتقربًا إلى الله، فإن الصوم لم يكن مقصورًا على شهر رمضان فقط، ولكنه ممتد طوال شهور السنة لمن أراد أن يصوم تطوعًا:

- ستًّا من شوال؛ لقوله : "من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر".

- تاسوعاء وعاشوراء؛ لقوله : "وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية"، وقال: "إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع".

- يوم عرفة؛ لقوله : "صوم يوم عرفه يكفر ذنوب سنتين: ماضية، ومستقبلة".

- الاثنين والخميس؛ لقوله : "إن الأعمال تعرض كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل مسلم".

- الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر؛ لقوله : "هي كصوم الدهر".

- الصيام في شهر المحرم، والعشر الأُوَل من ذي الحجة، وصيام يوم وإفطار يوم.

وما كل هذه الأيام المستحبة من الصيام طوال العام إلا إتاحة للفرصة أمام كل مسلم ليعالج نفسه بنفسه روحيًّا وصحيًّا.




قديم 06-29-2016   #6


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (02:48 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11593
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



تأملْ -أيها المسلم- في ساعتك، وانظر إلى عقرب الساعة وهو يأكل الثواني أكلاً، لا يتوقف ولا ينثني، بل لا يزال يجري ويلتهم الساعات والثواني، سواء كنت قائمًا أو نائمًا، عاملاً أو عاطلاً، وتذكّرْ أن كل لحظة تمضي، وثانية تنقضي فإنما هي جزء من عمرك، وأنها مرصودة في سجلك ودفترك، ومكتوب في صحيفة حسناتك أو سيئاتك، فاتّق الله في نفسك، واحرص على شغل أوقاتك فيما يقربك إلى ربك، ويكون سببًا لسعادتك وحسن عاقبتك، في دنياك وآخرتك.

وإذا كان قد ذهب من هذا الشهر أكثره، فقد بقي فيه أجَلّه وأخيره، لقد بقي فيه العشر الأواخر التي هي زبدته وثمرته، وموضع الذؤابة منه.

ولقد كان يعظّم هذه العشر، ويجتهد فيها اجتهادًا حتى لا يكاد يقدر عليه، يفعل ذلك وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، فما أحرانا نحن المذنبين المفرّطين أن نقتدي به فنعرف لهذه الأيام فضلها، ونجتهد فيها؛ لعل الله أن يدركنا برحمته، ويسعفنا بنفحة من نفحاته، تكون سببًا لسعادتنا في عاجل أمرنا وآجله.

روى الإمام مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره".

وفي الصحيحين عنها قالت: "كان النبي يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمَّر وشدَّ المئزر".

فقد دلت هذه الأحاديث على فضيلة العشر الأواخر من رمضان، وشدة حرص النبي على اغتنامها والاجتهاد فيها بأنواع القربات والطاعات؛ فينبغي لك -أيها المسلم- أن تفرغ نفسك في هذه الأيام، وتخفِّف من الاشتغال بالدنيا، وتجتهد فيها بأنواع العبادة من صلاة وقراءة، وذكر وصدقة، وصلة للرحم وإحسان إلى الناس. فإنها -والله- أيام معدودة، ما أسرع أن تنقضي، وتُطوى صحائفها، ويُختم على عملك فيها، وأنت -والله- لا تدري هل تدرك هذه العشر مرة أخرى، أم يحول بينك وبينها الموت! بل لا تدري هل تكمل هذه العشر، وتُوفَّق لإتمام هذا الشهر! فالله الله بالاجتهاد فيها والحرص على اغتنام أيامها وليالها.

وينبغي لك -أيها المسلم- أن تحرص على إيقاظ أهلك، وحثهم على اغتنام هذه الليالي المباركة، ومشاركة المسلمين في تعظيمها والاجتهاد فيها بأنواع الطاعة والعبادة.

ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فقد كان إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله.

وإيقاظه لأهله ليس خاصًّا في هذه العشر، بل كان يوقظهم في سائر السنة، ولكن إيقاظهم لهم في هذه العشر كان أكثر وأوكد. قال سفيان الثوري: أحب إليَّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.

وإن لمن الحرمان العظيم، والخسارة الفادحة، أن نجد كثيرًا من المسلمين، تمر بهم هذه الليالي المباركة، وهم عنها في غفلة معرضون، فيمضون هذه الأوقات الثمينة فيما لا ينفعهم، فيسهرون الليل كله أو معظمه في لهو ولعب، وفيما لا فائدة فيه، أو فيه فائدة محدودة يمكن تحصيلها في وقت آخر، ليست له هذه الفضيلة والمزية.

وتجد بعضهم إذا جاء وقت القيام، انطرح على فراشه، وغطّ في نوم عميق، وفوّت على نفسه خيرًا كثيرًا، لعله لا يدركه في عام آخر.

ومن خصائص هذه العشر: ما ذكرته عائشة من أن النبي كان يحيي ليله، ويشدّ مئزره؛ أي يعتزل نساءه ليتفرغ للصلاة والعبادة. وكان النبي يحيي هذه العشر؛ اغتنامًا لفضلها وطلبًا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.

وقد جاء في صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما أعلم قام ليلة حتى الصباح". ولا تنافي بين هذين الحديثين؛ لأن إحياء الليل الثابت في العشر يكون بالصلاة والقراءة والذكر والسحور ونحو ذلك من أنواع العبادة، والذي نفته، هو إحياء الليل بالقيام فقط.

ومن خصائص هذه العشر أن فيها ليلة القدر، التي قال الله عنها: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 3-5]. وقال فيها: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3، 4]. أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكاتبين كل ما هو كائن في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر، وغير ذلك من أوامر الله المحكمة العادلة.

يقول النبي : "وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم"[1].

قال الإمام النحعي: "العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها".

وقد حسب بعض العلماء "ألف شهر" فوجدوها ثلاثًا وثمانين سنة وأربعة أشهر، فمن وُفّق لقيام هذه الليلة وأحياها بأنواع العبادة، فكأنه يظل يفعل ذلك أكثر من ثمانين سنة، فيا له من عطاء جزيل! وأجر وافر جليل، من حُرمه فقد حُرم الخير كله.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي قال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه". وهذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان؛ لقول النبي : "تحرُّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"[2].

وهي في الأوتار منها أحرى وأرجى، وفي الصحيحين أن النبي قال: "التمسوها في العشر الأواخر في الوتر". أي: في ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين. وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنها لا تثبت في ليلة واحدة، بل تنتقل في هذه الليالي، فتكون مرة في ليلة سبع وعشرين، ومرة في إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو تسع وعشرين.

وقد أخفى الله -سبحانه- علمها على العباد رحمة بهم؛ ليجتهدوا في جميع ليالي العشر، وتكثر أعمالهم الصالحة فتزداد حسناتهم، وترتفع عند الله درجاتهم {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 132]. وأخفاها -سبحانه- حتى يتبين الجادّ في طلب الخير الحريص على إدراك هذا الفضل، من الكسلان المتهاون؛ فإن من حرص على شيء جدَّ في طلبه، وسهل عليه التعب في سبيل بلوغه والظفر به، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، واجتهدوا في هذه الليالي المباركات، وتعرّضوا فيها للرحمات والنفحات؛ فإن المحروم من حُرم خير رمضان، وإن الشقي من فاته فيه المغفرة والرضوان، يقول النبي : "رغم أنف من أدرك رمضان ثم خرج ولم يُغفر له"[3].

إن الجنة حُفّت بالمكاره، وإنها غالية نفيسة، لا تُنال بالنوم والكسل، والإخلاد إلى الأرض، واتباع هوى النفس؛ يقول النبي : "من خاف أدلج[4]، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة". وقد مثّل النبي المسافر إلى الدار الآخرة -وكلنا كذلك- بمن يسافر إلى بلد آخر لقضاء حاجة أو تحقيق مصلحة، فإن كان جادًّا في سفره، تاركًا للنوم والكسل، متحملاً لمشاق السفر، فإنه يصل إلى غايته، ويحمد عاقبة سفره وتعبه، وعند الصباح يحمد القوم السرى.

وأما من كان نوّامًا كسلان، متبعًا لأهواء النفس وشهواتها، فإنه تنقطع به السبل، ويفوته الركب، ويسبقه الجادّون المشمّرون، والراحة لا تُنال بالراحة، ومعالي الأمور لا تُنال إلا على جسر من التعب والمشقات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].

ومن خصائص هذه العشر المباركة استحباب الاعتكاف فيها، والاعتكاف هو: لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله ، وهو من السنة الثابتة بكتاب الله وسنة رسوله ، قال الله تعالى: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187]. وكان النبي يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ، واعتكف أزواجه وأصحابه معه وبعده.

وفي صحيح البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان النبي يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يومًا".

والمقصود بالاعتكاف: انقطاع الإنسان عن الناس ليتفرغ لطاعة الله، ويجتهد في تحصيل الثواب والأجر وإدراك ليلة القدر؛ ولذلك ينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والعبادة، ويتجنب ما لا يعنيه من حديث الدنيا، ولا بأس أن يتحدث قليلاً بحديث مباح مع أهله أو غيرهم.

ويحرم على المعتكف الجماع ومقدماته؛ لقوله تعالى: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187].

وأما خروجه من المسجد، فهو على ثلاثة أقسام:

1- الخروج لأمر لا بد منه طبعًا، أو شرعًا لقضاء حاجة البول والغائط والوضوء الواجب والغسل من الجنابة، وكذا الأكل والشرب فهذا جائز إذا لم يمكن فعله في المسجد. فإن أمكن فعله في المسجد فلا؛ مثل أن يكون في المسجد دورات مياه يمكن أن يقضي حاجته فيها، أو يكون له من يأتيه بالأكل والشرب، فلا يخرج حينئذ لعدم الحاجة إليه.

2- الخروج لأمر طاعة لا تجب عليه كعيادة مريض، وشهود جنازة ونحو ذلك، فلا يفعله إلا أن يشترط ذلك في ابتداء اعتكافه مثل أن يكون عنده مريض يحب أن يعوده أو يخشى من موته، فيشترط في ابتداء اعتكافه خروجه لذلك فلا بأس به.

3- الخروج لأمر ينافي الاعتكاف كالخروج للبيع والشراء ونحو ذلك، فلا يفعله لا بشرط ولا بغير شرط؛ لأنه يناقض الاعتكاف وينافي المقصود منه، فإن فعل انقطع اعتكافه ولا حرج عليه.




قديم 06-29-2016   #7


الصورة الرمزية نجم الجدي

 عضويتي » 134
 جيت فيذا » Feb 2009
 آخر حضور » منذ 5 ساعات (07:53 PM)
آبدآعاتي » 273,447
الاعجابات المتلقاة » 2151
الاعجابات المُرسلة » 5717
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 48سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع naser
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي


 توقيع : نجم الجدي






قديم 06-29-2016   #8


الصورة الرمزية كـــآدي

 عضويتي » 28440
 جيت فيذا » Jul 2015
 آخر حضور » منذ أسبوع واحد (11:49 AM)
آبدآعاتي » 379,136
الاعجابات المتلقاة » 2470
الاعجابات المُرسلة » 1007
 حاليآ في » الريــآآض ع ـــشقي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 29سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » كـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع shabab
مَزآجِي  »  سبحان الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



عوافي ع الطرح




قديم 06-29-2016   #9


الصورة الرمزية ضامية الشوق

 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 25 دقيقة (12:37 AM)
آبدآعاتي » 1,054,814
الاعجابات المتلقاة » 13796
الاعجابات المُرسلة » 7946
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت يمنــآك
طرح جميل جدا


 توقيع : ضامية الشوق


أخي نساي
شكرا على إهداء ربي يسعدك


قديم 06-29-2016   #10


الصورة الرمزية ورده

 عضويتي » 28548
 جيت فيذا » Sep 2015
 آخر حضور » 03-31-2017 (08:54 PM)
آبدآعاتي » 79,366
الاعجابات المتلقاة » 34
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » ورده has a reputation beyond reputeورده has a reputation beyond reputeورده has a reputation beyond reputeورده has a reputation beyond reputeورده has a reputation beyond reputeورده has a reputation beyond reputeورده has a reputation beyond reputeورده has a reputation beyond reputeورده has a reputation beyond reputeورده has a reputation beyond reputeورده has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~
مجرد ابتسامةة وقلب نظيف
ونفس سموحه
هكذا نعيش جمال الحياة

افتراضي



جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسسناتك
دممتم بود


 توقيع : ورده







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(14), (15), (16), (17), (18), رمضآنية, نفحآت


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية